روايات

رواية أوهام الحب الوردية الفصل السابع 7 بقلم بتول علي

رواية أوهام الحب الوردية الفصل السابع 7 بقلم بتول علي

رواية أوهام الحب الوردية البارت السابع

رواية أوهام الحب الوردية الجزء السابع

رواية أوهام الحب الوردية الحلقة السابعة

مرّ أسبوعان على زواج نادين بآدم وهي ليست سعيدة على الإطلاق مع زوجها، ولكنها ستستمر معه؛ لأنها لا تريد أن تكون نسخة ثانية من حبيبها الذي تركها قبل زواجهما.
لقد وثقت في الماضي بقلبها وتعرضت للخذلان ولن تتبع الآن سوى نداء العقل حتى لو كان ذلك سيجعل فؤادها يبكي دما من فرطِ الحسرة.
اتصلت منى بابنتها حتى تتفقد أحوالها وتطمئن عليها ولكنها شعرت ببعض القلق بعدما تحدثت معها نادين بفتور.
ضيقت منى ما بين حاجبيها قائلة باستغراب:
-“مالك يا نادين، فيكِ إيه يا حبيبتي؟ أنا حاسة من صوتك أنك مش مبسوطة، هو آدم بيتعامل معاكِ بطريقة مش كويسة؟!”
استرسلت منى في الحديث مؤكدة دعمها الكامل لابنتها في جميع الأحوال مهما كانت العواقب:
-“اتكلمي يا قلبي وإوعي تخافي من حاجة، لو آدم بيعاملك وحش قوليلي وأنا هبهدله وهخلي أيامه مهببة لأن أنا مش عندي في حياتي حد أغلى منك”.
نفت نادين جميع الظنون السيئة التي راودت والدتها بسبب تغير نبرة صوتها:
-“اهدي يا ماما واطمني، أنا الحمد لله كويسة جدا وآدم مش بيعاملني وحش ولا حاجة زي ما أنتِ فكرتِ، الموضوع كله وما فيه هو أني أخدت لطشة برد وعشان كده صوتي باين فيه الزعل”.
كذبت نادين على والدتها؛ لأنها قررت أن تكتم مشاعرها داخل قلبها، فهي لن تخبر أي شخص بحقيقة عدم حبها لآدم وأن السبب الوحيد الذي جعلها تتزوج به هو رغبتها في رد اعتبارها أمام جميع الشامتين الذين سخروا منها بعدما تركها خطيبها الأول قبل موعد الزفاف بفترة قصيرة.
ابتسمت منى بعدما أكدت لها نادين حسن معاملة زوجها لها فقد كانت تخشى أن تكون قد ارتكبت ذنبًا كبيرا في حق ابنتها عندما شجعتها على الزواج بآدم.

 

أنهت منى المكالمة بعدما وصت ابنتها بإرسال السلام لزوجها ثم نظرت إلى إلهام التي كانت تجلس أمامها وقالت:
-“الحمد لله، نادين كويسة ومبسوطة مع جوزها وبتسلم عليكِ يا إلهام”.
ابتسمت إلهام، وهتفت بسعادة فهي كانت تدعو كثيرا في الفترة الماضية لنادين أن يرزقها الله بزوج صالح يعوضها عن الألم الذي سببه لها رامز:
-“الحمد لله، ربنا يسعدها ويهنيها دايما، واضح أصلا أن آدم يبقى ابن حلال وشكله كده بيحبها أوي وعنده استعداد يعمل أي حاجة عشان يسعدها”.
لاحظت منى بعضًا من أمارات الحزن على وجه شقيقتها فربتت على كفيها وتحدثت متسائلة عن السبب الذي يجعل إلهام حزينة إلى هذه الدرجة على الرغم من أن الله قد رزقها بحفيد منذ فترة قصيرة:
-“مالك يا إلهام؟! واضح من شكلك أنك مهمومة وقلقانة”.
أومأت إلهام مؤكدة هذا الأمر فهي بالفعل لا تشعر بالراحة في الآونة الأخيرة خاصة بعدما أقام رامز حفل السبوع الخاص بابنه:
-“قلبي مقبوض أوي يا منى وعندي إحساس أن فيه حاجة وحشة هتحصل قريب مع رامز؛ لأن نظرات الحسد اللي شوفتها في عيون مراتات أعمامه مش مريحاني خالص”.
كانت منى على دراية مسبقة بمدى خوف إلهام من العين والحسد ولم يخفَ عليها حقد أقارب رامز من جهة والده عليه؛ لأنه ناجح في حياته مقارنة بأولادهم الذين فشلوا في عدة مجالات وجلبوا الشماتة لعائلاتهم.
تحدثت منى محاولة أن تبث الطمأنينة في نفس شقيقتها:

 

-“اهدي بس يا إلهام واستعيذي بالله من الشيطان الرجيم وبلاش تخوفي نفسك على الفاضي، وإن شاء الله كل اللي أنتِ حساه ده هيطلع أوهام ومفيش منه أي حاجة هتتحقق”.
تمنت إلهام أن تكون شقيقتها على حق وأن تكشف لها أحداث الأيام المقبلة أن ما كانت تشعر به مجرد أوهام لا أساس لها من الصحة:
-“يسمع من بوقك ربنا يا منى وإن شاء الله يطلع إحساسي غلط المرة دي”.
▪▪▪▪▪▪▪▪▪
تأففت سمية بملل وهي تتابع التلفاز فهي تجلس بمفردها حبيسة في شقتها بعدما سافر زوجها إلى عمله.
على الرغم من ترحيب ميرڤت بسُمية في بداية زواجها إلا أن هذا الوِد اختفى بسرعة بعد سفر مراد فقد اتضح أمام سمية أن حماتها ليست امرأة لطيفة مثلما كانت تظنها في البداية بل هي سيدة خبيثة ولكنها تمتلك ملامح يظهر عليها الوقار والطيبة.
قررت سمية أن تلتزم شقتها وألا تذهب كثيرا إلى شقة حماتها حتى لا تصطدم بها خاصة أنها قد بدأت تشك في أن ميرڤت كانت ترحب بالزيجة في البداية طمعا في أموالها والدليل على ذلك أنها حاولت استمالتها حتى توقع بالنيابة عنها على بعض وصولات الأمانة.
تذكرت سمية هذا الموقف الذي حدث الأسبوع الماضي فقد جعلها شبه متيقنة من هذه الحقيقة بعدما طلبت منها حماتها أن ترافقها إلى منزل أحد تجار الأجهزة الكهربائية.
اتفقت ميرڤت مع التاجر على شراء بعض الأجهزة ولكنها لن تدفع ثمنها في الوقت الحالي وإنما سوف تسدد الأموال في وقت لاحق.
-“تمام يا مدام ميرڤت مفيش مشكلة، ادفعي دلوقتي المقدم، وامضي على نفسك وصولات أمانة بالمبلغ الباقي ولو عايزاني أقسم المبلغ على كذا وصل فده شيء مفيش فيه أي مشاكل بالنسبة ليا”.

 

قالها التاجر وهو يخرج دفتر وصولات الأمانة الخاص به فأومأت ميرڤت ثم التفتت إلى سمية التي كانت تجلس بجوارها وقالت:
-“تعالي يا سمية اقعدي مكاني عشان تمضي على الوصولات”.
اتسعت عينا سمية وهتفت باستنكار شديد يدل على رفضها الشديد واستهجانها لهذا الأمر:
-“وأنا إيه اللي يخليني أمضي على وصولات الأمانة دي يا ماما؟!”
هتفت ميرڤت بلطف في محاولة منها لإخفاء الحرج الذي شعرت به بعدما رفضت زوجة ابنها التوقيع على الوصولات:
-“وفيها إيه يا حبيبتي لما تمضي بدالي؟ هو فيه فرق بيني وبينك؟! أنا وأنتِ واحد في النهاية”.
شعرت سمية بعدم الراحة وأصرت على موقفها فهي لن تقبل أبدا أن تصبح مدينة لأحد بأموال بسبب أغراض لا تحتاج إليها من الأساس.
هتفت سمية بحزم مؤكدة لحماتها أنها لن تقوم بالتوقيع:
-“أنا مش بحب أمضي على الوصولات نهائي وعمري في حياتي ما وقعت على وصل أمانة ومش هعمل كده دلوقتي”.
نظر لهما التاجر بضيق وهتف بحنق شديد فهو لديه الكثير من الأمور التي تشغله وليس لديه الوقت حتى يستمع إلى تلك الثرثرة التي لا يوجد لها أي قيمة:
-“ها يا ست ميرڤت، هتمضي على الوصولات ولا إيه نظامك؟ شاوري نفسك بسرعة وبلغيني لأن فيه بضاعة هتيجي المحل التاني ولازم أروح أستلمها”.
أجابته ميرڤت وهي تشعر بمزيج من الغضب والإحراج لأنه اتضح أمامها أن سمية ليست فتاة ضعيفة الشخصية ولا يمكن السيطرة عليها بسهولة:

 

-“خلاص أنا همضي يا حاج رأفت، قسم الفلوس على كذا وصل وأنا همضي عليهم كلهم”.
وقعت ميرڤت على الوصولات ومنذ ذلك اليوم وهي تعامل سمية بشكل سيء للغاية ولهذا السبب توقفت الأخيرة عن الذهاب إليها والجلوس برفقتها.
تمتمت سمية بحزن وهي تنظر إلى الصورة التي تجمعها بمراد في ليلة زفافها:
-“ياريتك يا مراد تنزل أجازة في وقت قريب عشان نشوف شقة بعيد عن هنا حتى لو هتكون بالإيجار لأن أنا حاسة أني منبوذة وخايفة من كل حاجة بتحصل هنا”.
تسرب شعور الخوف لقلب سمية كان بسبب عدة أمور منها الموقف الذي حدث بينها وبين ميرڤت وأيضا تصرفات كريم الغريبة والتي لا يوجد لها أي تفسير منطقي.
▪▪▪▪▪▪▪▪▪
مسح محمد جبينه الذي يتصبب عرقا بمنديل ورقي فقد كان الجو حارًا للغاية واشتدت الحرارة بالنسبة له بسبب تجوله منذ فترة طويلة تحت أشعة الشمس القاسية.
أخذ يتمتم بعض الأذكار فقد كانت هذه هي الوسيلة الوحيدة التي يتمكن بها من إمضاء الوقت، فهو يقوم بدورية للبحث عن شخص أجنبي وصل بشأنه بلاغ إلى الشرطة بسبب تصرفاته المريبة التي توحي بأنه قد أتى إلى مصر كسائح ولكنه لا يحترم القانون، فقد تحرش بإحدى الفتيات وعندما تم سؤال الفتاة عنه أخبرتهم أن هذا المتحرش لا يزال موجودا في مدينة الملاهي بعدما قام رجال الأمن بالقبض عليه.
عندما وصل محمد إلى مدينة الملاهي، أخبره رجال الأمن أن الرجل المتحرش قد تمكن من الهرب منهم وقد قاموا بإغلاق المكان حتى لا يتمكن من الفرار وهم يقومون الآن بالبحث عنه ولكنهم لم يتمكنوا من إيجاده.

 

ارتفع صراخ جميع المتواجدين بشكل مفاجئ وبدأ كل منهم يركض للخارج تحت نظرات محمد الذي لم يفهم حقيقة ما يحدث حوله وعندما استوعب عقله الأمر كان قد فات الأوان حيث إنه لم تمر سوى بضع ثوانٍ قبل انفجار قنبلة قام بزرعها الشخص الذي كان يبحث عنه رجال الشرطة وبسبب قُرب محمد من موضع القنبلة كان هو أكثر المتضررين منها.
حضرت سيارات الإسعاف بعد فترة قصيرة، وبدأ المسعفون في التعامل مع المصابين حتى لا يتأزم وضعهم.
اقترب أحد المسعفين من محمد وكاد يغطي وجهه ظنا منه أنه قد توفي ولكنه توقف بعدما سمع صوت همسات ضعيفة لا تكاد تُسمع.
أشار المسعف لزملائه بأن يقتربوا بسرعة ويحضروا معهم نقالة حتى يتم نقل محمد إلى المستشفى في أسرع وقت ممكن عسى أن يكون هناك أمل ويتمكن الأطباء من مساعدته قبل فوات الأوان.
وصل بلاغ إلى الشرطة بما جرى في مدينة الملاهي فتوجه وسام برفقة مجموعة من الضباط والعساكر إلى مكان الحادث.
باشر وسام بالحديث مع بعض الأفراد حتى يفهم منهم ما جرى بالضبط قبل الانفجار وقد أخبروه أن أولادهم كانوا يلعبون بشكل طبيعي وكل شيء كان يسير على ما يرام حتى سمعوا صوت صراخ إحدى الفتيات وهي تخبر الجميع بوجود قنبلة على وشك الانفجار.
سيطرت الحيرة على وجه وسام وازداد ضيقه بعدما علم أن الفتاة التي رأت القنبلة وحذرت الجميع منها قد أصيبت وتم نقلها إلى المستشفى.
عندما التفت وسام بالصدفة أصيب بصدمة شديدة عندما رأى المسعفين وهم يقومون بحمل محمد على النقالة، فتوجه نحوهم على الفور وسألهم عن حالته، فأخبره المسعف أنه لا يزال على قيد الحياة ولكن يجب نقله بسرعة إلى المستشفى.
لم ينتظر وسام كثيرا فقد ترك كل شيء خلفه بعدما أخبر زملائه بأمر محمد، ثم لحق بسيارة الإسعاف التي توجهت بسرعة نحو المستشفى.

 

وصلت سيارة الإسعاف إلى المستشفى وتم نقل محمد إلى غرفة العمليات على الفور، ووقف وسام ينتظر خروج أي شخص من الغرفة حتى يطمئن على صديقه وفي هذه الأثناء اتصل بشقيقته وأخبرها بكل ما جرى مع زوجها.
حضرت سمية برفقة والدتها إلى المستشفى، وظلت تنتظر خروج أخيها من العمليات وهي تبكي بشدة.
مر بعض الوقت قبل خروج أحد الأطباء من غرفة العمليات، فتوجهت نظرات الجميع نحوه متسائلين عن حالة محمد.
نزع الطبيب الكمامة، ثم تنهد قائلا:
-“أنا مش هخبي عليكم، حالة المريض صعبة جدا لأن جسمه جه فيه بعض شظايا القنبلة والحمد لله أن هو لسة عايش لحد دلوقتي، ده غير أن حالة رجله صعبة جدا وكانت هتستلزم البتر بس الحمد لله شارك معانا في العملية دكتور متخصص في العظام كان ليه الفضل بعد ربنا سبحانه وتعالى في أن العملية تعدي على خير من غير ما نضطر نلجأ لبتر رجله”.
تقدمت نحوه سمية، وهتفت بتساؤل وهي تمسح دموعها:
-“يعني حالته دلوقتي مستقرة؟”
أجاب الطبيب بجدية قبل أن يتركهم ويذهب لتبديل ملابسه:
-“لو الأربعة وعشرين ساعة الجايين عدوا عليه من غير ما يحصل أي مضاعفات فإن شاء الله حالته هتكون مستقرة”.
▪▪▪▪▪▪▪▪▪
نظر آدم نحو زوجته التي تتصفح الإنترنت بشرود فهي تظنه لا يفهمها ولكنها مخطئة، فهو يعلم جيدا أنها تتظاهر أمامه بالسعادة ومن داخلها تصرخ قهرا لأنها تسرعت في الزواج به.
ليته يستطيع تحريرها حتى تتخلص من عذاب روحها ولكن من يا تُرى سيداوي جراح قلبه الذي يتألم بسبب حبها لرجل أخر؟!
أخذ ينعي قلبه الذي وقع في عشقها وصار يشتاق إليها على الرغم من وجودها معه ولكنه واثق تمام الثقة أن مشاعرها مع شخص أخر.

 

قلبه يتألم بعدما صار الأمر واضحا أمامه كوضوح الشمس وهو أن زوجته التي يعشقها لا تزال تحب خطيبها الذي حطم قلبها وتركها من أجل فتاة أخرى.
تمنى لو يتضح أمامه في يوم من الأيام أن كل ما يشعر به مجرد وهم وألا يكون هناك مشاعر لرامز في قلب نادين.
نظرت نادين إلى آدم باستغراب شديد بعدما لاحظت تحديقه بها وهتفت بتعجب:
-“مالك يا آدم، بتبص عليا كده ليه؟!”
جلس آدم أمامها وهتف بهدوء وكأنه لم تكن هناك معركة طاحنة تدور بداخله:
-“مفيش حاجة يا نادين، أنا بس استغربت لما لقيتك باصة في الموبايل ومركزة فيه أوي كده”.
هزت نادين كتفيها قائلة ببساطة:
-“مفيش حاجة، أنا كنت بقلب على اليوتيوب في الفيديوهات اللي ظاهرة قدامي”.
استرسلت نادين بعدما تذكرت مكالمتها مع والدتها:
-“أنا كلمت ماما النهاردة وأنت برة وهي بتسلم عليك”.
كاد آدم يرد ولكن جاءته مكالمة هاتفية فنهض وذهب إلى غرفته حتى يتمكن من التحدث دون أن يثير إزعاج نادين ولكن سرعان ما خرج من الغرفة بعدما علم بما جرى لمحمد وغادر المنزل متوجها إلى المستشفى.
▪▪▪▪▪▪▪▪▪
مضى يومان كاملان ولم يحضر أحد من عائلة مراد إلى المستشفى من أجل الاطمئنان على محمد وهذا الأمر أحزن سمية وجعلها تقسم أنها لن تقف أبدا بجوار أهل زوجها في أي محنة من المحن التي قد يتعرضون لها في المستقبل.
انتظرت هانيا خروج سمية من الغرفة، ثم نظرت بضيق إلى التشوهات التي ملأت ظهر وذراعي وساقي زوجها ثم التفتت إلى شقيقها وقالت:
-“هما هيعالجوا التشوهات دي إمتى؟”

 

كز وسام على أسنانه بغيظ وتمالك نفسه بصعوبة وهو يقول:
-“هو أنتِ طبيعية زي باقي الناس يا هانيا؟! واحدة غيرك كانت تقوم تصلي ركعتين شكر لأن ربنا نجى جوزها مش تقعد تقول هيشيلوا التشوهات إمتى!!”
تأففت هانيا قائلة بحنق فهي لا تصدق أن شقيقها لا يستطيع أن يتفهم موقفها:
-“أنا بسأل بس لأن بصراحة المنظر بشع أوي وهو أصلا مش هيطيق يشوف نفسه بالشكل ده”.
رفع وسام حاجبيه قائلا بحدة فهو لا يستطيع أن يستوعب حقيقة عدم تقدير شقيقته لحالة زوجها وما يعانيه الآن جراء الحادث الأليم الذي جرى معه:
-“تصدقي بالله يا هانيا، أنتِ واحدة معندكيش ريحة الدم، يعني جوزك قدر بالعافية وبعد معاناة بسبب الألم اللي حاسس بيه في كل جسمه أنه ينام ده غير أن الدكتور قال أنه مش هيقدر يتحرك برجله الفترة الجاية لأن الشظايا اللي دخلت في رجله أثرت على بعض الأعصاب وهيحتاج لجلسات علاج طبيعي عشان يقدر يتحرك من غير ما يحس بالألم وأنتِ مش همّك غير بعض التشوهات اللي حصلت بسبب حادثة كان ممكن يروح فيها!!”
زفرت هانيا بغيظ وكادت ترد على شقيقها برد ظنت أنه سوف يفحمه ولكن قاطعها وسام بقوله الصارم:
-“احترمي نفسك يا هانيا عشان عيب أوي اللي أنتِ بتعمليه دلوقتي، التشوهات اللي موجودة دي ينفع أنها تتشال بعمليات التجميل بس ده مش هيحصل دلوقتي لأن وضع جسم جوزك مش هيقدر يستحمل أنه يعمل عمليات كتيرة الفترة دي”.
التزمت هانيا الصمت ليس لأنها اقتنعت بحديث وسام وإنما لأنها وجدت أنه لن يؤيدها ويتفهم وجهة نظرها التي استغلت نوم محمد وخروج شقيقته حتى تفصح عنها ولم تكن تدري أن زوجها كان مستيقظا طوال الوقت وسمع كل كلمة قالتها زوجته لشقيقها فهو لم يكن نائما مثلما اعتقد الجميع.
▪▪▪▪▪▪▪▪▪

 

ذهب أشرف إلى المخزن الذي يخزن فيه رامز بضاعته وقضى بعض الوقت مع الحراس يتحدث معهم ويتفقد أحوالهم.
اقترح أشرف على الحراس احتساء الشاي وقد رحبوا بهذه الفكرة ووضعوا الإبريق على النار.
مضى وقت قصير قبل أن يسخن الماء فاستعد أحد الحراس للنهوض حتى يصب الشاي ولكن أوقفه أشرف وأخبره أنه سيتولى هذا الأمر بنفسه.
ذهب أشرف نحو الموقد، وحمل الإبريق، وقام بإعداد الشاي، ثم نظر خلفه فوجد جميع الرجال منشغلون في الحديث فيما بينهم، فاستغل الفرصة وأخرج من جيبه بعض الأقراص المنومة سريعة الذوبان ثم وضع قرصًا في كل فنجان عدا الفنجان الخاص به.
توجه أشرف بالصينية نحو الطاولة التي يجلس عليها الرجال ثم أعطى كل واحد منهم الفنجان الخاص به وابتسم بخبث بعدما بدأوا في احتساء الشاي.
لم تمضِ سوى بضع دقائق وغرق الجميع في نوم عميق باستثناء أشرف الذي اتصل بعزام وانتظره حتى أجاب ثم أبلغه بأنه قد نفذ جميع التعليمات التي أمره بها:
-“كله تمام يا عزام بيه، أنا حطيت مخدر في الشاي والحراس اللي واقفين على مخزن البضاعة وهما دلوقتي راحوا في سابع نومة”.
هتف عزام بجدية وهو يبتسم بشدة فقد جاءت أخيرا اللحظة التي سيدمر بها خصمه حتى ينال داليا:
-“تمام يا أشرف، امشي أنت من عندك وإوعى تتصل بيا الفترة دي لأن خلاص دورك خلص وجِه دلوقتي دور باقي الرجالة”.
نفذ أشرف تعليمات عزام وانطلق بسيارته بعيدا عن المخزن ولم يمر سوى بضع لحظات قبل أن يحضر رجال عزام الذين قاموا بسكب البنزين في كل ركن من أركان المكان ثم أشعلوا النيران وفرُّوا هاربين.
اندلع حريق هائل أكل الأخضر واليابس ولم يترك أي شيء في المخزن إلا وقضى عليه ولم يتم اكتشاف أمر الحريق إلا بعد فوات الأوان بسبب موقع المخزن الذي يقع في منطقة صحراوية غير مأهولة بالسكان.

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية أوهام الحب الوردية)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *