روايات

رواية جاريتي 3 الفصل العشرون 20 بقلم سارة مجدي

رواية جاريتي 3 الفصل العشرون 20 بقلم سارة مجدي

رواية جاريتي 3 البارت العشرون

رواية جاريتي 3 الجزء العشرون

رواية جاريتي 3 الحلقة العشرون

دلف صهيب الى الغرفه و هو يستنشق عطرها المعبق به هواء الغرفه فقال بصوت هادئ
– ربنا ما يحرمنى من ريحتك الى ماليه حياتى
كانت تجلس على الاريكه الكبيره الموجوده فى احدى جوانب الغرفه …. تمسك بين يديها احدى رواياتها المفضله ابتسمت وهى تقول
– ربنا ما يحرمنا احنى من السعاده الى فى صوتك دى ابدا
سار خلف صوتها حتى وصل امامها و جثى على ركبتيه امامها و فرد كف يده امامه لتضع يدها على يديه ليحنى راسه يقبلها بحب و احترام وهو يقول
– انا اسف يا زهره … انا عارف انى كنت لا اطاق الفتره الى فاتت دى … بس انا كنت حاسس بالعجز … حسيت نفس الاحساس القديم و ده الى خلانى
– عصبى مخنوق مش متحمل حد جمبك و نفسك تعتزل الدنيا كلها
اكملت هى كلماته ليبتسم ابتسامه صغيره و قال بصدق
– مش هستغرب انك فهمانى و عرفانى اكتر منى انا شخصيا
احنى راسه مره اخرى يقبل يديها ثم اراح وجنته فوق يديها وقال بابتسامه
– ايه رايك نسافر يومين فى اى مكان تختاريه
كانت تداعب خصل شعره بيدها الاخرى بحنان جعله يغمض عينيه براحه و قالت
– الامتحانات على الابواب يا صهيب و الولاد اصلا كانوا نفسيا مش تمام الفتره الى فاتت دى
ظهر الحزن جليا على وجهه وهو يتذكر خوف توأمتيه منه … و ايضا تجنب جواد له فأخذ نفس عميق ثم قال
– انا عايز اصالحهم … اعمل ايه؟
ابتسمت بحنان وعطف .. عطف حبيبه تعلم جيدا معدن زوجها و قلبه الابيض … وايضا قلب ام فهى ترى فى صهيب ابنها البكر … الذى يلتسق بها دائما يحتاج نصيحتها وارشادتها
– ايه رأيك لو نخرج يوم كده نقضيه فى الهوا اهو تغير جو … وانت تلطف مع الولاد
رفع راسه عن كف يديها وابتسم ابتسامه واسعه وقال
– موافق طبعا … خلاص ايه رايك فى بكره
– بلاش بكره انا بكره لازم اروح ازور مهيره وملك وجورى .. حاله ملك خطيره جدا .. ولازم اعمل الواجب خليها بعد بكره ماشى
هز راسه بنعم مع إبتسامه كبيره ثم اعاد راسه فوق كف يديها و اغمض عينيه لتعاود هى مداعبه شعره بحنان من جديد و كليهما يأخذ نفسه براحه و هدوء
***********************
كانت تقف بجانبه تمسك يديه بقوه بعد ان سمحت للعسكرى بالدخول كان قلبها يرتجف خوفا .. هى لا تفهم لما ذلك العسكرى هنا و كان سفيان هادئ تماما لا يظهر على وجهه اى معلم من معالم القلق او الخوف و قال بهدوء شديد
– خير فى ايه ؟
ليتقدم العسكرى خطوتان وقال مباشره
– السجينه روان الشامى عايزه تقابلك … و حضره الظابط طلب منى ابلغك بكده علشان لا ليها محامى و لا حد بيسأل عليها
اخذت مهيره نفس عميق براحه رغم عدم فهمها لطلب تلك الروان و قلقها منه نظرت الى سفيان الذى ظل صامت لعده ثوان ثم قال
– حاضر اخرج بس من المستشفى و اقدر امشى
ليهز العسكرى راسه بنعم وغادر سريعا دون ان يضيف كلمه اخرى لتجلس هى امام زوجها وقالت بأندهاش
– غريبه عايزاك فى ايه دى … مش كفايه اللى عملته ؟
ابتسم سفيان بحنان ومد يديه يحتضن يديها و قال
– يا خبر بفلوس … معتقدش ان فى اى خطر منها دلوقتى متقلقيش كده
لتحنى راسها تقبل يديه بتقديس ثم نظرت اليه و قالت
– انا مليش غيرك يا سفيان انت جوزى و حبيبى حمايتى و امانى انت كل دنيتى ولازم اخاف عليك
لتتسع ابتسامته وهو يقول بمرح و مشاغبه
– انا لازم اشكر روان دى علشان بسببها سمعنا الكلام الحلو ده
لترفع حاجبها بصدمه وقالت بعد تصديق
– هو انا مش بقولك كلام حلو ابدا .. على فكره الكذب حرام
ليضحك مره اخرى بصوت عالى وقال وهو يفتح ذراعيه
– انتِ الحلو كله … تعالى فى حضنى تعالى ده فرصه ابنك مش هنا
لتضحك و هى تلقى بنفسها بين ذراعيه ولكن برفق ثم قالت
– وانت كل حاجه …. انت الحياه
************************
كانت تجلس داخل الحجز منكمشه على نفسها انها امام كل تلك النساء اصحاب السوابق لا شئ اذا شعرت بها احداهن فمؤكد سوف يفترسونها
تشعر بالخوف والجوع … وايضا تشعر بالضياع و تشعر بالنهايه
اقتربت منها احدى المسجونات و جلست بجانبها وقالت وهى تلوك العلكه بصوت عالى
– قوليلى يا حلوه جايه فى ايه … ملقاط و لا شبكه .. ولا سناره فردانى
نظرت اليها روان بعدم فهم ثم قالت بصدمه
– يعنى ايه اللى انت قولتيه ده ؟
لتنظر اليها تلك المسجونه من فوقها لاسفلها بازدراء و شئ من العصبيه و قالت
– ايه يا اختى عامله علينا بنت ناس كده ليه ما تاخدى و تدى معايا فى الكلام كده الليل طويل و يحب المسايره
لتقترب فتاه اخره و لكن يبدوا على ملامحها الشر و قالت لروان بأمر
– قومى يا بت علشان عايزه اقعد رجلى و جعانى
كانت روان تنظر اليها بخوف و صدمه ولا تعلم حقا ماذا عليها ان تفعل لتقترب منها تلك الفتاه و امسكت خصلات شعرها بقوه و هزت راسها وقالت بغضب
– انا مش أمرتك تقومى يا بت … ايه الى مقعدك لحد دلوقتى ها
لتصرخ روان بألم و بدأت فى البكاء و هى تحاول تخليص خصلات شعرها من يد تلك الفتاه دون جدوى فوقفت سريعا و هى تقول
– خلاص خلاص قومت اهو سيبى شعرى بقا
و دموعها تغرق وجهها جذبت تلك الفتاه خصلات شعر روان بقوه جعلتها تنظر اليها لتبتسم تلك الفتاه بشر ثم تفلت على وجه روان وتركت خصلات شعرها لتسقط روان ارضا وهى تفرغ ما بمعدتها بعد ما حدث معها و احساسها. بالقرف …. وظلت تبكى بصوت عالى وهى تتحسر على حالها وجميع المسجونات ينظرون اليها بين ابتسامه تشفى و بين شفقه وحزن وبين نظرات لا مبالاه
حين رفعت روان راسها تنظر الى الجميع بدأت تشعر من داخلها بقهر و ذل و احساس اخر لا تستطيع تفسيره و بدأت فى نوبه بكاء من جديد ثم انحنت مره اخرى تفرغ ما بمعدتها لتقول تلك الفتاه المخيفه بأمر لاحدى السجينات
– قومى يا بت خبطى على الباب خليهم يجو يخدوها من هنا و يودوها للدكتور بدل ما تموت هنا
و بالفعل تم اخذ روان من غرفه الحجز لغرفه اخرى بمفردها …. و التى كانت تهزى بها بكلمات كثيره كان العسكرى الواقف خلف بابها يسمعها تتحدث مع شخصيات و هميه و تظل تذكر اسمها بعظمه و خيلاء .. واحيانا تطرق الباب بعنف و تطلب رؤيه شخص يدعى عزمى و مره اخرى تطلب رؤيه شخص يدعى سفيان
***********************
انسحبت شمس من جوار والدها و ذهبت الى احدى الغرف الفارغه و دلفت اليه واغلقت الباب لتجيب ذلك الرقم الذى لم يتوقف عن الرنين
– ايه الزن ده كله فى ايه ؟
لتستمع لصوت ذلك الشخص و هو يقول
– ليه كده بس يا ابله ده انا عايز اطمن الصوره عملت الشغل المطلوب و لا لسه ؟
لتنفخ شمس بضيق وهى تقول
– شغل ايه اللى هتعمله الصوره … كل الحكايه انا كنت عايزه ليا انا و خطيبى صوره حلوه و كنت محتاجه حد يصورهالى انت هتعملى حكايه و موضوع
ليضحك ذلك الشخص بصوت عالى ثم قال
– و الله …. طيب ايه رايك بقا اكلم الرقم الى انت طلبتى منى ابعت الصوره ليه و اقوله الكلام ده
صمتت شمس لدقيقه كامله تحاول ان تجد حل لتخلص من ذلك الشخص السمج اخذت نفس عميق ثم قالت
– انت عايز ايه دلوقتى ؟
ليبتسم ذلك الشخص بسماجه وقال
– عايز اشوفك
لتشهق شمس بصدمه ثم قالت بعصبيه
– انت بتقول ايه مينفعش طبعا
صمت ذلك الرجل لثوانى ثم قال
– لو مجتيش تقابلينى …. متزعليش بقا من اللى هعمله … سلام يا ابله
ظلت شمس ممسكه بالهاتف فوق اذنها بصدمه كبيره و خوف هى لم تفكر انها حين تطلب من شخص غريب ان يلتقط لها صوره مع جواد حتى تفرق بينهم انها ستتورط فى مشكله كهذا …. الان ماذا عليها ان تفعل … صحيح ان حلمها تحقق و قد ارسل جواد لها رساله يخبرها ان كل شئ بينهم قد انتهى و ايضا صنعت شرخ كبير فى علاقه ليل والدهم لكن الان ماذا عليها ان تفعل فى تلك المصيبه التى اوقعت نفسها فيها
*******************
كان يقف امام غرفه العنايه المركزه يحتضن شمس التى تبكى بصوت عالى و عينيه تمتلىء بالدموع وهو يشعر بخوف شديد على زوجته حبيبته التى تصارع الموت الان بعد ان توقفت كليتها عن العمل تماما و اصبحت فى غيبوبه لا يعلموا نهايتها اذا لم يجدو المتبرع المناسب ….. و بين الم قلبه على ابنته التى ترفض الاحتماء بين ضلوعه و تختبىء بين ذراعى عمتها التى تنظر اليه نظره غريبه تحمل من الشفقه و الحزن الكثير فبعد ما عرفته من جواد حين قابلته شعرت بحجم المشكله …. ان شمس وصلت لمرحله الخطر وعليهم التدخل فورا و لكن ما وصلت اليه حاله ملك تجعل ايمن خارج تلك القصه الان على الاقل فعليها ان تتصرف هى و سفيان وحل تلك المشكله حتى لا تتفاقم اغمضت عينيها و هى تتذكر حين حضر جواد الى البيت يسأل عن ليل التى لا تجيب على اتصالاته او رسائله فى نفس الوقت التى كانت هى هناك تحضر بعض ملابس لملك و سفيان
جلست امامه تنظر اليه بتفحص شديد و هو ينظر الى السلم الداخلى للقصر يتوقع نزولها
– ليل مش هنا … فى المستشفى
ليقف سريعا و قال بلهفه
– ليه ايه الى حصل هى كويسه … هى رجليها اتكسرت و لا ايه ؟
قطبت مهيره حاجبيها و قالت باندهاش
– لا هى كويسه بس انت ليه قولت كده ؟
جلس من جديد وهو يقول بأقرار
– يوم ما طلبت تقابلنى و هى ماشيه رجليها اتلوت و كانت وجعاها جدا فا خفت تكون رجليها حصل فيها حاجه
ظلت مهيره تنظر اليه و هى تفكر اذا الصوره حقيقيه و لكن ليل تأكد انها لم تقابله ولم تغادر القصر بمفردها اذا هناك سر امسكت هاتفها و فتحته ومد يدها به لجواد الذى امسكه و ظهرت الصدمه على وجهه و قال بأندهاش
– ايه دى … و مين الى صورها
ثم نظر الى مهيره وقال بتوتر و قلق
– هى كانت هتقع ساعه ما رجلها اتلوت وانا لحقتها بس والله
وقفت مهيره بعد ان ظلت تنظر اليه و هى تجمع الخيوط داخل راسها و قالت
– بس دى مش ليل يا جواد
ظهرت الصدمه على وجه جواد وعاد بنظره الى الصوره وقال
– بس ده مش شعر شمس و الطقم ده المفضل عند ليل حتى شمس ديما تتريق عليه و و صوتها
اقتربت مهيره منه و وقفت امامه و وضعت يديها فوق كتفيه وقالت
– بص يا جواد انا عايزاك بس بعد ساعه من دلوقتى تبعت رساله لليل تقولها فيها ان كل الى بينكم انتهى
ليقطب جبينه بغضب وقال بأندفاع
– ايه الى حضرتك بتقوليه ده لا طبعا انا بحب ليل و عمرى ما هبعد عنها
ابتسمت مهيره لصدق مشاعره و حبه و قالت بعد ان اخذت نفس عميق
– بص يا جواد انا عارفه متأكده من مشاعرك بس الى حصل فى سر كبير و لازم نكشفه …و الخطوه دى مهمه جدا …. وانا هفهم ليل ان انا اللى طلبت منك تبعتلها الرساله دى …. ماشى
ظل ينظر اليه بشك و من داخله يفكر هو ايضا يشعر بنفس الشئ فلقد شعر بالغرابه من رساله ليل له حين طلبت ان تقابله ولكنه يشعر بالاندهاش من نفسه كيف لم يتعرف عليها كيف لم يكتشف اختلافها هز راسه بنعم وقال باستسلام
– حاضر اللى حضرتك تشوفيه بس ارجوكى ابقى عرفينى اللى بيحصل اول باول و طمنينى على ليل
هزت راسها بنعم و قالت بابتسامه مطمئنه
– حاضر بس انا عايزاك تركز فى مذاكرتك ومش عايزه الموضوع ده يأثر عليك اتفقنا
– اتفقنا
قالها سريعا ثم غادر و ظلت مهيره على وقفتها لعده دقائق تفكر ماذا عليها ان تفعل ثم غادرت القصر وهى تنوى ان تقص كل ما حدث لسفيان و تساله العون و حين عادت الى المستشفى وجدت ليل تبكى فى احدى الاركان بمفردها فاقتربت منها و ضمتها لتخبرها ليل عن رساله جواد فطمئنتها مهيره و اخبرتها بما حدث
عادت من افكارها على اقتراب ايمن من مكان وقوفها هى و ابنته التى حين لمحت اقترابه خبئت وجهها فى حضن عمتها
– مهيره
نظرت اليه وهى تشفق عليه بشده من قلقه و خوفه على زوجته التى بين يدين الله و تعافر مع الموت و الألم و بين خوفه على ابنته ربتت على ظهر ليل و همست بجانب اذنها
– اقعدى يا ليل على ما اتكلم مع بابا شويه
هزت ليل راسها بنعم وهى على نفس وضعها و دون ان تنظر الى والدها غادرت حضن عمتها و جلست على اقرب كرسى ظل ينظر اليها بمشاعر كثيره حزن شديد و اشتياق و حين رفع عيونه الى اخته وجدها تنظر اليه بشفقه فاقترب منها و ضمها بقوه وبكى بصوت عالى جعل كل من ليل و شمس ينظرون اليه بشفقه رغم كل شئ … وظلت مهيره تربت على ظهره وهى تقول
– اهدى يا حبيبى اهدى ان شاء الله كل حاجه هتبقا كويسه اهدى
ظل يبكى فوق كتفها لعده دقائق .. كان بكائه نوع من تفريغ شحنه الخوف والقلق كثره الضغط الذى يقتله حيا …. و بعد قليل من الوقت هدئ و ابتعد عنها يمسح وجهه و اخذ عده انفاس و استند على الحائط لتقول مهيره بهدوء
– اهدى يا ايمن ارجوك بناتك لما يشفوك كده هما هيعملوا ايه بقا
نظر الى شمس ليجدها تنظر اليه بخوف و ليل تنظر ارضا جسدها ينتفض لبكائها المكتوم اخذ نفس عميق مره اخرى ثم قال وعينيه ثابته على ليل
– طمنينى عليها ارجوكى فهمينى ايه الحكايه
نظرت مهيره الى ليل وقالت بثقه
– كل الى اقدر اقولهولك دلوقتى يا ايمن ان ليل معملتش حاجه غلط
نظر اليها برجاء و توسل لتأكد كلماتها قائله
– انت مش واثق فيا ولا ايه … طيب مش واثق فى سفيان كمان
نظر اليها بأندهاش وقال
– سفيان عارف ؟!
هزت راسها بنعم لينظر الى ليل التى تنظر اليه بحزن الان ثم ابعدت نظرها عنه و نظرت الى الجهه الاخرى ليعود بنظره الى اخته و قال
– طيب انا عايز افهم
ابتسمت ابتسامه صغيره بلا معنى …. ثم قالت
– نطمن بس على ملك و هتعرف كل حاجه … لان كل حاجه فى ايدك انت فى الاساس
كان ينظر اليها بعدم فهم و حيره ولكنها لم تمنحه الوقت لقول شئ و ذهبت لتجلس بجوار ليل
***********************************
عاد راجح الى بيته بسعاده فهذه الاجازه الاخيره لادم و سوف يعود معه الى الكليه ذهب مباشره لاخيه الذى يقف فى وسط الورشه يتابع العمال باهتمام و احيانا يشارك بيده اقترب منه و ضمه بسعاده كبيره ثم انحنى يقبل يديه كعادته دائما فهو يرى اخيه فى مكانه الاب رغم ان الفرق بينهم ليس كبيرا لكنه يحترمه و يقدره بشده ابتسم اخيه بسعاده و ربت على كتف اخيه الذى ازداد قوه وقال
– حمدالله على السلامه يا راجح طمنى عليك
ليقول راجح بمرحه المعهود
– الحمد لله كلها اسبوعين ونبدء الامتحانات واتخرج بقا وابقى ظابط قد الدنيا … علشان اشرفك
ليقترب اخيه منه وهو يقول بابتسامه كبيره رغم ذلك الحزن الكبير الساكن عيونه منذ سنوات
– انا متشرف بيك ديما يا راجح مش مستنيك تبقا ظابط … انت اخويا وابنى و حبيبى
لينحنى راجح سريعا و قبل يد اخيه من جديد وهو يقول بصدق وحب كبير
– صدقنى انا من غيرك ولا حاجه ….. لو اعيش خدامك طول عمرى ما يكفيش كفايه انك شيلت همى مع همك …. وعمرك ما حسستنى انك تعبت ولا زهقت …. انت ابويا واخويا و امى …. كفايه انك متخلتش عنى بعد ما ماتوا …. انا نفسى بس اشتغل علشان ارد ولو جزء صغير من جمايلك الى مغرقانى نفسى اسعدك واريحك وتقدر تتجوز و تخلف و تعيش حياتك الى وهبتهالى دى
كان يستمع لكلمات اخيه والدموع تلمع داخل عينيه لكنه قال
– ايه الى انت بتقوله ده … انت اخويا و ابنى انت كل اللى ليا يا راجح واللى بعمله معاك ده واجبى
صمت قليلا وكليهما ينظر الى الاخر فراجح ينظر الى اخيه بأمتنان … والاخر ينظر الى راجح بتأثر وحب
وبعد عده ثوان قال
– شوفت موده ولا لسه ؟
ليهز راجح راسه بلا ثم قال
– هروحلها بليل
– طيب يلا روح ارتاح شويه كده وكلك لقمه علشان تكون فايق لما تنزلها بليل
اقترب راجح من احدى الاركان و وضع حقيبته ارضا وخلع قميصه و قال
– لا انا هساعدك شويه مش عايز انام
وتوجه مباشره الى احدى ادوات التنظيف الموجوده بأحدى الاركان وبدء فى تنظيف الارض ليقترب اخيه سريعا وامسك يديه وقال بشىء من العصبيه
– انت بتعمل ايه يا ابنى ؟ هو انت مش هتبطل حركاتك دى
اجابه راجح بهدوء شديد
– بنظف المكان علشان الرجاله تشتغل كده بنفس مفتوحه … يلا بقا روح اقعد على مكتبك على ما اخلص علشان هدومك متتوسخش
و حرر يديه من يد اخيه وابتعد لينظف المكان فهو يقوم بذلك حتى يؤكد الفكره فى راسه …. و اخيه يشعر بالالم من ذلك التصرف الذى يتعمد راجح فعله كل مره ولا يجد له حل
**************************
كان يجلس فى القطار الذى اوشك على الوصول الى بلدته …. لا يستطيع تفسير احساسه فبداخله مشاعر مختلفه … من قهر و كسره … وايضا خوف كبير … والفكره التى تسيطر عليه الان هى ان لا ينفذ ما كان ينتويه … فما ذنب تلك الفتاه ان تتزوج من شخص عالق فى ماضى مؤلم … مليئ بالاشواك و الاحقاد ثم يعود و يقول لنفسه انه يريد الخلاص من شبكه فتون … ان يغلق ذلك الباب ان يحصن ذاته بزوجه تبعده عن فتنه فتون وان لا يقع فيما يخشاه و هى خيانه اخيه حتى و لو بمشاعره و قلبه
انتبه من افكاره على توقف القطار لينظر من النافذه ليجد اسم بلدته مكتوب بخط عريض على تلك اللوحه التى بهتت الوانها اخذ نفس عميق و اخرجه ببطئ ثم وقف على قدميه و حمل حقيبته و ترجل من القطار وهو يدعوا الله من داخله ان يمر الامر على خير
حين و صل امام البيت و قبل ان يطرق الباب و جده يفتح وصوت فتون تقول
– هروح السوج يا اما و راچعه على طول
تلقائيا ابتعد خطوتان للخلف و اخفض عينيه ارضا ظلت هى تنظر اليه لثوانى قليله ثم قالت بدلال
– اهلا اهلا يا عمى حمدالله على السلامه
لتقترب الحجه صفيه التى تحمل بين يديها فتون الصغيره و هى تقول بسعاده
– ولدى حبيبى حمدالله على سلامتك يا ولدى
ليقترب صفى سريعا من والدته وضمها بحنان وانحنى يقبل يديها باحترام و قال
– وحشتينى جوى جوى يا اما …. طمنينى عليكى
لتقبل راسه بحنان و قالت
– انى كويسه طول ما انت بخير و كويس
انحنى يقبل راس الصغيره بعطف …. ربتت الحجه صفيه على كتفه و هى تقول
– ادخل يا ولدى ادخل ارتاح
ثم نظرت الى فتون التى تقف عند الباب وقالت
– انتِ لسه واجفه اهنيه السوج هيستناكى اياك
لتلوى فتون فمها بضيق ثم قالت بتبرم
– رايحه اها مش كنت بسلم على عمى
لتلوى الحجه صفيه فمها و هى تقول بطريقه موحيه
– و اها سلمتى و عملتى الواچب ارمحى على السوج و لا هنقضيها. سلام و حديد
لتغادر فتون سريعا وهى تشعر بالضيق فهو لم ينظر اليها و لو نظره واحده و تلك المرأه العجوز لا تترك لها مجال للكلام معه او الاقتراب منه
فى المساء و بعد اذان المغرب قالت الحجه صفيه
– عتمان تاخد اخوك وتصلوا المغرب و بعدها تروح مع اخوك تچيبوا شويه حاچات و ترچعوا تصلوا العشاء وتاچوا طوالى علشان نروح نخطب لخوك
ابتسم عتمان بسعاده و وقف سريعا يحتضن اخيه و هو يقول
– مبارك يا اخوى مبارك
وكانت فتون تنظر اليهم بصدمه و غضب كبير و لكنها تماسكت و قالت بصوت ميت
– مبارك يا عمى …. بس ميته و كيف لجيتوا العروسه
لتنظر اليها صفيه بطرف عينيها و قالت بتفاخر
– عروسه نجاوه عينى لحبيب جلبى صفى
ثم نظرت الى اولادها و قالت بأمر
– يلا علشان تلحجوا الصلاه و نلحج معادنا مع ناس
كان صفى يشعر بالتوتر و القلق و زاد ذلك مع كلمات فتون و نظراتها و جعلته راغب و بشده فى الزواج و فى اسرع وقت
حين ذهبوا جميعا لبيت الحج مختار كبير احد اكبر العائلات الموجوده فى البلد كانوا جميعهم مرحبين بصفى وعائلته ترحيب شديد و بعد التعارف و السلام دلفت العروس وهى مغطاه الوجه لتقف الحجه صفيه ترحب بها و ترفع غطاء رأسها لثوانى قليله تجعلها ترى صفى و ايضا هو يراها بنظره سريعه و اخفض راسه سريعا مع ابتسامه صغيره لتركض الفتاه الى الخارج لينظر صفى لوالدته و انحنى يقبل يديها ثم نظر لاخيه و قال بأدب
– تسمحلى يا خوى اتكلم
ليهز عتمان راسه بنعم لينظر صفى الى الحج مختار الذى يجلس وسط و لديه الكبير مهران و الاصغر وهدان و قال
– انا يا حچ مختار طالب يد بنتك المصونه
لينظر الحج مختار لولديه ثم الى صفى و ابتسم ابتسامه وقوره و قال
– و احنى يا ولدى يشرفنا نسبك و ابوك الله يرحمه كان من احسن الناس و اخوك زينه الرچال و انت يا ولدى و نعم الشباب
لتقول الحجه صفيه بفخر
– طبعا يا حچ مختار و لادى مفيش زيهم و بتك كمان و نعم التربيه و الاخلاج و چمال مفيش زيه
ليبتسم الحج مختار بفخر ليقول عتمان
– شوف يا حچ مختار احنى شارين نسبكم احنى هندفع مهر ٢٠ الف چنيه و جدهم شبكه و چهاز العروسه كامل علينا جولت ايه ؟
ليبتسم الحج مختار و قال بسعاده
– مفيش جول بعد جولك
ليقول صفى
– نجروا الفاتحه ؟!
ليهز الحج مختار راسه بنعم و ربت على ركبه ولده مهران و قال
– خبرهم هنجروا الفاتحه
ليقف مهران عند باب الجاعه و قال بصوت عالى
– هنجروا الفاتحه
و بعد عده ثوانى علت الزغاريد فى الدار ليأخذ صفى نفس عميق و هو يدعوا الله ان يقدره على اسعاد تلك الملاك الصغيره التى خطفت روحه من اول نظره.
*********************
كان رغم اصابه ذراعه يقود سيارته بمهاره …… فاليوم قرر الطبيب السماح لوالده بالعوده الى البيت و انه يمكنه اكمال علاجه بالمنزل وبعد ان عاد الجميع الى البيت قرر هو الذهاب اليها …. لقد اشتاق اليها بشده رغم انها يوميا معه فى المستشفى تمر عليه مرتين قبل ذهابها الى الجامعه و قبل عودتها الى البيت و لكنه الان يشعر بالاطمئنان و الراحه وايضا لقد بدء يتعافى بشكل جيد و من المحتمل عودته اول الاسبوع القادم لكليته اوقف سيارته فى المكان المخصص لوقوف السيارت و ترجل منها بجسده الممشوق الرياضى الذى يشبه جسد والده كثيره و سار بخطى واثقه ليدلف من باب الجامعه و كل الانظار تتوجه اليه رغم انه لا يرتدى زى كليه الشرطه المميز و لكنه من الاساس شاب وسيم بشكل مميز حقا …. ظل يبحث عنها بعينيه حتى وجدها تقف فى مكانها المعتاد ابتسم بسعاده و اقترب منها و وقف خلفها مباشره و قال بصوته الذى يخطف الانفاس
– وحشتينى اووووى
التفت تنظر اليه بسعاده كبيره و من داخلها رغبه ملحه فى احتضانه لقد اشتاقت لمفاجئاته …. وايضا اشتاقت لرؤيته هنا فى جامعتها اقتربت خطوه واحده وهى تقول بصدق وحب كبير
– وأنت كمان وحشتني اوووى … حمدالله على السلامه يا آدم
ابتسم بسعاده و قال
– الله يسلمك يا قلب آدم … خلصتى محاضراتك ولا لسه
هزت راسها بنعم و الابتسامه لم تغادر وجهها وقالت
– اه خلصت و حتى لو مخلصتش انا جايه معاك وش
ليضحك بصوت عالى وهو يقول بمرح اشتاقت له
– واقعه واقعه … بس انا عايزك تفضلى واقعه كده عايزك تفضلى تحبيني و كأنك لسه مكتشفه حبك ليا امبارح
لترفع حاجبيها باندهاش ليكمل هو
– ما هو انا مش هفضل طول عمرى اشوف سيفو و مهرته بيحبوا فى بعض و عايشين فى دور قيس وليلى و انا علاقتى بيكى تكون عاديه لا يا ماما مش انا
لتضحك بصوت عالى ليقرب وجهه من وجهها ثم قال بتوعد
– عايز حبك كله شغف نار قايده وألا
– و ألا ؟!
قالتها باندهاش متعجب ليقول هو مؤكدا بمرح
– ايوه … انا عايز قصتنا تكون كلها جنون و حب و شغف … حب بيتجدد كل يوم حب مش بيقل بيزيد حب كل يوم بيكون اقوى و اكبر
لتبتسم بمشاغبه و قالت بابتسامه
– لو على الحب و الشغف و الجنون فأنا كل دول يا آدم و لو على ان حبنا يفضل عايش ومستمر و متجدد فده مش هيكون بسببى انا بس …… خالى ليه النصيب الاكبر فى نجاح قصته هو طنط مهيره فأنا وانت سوا يا ننجح العلاقه يا نخسرها
هزز راسه بنعم وقبل ان يقول اى شىء اقتربت هى خطوه اخرى و قالت
– ها هتودينى فين بقا
ليشير اليها حتى تتقدمه و سار بجانبها و هو يقول
– مفاجئه
لتبتسم بسعاده ثم قالت
– حمد الله على السلامه يا آدم
••••••••••••••••••••••••
كان يقف امام لوحته يشعر بالغضب فمنذ فاتحها فى امر الزواج وهى لم تحضر الى الورشه و يخجل من الاتصال بها رغم انه قد اخذ رقم هاتفها من هاله فى اليوم الثانى لغيابها
نفخ بضيق تحول لسعاده وهو يجدها تعبر من باب الورشه لم يشعر بنفسه الا وهو متوجه اليها و وقف امامها وقال بلهفه
– انتِ كنتى فين و ليه كنت غايبه الاسبوع ده كله
كانت كطفله صغيره من داخلها سعيده تقفز بسعاده من اهتمامه و لهفته التى تراها فى عينيه ولكنها لا تريد ان تظهر اليه ذلك فقالت بهدوء قدر استطاعتها
– صباح الخير يا استاذ عمر … ابدا كنت تعبانه شويه و مقدرتش انزل
ليقول بلهفه اكبر
– الف سلامه عليكى … خير مالك شافك دكتور طيب قال ايه
ابتسمت بحنان انه طيب القلب حنون اذا كل ما كان يظهره سابقا مجرد قشره من قسوه غلف بها نفسه كنوع من العقاب ابتسمت ابتسامه صغيره وقالت
– الموضوع بسيط شويه برد
اخذ نفس عميق ثم قال بابتسامه رقيقه لاول مره تراها
– الف سلامه عليكى …. يارب ديما تكونى بخير
ابتسمت لكلماته الرقيقه و قالت
– الله يسلمك
ظل ينظر اليها و كانه ينتظر أن تقول شىء ما ولكنها ظلت صامته ليقول هو ببعض التردد و التوتر
– يا ترى فاتحتى اخوكى فى الموضوع الى طلبته منك
هزت راسها بلا و قالت
– فى الحقيقه لسه … بس النهارده هكلمه ان شاء الله
ظل نظره ثابت عليها يتأمل تفاصيلها و قال بصوت قلق و يحمل من الرجاء الكثير
– و انا فى الانتظار
هزت راسها بنعم و استأذنت و غادرت من امامه
و ظل هو واقف فى مكانه يفكر فبداخله حرب كبيره بين عمر الزوج والاب الذى خسر زوجته وابنه فى لحظه خاطفه و عاش لسنوات داخل دائره الذنب و عذاب الروح و بين عمر الذى بدء قلبه ينبض من جديد يشتاق و يحب و يقلق من خساره من يحب فكان تفكيره سابقا فى كيفيه التكفير عن ذنبه الان يفكر فى كيف يستطيع ان يحصل على موافقه اخوتها ……. و الفرق كبير بين الحالتين كبير جدا ….. و هو بين ذلك وذاك يشعر انه سوف يفقد عقله
***********************
كان يجلس على الكرسى الكبير فى احد اركان الغرفه يشاهد ما يحدث على السرير المواجهه له انها معركه حربيه و ليست علاقه حميمه
كان يضع سيجارته فى فمه و ينفخ دخانها فى الهواء فهذه رغبه الزبون و دائما الزبون على حق
و رغم ان ما يحدث امامه يستحق المشاهده الا ان عقله سارح بها يريد ان يضع يده عليها و حين يحدث هذا لن يتركها الا و هى جثه هامده بلا روح

يتبع..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية جاريتي 3)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *