روايات

رواية ماتشو الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم هدى مرسي

رواية ماتشو الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم هدى مرسي

رواية ماتشو البارت الثالث والعشرون

رواية ماتشو الجزء الثالث والعشرون

ماتشو
ماتشو

رواية ماتشو الحلقة الثالثة والعشرون

توقف عمر بالسياره بعد ان جاب الكثير من الطرقات والتف الى حازم وياسر قائلا: مش كفايا بقا لف فى الشوارع ونروح نقعد فى اى مكان وتتكلم يمكن تتراح بدل ما انت تعبان كده ومش عايز تتكلم .
شخص الاثنان الى ياسر الذى لم يتحرك او ينطق باى شيى منذ خرجوا من الشركه، انتظرا ان يقل اى شيى يفعل اى شيئ لكنه لم يفعل، قلق حازم عليه فامسك ذرعه وهزه بيديه تحرك معه كأنه طفل صغير لا يستطع الحركه، ارتعب الاثنان وامتلاءت قلوبهم بالرعب قال حازم: اطلع بينا على مستشفى هشام ابنى يشوف فيه ايه.
اعتدل عمر بسرعه وشغل محرك السياره وقبل ان يتحرك نطق ياسر قائلا بصوت حزين مكسور: انا عايز اروح المقابر ازور قبر بابا ارجوكم .
صمت الاثنان للحظات ونظر عمر الى حازم بمرآة السياره كانه يساله فاومأ له بالموافقه، تحرك عمر بالسياره وبعد بعض الوقت وصلوا الى مدفن والدهم ببلدهم، صف عمر السياره بجوار المدفن ونزل الثلاثه، اسرع اليهم حارس المدفن قائلا: اهلا يا بهوات فى حاجه ؟
حازم: افتح لنا الحوش عايزين نزور قبر بابا بسرعه لو سمحت.
تحرك الحارس بسرعه وفتح لهم الباب دخل ياسر واقترب من العين التى بها والده وانفجر فى البكاء، اسرع حازم واعطى بعض النقود الى الحارس وطلب منه عدم ادخال احد عليهم، اقترب هو عمر من ياسر الذى ازاداد فى البكاء، وهو يقول بحالة ندم وألم شديد: سامحني يا بابا انا اسف ارجوك انا قلبى وجعنى قوى ومش قادر، نفسي اوطى على رجلك وابوسها، كنت غبى واعمى ومفهمتش مشوفتش الحقيقه الا دلوقتى، اه اه اه من اللى جويا من وجع ساعت ماشوفت رباب فى كلام فهد، حسيت ان اللى عملته زمان اترد ليا فى بنتى، غبائ هو اللى عمانى مفهمتش وجعك وحصرتك الا دلوقتى، محستش بالنار اللى كانت فى قلبك الا لما بقيت مكانك، فهمت نظراتك ليا فهمت نظرات رباب، حسيت قد ايه انت كنت موجوع، قد ايه كنت متألم وانا مفكرتش للحظه ان الكلام ده مش ممكن يكون حقيقي، كبرى وعندى غلبو على عقلى خلونى مشوفش الصوره، رغم انها بينه ومش محتاجه حد عشان يوضحها، كل وجعك انا حاسه دلوقتى كل النار اللى كانت بتحرق فى قلبك انا دلوقتى حاسيها، اه اه من الوجع ده، اه اه من وجعى لما حسيت انى ظلمت رباب لما حسيت انى مفهمش وغبى اه مش عارف اكفر عن ذنبى ده ازى، فهمت لما كنت بتقول بنتى اللى انا مربيها وعارف اخلاقها متعملش كده ابدا، فهمت بس بعد فوات الاوان بعد ضياع الزمان اه من وجعى عليك وعلى نفسي ارجوك سامحنى انا مش عارف اعمل ايه اه مش عارف اخليكم ازى تسامحوني .
ووقع على ركبتيه من شدة البكاء، كان اخوته يقفا الاثنان وهم فى حالة ذهول من ما يقول، لا يعرف اى منهم ما يقول فاخر شيئ اتى الى اذهانهم انه يسمعا منه هذا الكلام، اقترب حازم منه ووضع يده على كتفه قائلا: اهدى يا ياسر واحمد ربنا انك فهمت ده حتى لو متأخر .

 

 

 

 

قبض ياسر على يده وجز على اسنانه وهو يبكى: مش قادر ومش عارف اعمل ايه عشان بابا يسامحنى، انا عقلى هيوقف عن التفكير من لحظة ما قال فهد الكلام اللى قاله، وانا حاسس بسكينه رشقت فى قلبى، حاسس قد ايه كنت غبى مفهمتش نظرات بابا ووجعه، مفهمتش كلام رباب ليا لما قالت انها هتتجوزه بس عشان تسكت كلام الناس، وعشت السنين دى وانا ظلمها، ازى مفكرتش انى انا اللى كنت بحفظها القرأن وعمرها هتعمل كده، ازى مفكرتش ان اللى ربانى على الاخلاق والفضيله وحفظنى كتاب الله، هو نفسه ابوها وهو اللى ربها، ليه مشيت ورى كلام ستى ليه فضل ديما هو المسيطر عليا ليه محاولتش افكر بعقل .
جلس حازم الى جواره ونظر اليه قائلا: لان اللى زرعته فيك وقتها اترسخ جوى عقلك، ووقتها كنت صغير والتعلم فى الصغر كالنقش على الحجر، مش من السهل يتمسح بابا غلط انه سابك لها، وخلها تزرع فيك الكلام ده، ويمكن دى هى غلطه اللى معرفش يصلحها، ولما طردنا من البيت كان عشان نفوق ونرجع للصح، لكن للاسف الدنيا لهتنا وكل واحد راح فى ناحيه، ومفهمناش قصده من اللى عمله، انا مش عايزك تلوم نفسك المهم دلوقتى انك اتعلمت الدرس وفمته، ولازم نصلح الباقى، ومنسبش اخطأنا تدمر اللى باقى من عمرنا وعمر اولادنا .
اقترب عمر هو الاخر ووضع يده على كتفه الاخر قائلا: معاك حق يا حازم كل واحد فينا غلط والصح اننا نصلح اخطأنا منبكيش عليها .
ازداد ياسر فى البكاء: انتو اخطأكم بسيطه وسهل تتصلح لكن انا هجيب بابا منين، عشان يسامحنى ورباب المسكينه اللى ماتت بسببى، اعمل ايه عشان اكفر عن ذنبى فى حقها، انا من ساعت مافهد قال الكلام اللى قاله وحسيت ان الدنيا كلها اتهدت فوق دماغى، نفس اللى اتقال زمان على رباب وزى منا صدقته هو صدقه، بس للاسف جرمى انا اكبر ومش عارف اعمل ايه ولا اكفر عنه ازى؟
تنهد حازم: بابا اكيد حاسس بيك دلوقتى وسامعك، وهو اكيد هيسامحك ورباب كمان طول عمرها كانت طيبه، واكيد هتسامحك المهم تتوب عشان ربنا هو كمان يسامحك .
اخذ عمر نفس وزفره: تقدر تعمل لهم صدقه جاريه يمكن ده يخفف وجعك شويه .
هز حازم راسه بالموافقه: فكره كويسه ويلا قوم وكفايا بكا مش هو ده اللى هيحل المشكله .
ابتلع ياسر غصه فى حلقه قائلا وهو يبكى: انتو بتقولوا كده عشان معمتلوش زى، انا اللى شايل الذنب محدش هيحس بوجعى زى، انا جويا وجع كلام الدنيا كله مش هيقدر يوصفه .
تنهد حازم: بالعكس محدش هيحس بوجعك قدنا احنا اخوتك، وعارف إن بابا كان حاسس بوجعك ده، ولما طردنا كان عشان يعلمنا درس، بس للاسف احنا مفهمناش الدرس الا متاخر قوى .
مسح ياسر دموعه ونظر له قائلا: درس ايه انا مش فاهم انت بتتكلم بطريقه غريبه ليه كده؟
نظر اليه عمر هو الاخر قائلا: فعلا ليه حاسس كلام زى ما يكون فى حاجه وراه .
اخذ حازم نفس وزفره: المحامى بتاع بابا كلمنى الاسبوع اللى فات، وجانى وجبلى رساله مكتوبه من بابا، كان سيبها وقاله ميدهاش لنا الا بعد ما نرجع نتجمع تانى مع بعض بفتره .
تعجب عمر: وفيها ايه الرساله دى؟ وجبهالك انت ليه؟
اخذ حازم نفس وزفره: عشان انا الكبير ومكتوب فيها رساله منه، مفادها انه لما طردنا كان عايز يعلمنا درس، بس للاسف احنا مفهمناش الدرس ده الا متاخر قوى .

 

 

 

 

هز ياسر راسه: كان عايزنا منفترقش حتى بعد ما طردنا كان نفسه اننا نخالف اومره ونكون مع بعض، بس للاسف احنا اتصرفنا عكس ماهو كان عايز، عارف لما جبت عنونا وروحت له وقولتله زعقلك ليه؟ عشان كان عايزك تعمل ده منغير ما ترجعله .
اغمض عمر عينه وفتحها وتنهد: كان عايزنا منبقاش سلبين ونتحرك ناخد قرار، ولانه كان واثق انه زرع فينا الاخلاق والدين، وعلمنا ان لا طاعه لمخلوق فى معصية الخالق .
اكمل ياسر بحصره وألم: كان متوقع منا اننا نتجمع ونساعد بعض، لكن للاسف احنا كل واحد راح فى ناحيه، وبعد عن التانى وزى ما نكون مصدقنا انه يقولنا مع السلامه .
اغمض حازم عينه واسند راسه على حائط العين وفتحهم مره اخرى قائلا: درس قاسى قوى وللاسف كلنا صقتنا فيه( رفع راسه من على الحائط مره اخرى ونظر لهم) لكن انتو عرفتو اللى جوا الرساله منين؟
تنهد ياسر: لانى بفكر زيه وكنت ديما اعمل كده مع لمار، لما كانت ولد كنت بحب جدا اهتمامها بأخوتها بالبنات، ورغم انى ازعق لها الا انى كنت ببقا فرحان بيها، كنت ازعقلها واعنفها وابعت لهم العربيه عشان يتفسحو، وكنت سعات اتخانق مع يزيد عشان مش زى اخوه ومش بيعمل زيه، وهو كان بيزعل منى ويقولى انت بتحب زياد اكتر منى .
زفر عمر بحزن: طول عمره كان يقولى سلبيتك هى اكبر غلطه فى حياتك وهتخسرك كتير، مش عيب ان الراجل يحب مراته، لكن العيب انه يكون ضعيف قدمها لدرجة انها هى اللى بتتحكم فى حياته، بس للاسف انا مفهمتش ده الا متاخر ومعرفتش اصلحه .
قام حازم وقفا: اسمعوا الكلام ممنوش فايده احنا خلاص اتعلمنا الدرس ولازم نصلح كل الاخطاء دى، ومش هتتصلح الا لما نصلحها مع بعض، يالا قوموا نرجع واكيد هنعرف نحل كل المشاكل دى .
تحرك عمر وامسك يد حازم قائلا: وانا معاك هعمل كل اللى تقول عليه .
تنهد ياسر واخذ نفس وزفره ووقف امسك يد حازم الثانيه: وانا كمان معاكم هنصلح كل اخطأنا، بس لازم افكر فى صدقه جاريه اعملها ل بابا ورباب .
ابتسم حازم: واحنا معاك فى اى شيئ هتعمله .
نظر كل منهم للاخر بنظرة اصرار وابتسم ابتسامه حزينه مليئه بالالم، فقد تعلموا درس لن ينساه اى منهم، خرجوا من المدفن وركبوا السياره، جلس حازم على كرسي القياده قائلاً: ريح انت ياعمر انا هسوق كفايا عليك الطريق واحنا جاين، هنوصل ياسر ونروح على عيادة هشام، عشان هو اللى هيقدر يقولنا نعمل ايه مع فهد عشان نرجعله عقله ونفوقه قبل فوات الاوان .

 

 

 

 

هز عمر راسه بحزن ربت ياسر على كتفه فهو يجلس بالخلف قائلا: معلش هو كمان محتاج حد يفوقه وهشام دكتور شاطر .
نظر له عمر وامومأ بالموافقه رن هاتف ياسر كان يزيد، نظر به لكنه لم يجب فهو لا يريد التحدث الى اي منهم فى هذا الوقت، لاحظ حازم حزنه فتنهد قائلا: مش كنت رديت عليه طمنتهم عليك اكيد زمانهم قلقانين .
تنهد ياسر: مش قادر اتكلم دلوقتى احنا خلاص هنروح، واكيد هناك هتكلم خلينا كده فى هدوء شويه لحد لما نوصل .
اومأ حازم بالموافقه والتفت الى المقود وحرك السياره، اما ياسر كان يحاول ترتيب الافكار فى راسه قبل ان يعد الى منزله، رن يزيد مره اخرى فكتم صوت الهاتف ووضعه بجيبه، اما يزيد ظل ينتظر ان يجيبه لكنه يأس بعد انتهى الجرس دون رد، دخل الى غرفته حزينا، كانت لمار تراقبه من غرفتها فهو خرج من غرفته ليتحدث بالهاتف، سمعت صوت خطوته بالرده ففهمت
انه سيكلم والده، لان شبكة الهاتف سيئه بغرفته، رنت لولو عليها فتذكرت انها قد طلبتها مره سابقه ولم تجب عليها، اخذت نفس وزفرته واجابتها قائله: اهلا يا لولو عامله ايه ؟
تعجبت لولو: مال صوتك حساه زعلان ليه كده ؟
تنهدت لمار: متقلقيش شوية مشاكل فى الشغل قوليلى اخبارك انتِ ايه ؟
ترددت قائله: ايفى ياستى عايزنى ارجع اعيش معاهم وانا مش عارفه خايفه ميلتزمش بوعده ليا .
هزت لمار راسها رافضه: انت مجنونه يابنتى انت ناسيه انك مرته شرعا وقانون وقدام الناس كمان، الكل هنا عارف انكو اتجوزتو مش كتبتو كتب بس، والاتفاق ده بينك وبينه يعنى مفهاش اى حاجه، ومعتقدش انه هيخلف وعده، الا اذا كنتى خايفه من نفسك بقا .
ضحكت لولو: بقا كده ماشى انا اللى غلطانه اصلا عشان مردتش اخلى جوزنا غير مع بعض .
ضحكت لمار: حبيبتى انتِ يا لولو بس ملوش لزوم تأڤوريها قوى، الصح انك تروحى تعيشى معاهم حتى عشان ابقى مطمنه عليكِ .
مازحتها لولو: اه تطمنى عليا ولا على جيهان ؟
ضحكت لمار بخجل: بطلى رخامه بقا ويالا روحى فرحى ايفى وبلاش اڤوره سلام .
انهت معها المكالمه واختفت الابتسامه من على وجهها، وجلست على طرف سريرها حزينه، تفكر ماذا سيكن رد فعل والدها فهى لم تفهم سر سكوته الغريب، استلقت على سريره وهى تزفر من القلق والتوتر، سمعت صوت شهد تتحدث فى الهاتف فأقتربت من الباب، فهمت انها تتحدث الى مهند فعادت واستلقت على سريرها، كانت شهد قد خرجت من الغرفه كى لا تيقظ شهندا وكانت تتكلم بصوت خفيض سالها مهند: هى شهندا عامله ايه دلوقتى؟
زفرت بحزن شديد: نايمه من ساعت ما هشام مشى وحاسه انها بتهرب بالنوم وخايفه عليها قوى .
تنهد مهند: متزعليش انا هحاول اكلم بابا تانى واعرف منه ايه حصل معاهم، احنا كمان قلقنين عليهم قوى، لان محدش منهم بيرد علينا ومش عارفين نوصل لهم .
تنهدت شهد قائله: ربنا يستر بس اول ماتعرف اى حاجه كلمنى طمنى .
اومأ بالموافقه: حاضر وعشان خاطرى خدى بالك من نفسك، وكلى وكويس عشان متتعبيش وانا هتصل بيكى تانى اطمن عليكِ .

 

 

 

 

انها معها المكالمه ودخل الى مكتب رعد نظر له قائلا: فى اى اخبار عن بابا واعمامى ؟
زفر رعد: للاسف لاء عموما احنا خلاص كلها نص ساعه ونخلص الشغل ونرجع البيت يمكن يكون رجع على البيت .
هز مهند راسه دون كلام وعاد الى مكتبه، انهى كل منهم عمله وعادا الى المنزل، دخلا متلهفين يبحثا عنه فى كل مكان، وعندما ياسا من ايجاده جلسا بالبهو ينظر كل منهم للاخر بخيبة امل زفر رعد قائلا: طب والحل احنا هنقعد ساكتين كده ومش عارفين هما راحو فين؟
زفر مهند هو الاخر: طب قولى عندك حل نعمله ؟
واذا بهاتف مهند يعطى اشاره ان هناك رساله من والده، ففتحها مسرعا وجد بها: متقلقوش عليا احنا كلنا بخير بس هروح مشوار مع عمك حازم وارجع، محدش يفتح كلام مع فهد لحد لما ارجع .
نظر رعد الى مهند وتعجب قائلا: انت فهمت حاجه من الرساله؟
زفر مهند: مش مهم المهم اننا اطمنا عليهم اطلع ريح فى اوضتك شويه على ما يجى ونفهم .
اومأ رعد بالموافقه وصعد الى غرفته ودخل مهند هو الاخر غرفته، ظل رعد يتحرك فى الغرفه ذهبا وايبا يفكر فى كل ما حدث، وهو يكاد ينفجر من الغيظ دخل اخذ حمام دفئ عله يهدأ وخرج استلقى على سريره حتى سمع صوت سياره، نظر من النافذه فراى والده ينزل من السياره، ركد الى الاسفل التقى بمهند على الدرج، اقتربا الاثنان منه قائلين
رعد متلهفا: طمنى عليك يا بابا انت كويس؟
مهند متلهفا: ايه اللى اخركم كده احنا موتنا من القلق عليكم .
ابتسم وربت على كتفيهم قائلا: متقلقوش انا بخير بس كنا بنخلص حساب قديم والحمد لله قفلناه خلاص .
نظر كل منهم للاخر دون فهم تنحنح رعد: حساب ايه مش فاهم ؟
زفر عمر : تعالو نطلع فوق اوضتى ونتكلم براحتنا واحكلكم كل اللى حصل .
صعدو معا الى غرفة والدهم وجلسوا معا قص عليهم كل ما حدث فى المدفن، تعجب رعد قائلا: معقول يا بابا عمى كل السنين وهو مقتنع ان اختكم كانت هى الغلطانه؟
تعجب مهند: بس ازى ليه معقول يصدق فى اخته الكلام ده؟ وليه ربنا ردهاله دلوقتى بعد ما اتغير؟!
ابتسم عمر: ده من رحمة ربنا بيه، لان لو كان ده حصل زمان يمكن كان ازى بناته، رغم انه متأكد من اخلاقهم وتربيتهم، ربنا ديما بيجعل فى قضاه رحمه، وهو حب يديله درس عمره ما ينساه،والحمد لله انه فاق ورجع عن عنده .
تنهد مهند: الحمد لله بس انت قولت محدش منا يكلم فهد ليه، هو كده ماشى على نفس خطا عمى ياسر، ولازم نفوقه بدرى بدل ما الموضوع يتكرر تانى ؟
اخذ عمر نفس وزفره: ماهو احنا وصلنا ياسر بيته، وروحنا على هشام فى عيادته اتكلمت معاه، وفهمت منه ان حالة فهد محتاجه علاج، بس طبعا هو مش هيرضى يروح، فا هشام قالى انه هو اللى هيحلها بطريقته، وطلب منى اننا منفتحش معاه الموضوع، بس ناخد منه موقف ومنكلمهوش خالص، ونتجنبه فى البيت وهو هيتابع معايا ديما ويقولى نعمل ايه .
هز مهند رأسه: فكره كويسه انا واثق فى هشام هو دكتور شاطر جدا .
فكر رعد قائلا: بس انا خايف يعمل مشاكل لنا تانى، المره دى الحمد لله عدت على خير .
ابتسم عمر: متقلقش هشام قالى انه هيبدا معاه علاج من بكره، هيروح له الجيم كانه رايح يتدرب عنده، وهو بقا بطريقته هيعرف ازى يتكلم معاه ويعالجه .

 

 

 

 

رفع رعد حاجبيه وانزلهم مره اخره متعجبا: طب وهو هشام مقالش ايه سبب حالة فهد دى ولا ايه اللى وصله لكده ؟
نظر عمر الى الاسفل وتنهد قائلا: قال ان انا سبب ده كان لازم مسمحش لأمكم انها تهز صورتى قدامكم، لان ده خلاه يشوفنى ضعيف، وهو مش عايز يبقا ضعيف زى .
هز مهند راسه قائلا: فعلا كنت سمعت دكتور علم نفس قال ان صورة الام والاب مهمه جدا بالنسبه للاولاد، وان ممكن اى شيئ بينهم يأثر على والادهم .
تنهد عمر: انا عمرى ما كنت ضعيف انا بس كنت بحب امكم، وكنت بشوفها احسن ست فى الدنيا، ومكنتش بحب ازعلها، مكنش يهون عليا تبات وهى زعلانه منى، حتى لو هى اللى غلطانه، كنت بستحمل تحكمها وصوتها العالى واحاول اهديها، مش خوف منها لاء حب لها، بس يظهر انى زودتها شويه فمفهمتوش ده صح، وفكرتوه ضعف مني.
ابتسم مهند: بالعكس يا بابا انا كنت بشوفه قوه، ويمكن اللى خلانى اشوفه كده ماما الله يرحمها، كنت صغير واروح اقعد معها فى النادى هى والستات اصحبها، وكنت اسمعهم يتكلمو وحش جدا عن رجالتهم، لكن ماما مكنتش تتكلم عنك غير قليل جدا، فى الاول كنت مفكر انها مش بتتكلم عشان انا موجوده، لحد لما مره دخلت الحمام وهما مخدوش بالهم انى قاعد، فواحده منهم سالتهم هى ليه مش بتتكلم عن جوزها قدمنا هى بتخاف منه، ردت عليها واحده تانيه انها مش بتحب اننا نتكلم عنه بطريقه وحشه، وبتزعل لو حد جاب سيرته بكلمه مش كويسه حتى لو زعلانه منه، رغم انى كنت طفل بس فهمت وقتها انها بتحبك جدا وان اللى بنكم حب جميل .
زفر رعد: يمكن زمان كنت بشوفه ضعف بس مش انك ضعيف، لاء الحب هو اللى بيضعف الراجل، وعشان كده كنت ببعد عنه وبتعامل مع كل البنات وحش، عشان محبش ابدا، بس لما دخلت بيت عم ياسر فهمت ان الحب مش ضعف، عم ياسر بيحب طنط ماجده، ورغم انه صارم جدا الا انه ميقدرش يزعلها، ويمكن هو عمره ما قال انه بيحبها بس عنيه ديما بتقول وافعاله .
ضحك عمر: ده حقيقى تعرفو انه ساق طوب الارض على ابوك عشان يجوزها له، وكمان لما عمها سرق حقها ومرضيش يرجعوا لها، حسبه وحطه بأسمها فى البنك وقالها ان ده حقها انهم ادوه له، عشان متبقاش عينها مكسوره قدامه .
ضحك مهند: ده عمى طلع حبيب قديم هو كمان .
ضحك عمر قائلا: ده حقيقي بس مبيحبش يبين ده قدام حد.
ابتسم رعد قائلا: فهد مشكلته ان كل اصاحبه كانت اماهتهم هى المسيطره على البيت، وكل ابهاتهم كانو بيخافو منهم جدا، ففهم حبك لماما ضعف زيهم .

 

 

 

 

هز عمر راسه: ودى غلطتى انى مفهمتوش من الاول، انى مش زيهم وعموما هشام قالى انه هيعرف يحلها .
مهند: طب الحمد لله انت اكيد جعان دلوقتى هقولهم يحضرو غدا لنا، واكلم شهد اطمنها عليك .
ضحك الاثنان وغمز له رعد قائلا: قول كده بقا مش موضوع غدا .
ضحك عمر قائلا: وماله ياحبيبى وعقبالك انت كمان لما تلاقى بنت الحلال اللى تحبها وتحبك .
تنهد رعد : ربنا يسمعك منك .
ضحك الثلاث وخرج مهند مسرعا طلب شهد لكنها لم تجب عليه وارسلت رساله انها ستكلمه عندما تنهى ما تفعل، كان والدها قد عاد وصعد الى غرفتهم ودخل جلس على طرف السرير بجوار شهندا التى ارتعدت فور رايته يدخل عليها الغرفه، ابتلعت ريقها بصعوبه وقالت بزعر وخوف: صدقنى يا بابا اااانا ….
قاطعها واشار بيده ان تصمت قائلا: انا عارف يا بنتى ومش محتاج منك اى كلام، انتِ بنتى اللى مربيها وعارف اخلاقها كويس، وعمرى ما شكيت فيكِ ولا انت واى حد من اخواتك، بس انا كنت فاهم ان الدلع غلط للبنت، مفكر ان ده يخليها تبوظ، كلام قالته لى جدتى زمان وفضل موجود جويا، بس الحمد لله فهمت انى كنت غلطان، واتعلمت درس عمرى ما هنساه ابدا، انا عارف انى ظلمتك كتير انتِ واخوتك، حتى اخوكى يزيد، ولو مسمحتونيش مش هزعل بس عايزكم تعرفو انى عمرى ما شكيت فى اخلاقكم ولو لحظه واحده .
تنفست فقد حبست انفسها منذ بدأ الكلام، ابتسمت وامتلاءت عينها بالدموع قائله: وانا مش زعلانه منك يا بابا انا كنت زعلانه عشان بعدت عننا، احنا بنحبك قوى وكنا بنفرح لما تلعب معنا واحنا صغيرين، وكان نفسي تفضل معنا وجنبنا بس .
ابتلع ريقه ليمنع الدموع ان تنزل من عينه قائلا: معلش يا بنتى انا خلاص اتغيرت ومش هزعلكم تانى بس انتو كمان اصبرو عليا شويه .

 

 

 

 

 

 

اتسعت ابتسامتها واومأت بالموافقه وظلت تنظر له للحظات وقالت متردده: هو انا ممكن احضنك يا بابا .
لم يتحمل واغرورقت عيناه بالدموع واسرع وضمها اليه قائلا: طبعا يا حبيبتى وفى اى وقت انا ابوكى يعنى عادى .
مسح دموعه بيده وهو يبتسم من برأتها فرغم انها كبرت ولكنها ماتزال بريئه، قبل جبينها وتركها وخرج وهو يلوم نفسه كيف يكن له مثل هذه الابنه ويعاملها بقسوه، دخلت شهد لها مسرعه لتعرف ماذا حدث فقد راته وهو يدخل اليها الغرفه، وكانت تنتظر خروجه لتعرف ماذا حدث، وفرحت جدا واحتضنتها بسعاده فهى لم تتخيل ان يحدث ذلك، اتت لمار هى الاخرى ويزيد وماجده، وتفاجأا بما سمعا لكن ماجده كانت سعيده جدا بهذا التغير، تنهدت قائله: طول عمرى وانا عارفه ان ابوكم راجل طيب وحنين بس مش بيبين .
ضحكو جميعا ومازحتها لمار: ماشى يا ستى على الحبيبه يالا احنا مالنا .
ضحكت ماجده: ماهو يا عبيطه لو مكنتش بحبه ومتاكده من حبه ليا مكنتش عشت معاه العمر ده كله وكمان مش عشان بيحبنى لاء لانه بيخاف ربنا ويتق الله فيا وفيكم، وعشان كده صبرت على عيوبه والحمد لله ربنا هداه ورجع تانى الانسان الحنين اللى اعرفه .
مازحها يزيد: ماشى ياعم ربنا يهنى سعيد بسعيده .
ضحكو جميعا وظلو يمزحو لبعض الوقت، تركتهم ماجده هى الاخرى وذهبت اليه لتطمان عليه، وبقيوا هم معا وكانهم يحتفلون بما حدث .

يتبع..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على (رواية ماتشو)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *