روايات

رواية فؤادة الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم ميمي عوالي

رواية فؤادة الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم ميمي عوالي

رواية فؤادة البارت الخامس والعشرون

رواية فؤادة الجزء الخامس والعشرون

فؤادة
فؤادة

رواية فؤادة الحلقة الخامسة والعشرون

وقف جلال بجانب فؤادة و هى تحتضن سلوى فى وداع محمد و صديقه طبيب العلاج الطبيعى ، و بعد ان اختفت سيارتهم عن الانظار ، التفت جلال الى فؤادة و سلوى قائلا : يا ترى هتستضيفونى معاكم اليومين دول لحد ما نرجع سوا على العقيقة بتاعة بنت محمد ، و اللا اروح و ابقى ارجع لكم تانى
فؤادة : يا خبر يا استاذ جلال ، ده البيت بيتك ، ازاى تقول كده
سلوى : هتفضل معانا عشان عاوزة أوريك ازاى انا بقيت اعرف اطلع على شجرة التوت و انزل من عليها لوحدى … ماما علمتنى حتى شوف
لتسرع سلوى الى شجرة التوت و لكن جلال قال مسرعا ، لا يا سلوى احسن تقعى
سلوى : تعالى بس اقف جنبى و هتشوف انى مش هقع
فؤادة بعتاب لسلوى : و هو ده برضة اللبس اللى بنطلع بيه على الشجرة يا سلوى
لتضرب سلوى على مقدمة رأسها قائلة : يوووه نسيت … انا اسفة ، هروح البس بسرعة
لتسرع سلوى الى المنزل و تختفى عن اعينهم ، ليلتفت جلال الى فؤادة متسائلا بفضول : و هو الشجرة ليها لبس معين عشان تطلعوا عليه
فؤادة بخجل : ااه طبعا ، لازم تبقى مستورة ، ماينفعش تطلع بفستان
لينظر اليها جلال بنظرة لم تدرى معناها ، فهى نظرة لعدة مشاعر مختلطة ، ما بين الحب و الامتنان و الاعجاب فى ذات الوقت ، و لكن فؤادة احست بالخجل الشديد من نظرته و اعادت عينيها للاسفل ، و سرعان ما عادت سلوى اليهم بعد ان ارتدت بنطالا اسفل ردائها الطفولى و هى تقول : اهو يا ماما لبست بنطلون ، ياللا يا بابا تعالى
فؤادة بتشجيع : ما تخافش عليها ، بس روح فعلا اقف جنبها عشان تبقى متطمن عليها
جلال و هو ينظر لسلوى : طب استنى اما اجيلك
ليذهب اليها و يقف يراقبها و هى تتسلق الشجرة بسرعة و مهارة لم يتوقعها حتى جلست على احد فروع الشجرة من الاعلى
جلال ضاحكا : ازاى اتعلمتى تعملى كده و امتى بالسرعة دى
سلوى ضاحكة بصوت عالى ، و هى تقول : ماما كانت كل يوم بتعلمنى شوية كتير ، و مستنية ادهم ييجى عشان نعلمه هو كمان ، و نطلع نقعد كدة سوا
جلال بابتسامة : و يا ترى هتعرفى تنزلى بقى على كدة

 

 

 

 

سلوى بحماس : ااه طبعا ، استنى خليك واقف عشان اوريك
لتهبط سلوى وسط تحفز جلال لسقوطها فى اى لحظة ، و لكنها كما صعدت بسهولة ، هبطت ايضا و بكل يسر
و ما ان هبطت سلوى من على الشجرة حتى اسرعت بالقاء نفسها بين احضان فؤادة بسعادة و قالت : عاوزاكى بقى تصورينى و انا قاعدة فوق الشجرة و باكل التوت
فؤادة بحب : بس كده ، حاضر
جلال و هو يحاول مشاركتهم الحوار : و لما ماما دراعها يخف خالص ، تبقوا تطلعوا انتو الاتنين و اصوركم جنب بعض
لتصفق سلوى بسعادة و تقول : طب هتروح تركب معايا الحصان
جلال : ما تبقيش طماعة بقى ، خلى الخيل لبكرة ان شاء الله ، روحى انتى اتمرجحى شوية على ما اقعد استريح شوية انا و مامتك
لتذهب سلوى للعب و يجلس جلال و فؤادة يشاهدانها فى صمت و فؤادة مازال قلبها يرقص من وصف جلال لها بانها ام سلوى ، و كانت تتسائل بين نفسها ان كان سيستمر ذلك الوضع كذلك كثيرا ام ان للقدر رأى اخر ، حتى قال جلال بهدوء : شكرا
لتنظر فؤادة له بانتباه و تقول : شكرا على ايه
جلال : على كل اللى بتعمليه مع سلوى ، انا عمرى ماشفتها بالسعادة و الحيوية دى قبل كده
لتعيد فؤادة نظرها الى سلوى قائلة : سلوى بنت جميلة و رقيقة ، و فوق كل ده ذكية جدا و حنينة اوى ، يا بختك بيها
جلال بابتسامة : و يابختها بيكى ، من يوم ما ماتت امها و انا مش قادر اتعامل معاها ، و كنت حاسس انى هفضل كده طول عمرى ، كانت دايما امى تقوللى قرب من بنتك ، بلاش تبقى يتيمة الاب كمان و انت عايش على وش الدنيا ، بس ما كنتش بقدر اتعامل معاها من كتر احساسى بالذنب انى ما قدرتش الحق امها
فؤادة : بس مهما كنت عملت ، مافيش مخلوق يقدر يمنع او يأجل معاد الموت و لا الولادة ، الاتنين دول بالذات مافيش مخلوق يقدر يتدخل فيهم
جلال بابتسامة : رغم انى عارف الكلام ده كويس ، بس سيبت دوامتى تاخدنى و تحبسنى جواها ، لحد ما جيتى انتى و ظهرتى فى حياتنا
ليعتدل جلال و ينظر لفؤادة و هو يكمل حديثه فقال : صدفة ظهورك فى حياتى غيرت فيا حاجات كتير اوى يا فؤادة ، و اولهم علاقتى بسلوى
سلوى اللى اول واحدة لفتت نظرى ان انتى و هى ظروفكم واحدة ، اول مرة حكيتى لامى حكايتك ، و ماكناش لسه نعرف عنك اى حاجة ، و لما امى خرجت حكتلنا كل اللى انتى حكيتيهولها لقيت سلوى بتقول بزعل : يعنى هى كمان ماعندهاش ماما زيى
لاول مرة وقتها كنت احس اد ايه سلوى حاسة بيتمها رغم وجود امى و اخواتى و خالتها اللى ما اقدرش انكر ابدا انها كانت بتهتم بيها جدا
يومها خفت على سلوى لما سمعت حكايتك ، رغم الفرق الشاسع اللى بين اخواتى و اللى حكيتيه عن عمك وقتها ، بس لقيت برضة فرق شاسع من اللى عمله معاكى ابوكى و اللى انا بعمله مع سلوى
يومها بينى و بين نفسى قررت انى احاول اقرب من بنتى على الاقل تفتكرنى بذكرى حلوة بعد موتى
لتقول فؤادة بجزع : بعد الشرعليك ، ليه بتقول كده
ليبتسم جلال قائلا : تصدقينى او قلتلك انى كنت بتمنى الموت فى كل لحظة لحد ما قابلتك
لترفع فؤادة وجهها اليه بفضول فيكمل قائلا : كنت عايش زى الالة ، حياتى كانت كلها عبارة عن روتين ممل و مميت ، لكن كنت دافن نفسى فيه بارادتى الكاملة لحد ما دخلتى حياتنا

 

 

 

 

ما انكرش انى فى الاول ، كنت بعتبر وجودك فى حياتى مجرد انتقام من الهلالى ، او تكدير ليه ، لكن اول ما حسيت اني جبت حق مراتى منه ، ابتديت انى احس بحاجة جوايا بتتغيرشوية بشوية ، حسيت انى مسئول عنك ، لقيتنى فجأة بغير عليكى حتى من اخوكى و من اخواتى ، كنت بستمتع جدا و انتى واقفة قدامى تعترضى على حاجة قلتها او عملتها و انتى بتناطحينى كلمة بكلمة ، كنت بتمتع و انا شايفك بتدورى بعنيكى و انتى بتفكرى فى كلامى و فى الرد اللى هترديه عليا ، فى الاول ما كنتش فاهم و كنت بتعصب عليكى من غير ما افهمك سر عصبيتى بس ده كان لان انا نفسى ما كنتش فاهم
فؤادة و دقات قلبها تتسارع بشدة لدرجة اثرت على نبرة صوتها : و ايه هو اللى ما كنتش فاهمة
جلال : ان مش بس سلوى اللى حبيتك و اتعلقت بيكى ، انى لما كنت بركز مع كلامك و انتى بتدافعى عن حقك ، ما كانش مجرد اعجاب بشجاعتك ، و انك وقت ما كنتى بتحاولى تقنعى محمد انه يصلح علاقته بابوه رغم كل اللى حصل لك بسببه ، ما كانش مجرد اعجاب بمبادئك
فؤادة : اومال كان ايه
جلال بحب : كان حب يا فؤادة ، ايوة يا فؤادة ، انا فجأة لقيت نفسى بحبك ، مش هكدب عليكى و اقول لك انى ما قاومتش حبك ده ، و لا انى ماكدبتوش و حاولت ادفنه جوايا ، بالعكس انا عملت كل ده ، بس لقيت انى حبك جوايا اقوى من كل ده ، اليومين اللى غبتهم عنك خلونى احس ان فى حاجة كبيرة ناقصانى … لقيتنى بندهلك جوايا و اقول لك وحشتينى ، لقيتنى مش هقدر انى اخرجك من حياتى تانى ، لانى ساعتها هبقى بنزع قلبى من جسمى بالكامل ، لقيتنى مش هقدر ارجع زى الالة اللى كنت متعايش معاها قبل كده ، اللى داق العسل مش سهل انه يرجع للمر من تانى
لتغمض فؤادة عينيها بشدة و هى تحاول السيطرة على انفاسها المتلاحقة ، و لكنها لم تستطع السيطرة على بعض العبرات التى هربت من بين جفنيها فيظن جلال لوهله انها دموع الحزن او الرفض فيقول بخفوت : انا اسف لو كنت ضايقتك للدرجة دى
لتحرك فؤادة رأسها نفيا و هى لازالت مغمضة عينيها قائلة بخفوت : انت ما ضايقتنيش
جلال بفضول : اومال دموعك دى ليه
فؤادة و هى تحاول منع صوت نشيجها و لكنها لم تستطع : كنت مرعوبة من اليوم اللى هتقوللى فيه خلاص كده ، التمثيلية خلصت ، كنت مرعوبة من اليوم اللى هتاخد فيه سلوى من حضنى و تقول لى انها مش من حقى ، مرعوبة من اليوم اللى هتخرجنى فيه من حياتكم و ارجع لوحدى من تانى بعد ما اتعودت انى ابقى وسطكم و تحت جناحكم
ليفترب جلال منها و يمد يده ليضمها اليه بهدوء خوفا على كتفها و يقول بحنان : و لو قلت لك ان انا اللى كنت مرعوب من كل ده اكتر منك
و قبل ان ترد فؤادة وجدوا سلوى تهبط من ارجوحتها و تأتى اليهم مسرعة و هى تقول بلهفة : هى ماما بتعيط ليه ، هى ايدها بتوجعها تانى
ليمد جلال يده الاخرى لسلوى ليضمها الى صدره مثل فؤادة و يقول : لا يا حبيبتى ، دى بس ماما فرحانة اننا هنفضل مع بعض على طول
سلوى بفرحة : بجد يا بابا
جلال بابتسامة : بجد يا حبيبتى ، ياللا روحى كملى لعب
و عندما عادت سلوى لارجوحتها ، حاولت فؤادة الخروج من تحت جناح جلال ، و لكنه اعادها اليه مرة أخرى و قبل رأسها و قال : افهم من كلامك اللى انتى قلتيه ده من شوية ، انك موافقة اننا نكمل حياتنا سوا
و لكن فؤادة لم تستطع الرد خجلا ، و عندما طال صمتها قال جلال : انا مش هغصب عليكى ابدا باى حاجة ، و لا هستعجلك ، انا عارف ان الطريقة اللى اتجوزنا بيها بعيدة تماما عن احلام اى بنت
اكيد كان نفسك يتعمل لك فرح و تحسى انك عروسة و تفرحى زى كل البنات ، و انا مش هبخل عليكى بده ….. لو وافقتى انك تكملى حياتك معايا ، هنعمل فرحنا مع عارف و نهاد … ايه رأيك
لتعتدل فؤادة و تقول : و مامتك و اخواتك هيقولوا ايه ، و عمى و …..
جلال ضاحكا : بس بس ، ده انتى شوية شوية و هتقولى ام ابراهيم هتقول ايه ، بس عموما يا ستى ماتقلقيش ، وافقى انتى بس و انا هتصرف
فؤادة : ايوة يعنى هتتصرف هتقول لهم ايه
جلال : هقول لهم ببساطة ان ظروف جوازنا خلتنا مالحقناش نفرح كويس ، فهنفرح من تانى معاهم
فؤادة : و تفتكر عمى هيقتنع بالكلام ده
جلال : اسمعى يا فؤادة : لازم تعرفى ان اهم حاجة و الواقع اللى مفروض على الكل ، انك فعلا مراتى ، و ان ما فيش حد ابدا مهما كانت صفته له الحق انه يتدخل بيننا .. انتى فاهمانى
فؤادة و قد انتشت اوردتها بسماع وصفه لها بزوجته و التى اقرها كواقع مفروغ منه لا تراجع فيه فقالت بابتسامة : ايوة ..فهماك
جلال : و كمان على ما ييجى وقتها يكون كتفك و دراعك بقوا تمام ، و انا بنفسى اللى هساعدك على التمارين بتاعتك كل يوم
فؤادة بخجل : انا هعرف اعملها لوحدى
جلال : لا طبعا .. الدكتور قال فى الاول لازم حد يساعدك عشان ما تحمليش عليها
فرادة باستيلام : ان شاء الله ربنا ييسر الاحوال

 

 

 

 

جلال : يبقى تجهزى نفسك اننا هنحدد معاد فرحنا فى عقيقة بنت محمد ، زى ما عارف بلغنى انه هيتفق مع عمك يومها على معاد فرحهم
فؤادة : هم هيتجوزوا على طول كده من غير فترة خطوبة الاول
جلال بخبث : ايوة يا ستى ، اصل عارف ما بيحبش يضيع وقته ، اكتر حاجة بتعجبنى فيه انه دايما محدد اهدافه و بيشتغل عليها بضمير
فى منزل سالم …. كان سالم يجلس بغرفته مع ام نهاد التى تقول : عارف عاوز يحدد معاد للجواز
سالم : تقصدى الشبكة
ام نهاد : لا ، الجواز ، عاوز يعمل كله على بعضه ، و لو عاوز الحق ، طالما انه ابن حلال و كويس و جاهز ، يبقى لزومه ايه التاخير
سالم : ايوة ، بس لسه ما قالش هيقعدوا فين
ام نهاد : هو قال انه عنده شقة فى كفر عصام ، و عنده زى شقة صغيرة فى بيت ابوه ، و قال لنهاد تختار عاوزة تقعد فين ، عشان تنقى العفش على اساسه
سالم : و هو شافها فين و قال لها الكلام ده
ام نهاد بحذر : هو كلمها فى التليفون و قال لها
سالم بفضول : و هى بقى قالت له ايه
ام نهاد : قالت له لازم اخد رأى بابا و ماما الاول
سالم : اممم ، و بعدين
ام نهاد : ابدا ، قال لها خدى رأيهم و اللى هتقولوا عليه هعملهولكم ، و طلب منها تستأذنك انه يتفق معاك على كل حاجة يوم عقيقة زهرة
سالم برضا : كويس انه فاهم الاصول ، بس بلغى بنتك انها تقصر معاه فى الكلام لحد ما يبقى فى بينهم حاجة رسمى
ام نهاد : من غير ما تقول ، ما انت عارف نهاد ، مالهاش فى مواويل البنات دى من اصله
سالم : طب روحى بقى هاتيلى زهرة لما اقعد معاها شوية قبل ما انام
فى غرفة محمد ، كانت نهاد و سلمى تجلسان بصحبة عايشة و هما يحاولان مساعدتها فى تغيير ملابس الصغيرة ، و عند دخول ام نهاد و رأت ما يفعلون : هو انتو بتعملوا ايه
عايشة بضحك : سلمى بتضب اغراض الاصغيرة ، و نهاد بتفركشها
نهاد بضجر : انا عاوزة السالوبيت الابيض اللى جيبتهولها عشان البسهولها و مش لاقياه
لتميل ام نهاد و تحمل الصغيرة بحنو و هى تعدل من هندامها : انا لسه غسلاه الصبح ، و بعدين ما كانش سلوبيت جيبتيه عاوزاها تفضل لابساه على طول ، دى يا بنتى بتغير هدومها مرتين تلاتة فى اليوم
نهاد : خلاص ، هبقى اجيبلها تانى بكرة
عايشة : و الله مافى لزوم ، الاصغيرة راح تكبر بسرعة ، و راح يصغروا عليها و ما عم تستنفع بيهم .. حرام
ام نهاد : صح يا نهاد ، مراة اخوكى عندها حق ، اصبرى لما تجيب شهرين حتى ، او لو حبيتى تجيبيلها حاجة ماتجيبيش حديثى الولادة هاتى اكبر شوية
و عندما اتجهت ام نهاد بالصغيرة الى خارج الغرفة صاحت نهاد باعتراض قائلة : ايه ياحاجة انتى واخداها من وسطنا كلنا كدة و رايحة على فين
ام نهاد بتحدى : ابوكى عاوز يقعد معاها شوية قبل ما ينام .. ايه .. ابعتهولك يستأذن منك
نهاد و هى تحك رأسها من الخلف : انا مش عارفة انتى بقيتى تقفشى بسرعة ليه كده ، اتفضلى حضرتك و لو تحبى اوصلهالك لحد عنده و الله
لتتركها والدتها و تتجه لغرفتها ، و تضحك سلمى قائلة : انا مش فاهمة الناس اللى دايما بتحرج نفسها دى
نهاد بغيظ : ما تبس انتى ، ما تخلينيش اتكلم
سلمى و هى تخرج لسانها : و هتتكلمى تقولى ايه بقى
نهاد بمكر : ابدا يا حبيبتى ، كنت هسألك على التبرعات الانسانية اللى بتعمليها ، و انى عاوزة انضم للنشاط الاجتماعى بتاعك
لتعتدل سلمى باضطراب و يبهت لونها بشدة و تقول بارتباك : ااانا نسيت ان عندى محاضرات بدرى ، و عاوزة اروح احضر نفسى
لتستدير للخروج من الغرفة بسرعة لتصطدم بمحمد الذى يقول بمرح : ااى ، ايه با بنتى ده ، قطر معدى ، ما بالراحة شوية
و لكن سلمى لا ترد باى كلمة و تتجه الى غرفتها ، ليقول محمد : هى مالها
عايشة بسرعة : ابدا حبيبى ، راحة تجهز حالها لجامعتها بكير
محمد و هو ينظر للفراش : ايه ده .. بنتى فين
نهاد و هى تغمز بعينيها بمرح : امك وديتها لابوك عشان ياخد الجرعة قبل ما ينام
ليخبط محمد اخته على رأسها من الخلف قائلا : يا بت احترمى نفسك و انتى بتتكلمى ، جرعة ايه دى اللى ابوكى هياخدها
نهاد بضجر و هى تدلك رأسها : يا اخى اتجوزت و خلفت و لسه ايدك مرزبة زى ما هى ، ثم نظرت الى عايشة و هى تقول : بتعملى معاه ايه ده الله يكون فى عونك
محمد بسماجة : و يكون فى عون الغلبان اللى حظه وقعه فيكى

 

 

 

نهاد و هى تدعى الغرور : و هو كان يطول
محمد و هو يطردها خارج الغرفة : اهو طال ياختى ، ربنا يستر و ما يرفعش علينا بعد كده قضية غش تجارى
ليجدوا والدتهم عادت بزهرة فى احضانها و قالت بعد ان سمعت مناغشتهم لبعضهما البعض : مالكش انت دعوة ، هو عارف هبلها و راضى بيه
لينفجر محمد ضاحكا و هو يخرج لسانه لنهاد التى نظرت لامها و قالت بغيظ : نفسى حتى تعاملينى زى ما الخنفسة بتعامل عيالها ، للدرجة دى مش محصلة فى عينك حتى خنفسة
محمد من بين ضحكاته : و يا ترى بقى ام الخنافس بتعمل ايه مع ولادها الخنافس
نهاد : ما سمعتش المثل اللى بيقول .. خنفسة شافت ولادها على الحيط قالت لولى و متعلق فى خيط
محمد و هو يقبلها بعنف من وجنتها مداعبا اياها : ده انتى احلى لولاية فى اللولى كله
و عندما عادت نهاد الى غرفتها وجدت سلمى قد وضعت نفسها بالفراش لتجلس نهاد بجوارها و هى تزيح عنها الغطاء و تقول : انا عارفة انك صاحية ، اتعدلى عشان عاوزة اتكلم معاكى
سلمى : انا عندى محاضرة بدرى و عاوزة انام يا نهاد اجلى الكلام لبعدين
نهاد : اتعدلى يا سلمى لانى مصممة نتكلم
لتعتدل سلمى بتأفف و لكنها لا ترفع عينيها الى اختها و تقول : ادينى اتعدلت ، عاوزة تقولى ايه
نهاد : انا بس عاوزة اسألك … انتى شايفة ان اللى انتى بتعمليه ده صح
سلمى بخفوت : انا ما عملتش حاجة غلط
نهاد : يمكن لحد دلوقتى ، لكن و اخرتها
سلمى بحزن : مش عارفة
نهاد : حبيتيه
لتنخرط سلمى فى البكاء و هى تقول : و ايه الفايدة بس
نهاد بشفقة : و لما انتى عارفة ده ، ليه بتعذبى نفسك بايدك يا سلمى
سلمى : مش قادرة يا نهاد ، عمرى ما اتصورت انى اقابل بنى ادم بالنبل ده ، طول عمرى اسمع عن ناس كتير بيدخلوا الطب عشان يبقوا دكاترة كبار و يتشهروا و يكبروا و يتغنوا ، و رغم انى طول عمرى اسمع ان الطب رسالة سامية لكن عمرى ما شفت حد بيطبق الرسالة دى بحذافيرها غيره
نهاد : طب احكيلى من الاول ايه اللى طور الموضوع كده
سلمى : فى البداية خالص سمعت ماجدة اللى بتشتغل عند فؤادة و هى بتحكى لام ابراهيم عن اللى عمله مع امها ، عجبنى اللى عمله ، عجبنى حب بنته و تعلقها ببه و حنيته عليها و هو طول الوقت واخدها فى حضنه من غير ما يزهق و لا يتعصب ، استغربت لما عرفت انه مطلق ، قلت فى بالى مين دى اللى تضحى براجل زيه ، و رجعت قلت يمكن تكون المظاهر خداعه
لحد ما حصل اللى حصل فى الكلية اول يوم فى الدراسة بعد اجازة نص السنة
نهاد : و ايه اللى حصل
واحدة صاحبتى ما جاتش الكلية رغم اننا كلنا كنا متفقين اننا هنتقابل اول يوم ، و لما سألنا عليها عرفنا ان باباها تعب فجأة و لما طلبوله الاسعاف جت ونقلته المستشفى اللى بيشتغل فيها
و لما عرفنا قلنا واجب اننا نزوره ، و لما روحنا لقيناه واقف قدام الاوضة مع اخو صاحبتى اللى كان منهار لانه عرف ان ابوه عنده انيميا حادة ونقص شديد فى الصفايح الدموية و اللى الكبد بيكسرها باستمرار بسبب حالة التضخم الشديدة اللى فيه و ان حالته متأخرة ، و هم كلهم اتفاجئوا بده لان ابوهم طول عمره كان وسطيهم وما اشتكاش ابدا ، و عرف ان فصيلة دم ابوه نادرة و مش موجودة و لقيت حسين بيطبطب عليه و يقول له .. وحد الله ، و بدل ما تنهار كده انا هقول لك على الاماكن اللى ممكن تسأل فيها على البلازما الى محتاجيينها و ان شاء الله هتلاقى ، وعلى ما تلاقى انا فصيلتى زى باباك بالظبط و هتبرعله على ما انت تتصرف
لقيت اخو صاحبتى بيبص له بذهول و هو مش مصدق و كل اللى حسين عمله انه زقه بهزار و قال له .. انت لسه هتتنح ، ياللا ياعم عشان اكتبلك العناوين اللى هتروحها ، و اخده تحت دراعه و راح بيه على مكتبه
و قبل ما نمشى من هناك ، كان فعلا اتبرع بدمه ، و خلى التمريض يعلقوه لابو صاحبتى
نهاد : و شافك هناك ، اخد باله منك يعنى
سلمى : ايوة ، لما كان رايح يبص عليه لقانى قاعدة برة معاهم ، لقيته اتخض و جه جرى عليا و سالنى انا موجودة ليه ، و لما شرحت له ، اتطمن و قاللى انى لو احتاجت اى حاجة اروح له على طول
و لما روحت زرتهم تانى مرتين كمان ، شفته ازاى بيتعامل مع الناس ، شفت الناس اد ايه بتحبه بجد ، شفت و سمعت دعوات الناس ليه بصدق من قدامه و من وراه
يتحب يا نهاد ، صدقينى يستاهل انى احبه
نهاد بشفقة : طب و اخرتها ايه بس يا سلمى
سلمى : مش عارفة
نهاد : طب و ايه حكاية الخدمة المجتمعية دى بقى ، و مين اللى اقترحها عليكى

 

 

 

سلمى : ده نشاط تبع الكلية ، و اول ماعرفت انهم بيروحوا عنده المستشفى انضميت لهم ، ما بنعملش حاجة وحشة ، احنا بنزور العيانين اللى مالهمش حد ، بنتبرع بالدم ، و بنحاول نساعد المرضى المتعسرين ماديا ، لينا زمايل بيحاولوا يعملوا لهم علاج على نفقة الدولة او يلموا لهم تبرعات ، و كمان بيتواصلوا مع صيدليات معينة بتتبرع بادوية من عندها
نهاد : انا عارفة يا حبيبتى ان كل دى حاجات جميلة جدا ، بس كان هيبقى ثوابها اعظم لو كنتى بتعمليها لوجه الله ، لكن …..
سلمى : و الله انا لما بعمل اى حاجة بعملها بنية خالصة لله ، و بعدين احنا بنروح اماكن كتير غير عنده ، لكن مش هنكر انى ببقى رايحة عنده و انا نفسى اشوفه
نهاد : طب هو انتى حاسة بحاجة من ناحيته ليكى
سلمى : مش عارفة ، هو بيتعامل معايا برقة شديدة ، بس اعتقد ان ده طبعه
نهاد : عموما يا سلمى انا اتكلمت معاكى لانى خايفة عليكى ، و بعترف انى مش خايفة عليكى من حسين لان حسين فعلا انسان مهذب و اخلاقه عالية جدا ، لكن خايفة عليكى من ظروفه ، يعنى تفتكرى مثلا لو حسين بيبادلك نفس مشاعرك دى ، ان بابا ممكن يوافق عليه و هو مطلق و عنده طفلين
سلمى بحزن : مش عارفة يا نهاد
نهاد: كل اللى هقدر اقولهولك ، انك لازم تمنعى نفسك عن المرواح عنده ، على الاقل تعلقك بيه ده يمكن يهدى شوية و مع الوقت يمكن تنسيه

 

 

 

سلمى باهتمام : هو انتى عرفتى ازاى
نهاد : عرفت بالصدفة ، لما لقيت عارف بيسالنى ان كنت مشتركة فى اى نشاطات مجتمعية زيك و اللا لا ، و لما لقيت انك مخبية عننا كلنا ابتديت افهم
سلمى : اوعى يا نهاد تجيبى سيرة اى كلمة من الكلام ده قصاد عارف
نهاد بابتسامة : انا هبلة ااه ، بس مش للدرجة دى

يتبع…

‫7 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *