روايات

رواية عروس رغما عنها 2 الفصل الرابع عشر 14 بقلم سولييه نصار

رواية عروس رغما عنها 2 الفصل الرابع عشر 14 بقلم سولييه نصار

رواية عروس رغما عنها 2 البارت الرابع عشر

رواية عروس رغما عنها 2 الجزء الرابع عشر

رواية عروس رغما عنها 2 الحلقة الرابعة عشر

الفصل الرابع عشر(انكسار مروان)
-ايه حامل…أنا مراتي حامل ؟!
قالها ادم وعينيه.الزرقاء تلمع بقوة كان لا يصدق ما يسمعه …لا يصدق ابدا …شعر وكأن قلبه سوف يخرج من صدره من فرط الاثارة…
ابتسم الطبيب وقال:
-ايوة حامل يا سيدي في الشهر الأول أنا انصحك ان….
ولكن ادم قاطعه وهو يقول :
-يا حبيبي يا دكتور .
قالها ادم وهو يجذب الطبيب ويعانقه !!!اتسعت عيني الطبيب بصدمة وتجمد وهو لا يعرف ماذا يفعل …ابعده ادم سريعة ثم بدأ يقبله علي وجنتيه مرارا وتكرارا وهو يقول:
-والله انت دكتور زي العسل ….انت وش الخير …
لطمت ليلي وقالت:
-يخربيتك يا ادم هتشبه نفسك …

 

حاول الطبيب ان يبعد ادم المتمسك به ويقبله الا انه فشل تماما …لتقترب ليلي في تلك اللحظة وتشد ادم وتقول:
-ابيه…ابيه كفاية سيبه هتشبه نفسك وتشبهني …
ابتعد ادم.عن الطبيب بصعوبة..ليمسح هو خده بقرف ثم يذهب بغضب من امامه بعد ان قال له :
-تقدر تدفع الحساب في الاستقبال وخد مراتك ويارب مشوفكش تاني وابقي تابع مع دكتور نسا …
بعد ان ذهب الطبيب قال ادم بحيرة :
-هو الدكتور زعل ليه.؟!
ضحكت ليلي بدهشة وقالت:
-لا بجد …أنت مش عارف زعل ليه يا ادم …حرام عليك ..مسكت في الراجل وقعدت تبوسه في وسط المستشفي وشبهته وشبهت نفسك ….الناس تقول ايه علينا ..
هز.ادم كتفه وقال:
-هتقول واحد فرحان عادي يا ليلي ….دي مراتي حامل …متتخيليش أنا فرحان قد ايه .
ابتسمت ليلي بحنان وقالت:
-مبروك يا حبيبي مبروك …
ثم ضمته إليها …كانت هي الاخري سعيدة من أجل شقيقها …ومهرا أيضا …هم يستحقان كل السعادة في العالم …..
……

 

كانت مهرا تتسطح علي الفراش وعلي شفتيها ابتسامة رائعة بينما تربت علي بطنها بحب …هي سوف تصبح ام …تصاعدت الاثارة داخلها …الأم سيكون بينها وبين ادم رابط قوي …رابط قوته تناقل قوة حبهما …
-الف مبروك …ألف مبروك يا حبيبتي ..
قالها ادم وهو يدخل الي الغرفة ثم يضمها اليه
-احم …احم يا ابيه نحن هنا .
قالتها ليلي مازحة ليبتعد عن مهرا وينظر الي ليلي بضيق ويقول:
-اطلعي يا بت برا …يالا برا …
نفخت هي بضيق مصطنع وقالت:
-هيجي يوم وتندم يا جميل .
ثم خرجت وسط ضحكات مهرا وادم …
..
نظر ادم بحب الي مهرا وامسك كفها وهو يقبله بحب ويقول:
-هتبقي احسن ماما في العالم يا مهرا …تمن شهور وهيشرف ابننا او بنتنا…
ابتسمت مهرا وتجمعت دموع السعادة في عينيها لتنتقل الدموع إليه فجأة وتبتل عينيه الزرقاء بالدموع وتنساب من شدة عاطفته ثم قال:

 

-شكرا يا مهرا …شكرا يا حبيبتي عشان كل مرة بتديني السعادة بعد ما افتكرت ان مش من حقي افرح ..
انسابت دموعها أيضا وعانقته وهي تقول:
-شكرا ليك يا حبيبي لأنك معايا … شكرا لأنك حبتني وخلتني اسعد انسانة في العالم كله .. شكرا لأنك في حياتي يا ادم …أنا حياتي ملهاش لازمة من غيرك !
…………
بعد ان خرجا من المشفي وبعد ان وصلا لمنزلهما
-يا ادم نزلني …انت تقريبا من المستشفى وانت شايلني مسبتنيش الا في التاكسي !
قالتها مهرا وهي تضحك بينما ادم يحملها كأنها زجاج هش …كان رقيق معها للغاية …منذ أن علم بخبر.حملها وهو يطير حرفيا من السعادة ..ضحك وهو يتذكر انه عانق الطبيب وبدأ بتقبيله علي وجنته …لابد ان الطبيب أعتقد أنه مختل عقليا…حسنا هو لديه حق فآدم بعد هذا الخبر فقد عقله من السعادة….
فتحت حسناء الباب بعد ان رنت ليلي الجرس وشهقت قائلة:
-فيه أيه يا ادم …ليه شايلها بالشكل ده ؟!
كانت مصدومة …وايضا توترت خشيت ان يكون اُصيب مهرا شئ …فمعدة تلك الفتاة لن تتحمل السمك المملح …
-حصلك حاجة يا مهرا؟!

 

قالتها حسناء بقلق لتهز مهرا رأينا بينما يدخلها ادم الي المنزل …ذهب برفق الي غرفتهما القديمة ووضعها علي الفراش ثم قال بأمر:
-تقعدي وترتاحي …اياكي تعملي أي حاجة …أنا من النهاردة ورايح هطبخ واغسل الهدوم والمواعين واكنس واعمل كل شغل البيت …عارفة يا مهرا لو لقيتك شيلتي قشاية من الأرض هنفخك …
ضحكت مهرا بقوة لتقول حسناء:
-ما تفهموني يا ولاد فيه ايه ؟!
ضحكت ليلي وقالت:
-مهرا حامل يا ماما …ايه لحد دلوقتي مفهمتيش !
لم تكتم حسناء سعادتها واطلقت زغرودة عالية .
……….
كانت الدموع تحتشد في عينيه يرفض تحريرها لانه بالاساس يرفض تصديق الأمر …لا يمكن …لا يمكن أن يتركه والده …لا يمكن ..لا يمكن أن يُحرم من آخر شخص احبه …كان يضم والده بقوة ويقول بنبرة خالطها البكاء :
-بابا …بابا ابوس ايديك اصحي …اصحي يالا هنخرج سوا … بابا انت بتعمل كده عشان تخوفني صح …رد عليا…
كان يصرخ وهو. يضمه بقوة …يرفض ان يتركه ويرفض.ان ينظر إليه حتي …يرفض تقبل الحقيقة القاسية ..تقبل حقيقة انه اصبح وحيد …لا أحد له ….

 

وقف حمدي متجمدا امام الباب وهو يري ذلك المنظر الماثل امامه …انخلع قلبه وهو يدرك ان وائل ما-ت…الرجل الذي يدين له بالكثير …لقد اتي ليراه ويطمئن عليه وهو مات …لم يستطع حتي ان يودعه …اعتصر قلبه من الألم وهو لا يعرف ماذا يفعل …كان متجمدا تماما وهو يري مروان يضم والده ويصرخ به ان يتحرك …تألم قلب حمدي وهو يري ذلك المسكين الذي تدمرت حياته وخسر كل شئ…
جمع حمدي شتات نفسه واقترب من مروان بخطوات مرتعشة ثم امسك كتفه وهو يقول بنبرة مختنقة من شدة البكاء :
-مروان ..مروان كفاية يا ابني حرام عليك ..كفاية …
ولكن مروان لم ينظر إليه حتي ولم يصمت بل استمر في التوسل لوالده كي يستيقظ بينما قلبه ينزف داخل صدره …
شده حمدي بعن.ف من علي والده حتي جعله مقابله وقال :
-مروان يا ابني..كفاية …كفاية حرام عليك خلاص ابوك راح للي خلقه!!…
-لا لا …سيبني …سيبني ..
كان مروان يصرخ بإهتياج وحمدي لا يستطيع السيطرة عليه …كان منها.ر بالكامل الدموع التي حبسها طويلا انفجرت من عينيه فبدت كالامطار في ليلة ممطرة عاصفة. .كان الألم يعصف به بقوة يشعر ان قلبه يتفتت …والده لا يمكن أن يمو.ت …لا يمكن أن يتركه …فليمو.ت هو أيضا لان الحياة لا تحبه…لقد ايقن هذا !!!
-مروان …مروان كفاية ..
كان حمدي يصرخ وهو يمسك الفتي المنها.ر بينما اتي الخادم بالمنزل وامسك مروان معه وعينيه مشبعة بالدموع علي تلك الحالة السيئة التي وصل لها مروان
كان مروان يصرخ من قلبه…يصرخ وقد انهار …انك.سر كليا !!!

 

-يا مروان ..كفاية كفاية …
صرخ بها حمدي الا ان مروان لم يصمت ما زال يبكي ويصرخ ….ما زال متحط.م …
-لا لا محدش يغطي وشه…محدش يغطي وشه هو عايش…عايش …
قالها بعد ان غطي احد الخدام وجه وائل …بينما طلب حمدي من الخادم الاخر ان يمسك مروان معهما ليخرجه من غرفة والده وبالفعل بالقوة اخرجوه ثم بالقوة أيضا ادخلوه غرفته واغلقوه عليه الباب …

اخذ مروان يضر.ب الباب وهو يصرخ:
-افتحوا الباب …افتحوه …افتحوه لا…بابا عايش .. محدش هياخده مني ..محدش هياخده مني …
ثم انها.ر واقعا علي الأرض وهو يبكي ويضم ساقيه الي جسده ويقول:
-هو مستحيل يسيبني …هو مش هيسيني …اعيش ازاي أنا دلوقتي اعيش ازاي …..امي وابويا سابوني اعيش ليه…اعيش ليه!!
ثم نهض واتجه الي المرآة ونظر الي انعكاسه …كان وجهه احمر ومحتقن …عينيه حمراء كالدماء ..الدموع تشوه وجهه الجميل …
-ده مش حقيقي أكيد ده كابوس …هو مامتش …هو مامتش …لاااا

 

صرخ مرة أخرى وهو يضر.ب المرآه بذراعيه حتي تهشمت بالكامل بينما ارتفع صراخه اكثر وهو يقول ؛
-ليه هو يمو.ت وانا لا …ليه ارجع وحيد تاني …
انفتح الباب ودخل حمدي ثم تجمد وهو يري ذراعي مروان الملطخة بالد.ماء والمرآة المهمشة….
-مروان !!
قالها الرجل مصدوما لينظر إليه مروان بإنهاك ثم يفقد الوعي !!!
…………
-اسبوع ؟!عايزنا نتجوز بعد اسبوع يا احمد هنلحق نجهز نفسنا ازاي ؟!
قالتها حياة وهي تجلس بجوار والدة أحمد التي تضحك بسعادة وهي تري السعادة المرسومة علي وجه ابنها وحياة …حياة التي باتت تعتبرها ابنتها أيضا….كانت تدعو من قلبها ان يتم الموضوع علي خير …فهي تعرف كم تأ.لم ابنها عندما ابتعد عن حياة …
جلس احمد أيضا بجوارهما وامسك كف حياة وقال:
-يا حبيبتي …البيت اللي هنتجوز فيه جاهز وانا دلوقتي معايا صور لفساتين الفرح …اختاري الفستان اللي عايزاه وانا هتصرف واجيبه بس خلينا نتجوز بعد اسبوع …أنا خللت جمبك يا حياة !
قال جملتها الأخيرة بغضب لتنف.جر كلا من حياة ووالدته بالضحك..
تنهدت حياة وقالت:

 

-طيب يا حبيبي خليها علي الأقل اسبوعين نكون جهزنا نفسنا كويس انت مستعجل كده ليه…هو أنا هطير…
شد هو علي كفها بقوة وقال :
-ايوة خايف تطيري …انتِ طلعتي عيني عقبال ما وافقتي أخيرا واتكرمتي تتجوزيني فمستحيل اسيبك …
ضحكت حياة مرة اخري وهي تعترف ..هي فعلا اتعبته حتي وافقت …حتي حينما اعطته فرصة كانت مترددة جدا علي قبول عرضه بالزواج ورغم ذلك هو لم يكل ولم يمل من طلب الزواج بها …حقيقة انه دوما يحمل الخاتم معها ولا يفوت أي فرصة حتي يعرض عليها ان تتزوجه ..وكم هذا جعلها تشعر انها تذوب كليا …ورويدا بدأت تعطيه ثقتها بالكامل !
تنهدت حياة وهي تنظر إليه واعطته ابتسامة واسعة …ابتسامة جميلة كجمالها بينما عينيها البنية ترمقه بحب كبير وثقة بالغة:
-ماشي يا احمد اللي تحبه…
-ياااه أخيرا يا عنيدة انتِ ..
قالها براحة ثم جذبها اليه وعانقها بقوة ..
-واد ..واد انت ابعد عنها !!!
صرخت والدته بغضب وهي تضر.به علي ذراعه ليبتعد عنها …ابتعد احمد علي مضض لترمقه والدته بغضب وتقول:
-ايه يا احمد بيه أنا مش قولتلك متلمسهاش الا لما تتجوزوا …قولت ولا مقولتش …
ضحكت حياة وحاوطت كتف حماتها المستقبلية ونظر لأحمد كي تغيظه وقالت:

 

-ايوة بجد يا احمد …ماما عندها حق ..مينفعش كده …وانا موفقاها جدا …
نظر إليه بغضب لتخرج لسانها وتضم والدة احمد.اليها…نظر إليها احمد وقال مصطنعا الغضب:
-حاضر ..حاضر أنا هوريكي …استني بس اخلص اللي ورايا ..
ضحكت حياة ليقول احمد بجدية الآن:
-بما ان خلاص اتفقنا يا حياتي ..ايه رايك نختار الفستان يا روحي
ابتسمت حياة. وقالت :
-طيب نتكلم علي الشقة الأول ونقول القرار لماما ..
هز احمد راسه لتنظر والدته إليه بحيرة وتقول :
-فيه ايه يا واد ؟!انطق فيه ايه ؟!
ابتسم احمد وقال:
-الموضوع يا ست الكل اني قررت أنا وحياة أننا هنسكن في الشقة الكبيرة اللي اشترتها وحابين يعني ناخدك معانا بدل بهدلة الايجارات وكده …قولتي ايه ؟!
-انت عبيط يا ولا …انت ومراتك هتسكنوا في شقة أنا اجي أعمل ايه اكون محرم مثلا …خلي عندك دم انتوا كمتجوزين لازم يكون ليكم خصوصية وابقوا تعالوا زوروني …
ابتسمت حياة وامسكت كفها ثم قبلته وقالت:

 

-بس يا ست الكل أنا عايزاكي تسكني معانا …مش بتعتبريني بنتك ؟!
هزت هي راسها لتبتسم حياة وتقول:
-وانا عايزة امي تسكن معايا …عايزة احس بحنانها…
كانت كلمات حياة نابعة حقا من قلبها وقد تأثرت والدة أحمد كثيرا وتألم قلبها علي تلك الفتاة المسكينة …ارادت بأي طريقة ان تخفف عنها !
ابتسمت هي وقالت:
-حاضر هسكن معاكم …
لتبتسم حياة وتعانقها فجأة رن هاتف حياة لتنفصل عن حماتها المستقبلية وتنهض وهي تخرج هاتفها …انقبض قلبها وهي تري ان الذي يتصل هو حمدي الرجل الذي يعمل لدي والد مروان ردت عليه سريعا لتشحب وتقول بنبرة منها.رة :
-بتقول ايه ؟!!!
………………..

 

في اليوم التالي ….
-حامل .
قالها جدها وهو يبتسم بحب ويمسك كفها …كان متسطح علي الفراش….الآونة الأخيرة كان متعب للغاية ….ساءت حالته وقد ايقن انه سوف يموت قريبا !!
ابتسمت مهرا وقد احمرت وجنتيها جراء الخجل وقالت:
-ايوة يا جدي ..عرفت ده امبارح عشان كده مقدرتش اجي…ادم من وقت ما عرف وهو شايلني في عينيه حرفيا ..مش بيخليني اتحرك ابدا …بفضل اضحك عليه وعلي تصرفاته …
ضحكت مروة وقالت:
-اكيد يا بنتي الراجل هيكون اب يا عيني الفرحة مش سايعاه …الطفل اللي هيجي هيخلي علاقتكم اقوي بإذن الله …
ابتسمت مهرا واطرقت برأسها ليتنهد جابر بحزن…يتمني من كل قلبه ان يعيش حتي يري حفيدته …لقد ايقن ان ادم ومرام وليلي لن يسامحوه فعلي الأقل يري حفيدته …لا يريد ان يمو.ت قبل ان يراها …نظر جابر الي مهرا وقال بتردد :
-هو ادم مجاش معاكي يا مهرا ؟!
نظرت مهرا الي جدها بشفقة واحست بتأنيب الضمير…لان ادم اتي فعلا ولكنه بقا خارجا وهي لم تجبره علي الدخول خوفا من ان تحدث بينهما مشكلة كالعادة …فالايام السابقة كانت اجمل ايام حياتها …فقوة حبهما تغلبت علي كل شئ ولكن ما زال موضوع جدها مسبب توتر خفي بينهما !!!
-ادم برا يا جدي قال هيستناني لحد ما اسلم عليكم وهنمشي سوا …
ابتلع جابر ريقه وقال بتردد:
-معلش يا مهرا …ممكن تطلبي منه يدخل ويقابلني …أنا عايزة اشوفه ضروري …
دون نقاش هزت مهرا راسها ثم ذهبت لتتصل بآدم.
……..

 

لقد دخل ..اتي إليه ووقف امامه وعلي رغم وجهه المتجمد الا ان قلبه يعتصر بسبب حالته تلك ولكنه ابدا لن يظهر هذا …لن يجعل جابر عزام يظن ان ادم سوف يسامحه …الغفران بعيد المنال !!.
-عايز اتكلم مع ادم لوحدي …ممكن لو سمحتوا تسيبونا لوحدنا؟!
قالها جابر بصوت منهك لتهز مهرا رأسها وهي ومروة ويخرجان بكل هدوء …والان اصبح مواجه لادم الذي ينظر إليه بوجه خالي من المشاعر …
-قرب يا ادم عايزك جمبي ..
قالها جابر وهو يمد كفه الا ان ادم قال بجمود:
-شكرا انا مرتاح هنا …
اسقط جابر كفه بيأس وقد احتشدت الدموع بعينيه وقال:
-عارف أنا مستاهلش أنك.تسامحني يا بني أنا اذ.يتكم كتير اووي ..
-كويس أنك عارف ..
قالها ادم بجمود وهو يحاول أن يقسي قلبه …كان لا يجب ان يشعر بالشفقة علي جابر عزام …ولكن للأسف شعر بالشفقة والحزن عليه …ليت قلبه كان حجر ولم يشعر بكل تلك المشاعر التي تخنقه …
انسابت دموع جابر وقال :
-انا همو.ت يا بني

 

احرقت الدموع عيني ادم وقال بنفس الجمود وكان قناع جموده علي وشك التحطم:
-كلنا هنمو.ت يا جابر بيه …
انسابت دمعة خائنة من عينيه وقال:
-زي بالضبط ما ابويا ما.ت …بسبب حضرتك…
بكي جابر …بكي كالطفل الصغير ليهز ادم راسه ودموعه تنفجر من عينيه بغزارة ويقول:
-عايزني اسامحك …بتب.تزني عاطفيا عشان اسامحك …اسامح الراجل اللي د.مر حياتنا …قت.ل ابويا…
-كفاية يا ادم …كفاية يا بني ..
قالها جابر بعذا.ب ليرد ادم ويقول:
-عندك حق …كفاية …كفاية كده متطلبش السماح مني لأنك مش هتناله يا جابر عزام …أنا مش زرار هتدوس عليا. هسامحك …انا انسان …انسان حضرتك.سر.قت منه ابوه …سعادته واحلامه…انسان كل يوم هيفتكر أنك حرمته من اجمل ايام حياته ..هفتكر دايما ان احلامي ضاعت بسبب غرورك.فأرجوك متطلبش السماح عشان بس حاسس نفسك هتمو.ت لان لولا احساسك بالمو.ت مكنتش عرفت اصلا أنك غلطت في حقنا يا جابر بيه !
قالها ثم غادر …غادر تاركا اياه يبكي !!
………..

 

بعد اسبوعين …
وقف امام قب.ر والده …ذقنه ناميه قليلا وعينيه حمراء …ملامحه منهكه ويبدو كمن فقد روحه…بعد اسبوعين من الانهيار العصبي الذي عاشه بالمشفي …العديد من التوسلات ليخرج الا ان الأطباء رفضوا بأمر من حمدي …حالته كانت سيئة جدا جدا…لم يكن في وعيه…خاف الجميع أن يؤذي نفسه لذلك حجزوه بالإجبار…وحياة واحمد لم يتركوه وقفوا بجواره …ولكن هذا كلفه الكثير …فهو لم يحضر جنازة والده بسبب انهياره بالمشفي …
كان احمد وحياة خلفه يقفان وينظران إليه بأ.لم…لقد تبدل مروان اصبح وكأنه اتعس رجل في العالم كله !!!كان حقا حزين…بائس ومنهار وهو ينظر لقبر والده الذي بجوار قبر والدته…لقد د.فنوه بجوارها طبقا لوصيته كما دوما اخبره…..
جلس مروان بجوار القبر وهو يتلمسه وقلبه يعتص.ر من الأ.لم بينما يقول :
-اسف …آسف .. آسف…
كان يكرر اعتذاره دون ان تفهم حياة علي ماذا يعتذر ولكن مروان كان يكرر اعتذاره وهو يبكي …فجأة شهق بقوة وانفجرت دموعه بغزارة وقال:
-اسف اني عاملتك ببرود…آسف اني بعدت عنك…آسف مقدرتش احضر جنازتك …أنا مكنتش ابن صالح ليك يا بابا…أنا خذلتك زي ما خذلت امي …
-مروان !
قالتها حياة بصوت مختنق من البكاء ولكن مروان نظر إليه بعينين حمراء كالدماء بفعل البكاء وقال:
-معلش ممكن تمشوا. ..حابب اقعد لوحدي شوية .

 

كان طلبه سوف يُرفض من قبل حياة التي كادت ان تهز رأسها بالنفي الا ان مروان قال بتوسل:
-لو سمحتي يا حياة عايز ابقي لوحدي …لو سمحتي ..لو سمحتي …
كانت حالته سيئة …كان يبكي بطريقة اوجعت قلبها لذلك لم تجادل ابدا بل همست لأحمد قائلة:
-يالا نمشي .
وبالفعل ذهبا الاثنين من المقبرة تاركين اياه بمفرده…وتلك كانت فرصته ليبكي كما يريد …فرصته لينهار بالطريقة التي يريدها …..
صرخة قوية افلتت من بين شفتيه ثم شهقات متكررة ودموعه بدأت بالانفجار من جديد وهو يردد :
-ليه…ليه يا بابا ..كان نفسي تبقي معايا اكتر …استغفر الله العظيم ..استغفر الله العظيم …يارب هعمل ايه دلوقتي …يارب المو.ت راحة ليا
….
لقد انت اليوم الي المقبر.ة بمفردها…انها المرة الأولي التي تأتي بمفردها دون ادم …ولكنها ارادت ان تزور والدها …انتهت من قراءة بعض القرآن له…ثم عدلت خمارها جيدا ونهضت وهي تقول:
-هاجي ازورك دايما يا بابا …أنا بحبك ..
ثم كادت أن تذهب لتتجمد وهي تري هرة صغيرة تصدر صوتا وتبدو انها جائعة :
-يا حبيبتي يا بنتي ..

 

قالتها ليلي وهي تشعر بالشفقة علي حال تلك المسكينة ثم حمدت ربها انها دوما تحمل في حقيبتها عبوة زبادي بالفروادلة لانها تحبه….اخرجتها من حقيبتها واقتربت من الهرة الا ان الهرة خافت وجرت …
-استني يا ستي هأكلك…مش هاكلك يعني …يا دي النيلة هي بتجري بسرعة ليه هو أنا عفريتة!!
ولكن فجأة تجمدت وهي تسمع صوت بكاء علي يسارها …نظرت لتجد آخر شخص توقعت ان تجده…مروان يجلس علي الأرض وهو يبكي ويتلمس قبر ما …كان يتكلم وهو يبكي :
-اعمل ايه … أعمل ايه ؟!واعيش ليه…محدش عايزني …انت الوحيد اللي كنت بتحبني وموت…أنا قلبي وا.جعني يا بابا …كان نفسي تبقي معايا ..كان نفسي …
احتشدت الدموع في عينيها وهي تدرك السبب الذي جعله يختفي …تأ.لم قلبها بسببه …وكم كانت مصدومة من قلبها …ما بال قلبها يعارضها وتتكون به مشاعر محرمة …مشاعر لا يمكن أن تخرج للنور…لماذا تشفق عليه …لماذا تبكي لأجله لماذا …
فجأة انتبهت وهي تري مروان ينظر إليها بصدمة لتتراجع هي للخلف وتمسح دموعها ثم تركض من امامه هاربه منه …
…………..
جالسة علي مقعدها وهي تشرب سيجارتها ….منذ خروجها من السجن وهي تحبس نفسها هنا تخرج لكي تتناول.طعامها فقط …تشعر بالخز.ي والعا.ر …تشعر بالهزيمة وكم هي تكره ان تخسر …كانت دائما افضل الربح واعتقدت بغباؤها انها سوف تهزم انس…ولكن هي من خسرت وانس من ربح…انس هو من فاز ودمرها تماما …كيف ظنت انها سوف تقه.ره …لقد كانت غبية حقا …

 

فكرت وهي تحرق سيجارتها وتتيقن ان اللعبة قد انتهت تماما وأنس اعلن فوزه ويبدو انها سوف تعود لفعلتها القديمة. ..محاولة اصطياد رجل ثري ينفق عليها حتي لو سوف تكون عشيقة لا زوجة
………..
ولجت ليل الي غرفة والدتها وعينيها مبتلة بالدموع …منذ خروج والدتها وهي بتلك الحالة …منغلقة علي نفسها وتبكي…لقد مرت اسابيع وهي بنفس تلك الحالة !!أنس د.مرها تماما …كانت ليل تعرف ان والدتها لن تستطيع هزيمة انس…هي تعرف انه ذكي ولكن حقا لم تتوقع ابدا ان يكون لديه تلك الكمية من الدهاء…لقد د.مر والدتها وخلص نفسه من العقد واخذ حضانة ملك للأبد ومنعهما من رؤيتها حتي …حسنا لا هي ولا امها تهتمان بملك حتي …هي تريد انس ووالدتها تريد ثروته …ولن تستلم ليل حتي تحصل علي حبها…انس كل حياتها وان لم تحصل عليه سوف تموت!
اقتربت من والدتها وجلست بجوارها وقالت:
-ماما …هنعمل ايه ؟!ملك ضاعت وثروة انس.ضاعت …وانس…
اختنق صوتها ثم اكملت ودموعها تنساب علي وجهها :
-أنس ضاع مني يا ماما. ..أنا بحبه مقدرش اعيش من غيره صدقيني هموت …هموت يا ماما .. ساعديني ارجعه يا ماما ابوس ايديكي …
نظرت إليها نيرمين ببلادة …كانت عينيها ميتة وهي تشرب سيجارتها بالامبالاة ثم قالت :
-أنس هو اللي كسب يا ليل ..خلاص انتهت الحرب وانا وانتِ خسرنا …خلاص اتقبلي الموضوع …انسي انس…
هزت ليل رأسها وامسكت كف والدتها وقالت بتوسل:

 

-ماما أنا بحبه…بحبها صدقيني هموت لو راح لغيري …ابوس ايديكي اتصرفي يا ماما …اتصرفي واعملي أي حاجة …
نفخت نيرمين بضيق وقالت؛
-هنعمل ايه ؟!خلاص يا ليل خلاص الموضوع انتهي …خسرنا ورقتنا الوحيدة ومرام كسبت انس وملك وثروته ..البنت الشحاتة دي بقت اذكي مننا …ازاي قدرت تسحره بالطريقة دي …ده بقا مجنون بيها …
-انا هقت.لها …هقت.لها يا ماما …
قالتها ليل بحق.د لتنظر إليها نيرمين بصدمة فتكمل ليل وهي تبتسم ابتسامة غريبة :
-لو قت.لتها أنس هيتجوزني صح ؟!ايه رأيك…اعملي خطة عشان نتخلص منها وانا معاكي في أي حاجة !!!
……………..
كانت ميار تجلس علي الفراش وهي تمسك صورته ودموعها تنساب بغزارة …رغم ما حدث ورغم ما فعله يظل والدها …ما زالت آثار ما فعله قابعة في روحها لا جسدها فقط الا انها ادركت انها لا تكر.هه …هي تحب والدها ..لم تكر.هه يوما…رغم انها حاولت الا انه والدها…كيف تكر.هه ..هي احيانا لا تتذكر القس.وة التي ذاقتها علي يديه…بل تتذكر قبل أن تدخل علياء حياتهما كيف كانت مثالية …كيف كان اب حنون …ينفذ جميع طلباتها …بقي لمدة دون زواج فقط من اجلها وعندما أستمع أخيرا لإلحاح الاقارب وتزوج …ادخل افعي الي المنزل …افعي سا.مة د.مرت حياتها وعاملتها أسوأ معاملة وجعلت والدها ينقلب عليها ويه.ينها …لقد تو.جع قلبها وهي تري والدها يعاملها بتلك الطريقة السيئة …لقد استطاعت علياء السيطرة عليه بالكامل …استطاعت ان تجردها من حب والدها وتأخذه في صفها…
بكت ميار ولكن تلك المرة بقوة وهي تمسك الصورة
……

 

ولج علي الي الغرفة وهو مبتسم بعد ان احضر لها اقراص المشبك التي تحبها …تلاشت ابتسامته وتجمد وهو يراها تبكي بتلك الطريقة …هُلع وهو ينظر إليها تبكي وتمسك صورة …اقترب منها بهدوء وجلس بجوارها دون ان تشعر وامسك الصورة منها …شحب قليلا وهو يجد صورة لوالدها وهو شاب بينما يحملها وهي صغيرة …نظر إليها ليجدها مطرقة وهي ما زالت تبكي … وضع الصورة جانبا وجذبها اليه ليضمها الي صدره …لم يتكلم …لم يفعل شئ سوي مواساتها …كان يربت علي كتفها برقة جعلتها تبكي اكثر …وقلبه كان متأ.لم لأجلها. .هو يحبها لدرجة أنه لا يمكنه أن يراها تبكي …لا يتحمل الأمر …

بعد عدة دقائق كانت قد انتهت من البكاء …او انهكها البكاء لدرجة انها لم تعد قادرة علي ذرف المزيد من الدموع …تنهد علي وهو يبعدها قليلا ثم ينظر إليها وبكفيه اصبح يمسح الدموع التي لطخت وجنتيها ثم عانق وجهها وحاصر عينيها السوداء وقال:
-باباكي وحشك مش كده ؟!
هزت رأسها وهي لا تقوي حتي علي الحديث ..بعد فترة قالت بصوت قت.له الانهاك.:
-انا مش قادرة اكر.هه يا علي مش قادرة …مش قادرة حتي ابقي زعلانة منه وحا.قدة عليه بالعكس أنا تعبانة اووي وقلبي واجعني عشان هو في السجن …حاولت احارب شعوري دع بس شعوري انتصر عليا يا علي ومبقتش قادرة …أنا بحب بابا
..ومش قادرة اسيبه في السجن اكتر من كده …أنا بتعذب…بتعذب ..
-يا حبيبتي …
قالها برقة ثم قبلها علي وجنتها ثم وضع رأسه علي راسها فقالت هي بتعب :
-انا غلطانة يا علي …غلطانة لاني مش قادرة اكر.هه …
لم يبتعد عنها بل ما زال يلصق جبينها بجبينه ويربت علي وجنتها ثم تنهد وهو يقول:
-لا مش غلطانة يا عمري …انتِ انسانة طبيعية …انسانة كويسة جدا كمان لانها لسه بتحب والدها …لسه مهتمة بيه رغم كل اللي عمله …دي حاجة تخليني افتخر بيكي يا عمري ..حاجة تخليني احبك اكتر …
-طيب أعمل ايه …أعمل ايه يا علي …

 

قالتها بصوت مختنق ودموعها تنساب من عينيها مجددا …ظنت ان دموعها نضبت ولكنها كانت مخطئة كثيرا … ابتعد هو قليلا عنها ثم بدأ يمسح.دموعها وقال بهدوء:
-الحل تتكلمي معاه …..زرويه واتكلمي معاه…
– بس انا خايفة
قالتها بتردد ليبتسم ويرد :
-وانا معاكي …وهفضل دايما معاكي فمتخافيش يا حبيبتي …أنا هكلم المحامي يخلينا نزوره في أقرب وقت …اتفقنا ..
ابتسمت ميار وقالت :
-اتفقنا …
ثم عانقها بقوة وكم ان عناقه اعطاها الآمان…وللمرة المليون تدرك ان وجود علي في حياتها هو نعمة.
….
-الله البيت بقا حلو اووي يا حماتي .
قالها سامر مبتسما لتبتسم له مودة وتقول:
-لولاك ده مكنش حصل يا بني …شكرا اووي يا سامر علي اللي عملته معايا .
جلس سامر علي الأريكة بجوار كارما وضمها إليه بحركة عفوية:
-هو أنا عملت ايه يا حماتي يعني؟! ده واجبي …
هزت مودة راسها وقالت:
-بطل تواضع يا سامر …أنت عملت كتير طبعا …انت اخدت حقي من سامح …سج.نته واخدت تعويض كويس منه زائد حقوقي كلها …بسببك وقدرت أشتري شقة ليا من غير ما يذ.لني أي حد وفتحتلي مشروع اكسب منه وجاي دلوقتي تقول عملت ايه ؟!
كانت كارما تنظر الي سامر وقلبها يخفق بسعادة….كانت كل يوم تعشقه اكثر من اليوم الذي قبله …سامر ساعدها كثيرا هي ووالدتها وهي لن تنسي ما فعله لأجلهما…
-يا حماتي ..أنا عيوني ليكي …ده كفاية أنك خلفتي واحدة بقت كل حياتي …
احمر وجه كارما وابتسمت وهي تذوب بفعل كلماته لتبتسم مودة بسعادة وهي تري سعادة ابنتها وتشكر ربها انها وجدت زوج صالح لها …رغم ما حدث …ورغم كثرة المشاكل الا انهما عادا سويا ليكون حبهم اقوي من السابق …انها تري نظرات الحب الخالصة في عيني سامر لابنتها …الآن يمكنها ان تمو.ت بسلام دون ان تقلق علي ابنتها …..فهي واثقة ان سامر سوف يهتم بها جيدا …
-انا عملت كيك الشوكولاتة اللي بتحبيه يا كارما ايه رايك اجيبلك حتة…
نهضت كارما وقالت بسعادة طفلة لم تتجاوز العشر سنوات :
-بجد يا ماما …لا أنا رايحة اجيبها …

 

امسكتها مودة وقالت :
-لا …اقعدي جمب جوزك …أنا اللي هروح واجيبها يا طفسة انتِ …
ضحكت كارما بخجل لتذهب والدتها الي المطبخ لتشهق كارما فجأة وسامر يجذبها إليه ..
-ايه يا سامر …
-عيونه …
قالها وهو يقربها منه اكتر لتنهره قائلة:
-بطل جنان احنا في بيت ماما ..
هز كتفه وهو يتلمس وجنتها قائلا:
-خلاص يا روحي …نروح بيتنا ونبقي سوا …..نتفرج علي فيلم وانا بحضنك …الفيلم اللي تحبيه…
ابتسمت وقالت:
-عيوني نقعد شوية وبعدين نروح …ميصحش نمشي دلوقتي ماما تقول ايه !
-حاضر يا هانم اللي انتِ عايزاه هيحصل …
ابتسمت وقالت:
-بحبك لما تقولي يا هانم..
-وانا بحبك في كل الاوقات يا هانم ولو الكلمة دي بتفرحك هفضل اقولها دايما يا حبيبتي …
تنهدت كارما بسعادة ثم نامت علي كتفه وقالت:
-شكرا يا سامر علي كل حاجة بتعملها عشاني وعشان ماما ..شكرا لأنك متخليتش عننا…شكرا لأنك في حياتي …
التقط كفها وقبله ورد عليها:
-وشكرا لاني حبتيني يا كارما …حبك هو أكبر نعمة في الحياة دي بالنسبالي…أنا بقاوم كل حاجة بتقابلني عشان انتِ جمبي..وهفضل اقاوم واعمل المستحيل عشان اسعدك يا حبيبتي …سعادتي هي سعادتك دايما…
-خايفة السعادة متكمل…

 

-ششش متكمليش …سعادتنا هتكمل بإذن الله يا كارما انا مش هسيبك تضيعي من ايدي تاني …
تنهدت كارما بحب وهي تفكر ان أخيرا قلبها وجد السكينة…أخيرا حصلت علي الحب الذي تمنته …الأمان أيضا. ..حصلت علي الأمان بين ذراعيه…هي ستظل ممتنة له الي الأبد …
من بعيد كانت تقف مودة عينيها مبتلة بالدموع وهي تري سعادة ابنتها…الأم هي الوحيدة التي تتمني ان يكون حظ ابنتها احسن من حظها…ومودة سعيدة الآن …سعيدة لان كارما سعيدة في حياتها مع سامر …ربما كارما لديها حق …ربما ابتعادها وتمسكها بكرامتها هو ما جعلها تحصل علي قلب سامر …ربما هي المخطئة فالتخلي عن الكرامة لا يجلب سوي التعاسة !!
……..
في اليوم التالي …
خرجت من الحمام وهي تجفف شعرها الطويل …لقد استيقظت مبكرا اليوم رغم انه إجازة أنس الذي وعدها هي وملك انهم سوف يذهبون الي النادي ليكافئ ملك علي حفظها الجزء الثالث من القرآن الكريم …نظرت الي جهة انس وابتسمت وهي تجده نائم…اقتربت منه بخفه ثم جلست علي الفراش بينما خصلة من شعرها المبلل تلامس وجهه …عقد أنس عينه بضيق لتضحك مرام برقة بينما يفتح هو عينه ثم يعطيها ابتسامة رائعة ويقول:
-الله صحيت علي وش حلو اهو…كنتي فين من زمان ؟!
ضحكت مرام وقالت:
-ليه انت كنت بتصحي علي وش مين قبل ما تتجوزني ؟!
-كنت بصحي علي وش ملك …كانت بترعب اهلي …بتصحيني بطريقة غير ادمية بالبتة ..
ضحكت مرام وقالت :
-يالهووي لو سمعتك …
ادعي أنس الخوف وقال:
-لا لا يا ستار يارب ما تسمعني دي ممكن تأكلني …دي.مفترية أنا مقدرش عليها …
ضحكت مرام مرة اخري ليبتسم ويقول:

 

-اضحكي دايما يا مرام لان ضحكتك تاني اجمل حاجة شوفتها في حياتي..
رفعت حاجبيها وقالت بغضب:
-وليه متكونش أول اجمل حاجة يعني!!
ازدادت ابتسامته اتساعا وبرقت عينيه بحب خالص لها وقال وهو يجذب كفها الرقيق ويقبله قائلا:
-لانك انتِ أول اجمل حاجة شوفتها في حياتي …
احمرت هي وشعرت بالعاطفة تخنقها ولكنها تمالكت نفسها وقالت لتغيظه:
-وانت سابع اجمل حاجة شوفتها في حياتي !
ضحك وقال:
-سابع !!كتر خيرك يا ستي خلتيني من العشرة الاوائل…
ضحكت هي ايضا وقالت وهي تنهض:
-يالا بقا قوم عشان نفطر ونفسح لوكا…
ولكنها شهقت فجأة وهو يجذبها لتسقط علي صدره …
-انس ..انس سيبني بتعمل ايه ؟!
-قوليلي أنا بحبك .
طالبها بإبتسامة لتقول هي ؛
-انت مش هتشبع من الكلمة دي ؟!
هز رأسه وقال:
-لا …هحب اسمعها منك لحد ما اموت …اهي دي اجمل كلمة سمعتها في حياتي منك …
ابتسمت له بحب اذاب قلبه وقالت:
– أنا بحبك .
-وانا كمان بحبك قد الكون بمجراته وكواكبه ونجومه ..

 

ثم قبل رأسها لتنهض هي وتقول :
-يالا بطل كسل عشان نطلع !
ثم اتجهت الي المرآة وبدأت بتسريح شعرها بسرعة ليستند هو علي ذراعه وينظر إليها بإبتسامة حلوة…
………
في المطبخ …
كانت مرام تحضر الافطار…شعرها مربوط في كعكة وعنقها الابيض الناعم ظاهر بالكامل …اقترب منها أنس بخفة وحاوط خصرها ثم قبلها علي رقبتها لتشهق بقوة ثم تقول :
-انت جيت امتي ؟!وبتتسحب زي الحرا.مية ليه ؟!
ضحك وقال:
-عشان اخضك …
استدارت هي ثم ابعدته وقالت:
-طيب يا اخويا ابعد عشان لو جات لوكا هنتفض.ح!
ولكن بعد ان ابعدته جذبها وضمها إليه وقال:
-مش هتيجي متقلقيش .
– يا أنس ..عيب …عيب احنا في المطبخ …
قالتها مرام بضيق وهي تبعد انس الذي يحتضنها بقوة ….
-جرا ايه يا مرام مش انتِ لسه قايلالي من شوية أنك بتحبيني لما جيتي تصحيني من النوم …دلوقتي ابعد ولا هو يتمنعن وهن الراغبات
ضحكت مرام وضربته علي كفه وقالت:
-اتلم وبعدين خلاص اطلع برا خليني أعمل الفطار عشان نمشي ..
-متتعبيش نفسك يا مرام قولت هنفطر في النادي …
-نفطر هنا وفي النادي انت عارف لوكا لو راحت النادي بتنسي نفسها فأنا عايزاها تاكل عشان متتلهاش باللعب ..
وافقها انس وقال :

 

-عندك حق والله …خلاص يا حبيبتي اعملي اللي عايزاه وانا رايح اشوفها بتعمل ايه…بس قبل ما امشي يالا قوليلي بحبك .
ضحكت هي وقالت برقة :
-بحبك …
-برافو عليكي …يالا ..
قال كلمته الأخيرة وهو يشير لوجنته لتحمر بخجل ثم تقترب وتقبله علي وجنته ولكن هو حرك رأسه لتقع قبلتها علي فمه فتضربه علي كتفه وتقول بوجنتين تشتعلان من الخجل :
-اطلع…اطلع برا …
قبلها مرة اخري علي فمها ثم ركض خارجا لتضحك بسعادة …هي سعيدة كما لم تكن سعيدة من قبل
…………
خرجت حياة من عند الطبيب النفسي الخاص بها وهي تشعر بالارتياح قليلا فهي قد اخبرت الطبيب بحالة مروان ووعدها انه سيحاول التواصل معه …هي لن تترك مروان في تلك الحالة ابدا …لن تتخلي عنه …توقفت وهي تجد احمد ينتظرها كالعادة …اعطته ابتسامة رائعة…كل يوم تعشقه اكثر من السابق …لقد اجل الزفاف من اجلها ووقف بجوار مروان الذي يكر.هه أيضا من اجلها…اثبت حقا انه يحبها وانه يريد اسعادها وكم هذا اثر بها وهي تري انه يبذل قصاري جهده لرسم البسمة علي وجهها …هي لن تنسي ابدا مواقفه تلك…ستظل ممنونة له الي الأبد …اقتربت هي منه ليمسك كفها ويقول بنبرة مهتمة:
-حاسة نفسك احسن يا حبيبتي ؟!
هزت هي رأسها ليتنهد بعمق ففي الايام السابقة حالتها قد ساءت بسبب مروان …فحزن مروان الشديد علي والده جعلها تتذكر اهلها وهذا جعلها في حالة نفسية سيئة وهذا او.جع قلبه عليها فحاول بأقصي جهده ان يسعدها ويرسم البسمة علي وجهها.واشار عليها ان تكمل جلساتها مع الطبيب النفسي لأنها تحتاج هذا …وهي فعلت ما قال والحمدلله يري انها اصبحت افضل الآن ..
-كلمت الدكتور علي حالة مروان وقال هيحاول يساعده…وانا كمان مش هسيبه هحاول اجيبه هنا عشان يحاول يتقبل الموضوع …
تنهدت بحزن وقالت:
-فقدان حد قريب منك بالشكل الصادم ده صعب يا احمد …الله يكون في عونه …
مرر احمد ظهر كفه علي وجنتها الناعمة وقال:
-متقلقيش يا حبيبتي ..مروان هيكون بخير وهيتقبل الموضوع …ربنا مش هيسيبه …ربنا رحيم بعباده …أنا واثق ان مروان هيتجاوز المحنة دي …
امسكت حياة كف احمد وقالت :
-شكرا يا حبيبي …
رفع حاجبه وقال:
-علي ايه ؟!
ابتسمت بحب صافي له وقالت:

 

-علي وقفتك معايا…علي تأجيل الفرح …
صمتت قليلا ثم اكملت:
-وعشان واسيت مروان رغم المشاكل اللي بينكم بس بقيت جمبه…
-انا عشان خاطرك هعمل الحاجة حتي لو كنت بكر.هها بس مروان صعب عليا عشان كده وقفت جمبه…فقدان الاب صعب أنا جربته …حاسس بك.سرته الله يكون في عونه …
تنهدت حياة وقالت :
-يارب يا احمد …يارب ..
امسك احمد خصلة من شعر حياة ثم قال:
-انتِ طيبة اووي يا حياة …بحب الطريقة اللي بتقفي جمب الناس بيها …أنا فخور بيكي يا حبيبتي لأنك واحدة طيبة وقلبك ابيض .
تجهم وجه حياة فجأة واعتصر قلبها من الأ.لم …لا هي ليست قلبها ابيض …لا …هي سيئة…علي الرغم من انها حاولت ان تتخلص من ذلك التفكير الا ان ما فعلته بمهرا ما زال يطاردها بقوة …هي لن ترتاح حتي تعتذر منها …لن تحصل علي السلام حتي تسامحها مهرا …فكرت كثيرا أن تذهب إليها ولكنها خائفة آخر مرة ذهبت الي هناك انها.رت تماما بينما مهرا تواجهها بحقيقتها البشعة !!
-حبيبتي مالك ؟!
قالها احمد بقلق وهو ينظر الي حياة الشاردة …شعر بالقلق عليها وتلمس وجنتها مرة اخري وكرر :
-حياة حبيبتي فيه حاجة؟!
احتشاد الدموع في عينيها جعله يقلق اكثر …انسابت الدموع من عينيها وهي تنظر إليه وتقول:
-بس أنا مش كويسة ولا قلبي ابيض يا احمد …كفاية اللي عملته في مه…
-ششش متكمليش …خلاص يا حبيبتي ابوس ايديكي انسي …انتِ توبتي واتعذ.بتي كتير …خلاص هتعملي ايه تاني …
هزت حياة راسها وقالت:
-لا يا احمد…لازم اروح واعتذرلها تاني …لازم تسامحني …لازم …
وامام انهيارها هذا لم يجرؤ علي الرفض!
………

 

في منزل ادم
-اقعدي يا ليلي أنا هفتح .
قالتها مهرا لليلي التي تذاكر عندها في المنزل ونهضت من الأريكة …كادت ليلي ان تعترض لتضحك مهرا وتقول:
-يا بنتي متبقيش اوفر زي اخوكي ..أنا كويسة …
ثم ذهبت لتفتح الباب ولكن تجمدت كليا وهي تري حياة تقف امام منزلها وتقول:
-انا مش همشي من هنا الا لما تسامحيني!

يتبع..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية عروس رغما عنها 2)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *