روايات

رواية أسرار عائلتي الفصل الثاني 2 بقلم أروى مراد

رواية أسرار عائلتي الفصل الثاني 2 بقلم أروى مراد

رواية أسرار عائلتي البارت الثاني

رواية أسرار عائلتي الجزء الثاني

رواية أسرار عائلتي
رواية أسرار عائلتي

رواية أسرار عائلتي الحلقة الثانية

أخذت حماما منعشا وأطالت فيه على غير عادتها، خرجت أخيرا وهي تلف المنشفة حول جسدها فسمعت طرقات قوية على الباب.
اقتربت منه وقالت بصوت عال:
– مين؟
لم يجبها أحد وتواصلت الطرقات فشعرت بالغضب وتجاهلته متجهة لخزانة أحلامها لتبحث عما سترتديه لكنها تفاجأت بصوت الباب يفتح وصوت رجولي خلفه يقول ببرود:
– يعني هنستنى جلالتك كتير عشان تجي تتغدي ونستنى كتير برضه عشان تفتحي الباب؟
إلتفتت إليه بسرعة فوجدته رسلان أكبر إخوتها، شعرت بالخجل لرؤيته لها هكذا فدخلت الخزانة واختبأت وسط ملابسها وقالت بإحراج:
– كان المفروض تقولي انك انت عشان ارد عليك.
وضع يديه بجيب سرواله وقال بسخرية:
– وايه الفرق بيني وبين اي حد تاني؟
لم تجبه فأضاف ببرود وهو يخرج ويغلق الباب خلفه:
– على العموم اتمنى تخلصي بسرعه وتنزلي لاني جعان والكل مستنيكي من ساعه عشان نتغدى مع بعض.
أغلق الباب بقوة فخرجت من مخبئها وهي تشعر بالضيق من معاملة إخوتها الباردة لها وخاصة رسلان، تأكدت من إقفال الباب ثم عادت لخزانتها وإختارت بنطال جينز ممزق قليلا عند الركبتين وبلوزة بيضاء اللون، جمعت شعرها الأسود الطويل بتسريحة ذيل الحصان ثم وقفت أمام المرآة تأخذ نفسا عميقا وتحاول تشجيع نفسها بعد أن قررت العودة لشخصيتها المرحة التي تضعها قناعا لإخفاء آلامها، والتي أحبها عليها جميع أصدقائها.
نزلت إلى الأسفل بخطوات متوترة، دخلت قاعة الطعام فوجدت الجميع متجمعا حول الطاولة ويرمقونها بنظرات مريبة زادت من ارتباكها.

 

 

 

جاهدت لرسم إبتسامة مرحة على وجهها ثم جلست على كرسي شاغر بين والدها وشقيقها أمجد وهي تقول بمرح:
– سوري على التأخير، بس أنا ضيفه هنا دلوقتي ومن حقي اتأخر صح؟
إبتسم لها والدها وهو يمسح شعرها:
– طبعا يا بنتي، بس خليكي عارفه انك مش ضيفه هنا، انتي في بيتك.
إبتسمت له بحب ثم جالت بنظرها على البقية، كانوا ينظرون لها ببرود وسخرية، بدأ شعور الخوف يتملكها من نظراتهم فأخفضت رأسها وشرعت في الأكل بهدوء.
قرب أمجد رأسه منها وهمس لها:
– انتي كويسه؟
نظرت إليه بتساؤل فعلل:
– جسمك بيرتعش.
أحست بارتجاف جسدها فنظرت إليه بخوف:
– خايفه!
– من ايه؟
– من العيشه بين كل الرجاله دول.
إبتسم بمرح ليطمئنها:
– متخافيش مفيش حد بياكل لحم البشر هنا!
ثم أضاف بجدية:
– احنا في عيلتنا مفيش حد بيثق في اي حد بسهوله، بس لما يتعودو عليكي هتلاحظي انهم هيبقوا ناس تانيه معاك.
كان يحدثها بلطف ظنا منه أنه سيطمئنها، لكنه بعث في قلبها الرعب أكثر، واصلت تناول غدائها بهدوء لكن فضولها لمعرفة الكثير من الأمور عن هذه العائلة الغامضة تغلب على خوفها فسألت جدها بصوت مسموع:
– هي تيته فين يا جدو؟
أجابها بلا مبالاة:
– ماتت.
حزنت قليلا عليها، رغم أنها لم ترها من قبل إلا أنها جدتها، أعادت نظرها لجدها الذي كان يواصل تناول طعامه بلا مبالاة:
– انت مش زعلان عليها؟
– وازعل ليه؟ ده قضاء الله وقدره!

 

 

 

– عارفه بس برضه اي حد لما يموتله حد بيحبه يزعل.
نظر إليها باستنكار:
– مين قالك اني بحبها؟
– امال اتجوزتها ليه؟
أجابها بابتسامة تحمل بعض البرود:
– عشان تخلفلي ولاد!
نظرت إلى عينيه بخوف لتتأكد من أنها لم تسمع خطأ، أ هذا هو جدها الذي بدا لها طيبا ومسالما للوهلة الأولى؟
بلعت ريقها ثم نظرت إلى عمها أحمد وهدأت قليلا لتسأله:
– وانت يا عمي؟
تطلع إليها باستغراب:
– ايه؟
– مراتك فين؟
أجاب ببرود:
– إنتحر’ت!
توسعت عيناها بصدمة لكنها سرعان ما استوعبت ما قاله فسألت بفضول أكثر وخوف:
– ليه؟
– لأنها زهقت من العيشه بين عيله كلها رجاله.
فتحت فمها بصدمة أكبر فواصل بمرح:
– فكك منها، دي مريضه نفسيا، اوعي تعملي زيها.
بلعت ريقها بخوف من أن يكون تفكيره كتفكير جدها:
– انت برضه محبتهاش؟
أجاب بسخرية:
– حب ايه الي بتتكلمي عنه يا بنتي؟ الكلمه دي مش موجوده في قاموس عيلة العمري، الستات بالنسبالنا مجرد وسيله للخلفه وشغل البيت بس.
وقفت من مكانها وصرخت بغضب:
– انت ازاي تسمح لنفسك انك تهيننا بالطريقه دي! انتو لسه عايشين في عصر الجاهلية والا ايه؟ احنا بشر زينا زيكم ولينا حقوق زي ما ليكم حقوقكم والمفروض تحترموا ده!
إنطلقت الضحكات من أفواه الجميع فشعرت بإرتجاف جسدها ثانية من الخوف، داهمت الأفكار عقلها إلى أن وصلت لفكرة جعلتها تجن وتصيح بدون تفكير:
– انتو بتقت’لوا بناتكم؟! عشان كده مفيش بنات غيري بالعيله؟

 

 

 

إبتسم لها أحمد إبتسامة مرعبة:
– بالضبط!
نظرت إليه برعب حقيقي، أغمضت عينيها وتخيلت للحظة أنهم يتحولون إلى مصاصي د’ماء، اقترب منها عمها وأمسك بذراعها وقرب فمه من رقبتها وبدون سابق إنذار، غرس أسنانه بها ليمتص د’مها فصرخت صرخة هزت أركان القصر وفتحت عينيها وهي تجاهد لتلتقط أنفاسها.
إرتاحت قليلا عندما وجدت الجميع يجلس بمكانه وينظر إليها بتعجب، وأمجد يقف أمامها يمسك ذراعها بيد ويضع كفه الأخرى على كتفها قائلا:
– مالك يا حبيبتي؟ اهدي عمي بيهزر معاكي.
وضعت يدها على موضع قلبها محاولة تهدئته وهي تزفر بارتياح:
– كنت هموت من الخوف! انتو بجد مرعبين!
أضافت بعد أن عادت للجلوس في مكانها وهي تنظر إلى أحمد:
– مش هلوم مراتك لانها انتحر’ت بسببكم.
سكتت قليلا تسترد شجاعتها لتواصل التحقيق موجهة كلامها لعمها محمد:
– وانت يا عمي؟ مراتك ماتت برضه؟
أجاب ببرود:
– معرفش.
عقدت حاجبيها بإستغراب وصبرها يكاد ينفذ من هذه العائلة الغريبة الأطوار، لكنها واصلت التحقيق:
– يعني ايه متعرفش؟ حصل ايه في اخر مره شفتها فيها؟
– طلقتها.
– ليه؟
أجاب بملل:
– زهقت منها.
توسعت عيناها بصدمة ثم أخفضت رأسها بخوف من مستقبلها المجهول في هذه العائلة، تمنت لو أن كل هذه الأحداث هي مجرد كابوس ستستيقظ منه قريبا لكن متى؟
أفاقها من شرودها صوت عمها أحمد:
– بس انتي بتجيبي التفاهات دي منين؟
نظرت إليه باستفسار:

 

 

 

– انهي تفاهات؟
– قصدي كلامك عن الحب، متقوليليش انك من النوع التافه الي بيتفرج على المسلسلات والأفلام الرومانسية؟
حركت رأسها يمينا وشمالا دليلا على النفي:
– لا انا مبحبش تصنيف الرومانسيه، بحب الرعب والخيال بس.
وقف شقيقها آدم فجأة:
– بتحبي الرعب؟
هزت رأسها إيجابا باستغراب فقفز من مكانه وإتجه إليها ليعانقها من الخلف قائلا بسعادة:
– ومقولتيش من الاول ليه؟ ده احنا هنبقى صحاب اوي.
إبتسمت بفرحة:
– لو كنت عارفه انك بتحبه برضه كنت قولتلك.
اقترب ليهمس في أذنها:
– طيب ايه رايك تيجي الليله لاوضتي عشان نتفرج على فيلم سوا؟
إبتسمت بخجل شديد لعدم اعتيادها عليهم:
– إتفقنا.
بينما إبتسم أمجد بقلة حيلة متمتما:
– مش هيتغير!

بعد انتهاء الغداء، صعدت إلى غرفتها لتنال قسطا من الراحة، لكن نغمة الهاتف التي نبأتها بوصول إتصال لها من صديقتها المقربة حال بينها وبين النوم .. فتحت الخط فإنفجرت فيها الأخرى بالأسئلة بنبرة قلقة:
– انتي فين؟ مكلمتينيش ليه؟ مش اتفقنا نتقابل النهارده؟ خالك عملك حاجه؟ انتي كويسه؟ مش بتردي على الفون ليي …
قاطعتها بدور بضحكة:
– اهدي يا إيلين، أنا كويسه والله ومش هتصدقي الي حصل!
هدأت إيلين عند سماعها نبرة بدور ثم تساءلت بفضول:
– حصل ايه؟
أخبرتها بكل ما حدث من الألف إلى الياء وبكل التفاصيل الصغيرة، ففتحت إيلين فمها بصدمة:
– احلفي يا بت! كل ده حصل النهارده؟
– أقسملك اني بكلمك دلوقتي وأنا في الاوضه دي، عايزاني أصورهالك عشان تتأكدي؟
– لا لا، استني انا جايالك دلوقتي عشان اتاكد بنفسي، ابعتيلي العنوان.
صرخت فيها بخوف:
– انتي اتجننتي؟ قولتلك انهم بيكر’هوا الستات، وانا من اول يوم ليا هنا اجيب بنت للقصر؟
– القصر ده من حقك برضه، مش انتي منهم؟
– ايوه بس …
قاطعتها بحزم:
– يبقى ابعتي العنوان فورا.

 

 

 

أقفلت الخط فأرسلت لها بدور عنوان القصر ثم نزلت لتنتظرها في قاعة الجلوس والتي كان يجلس بها والدها وأعمامها.
فركت يديها بتوتر:
– ب .. بابا ..
إبتسم لها بحنان لطمأنتها:
– نعم يا حبيبتي؟
أغمضت عينيها بخوف من ردة فعلهم:
– صاحبتي عايزه تجي عشان تطمن عليا.
فتحت عينيها وواصلت بارتباك:
– ينفع تجي هنا لو مفيش مانع؟
– مفيش مانع طبعا.
تطلعت إلى عينيه لتتأكد من موافقته، فواصل بتحذير:
– بس حاولي متخليهاش تحتك باي حد من اخواتك والا اولاد عمك.
هزت رأسها إيجابا بفرحة:
– اوك، متقلقش!
وصلتها رسالة من إيلين بعد وقت قصير تخبرها فيها أنها واقفة أمام البوابة الخارجية للقصر، خرجت إليها لتجدها تنظر إلى القصر بذهول.
وضعت بدور يدها على كتفها فعادت إيلين إلى أرض الواقع وتطلعت إلى صديقتها ثم عانقتها بخوف أمومي ولهفة:
– انتي كويسه؟ حد فيهم عملك حاجه؟ انتي قوليلي مين وانا هكسر راسه.
أبعدتها عنها وهي تكتم ضحكاتها:
– أنا كويسه يا إيلين والله، ما تقلقيش.
إبتسمت براحة ثم قالت بمرح:
– طيب هندخل والا اروح بكرامتي احسنلي؟
– لا طبعا، اتفضلي.
دخلت خلفها وهي تجول ببصرها حول الحديقة الكبيرة بإعجاب، وقفت بدور أمام المدخل ونظرت إليها بتحذير:
– بصي هحذرك من دلوقتي، حاولي متظهريش قدام حد من الشباب لان راسك هيتفصل عن جسمك فورا!
إبتلعت ريقها بخوف:
– هما مرعبين للدرجادي؟
هزت رأسها بتأكيد فإبتلعت الأخرى ريقها ثانية وواصلت التقدم معها بخوف إلى أن وصلا إلى الغرفة بسلام.

 

 

 

 

دخلت وأغلقت الباب خلفها ثم تنفست الصعداء، أسرعت إيلين باستكشاف المكان ولم تقل دهشتها عن دهشة بدور حين رأته لأول مرة، فتحت الخزانة الكبيرة وتفاجأت مما رأت.
إلتفتت إلى صديقتها بعينين واسعتين:
– بدور!
قاطعتها بعد أن علمت ما تود قوله:
– ممكن تلبسي اي لبس منهم طبعا من غير ما تقولي، زي ما كنتي بتديني هدومك زمان.
جرت إليها بفرحة وعانقتها في نفس اللحظة التي دلف فيها آدم قائلا بسرعة:
– بدور، انتي في …
قطع جملته عند رؤيته لإيلين التي ارتبكت ووقفت خلف صديقتها بخوف، دخل بغضب واقترب منهما قائلا بزمجرة:
– مين دي وبتعمل ايه هنا؟

يتبع ..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أسرار عائلتي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *