روايات

رواية أحببتها ولكن 7 الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم بيسو وليد

رواية أحببتها ولكن 7 الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم بيسو وليد

رواية أحببتها ولكن 7 البارت الثاني والعشرون

رواية أحببتها ولكن 7 الجزء الثاني والعشرون

رواية أحببتها ولكن 7 الحلقة الثانية والعشرون

عشـ ـقتها ورفـ ـضتني، فد فعني الحب لقراءة بعض الروايات، ثم بدأت أكتب.. فنسيت اسمها!
#جورج_برنارد_شو
_________________
أبتسم حُذيفة ونظر إلى أيسل قائلًا:يلا يا أيسل
ودعتهم أيسل بـ أبتسامه ومعها حُذيفة الذي لَحِقَ بها، نظر ليل إلى روزي وقال:يلا بينا إحنا كمان
تحدثت روز وهي تنظر إليه قائلة:جدك عايزك الأول قبل ما تمشي يا ليل
نظر إليها ليل “الحفيد” بهدوء ثم نظر إلى روزي التي نظرت إليه كذلك نظرة ذات معنى، دلف ليل “الحفيد” إلى مكتب جده الذي كان جالسًا على مقعده ينتظره، أغلق الباب خلفه وتقدم مِنّهُ حاملًا صغيره على ذراعه، وقف أمامه قائلًا:خير يا جدي
نظر إليه ليل “الجد” قليلًا قبل أن يقول:كُنْت فين يا ليل
نظر إليه ليل “الحفيد” قليلًا ثم قال:موجود يا جدي
ليل “الجد”:فين
نظر إليه ليل “الحفيد” للحظات ثم قال:مع ولاد عمي
أبتسم ليل “الجد” وقال:أتطمنت على إبن خالك
ليل “الحفيد” بهدوء:لسه … في ايه يا جدي
نظر إليه ليل “الجد” وقال:جدك داوود راجع الفجر … وانتَ عارف كويس انا قصدي ايه
نظر إليه ليل “الحفيد” قليلًا قبل أن يقول بسخرية:يا حبيبي يا جدي … خا يف على جدي داوود … طول عمرك قلبك حنين
تحدث ليل “الجد” بعدما رمقه نظرة حـ ـادة وقال:ليل انا مبحبش السخـ ـرية فـ المواضيع المهمة
تحدث ليل “الحفيد” وهو يرمقه نظرة هادئة قائلًا بنبرة باردة:وانا مبسخـ ـرش مِنّك يا جدي انا بتكلم جدّ … ثم إنك بتلـ ـمح لـ حاجه
أبتسم ليل “الجد” أبتسامه جانبية متهـ ـكمة توحي بـ سخـ ـريته الواضحة وأستنكار ما تسمعه أذنيه ليسترد حديثه قائلًا:دماغك هتجـ ـيبك وتقولك تخـ ـرب الدُنيا وتخلّي داوود يقلـ ـبها مجـ ـزرة مع شريف انتَ عارف كويس أوي ردّي هيكون ايه بعدها معاك
ليل “الحفيد” ببرود:أظن يا جدي إننا تناقشنا مع بعض قبل كدا فـ الموضوع ده وانا لسه منسيتش ومش هنسى وانتَ أكتر واحد يا جدي حافظني وعارفني كويس أوي .. بكـ ـره الظُـ ـلم قد عيني وأختي هتفضل خط أحمـ ـر عريض بـ النسبالي اللي يتعـ ـداه يبقى حكـ ـم على نفسه بـ المـ ـوت … وعايز أقولك حاجه مهمة أوي يا جدي عايزك تفضل فاكرها طول العمر … ليل بيفضل فاكر مبينساش مهما عدت السنين … سواء الطرف المؤ ذي كان معايا أو عليا … وشريف بـ النسبالي كارت محـ ـروق مِنّ زمان .. مِنّ أول ما مـ ـدّ إيده عليا لحد أذ يته لـ أختي … وانا يا جدي مش ههـ ـدى غير لمَ حقها ير جع
رمقه ليل “الجد” نظرة ذات معنى قبل أن ينهض ويبدأ في الاقتراب مِنّهُ بخطوات ثابتة تحت نظرات حفيده الجا مدة التي كانت لا توحي بشيءٍ سوى البرود الشديد
توقف ليل “الجد” أمامه مباشرةً ونظر إليه قليلًا ثم قال بنبرة هادئة:نفسي تفهم إن انا معاك مش عليـ ـك … نفسي أفهمك إن زي ما الموضوع ها مك وشاغل بالك أربعة وعشرين ساعه فـ هو شاغلني زَيك بالظبط .. ليل … روان حفيدتي زَيها زَي أي حدّ هنا يعني غلاوتها كبيرة عندي ويمكن بخـ ـاف عليها أكتر مِنّك انتَ وأخوك … انتَ عارف انا بخـ ـاف على عيلتي قد ايه وبكـ ـره أي حدّ يأذ يهم مهما كان مين هو مش كدا
ليل “الحفيد” بهدوء:ودي أكتر حاجه مخلياني مش عارف أصدقك يا جدي … مش عارف أصدق كلامك ولا أفـ ـعالك ودماغي بتقولي جدك محـ ـروق مِنّ جوه وبيظهر العكس … ساكت ليه يا جدي … واجـ ـع قلب أختي ليه يا جدي بـ سكوتك دا
ليل “الجد” بهدوء:عشان يوم ما يرجعلها حقها تكون راضية مِنّ جواها … الزرعة الفـ ـاسدة يا ليل مبتدومش ونها يتها وحـ ـشة أوي وهي فاكرة إن دي روشنة وحاجه جا مدة … انا مبحبش كدا ومستني اللحظة اللي تخلّيه يلف حوالين نفسه زي التا يه ميلاقيش اللي يمدّله إيد بس اللحظة لسه مجاتش
ليل “الحفيد” بضيق:واللحظة دي هتيجي أمتى يا جدي … مستني ايه يا جدي يا عالِم مين اللي عليـ ـه الدور
ليل “الجد” بهدوء:هتيجي يا ليل … هتيجي بس مش دلوقتي أهم حاجه انا مش عايز طيـ ـش ولا تهو رات وإندفا عات .. وخلّي بالك مِنّ إبنك عينك عليه انتَ وروزي
نظر ليل “الحفيد” إلى صغيره الذي كان نائمًا في أحضانه بعمق لـ يُمسد على ظهره برفق قائلًا:متخا فش يا جدي رائد تحت عنيا دايمًا ومبيغـ ـبش عنّي لحظة
حرك ليل “الجد” رأسه برفق وقال:ومراتك برضوا تخلّي بالك مِنّها ومتز علهاش يا ليل روزي عندي حاجه كبيرة أوي ومبحبش حدّ يز علها أو ييـ ـجي عليها مهما كان مين هو
أبتسم ليل “الحفيد” وقال:متخا فش يا جدي انا عارف إن روزي عندك حاجه كبيرة وبتكـ ـره اللي يز علها
رمقه ليل “الجد” بطرف عينه نظرة ذات معنى ليقول مبتسمًا:وانتَ كمان ياض أوعى تفتكر إنك كدا يعني دا انتَ أول فرحتنا وأول أحفادي بس لو تبطل تضا يق فيا وتعا ندني
أبتسم ليل “الحفيد” أبتسامه خفيفة وقال:مبقدرش واللهِ يا جدي أتشـ ـل لو مضا يقتكش وعا ندت معاك
ضحك ليل “الجد” وقال:ما انا عارف يا حبيبي مِنّ غير ما تقول … المهم دلوقتي زَي ما أتفقنا ومش عايز غد ر عشان مز علش
ضحك ليل “الحفيد” بخفة وقال:حاضر يا جدي موعدكش
كاد ليل “الجد” سيتحرك ولَكِنّهُ توقف عندما أردف حفيده بهذه العبارة ليلتفت وينظر إليه نظرة يملؤها الضـ ـيق ليضحك حفيده في المقابل متوجهًا إلى الخارج تحـ ـت نظراته المتر قبة
__________________
تقدم زين مِنّ حنين التي كانت تجلس في غرفة الأطفال وحدها وجلس بجانبها بهدوء شديد دون أن يتحدث، بينما أبتعدت هي عنّهُ عندما شعرت بهِ يجلس بجانبها وهي تزفر بضـ ـيق شديد
أخذ زين نفسًا عميقًا ثم زفره وقال بنبرة هادئة بعدما نظر إليها:هتفضلي زعلا نة مِنّي كدا كتير يعني ولا ايه
لَم تتحدث هي بحرفٍ واحد ليقول هو مرة أخرى:حقك عليا واللهِ ما كان قصدي أزعـ ـلك أوي كدا انا كُنْت مضا يق شويه وانتِ جيتي زود تي الحِمّـ ـل أكتر عليا يا حنين انا مكنتش عايز أوصل لـ المرحلة دي بس زَنك عليا خلاني مش قادر أسكت وعشان كدا زعـ ـقت فيكي جا مد
صمت قليلًا لـ يتلقى الصمت إجابة، زفر زين بهدوء ونظر إليها لـ يَمُدّ هو يده ممسكًا بـ يدها ولَكِنّها سحـ ـبت يدها سريعًا ونظرت إلى الجهة الأخرى عندما سقـ ـطت دموعها على خديها
نهض زين وجلس القرفصاء أمامها ناظرًا إليها لتنظر هي سريعًا في نقطة فا رغة بعيدًا عن مرمى عينيه لـ يَمُدّ يده مجـ ـففًا دموعها برفق قائلًا:واللهِ العظيم ما كُنْت عايز أعمل كدا بس هي جَت فيكي … انا آسف يا حنين حقك عليا متز عليش مِنّي
أنهـ ـى حديثه وطبع قْبّلة على يدها لتسـ ـحب هي يدها مرة أخرى وتحدثت بنبرة باكية مهـ ـزوزة وهي تنظر في وجهة أخرى قائلة:سيبني لوحدي يا زين بعد إذنك
نظر زين إلى عينيها لتُغمضها هي وقد ظهر الضـ ـيق على معالم وجهها عندما أظهرت ضُعـ ـفها إليه لـ المرة التي لا تعلمها، تحدث زين وهو مازال ينظر إليها قائلًا:عشان خاطري أسمعيني
قا طعته هي قائلة بـ إصـ ـرار:بعد إذنك يا زين سيبني لوحدي … بعد إذنك سيبني وريـ ـحني
نظر إليها زين قليلًا بيأس شديد لينهض بهدوء شديد ينظر إليها نظرة أخيرة ليراها تُشـ ـيح بـ نظرها بعيدًا عنّهُ، زفر بهدوء وتركها وخرج مِنّ الغرفة مغـ ـلقًا الباب خلفه
عندما سَمِعَت إنغـ ـلاق الباب سقـ ـطت دموعها أكثر ممزوجة ببعض الأ لم والحـ ـزن، وضعت يديها على وجهها وبكت مخرجةً كل المشاعر السـ ـلبية التي تكمن داخلها عن طريق البكاء فـ لَم تجد وسيلة أخرى غيرها لإخـ ـراج ما بداخلها
بينما كان زين يجلس في الخارج ويسمع صوت بكاءها الذي كان واصلًا إليه بوضوح، زفر زين وهو لا يعلم كيف يقوم بـ إرضاءها، دام هذا لبعض الوقت لتخـ ـرج هي أخيرًا مِنّ الغرفة تنظر إلى زين بغضـ ـب ووجهٍ باكِ ليرفع هو رأسه ينظر إليها بهدوء دون أن يتحدث
تقدمت هي مِنّهُ لتقف أمامه تنظر إليه بغضـ ـب وهي تعـ ـقد ذراعيها أمام صدرها، نظر إليها زين قليلًا ثم نهض ليقف أمامها قائلًا بنبرة هادئة:مالك بتبُصيلي كدا ليه
تحدثت حنين بغضـ ـب وقالت:ايه المنـ ـظر دا
أنهت حديثها وهي تُشير حولها لينظر هو حوله بهدوء قائلًا:في ايه مش فاهم
تحدثت هي بغضـ ـب قائلة:دا منـ ـظر يعني انا لسه مـ ـروقة مكملتش ساعة واحدة على بعض ودا يبقى المنـ ـظر يعني
تفهم زين ما تفعله وسبب غضـ ـبها مِنّهُ ليتحدث هو بنبرة هادئة قائلًا:عادي يا حنين مفيش حاجه يعني ما هي مش هتفضل نضيـ ـفة العمر كله
تحدثت حنين بغضـ ـب شديد قائلة:آه طبعًا ما انتَ مش حاسس عشان كدا عادي تبهـ ـدل انا بيطـ ـلع عيني وانا تعبا نه وبقول مينفعش دو سي على نفسك عشان متسمعيش كلمة ملهاش لازمة وأحمّـ ـل نفسي فوق طا قتها ودي تبقى النتيجة ما انتَ مبتتعـ ـبش زَيي
ظل زين صامتًا حتى أنهت هي إفراغ غضـ ـبها بهِ وصمتت لينظر إليها بهدوء مرة أخرى قائلًا:هـ ـروق انا يا حنين ولا تز علي نفسك مش دا اللي مضا يقك
أنهى حديثه وبدأ بتنظـ ـيف المكان وإعادة كل شيءٍ إلى مكانه الصحيح تحت نظراتها الغا ضبة، وبعد مرور القليل مِنّ الوقت نظر إليها زين وقال:راضـ ـية كدا
نظرت هي حولها بهدوء ومازال الضـ ـيق يحتـ ـل معالم وجهها لترى كل شيءٍ مُرتب بـ الفعل، نظرت إليه مرة أخرى لينظر هو إليها نظرة هادئة للحظات لتتركه هي وتعود إلى الغرفة صا فعةً الباب خلفها تحـ ـت نظراته
حرك رأسه بقلة حيلة ثم جلس مرة أخرى ومسح على وجهه وخصلاته وهو ينظر إلى الفراغ شارد الذهن يُفكر كيف سيقوم بـ مصالحتها وإعادة ما قام بـ إفسـ ـاده إلى أصله وكيف يتجـ ـنب الصر اخ عليها مرة أخرى.
__________________
كان أحمد نائمًا بجانب مِسك والظـ ـلام يسود الغرفة ألا مِنّ ضوء القمر السا طع في السماء والذي أنـ ـار الغرفة، لحظات وعلّت طرقات رقيقة على باب الغرفة وما كان الطارق سوى سديم الذي كان واقفًا ويطرق على الباب بـ إستمرار
أستيقظ أحمد على صوت طرقاته لينهض جالسًا على فراشه والنعاس يُسيطر على عينيه، علّت الطرقات مرة أخرى ليُبعد أحمد الغطاء عنّ جسده وينهض متجهًا إلى الباب
فتح أحمد الباب لـ يُبصر طفله يقف أمام باب الغرفة ينظر إليه نظرات هادئة ممزوجة بـ البراءة، تحدث أحمد بنبرة ناعسة متحشـ ـرجة قائلًا:صاحي ليه دلوقتي
تحدث سديم وهو يرفع رأسه عاليًا قائلًا:عفـ ـريت
تحدث أحمد متسائلًا وقال:عفـ ـريت ايه؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ألتفت الصغير ينظر إلى غرفته لـ يُشير إلى الفراش قائلًا:تحـ ـت السرير … عفـ ـريت
أخذ أحمد نفسًا عميقًا ثم زفره بهدوء لـ يلتفت بـ رأسه ينظر إلى ساعة الحائط المُعـ ـلقة ليرى الساعة الثالثة والنصف صباحًا وما تبقى سوى ساعة واحدة كي يستيقظ ويذهب إلى عمله، عاد ينظر إلى صغيره ليقول:مقدرتش تستنى ساعة كمان طيب
نظر إليه سديم ببراءة لـ يمسح هو على وجهه قائلًا:أمري لله
أنحنى بـ جذعه نحوه وحمّله على ذراعه ثم أتجه بهِ إلى غرفته قائلًا:فين العفـ ـريت دا يا سديم
توقف أحمد أمام فراش صغيره لـ يُشير سديم إلى إحدى الأركان قائلًا:دا
نظر أحمد إلى ما يُشير إليه صغيره ليرى إحدى الدُ مى الموضوعة بجانب الفراش خاصته، نظر إلى سديم مرة أخرى وقال:على آخر الزمن الدبدوب بقى عفـ ـريت!
جلس على الفراش وأجلس صغيره بجانبه قائلًا:يلا نام وانا جنبك أهو
أنهـ ـى حديثه وهو يقوم بـ د ثره جيدًا لـ ينظر إليه سديم قائلًا:بابا
نظر إليه أحمد وقال بنبرة هادئة:نعم يا حبيبي
تحدث سديم وهو مازال ينظر إليه قائلًا:أحكيلي قصة
تحدث أحمد بـ إستنكار وقال:قصة؟!
نظر إلى الجهة الأخرى وقال بنبرة خا فتة محدثًا نفسه:قصة ايه انا معرفش قصص أصلًا
نظر إلى سديم مرة أخرى وقال:بس انا معرفش قصص
تحدث سديم مرة أخرى وقال:أي قصة يا بابا ماما بتحكيلي كل يوم قصة
صمت أحمد لحظات يُفكر في قصة كي يقـ ـصها عليه تحـ ـت نظرات الصغير الذي كان ينظر إليه ينتظر سماع القصة، تحدث أحمد مستنكرًا وقال:وهي ماما بتجيب كل يوم قصة منين
حرك الصغير رأسه برفق وقال:معرفش هي كل يوم بتحكيلي
صمت أحمد لحظات يُفكر حتى قا طعه رنين هاتفه يعلنه عن أتصال مِنّ حُذيفة، نظر أحمد إلى صغيره وقال:خلّيك مكانك أو عى تتحرك هروح أردّ على الموبايل وأجيلك
تركه أحمد وذهب إلى غرفته تحت نظرات سديم الذي كان ينظر إليه مِنّ أسفل الغطاء، أقترب أحمد مِنّ الطاولة الموضوعة في إحدى أركان الغرفة ليرى حُذيفة المتصل، أجابه أحمد متجهًا إلى الخارج:صباح الخير يا زوز
أجابه حُذيفة قائلًا:صباح النور … صاحي بدري يعني
أحمد بهدوء:سديم صحاني مِنّ النوم … وانتَ
حُذيفة بهدوء:قلـ ـقت ومعرفتش أنام لقيتك أونلاين مِنّ نص ساعة قولت أكيد صاحي
أحمد:انا فعلًا مش عارف أنام النهاده مش عارف ليه
حُذيفة:ليه كدا
أحمد بجـ ـهل:مش عارف … القـ ـلق مخلّيني مش عارف أنام
حُذيفة بتساؤل:بقولك ايه مفيش أي حاجه جديدة حصلت؟؟؟؟؟؟
عقد أحمد ما بين حاجبيه وقال متعجبًا:حاجه جديده زي ايه!!!!!!!
حُذيفة:يعني أي حاجه ليل مثلًا أو مينا
أحمد بهدوء:لا مفيش جديد غير إن ليل كان فيه كلام بينه وبين جدك معرفش أكتر مِنّ كدا
حُذيفة:لا الحوار دا انا عارفُه أقصد أي حاجه تانيه جديده
أحمد بهدوء:معرفش واللهِ يا صاحبي
حُذيفة:طيب عايزك تنزل تقابلني عايز أوريك حاجه على اللاب توب أتبعتتلي
أحمد بهدوء:تمام هغيَّر هدومي وأنزلك
_________________
“يا سعيد لازم تختار معايا انا محتارة أوي!”
سعيد بهدوء:صدقيني الأتنين أحلى مِنّ بعض
زفرت هند بضـ ـيق وهي تنظر إلى الفستانين وهي في حيرةٍ مِنّ أمرها حيثُ كان واحدٍ مِنّهما مطـ ـرزًا بد قة ومهارة ويبدو عليه البساطة والرُقي، والآخر كان أيضًا كذلك ما يميزهما تفصيـ ـلهما المختلفين عن بعضهما البعض
نظرت إلى لارين بيأس شـ ـديد لتنظر هي إليها كذلك وتقول:هقولك على حاجه أحلى انتِ تقفـ ـلي مع سعيد دلوقتي وتسيبيه يشوف هيعمل ايه وانا وانتِ هنشوف حوار الفستان دا
تحدث سعيد عبر الهاتف وقال:واللهِ يا لارين انتِ بتفكري صح أسمعي كلامها يلا
تحدثت هند بضـ ـيق واضح قائلة:واللهِ ما صدقت انتَ صح
ضحك سعيد على الجهة الأخرى وقال:وهو انا أقدر برضوا يا حبيبتي
أبتسمت هند بتهـ ـكم وسخـ ـرية واضحة وقالت:واضح
أبتسم سعيد وقال:يا حبيبتي أفهميني انا عايزك تختاري براحتك وبعدين يا هند انتِ تحلّي أي فستان انا بس عايزك تجهزي كل حاجه كفاية أننا أتأ خرنا على الحجز وأي فستان هتختاريه انا واثق مليون في المية إنه هيبقى حلو أوي عليكي
دام الصمت بينهما قليلًا قبل أن تقطـ ـعه هند قائلة:حاضر يا سعيد .. هخلص وأكلمك تاني
أنهـ ـت المكالمة معه لتنظر بعدها إلى لارين التي كانت تنظر إليها بهدوء لتقول:بتبُصيلي كدا ليه
أبتسمت لارين وقالت:أبدًا … مستنياكي تخلّصي … إفـ ـردي وشك بقى ويلا خلّينا نخلص
أمسكت بـ يدها وسارت معها إلى إحدى المحلات لمشاهدة الفستان الذي نال إعجـ ـاب شقيقتها هند.
_________________
كانت غادة تقف في صالة المطار الكبيرة تنتظر مجـ ـيء داوود تنظر إلى جميع المارين علّها تراه، نظرت إلى ساعة يدها قائلة بتوتر:أتأ خرت ليه يا داوود طيارتك واصـ ـلة بقالها نص ساعة
بينما على الجهة الأخرى كان داوود يأخذ حقائبه ويتجه نحوها، تقدم مِنّها حتى وقف خلفها مباشرةً وهمس بجوار أذنها قائلًا:مستنية مين يا مدام
ألتفتت إليه غادة سريعًا بهلـ ـع لتراه يقف وينظر إليها ضاحكًا وفورًا علّت أبتسامه واسعة ثغرها لتعانقه قائلة بنبرة سعيدة:وحشتني أوي يا داوود حمدلله على سلامتك يا حبيبي
ضمها داوود قائلًا بـ أبتسامه سعيدة:وحشتيني أوي يا غادة طمنيني عليكي يا حبيبتي
غادة بـ أبتسامة:انا بخير يا حبيبي
أبتعد عنّها داوود ونظر إليها قائلًا:طمنيني على الولاد
غادة:بخير الحمد لله كلهم مستنيينك هناك
حاوطها بـ ذراعه وقام بسـ ـحب حقيبته خلفه قائلًا:واللهِ كلهم واحشني أوي ونفسي أشوفهم
غادة بـ أبتسامه:قولي بقى جبتلي معاك ايه مِنّ هناك
نظر إليها داوود وأبتسم قائلًا:جبتلك حاجات كتير حلوة مِنّ هناك متقلقيش مش ناسيك
غادة بـ أبتسامه:حبيبي يا داوود
خرجا مِنّ المطار ليستقبلهما حافظ الذي أبتسم عندما رأى داوود يقترب مِنّهُ، تقدم مِنّهما قائلًا بمرح:حمد لله على السلامة يا وَحـ ـش المخابـ ـرات
أبتسم داوود وعانقهُ قائلًا:حبيبي يا حافظ وحشتني يا جدع
أبتسم حافظ وقال:حبيبي وانتَ كمان واللهِ
أبتعد داوود وهو ينظر إليه قائلًا:حمد لله على السلامة يا صاحبي رجعت حافظ اللي أعرفُه تاني
حافظ بـ أبتسامه:الله يسلمك يا حبيبي الحمد لله بقيت أحسن ربنا كتـ ـبلي عُمر جديد
ربت داوود على كتفه برفق وقال:عودة حميدة يا صاحبي
أخذ حافظ الحقيبة مِنّهُ وقال:يلا كلهم مستنيينك فـ القصر
توجهوا إلى السيارة ليجلس داوود في الخلف بجانب غادة ويتوسط حافظ مقعد السائق ليتحرك متجهًا إلى القصر.
________________
صدح رنين جرس القصر الداخلي لتتوجه الخادمة وتفتح الباب بهدوء ليدلف ليل ومعه سامح برفقة أخيهما “حمزة” الذي أبتسم أبتسامه صافية وهو ينظر إليهم، أقتربت مِنّهُ سلمى مسرعة لـ تُعانقه قائلة بنبرة سعيدة:حمد لله على السلامة يا حمزة وحشتني يا حبيبي
عانقها حمزة مبتسمًا وقال:وحشتيني أوي يا سلمى
تقدم خالد مِنّهُ وعانقهُ قائلًا:رعـ ـبتني عليك يا حاج ينفع كدا يعني
عانقه حمزة كذلك وقال مبتسمًا:عرفت قيـ ـمتي ولا لسه
شـ ـدد خالد مِنّ عناقه إليه ثم طبع قْبّلة على رأسه وقال:عارف مِنّ زمان يا حاج ربنا يبارك فـ عُمرك
تقدمت زينة قائلة بـ أبتسامه:حمد لله على سلامتك يا عمي نورت القصر كان وحـ ـش أوي مِنّ غيرك
نظر إليها حمزة وقال مبتسمًا:الله يسلمك يا زينة انا عارف حدّ يقدر يقول غير كدا
رمق معاذ بطرف عينه نظرة خبـ ـيثة ليبتسم معاذ قائلًا بمرحه المعتاد:أقسم بالله انتَ عمنا وعم أي حدّ واللي يقول غير كدا كد اب
ضحك حمزة قائلًا:أتغيرت يا معاذ
أبتسم معاذ وقال:حبيبي يا عمنا
نظر حمزة إليهم وقال مبتسمًا:وحشتوني كلكم واللهِ
أبتسم أشرف وقال:كلنا يا غالي واللهِ رجوعك دا حياة لقصر الدمنهوري يا راجل دا إحنا مكناش عايـ ـشين
ضحكوا بخفة لتقول روز مبتسمة:حمد لله على السلامة يا حمزة وقـ ـعت قلوبنا عليك واللهِ
أبتسم حمزة وقال:الله يسلمك يا مرات اخويا ربنا يخليكي انتِ اللي نصـ ـفاني دايمًا
ضحكوا بخفة لتقول هي:تعرف بقى مين اللي أتقـ ـذك وأتر عب عليك أوي
نظر إليها وقال بتساؤل:مين؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
نظرت هي إلى معاذ وأبتسمت قائلة:معاذ اللي لحـ ـقك
نظر حمزة إلى معاذ وقال:دا بجد
أبتسم معاذ وقال:بجد … انتَ مش مجـ ـرد عم وخلاص دا انتَ أخويا وصاحبي يا حمزة والموقف دا أظهر خو في ورُعـ ـبي عليك وعرّف الكل إنك غالي علينا كلنا أوي
أبتسم حمزة وتقدم مِنّهُ معانقًا إياه قائلًا:حبيبي يا معاذ حبيبي
شـ ـدد معاذ مِنّ عناقه إليه وقال:حبيبي يا حمزة
تحدث ليل الجد وهو ينظر إليهم قائلًا بـ أبتسامه:انا شايف إن الدنيا بدأت تضحكلنا تاني
أجابهُ داوود قائلًا:انتَ لسه هتشوف يا حيـ ـلتها
ألتفت إليه ليل ينظر إليه قائلًا بـ أبتسامه:تصدق إن انتَ قليـ ـل الأ دب
أبتسم داوود وقال:وحـ ـشتك الكلـ ـبشات يا ليل وعايزه تسلم عليك
ليل ببرود:هلبـ ـسهالك إن شاء الله وانتَ فـ الحـ ـجز بتتر بى
ضحك داوود وتقدم مِنّهُ معانقًا إياه قائلًا:حبيبي يا غشـ ـيم يا أبو د م حا مي
ربت ليل على ظهره قائلًا بغـ ـيظ:دا انا هوريك يا داوود بس أصبر عليا
ضحك داوود مجددًا وقال:قلبك أبيض بقى
أبتعد قليلًا لينظر إليه ليل قائلًا:حمد لله على السلامة يا داوود
أبتسم داوود وقال:الله يسلمك يا ليل
نظر حوله وقال بتساؤل:أومال الأحفاد فين؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أجابته روز هذه المرة قائلة:جايين كلهم دلوقتي
تحدث ليل وهو ينظر إليه قائلًا:أطلع خُد شاور وأر تاح شويه لحد ما يوصلوا ولحد ما انا أروح مشوار وارجع
تركهم ليل وذهب بينما توجه داوود إلى غرفته رفقة غادة وكذلك حمزة الذي توجه إلى غرفته رفقة سلمى، نظر معاذ إلى چود وأبتسم بخفة وقال:تعالي معايا يا چود عايز أقولك حاجه
_________________
تحدث شهاب بنبرة هادئة وهو ينظر في نقطة فارغة وقال:أعمل ايه عايز أخد خطوة ومش عارف
تحدث شُكري وهو ينظر إليه بهدوء وقال:ما تبدأ وتاخد خطوة ايه اللي مانـ ـعك
شهاب بهدوء:كتير يا شُكري كتير .. خا يف وفـ نفس الوقت مش عارف أبعـ ـد وأنسى
شُكري بهدوء:طب أعمل ايه أقدر أساعدك بيه
شهاب:مش عارف .. اللي مخو فني كتير أوي يا شُكري خا يف تر فض أو تجر حني … خا يف يكون سبب نظـ ـري عا ئق بينا
أبتسم شُكري وقال بنبرة هادئة:اللي بيحب حدّ بيحبه بـ مميزاته وعيـ ـوبه يا شهاب … اللي بيحب حدّ بيعمل المستحيل عشانه وعشان يخلّيه مبسوط دايمًا … الحُبّ مش زي ما انتَ فاهم يا شهاب مش عشان في شخص شكله حلو يبقى انا كدا بحبه لا إطلاقًا دا مش حُبّ
وضع شهاب يده على خده وقال:والحُبّ فـ منظـ ـورك ايه يا سي روميو
تجا هل شُكري سخـ ـريته وقال:الحُبّ دا إني أتشـ ـدّ لأسلوب شخص معين … طريقة كلامه … طريقة تفكيره … أسلوبه يعلـ ـق معايا ويخلّيني أبدء أتعامل زيُه … أبقى نسخة مِنُه … وقت ما يحصل معاه حاجه أخا ف عليه … أبقى ملهـ ـوف أشوفه … يكون شا غل تفكيري أربعة وعشرين ساعة … أحاول ألفـ ـت أنتبا هه بـ أي طريقة … أتجـ ـنن وقت أختفا ءه المفا جئ وأفضل مشغول بيه طول الوقت … وقت ما حدّ ييـ ـجي عليه أكـ ـلُه بـ سناني واد افع عنّه … أحاول أخليه مبسوط بـ أبسط الطرق الممـ ـكنة وأعظّم فيه قدام الناس ومحسسهوش إنه فا شل فـ لحظة … أتمناله الخير دايمًا واشجعه يكون أحسن حدّ فـ الدُنيا … أحبّ رو حه قبل شكله … الحُبّ دا مش كلمة كدا وخلاص بالعكس … الحُبّ دا أفـ ـعال يا شهاب ولو اللي انا قولته دا حسيت إنك بتعمل رُبعه يبقى انتَ فعلًا بتحبها
دام الصمت بينهما قليلًا قبل أن يقطـ ـعه شهاب قائلًا بنبرة هادئة:انا تخـ ـطيت مرحلة الحُبّ بكتير يا شُكري … تخطـ ـيته مِنّ بدري أوي
شُكري:حاول تبدأ تجذ ب إنتبا هها تاني يا شهاب على قد ما تقدر وانا واثق ومتأكد مليون فـ المية إنها لسه بتحبك وبكرا تقول شُكري قال
دام الصمت بينهما للحظات شهاب يُفكر في حديث أخيه بعـ ـمق وشُكري ينظر إلى الخارج بهدوء حتى قال:بقولك ايه انا رايح مشوار جنبك هنا وراجع
نهض شُكري فور أن أنهى حديثه ليتحدث شهاب قائلًا:هتتأ خر
حرك شُكري رأسه نافيًا وقال:لا نص ساعة كدا
حرك شهاب رأسه برفق وقال:هفضل مستنيك هنا متتأ خرش عليا
شُكري بهدوء:حاضر
تركه شُكري وذهب ليترك شهاب وحده يُفكر في حديثه، ولَكِنّ ليس حديثه وحده، بل في مريم أيضًا، في مَنّ أشتاق إليها فؤاده وأرواه مِنّ بحور عشقها ما يكفيه لسنواتٍ عِدة، وأي عشقٍ بعد عشقها يميلُ، شرد بـ مخيلاته التي جعلتهُ يبدأ في تخيُلها ورؤيتها في عقله، فتاة ذات بشرة بيضاء مثلما رآها أخر مرة، تمتلك عينان مرسومة عسلية يُصاحبها رسمة حاجبيها، لا يعلم ما هو لون شعرها ولَكِنّهُ توقع أن يكون بُنيًا فهذا أكثر لون يُلائم معالم وجهها
فستانها الواسع وخِمارها الذي يُغطي تفا صيل جـ ـسدها بـ الكامل، زفر شهاب الهواء السا خن مِنّ جوفه وقال بضـ ـيق:هفضل أتخيل كدا لحد أمتى … حبـ ـكت مشوارك دا يا شُكري يعني دلوقتي
مَلس على الطاولة حتى شعر بملامـ ـسته لـ شاشة هاتفه، ضغـ ـط مرتين عليها ليسمع صوت الفتاة تقول عبر الهاتف “الساعة السادسة والنصف مساءً”
زفر شهاب وشعر بـ المـ ـلل لينهض عاز مًا على مغاد رة المكان، أخذ هاتفه وتحرك بهدوء بعدما أمسك عصـ ـاته وبدأ يُشهـ ـرها في جميع الاتجاهات حتى يسير دون عو ائق
سار قليلًا في طريقه إلى الخارج، بينما كان هُناكَ طفلًا يلعب وقد قام بر بط حبـ ـل طويل في أر جل المقعدان الموضوعين كلًا مِنّهما بجوار باب الدخول ليُشكل عا ئقًا في الطريق
على الجهة الأخرى أغلقـ ـت مريم باب سيارتها جيدًا وهي تُمسك بـ حقيبتها التي وضعتها على كتفها وتوجهت إلى الكافيه بهدوء، شعر شهاب بـ عصـ ـاته تطـ ـرق على باب الكافيه ليد فعه بهدوء ويبدأ في السير ولَكِنّ ما هي إلا ثوانٍ وتعـ ـركلت قدمه في ذلك الحـ ـبل ليسـ ـقط هو أرضًا متأ وهًا
تأ لم شهاب مِنّ قدمه ليجلس نصف جلسه ممسكًا بها، أقترب مِنّهُ أربعة شباب يُساعدانه على النهوض، تقدمت مريم لترى ما يحدث لتجد شهاب أر ضًا يتأ لم، تحدثت مريم بعدما وقفت أمامه قائلة بقلـ ـق واضح في نبرتها:شهاب انتَ كويس
رفع شهاب رأسه إلى الأعلى بهدوء عندما سَمِعَ نبرتها الممزوجة بـ القـ ـلق والتوتر ليقول بعدما ألمـ ـته قدمه:رجلي وجعا ني
تحدثت مريم بعدما نظرت حولها وقالت:سا عدوه بعد أذنكوا ودخلوه جوه على أقرب ترابيزة
ساعدانه شابان في النهوض بينما أعطى شاب آخر عصـ ـاته إلى مريم التي قالت:شكرًا
دلفا بهِ مجددًا إلى الكافيه ليجلس شهاب على أقرب طاولة بمساعداتهما إليه، تقدمت مريم مِنّهم لتقف أمام شهاب قائلة بنبرة هادئة:شكرًا ليكوا تعـ ـبتكوا
ذهبا الشابان لتنظر هي إلى شهاب الذي كان يتأ لم بهدوء لتضع هي حقيبتها على الطاولة قائلة:شهاب انتَ كويس
حرك رأسه برفق لتقف هي أمامه مرة أخرى قائلة:ايه اللي حصل يا شهاب وقـ ـعت أزاي
تحدث شهاب بنبرة متأ لمة وقال:معرفش … أتكعـ ـبلت فـ حاجه تقريبًا
أقتربت سيدة مِنّهُ وهي تُمسك بـ يد صغيرها لتقف بـ القرب مِنّهما قائلة:مساء الخير
نظرت إليها مريم وقالت بهدوء:مساء النور
تحدثت السيدة وهي تنظر إلى مريم وشهاب قائلة:انا آسفه جدًا أبني هو اللي ربـ ـط الحبل فـ با ب الكافتريا وعشان كدا الأستاذ وقـ ـع انا آسفه جدًا وهيتعا قب عشان ميعملش كدا تاني
نظرت مريم إلى الصغير الذي كان ينظر أرضًا لتقول:حصل خير
نظرت إلى الصغير وقالت:بس بلاش نلعب فـ أماكن عامة تاني بـ الشكل دا أو بـ الطريقة دي عشان منأ ذيش اللي حوالينا .. أتفقنا
نظر إليها الصغير وحرك رأسه برفق وقال:حاضر
أبتسمت مريم بخفة ونظرت مرة أخرى إلى السيدة التي قالت:انا آسفه مرة تانيه
تحدث شهاب هذه المرة وقال:حصل خير مفيش حاجه الحمد لله
أبتسمت السيدة بخفة ثم قالت:عن أذنكوا
تركتهما وذهبت رفقة صغيرها لتعود مريم وتنظر إلى شهاب قائلة:انتَ كويس
حرك رأسه برفق لتنظر حولها قائلة:ثواني ورجعالك
تحدث شهاب بعدما غا درت وقال:رايحة فين يا مريم … يا مريم
زفر شهاب بعدما لَم يتلقى إجابة وشرد مرة أخرى وهو يُفكر فيما يحدث إليه هذه الفترة، لحظات معدودة وعادت مريم مرة أخرى قائلة:لسه فيها و جع ولا خـ ـف شويه
تحدث شهاب بنبرة هادئة وقال:مش أوي بدأت تخـ ـف شويه
مدّت مريم يدها إليه بـ زجاجة العصير قائلة:خد أشرب العصير دا
عقد شهاب ما بين حاجبيه وقال:عصير ليه
مريم:حسيتك دايـ ـخ
شهاب بهدوء:هو باين عليا أوي كدا
مريم:مش عارفه بس انا لاحظت فـ أكيد يعني مش هسيبك كدا .. يلا خُد أشرب مش عايزه نقاش كتير فـ الموضوع ده
أنهـ ـت حديثها ووضعت الزجاجة بجانبه على الطاولة ليشعر هو بها تضع الزجاجة بجانبه لـ يَمُدّ هو يده بهدوء ممسكًا بها مقربًا إياها مِنّ فَمِه مرتشفًا مِنّها القليل
جلست مريم على المقعد المقابل لمقعده تنظر إليه بهدوء ليضع هو الزجاجة بجانبه مرة أخرى قائلًا:شكرًا
أبتسمت هي بخفة وقالت:انا معملتش حاجه
شهاب بهدوء:كل دا ومعملتيش حاجه
مريم:اه طبعًا … وبعدين يا شهاب انتَ مأڤـ ـورها كدا ليه انا شيفاها حاجه طبيعية مش معقولة يعني هشوفك ومش هساعدك دا انا حتى هبقى قليـ ـلة الزوق … حاسس بـ تحسُن ولا نروح لـ الدكتور
أبتسم شهاب أبتسامه هادئة وقال:لا مش لـ الدرجة دي انا كويس الحمد لله
مريم:انتَ كُنْت هنا لوحدك
شهاب:لا شُكري كان معايا بس راح مشوار قريب مِنّي هنا وراجع تاني
حركت رأسها بتفهم لتصمت قليلًا ويدوم الصمت بينهما للحظات قبل أن تقطـ ـعه هي مرة أخرى قائلة:أشرب العصير هو مش عاجبك ولا ايه مُمكن أطلبلك غيره عادي
تحدث شهاب سريعًا ينـ ـفي ما قالته قائلًا:لا خالص هو حلو مفيهوش حاجه .. حتى مسكر شويه وطعمه حلو
أبتسمت مريم أبتسامه خفيفة وقالت:طب أشرب
مدّ شهاب يده يستشعر سطح الطاولة لـ تَمُدّ هي يدها سريعًا ممسكة بـ زجاجة العصير مقربةً إياها مِنّ يده قائلة:الإزازة أهي
أمسك بها شهاب وقربها مِنّ شفتيه وبدأ يرتشف مِنّها القليل تحت نظراتها الهادئة، لحظات مِنّ الصمت الذي بات شهاب يمقـ ـته معها مرّت ليقطـ ـعه هو قائلًا بنبرة هادئة مترددة:هو شريف لسه بيضا يقك ولا كل حاجه خلصت
نظرت إليه قليلًا بهدوء فـ لَم تكن تتوقع هذا السؤال مِنّهُ ولَكِنّها قالت بنبرة هادئة:يعني … مش أوي
عقد ما بين حاجبيه وقال:أزاي يعني مش فاهم
أخذت مريم نفسًا عميقًا ثم زفرته وقالت بهدوء:اوقات أحس إنه مبيعملش حاجه وأوقات تانيه بحس إنه بيضا يقني … ولو مكانش مباشر مِنُه بيكون مِنّ مراته … مراته دي شيـ ـطان بمعنى الكلمة واحدة مش طبيعـ ـية يا شهاب نهائي
اعتدل شهاب في جلسته ليستند بـ منكـ ـبيه على سطح الطاولة قائلًا:بتحسي إنها مش كو يسه يعني
مريم:لا هي فعلًا مش كو يسه نهائي مش مجرد إحساس .. مستغـ ـل عدم وجود أحمد في القصر فـ بيعرف يضا يقني
شهاب بتساؤل:وأخوكي هلال فين؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
مريم:هلال مشغول فـ دراسته … آخر سنة لِيه وكل تركيزه عليها وغير كدا انا مش عايزه أشغله عن دراسته عايزاه يركز وميتشغلش عنّها
شهاب بهدوء:باباكي أو جدك أي حد كبير
مريم:بابا مش طا يق يشوفه قدامه أصلًا .. حتى جدي معرفش سايبه ليه
شهاب:أكيد مستني لحظة معينة … مستنيه يغـ ـلط غـ ـلطة كمان
مريم بـ أستنكار:يغـ ـلط غـ ـلطة كمان … انتَ شايف إن كل دا ولسه مغلطش؟؟؟؟؟!!!!!!
شهاب بهدوء:لا طبعًا غـ ـلط بس يعني أكيد لِيه يوم
مريم بضـ ـيق:واللهِ يا شهاب انا زهقت ومبقتش طا يقة أي حاجه
أبتلع شهاب غصته بهدوء وقال:لِيه يوم يا مريم … يُمـ ـهل ولا يُهـ ـمل
نظرت إليه مريم قليلًا ثم قالت بـ إهتمام:إلا قولي … أخبارك انتَ ايه يعني عايش الدنيا أزاي بتضا يق على أتـ ـفه التفاصيل أحكيلي انا بحب أسمع أوي على فكرة لو فاكر
أبتسم شهاب أبتسامه لطيفة وقال:لا فاكر إنك بتحبي تسمعي الناس … انا يا ستي عايش حياتي عادي جدًا … مبتحـ ـمقش على أي حاجه … إلا لو كانت تستاهل طبعًا … أتعلمت الصبر وإن كل حاجه انا عايزها هتحصل بس فـ وقتها … مبقتش أضا يق نفسي وبقيت بحس بـ اللي قدامي وأحُط نفسي مكانه … بقيت بمعنى أصح شخص تاني غير الشخص اللي كُنْت عليه قبل الحـ ـادثة
مريم بتساؤل:هي الحـ ـادثة دي … كانت قضاء وقدر ولا مد برة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
شهاب بهدوء:مش عارف يا مريم … كل حاجه هتبان المستـ ـخبي مسيره يبان والحقـ ـيقة تظهر
مريم:عندك حق … طب بقولك ايه ما تيجي نتمشى شويه الجَو هنا مُمـ ـل
شهاب:أومال كُنْتي جايه ليه
أبتسمت مريم وقالت:لا كُنْت فاكره المكان زي كل يوم بس النهاردة مُمـ ـل أوي وكئيـ ـب ميشجعش
شهاب بهدوء:انتِ كُنْتي هتعملي ايه
مريم:أبدًا كُنْت جايبه اللاب توب وحاجات كدا هعملها
شهاب:طب خلاص انا أعرف مكان قريب مِنّ هنا على البحر بقى وهدوء وحبة هوى نضيف يخلوكي مش عايزه تقومي مِنّ هناك
أبتسمت مريم وقالت بحماس:بجد طب حلو أوي قوم وديني يلا
نهضت مريم وأخذت حقيبتها ووضعتها على كتفها، بينما نهض شهاب وجاء كي يُمسك عصـ ـاته لَم يجدها لتراه مريم وتقول:العصـ ـايه معايا أهي
أنهت حديثها ومدّت يدها بها إليه ليأخذها هو ويُشهـ ـرها أمامه قائلًا:أحمد كويس معرفش عنّه حاجه بقالي فترة
تحدثت مريم وهي تسير بجانبه قائلة:ولا انا واللهِ بس أكيد مشغـ ـول فـ الشغل عشان كدا مختـ ـفي بس هييجي قريب
وفور أن أنهـ ـت حديثها سَمِعَت صوت هاتفها يعلنها عن أتصال مِنّ أحمد، نظرت إلى شهاب وأبتسمت قائلة:أهو أحمد بيتصل
أجابته قائلة بمرح:لسه فاكر يا بيه إنك تكلم أختك تطـ ـمن عليها
أبتسم أحمد على الجهة الأخرى وقال:حقك عليا بس مشغـ ـول فـ الشغل واللهِ لقيت وقت فا ضي قولت أكلمك أتطمن عليكي وبعديكي هلال
أبتسمت مريم وقالت:انا بخير الحمد لله يا حبيبي أخبارك ايه واحشني أوي
أحمد بـ أبتسامه:وانتِ كمان واللهِ يا حبيبتي خلاص كلها تلات أربع أيام وهشوفك
مريم:طمني عليكوا وأخبار خطيبي ايه
تعجب شهاب عندما سَمِعَ هذه الكلمة المدعوة “خطيبي”، بينما تحدث أحمد على الجهة الأخرى وقال ضاحكًا:خطيبك مطلع عيـ ـن أهلي مصحيني مِنّ تلاته ونص الفجر عشان فيه عفـ ـريت جنب سريره
ضحكت مريم وقالت:وعملتله ايه أوعى تكون زعـ ـلته
أحمد بسخرية:أبدًا يا حبيبتي فضلت جنبه لحد ما نام وبعدها لبست ونزلت
مريم بـ أبتسامه:يا حبيبي انا ريحاله وهاخده فـ حُـ ـضني وننام سوى
عند هذه النقطة وشعر شهاب بـ نيـ ـران الغـ ـيرة تحـ ـرق فؤاده، مَنّ هذا الذي ستُعانقه وتنا م بجواره وتُلقبه كذلك بـ “خطيبي وحبيبي”، نظرت مريم فجأة إليه لترى معالم وجهه المتجـ ـهمة وعيناه التي يفيض مِنّها شـ ـرارات الغيرة
ظلت تنظر إليه مريم قليلًا نظرة ذات معنى لتبتسم قائلة:انا هروحله خلاص وهفضل معاه … وهو كمان وحشني أوي دا انا أول ما أروح هاخده بـ الأحضان وهفضل أبـ ـوس فيه مِنّ كتر ما هو واحشني
أشتـ ـعل شهاب في هذه اللحظة ليقوم بتنظـ ـيف حلقه بضـ ـيق وهو يشيح بـ وجهه بعيدًا لتبتسم مريم أكثر وتتأكد مِنّ مشاعره نحوها التي لَم تتغير منذ آخر مرة، تحدث أحمد متعجبًا وقال:هو في حد معاكي!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
تحدثت مريم قائلة:دا شهاب قابلته صدفة فـ الكافيه وتعـ ـب شويه فـ فضلت معاه لحد ما أتطمنت إنه كويس
أحمد بتعجب:شهاب … أديهوني كدا!!!!!!
نظرت مريم إلى شهاب ثم مَدّت الهاتف نحوه وقالت:أحمد عايز يكلمك
مدّ شهاب يده لتضع هي الهاتف بيده ليضعه هو على أذنه قائلًا:أيوه يا أحمد
تحدث أحمد بنبرة خبـ ـيثة وقال:مالك يا شهاب شا يط كدا ليه
لَم يتحدث شهاب لتمـ ـتعض معالم وجهه أكثر، أبتسم أحمد وقال:مش مريم أتخطبت واحد يا شهاب مش قادر أقولك قمر يخـ ـربيت جماله معلش يا صاحبي عملناها على الضـ ـيق بس هنعزمك فـ الفرح أوعى متجيش
شهاب بحدة:أحمد
ضحك أحمد على الجهة الأخرى وقال:مش عليا ياض حركاتك دي انا عارفك كويس أوي … الغيرة واكـ ـلة قلبك أكـ ـل … عمومًا دا سديم أبني
أغمض شهاب عينيه بضـ ـيق شديد وقال بنبرة غا ضبة مكتـ ـومة:مِنّك لله يا أحمد
ضحك أحمد بقـ ـوة وقال:بحب أشوف غيرتك أوي قدامي يا شهاب … طب ما دام انتَ لسه بتحبها وبتغير أوي كدا ما تتلحلح كدا وتتقدملها
شهاب بضيق:لمَ أشوفك يا زفـ ـت أقفـ ـل
أبعد شهاب الهاتف عن أذنه ومَدّ يده بهِ لـ تأخذه هي قائلة:أيوه يا أحمد
أحمد بهدوء:خلاص يا حبيبتي خلّصي وكلميني
مريم بهدوء:تمام
أغلقـ ـت الهاتف ثم نظرت إلى شهاب وقالت بتساؤل:المكان بعيد عن هنا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أجابها بضـ ـيق وهو يتركها ويذهب قائلًا:لا
نظرت إليه مريم قليلًا بذهول ثم أبتسمت وقالت بسعادة:بيغير لسه
حركت رأسها برفق وهي تقول بتو عد:وعاملي فيها كاريزما وشخصية وانتَ واقـ ـع أصلًا … ماشي يا شهاب انتَ اللي جبته لـ نفسك
أنهت حديثها ولَحِقَت بهِ قائلة:يا أبني انتَ استنى في ايه مركب صـ ـواريخ فـ رجليك!
__________________
طرق ليل على باب الغرفة بهدوء ليسمع صوت أنثوي يسمح إليه بـ الدلوف، فتح هو الباب ودلف بهدوء ليرى الوضع كما هو عليه آخر مرة، أغلق الباب خلفه وتقدم مِنّ فراشه قائلًا:مساء الخير
تحدثت والدته قائلة:مساء النور
نظر هو إليه وقال بتساؤل:هو مينا مفا قش لحد دلوقتي؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
حركت رأسها نافيةً وقالت بنبرة هادئة:لا لسه … انا بدأت أقلـ ـق عليه وأشُـ ـك فـ الدكاتره اللي هنا
ليل بهدوء:لا هيستفادو ايه .. هو أكيد متأ ثر شويه ومحتاج وقت ويفوق
أنهى حديثه وهو ينظر إليه ليتقدم مِنّهُ بهدوء حتى وقف بجوار الفراش يتأمل معالم وجهه بهدوء، لحظات وجلس على المقعد المجاور إليه وقال:الدكتور مجاش طمنك أو قالك أي حاجه حتى لو أمل بسيط
حركت رأسها نا فيةً وقالت بحـ ـزن:محدش طمني انا بقالي فترة على كدا وخا يفه أوي
نظر هو إليه مرة أخرى لـ يُمسدّ على خصلاته بهدوء قائلًا:وبعدين يا صاحبي … هتفضل واجـ ـع قلوبنا عليك كدا لحد أمتى … كفاية يا صاحبي انا مش قا در على بُعدك أكتر مِنّ كدا … دا انا طول عُمري بقول عليك جا مد ومبتسـ ـتسلمش بسهوله مالك المرة دي واقـ ـع كدا ليه … كفاية لحد كدا وقوم بقى وانا وعد مِنّي ليك لـ أرجـ ـعلك حقك مِنّهم أيًا كان مين هما … حقك وحق جرجس وكل واحد أتأ ذى وما ت … وعد يا صاحبي لـ يرجع حقكوا كلكوا بس قوم انا مش عارف أتأقلم على بُعـ ـدك يا صاحبي مشتاق أوي واللهِ
سقـ ـطت دموع والدته بحزن وهي تنظر إلى ولدها، نهض ليل وطبع قْبّلة على جبينه ليسمع همهـ ـمه خفيفة صادرة مِنّهُ، أبتعد ليل قليلًا وهو ينظر إليه ليقول بنبرة هادئة متر قبة:مينا انتَ سامعني … سامعني مش كدا … لو سامعني أعمل أي حاجه يا صاحبي طمني إني لسه متجـ ـننتش ولا بيتهـ ـيقلي
لحظات وخرج مِنّهُ تأ وه بسيط تزامنًا مع إنكـ ـماش معالم وجهه، تفاجئ ليل ونظر سريعًا إلى والدته التي دُهشت وأقتربت مِنّهُ سريعًا تقف على الجهة المقابلة قائلة بلهفة:مينا … ابني حبيبي رُدّ عليا يا ضنايا طمن قلبي
تأ وه مينا مرة أخرى وقال بنبرة مر هقة:انا فين
تحدثت والدته سريعًا وقالت بلهفة:فـ المستشفى يا حبيبي
فتـ ـح مينا عينيه عدة مرات وهو يُجا هد في فتحها ليرى أول مَنّ وقـ ـعت عيناه عليه هو صديقه، صديقه العزيز والمقرب إليه، صديقه الذي يعلم أنه عندما يستيقظ سيراه، مَنّ سيكون بجانبه دومًا، الوحيد الذي لن يُغا در ويتركه وحده، أبتسم مينا وقال بنبرة متعـ ـبة:ليل
أبتسم ليل وقال:حمدلله على سلامتك يا صاحبي … حمدلله على سلامتك يا حبيبي
أنهى حديثه وطبع قْبّلة على جبينه، نظر مينا إلى والدته التي عانقته بسعادة قائلة بدموع ولهـ ـفة:أبني حبيبي … حمدلله على سلامتك يا نور عيني … سلامتك يا حبيبي كدا تو جع قلبي عليك بـ المنـ ـظر دا
أبتعدت عنّه وهي تنظر إليه بدموع وسعادة ليبتسم مينا قائلًا:وحشتيني يا أمي أوي … حاسس إني مشوفتكيش بقالي كتير
تحدث ليل قائلًا بـ أبتسامه:هروح أجيب الدكتور وأرجعلكوا تاني
تركهما ليل وحدهما وذهب كي يستدعي الطبيب، نظرت إليه والدته مرة أخرى وقالت:عيشت أصعـ ـب أيام حياتي … رو حي كانت بتتسـ ـحب مِنّي كل يوم يا مينا وانا شيفاك بـ المنـ ـظر دا ومش عارفه أعملك حاجه … بس عارف … أول ما فتحت عنيك وانا السعادة غمرت قلبي ومبقتش عايزه أي حاجه مِنّ الدنيا خلاص انتَ عندي بـ كل حاجه
أبتسم مينا وقال:انتِ هنا لوحدك
حركت رأسها برفق وقالت:أخواتك كل واحدة فـ بيتها بس على طول بيكلموني يسألوني عليك وكله كوم وجرجس كوم تاني هيتجـ ـنن عليك ومبطلش عيا ط وسؤال عنك
مينا بـ أبتسامه:كلمي ساندرا وقوليلها تجيبه وتيجي انا عايز أشوفه
حركت رأسها برفق وقالت بـ أبتسامه:حاضر يا حبيبي أرتـ ـاح انتَ بس
لحظات ودلف ليل رفقة الطبيب الذي تقدم مِنّه قائلًا:حمدلله على السلامة يا سيادة الملازم الست الوالدة كانت هتتجـ ـنن عليك كدا تر عبها عليك
نظر إلى والدته بـ أبتسامه ليبدأ الطبيب في فحصه، لحظات وتحدث مينا عندما تذكّر أمرًا هامًا وقال:اه صح … هو بابا فين
لانت معالم وجه والدته قليلًا لتنظر إليه ببعضٍ مِنّ الذهول ومعها ليل كذلك الذي نظر إليه بعدم أستيعاب، نظر إليهما مينا وهو يعقد ما بين حاجبيه متعجبًا وقال:في ايه … مبترديش ليه يا ماما … بابا مش موجود ولا ايه هو عنده شغل ومشغول
نظر الطبيب إليهما بهدوء ثم نظر إلى مينا وقال:سيادة الملازم حضرتك فاكر ايه بـ الظبط
نظر إليه مينا للحظات ثم قال:إن انا كُنْت مع بابا .. وبعدين هو سابني وراح الشغل وانا روحت شُغلي مع ليل
نظر إلى ليل وقال:مش كدا يا ليل
كان ليل في هذه اللحظة يقف كـ المشـ ـلول لا يُصدق ما يسمعه ويراه، أبـ ـتلع غصته وحرك رأسه لا إراديًا برفق، نظر الطبيب إليهما بعدما أنهى فحصه وقال:أتفضلوا معايا
خرجوا مِنّ الغرفة وكل واحدٍ مِنّهما في عالمٍ غير الآخر، نظر إليهما الطبيب وقال:انا عارف إنكوا مذهولين ومش فاهمين حاجه بس يؤسفني أقولكوا إن سيادة الملازم فـ ـقد ذاكر ته وكل اللي فاكره اللي حصل لحد قبل ما والده يمو ت بـ حاجات بسيطة … يعني حياته وقـ ـفت قبل تلات سنين يعني دلوقتي في تلات سنين ضا يعين مِنّ حياته دلوقتي ودا اللي كُنْا خا يفين مِنُه … سيادة الملازم للأسف فـ ـقد جزء كبير إلى حدٍ ما مِنّ ذاكر ته!
__________________
ترجل عادل مِنّ سيارته وتقدم مِنّ أعلى تـ ـل كبير ووقف أعلاه ثم جلس على إحدى ركبتيه، رفع الكاميرا وبدأ بتصوير المكان بد قة وهدوء شديد، أبعد عادل الكاميرا ونظر إلى الصورة بـ أبتسامه ليقول:الله عليك ياض يا عادل … أحسن فوتوغرافر فـ مصر مِنّ غير نقاش
أبتسم عادل وعاد يُصور مرة أخرى مكان آخر مختلف بشغـ ـف كبير حتى مَرّ الوقت دون أن يشعر بهِ، لحظات وصدح رنين هاتفه يعلنه عن أتصال مِنّ أخيه
أجابه عادل قائلًا:علولو حبيبي … وانتَ كمان واللهِ يا حبيبي عامل ايه … بخير الحمد لله فينك كدا … على تـ ـل … بصور كـ العادة … دا أمتى دا … تمام معنديش مشـ ـكلة انا فا ضي كدا كدا … تمام عمومًا انا رايح على الكافيه هخلص وأروحلك .. تمام مع السلامة
أنهى المكالمة ثم زفر بهدوء وعاد إلى سيارته مرة أخرى وذهب
________________
ركضت مِسك في ممرات المستشفى وهي تحمل طفلها الذي كان غا ئبًا عن الو عي ووجهه يمـ ـيل إلى اللون الأ زرق قائلة بنبرة عالية:دكتور … محتاجه دكتور بسرعة
تقدم مِنّها أحد الأطباء ليرى ما هو عليه سديم ويقول بنبرة عالية:حالة تسـ ـمم جهزوا أوضة الكشف بسرعة
أخذ سديم مِنّها وتوجه مسرعًا إلى الغرفة لتلحق هي بهِ وقلبها يكاد ينشـ ـطر نصـ ـفين على صغيرها وفـ ـلذة كبـ ـدها، توقفت أمام باب الغرفة والخوف يحتـ ـل معالم وجهها لتُخرج هاتفها وتعـ ـبث بهِ لحظات ثم وضعته على أذنها وقالت بنبرة مهـ ـزوزة:ألحـ ـقني يا أحمد … سديم أتسـ ـمم!
_________________
دَس السُـ ـم في العسل ليست مجرد عبارة شهيرة تُقال فحسب، بل هي قولًا وفعلًا وهذا ما حدث الآن، لقد قاموا بـ دَس السُـ ـم في العسل إليه!

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية أحببتها ولكن 7)

‫2 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *