روايات

رواية الورد الذابل الفصل العاشر 10 بقلم روان حمدي

رواية الورد الذابل الفصل العاشر 10 بقلم روان حمدي

رواية الورد الذابل البارت العاشر

رواية الورد الذابل الجزء العاشر

رواية الورد الذابل الحلقة العاشرة

كان وجه محمد ملفوف بالقماش الطبي ويبدو أنه تعرض للحرق بطريقة بشعة سألت بغباء:
أنت عملت كدا في نفسك؟
لكنه لم يجاوب بل أبتسم بسخرية وهو يهز رأسه ب لا.
فنظرت له بتعجب وهي مازلت لا تفهم ماذا كان يقصد بالرسالة التي ارسالها منذ عدة أيام ليقول:
كنت ناوي أخد منك نجمة بالعافية، كان لازم أوصلك إني توبت وخلاص ومضايق إن بنتي مش عرفاني ووسط كل دا نسيت شيء مهم جدًا.. نسيت إن دي تاني مرة أنا بظلمك فيها ومش بظلمك بس أنا بظلم بنتي اللي ملهاش حول ولا قوة تدافع عن نفسها حتى أو تاخد حقوقها، خلتها تعيش مش عارفة مين باباها ومشوفتهاش ولا مرة ومع كدا كنت مصمم اني هاخدها وهوجع قلبك.
بكت ورد بشدة وهي تقول:
سبحانك يارب!

 

نظر لها محمد:
أنتِ فرحانة فيا؟
_ لا، بس أنت ظالم يا محمد! أنت نسيت إن اللي بيظلم مش بيرتاح ولا عمره هيرتاح ومع كدا أستسهلت الظلم وأعتبرته عادي.. أنا مش فرحانة فيك لإني متعودتش أفرح ف شخص واقع تحت بلاء.. بس المرة دي اللي حصلك كان من ظلمك! أنت محرمتش بعد م روحت أتجوزت عليا وأستكرت عليا أعيش حياة هادية أنا وبنتي.
_ لا أستكترت تكوني مع حد تاني.
_ بس أنت كان عادي تتجوز عليا وأنا على ذمتك؟ كان عادي تتدوس على كرامتي وعلى قلبي ومشاعري ومفكرتش إلا في نفسك.
قال بأسى على حالته:
أنا أسف.
_ أسفك لازم يبقى ندم لربنا.
بكت ماجدة بقهر وهي تنظر لورد:
ربنا عاقبني على حرقة مامتك فيكِ، عاقبني بأن قلبي يتحرق وأنا شايفة ابني بالمنظر دا.. أتعاقبت زي م حرقت قلب سناء ربنا حرق قلبي أنا كمان..
طبطت ورد على كتفها بهدوء:
ربنا يهون على قلبك.
بكت أكثر:
أنا آسفة يا بنتي ظلمتك كتير وجنيت عليكِ اوي.
_ اللي حصل عدى يا حاجة، لو عايزين تكفروا ذنبكوا ف ياريت تخلي محمد يخلي حضانة نجمة ليا وكل دا يخلص.
_ هتحرمينا منها؟

 

_ دي بنته زي ما هي بنتي يا حاجة، أي وقت هيحب يشوفها هيشوفها.
هزت رأسها وهي تقول ببعضٍ من السعادة غالبها اسى:
يسلم اللي رباكِ يا بنتي، كلكوا ولاد أصوب رغم ظلمنا ليكِ..
_ خلاص اللي حصل حصل، لازم أمشي دلوقتي.
بعد خروجهم نظرت ليحيى بهدوء:
مين كان يتوقع إن دا يحصل وإن كله يتبدل؟
_ ربنا قادر يبدل كل شيء دايمًا يا ورد.
_ طريقة كلامك بتفكرني ب بابا..
أدمعت عيناها وهي تبتسم:
بحسك كان المفروض تكون ابنه بجد.
_ يعني مكنتش ابنه؟
قالها بصدمة مضحكة فضحكت بخفوت:
كان بيحبك أوي.
فهمس بتلقائية:
عقبال بنته.
فنظرت له وكأنها لم تسمعه:

 

بتقول حاجة؟
نظر لها بإستفهام:
أنا قولت حاجة؟
هز كتفه:
مقولتش حاجة.
إبتسمت على طريقته وهي تمشي لتقول بسخرية:
تعرفي إن فيه دراسات بتأكد إن المشي بيقلل الطاقة السلبية ويخلي الانسان مُشاع كدا وبينور ولطيف ولذيذ.
ضحك بصوتٍ عالي:
أي دا مين الأهبل اللي قال الكلام اللي مش لايق على بعضه دا؟
ضحكت هي أيضًا:
واحد صاحبنا كدا أبقى فكرني أعرفك عليه.
ضحك بقوة وهو يقول:

 

طب والله المشي ليه فوايد كتير..
_ فتقوم تقول الكلام دا يا يحيى؟ كلامك مكنش منظم حتى.
_ ما أنا ملقتش وقت انظمه.
_ هو الكلام لازمله وقت عشان يبقى منظم؟
_ مش لازم كل حاجة بسؤال يعني فيه كلام ملهوش ورد يا استاذة ورد، مقولتيش قبل كلام وبعدها ملطعش معنى ليه؟
ضحكت على حديثه لتقول:
الفكرة إن اللي يشوفك يقول إنك مش بتتكلم كتير وإنك عاقل وبتحب كل كلمة.
_ نصيب نصيب.
__________
بعد مرور العديد من الأشهر وبالتحديد ست أشهر:
يا ورد خلصي بقى.
_ أعمل أي يا يحيى يعني أنت جاي تاخدنا مشوار ولا جاي تطلع عيني؟
_ جاي أطلع عينك؟ شكرًا يا ورد، أدي أخرت اللي يعمل معروف.
_ بابا يحيى.
قالتها نجمة وهي تركض ناحيته ليحملها فقبلته وهي تضمه:
وحشتني بقالك كام يوم مش بتيجي.
قبلها وهو يقول:
كنت مشغول وجاي أخرجكوا عشان أعوضكوا عن إنشغالي.
_ هيه، أجمل يحيى.

 

ابتسم وهو ينظر لورد برخامة:
أهو أنتِ بقى اللي مهونة عليا عمايل مامتك فيا.
_ والله؟
بعمل أي فيك يا يحيى؟ بعذبك ولا بعذبك؟
_ يلا يا ورد.
قالتها سناء عند خروجها:
انتوا الاتنين عيال.
نظرت ورد لها ببراءة وهي تخرج وتنظر ليحيى:
هو اللي عيل أنا عاقلة.
_________
ظل يحيى يزروهم دائمًا واصبحت حياة ورد هادئة لحد كبير ومر عام وشهران على وفاة محمود.
في شرفة ورد:
زي ما بقولك يا هايدي، بجد حاسة إني بحبه.
صمتت لتكمل بشغف:
لا لا مش بحبه بس! دا بقى كل حياتي.
_ خلاص قوليله.

 

نظرت بتعجب للواقف ورائها لتقول بخضة:
يحيى!
ثم قالت ببلاهه:
ازيك عامل أي؟
إبتسم بخبث:
هو أنتِ مش سلمتِ عليا برا؟
قالت ببلاهه وهي تنظر للسماء:
بجد سلمت عليك؟ سبحان الله.
_ أمممم.
_ أي؟
_ أبدًا.

 

ظلت تفرك يدها بتوتر وهي تمسك بطرف طرحتها وتنظر لها بتوتر من أن يكون علم أنها تتحدث عنه.
إبتسم لها وهو يخرج:
كنت جاي أشوف نجمة.
قالت بتوتر وتهتها:
ها؟ نجمة؟ مش عارفة كانت هنا.
ضحك بصوتٍ عالي وهو يخرج.
ظلت تنظر لأثره وهي تبتسم وتضع يدها على رأسها:
ياترى سمع؟ طب فهم أي؟
بعد أسبوع كان يجلس في الخارج ليقول:
ورد.
قالت بخجل:
نعم؟
_ عايز احكيلك حاجة.
_ اكيد سامعة.
_ من كام سنة كان ليا صديقة مُقربة مني، والصراحة كنت بحبها أوي، كلمة بحبها كانت قليلة.
أدمعت عيناها وهي تنظر له ليكمل:
سافرت وفكرت إن في يوم هنسى وهتعود على عدم وجودها لكن اللي حصل العكس فضلت في تفكيري كل يوم وفضلت أحبها أكتر رغم إنها بعيدى وأتجوزت وكملت حياتها.
نظرت له بتعجب وتريد سؤاله أحقًا ما فهمته؟ أحقًا ما يقصده ليكمل:

 

مكنتش عارف أعمل أي؟ اروح فين بعد ما خلاص فرصتي راحت وأتجوزت شخص تاني! لا وكمان بتحبه وكانت مستعدة تقف في وش أي حد عشانه وعاندت الكل عشان تكمل معاه، كانت كل حاجة بالنسبالي بتتدمر، حبي الوحيد راح! أول حب في حياتي، حاولت كتير أتخطى لكن مقدرتش اتخطاها، كانت أقرب صديقة ليا وأول حبيبة، كانت كل شيء بالنسبالي.
إبتسمت وهي تنظر له ليكمل:
صدقيني حاولت انساكِ كتير بس كنتِ أكبر من النسيان.
لتقول:
يا حب سنين حلمت الاقيه! أنت كنت قدامي من زمان وأنا بدور عليك، كنت بدور عليك وأنت هنا!
إبتسم وهو يعطيها ورد كان موجود على الطاولة ويخرج خاتمًا:
طب بحيث كدا بقى تقبلي نقضي باقي حياتنا مع بعض؟
_ أممم، سبني أفكر.
_ أنا بقالي تمن سنين سايبك تفكري يا ورد بلاش هزار بقى.
ضحكت بحب:
خلاص موافقة.
_ كتب الكتاب بعد اسبوع.
_ اسبوع؟

 

_ كتير صح؟ أنا بقول كدا كفاية تلت أيام.
_ يا يحيى.
_ يا عيون يحيى.
إبتسمت بخجل ليقول:
هما تلت أيام خلاص، ولا أي رأيك يا حاجة سناء؟
_ اللي تشوفه يا حبيبي.
_____
بعد ثلاث أيام كان يحيى أنهى كل شيء لينتهي عقد القرآن فأبتسم بعد انتهائه:
تعرفي إني أسعد شخص انهاردة!
_ بجد؟
_ بقالي كتير أوي بتمنى اللحظة دي.
_ أنا محظوظة أوي بيك يا يحيى.
قال بغناء وهو يمسك يداها:

 

قول حبيبي إنك معايا وجنب معايا، دي حقيقة ولا حلم وطال شوية؟ والكلام الحلو دا بتقوله عني يعني فعلًا دنيتي رضيت عليا؟ وعد مني تعيش معايا سنين معشتش زيهم احلامك اللي حلمتهم.. انسى الحياة والدنيا دي وتعالي نهرب منهم.
_ مبقتش عايز ناس خلاص جالي اللي بيهم كلهم.
أكملتها وهي تسند رأسها على كتفه:
أجمل شخص دخل حياتي وقلبي، رفيق روحي ورفيق دربي.
_ بحبك يا وردي، وردي الذابِل.
ثم إبتسم:
بس أنهاردة العيون فيها حب ورضا، نقدر نقول أن الورد اتسقى الحب؟
_ أتسقى الحب والفرح والرضا.
إبتسم لها وهو يقبل رأسها ليقول:
طول ما أنا عايش هيفضل وعد عليا تكوني دايمًا فرحانة ومبهجة زي الورد ومترجعيش تاني تكوني زي الورد الذابل.
قرأوا سويًا في الشرفة الرسائل التي كتبها لها وهي بأحضانه ويبتسم كلما نظرت له بتفاجأ وهي تقرأ رسالته لتقول:
بجد بتحبني الحب دا؟
_ أمال أنتِ شايفة اي؟
_ دا يبختي والله، أحبني رجلًا جميل وعظيم.
_ أسمها وسيم.
قالت بفرحة وضحك:
أنا بحبك أوي بجد يا يحيى.
وهكذا أنتهت حكاية الورد الذابِل، كان يحيى عوض ورد ونجمة عن كل ما حدث، وكان أبًا لنجمة ولم تشعر يومًا بأنها بدون أب لإن اباها قرر تركها، أما محمد فقد أختار السفر لربما يجد علاجًا لما حدث له.

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية الورد الذابل)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *