روايات

رواية صفعات القدر الحاني الفصل الثاني 2 بقلم عائشة حسين

رواية صفعات القدر الحاني الفصل الثاني 2 بقلم عائشة حسين

رواية صفعات القدر الحاني البارت الثاني

رواية صفعات القدر الحاني الجزء الثاني

صفعات القدر الحاني
صفعات القدر الحاني

رواية صفعات القدر الحاني الحلقة الثانية

تبادل الثلاث النظرات مابين قوية حادة يتطاير منها الشرر ومابين مرتجفه دامعه واخرى ساخرة لاتخلو منها اطلاله الخوف ، السكون عم الارجاء فقد لاتسمع الا حشرجه الانفاس فالصدور لكم سيف الحائط بكفه المضمومه وغادر يهتز بعنف من شدة غضبه ،التفتت نجوى لشريف قائله بارتجاف
-هتسيبه يمشي من غير ما تفهمه طيب هيفضحني انا .
نفض شريف كفها التي تشبثت به في غمرة انفعالها واستجدائها لكنه نفضها بعنف واستهانه ورفع سبابته قائلا
-غوري من وشي دلوقت غوري .
عادت خطوتين للخلف تحملق فيه بعدم تصديق تكتم شهقاتها بباطن كفها وراسها لا تتوانى عن اهتزاز الرفض لما يحدث ، خطوتين واستدارت ركضت خلف سيف تتوسله بعطف
-مسستر سيف ….
هتافها يعلو وخطواته تزداد حدة وقوة ، حتى تمكنت اخيرا من اللحاق به قطعت طريقه وسبقته بخطوة ليقف هو اخيرا كف وضعت باريحيه على خاصرته والاخرى مسح بهها وجهه ليهتف بصوت حاول ان يجعله هادىء
-نعم عايزة ايه ؟
لملمت خصلاتها ومن ثم ضغطت عليهم تحاول ايجاد كلمات تعبر بها او عذر او ربما توسل واستعطاف يجعله يهدأ ويسترها ولا يوشي بما سمع لتنطق اخيرا بارتباك وحروف مبعثرة
– أنا ….ارجوك متقولش .
لاحظت نجوى توجه نظرات سيف للامام وسكونه فاستدارت لتجد هنا تتقدم ناحيتهم وبعفوية شديدة امسكت نجوى كفه ورفعتها متوسلة والدموع تصنع مجرى على خدودها
-ارجوك هنا جايه متقولهاش ارجوك
افلت سيف يدها لتطل من عينيه نظرة مشفقة لايخلو منها العطف ،اخذ نفسا قويا يحاول به طرد اشباح غضبه التي استوطنته ويتماسك ،وبعدها فرك جبهته وفي حين كانت نجوى تترقب وتنتظر وكلها أمل ، همس سيف بصوت خفيض
-امشي دلوقت هنا جايه مش عايزها تعرف ولاتسمع .
كانت بادرة قوية منه جعلتها ترتاح وتطمئن انه فهمها ولن يخبر احد بل كان وعدا صادق ظهر في رنه صوته الخفيضه ، هزت راسها بتجاوب وغادرت بخفه وبلمح البصر حتى لاتقع فريسة لغيرة هنا وتساؤلاتها
اقتربت هنا منه وقد التفت هو لسور المدرسه يطل منه على فناء المدرسه الواسع متنفسا الصعداء ،همست هنا بحاجب مرفوع
-مال نجوى وجريت كده ليه ؟
نصف ابتسامة رسمها ليجيب بهدوء
-عادى كانت بتسالني عن حاجه كدة .
لم يبدو على ملامحها الاقتناع لكنها فضلت الصمت لثقتها به لكنها تسائلات بقلق
-سبت المجموعات ليه ….؟
ضرب سيف على جبهته وهو يهتف بحزن
-فكرتيني يانونه هلحقهم بقا زمانهم ملو .
تسرب كالماء بسرعه دون ان يلتفت لكنه يعلم في قرارة نفسه انه يهرب منها ومن نظراتها التي تنفذ لاعماقه خاف من غضبه عليها ومن حزنه ومن عصبيته التي قد تصيبها فركن الى الهروب وابتعد عقله لايتوقف عن التفكير في تلك المصيبة رغم انه قد لايستطيع ان يعمل بنشاط وهمة كما السابق لكن عمله هو الوسيله الوحيدة التي يستطيع بها ان ينسى ،وانغماسة قد يحد ويحصر تساؤلاته وتفكيره
عادت هنا لصفها بصمت نعم تلاعب الشك براسها واخذها تفكيرها لابعد مايكون لكنها اسكتت هواجسها وضمدتها بيقين ان حبيبها لو هناك شىء سيحكي لها حينما يهدأ ويريد هو الحديث .
************************************
انهمكت أمل في اعداد مائدة الطعام في منزل اخيها ، ذلك بتؤاطؤ لعين من جميلة ووالدتها حيث هاتفت والدتها وامرتها باحضار كافه انواع اللحوم والخضراوات وعندما اتت وضعتها امام أمل قائلة بخبث
-ياه ياامل وحشنا المحشي بتاعك اوي ، اخوكي هيفرح اوي لماييجي يلاقيه
ابتسمت امل باستسلام خاضعه لتلك الخدعه وشرعت في اعداده بينما اما انسلت للخارج متعلله بتعبها وارهاقها نتيجه الحمل ، وانكبت المسكينه تصنع المحاشي والرقاق ولم تكتفي جميلة بذلك بل امرتها بصنع المزيد وتفريزة وكل ذلك تقبلته امل بصمت فهي تعرف اسلوب جميله وتحكماتها وهذا ما كان يمنعها من المجىء .
خارت قواها وبلغ منها التعب مبلغه واتى اخيها والتفو حول السفره هتف احمد بجذل
-الاكل حلوو اوي .
دفعت اليه جميلة بصابع ملفوف وهي تهتف
-تسلم ياحبيبي بجد تعبت بس كله علشان خاطرك .
خبأت امل ابتسامتها وتابعت اطعام فتاتيها دون ان تهتم لانكار جميلة او تدللها المبالغ فيه ، فبعد الساعات التي عانتها في المطبخ فقدت شهيتها للطعام جسدها يئن بحاجه للراحة .
انتهت من الطعام وحينما نهضت بادرت جميلة قائلة بلؤم
– اه اه معلش ياامل هتعبك معايا ممكن تغسلي المواعين علشان تعبت بجد انهردا .
نَقَل احمد نظراته بين زوجته واخته لكن سرعان ما تنفس الصعدااء حينما لمح ابتسامة امل وهزت راسها الموافقه ، غادر يسند زوجته بينما بدات امل بجمع الاطباق لتنظيفها .
بعد مرور دقائق امسكت فتاة امل الصغرى بطبق صيني لكنه انزلق من يدها الصغيرتين ووقع ارضا وتناثرت قطعه .
جثت امل على ركبتيها تلملم شظاياه الحادة لكن دخول ابن اخيها مندفعا جعل قطعه تنغرس بقدمة فيسيل الدمع ويصرخ مستنجدا بامه ، ارتجفت امل واقتربت من الصغير تحمله سحبت القطعه من قدمه وغسلت موضع الدماء ،
دخلت جميله مزعورة تهتف بجنون
-ابني ماله حصله ايه .
اندفع الطفل ناحيتها يهتف من بين بكائه
– القزاز …
– شهقت جميلة حينما رات اشلاء الطبق وبدون وعي ومراعاة للام التي انزوت تبكي مقهورة امسكت بالفتاتين وضربتهم بقوة ، صرختا الطفلتين واطلقو نظرات استنجاد لوالدتهم فهبطت امل لمستواهم وصحفت امل على ركبتيها ودفعت جميلة وزرعتهم داخل احضانها ، صاحت جميلة لاعنه ساخخطة وعاودت حمل ولدها وغادرت متوعدة لامل بالعذاب لتجرأها على فعلتها ودفعها
– حملت امل فتاتيها اللتان احاطتا رقبتها وغادرت لحجرتهم المعنية والتي ينامون عليها ارضا جلست واخذت تهدا من روعهم تقص عليهم القصص المضحكة المسليه ، تتناسى من اجل فتاتيها تمنع دموعهم لكن لامانع من دموعها هي تضحك وخلف كل ضحكة الم وحزن وتأوه مكتوم وصرخه حُكم عليها بالخنق نامتا الفتاتين وتمددت هي بجانبهم ومازال لسانها يردد
طيري ياطياره طيري يا ورق وخيطان بدي ارجع بنت صغيره على سطح الجيران .
تغني لهم وهي من بحاجه للغناء لتربت ووحدها تحتاج للامان والراحة تريد الارتماء بحضن والبكاء كما تشاء حتى ترتاح تريد ان تفرغ شحنات صدرها ، واخيرا استسلمت امل بعد تعب اليوم للنوم لكنها لاتعلم اي مصير سيكون من نصيبها
واخيرا استردت رقيه وعيها بعد صراع مع الحمى اعتدلت تنظر حولها فتبينت انها داخل شقه الدكتورة فاديه ، اغمضت عينيها واتكأت تتنفس الصعداء صمتت تتذكره وليس غيره ، ادهم جارها حبيبها المخبى داخل طيات قلبها ،قطع استرسال افكارها دخول فاديه تحمل صينيه طعام
-اخبار قمري ايه ؟
ابتسمت رقيه بود واعتدلت هاتفة بحماس
-تمام اوووي
ماان اقتربت فاديه ووضعت الصينيه حتى حاوطت رقيه خصرها وهتفت ضاحكة
-وحشتيني اوي يافدوتي
تعالت ضحكات فاديه وجلست بجانبها ثم حملت الصينيه ووضعتها على ساقها وبدات باطعام رقيه قائلة
-وانتِوحشتيني ياروكا اوي بس ليه يابنتي اهملتي فنفسك كدة اسافر اسبوع ارجع الاقيكي عامله فنفسك كده
طاطأت رقيق رأسها فتركت فاديه المعلقه جانبا ورفعت وجه رقيقة مشددة
-قولتلك يابنتي أنتِ مش ناقصة ولااقل منهم علشان تحتقري نفسك وتبهدليها كده .
لمعت عينا رقية وهتفت بقوة وتأكيد
-لا اقل ولا نسيتي انا عاجزة وناقصه .
اشهرت فادية سبابتها وهتفت بتحذير صارم
-قولتلك الف مره متقوليش على نفسك ….انزلت فادية كفها مسحت وجهها وابعدت الصينيه لتقترب محتضنه وجه رقيه بكفيها وهمست بحنان يشوبه العتاب
-الكمال لله وحده ياروكا ، انتِ حاسه عجزك نقص ، طيب مبصتيش فالمرايه وشوفتي جمالك الي الف بنت بتحسدك عليه ، مفكرتيش اد ايه انتِ ذكيه وناجحة وطموحه ياروكا ربنا ياحبيبتي بياخد مننا حاجه وبيعوضا بغيرها يعني كلنا ناقصين بس نقصنا بيختلف .
هبطت دموع رقيه الممتنه فسارعت فادية بكفكفتها وهمست بتحشرج وتأثر
-لو عيطتي مش هقولك على الخبر الحلو الي كنت هقولهولك .
مسحت رقيه دموعها وهتفت بترقب ولهفة
-ايه خير …
ابتعدت فادية وجلبت الطعام مره اخرى ووضعته امامها قائلة
-علاء هتجيله بنوته حلوة وبقولك هسميها روكا .
صفقت رقيه من فرط حماسها وضحكت بسعادة قائلة
-بجد
قرصت فادية وجنتها قائله بحب
-عندك شك وبعدين انتِعارفه علاء بيحبك اد ايه وبيعتبرك اخته الصغيره و رندا كمان بتحبك .
انكبت رقية تلتهم طعامها بشهية فيما وقفت فادية قائلة
-خلصي بقا بسرعه علشان نلعب جيمز مع بعض واغلبك ياروكا
هزت رقية راسها موافقة وحينما رفعت معلقه الطعام وتناولتها وقفت فادية مستديره وغمزت قائلة بمكر
-ادهم سأل عليكي كتير اوي وكان حابب يطمن عليكي
غصت رقية في طعامها وسعلت لكنها رفعت نظراتها المهتزة وهمست
-ادهم مين ؟
ضحكت فادية وهي تراقب خجلها واهتزازها وتاثرها المفضوح ،وانتظرتها تلرفع نظرها فعاودت الغمز قائلة
-ادهم الصحفي القمر الي قصادنا ده الصحفي الي ماليه اجندتك بصور مقالاته .
تصنعت رقية سُعال وهمي واخذت تسلب شهيقا وزفيرا وتتململ بخجل فبادرت فادية قائلة
-خلصي اكلك وبعدين نتكلم ياروكا .
خرجت فادية وتركتها ، اتسعت ابتسامة رقية وملأ العشق نظراتها ….
سمعت رقيقة صوت قطتها بالخارج فسارعت بفتح الباب جثت على ركبتيها وحملتها بين ذراعيها تمسد فروتها بحنان وهي تهمس
-وحشتيني يالولو اوي
واثناء صعودة تفاجىء بها امامه اتكا علي حائط السلم يتأملها بعشق دقاته تفلتر منه وتتسرب اليها معتنقه انفاسها انفاسه تلث رغبة في الاتحاد بانفاسها ،شفتيه ترسم اعذب ابتسامه لكنهاشعرت به وبانفاسه فرفعت راسها لتصدم بنظراته لم يستطع اخفاء لهفته او مدارة شوقه لكنها عاجزة عن تفسير ماهيه تلك الشفرات ربما هو الحائط الجليدي الذي بنته بذعم اعاقتها وادعاء نقصانها ، استمر الحديث بالنظرات دقائق طاف هو على ملامحها يتشربها ويشبع منها حد الاكتفاء لكنها كانت اضعف من تلك المواجههة طأطأت راسها بخجل فتنحنح هو واقترب منها قائلا
-عامله ايه يارقية ؟
همست وهي تحاول النهوض
-الحمدلله احسن .
اقترب اكثر فلم يعد يفصلهم الا القليل مد كفه ومسد على فروة القطة المحموله بين ذراعيه قائلا بشقاوة وهو لايحيد بنظراته عنها
-لولو افتقدتك وكانت زعلانه عليكِ اوي ؟
همست وقد استشعرت لهيب وجنتيها من شدة الخجل
-وهي كمان وحشتني .
انتبه ادهم قليلا وابعد كفه يبحث عن شىء في جيوبه وماان عثر عليه حتى ابتسم بانتصارواخرجه وضعه على القطة وهمس وهو يجعد انفه
-خدي دي يالولو علشان متزعليش .
غادر لشقته وتركها فغره فمها ببلاهه ، اخذت (المصاصه )ودخلت الشقه بجمود
عبست فادية وعقدت ذراعيها مستفهمه
-كنتِ بتكلمي مين ؟
خبات رقيه المصاصه بعيد عن نظرات فادية وهمست بارتباك
-مفيش دي لولو …
رددت فادية بعدم اقتناع وحبور
-لولو اممم ….
هربت رقيه للحجرة خوفا من نظرات فاديحة ان تكشف كذبها جلست على الفراش تتلمس مااعطاها بحب وشرود دون ان تلاحظ عيون فادية المراقبة ولا ابتسامتها المقرونه بدعائها
-ربنا يجعله من نصيبك ياروكا وتفرحي زي البنات
*************************************
الجميع يولد على فطرته السليمة ،لكن الجميع يتعرض لعوامل قد تبدل من فطرته تلك الفطرة هي وميض خفي داخلنا قد يخبو وقد يختفي وقد يظل… .
ووصل لحاله من السُكر الشديدة التي فقد فيها القدرة على النهوض والوقوف… او الأخذ بصحة مايتفوه به… وقف يستعين بالمقاعد حتى وصل لباره الصغير المنزوي… ملا كأسه حتى تسرب الشراب واغرق الطاوله… .ضحك يوسف باستمتاع وهو يترنح بغير ثبات… .التقط الكأس وارتشفه دفعة واحدة دون ان يتأثر بلذوعته… رفع الزجاجه وسكب أخر… لجن صوت متأفف ناهر استوقفه
-ياابني حرام عليك اتقي الله… .
التفتت لها وعلى وجهه نفس الابتسامة الساخره السمجه… ترك مابيده واقترب يخطو بتهالك مزري حاولت اسناده فنفضها… اقترب قايلا بضحكة
-الشيخه سميحه بتوعظني… .
اغمضت عينيها تحبس دموعها ،عاودت الحديث بنبرة متحشرجه
-ياابني… الي بتعمله ده حرام ..
صفق يوسف قائلا بنبرة متقطعه من اثر الشراب
-ستنا سميحه… بركاتك
تعالت ضحكته وابتعد حتى خارت قواه بالمنتصف وسقط ارضا اسند ظهره للمقعد وهتف وهو يجلب شيئا من جيب بنطاله
-طيب علشان المواعظ دي ياموحا انا هكمل ..
اخرج كيسا يحتوي على بودره بيضا افرغ محتوياتها على ظاهر كفه ناحيةابهامه وسبابته وانحنى يشتمه بقوة… .
صرخت سميحه بقهر وغضب وبتوسل قفز من مقلتيها
-ايه ده حرام عليك يااخي… .
همس يوسف وقد القى راسه على حافت المقعد
-اقعدي قولي كده… .انتِ مبتتعبيش ومبتزهقيش .
هتفت سميحه وقد ارتجفت حزنا
-ياابني…
صرخ بقوة خلاف ضعفه
-متقوليش ابني ..اخرسي خالص ..وهتمنعيني هزيد ومش بعيد اجيب ستات وقدام عينك .
شهقت بفزع وتقهقرت خطوة لكنه غمزها قبل ان يغيب وعيه ،ويضمحل ادراكه
-ايوه… اهدي بقا وامشي من قدام……
بتر عبارته بالصمت فقد نام بعد تناوله كل تلك الجرعات من السموم… ..
غادرت سميحه تجر اذيال الخيبه ورائها دموعها تنساب بحرقة على حاله وحالها… .
اقتحمت فتاة شقراء يبدو من هييئتها انها فالرابعة عشر من عمرها ،كفكفت سميحه دموعها في حين احتضنتها الفتاة قائلة
-فين خالو يوسف… ؟
ارتبكت وتلعثمت سميحه لكنها اجابت
-آ… آ… آ نايم ..يارودي قالتها وهي تتطلع لمكتبه… لكن رودي لم تمهلها فرصه واندفعت ناحية المكتب تفتحه وتنادي بمشاكسه
-خالووو…
التاعت رودي وانقبضت من هيئته المزريه ركضت تحاول افاقته بهلع بدا في نبراتها
-خالو… انت كويس .
استيقظ يوسف بثقل وترنح ،لكنه ماان ابصر رودي حتى تماسك واعتدل في نومته وهتف بصوت جاهد ان يخرج سليما
-رودي حبيبتي ..
لملمت رودي خصلاته المتناثره على جبهته بحنان وهي تهتف بخوف
-نايم كده ليه ياخالوو ..أنت كويس ..؟
اخذ يوسف نفسا مرتجفا ورنا بطرف عينيه لزجاجه الشراب بعدها التفت لسميحه الواقفه خلف رودي .اشاره مستنجده منه حتى تخبئ اثار رعونته وفسوقه… التقطت سميحه اشاراته واتجهت بصمت تخبئ الزجاجه في غمرة انشغال رودي ..
تنفس يوسف براحة واتجه بنظراته قائلا لرودي
-متقلقيش ياحبيبة خالو انا بخير ..
مسكت رودي ذراعه ونهضت وهي تجذبه قائلة
-قوم بقا ياخالو… .خد حمام وفوق علشان عايزه اتكلم معاك ..
نهض معها يوسف لف ذراعه حول كتفها وغادر ،اوصلته رودي للمرحاض ودفعته داخله قائلة بشقاوة محببه
-نعيما مقدماً ياخالو…
ضحك يوسف وخلع ملابسه مندفعا بجسده تحت رذاذ الماء .رودي ابنة اخته التي توفيت هي وزوجها في حادث وتركتها له رباها واعتنى بها كبرت امام عينه .تعلق بها وتعلقت به ،هي النور الذي ينير ظلماته والخير الكامن بداخله هي افضل مافعل منذ ان عرف للحياة طعم… هي النقطه البيضاء التي تنازع الوان شره المتعدده… .للحظة قفزت هنا لمخيلته فكم تشبهها في براءتها… ابتسم بخبث وهو يقر داخله انه لن يتركها فهو عاشق لامتلاك القطع الثمينة وليس هناك اثمن من “هنا”… ..لف المنشفه حول خصره واتجه ناحيه المرآة… خط اسم هنا على البخار وبجانبه اسم سيف….. لحظة ورسم علامة (×)على اسم سيف… وبعدها مسحه وهو يبتسم وابتسامة خبيثة تعلقت على زوايا فمه… القى قبلة عبر الهواء للاسم وغادر مغمغماً بتأكيد ونبره لونتها القسوة والحزم
-أنتِ ليا مهما طال الوقت… .مش هسيبك ..
******************
صعدت هنا لتجلس مع إيمان قليلا فقد سئمت المذاكره ،طرقت الباب لكنه بدفعه أخرى انفتح امامها وكانه لم يغلق جيدا ….تقدمت تنادي بخفوت
-سيف ….إيمي …
صمت مطبق ،وصوتها فقط هو مايتردد ..تقدمت ناحية صوت يندفع بغضب من ناحية حجرة سيف ،ابتسمت براحة وتقدمت لتشاكسة …ماإن اقتربت حتى صدع صوته بأذنها
-يانجوى لو سمحتي ….لا مش هقول لحد …نتقابل الأول …طيب …انا معاكي مش هسيبك .
ارتجف قلبها بقوة ،وتجمدت ملامحها من هول ماسمعت تصارعت انفاسها واثناء وقفتها على ذهولها خرج سيف بغتته فانتفضت ….
همس وهو يزوي بين عينيه
-هنا …
رمشت تستوعب الموقف تحاول استحضار انتباهها الغايب تستعيد رباطة جأشها فربما الامر ليس بهذا السوء ….سيطرت وتحكمت شملته بنظرة عابثة لتردف بهمس مبحوح من اثر فزعها
-اه …لا …كنت بسأل ..
لاحظ ارتباكها .وارتعاشة جسدها اقترب منها أكتر احتواها بنظراته الحانيه ضم وجهها متسائلا وهو يثبت نظراته عليها
-مالك يانونه ….
رفعت كفها تتحسس جبهتها البارده ،لتهمس بنصف ابتسامة
-لا مفيش ….
جاب سيف الشقه بنظرة ثم اندفع يغلق الباب بصمت وعاد اليها قائلا
-عايزك فموضوع …كويس جيتي والا كنت هكلمك …
لانت ملامحها المتصلبه ،تخللت الراحه لاوردتها ظننا منها سيحدثها فامر نجوى …قبض سيف على كفها متخللا اناملها …اقترب فابتعدت هاجت انفاسها حاولت ردعه وقد لاحظت اقتران نظراته بشفتيها ولمعه من الشوق والشغف احتلت نظراته
-سيييف …
الصقها بالحائط واقترب ملتهما المسافات بينهم امتزجت مضختيهما وتعانقت الانفاس همس وقد غاب
-وحشتيني يانونه ….
ظنت كفيها رادع .وضعتهم على صدره لكن ماان لامست موضع قلبه حتى تأججت نيرانه وابتسمت كطفله شقية ،تعالت ضربات مضخته تحت كفها ….اسبلت جفنيها بخجل فلم يمهلها التقط شفتيها بين شفتيه واقتنص القُبلات المتتاليه ..نثر شوقه على كل إنش من وجهها ذابت وانصرت من حرارة انفاسه ولهيب شوقه بينما كان كل يرتشف رحيقها ليشبع ويرتوي لكنه ماان يتذوقه يطالب بالمزيد والمزيد يخمد نيران فتشتعل آخرى …ضمها ساحقا لجسدها ….فتاوهت بخفوت ابتعد محافظا على قيد ذراعيه حول خصرها داعب أرنبه انفه بأنفها هامسا
–وحشتيني ..
ارحت جبهتها تستند على جبهته لتهمس بشغف
-وأنت كمان وحشتني ….
قفزت كلماته في عقلها فانتفضت وابتعدت خوفا من رضوخها له دون ان تفهم مايجري ،تفاجئ من فعلتها فعقد حاجبيه مستفهما بضيق
-في ايه …ياهنا …؟
هتفت وهي تقر بالتواء فم ساخر
-أنا سمعتك وأنت بتكلم نجوى ممكن تفهمني .
هذا مايخشاه ،لكنه لن يفضح ستر نجوى ويخبر أحد لن يكون أمانتها….حمحم مجليا صوته ليهتف بمرح مفتعل
-اه ..لا ..دي كانت بتسألني عن حاجه وكانت عايزاني اساعد بنت عمتها عندها مشكله فالنحو ..
قطبت متسائلة بحيرة
-أنت موافق تدي دروس ياسيف .
زفر سيف بحنق ،لكنه تمالك نفسه مجيبا
-اه ….هي اتوسلتني وانتي عارفه مبحبش ارفض حد لجألي …
اقتنعت او ربما ارادت ان تقتنع قلبت شفتيها باستسلام قائلة
-طيب ….بس خلي بالك مانجوى .
قطع الحديث اقترابه مره آخرى ،احاط خصرها وقربها يدفن وجهه في عنقها الناعم ،قائلا
-ليكي فترة منشفاها عليا وحرماني يامراتي ياحلوة
ضحكت هنا بشقاوة قائلة
-بس اعتقد جوزي هو المش مهتم زي الأول ودايما مشغول عني ..
رفع وجهه وقد بدت الصدمة جليه على ملامحه همس بعدم تصديق
-بجد حاسه بكده ….؟
اخفضت راسها خجلا …لكنها هزتها بموافقة وتأميم …زم شفتيه بأسف واقترب يتلمس شفتيها بشفتيه ثم انحدر بشفتيه لفكها لثمة وهو يهمس من بين قبلاته
-أنا آسف انشغلت عنك ….
همست وهي ترفع ذراعيها وتحاوط عنقه
-أكلت ….فين ايمان وطنط
ابتعد قائلا
-خرجو للمتابعه ،وانا مأكلتش بس لوهتحضريلي وهتأكلي معايا مفيش مانع .
ابتعد عنه ونظرت للمطبق قائلة
-طيب انا موافقة ….هحضرلك الأكل ونأكل بس بشرط ..
قطب سيف متحيرا
-اي شرط
اشهرت سبابتها قائلة
-تطلع تستناني فوق متفضلش معايا هنا …
ضيق عينيه وابتسم بمكر قائلا
-ماشي يانونه فاهمك انك ….بس عايز اقولك اني مؤدب ومش هعمل حاجه .
مطت شفتيها وهي تهز راسها بشك
-واضح يااستاذي …واضح اووي ..
رفع حاجبيه باندهاش مزعوم وهو يهمس ببراءة ومسكنه
-هو أنا عملت حاجه ….ابدا
مصمصت هنا هاتفه بشفقة وحزن
-مظلوم اوي أنت حقيقي …بس تقول ايه ظن سوء ….
استدارت لكن فجاة شعرت بجسدها يطير فانتبهت لتجد نفسها محموله بين ذراعيه يدور بها قائلا
-ايوه …عملت تحبي اعمل تاني ..حقي يامراتي ياحبيبتي …
ضحكت هنا على جنونه وشقاوته لكن بين فرحتها وضحكتة وفي ركن منزوي بقلبها شعرت بنغصه وانقباضه لاتدري لها سببا فما كان منها الا ان تشبثت به بقوة وكأنه تخشى أن تكون تلك الانقباضه هي أن تبتعد عنه يوما ….ان تفقده ..هو امتلك كيانها احتل قلبها وعقلها تسرب لمساماتها عشقته حد التملك والجنون ،هو روحها بل هو الحياة ….نعم هو الحياة وبغيره تفقد تلك الحياه …..
ترى هل هذا هو الحب الحقيقي الذي تبحث عنه كل فتاه وتحلم به كل انثى …
أرأكم تهمني ……
***************
حاولت الاتصال بصديقتها لتؤتزرها في محنتها لكن لامجيب ،زفرت… تأففت ..صاحت… واخيرا انهارت بين وسائدها انجرف تيار دموعها راويا اقمشه الوسائد ،
هي ضائعه
مشتته
حزينه
كجسد متبلد لايشعر ولايحس ،تتصارع مع افكارها تتحدث مع نفسها حد الهذيان ،
تتمنى لو كان حلما او كابوسا وستفيق…
تتابع بروتينيه وترى وكأنها لاترى تمر الساعات ولاتسمع الا دبدبه عقاربها… دبدبه تسري داخل اوردتها ..وكل ساعه تمر ينتابها الفزع وتغيم عينيها وسط بركة دموع
تغمض عينيها تدفع بذاتها داخل احلام… .تصنعها
انها فتاة قوية بريئة .صدت الملعون شريف واثبتت طهرها هاجمت وامتنعت رفضت ونالت وسام الطالبة المثاليه في اخلاقها… .
لكنها تفيق على نوبه قئ تفتتح احلامها وتوهن عزيمتها وصوت داخلي يصرخ فتصم أذنها
انه الواقع… انه الوحل ..وغرست بكليتها فيه ويكاد يبتلعها حتى أذنيها تختلط انفاسها بذرات الوحل الثقيله… فتكمدها تصرخ فلامجيب… تستنجد فلا مغيث… .
نهضت تزرع ارض الحجرة ذهابا وايابا تضغط على خصلاتها بقوة… .وحينما اقتربت من هاويه الجنون المحتم… خرجت… نادتها والدتها لم تجيب
هبطت الدرجات بحذر… ..لتتصدم بواقع مرير صوت والدها يتغزل بفتاة على الهاتف كالمراهق تحت بئر السلم… .
لكن ليس هو المهم انما الاهم هو الاسم ذاته… .اشتعلت احشائها قهرا لقد خانتها صديقتها واصبغ الوالد غزله باعتراف زواجه… .كادت تفلت قهقهاتها وتكشف ستره… لكنها جلست وانتظرت وحينما انتهى وصعد توارت عن انظاره ..دخل فعاودت الهبوط وعلى اول سلمه جلست…
تضحك وتضحك تضرب كفيها بعجب ولسانها يهذي كما المحموم
-صحبتي… اتجوزت ابويا… .
دخل رامي ارتبك لمرأها لكنه ثبت… طالعته بمرح وهتفت على غير العاده
-ازيك يا رامي ..
اتسعت عيناه وبهتت ملامحه خلع عوبناته نظفها بكم قميصه وعاد ليضعها ليتأكد ربما تشوشت لديه الرؤيه واختفى وميض الادراك لديه…
همس ببهوت،
-ننن… جوى ..
قهقهت فزم شفتيه حنقا اتجه لحجرته يفتحها وهو لايعيرها انتباه استوقفته متسائلة
-انا شامة ريحة آكل… .معاك ايه يا رامي ..؟
استدار يتهته بريبه
-فو… .ل… ..فلافففف.. ل
صفقت كطفله خلعت قناع غرورها فماعاد ينفعها ولا يليق بخطيئتها… اشارت بكفها بتوسل مرح عفوي
-هات آكل معاك……
صدمة آخرى لونت ملامحه ،لكنه استفاق على وقع خطواتها واقترابها تجذب مابيده قائلة
-عزمت نفسي معاك… .
وبركن منزوي فرشت ورقة جرائد… .جلست فوقها وصفت الطعام اشارت كمضيفه له
-انزل… اتفضل انا عزماك ..
جلس بطاعه يتأملها كما يتأمل مخلوق فضائي عجيب ،يستكشف نجوى التي لم يعرفها أحد…
استمالته بعفويتها الجديده… سحبت منه الكلام لينطلق ويقص عليها نوادر العمل ويلقي بعض النِكات فتضحك كما لم تفعل .وتدمع من شدة ضحكها… غادرت روحها التي يأست منها وتلبست روح اخرى لتنعم بتلك الدقائق التي ربما لن تعاد… .ركلت همومها بعيدا ..وهربت لروح رامي المرحه الطيبة… فجأة انزلقت دموعها عمدا وتذكرت كم كانت قاسيه ،متعجرفه ،روحها الجديدة رأت رامي الطيب الوقر… .فندمت اشد الندعم… .
لاحظ دموعها فتركها تخرج مابجعبتها دون سؤال .وواصل مزاحه… .وكم كان ذلك مريحا فالسؤال يعني الالم والاجابه تعني صرع روحها الجديدة ،القت عليه نوادرها وطرائفها منها المؤذيه ومنها اللطيفه وإن كانت قليله ….سايرها وضحك فاندهشت… ببلسم روحه الطيبه وتفهمه الذي لم تتوقعه منه دواى من جروحها وان كان اليسير… .
مطارق الندم انهالت… وفتحت مجاري دموعها فانطلقت تغسل وتطهر… .
************
قرر قاسم اصطحاب رحمة وعلي وياسمين لنزهة وعشاء فاخر ،… .جلب لهم مايرتدونه ويليق بتلك الأمسيه… ركب سيارته يقودها وقلبه يرفرف عصفور تلقن فنون الطيران للتو ونالت روحه الفرحه… بعد طول انتظار… .امتدت يد علي تداعب ازرار المذياع لينطلق صوت الاغنيه
الدنيا لما تضيق حواليا وتدمع عنيا
بحلم بسنين حلوه هنيه وانا لسه صبيه
ايامى فرح ولياليا احلام ورديه
وانت بتدعيلى وترقينى مايفرح فيا عدوينى
تعالالى يابا تعلالى
تعلالى يابا تعلالى واحيينى بعطفك
تعلالى بحبك وحنانك وبكل عواطفك
محتاجه اطمن بوجودك وارتاح على كتفك
اغضب تسامحنى وترضينى واغضب
تنصحنى وتهدينى تعلالى يابا تعلالى
يابا تعلالى تعلالى يابا تعلالى
وحياة العشره الى خيالها مافارقشى خيالى
وحياة الايام الحلوه والقلب الخالى
مالناش فى الدنيا غير بيتنا
يحمي دمعتنا وفرحتنا
تعلالى يابا يابا تعلالى
خيم الصمت واعتلى الوجوم الوجوه ،تطلع للخلف عبر المرآة ..لئن ألما… .من شهفتها الخافته الممزوجه بدموعها… مشهد ربما لن يتكرر… تلك العنيدة تبكي كطفلة… .تنهد بأسى كم يتمنى أن تدرك معنى آخر لحبه غير القيد ،لن يكون غير ابا حنونا وزوجا محبا وصديقا وفيا…مقابل ابتسامة رضا منها وان تترك لروحها العنان ربما تأتلف مع روحه وتمزج… .قطع رنين الهاتف استرسال افكاره .اغلق المذياع… .ورفعه ليجيب مترقبا… .
الوووووووو
وعلى الطرف الآخر كانت صرخه مستنجده ومكيدة مدبرة حُيكت ببراعه… وشرب ابليس نخب نجاحه مقدما…
**************
لايدري لما تركت المنزل وماسبب ذلك ،انشغاله بالاحداث المتتاليه شغلته عنها… لكنه الآن ذاهب ليعرف السبب… .
ضج هاتفه بنغمة قويه تطلع للرقم بتقطيبه… واخيرا اجاب بحيرة
-الووووووو
جاءه الصوت الأجش القوي المحمل بالقسوة
-ازيك ياشريف
ارتجفت كلماته وحادت نظراته حتى كاد يصطدم بسياره… سأل باهتمام
-مين… ..؟
ليهتف المتصل بصوت اكثر صلابه وقسوة
-بقا ياراجل الطلبيه الجديدة كلها حوامل… .ايه بتجرب المنتج الاول ..
اوقف السياره ورسم الهلع على ملامحه ابشع الصور… سأل بصوت منخفض
-مين،
اجاب المتصل بصوت ساخر جاف
-البيج بوص……
تعالت دقات شريف رعبا واتسعت عيناه برهبة حقيقيه ليردد
-البيج بوص… ..

يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية صفعات القدر الحاني)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *