روايات

رواية خطاياها بيننا الفصل الثاني عشر 12 بقلم هدير نور

رواية خطاياها بيننا الفصل الثاني عشر 12 بقلم هدير نور

رواية خطاياها بيننا البارت الثاني عشر

رواية خطاياها بيننا الجزء الثاني عشر

رواية خطاياها بيننا الحلقة الثانية عشر

هتفت شيماء التى ما ان رأت جابر يتقدم نحوها و لبيبة و بسمة تلحقان به
=تعالى يا جابر بيه.. تعالى شوف صاحبك و عمايله السودا….
همس هشام من بين اسنانه بغضب وهو ينظر بتوتر و عصبية الى جابر الذى اصبح يقف امامهم
=احترمى نفسك و لمى الليلة يا شيماء كفاية فضايح…
التفت تنظر اليه باعين مشتعلة
=فضايح…و انت لسه شوفت فضايح… ده انا هفرج عليك امة لا اله الا الله
وقف جابر بينهم صامتاً و وجهه متصلب متشدد و عينيه المظلمة بالغضب ثابتة على غزل التى كانت واقفة ترتجف خوفاً تعلم انه سيقتلها هذة المرة بالتأكيد
التفت شيماء نحوها هاتفة بغضب تجذبها من شعرها مما جعلها تصرخ متألمة
=لا و بتخونى مع مين…مع حتة خدامة رخيصة لا راحت ولا جت

 

 

تجاهل جابر الشهقات المنصدمة التى صدرت من كلاً من بسمة و لبيبة و اسرع بالقبض على ذراع غزل يحررها من بين يدى شيماء جاذباً اياها نحوه بحماية هاتفاً من بين اسنانه بقسوة
=اللى بتقولى عليها خدامة و جوزك خانك معها… تبقى مراتى
شحب وجه هشام فور سماعه ذلك و قد بدأ الخوف يزحف داخل عروقه بينما اتسعت عينين شيماء مغمغمة بصدمة
=مراتك….؟!!!
لتكمل بحدة و هى تخرج من صدمتها
=مراتك بتخونك يا جابر بيه… بتخونك مع صاحبك هشام انا شايفهم بعينى و هما بيبوسوا بعض
هتفت لبيبة و هى تضرب جانب خدها متصنعة الصدمة و بداخلها ترقص فرحاً
=يا فضحتى… بيبوسوا بعض…
بينما همست غزل و هى تبكى بشهقات ممزقة
=و الله ما بوسته يا جابر….
نكزتها بسمة قائلة بحدة مرمقة اياها بنظرات ممتلئة باشمئزاز
=خاينة و بجحة…
زمجر جابر بصوت عاصف مقاطعاً اياها بشراسة و هو يحاول التحكم فى اعصابه
=مسمعش نفس….
ليكمل وهو يلتف نحو شيماء قائلاً بصرامة من بين اسنانه المطبقة
=مراتى انا واثق فيها… و متأكد انها استحالة تعمل حاجة زى كدة…..
هتف هشام بارتباك و هو يحمد الله ان جابر لم يصدق الامر
=ايوة… ايوة متصدقهاش يا جابر.. هى بتعمل كدة علشان متخانقين سوا حبت تلبسنى مصيبة
صرخت شيماء بانفعال وهى تضرب ووجها فى ذراعه بقبضتها
=كداب… انا شايفكوا بعينى وانتوا بتبسوا بعض…..
=بس كفاية…..
قاطعها جابر بقسوة وانفاسه تحتد بشدة شاعراً بالنيران تحرق قلبه فور تخيله ان رجل اخر قد لمس زوجته مما جعله يرغب بهدم كل ماحوله…

 

 

تشددت قبضته بقسوة حول ذراع غزل مما جعلها تصرخ متألمة لكنه تجاهل ألمها هذا مديراً اياها نحوه قائلاً
=غزل اللى هتقول ايه اللى حصل… و اللى هتقوله يبقى هو ده الحقيقة….
لوت لبيبة شفتيها هامسة باذن بسمة لكن صوتها كان مرتفعاً قاصدة ان يصل لجابر
=قالوا للحرامى احلف.. قالك جالك الفرج…..
انتفض عرق بجانب عنق جابر وغضبه يكاد يجعله يخرج مسدسه و يطلق النيران على تلك الحمقاء التى وضعته و وضعت نفسها فى موقف مثل هذا التف اليها و قد كانت تخفض رأسها و عينيها ثابتة بالارض قائلاً بحدة و قد اغضبه اكثر حالتها تلك
=ارفعى راسك… راسك متوطهاش ابداً فاهمة
رفعت غزل رأسها تنظر اليه باعين ملتمعه بالدموع المحتقنة تومأ برأسها بصمت
تنفس جابر بعمق محاولاً عدم اخافتها قائلاً بهدوء
=ايه اللى حصل يا غزل..؟؟
التقطت غزل نفساً مرتجفاّ قائلة بصوت مهتز و هى تدعى الله ان يصدقها
=كـ..كنت.. جعانة و نزلت اكل… بعدها.. بعدها… طلعت الجنينة علشان امشى فى المطر….
لتكمل و صوتها يهتز اكثر و هى ترى الغضب يحتد و يزداد بعينيع
=لقيته جه من ورايا و حاول يلمسنى وعرض عليا فلوس و لما زقيته اتهجم عليا وحاول يبوسنى..
انهت جملتها مطلقة صرخة فازعة عندما هجم فجأة جابر على هشام يسدد له ضربات متفرقة وهو يزمجر بشراسة و كان يبدو كالمجنون
=بتتجرئ وتلمس مراتى يا ابن الكلـ.ب… ده انا همحيك من على وش الدنيا.
صرخ به جابر سابباً اياه بقسوة و هو يلكمه بقوة في وجهه الذي ارتج من شدة الضربة فإندفعت الدماء بقوة من انفه وفمه…
صرخت شيماء و هى تندفع نحو جابر
=مين قالك ان كلامها حقيقى… انا شايفهم بيبوسوا بعض..
اندفعت لبيبة نحوه هى الاخرى هاتفة بحدة محاولة اشعال الموقف
=ايوة صح يا جابر… افرض كانت بتكدب… يعنى هتقولك كنت بخونك
انتفض جابر مبتعداً عن هشام الملقى على الارض غارقاً فى دماءه مزمجراً بشراسة
=انا واثق فى مراتى…
قاطعته بسمة وهى تنظر اليه من اعلى لاسفل بنظرات ممتلئة بالسخرية
=كأنى شايفة قدامى عثمان العزايزى و هو بيدافع عن ازهار بالظبط كان معمى زيك كدة… بس انت غلبته بكتير على الاقل ازهار مخنتوش

 

 

اشتعلت النيران بعينين جابر فور سماعه كلماتها تلك زمجر من بين اسنانه المطبقة
=انتى تخرسى خالص و مسمعش نفسك… و برضو انا واثق فى مراتى…. و عارف هى على ايه كويس…
لوت بسمة شفتيها بسخرية مما جعله يكمل وهو ينظر لبسمة و لبيبة
=و علشان اقفل على الحوار ده.. و مفيش اى حد يوزه عقله المريض يجيب سيرة مراتى او يهوب ناحية شرفها هنشوف كاميرات المراقبة اللى فى الجنينة… و لو طلعت مراتى زى ما بتقولوا مش هقول رقبتها هتطير لا رقبتى انا لأنى عارف و واثق كويس فيها
انهى حديثه ممسكاً بهشام من ياقة قميصه يدفعه امامه لداخل المنزل…
وقف الجميع بغرفة مكتب جابر يشاهدون تسجيل الكاميرات التى اظهرت محاولة اعتداء هشام على غزل و مقاومتها وضربها له..
امتلئ وجه كلاً من بسمة و لبيبة بالغيظ و الغضب قبل ان يلتفوا و يغادروا الغرفة بصمت…
بينما هجم جابر مرة اخرى على هشام يضربه بقسوة و قد جن جنونه فور رؤيته له يحاول الاعتداء زوجته…
اندفعت نحوه غزل تحاول ايقافه عن ضربه لهشام الذى كان وجهه بالكامل مغطى بالدماء امسكت بذراعه محاولة جذبه من فوقه لكنها لم تستطع مما جعلها تستدير نحو شيماء التى كانت واقفة تشاهد ما يحدث ببرود
=انتى واقفة تعملى ايه… شديه معايا ده هيموته
هزت شيماء كتفيها قائلة بلامبالاة
=ده خاين و زبالة سبيه… سبيه يموته
هتفت بها غزل بغضب
=وانا هضيع جوزى و اسيبه يروح فى داهية علشان انتى عايزة تنتقمى منه ما تموتيه انتى و خلصينا
انهت جملتها محاولة جذب جابر بعيداً عن هشام هاتفة بفزع عندما بدى هشاندم فى حالة مزرية تماماً
=كفاية يا جابر.. هتموته….
لم يتزحزح جابر الذى كان يقوده غضبه و نيران الغيرة التى كانت تنشب بصدره و ظل يضربه ناعتاً اياه باسوء الالفاظ..
ظل على الحالة تلك حتى ابتعد عنه اخيراً بعد ان تأكد بانه فقد الوعى تماماً استدار نحو شيماء و هو يلهث بقوة محاولاً التقاط انفاسه مشيراً نحو هشام الملقى ارضاً و الدماء تغرق جميع وجهه….
=تاخدى الكلب ده…. و تمشوا من هنا قدامكوا ساعة واحدة
هزت شيماء رأسها قائلة بارتباك والحرج يبدو عليها
=انا اسفة يا جابر بيه مكنتش اعرف ان الموضوع كدة
ثم التفت الى غزل وهى تكمل بحرج
==حقك عليا يا غزل … انا فهمت غلط مكنتش اعرف ان الحيوان ده كان بيحاول يبوسك….
اومأت غزل رأسها بصمت و استدارت تنظر الى جابر و قلبها يخفق خوفاً و رعباً عندما امسك بذراعها و دفعها امامه نحو داخل المنزل تاركين شيماء تنظر اسفل قدميها بسخط و غضب نحو زوجها الذى لا يزال غارقاً فى غيبوبته من اللاوعى..
༺༺༺༻༻༻༻

 

 

جلست غزل على طرف فراشها تنظر باعين متسعة ممتلئة بالخوف والترقب الى جابر الذى كان واقفاً امام النافذة يوليها ظهره يتطلع الى خارج النافذة باعين مظلمة وجسد متصلب يظهر عليه الغضب فمنذ وصولهم الى غرفتها و هو على هذا الحال من الصمت..
نهضت و اتجهت نحوه بخطوات بطيئة مترددة وضعت يدها برفق على ظهره العريض هامسة بتردد
=جابر…..
شعرت بجسده يتصلب اسفل يدها لكنه ظل صامتاً لم يجيبها فقد بدى غاضب و يحاول التحكم فى غضبه هذا مما جعلها تشعر بالذنب فكل ما حدث.. حدث بسبب حماقتها وعنادها عقدت ذراعيها حول خصره مسندة رأسها الي ظهره هامسة بصوت منخفض
=حقك عليا يا جابر…
التف اليها ينظر لها بصمت عدة لحظات قبل ان يحتضن وجهها بين يديه يمرر اصبعه فوق خدها برفق قائلاً بهدوء يعاكس النيران المشتعلة بعينيه
= مش انتى ياحبيبتى شايفة نفسك غير خدامة فى البيت ده…..
ليكمل بذات الهدوء و هو مستمر بتلمس خدها برفق
=من بكرة اكلى.. هدومى…. اى حاجة انا عايزها انتى اللى هتعمليها…و مسئولة عنها…
تراجعت مبتعدة عنه بحدة هاتفة بغضب
=ليه هشتغلك خدامة…و لا ايه
امسك بيدها جاذباً اياها نحوه قائلاً بحدة
=اها هتشتغلى خدامة… مش ده اللى كنت عايزة توصليله لما فضحتينى و فضحتى نفسك قدام الناس و نازلة لابسالى عباية مقرحة و تقوليلى الاكل جاهز يا جابر باشا…
ليكمل بقسوة وقبضته تزيد حول يدها
=مش لو كنت نزلتى معايا وعرفت الناس عليكى مكنش الحيوان اللى اسمه هشام استجرى يقرب منك…..
صرخت غزل به و هى تحاول التحرر من قبضته
=يا سلام يعنى دلوقتى انا اللى السبب مش كدة

 

 

قاطعها بشراسة و عينيه تضيق بغضب محدقاً بها
=ايوة انتى السبب.. رفضتى تنزلى و اعرفهم عليكى… قولتلك و حذرتك متنزليش تحت بليل لوحدك فى راجل غريب و نزلتى و مش بس كدة لا و طالعة الجنينة فى وقت متأخر زى ده….
اخفضت غزل وجهها غارزة اسنانها بشفتيها حتى ادمتها و ذاقت طعم الدماء بفمها سمعته يكمل بقسوة
=مش انتى شايفة نفسك خدامة… انا هعرفك الخادمين فى البيت ده بيتعاملوا ازاى يا غزل…..
انهى حديثه و التف مغادراً الغرفة
مغلقاً الباب بقوة اهتزت له ارجاء المكان و جسدها معه
༺༺༺༺༻༻༻༻
بعد مرور عدة ساعات…
دلف جابر الى غرفة غزل بخطوات صامتة فقد كان الوقت لم يتجاوز بعد الثالثة صباحاً بعد..
شعر بقلبه يخفق بجنون فور ان وقعت عينيه علي تلك المستلقية بهدوء فوق فراشها اقترب منها جالساً على طرف الفراش بجانبها و عينيه مسلطة بشغف فوق وجهها رائع الجمال فقد كانت تملك اجمل وجه رأه فى حياته مرر اصباعه بحنان فوق وجنتيها الممتلئتين متحسساً نعومتهم الحريرية وقلبه يعصف بداخله عشقاً بها..
التقط نفساً عميقاً هامساً بصوت ﻤنخفض محدثاً نفسه
=سامحنى يا رب…..
ثم وقف على قدميه هاتفاً بصوت غليظ حاد باسمها متجاهلاً صراخات قلبه الذى كان يقنعه بالا يزعج نومها..
فى البداية لم تستجيب له مما جعله ينحنى عليها يهزها برفق و هو يهتف باسمها..
استيقظت غزل منتفضة بفزع تنظر حولها بعدم فهم لكنها انتفضت جالسة فور رؤيتها لجابر يقف بجانب فراشها همست و جفنيها يرتجفان
=فى ايه يا جابر…؟!
لتكمل بقلق عندما رأت من النافذة ان الظلام لا يزال يسود بالخارج
=فى حاجة حصلت… تعبان..؟ فيك حاجة؟؟
شعر جابر بالذنب فور سماعه قلقها عليه هذا لكنه تجاخل شعوره هذا قائلاً بحدة
=عايز اشرب قهوة… انزلى اعمليلى فنجان….
اخذت غزل تتطلع اليه باعين متسعة عدة لحظات قبل ان تستدير و تنظر الى الساعة التى اشارت الى الثالثة و العشر دقائق
=قهوة ايه دلوقتى…؟!!

 

 

اجابها ببرود يعاكس ضربات قلبه التى تقفز داخل صدره
=مصدع و عايز اشرب فنجان …
انهى جملته جاذباً اياها من فوق الفراش لتصبح واقفة امامه ليندم على الفور على فعلته تلك عندما رأى ما ترتديه..
قفز قلبه داخل صدره بعنف عندما انخفضت نظراته الي جسدها يتفحصه باعين مشتعلة بنيران الرغبة حيث اظهر القميص المنزلى الاسود الذى كانت ترتديه جمال قوامها الذي كان اشبه بالساعة الرملية فقد كانت ذات قوام رشيق لكنها كانت ايضاً ممتلئة بالأماكن الصحيحة مما جعله يكاد ان يجن..
انتبه الي شعرها الحريري الذى بلون العسل كان مشعثاً قليلاً من اثر النوم منسدلاً بشكل محبب على ظهرها وكتفيها جاعلاً من اصابعه تتوسل لكي يدفنها به و يتلمس نعومته الحريرية اتخذ خطوة نحوها هامساً بصعوبة بأنفس ثقيلة و هو لا يستطيع تجميع افكاره
=غزل….
تراجعت الى الخلف خطوة وهى تنتبه الى عرى جسدها امامه همت بجذب شرشف الفراش وتغطية جسدها عن عينيه التى كانت تتأكلها حية لكنه اسرع بجذبها نحوه مخفضاً رأسه مستولياً علي شفتيها فى قبلة حارقة يضم جسدها الى جسده معمقاً قبلته لمست أنفاسه وجهها كانت ساخنة و سريعة في اندفاع شوق دفن يده من خلال شعرها بينما يده الاخرى تتحرك فوق جسدها يتلمسه برفق…
ظل يقبلها بشوق و لهفة حتى اضطر اخيراً الى فصل قبلتهم اسند جبهته فوق جبهتها و هو يلهث بينما كانت غزل وجهها احمر ساخن بالدماء اخذ يمرر ابهامه فوق خدها ببطئ وهو يحاول السيطرة على رغبته بها فهو لا يرغب بأخذها مرة اخرى قبل حفل زفافهم يعلم ان الامر قد كسر قلبها بالمرة الماضية و هذا ما لا يرغب بحدوثه مرة اخرى..
فجأة دفعته غزل بصدره متراجعة للخلف فور ان افاقت على نفسها هاتفة بحدة
=ابعد عنى…. ايه فكرك هعيد المصيبة اللى عملتها تانى…
امسك بيدها و جذبها اليه قائلاً بحدة و قد اغضبه كلماتها
=مصيبة ايه اللى بتتكلمى عنها… انتى هبلة احنا متجوزين…..
نظرت اليه بسخرية قائلة بقسوة
= اها عارفة ان احنا متجوزين…بس انا كدة كدة هتطلق منك… عارف ليه علشان بكرهك….و مش بطيقك
اشتدت يده حول ذراعها بقوة مؤلمة و قد اشتعلت نيران الغضب بصدره زمجر بشراسة و قد ألمه كبريائه عند سماعه كلماتها الجارحة تلك

 

 

=ولا انا بطيقك.. ايه فاكرانى ميت فيكى اوى… و مش قادر اعيش من غيرك… انتى ولا تسوى حاجة بالنسبالى…
ليكمل وهو يلقيها بقسوة على الفراش
=غورى البسى حاجة… و انزلى اعمليلى قهوة….
ثم تركها وغادر بخطوات مشتعلة بالغضب بينما بقيت تنظر الى اثره بغيظ و قد ألمها قلبها من كلماته… نهضت ببطئ و وضعت عباءة فوق جسدها قبل ان تهبط للاسفل لتصنع له القهوة التى يريدها….
بوقت لاحق…
صبت غزل القهوة فى الفنجان الذى اخرجته من الخزانة متجاهلة جابر الذى دلف الى المطبخ و جلس على احدى مقاعد الطاولة التى تنتصف الغرفى شاهدته يمسك باحدى الصحف و يبدأ بالقراءة بها..
حملت الفنجان و وضعته امامه على الطاولة ثم استدارت نحو الحوض حتى تغسل الادوات التى استعملتها وتعيدها الى مكانها مرة اخرى راقبته بطرف عينيها و هو يرتشف من قهوته لكنه اعاد الفنجان مرة اخرى على الطاولة وهو يغمغم بحدة و غلاظة
=فنجان قهوة عامل زى وشك لا له طعم ولا ريحة…
ليكمل دون ان يرفع عينه عن الجريدة
=حتى دى فاشلة فيها… مفيش حاجة واحدة عدلة فيها…لسان طويل و مش فالحة غير فى قلة الادب…..
اهتز جسد غزل بغضب و هى تستمع الى اهانته تلك فلم تشعر بنفسها سوى و هى تختطف قنينة الزيت من فوق طاولة المطبخ و تسكب محتوياتها بالكامل فوق رأس جابر ليغرق الزيت شعره وكامل جسده..
شهق جابر هاتفاً بغضب عاصف
=يا بنت الـ .. ايه اللى هببتيه ده…. ده انا هطلع عين اللى جابوكى

 

 

القت غزل القنينة من يدها و فرت هاربة من امامه و هى تضحك باستمتاع بينما انتفض جابر واقفاً محاولاً اللحاق بها و امساكها لكن ما ان وقف وتحرك انزلقت قدميه بسبب الزيت الذى يملئ الارضية و سقط ارضاً بقسوة…
مما جعل غزل تتوقف وتعود اليه مرة اخرى تقاوم الضحك بصعوبة فقد كان مظهره و هو ساقط ارضاً و شعره ملتصق بجبهته بسبب الزيت الذى يملئه وقميص متشبعاً بالزيت هو الاخر يثير الضحك فمن يراه الأن لايصدق انه جابر العزايزى الذى اسمه فقط يثير رعب رجال القرية.
.
اتجهت نحوه وجلست على عقبيها بجانبه تمد يدها اليه محاولة مساعدته فى النهوض لكنه دفع يدها بعيداً هاتفاً بغضب
=غورى من وشى يا غزل…
ليكمل وهو يحاول النهوض بمفرده
=غورى من وشى بدل ما اقسم بالله اديكى علقة هتفضلى فاكرها طول حياتك…
انهى جملته محاولاً النهوض لكن انزلقت قدميه و سقط ارضاً مرة اخرى
هذة المرة انفجرت غزل فى الضحك حيث لم تعد تستطع السيطرة علي نوبة الضحك المتصاعدة بداخلها فور رؤيتها له يسقط مرة اخرى..
هتف جابر بغيظ وغضب
=بتضحكى.!! ده انتى عيلة باردة و معندكيش دم و دينى يا غزل لأوريكى
انهى جملته محاولاً الامساك بها لكنها صرخت منتفضة واقفة تنوى الهرب منه لكن ما ان وقفت وتحركت انزلقت قدميها هى الاخرى وسقطت ارضاً بجانبه و ارتطم ذراعها بالطاولة مما جعلها تبكى ألماً..
هذة المرة اخذ جابر يضخك ساخراً منها مسمتمعاً ببكائها قائلاً بشماتة
=يمهل ولا يهمل…..
صرخت به و هى تمسك بذراعها الذى يؤلمها
=بتضحك على ايه معندكش دم… دراعى اتخبط و بيوجعنى
ابتسم قائلاً باستمتاع و تشفى
=تستاهلى….

 

 

اشتعل الغضب فى عروقها عند سماعها سخريته تلك هجمت عليه تجذب شعره بقسوة وهى تهتف بغضب
=وانت تستاهل تتكسر ايدك الاتنين
حاول جابر دفعها بعيداً هاتفاً بشراسة و الألم ينبض برأسه
=اقسم بالله ان ما سبتى شعرى يا غزل لأطلعلك شعرك فى ايديا
زادت من جذبها لشعره هاتفة بشراسة
=مش هسيب و ورينى هتطلع شعرى فى ايديك ازاى
قبض على شعرها يجذبه بقسوة مما جعلها تصرخ متألمة صاح بها جابر بحدة و هو لايزال يجذب شعرها
=سيبى يا غزل… و خلى ليلتك تعدى…
لكنها شددت من قبضتها حول شعره رافضة الاستسلام رغم شعورها بالألم
=لا
جذب شعرها بقوة جعلتها تصرخ متألمة مما جعلها تجذب شعره بقوة اكبر استسلم جابر بالنهاية و افلت شعرها عالماً بانها لن تستسلم و رأسها بالتأكيد يؤلمها
رغم تحريره لشعرها الا انها ظلت ممسكة بشعره تجذبه مما جعله يهتف بغضب و عصبية
=ما تخلى عندك دم بقى و سيبى…
زفرت غزل بحدة قبل ان تفلت شعره و تحرره فاخذ كل منهما يفركا فروة رأسهما التى كانت تؤلمهما و كل منهما يلعن الاخر..
زفر جابر بغضب قائلاً بحيرة وهو ينظر للزيت المنتشر حولهم على الارض
=هنقوم ازاى بقى من النيلة اللى وقعتينا فيها دى
هزت غزل رأسها قائلة
=همسك ايديك و انت تسندنى و هجرب اقوم تانى.
مد يديه نحوها امسكت بهما بقوة ونهضت ببطئ نجحت فى اول ثوان لكنها انزلقت قدميها و سقطت فوق جابر الذى امسك بها فوقه قائلاً باستمتاع بينما يديه تمر فوق جسدها
=تصدقى غيرت رأى… و حبيت القعدة هنا..
ضربت يده قائلة بسخط
=ما تحترم نفسك احنا فى المطبخ لو حد دخل هيقول ايه…
اجابها جابر وهو يدفن وجهه بعنقها يقبله بحنان و شغف
=هيقولوا عريس و بياكل فراولة…يا فراولة
دفعته فى صدره قائلة بتلعثم و هى تتراجع مبتعدة عنه و وجهها احمر كالدماء
=عيب يا جابر….احترم نفسك
راقب جابر باستمتاع تلعثمها هذا و وجهها المشتعل بالخجل الذى يتنافى مع لسانها السليط منذ لحظات
=فين اللسان اللى عايز قصه زى شعرك بالظبط…
انهى جملته جاذباً خصلة من شعرها اطلقت صرخة ثم ضربته فوق يده مما جعله يضحك شعرت غزل بضربات قلبها تتسارع و هى تشاهد بشغف حالته المرحة تلك فقد ذكرها بجابر الذى عشقته منذ الطفولة…
تنهد جابر وهو يتمسك بالطاولة بينما ينهض على قدميه ببطئ شديد ثم خطى بعيداً عن الارض الملئية بالزيت لكن قدمه كادت ان تنزق عدة مرات بسبب الزيت العالق بها لكنه تماسك حتى وصل الى المناشف و تناول عدة اوراق منها ومسح بها قدميه من الزيت ..

 

 

اشارت اليه غزل قائلة برجاء
=تعالى بقى ساعدنى…
رفع حاجبه قائلاً ببرود و هو يقصد اغاظتها
=و انا مالى…هو انا اللي وقعت الزيت
هتفت غزل بحنق
=يا جابر بطل رخامة مش هعرف اقوم لوحدى..
. هز كتفيه ببرود مما جعلها تلعنه بغضب وهى تمسك بالطاولة كما فعل محاولة تقليده لكنها عجزت و انزلقت ساقطة ارضاً…نهضت وحاولت مرة اخرى بينما وقف جابر يعقد ذراعيه فوق صدره يتابع باستمتاع محاولاتها الفاشلة المستمرة تلك و شفتيه تلتوى فى ابتسامة قائلاً ببرود قاصداً اثارة سخطها
=يلا يا شدى حيلك… هتعرفى اكيد المرة دى…..
اطلقت غزل صرخة محبطة و هى تنهار ارضاً للمرة الرابعة صارخة به بغضب
=مالكش دعوة و غور من وشى يا جابر…
ضحك بخفة على غضبها هذا قبل ان يتجه نحوها بحرص متفادياً بقع الزيت على الارض
=يلا اهو بيقولك اعمل الخير و ارميه البحر…
هتفت غزل بسخرية
=لا وانت بتحب الخير اوى…
وقف مشيراً اليها بتهديد
=هتلمى لسانك و لا اسيبك مكانك و اطلع انام
ضربت يدها فوق فمها دلالةً على صمتها اتجه نحوها
ساعدها فى النهوض ثم حملها بين ذراعيه حتى لا تنزلق مرة اخرى وصعد بها الى غرفتها و منها الى الحمام ساعدها على غسل قدميها من الزيت العالق بها ثم تركها مغادراً حتى يستحم و يمحى عنه الزيت الذى كان يغرق جسده و شعره…
بعد نصف ساعة…
عاد جابر الى غرفتها ليجدها غارقة بالنوم بعد ان تحممت و بدلت ملابسها جذبها من ساقها هاتفاً بصوت مرتفع
=انتى هتنامى ولا ايه… اصحى……
فتحت غزل عينيها بصعوبة قائلة بنعاس و هى تجلس بترنح على الفراش
=عايز منى ايه بقى حرام عليك الساعة 5 الصبح
اجابها بهدوء و هو يمسك بذراعها يجذبها منه لتصبح واقفة بمواجهته
=انزلى نضفى ارضية المطبخ من الزيت اللى رمتيه.. ولا عايزة حد رجله يتكسر
غمغمت بنعاس وهى تسند رأسها فوق صدره مغلقة عينيها بتعب محاولة سرقة بضع لحظات من النوم
=سيبه… يمكن خالتك الحيزبونة.. رجليها الاتنين يتكسروا….
لم يستطع جابر كتم ضحكته ابعد رأسه عن صدره برفق قائلاً بصرامة
=اخلصى وبطلى لسانك اللى عايز قصه ده…. و لما تخلصى حضريلى الفطار..
رفعت غزل اصبعها هامسة بنعاس
=والله العظيم حرام عليك..
لتكمل بندم وهو يدفعها امامه نحو باب الغرفة
=يا رتنى ما نزلت اتنيل اكل.. كنت نمت جعانة بدل المرمطة اللى انا فيها دى…
ابتسم جابر على حالتها تلك لكنه كان راضياً عن ندمها هذا فهذا كان هدفه من كل ما يفعله و مضايقته لها..
༺༺༺༺༺༻༻

 

 

وضعت غزل الطعام على الطاولة امام جابر وعينيها شبه منغلقة غير قادرة على فتحها ترغب بالارتماء على الفراش و الغرق بالنوم جذبها جابر من يدها مجلساً اياها بجانبه قائلاً
=قعدى افطرى معايا….
لم تعارضه وجلست مسندة رأسها الى يدها مغمضة عينيها لكنه فرقع باصابعه بحانب اذنها مما جعلها تنتفض مستيقظة تنظر باعين غائمة بالنوم
=اصحى و كلى معايا…
اومأت برأسها بينما دلفت لبيبة الى الغرفة و هى تتثائب لكنها ما ان رأتهم اتسعت عينيها بدهشة لكن ارتسمت على شفتيها ابتسامة لئيمة عندما رأت الطعام الذى امام جابر
=ايه ده كله. ايه ده كله…. غزل اللى عاملة الاكل ده….
اجابتها غزل وهى تعكص وجهها بسخرية و غضب
=اها غزل اللى عملت الاكل ده…
جلست لبيية وهى تغمغم بخبث
=والله كويس رجعتى لأصلك يعنى…
زمجر جابر بحدة و قسوة
=خالة……
لكن قاطعته غزل التى كانت عينيها مشتعلة بنيران الغضب قائلة بعصبية
=طيب ابقى خدى بالك يا خالة لترجعى لأصلك انتى كمان…و تتقلبى حية… و منعرفش نرجعك تانى
صرخت لبيبة بصدمة واضعة يدها فوق صدرها بتمثيل درامى ملتفة الى جابر هاتفة بحدة
=شايف قلة ادب مراتك ….
حاول جابر كتم ضحكته قائلاً بلوم غير حقيقى
=عيب كدة يا فراولة….
صاحت لبيبة بغيظ و هى تكاد ان تفرقع من شدة الغيظ
=عيب كدة يا فراولة.!! هو ده اللى ربنا قدرك عليه يا ابن عثمان….
تجاهلها جابر و اخذ قطعة من الخبز وغمصها بصحن الفول ثم وضعها بفمه لكنه سرعان ما بصقها من فمه و على وجهه تعبير من الاشمئزاز

 

 

=ايه ده يا غزل… انتى حاطة سكر بدل الملح….
اتسعت عينين غزل بالصدمة نظرت اليه بشك من انه يكذب تناولت قطعت من الخبز وذاقت الفول لكنها سرعان ما بصقتها هى الأخرى عندما وجدت الفول مسكر و ليس مالح فيبدو انها بسبب نعاسها و عدم تركيزها خلطت بين السكر و الملح همست بخجل
=شكلى اتلغبطت وحطيت سكر
اطلقت لبيبة ضحكة ساخرة و عينيها تلتمع بالشماتة بينما هز جابر رأسه باحباط رافعاً كوب الشاى يرتشف منه قليلاً لكنه سرعان ما بصقه من فمه عندما وجده مالح ليصطدم بوجه لبيبة التى كانت جالسة بجانبه..
هتفت وهى تنتفض واقفة تمسح وجهها الغارق برذاذ الشاى
=اخص الله يقرفك..
بينما ارتمت غزل على مقعدها منفجرة فى الضحك.. تضحك من اعماق قلبها زجرتها لبيبة بغضب
غمغم جابر بحرج وهو يجذب محرمة مناولاً اياها للبيبة
=لا مؤاخذة يا خالة…
هتفت لبيبة بغضب وهى تجذب منه بحدة المحرمة
=لامؤاخذة ايه و زفت ايه…
لتهمهم بغضب وصوت ضحك غزل يملئ الغرفة مثيراً اعصابها
=جتكوا القرف…
ثم خرجت من الغرفة بخطوات سريعة وكامل جسدها ينتقض غضباً لاعنة اياهم..
التف جابر الى غزل التى كانت با تزال تضحك بصخب
=احترمى نفسك… بقى
اعتدلت غزل فى جلستها واضعة يدها فوق بطنها التى كانت تؤلمها من كثرة الضحك قائلة من بين ضحكها
=لا بس منظرك كان مسخرة و انت بتف الشاى فى وشها….هموت مش قادرة…
نهض جابر ممسكاً بكوب الشاى متجهاً نحوها هاتفاً بحدة
=طيب ما تجربى تدوقى الهباب اللي انتى مهبباه ده و ورينى هتضحكى بعدها…..
هتفت غزل رافعة اصبعها فى وجهه
=لا جابر…….

 

 

لتكمل ضارخة عندما قبض على وجهه واضعاً كوب الشاى امام شفتيها
=و الله بتقرف.. بتقرف و ممكن ارجع…
افتلها جابر واضعاً كوب الشاى بحدة من يده فقد كان يعلم انها من اقل شئ تصاب بالغثيان حتى لو من بعض الشاى المالح
=ييقى اتكتمى و مسمعش صوتك…
ليكمل وهو يلتقط هاتفه و علبة دخانه يضعهم بجيبه مستعداً للمغادرة
حضرى الغدا على الساعة 7 هكون هنا و الاكل اللي تعمليه يبقى على قدى انا وانتى بس وجهزيه فوق هناكل فى اوضتك…
وضعت غزل يديها حول خصرها قائلة بسخرية
=الباشا ميؤمرش الجارية بتاعته بحاجة تانية…
اقترب منها قائلاً بصوت اجش مثير وهو ينحنى عليها
=اها.. الباشا عايز بوسة….
دفعته غزل فى صدره قائلة بصدمة عندما رأت وجهه يقترب منها
=جابر احترم نفسك… حد يشوفنا وتبقـ….
اختطف شفتيها فى قبلة سريعة جعلتها تحبس انفاسها اخذت يده تمر ببطئ على عنقها يجذبها اقرب اليه بينما يستحوذ بالكامل علي شفتيها مقبلاً اياها بشغف مما جعل الحرارة تنتشر داخل عروقها سريعاً كالحمم الملتهبة
تركها اخيراً هامساً باذنها بصوت حار
=اشوفك بليل يا فراولة….
ثم طبع قبلة حنونة فوق جبينها قبل ان يلتف مغادراً تاركاً اياها جالسة تنظر الى اثره باعين متسعة و انفس لاهثة متسارعة
༺༺༺༻༻༻༻༻

 

 

بالمساء…
حضر جابر الى غرفتها حيث كانت غزل قد وضعت على طاولة الطعام الذى اعدته له ولها فقط فقد حاولت لبيبة جعلها تصنع الطعام للجميع لكنها رفضت مما جعلها تستشيط غضباً..
جلس جابر على المقعد متأملاً باعجاب الطعام الذى اعدته غزل فقد كان يبدو شهياً جذبها بجانبه مصراً عليها ان تتناول الطعام معه كان يطعمها بيده حتى اكتفت و امتلئت معدتها..
قرب قطع من اللحم من فمها لكنها هزت رأسها رافضة قائلة
=شبعت يا جابر معتش قادرة…
قاطعها قائلاً باصرار وهو يضع قطعها اللحم امام فمها
=كلى دى و خلاص….
فتحت غزل فمها و تناولتها منه ثم نهضت لتغسل يديها تاركه اياه ينهى طعامه…
عندما خرجت من الحمام كان جابر قد انتهى هو ايضاً و ذهب ليغسل يديه و عندما خرج اقترب منها محتضناً اياها بين ذراعيه رافعاً يدها الى شفتيه مقبلاً اياها بحنان
=تسلم ايدك يا حبيبتى…
ابتسمت غزل دافنة وجهها بصدره اكثر اخذ يمرر يده بحنان فوق ظهرها مستمتعاً بالشعور بها بين ذراعيه قبل ان يبعدها برفق قائلاً
=هروح انام… هلكان و مش قادر.. محتاجة حاجة..
هزت رأسها قائلة
=سلامتك…
طبع قبلة على جبينها مغمغماً بصوت اجش و هو يقاوم رغبته فى عدم تركها
=تصبحى على خير يا حبيبتى…
اجابته هامسة وخدييها يشتعلان بسبب استخدامه المستمر لكلمة التحبب تلك
=و انت من اهله…

 

 

راقبته و هو يغادر الغرفة و ابتسامة بلهاء على شفتيها لكن سرعان ما اختفت ابتسامتها تلك معنفة نفسها بشدة هل ستنسى كل ما فعله بها من اجل انه اصبح لطيفاً معها اى حمقاء هى كيف تنسى ما جعلها تمر بها.. كما ما يضمن لها انه لا يتبع خطة اخرى لايقاعها… لا يجب ان تتأثر باسلوبه هذا
ارتمت على فراشها نائمة ز هى تأخذ عهداً على نفسها بانها لن تقع فى شباك خداعه مرة اخرى .
༺༺༺༻༻༻
فى الصباح الباكر لليوم التالى…
دلف جابر الى غرفة غزل حتى يخبرها انه سيقيم عشاء عمل بالمنزل هذة الليلة فقد فسخ العقد الذى ابرمه مع هشام و رغم ان هذا تسبب له بالخسائر الا انه اصر على فسخ تعاقده معه..
فهو لن يتعامل مع هذا الشخص مرة اخرى كما اوصى جميع محاصلين الفاكهة بالا يعطوه اى فاكهة حتى يلقنه درساً لن ينساه طوال حياته فعندما يخسر مصنعه سيتعلم وقتها عدم لمس اى امرأة دون رغبتها..
اقترب منها فقد اراد اخبارها قبل ان يغادر فلديه عمل كثير اليوم و لن يعود للمنزل الا وقت العشاء مع الرجال و زواجاتهم اراد اقناعها بمقابلتهم حتى لا تتكرر حادثة الأمس…
وجدها غارقة بالنوم جلس على طرف فراشها يهزها برفق وهو يتمتم باسمها فتحت عينيها تنظر اليه باعين غائمة و كان يغلبها النعاس
=عايز اتكلم معاكى فى موضوع مهم
فجأته بجذبها اياه ليستلقى فوق الفراش بجانبها و هى تمتم بنعاس
=بكرة نتكلم….
ثم اندست بين ذراعيه دافنة وجهها بصدره مغلقة عينيه
غمغم جابر بصدمة و قد تسارعت انفاسه و احتدت بشدة وهو يشعر بجسدها اللين فوق جسده حاول النهوض فقد كان يجب ان يذهب للعمل
=غزل….
دفنت وجهها بصدره اكثر واضعة ساقها فوق ساقيه تهمهم وهى فى حالتها من اللاوعى
=بكرة.. بكرة
زفر جابر مستسلماً عاقداً ذراعيه حول خصرها يحتضنها بقوة دافناً وجهه في عنقها يمتص أنفاس عميقة من رائحتها فقد كان يجب ان ينهض و يذهب لعمله ظل يردد لنفسه انه سينتظر معها قليلاً ثم سينهض..
مرت الدقائق و تحولت لساعة لكنه لا يمكنه تركها فقد وجد المزيد من الراحة بحضنها ظل ممسكًا بـها أكثر حتى غرق بالنوم هو الاخر …
استيقظت غزل لتجد نفسها بين ذراعى جابر عقدت حاجبيها وهى تفكر كيف اتى الى هنا فاخر ما تتذكره انه غادر الغرفة بعد تناولهم العشاء معاً ومض بعقلها ذاكرة وهو يطلب منها الحديث و هى تجذبه للنوم معها اغمضت عينيها لاعنة نفسها بصوت منخفض…
يبدو انه شعر بها فاستيقظ هو الاخر فتح عينيه ينظر اليها باعين ملتمعة بشغف حقيقى جعلت انفاسها تنحبس ابتسم بوجهها طابعاً قبلة سريعة على شفتيها و هو يغمغم بصوت اجش من اثر النوم
=صباح الخير يا فراولة…
همست مجيبة اياه و قلبها يخفق سريعاً كما لو كانت فى سباق
=صباح النور…

 

 

مرر يده فوق خدها مما جعل جسدها يشتعل اثر لمسته تلك لكنها نهرت نفسها مذكرة ذاتها بالوعد الذى اخذته بالأمس غمغمت قائلة و هى تبتعد عنه جالسة على الفراش
=انت كنت عايز تتكلم معايا فى ايه..؟!
اجابها جابر وهو ينهض هو الاخر جالساً
=فى ناس بينى و بينها شغل جايين يتعشوا معانا النهاردة
هتفت غزل بحنق
=تانى يا جابر….
اجابها و اصابعه تتلاعب بخصلات شعرها المنسدلة فوق كتفيها
=ما انا اكيد اتعلمت من غلطتى ال و استحالة اخلى اى راجل غريب يبات فى بيتى تانى حتى لو معاه مراته… و انتى اكيد برضو اتعلمتى من غلطك و هتنزلى تقابليهم و وهعرفهم على مراتى حبيبتى….
التفت تنظر اليه رافعة حاجبها بسخرية
=مراتك حبيبتك..؟؟
لتكمل بحدة وهى تدفع يده بعيداً
=ولا الخدامة اللى بتبيع وتشترى فيها… انا مش نازلة اقابل حد…
انتفض جابر واقفاً هاتفاً بغضب
=تانى… تانى يا غزل انتى مبتتعلميش
عقدت ذراعيها اسفل صدرها تجيبه بحدة
=ايوة تانى و تالت و رابع كمان انا مش هقابل حد…..
اشاح بيده هاتفاً بقسوة و غضب
=عنك ما قابلتيهم…
ليكمل وهو يشير باصبعه فى وجهها بتهديد
=بس لو شوفتك برا الاوضة دى طول ما هما هنا هدفنك مكانك
ثم استدار خارجاً بخطوات غاضبة بينما ارتمت هى تدفن وجهها بوسادتها منفجرة فى بكاء مرير..
༺༺༺༻༻༻
بوقت لاحق..
كانت غزل جالسة فوق فراشها تقرأ احدى الروايات التى كانت مدمنة قرائتها منذ ان كانت مراهقة غارقة باحداثها عندما فجأة فتح باب غرفتها و دلف جابر الى الداخل بوجه مقتطب قائلاً بحدة
=سييى الهباب اللى فى ايدك ده.. و روحى على اوضتى نضفيها…
القت غزل الرواية من يدها قائلة بغضب
=روح لاى حد من اللى شغالين عندك ينضفهولك.. انا مش الخدامة بتاعتك.
اقترب منها ممسكاً بذراعها بقسوة جاذباً اياها من فوق الفراش
=لا الخدامة بتاعتى.. مش ده كان كلامك..

 

 

هتفت بحدة وهى تنظر اليه بتحدى
=مش هنضف حاجة يا جابر….
ضغط فكيه بقوة وهو يحاول تمالك نفسه حتى لا يؤذيها فقد اخذ عهد على نفسه منذ ان ظن انه فقدها الى الابد بالا يضربها او يتسبب فى اذيتها مرة اخرى
لكنه كان غاضباً منها الدماء تغلى بعروقه بسبب افعالها فجميع الرجال حضروا بزواجاتهم الا هو كان بمفرده تحجج بان زوجته مريضة
=هتنضفى الاوضة يا غزل و بعد ما تخلصيها… هتنضفى اوضتك اللى شبة الزريبة دى….
هتفت به بحدة و هى تتراجع بعيداً عنه
=مش هنضف حاجة… و اعلى ما فى خيلك اركبه
ابتلعت باقى جملتها متراجعة الى الخلف عندما رأته يتقدم نحوها والشر مرتسم على وجهه مما جعلها تلتف راكضة نحو باب الغرفة و هى تهتف بانفس لاهثة
=خلاص… هنضفها… خلاص
ثم ركضت هاربة الى غرفته حتى تنظفها بينما وقف جابر يراقب هروبها هذا وابتسامة تملئ وجهها و قد اختفى غضبه منها.
༺༺༺༻༻༻
كانت غزل فى منتصف عملية تنظيف غرفة جابر عندما سمعت طرقاً على باب الغرفة لتدلف بعدها لبيبة و هى تغمغم
=جابر كنت عايزة منك….
لكنها ابتلعت باقى جملتها و قد اتسعت عينيها بالصدمة فور رؤيتها لغزل لكن سرعان ما
ملئت شفتيها ابتسامة واسعة شامتة عندما ادركت انها تنظف الغرفة
=ايه ده يا بنت ازهار… انتى هنا….
لتكمل بلئوم و ابتسامتها تتسع
=والله برافو عليه جابر عرف يحطك فى مقامك الصح حتة خدامة ولا تسوى…..
ثم اشارت بيدها نحو احدى اركان الغرفة قائلة بتعالى قاصدة استفزاز غزل اكثر عندما رأت نيران الغضب تشتعل بعينيها
=نضفى كويس… و اعملى بلقمتك يا شاطرة
ثم تركتها وغادرت الغرفة و هى تغنى باستمتاع القت غزل المكنسة التى بيدها مطلقة صرخة غاضبة قبل ان تبدأ بتدمير كل ما نظفته بالغرفة سكبت القمامة مرة اخرى على الارضية ما و هى تلعن وتسب جابر و لبيبة كان غضبها اعمى بدأت بتكسير كل ادواته التى على طاولة الزينة من عطور و مستحضرات باهظة الثمن..
وجدت باحدى الادراج سكين قيم ذو مظهر اثرى خاص بجابر امسكت بها وبدأت تمزق مرتبة الفراش مخربة اياها مخرجة ما بداخلها ناشرة اياه على الارض
اخذت تطعن و تمزق مقاعد الصالون وهى تصرخ بغضب و عينيها تلتمع بالجنون
=عايز الخدامة بتاعتك تنضفلك اوضتك … اهو بنضفهالك… و هنضفهالك كمان حاضر..
اخذت تطعن المقاعد و هى تصرخ بكلماتها تلك ما ان انتهت منه
بدأت تخدش بالسكين هيكل الفراش و الخزانة مخربة اياهم تماماً فقد كان جابر قد جدد فرش غرفته من يومين فقط و ها هى خربته له.

 

 

بعد ان انتهت موحة غضبها وقفت تتفحص باعين متسعة بالصدمة ما صنعته يديها فقد جعلت الغرفة كما لو كان هناك حرباً بها كل ما بها مدمر و ممزق..
شعرت بالخوف يزحف بعروقها
عندما فتح باب الغرفة و وقف جابر بمدخلها ينظر باعين متسعة بالصدمة الى الغرفة المدمرة تماماً
كان وجهه متصلب ملئ بالغضب بينما كانت عينيه مظلمة بشكل يبث الرعب بداخل من يراه
” غـــــــــــزل ”
كان هناك تهديد مشؤوم في الهدير العاصف الذى صدر منه مما جعلها ترتجف خوفاً خاصة عندما رأت عروق عنقه تتنافر بينما يزداد وجهه احتقاناً من عنف و وحشية افكاره التى يرغب بفعلها بها فى تلك اللحظة…

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية خطاياها بيننا)

اترك رد