روايات

رواية قصة وعبرة الفصل الثالث 3 بقلم رفيف أحمد ياقدي

رواية قصة وعبرة الفصل الثالث 3 بقلم رفيف أحمد ياقدي

رواية قصة وعبرة البارت الثالث

رواية قصة وعبرة الجزء الثالث

قصة وعبرة
قصة وعبرة

رواية قصة وعبرة الحلقة الثالثة

على مدى أشهر أخرى كلما طلبت منه زوجته الذهاب إلى الطبيب كان يقول نفس الجملة :
-يا عزيزتي ، عندما يأذن الله بالحمل سيحصل ، فلمَ التحاليل وزيارة الأطباء ؟!
إلى أن طفح بها الكيل وأدركت أنَّ بروده في التعامل مع أمر مهم كالإنجاب ، به خطبٌ ما فقالت في قرارة نفسها :ء
-حتماً أنه ذهب مؤخراً واكتشف أنه عقيم .
مما جعلها تزداد إصراراً بأن يذهب، لكنه تمسك برأيه أكثر ، فاشتعلت الشجارات بينهما ، إلى أن دُعيا لحفلةٍ أقامها مسؤول مهم في الدولة ، فقالت له:
-أقسم لكَ ، إن لم تذهب معي للطبيب فسأترك المنزل بلا رجعة واذهب وحدك لحضور الحفلات والسهرات .
ارتعش قلبه من الخوف فقال متلعثماً :
-لقد كنت سأذهب وحدي للطبيب وأجعلها مفاجأة لكِ.
فرمقته قائلة:
-لن تذهب إلا وقدمي قبل قدمك .
أيقن أنَّ نهاية زواجهما باتت محتومة ، فقال في قرارة نفسه :
-يجب أن آخذها لطبيب يقول لها ، بأني عقيم منذ مدة قصيرة، وأني مع الأدوية سأتحسن ، لكن كيف ؟!
في صباح اليوم التالي ، سابق الرياح لعيادة طبيب في أطراف المدينة وشرح له وضعه مع زوجته ورجاه أن يقول لزوجته بأنه سيتحسن مع الأدوية ، رفض الطبيب في البداية لكن عندما أعطاه مبلغاً مالياً كبيراً وقال له :
-بهذه النقود ستفتح عيادة في منتصف المدينة .
وافق على الفور .
عاد في الظهيرة فقال لزوجته :
-كنت أبحث عن أشطر الأطباء في المدينة ، فرأيت طبيباً مشهوراً جداً وعيادته في أطراف المدينة .
نظرت له بدهاء ، وقالت له:
-ومن قال لك بأننا سنذهب لطبيب واحد ؟! أريد الذهاب لطبيبين أو أكثر .
طلبت منه الذهاب بسيارتها ، فارتعش خوفاً من أن تأخذه لنفس الطبيب الذي أكّد بأنه عقيم ، وبعد وقت قصير أوقفت السيارة أمام عيادة الطبيب الذي أكّد بأنه عقيم ، فكاد أن يتوقف قلبه من الخوف، وبدأ يدعو الله بأن لا يتذكره .
بعد مرور وقت قصير من انتظار دورهما ، دخلا للطبيب الذي وما إن رآه ، حتى أمعن به قليلاً وقال له :
-ألم تأتي لي منذ ثماني سنوات ، وقمت بكافة التحاليل الطبية التي أكدت بأنك عقيم واستحالة أن يأتي يوم وتصبح أب ؟!
كادت أن تتمزق جفونها من هول الصدمة فنظرت لزوجها وقالت له :
-جاوب الطبيب .
فتلعثم قائلاً :
-لا ، لست أنا ، فحتماً أنك مخطئ ، وربما تشابه في الوجوه .
فالتفت الطبيب إلى الحاسوب دون أن ينطق بكلمة وبعد دقائق أظهر ملفه الشخصي من قائمة الرجال العقيمين بنسبة مئة بالمئة ،ثم أدار شاشة الحاسوب نحوهما وقال للزوجة :
-هلا تفضلتي بقراءة اسم وكنية زوجكِ وتاريخ ميلاده ، وأنه متزوج من ابنة عمه ، والتاريخ الذي أتى به لعيادتي .
قرأت الزوجة كل المعلومات التي تؤكد بأنه زوجها ، فتمالكت نفسها بشق الأنفس وقالت للطبيب :
-فهمت أنه من المستحيل أن يصبح أباً لكن هل من الممكن لو أعدنا عمل الفحوصات الطبية أن تحدث معجزة تعطي أملاً ضيئلاً يكبر مع الأدوية .
فابتسم الطبيب قائلاً:
-أتفهم رغبتكِ بأن تصبحين أماً ، لذلك وعلى الرغم من استحالة ذلك ، فأنا سأعيد له عمل جميع الفحوصات اللازمة .
بعد أن أعاد جميع الفحوصات الطبية ، لم تخرج من العيادة قبل ظهور النتائج ، ودون أن تواجهه بأي كلمة ، أما هو فقد أمضى الوقت ناكسَ الرأس معقود اللسان ، إلى أن ظهرت النتائج فقال الطبيب لهما:
-بوضعك الصحي لا مكان للمعجزات ، فعقمكَ ناتج عن تشوه تام في الحيوانات المنوية وخلل في الكروموسومات مما يجعل فرصة أن تكون أباً معدومة ولا حتى مع العمليات أو الأدوية وحتى لو سافرت لآخر الدنيا لتلقي العلاج فستضيع نقودك هباءاً منثوراً.
قادت زوجته السيارة للمنزل بسرعة جنونية وهي مقطَّبة الجبين ، وما إن دخلا حتى صرخت بأعلى صوتها قائلة :
-منذ أول يوم تحدثت به معك أخبرتك عن شغفي بأن أصبح أماً ، وأني وبرغم ما وصلت إليه في دراستي لكني لم أطمح بشيء سوى بالأمومة ، وبعدما وافقت على الزواج بك قلت لي وبكامل حقارتك ، يا لهنائي لكونكِ ستصبحين أماً لأولادي.
تلثعم قائلاً:
-كنت أرجو أن تحصل معجزة تجعلني أصبح أباً.
فصرخت بعينين مغرورقتين بالدموع :
-عن أيُّ معجزة تتحدث يا أيها المهندس ؟! لقد قدَّر الله لك من سابع سماه أن تكون عقيماً ، وبرغم ذلك لم تصارحني بحقيقة وضعك .
-خشيتُ أن أخسركِ بعدما عرفت لهفتكِ بأن تصبحين أماً.
-الآن قد تحقق ما خشيتَه ، فأنا سأذهب لمنزل والدي ، وأنتَ سترسل ورقة طلاقي بأسرع وقت ، وأقسم لكَ بأنك ستندم على استهزاءك بمشاعري .

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية قصة وعبرة)

اترك رد