روايات

رواية أترصد عشقك الفصل التاسع والخمسون 59 بقلم ميار عبدالله

رواية أترصد عشقك الفصل التاسع والخمسون 59 بقلم ميار عبدالله
رواية أترصد عشقك البارت التاسع والخمسون
رواية أترصد عشقك الجزء التاسع والخمسون
أترصد عشقك
أترصد عشقك

رواية أترصد عشقك الحلقة التاسعة والخمسون

حينما تقارع خصمًا
يجب عليك التركيز على ثلاثة أشياء
دراسته جيدًا
معرفة مراكز ضعفه
ألأ تأخذك الرأفة به أبدًا
كونه أقرب من روحها هى، يعلمها كالخطوط المتعرجة المحفورة فى كفه..
ولكونها سمحت له القيادة المرة السابقة
ظن أن القيادات التالية يستطيع أخذها منها دون أدنى سابق إنذار.
إن كانت تعلمت شيئا عن نضال
فهو قاسي لحد عدم الرحمة حتى ..لأقربائه
مجنون لدرجة تدفعك أنت لزيارة سريعة لمشفى الأمراض العقلية..
أنانى لدرجة كونه يمتلك مقاليد روحك بين راحة يديه، يتلاعب بك كدمية أثارت حواسه لمدة أيام
ثم ببساطة …. يلقيها خارج مدار حياته حينما يصيبه الملل.
لكنها لم تنتظر المدة ليكف عن الحاجة إليها، ويزهدها .. بل بغبائها تعمدت فى كل مرة تعدى وكسر الخطوط الحمراء التى رسمها لها
فرح لا تعملى .. فقررت العمل فى أكثر وظيفة يمقتها رجل شرقى ذو دماء حارة
فرح اخضعي .. فرفضت الخضوع
فرح استسلمى ..أبيت أن استسلم
وما النتيجة التي حصلت عليها؟!!
حرة لكن ما زالت مقرونة به، مقيدة به بطريقة خفية، وهذا الأمر يثير جانب داخلها
يظنها تتظاهر أو حتى تدفعه بوسائل أنثوية رخيصة لأستقطاب اهتمامه وهو آخر من قد تكترث إليه!!
ربما يومًا ما سيعلم وسيستسلم من عدم جدوى محاولاته!!!
الجو اشتعل كما لو أن ماس كهربائى انفجر فى المكان، تركت ثلاثتهم على وتر مشدود .. عينا نضال الثاقبتين لم ترحم فرح حتى من النفس الذي يخرج من صدرها
ابيضت سلميات يديه كابحا التهور المعروف به، لو ما زالت زوجته
يقسم كان سيقتلها بيديه العاريتين
فأكثر ما يمقته هو استفزاز نوازع غيرته والتملك لمن يخصه.. لكن صوت ضعيف يخبره
لم تعد ملكك
لقد غدت حرة بفضلك .. أصبحت غزالة برية بعيون الريم تدفع لكل عين تنهش لحمها كما يفعل هو
لكن نظراته هو .. اللعنة مختلفة عنهم
هو سبق له الأقتراب، ونهل من قرب نعيم تلك المرأة التى كانت زوجته، ومجرد رجل آخر يفكر بها، ويشتهيها ولو بمقدار ضئيل من تفكيره وجموح عقله، يكاد يفقد طور عقله
تلك المرأة لا تعلم مطلقًا مقدار الوحوش الهاجعة بداخله، منتظرة فقط رهن اشارته للخروج والفتك بجميع من خصها بنظرة قبل لمسة يد وجموح فكر.
نظر ناجى بعينين ثاقبتين مدروستين إلى انفعال الجسد لدى كلاهما.. الأولى تعمدت اللامبالاة وإن كان حسها الأنثوى يشعر بالخطر من نظرات شخص عليها، والأخر لم يترك انشًا من وجهها او جسدها لم يخضعه تحت مراقبة عميقة ليخرج من حالة الصمت قائلاً
-وانا كنت لسه بقول الباشا هيشرف امتى
لو كان يرغب ناجى أن يجذب ذيل الأسد من مخدعه ما فعل ما فعله.. اقترب نضال كحائط سد منيع يمنع ذلك الحقير التنعم حتى برائحة عطرها الأنثوى ليبتسم بخطر وداخله يتوعد لتلك الوقحة التي تعطرت وتزينت من أجله.. فما كان له أصبح متاح لغيره ويقسم أنه لن يدع هذا الأمر يمر مر الكرام حتى وإن لم يعد يملك السلطة العليا سابقًا!!! فهى ما زالت امرأته
جزء منها يحمل وشمه تلك الحمقاء، وليس مجرد ورق يستطيع أن يصبح حائل بينهما إن أرادها بين أحضانه مجددًا
غمغم بنبرة ساخرة تموج بالغضب المستتر
-وادينى شرفت يا خويا، خييير
انفرجت فرح شفتيها وهى تحاول الابتعاد بمقعدها عن عطره رائحته الثقيل
تكاد تتقيئ متذكرة ان ذلك العطر هو نفسه حينما فرض جسده عليها
حينما استطاع أن يأخذ جسدها دون رغبة منها
يوم اغتصابها على يد ذلك الحقير
اصابها الاعياء مجرد تذكر توسلاتها له بتركها
توسلاتها له بالرأفة والرحمة
ولكن كيف تأخذه شفقة تجاهها؟! تمتمت من بين انفاسها
– وجودك ملهوش لازمة يا نضال
تلك المرة أدار وجهه لتتخشب تجاه النظرة القاتلة فى عينيه
نظرة تتوعدها كما اليوم الآخر، نظرة استطاعت أن تجردها من جميع ما آمنت به
نظرة علمت أن أكثر من جرحها عمقًا.. ليس والديها .. بل هـو
تمتم من بين أنفاسه وعينيه محدقة تجاه الاشمئزاز البادى على قسمات وجهها، والشحوب الذي بدأ يزحفها لينظر نحو عينيها قائلا
– ازاى بس وجودى ملهوش لازمة، عقبال عندك قررت اتجوز ولازم انا كمان اختار عريس طليقتي
نظرته الأخيرة كانت كطلقة نارية انطلقت من زناد عينيه حتى وصلت إلى هدف مقلتيها
انفجار سودوى تشعب فى حدقتيها والذكرى التى تجاهلاها عادت ترسم بصورة بطيئة فى ذهنيهما، إلا أنها أول من قطعت ذلك التواصل مباشرة لتحط بعينيها تجاه عيني ناجى الفضوليين قائلة بصوت فاتر .. خالى من أى مشاعر
– نضال .. كفاية لحد كدا، وجودك غير مرغوب فيه
ارتفع حاجب نضال لينظر بعينيه نحو كليهما .. بينها وبين ذلك الذى لا يستطيع أن يحدد فصيلته
فهو ليس بجسد رجولى يستطيع أن يثق به، ولا بجسد أنثى .. غمغم بقرف
– انتى بتختارى المخنث ده عن وجودى انا
اصطبغ وجنتى فرح خجلاً من اللفظ الذى خرج من شفتي الأحمق، جاعلاً الآخر يستقيم من مجلسه قائلا بغضب هادر
– مخن…!! ايه ؟!!
وضع نضال يديه فى جيب بنطاله ولم تفته تلك الخجولة من لسانه البذيء، لو تدرى تلك فقط ما يدور فى عقله تجاهها لفرت هاربة منه!!!
غمغم ببرود وهو ينظر نحو غضب الآخر بعدم اكتراث
– زى ما سمعت، ولو مسمعتش كويس نضف ودانك
هجم ناجى على نضال وهم بإلقاء لكمة تسدد فك ذلك المتحذلق، المفتخر برجولته كما لو لم يوجد رجل آخر على هذا الكوكب سواه!!
انتفضت فرح مستقيمة من مجلسها بعدما جذبت أقطاب العديد من الرواد قائلة بحدة
– انا مش هستنى دقيقة معاكم
صاح نضال بلهجة آمرة تجاهها
-اقعدى
تصلب جسدها حينما استدارت بجسدها للرحيل، الحقير .. القذر من يظن نفسه كى يعطى السلطة على جسدها ؟
ادارت رأسها لترى عينيه تعانق عينيها قائلاً بصوت جدىّ
– فرح اقعدى .. اللى هيمشى من المكان ده، اللى بيصطاد فى المية العكرة مش انتى
كاد أن يخرج من فمها صرخة حانقة لكنها كتمتها سريعًا تجاه طفولية الرجل امامها والآخر الذي يستجيب إلى فخه لتغمغم باشمئزاز
– انتو بجد .. اطفال مفيش وصف غير ده يليق بيكم
ليست دمية هى كى يتقاتلون من أجلها
وقطعًا لا يوجد جزء خبيث من أنوثتها سعيد بإقتطاب رجلين لها.
ليست صبية مراهقة كى تقع داخل مثلث حب واثنان يتناطحان كى يكسبن حبها!!
بل هى أبعد عن كل هذا
ترغب فقط بابتعادهم عن حياتها كليًا.
لكن تلك الأمنية .. ستظل أمنية فى خلدها.
ما إن غادرت فرح عن مرمى بصرهما، حتى عدل نضال من ثيابه مغادرًا هو الآخر
لكن ليس قبل أن يندفع نحو تلك الوقحة، وتهذيبها وتأديبها حتى وإن عنى هذا صفع مؤخرتها كى تعود لصوابها
شرارة اندلعت فى مجرى عروقه تجاه أفكاره المنحلة الأخيرة التي سقطت عليها… كم يشتهي معاقبة تلك الوقحة الآن!!
إلا أن مجرى أفكاره انقطع ما أن توقف ناجي امامه، قاطعًا الطريق للحاق بها قائلاً بنبرة متهكمة
– عايز منها ايه، مش سبتها خلاص خليها تعيش حالها
عينا نضال حدقت فى ذلك الرجل من خصلات شعره، حتى اصابع قدميه ليهز رأسه بخيبة أمل قائلا بسخرية
– وانت بقى اللى هتعرف تشبع رغباتها
يعلم كيف تصبح كلماته كنصل سكين حاد يطعن بخسة فى جوارح الشخص
اقترب من ناجى وربت على كتفه قائلا بصوت هامس فى أذنه بسخرية
– اسمع يا نوجا .. فرح بعد ما عرفت معنى وجود راجل فى حياتها، مش هتاخد واحد اسمه ناجى فى الاخر، اسم آخره كله مياصة
لمعت عينا الآخر وفهم الى ماذا يريد رميه هذا الآخر
كونه فى مكان عام، ووجه مشهور .. يندفع لاستفزاز شخص حقير، دنيء السمعة مثله، ليس جيدًا لعمله، تبارى معه بالألفاظ التى يجيدها الآخر
– ميغركش اسمى، تحب تختبر الموضوع ده أحسن ؟ عليها أعتقد عشان تفهم مش كل الرجالة زى ما شايف بؤ بس
انقبضت ملامح نضال و اندلعت نيران الغيرة تتلألأ فى ذهب عينيه اللتين انصهرتا ليقبض بتلابيب قميص ناجى هادرًا بصوت خافت
– شكلك وحشك ضربي مش كدا
انفلتت ضحكة من ناجى ساخرة وربت على صدر نضال، الذى انتفض سريعًا من لمسة شخص مخنت!!! كما قال وسارع بفك يديه نحو قميصه مستمعًا نحو الآخر الذى يغمغم بمكر
– المس شعرة منى وصدقنى مش هتعجبك ردة فعلى
صفق نضال بإعجاب تجاه جرأة الرجل التى ازدادت عن آخر مرة قابله بها؟!
ترى أى مشروب جرأة تجرعه قبل أن يقف أمامه، غمغم باعجاب
– ايه يا ولا بقيت جامد كدا ازاى؟!!
يعلم نضال بارع جدًا فى التلاعب بالعقل والالفاظ
حتى أنه يستطيع أن يذهب بك لهدف بعيد عن الذى تسعى اليه، غمغم ببساطة وابتسامة ساخرة تزين شفتيه
– فرح مش هترجعلك يا نضال، انت عارف كدا كويس .. شغل انك تلف حواليا وتبقى فى كل حتة تروحها مش هيخليها ترجعلك .. حاول تقنع نفسك بالكلام ده دلوقتى
اختفت معالم التسلية الساخرة التى تلوح فى وجهه، اقترب منه قائلا بتهكم
– عارف انا بعمل ايه كويس، الدور والباقى على حرباية زيك بيدخل ما بين اتنين
هم ناجى بالرد إلا أن نضال صدح بصوت أجش قوى يشوبه التهديد
– اسمع يا شاطر .. كون انى مقربتش منك ولا أذيتك فى شغلك مش معناه انى مش قادر افعصك كحشرة قذرة، ادرس ابعاد موضوعك واعرف الست دى خط احمر ليك ولغيرك، واللى يقرب منها قسما بعزة جلالة الله لا انت ولا غيرك هيشوف يوم عدل
كز ناجى على نواجذه ومحاولات للفتك بذلك المتحذلق جعلته يشعر أنه على وشك ضربه، اللعنة لو ظن هذا الأحمق نال منه.
حاول الحفاظ على أن يبقى يديه بجواره ليسمع صوت الأخر يصدح بنبرة مهددة
– اكيد مش عايز تخسر فلوس مديرك، وتشحت على الجوامع، ادرس جوانب اللى انت داخل عليه
ضاقت عينا الآخر ونظر اليه قائلا بصوت متهكم
– بتهددنى يا نضال
هز نضال رأسه قائلا بابتسامة شرسة
– مالك بتقول اسمى حاف كدا ليه، لأمثالك اسمى نضال بيه الغانم .. ومش بهدد لأ، أنا بقول بس تبعات قرارك
القى نضال ما فى جعبته تجاه الرجل ..متمنيًا أن الأحمق الآخر ألا يتجاهل ما قاله
إلا إذا أراد حفر قبره بيده!! استمع الى صوت الآخر صائحًا بتهكم
– مش هترجعلك يا نضال
ابتسم نضال بتهكم مغمغمًا بين نفسه غير عابئًا بالاهتمام بذلك الحقير
– لا خلى موضوع ترجعلى أو لأ، بينى وبينها
هدفه الآن نحو فرح لإعادة تقويم تلك المتمردة.
………
غرقت فرح بين ذراعى غالية التى تسب وتلقى الشتائم على الرجال تارة وعلى طليقها وخاصتها تارة آخرى..
لطالما لم تعلم ما سبب تآلفها مع غالية سوى حينما علمت قصتها وما أدى إلى الانفصال الكارثى كخاصتها، لكنها لا تستطيع التخلص منه نهائيا خاصة أنه جذبها لحبائلته المتينة بربطها بطفلين منه
أما هى لا تملك شئ يستطيع أن يستميل عقلها به
بل هى حرة تمامًا، ومع هذا يطبق على انفاسها كحجر ثقيل وضع على صدرها!!
رفعت فرح رأسها ونظرت الى عيني غالية مغمغمة بيأس
-غالية أعمل ايه بجد، انا تعبت حقيقى
زمت غالية شفتيها لفترة قبل أن تمسك يديها تضعها على الأخرى قائلة بصراحة
– فرح .. سؤال صريح وعايزة جواب حقيقى
اومأت فرح رأسها عدة مرات، متلهفة لسؤال الآخرى التي لم تدخر وقتًا متسائلة بصراحة تامة
– انتى فعلا مضايقة لما بيحاول يقرب منك من جديد، فعلا مش بتبقى طايقاه ولا فيه جزء من جواكى فرحان انه بيطلب ودك من جديد
اغمضت فرح جفنيها لكن كلما اغمضتهما تتذكر تلك الحادثة المفجعة، لتنظر اليها بعنين غائرتين من الدمع هامسة بتحشرج
– وقت ما اتطلقت منه، صدقينى كنت طايرة من الفرحة، عارفة يعنى ايه طايرة من الفرح، اليوم اللى هتخلص منه ومن كل حاجة منه .. بس يوم طلاقى كسرنى .. عارفة يعنى ايه كسر فرحتى، غصب عنى مبقدرش أفكر في أي حاجة غير انه …
قاطعتها غالية وهى تربت على كتفيها مغمغمة بتألم لحال صديقتها وما يفعله هذا الأحمق بها!!
– اهدى، مش مستاهلة العياط على واحد زيه
عضت فرح على باطن خدها مفكرة فى حل للتخلص منه، غمغمت بأسى
– ايه الحل، اعمل ايه بجد
ابتسمت غالية بمشاكسة قائلة
– تحبى اتجوزه وتخلصى منه
ألقت فرح نظرة خاصة نحوها، لتهمس ببغض نحو الرجال امثال طليقها وذلك الرجل الكريهة الذي تبغضه الآن رغم حينما رأته اول مرة لم تصدق ان وجه كهذا يخفى وجه حقير وخبيث مخادع
– ده على اساس ابو عيالك هيسيبك، الحال من بعضه يا غالية
زمت غالية شفتيها مفكرة لعدة لحظات، كون فرح تحدثها الآن عن طريقة للتخلص من طليقها المترصد لها أصبح الأمر على عاتقها للتخلص منه، غمغمت بتفكير
– طب ما تشوفى حد كبير ليه من العيلة تعرفى تكلميه ويبعده عنك
هزت فرح رأسها بيأس، التفكير فى حل لتوقف ذلك الأحمق عن السعى خلفها أصبح بلا جدوى
لا شئ حرفيًا يستطيع ردع نضال مما يبتغيه
كل ما يبتغيه هو اعادتها الى قفصه مرة أخرى، وإن عادت يعني موتها
حرفيا موتها
تمتمت فرح ببؤس وقد شعرت بمدى فشلها حتى بعد التخلص من ورقة صك عبوديتها له، إلا أنه ما زال يملك حبائل لعبته.. لقد أدركت هذا جيدًا الآن
– غالية انتى بتكدبى على نفسك ليه، نضال كبير نفسه وافعاله وتصرفاته، مفيش حد يقدر يجبره على حاجة هو مش عايزها
وضعت غالية يدها على ذراع فرح الشاردة، لتسألها غالية مرة آخرى
– انتى فعلا مش عايزاه، يعنى مفيش حاجة من جواكى بتحن ليه
وبدلا من اعطائها الاجابة التى سئمت من ترديدها للجميع، همست بنبرة ذات مغزى
– بلاش انا، خلينا فيكى انتى .. هل فى يوم هتقدرى تسامحى ابو العيال ولما يطلب الود هيرجعلك
انقلب وجه غالية للبغض لتسمعها تخرج عدة سبات وقحة من شفتيها، قبل ان تهمس بحقد كريه
– ابو العيال.. القذر ده فاكر انه مالكنى خصوصا انى جايبة منه عيال، بس بعده مفيش حاجة هتقدر تنقص مقدار كرهى ليه ولو لجزء بسيط
عضت فرح باطن خدها، رغم أن غالية لم تحكى السبب الحقيقي لخلف هذا الكره العظيم إلا أنها تستشعر شئ أحمق كبير كسرها، كما فعل الآخر بها تمتمت بيأس
– الموضوع صعب يتحكى، مش كدا
دمعة خائنة غادرت مقلة غالية قبل أن تزيحها بإصرار هامسة
– للأسف
ران الصمت بين المرأتين لفترة، قبل أن يقاطعهم صوت نضال الساخر
– لو حد قالى ان طليقتي وزوجة المستقبل فى القعدة دى مع بعض مكنتش هصدق
اقترب نضال ببساطة وهو ينظر نحو محيط المكتبة بشئ من الريبة وبعض الضيق، حانت عينيه نحو نظرة العداء الواضحة من غالية
حتى غالية أطلقت مخالبها تجاهه تحمى قطته الشرسة التي تتظاهر بالضعف مطالبة الآمان لمن أقرب منها، هسهست غالية بحدة
– بلاش سخافة
سحب كرسي خشبي عتيق أصدر أزيزا مزعجًا ليرفع حاجبه وهو يرى نظرة غالية العدائية وهى تأمره بعدم الازعاج بالصوت، جلس على المقعد متأففا من الجودة السيئة لنوع الخشب، بل لحال المكتبة الأشبه بمكب قمامة ورق بأكملها، تمتم بتسلية نحو غالية
– بقولك ايه ما نتجوز ونضرب عصفورين بحجر واحد
حط عيناه تجاه فرح المتبلدة المشاعر، التى لم ترتجف او حتى ترمش لحديثه، سألها بنبرة وقحة
– انتى ايه رأيك يا فرح
استقامت من مجلسها قائلة بصوت فاتر
– اعمل اللى تعمله
غابت بين مكب الكتب او نفايات الورق التى تعبر بالوصف الصحيح عن حالة المكتبة، ليصيح من خلفها
– تقلانة انك تردى عليا ليه يا قطة
لم يتوقع منها ردًا لذا عاد ببصره على تلك النارية الأخرى
ابتسم بجاذبية لم تتأثر بها مطلقًا ليراها تخبط على الطاولة بعنف مستقيمة من مجلسها هادرة بعنف
– انت ما صدقت ولا ايه، لعبتك السخيفة وقفها يا نضال
ابتسم نضال بمشاكسة ليتمطى بجذعه العضلى واضعا كلتا كفيه خلف رأسه قائلاً بتسلية
– ايه طليقك مش عاجبه صح، تعرفى وقت ما جيه وقالى غالية خط احمر، قررت انى ببساطة اعدى الخط الأحمر ده وأهو نشوف ابن الحسب والنسب هيعمل ايه لما يلاقى راجل صاحب سمعة مشرفة بيقرب من أم عياله وعايزها ليه
رأى بؤبؤي عينيها اتسعتا لمجرى تفكير ذلك الرجل … المنحل!!! تورد وجنتيها غضبًا مغمغمة بقرف
– أنت وهو زى بعض
هز رأسه رافضًا أى مطلق رجل يوضع مقارنة به قائلاً بنبرة ماكرة
– لا لا حرام .. مفيش منى اتنين وانتى عارفة كده، انا سمعت انه اتقدم لواحدة الكلام ده صح
رغم ان جسدها ببراعة يخفى أى استجابة لحديثه، إلا أن عينيها ضرب حديثه في مقتل، تلك الاهتزازة التي كانت لثانيتن فقط قبل أن يعود لجمودهما كان أكثر من كافى بالنسبة له .. اتسعت ابتسامته الخبيثة قائلا بمكر
– يبقى الاشاعات حقيقية
مررت غالية اناملها على وجهها، محاولة سحب أكبر قدر من الهواء قبل أن يستنفذه هذا الأحمق المعتد بنفسه، لتهمس بيأس
– طول ما انت كده عمرها ما هترجعلك
ضيق عيناه قائلاً بنبرة جافة
– فرح .. ما انا عارف
نظرت غالية نحوه بحيرة تلك المرة، تحاول عبثًا الولوج داخله ومعرفة العلّة فى عقله، لكنها مهما بحثت لن تجد الإجابة التي ستسكين ضميرها كما تحتاج الأخرى
هكذا النساء
يبحثن
يرغبن
يردن
أما الرجال فليذهبن للجحيم فلطالما رغباتهن مجابة، لا حاجة لهم بمعرفة ما يدور بخلد الرجل، ولن يحاولن المعرفة
ولا تنخدع بالمرأة التى تحاول عبثًا معرفة ما يدور بعقل الرجل
فكلما فكرت المرأة بعقلها، جهلت كيف يفكر بنو الجنس الآخر.
المعادلة سهلة للغاية، يغلقن عقولهن الانثوية ويفكرن كرجل، لربما ينجحن!!
انتبه على صوت غالية التى سألته بهمس مستنكر
– طب بتعمل كدا ليه
رفع عينيه الذهبيتين، توهجهما كان مخيف في نفس غالية، ليغمغم بنبرة حادة
– بثبت ملكيتي عليها، انا وشمت فرح بصك ملكيتي ليها وهى عمرها ما هتكون لغيرى
انغلقت تعابير غالية تمامًا تحت وطء كلماته التى سمعتها قبلاً، نظرت اليه اسفة لتسمعه يغمغم بمشاكسة وقد تألقت عيناه بنظرة عابثة
– ايه !! الكلام مش عاجبك، ليكون طليقك عامل زيي؟! بس متقلقيش هعرف اشيل وشمه منك واحط بتاعى ببساطة
هزت رأسها يائسة تجاهه، بل اتجاه كل رجل يستطيع أن يجبر امرأة أن تكون تحت أسره، غمغمت بجفاء
– انا ماشية
تشبعت عيناه بالقسوة وهو يراها تستدير بجسدها ليغمغم بحدة
– والنبى قولى لأبوهم الفاضل يربى عياله، هاا دى بنتى بقت تعرف العيال بتيجى ازاى من ابنك المحترم
تخشب جسد غالية من وقع صدمة ما سمعته، استدارت بجسدها تحدق نحو عينيه محاولة معرفة إذا ما قاله ذلك المجنون صحيح أم خاطئ، هى تعلم جيدًا كيف تربى ابنائها.. لكن والدهم .. ذلك الحقير من المؤكد عبث بعقول صغيريها، انطلقت بخطوات كالسيف خارج المكتبة لتلمع عينا نضال بالمكر
فالقطة وقعت في المصيدة، ولا يوجد سواهما!!!
تحرك بخفة فهد متربص لسقوط فريسته التي يطوق لاسقاطها فى جحره.. عيناه جالت نحو المكان المعبق برائحة الكتب أو الأتربة!! أيهما أقرب فمكب النفايات الورقية هذا بحاجة إلى اعادة تجديد لا يصح لبشرى أن يمكث في هذه الخردة لدقيقتين.
أبصر جسدها الأهيف ليعض على طرف شفته السفلى بإشتهاء رجل
رجل حُرم من امرأة كانت يومًا حلاله
عينيه تفقدتا الاكتناز المثير أسفل خصرها ليغمض جفنيه بحدة محاولاً عبثًا تهدئة الشياطين فى عقله
يستطيع الذهاب الآن وإرغامها على العودة إليه
يستطيع أن يضع نطفة فى رحمها المشتاقة لجنين من صلبه
لكن جزء صغير يتطلب منه التريث
القطة الشرسة لن تستجيب لمحاولاته العنيفة للعودة
بل ستتمرد .. وما أحب تمردها نحوه!!!
شعر بجسدها يتوقف عن العمل ليراها تستدير بجسدها تقع بعيناها الريم نحو نظرته الذئبية
شعر بذبذبات جسدها المضطربة، وان كانت عيناها تحدق بجمود نحوه
لكن جسدها
يستجيب له.. ما زال خاضعًا لإرادته
شبه ابتسامة لاحت على شفتيه وهو يقترب منها مزيل أى عائق بينهما وإن كان مجرد هواء يفصل بين تلاحم جسدين .. غمغمت فرح بهمس بائس
– لحد امتى الحال ده
جذب جسدها تحت قبضته، محكمًا وثاق خصرها بين يديه الفولاذتين، يحاول افاقة تلك المغيبة، الحمقاء، إن كان يرغب بإيذائها سيفعله دون أن يرمش له جفن
تمتم بصوت جاف مقتربًا من اذنها، ينهال بقسوة من عطرها حد الانتشاء
– لحد لما اموت او انتى تموتى أيهما أقرب
شعرت فرح أنها محاصرة بين المطرقة والسندان، حتمًا آخر ما تتمناه ذلك القرب المثير للغثيان
رائحة عطره تسحبها لدوامة لا تستطيع الخروج منها، بالكاد كانت تقف بقدمين ثابتتين تهمس له بحدة
– نضال متخلنيش اتجنن واعملها غصب عنك
شهقة مؤلمة خرجت من حلقها حينما شعرت بانامل يديه تنهش فى لحم جسدها، دفع وارتطام عنيف لجسدها للحائط واقترابه منها لحد الخطر وعينيه المحدقة بها بإشتهاء جعلها توقن
لا فائدة ترجى من الهروب منه،انفجر فى وجهها هادرًا بغيرة لم يخفيها
– يبقى كتبتى موته، وصدقيني مش بهزر
انفرجت شفتاها محاولة التحدث، إلا أن تلك الاصابع الغليظة.. تبًا له سيسبب ذلك الأحمق كدمات فى جسدها ستظل لعدة أيام تعاني منها!!!
تدفقت الدموع داخل مآقيها ومساحة صغير شغل جسدهما يلعب فى مؤخرة عقلها
أنينها وصوت توسلاتها
أنفاسه الغليظة وعنفه الجسدي عليها
كلما زاد توسلاتها، زاد عنفه نحوها
وكأنه يحفر اسمه على جلدها بأشد الطرق تعذيبًا
ارتخت جفونها بضياع تام، وعقلها اللاوعى يستحضر المشهد بأشد الطرق قساوة
خرج صوتها ضعيف نسبيًا عن القوة المتظاهرة بها
– انت عارف كل لما بتبقى قدامى بفتكر ايه، بفتكر يوم المحكمة وقت ما قلت ما قولتلى هلعنك كل يوم، ليه عملت كده فيا
تصلب جسد نضال وهو يشعر بحدوث خطأ ما
جسد فرح استرخى بين قبضته باستسلام عجزي بطريقة طرق بها قلبه بذعر
جذب جسدها بعنف لتستقبل صدره الا انها لم ترمش بعيناها.. لم تجفل
حتى جفونها مغلقة
شعر بمعدل ارتفاع نبضات قلبه حتى كاد يسمعها بأذنيه ليجذبها من خصلات شعرها بقوة حتى أحس باسترداد وعيها، ضم ساقيها حول خصره مستندًا بيده الاخرى خلف ظهرها ليرى استعادة تلك العينين للوعى مرة آخرى
ابتسم باطمئنان وهو يرى اتساع عيناها جحوظًا لوضعها الغير برئ بالمرة مع طليقها
حركت جسدها بعنف من قبضة جسده لتتأوه بعنف لجذب خصلات شعره بقوة
آنت بألم ضعيف ليغمغم بحدة
– كنت عايزك تبقى حامل عشان ارجعك ليا
فغرت فرح شفتيها الا انها تأوهت بألم حينما دفع جسدها مرة آخرى لحائط صلب ويده وضعت على موضع رحمها
يمسده برقة بل ترى بعينيها أنه يتخيله يحمل طفله
تمتمت بعنف وهى تلكز صدره محاولة استرداد ساقيها، بل وكافة جسدها بعيدًا عن حصاره، أو أى تقارب جسدى بينهما
– تقوم تغتصبنى فى حمام المحكمة
زم نضال شفتيه بقسوة وتلك الحمقاء ما زالت تشعر أن الأمر مجرد اغتصاب
لما لا تسميه إعلان ملكية
استحواذ
جذب خصلات شعرها تلك المرة معاقبًا اياها المرة الأولى لقصه
الثانية لطلاقة للرائح والغادي يتغزل به
والثالثة له
دفن وجهه تجاه موضع نبضات قلبها الصاخبة، ليبتسم باطمئنان
قطته تشعر بقرب صاحبها اذًا!!
غمغم بخشونة محدقًا نحو قماش فستانها الناعم بغضب، قصة الفستان وخامته لا تخفى ابدًا منحنيات جسدها المهلكة
– مكنش اغتصاب انتى كمان، كنت عايز احس بيكى، كنت عارف انه هيبقى اخر اتصال جسدي ما بينا فمقدرتش، لو كنت عارف اوصلك كنت هعمله فى سريرك بس انتى اضطرتنى
طبع قبلة نحو خفقات قلبها لتلجمها الصدمة لذلك المجنون، ثم مرر اصابعه نحو خصلات شعرها بهدوء ليسمعها تهمس بضعف
– لو شمس جالها واحد زيك، هتعمل فيه ايه
رفع عيناه نحو عيناها المغرروقيتن بالدموع ليزيل أول دمعة آيلة للسقوط قائلاً بجفاء
– مش هيطلعله نهار
تساقطت الدموع لا اراديًا ازالها هو برقة ليسمعها تأن بألم هامسة
– وعشان أنا مقطوعة من شجرة، ومليش سند اترمى عليه تعمل فيا كدا
احتضن وجهها بين راحتى كفيه وذلك الضعف منه
بطريقة ما تضعفه
يحتاجها شرسة، باردة، جافئة معه ليستطيع التعامل معها
لكن تلك المستسلمة لانتهاكات يده بلا حول ولا قوة، تبكى امام منتهك تعلم أنه لا فرار من المحتوم جعله يشعر بغصة مؤلمة فى حلقه
غمغم بالقرب من اذنها قائلاً بحدة
– دموعك دى متنزليهاش، اللى حصل حصل وانتهى، وصدقينى لو رجع بيا الزمن كنت هعمله ومش ندمان ابدًا بس الحاجة الوحيدة انك مجبتليش ابن من بطنك
عادت عيناه نحو بطنها المسطحة بندم حقيقى، تلك المرأة يعلم أنها تشتاق لأطفال من رحمها، اطفال يستطيعون نطق “ماما” لأذنيها .. فقط لو تستسلم له!! يقسم انه سيلبي كافة متطلباتها الأمومية
فقط تستجيب له.
ارحم ساقيها المكبلتان حول خصره، عدل من وضع جسدها لتقف امامه بساقين رخوتين .. لكن يده وضعت تلك المرة نحو موضع رحمها ليتمتم بخشونة
– فرح انتى متأكدة انى مش هسمحلك تقربى من غيرى، فلو عايزة طفل .. هتاخديه منى انا وبس
فغرت فرح شفتيها وهمت بازاحة يده تلك المرة لكنه عاجلها قائلاً بجمود
– انا ملاحظ نظراتك لعيال غالية، ولأى طفل بيعدى من قدامك، وعارف انك محتاجة لطفل خاص بيكى انتى، متخسريش فرصتك قبل ما رحمك يجف
طبع قبلة أخيرة على وجنتها ثم استدار مغادرًا وجملته الأخيرة الماكرة تردد صداها فى عقلها
– ولو عايزة دستة أطفال انا جاهز
اغمضت فرح جفنيها بيأس لتغطى كلا كفيها محاولة كبح دموعها وإطلاق صرخة مستجدية
الحقير
الحقير
يريدها لتحمل طفل منه
ذلك الفاسق، شعرت بالاشمئزاز من جسدها واثار انتهاكات جسده
آثار خطاياها
انزلق جسدها على الأرض بدموع قهر، لتشعر بيدين حانيتين وصوت غالية تغمغم بذعر
– قالك ايه الحيوان ده
رفعت فرح عيناها بعذاب وشحوب طعن غالية التى اتسعت عيناها بإدراك
ذلك الحقير استطاع أن يلهيها بغضبها تجاه والد اطفالها حتى يتسنى له الفرصة الخلوة معها، لم تحتاج فرح لمعرفة ما يرغبه الرجل إذا سارعت بدفن وجهها فى جسد غالية التى استقبلت جسدها بحمية وخوف لتهمس بقرف
– القذر
علمت فرح ان وثيقة زواجها التى زيلتها بالدماء
لا بد أن تفسخ بالدماء!!
********
الحياة مغامرة
تستطيع أن تكون صاحب بصمة
أو ببساطة أن تكون جانب مهمش منها
وهى اختارت أن تصنع بصمتها الخاصة
لكن الآن كرهت أن تلهث خلف الشهرة والأضواء
حياة العمل الرتيبة نوعًا ما أفضل بكثير من كونها مسلطة تحت الأضواء، استعدادت لزفافها من واحد من أفضل ما جلبت اذاعة الراديو، حتى إنها تتوقع أن مسيرته الفنية وركض الفتيات خلفه لن تنتهى حتى بزواجه
لكنها لا تغار من مجرد نساء تسعين خلفه، لأنه ببساطة اختارها هى!!
لمعت عينا جيهان بابتسامة واسعة وهى لا تصدق صديقتها فوزية ..معذرة فوفا جلبت لها تذكرة لأهم نجم تمتد شهرته لكافة ربوع الأرض
تمايلت مع الاغانى وداخلها تعلم ان علم وسيم بهذا الأمر فهذا يعنى موتها، لكن الأمر يستحق المخاطرة
انتبهت على ذراع فوفا وهى تجذبها للخروج من بين الحشد، انفجرت جيجي تضحك بهستريا مفاجئة وهى لا تصدق انها خلال عدة أشهر ستصبح امرأة متزوجة!!
امرأة متزوجة تعنى المزيد من الأعمال ستقع على عاتقها فى العمل
ستصبح مسؤولة عن بيت خاص، وتكوين عائلة..ستنسى صخب الشباب ولكنها لا تظن أنها تستطيع تلك العادة سريعًا
انتبهت على جذب فوفا لها لتقع عيناها على تلك السمراء بجسدها الضئيل وطولها الفارع .. الفتاة تستطيع أن تعمل فى أى مجال للموضة بجسدها هذا!! لكنها تفضل العمل فقط لبيع تذاكر حفلات!!
أخرجت مفتاح سيارتها من حقيبتها وسلمته لفوزية التي سارعت بفك إغلاق الأمان فاتحة الباب لتتولى مقعد القيادة..
تنفست فوزية الصعداء وهى لا تصدق جنون ما تفعله لتلك الفتاة، الفتاة تودع عزوبيتها بقيام أشياء مجنونة ومن ظهر خطيبها، وهى كالحمقاء لا يكفى ما بها من مصائب لتوافق على تلك المصيبة !!
شغلت محرك السيارة وانطلقت عازمة على الذهاب تجاه منزلها، ضغطت جيجى على زر الاذاعة لتستمع الى صوت حبيبها وهى معلقة فوق السحاب
نادرًا ما تنجذب إلى أصوات الرجال، وليس الجميع من يمتلك تلك الموهبة، تستطيع ان تعد على يديها من يستطيع أن يجلب رجفة لجسدها .. تمتمت بصوت مشاكس
-مش بزمتك مش كده أحسن .. تبقى سنجل بلا وجع جواز بلا هم
هزت فوزية رأسها بعدم اكتراث، فهى لم تمر بفترة ارتباط، او حتى خطبة كى تعلم مسألة كون امرأة مرتبطة برجل..
لمعت عينا جيهان بإدراك قائلة بتساؤل فضولى
– انا بس عايزة افهم انتى ازاى بتوصلى للتذاكر دى
هزت فوزية رأسها بعدم اكتراث مغمغمة
– عندى معارف كتير، وعارفة استغل الناس كويس
رفعت جيهان حاجبها بشقاوة لتقترب منها قائلة بمشاكسة
– مش خايفة فى يوم لتتقفشى
لم يبدو على فوزية أى أثار خوف او قلق، تابعت ببرود قائلة
– مش فارقة كدا كدا، معظم اللى بيعمل كده بيبقوا مدير اعمال الفنانين، يعنى كله فى الأمان
همت بإلقاء المزيد من الاسئلة الا ان اذنيها ارهفت السمع لصوت رجولى، ليس صوت حبيبها بل صوت آخر .. أطلقت صيحة مستنكرة وهى تقول
– ايه ايه ده، انتى عارفة ده صوت مين
خيمهم الصمت لفترة لترهف فوزية السمع، تخشبت لثانية واحدة اثر سماعها لصوت الرجولي العميق وكأنه يناجى اسم حبيبته وليس متحدثًا للإذاعة بأكملها ولعديد من الفتيات، تمتمت بوجه متجهم
– مين يعنى
الا ان جيهان كانت ترغى وتزبد، تقسم ان وسيم فعل هذا الأمر نكاية بها، غمغمت بصيحة مستنكرة تجاه صوت صديقتها اللامبالي
– نوح التونى، انتى ازاى متعرفيهوش .. ده انتى لسه بايعة تذاكر حفلته امبارح
ركزت فوزية عيناها نحو الطريق قائلة بصوت ساخر
– مبركزش من كتر اساميهم، بعدين حيلك حيلك، ده لو كان تامر حسنى كنت عرفته
فغرت جيهان شفتيها بصدمة، لم تنسى ان هناك نبرة عدائية فى صوتها، لتزم شفتيها محاولة أرجاء هذا الأمر في حديث آثر كى تستطيع استدراج تلك الفتاة ومعرفة ما تخفيه خلف هذا الوجه البرئ …. لمعت عيناها بمكر وهي تتمتم بهيام كحال اى مراهقة وقعت فى شباك رجل وسيم
– انتى مجنونة، مفيش بنت عربية متعرفش نوح التونى .. ياخرابى انتى مشوفتيش عيونه ولا جسمه الرياضى يخرابى ولا حتى صوته
تجهم وجه فوزية وهى تلقى نظرة مستنكرة تجاه صديقتها لتهمس بتهكم
– وياترى خطيبك اللى فى مقام جوزك يعرف ان عينيكي الحلوة على الضيف بتاعه فى الحلقة
تلك المرة أطلقت سبة وقحة تجاه زوجها، قبل أن تتمتم بحدة متوعدة لذلك الرجل
– الحيوان عارف كويس اووى انى بحب اغانيه، مقاليش ليه انه هيستضيفه في الإذاعة
آثرت فوزية الصمت، وهذا الصمت منها لم يعجب جيهان مطلقًا، فلم تكن من هذا النوع الصامت، بل كانت كوجه ثانى لها في جموحها وجرأتها … امسكتها من ذراعها قائلة بمكر
– ما تيجى نطب عليهم
اشاحت فوزية عيناها عن الطريق لبرهة ناظرة نحو المكر والخبث المتلألأ فى حدقتى جيهان، لتزم شفتيها بحنق قائلة
– لا اعفيني، انا ورايا شغل بليل وعيال بنت عمى مجننينى النهاردة ومش مخلينى عارفه اركز فى الشغل
ترجتها جيهان بعبث طفولي محبب
– بليز يا فوفا .. ألحق اخد توقيع منه .. ده هيسافر دبى بكرا
كانت تلك الفرصة ذهبية لها لرؤيته عن قرب، التفتت فوزية نحوها لتقول بتطلب
– بس هتعزمينى على العشا
صفقت جيهان يديها بجزل قائلة
– وحياتك احلى شاورما و احنا رايحين الأذاعة
………….
فى محطة الإذاعة،،،
عالم آخر يستطيع أن يحلق به بحرية
الشغف الوحيد الدائم فى حياته بجانب شغفه بفأرته الصغيرة الملونة.. بقدر شغفه بالعمل امام الاذاعة، وتلقيه عروض تلفاز مغرية .. إلا أنه يعلم فى قرارة نفسه .. لن يكون على كافة راحته كما الآن
ابتسم ببشاشة والسماعات الموضوعة في أذنه تنبه أنه على وشك العودة لجماهيره، القى ابتسامة خاصة تجاه الضيف أمامه ليباشر بسؤاله مباغته
-تقدر تفهمنى عرفت تخطف مش قلوب الستات المصريات لا قلوب الستات الوطن العربى فى مدة قصيرة ازاى
انفجر الآخر ضاحكًا أثر طريقة وسيم المسرحية، ليتمتم بأريحية قلما يجدها هو إمام المحاورين والصحفيين
– متبالغش يا وسيم، صدقني حتى لو عايز تعرف هقولك معرفش حقيقى، انا نزلت اغنية ونمت صحيت لقيت الأغنية على كل platforms وبقت تريند .. والفضل ده يرجع لربنا ثم الـ team اللى معايا
وقفت كلتا من جيجي وفوزية امام النافذة الزجاجية، تنظر فوزية تجاه عينا جيجى الفاضحتين عشقًا تجاه رجلها الذى ما أن أبصرها حتى لمعت عيناه
اتسعت بؤبؤ عينا فوزية بدهشة، اذا الرجال يستطيعون أن يمنحوا الحب !!!
شعرت بالغبطة تجاه كلا الزوجين، لكن ما إن أبصرت عيناها تجاه الرجل الأخر .. رجل كان كما تفوهت جيجي ” آله الإغواء” فى نظرها بعينيه التي تحتار معرفة لونهما وشعره الأسود، عادت عيناها سريعا تجاه جيجى لتهمس بسخرية ما ان سمعت رده
– قال team قال جتك خيبة
ابتسمت جيجى بحالمية مغمغمة والقلوب تكاد تقفز من عينيها
– شايفة قمر ازاى، ياخرابى ياخرابى .. احلى من الحقيقة
ألقت فوزية نظرة سريعة عليه، جلسته مريحة بعكس اللقاءات الأخرى
مسترخي بأريحية على المقعد، مرتشفا كوب من القهوة لتغمغم بسخط
– انا بجد مش عارفة انتى شايفة فيه ايه، عشان تعجبي بيه
نظرة جيجى كانت ثاقبة، فحينما عيناها سقطت على المدعو بنوح لاحظت بالنيران المتصاعدة فى عينى رجلها
ألقت جيهان ابتسامة عابثة و قبلة فى الهواء تجاهه، لكن هذا لم يتأثر بوجهه السودادى لتواجه فوفا قائلة
– دى العضلات بتاعت دراعته هتقطع القميص انتى بتقولى ايه
هزت فوزية رأسها بيأس لتمرر يدها بعجز على خصلات شعرها الفوضوية قائلة بتهكم
– كله نفخ ده يا جيجى
عينا جيجى عادت تتفحص الرجل، عضلات ذراعين الرجل حقيقتين كرجلها، تكاد تقسم بهذا، لقد كانت تسخر من عضلات رجلها حتى اثبت لها بالفعل أنهما حقيقتان .. تمتمت بصدمة
– نفخ ايه!! انتى بتهرجى دى عضلات حقيقية، زى بتاعت وي وي صدقينى انا من نظرة بعرف حقيقى ولا نفخ
ألقت قبلة عابثة لوسيم الذى رفع حاجبه بشك، لينتبه امام محاوره قائلا بصوته العميق يشوبه بعض التسلية
– جاهز لأسئلة المعجبات، خلى بالك فيه منها شخصى، متتخيليش كمية الاسئلة اللى على صفحة البرنامج
ابتسم نوح وعينيه مسلطتين على الرجل وإن كان يتوقع امام تباينات ردات فعله أن هناك أنثى تهمه تقبع خلف النافذة، عيناه سقطت فورًا تجاه خاتمه الفضى ليبتسم بغموض وهو يجيبه قائلا بود
– ربنا يستر، قلقتنى
اخذت فوزية قضمة كبيرة من شطيرة الشاورما التى جلبتها جيجى قبل صعودهم إلى المحطة الإذاعية، تمتمت بسخرية
– سمج اووى
اقتربت منها جيهان هى الاخرى وفى يدها شطيرتها الخاصة، بعد أن رشت مهندس الصوت شطائر الشاورما هو الآخر ليسمح لهن بالجلوس هنا
– خلى بالك يا قطة، ما بين الكره والحب شعرة واحدة
رفعت فوزية حاجبها بسخرية ناظرة بغضب تجاه الذى يوليها ظهره لتلتف تجاه جيهان قائلة
– انتى مجنونة أحب ده على ايه، دى كل الستات مرمية عليه وهو عامل نفسه شهريار زمانه.. لأ شهريار ايه .. ده فاكر نفسه كريس إيفانز
لمعت عينا جيهان بمكر متألق وهى تعلم وراء تلك العداوة اللامبرر لها، الصغيرة تخفى اعجابا له
الرجل عرفته قبلا اله اغواء رغم سخرية الأخرى، تمتمت بتسلية
– طب مش شبهه بس على نسخة معربة شوية
نفخت فوزية وجنتيها بضيق وهى تشعر ان فى كل تعليق محاصرة بين المطرقة والسندان أمام جيهان
– صدقينى هقول لقرة عينك
لكزتها جيهان قائلة بعبث
– يا بت بهزر معاكى اومال، متبقيش خنيقة كدا
لم تمنع فوزية سوى الابتسام والاستماع الى سؤال وسيم الذى غمغم بمكر
– مين هى حب حياتك الأول
لمعت عينا نوح بتسلية ليجيبه بنبرة رخيمة
– أمي أكيد.. أكيد بدون نقاش
رفع وسيم حاجبه بتسلية لإجابته المتقنة، بارع في إيجاد ردود الأسئلة الشخصية، وحتما تلك الاجابة لن تعجب معجباته، ليسأله بخصوصية أكثر
– طب وحب حياتك دلوقتى
مرر نوح أنامله في خصلات شعره كابحًا ابتسامة عابثة ليغمغم بنبرة غامضة
– حقيقى لسه مفيش اللى جت وتخطف القلب، اول ما تيجى انت والمتابعين أول من يعرفوا
اتسعت ابتسامة وسيم امام إجابة الرجل
الرجل ما زال واضعًا نفسه داخل شرنقته، رافضًا من أحد الولوج تحت مكنوناته، وهذا بمفرده استفز به جانبه الصفحى ليتمتم له بنبرة ذات مغزى
– شكلك مخبيها، بس مش عايز تعترف
عينا جيهان مسلطة على التى تستمع الى حديث الرجلين بفضول وانتباه شديدين، لتميل نحوها متسائلة بصوت خفيض
– تفتكرى عنده بنت مرتبط بيها
قلبت فوزية عينيها بملل حقيقى لتغمغم بعدم اكتراث
– مش مهتمة ولا عايزة أعرف
انتبها على صوت وسيم الذي أمر بوقت مستقطع
– فاصل سريع وهنرجعلكم تانى
انتفض وسيم من مجلسه خارجا من غرفة الاستوديو ليقترب نحو الفتاتين، وخاصة تلك التى تبتسم بمكر ليمسك مرفقها قائلاً بصوت حذر
– جيجي بتعملى ايه هنا
اشاحت جيهان ذراعها بعيدة عنه أمام عينا فوزية المتسعتان بفضول، لترمق تجاه المخرج الذي لم يعبأ بالنظر نحوهما، وكأن ذلك العرض تكرر أمامه مائة مرة!!
صاحت جيهان بسخرية امامه قائلة بنبرة متهمة
– يا سلام يا خويا، مقولتش نوح جاى ليه عندك
اسودت مقلتي عينيه دكنة وهو يميل نحوها مهسهسا بغضب
– ومن امتى بقولك مين بيجى ضيوف البرنامج
نفضت جيهان يده التى امتدت لامساك مرفقها صائحة فى وجهه
– هتهزر يا عنيا، ما انت عارف ومصدعاك بيه ليل نهار
نفخ وجهه بضيق، المرأة لا ترحم شياطين غيرته، بل تزيد الحالة سوءً ليمسك مرفقيها بقبضة من حديد وهو يهسهس بحدة
– ما عشان حبيبة قلبى مراتى اللى هخزق عنيها قريب عمالة تشكر فى راجل غريب وشغالة تحب فيه وفي أغانيه، طبيعى مش هقولك
تأففت جيهان بضيق مصطنع، وداخلها يوجد صخب كـ مفرقعات العيد، دائما ما تحب رؤية الغضب وفقدان حلمه من حولها، تكاد تشعر به انسان اقرب من كائن بارد لا تستطيع التعامل معه، هسهست بغضب مصطنع
– طب اوعى كدا خليني اخد توقيع وصورة
أعادها مرة اخرى الى قبضته حينما حاولت الفكاك من حصاره هادرًا فى وجهها بغضب
– قسما بالله ما متصورة معاه
ارتفع حاجبا فوزية وهى ترى امام غضب الوحش المتمثل امامها استكانة جسد جيهان أمامه قائلة بحدة
– انت بتحلف عليا يا وسيم!!! ده احنا لسه متجوزناش، اومال لما يتقفل علينا باب هتعمل ايه هتحبسنى فى الاوضة
لمعت عينا وسيم بعاطفة تعلمها جيهان، ارتعد جسدها حينما مال بشفتيه هامسًا فى أذنها بوقاحة جلبت الدماء لوجهها
– لما يتقفل باب هبقى افكر نجيب عيال يا روح وسيم
تعثر لسانها للحظة أمام ابتسامته العابثة لتلكزه من خاصرته مغمغمة بحدة واحتقن وجنتيها من الخجل
– يا قليل الأدب، ميصحش الكلام ده هنا
ربت على وجهها كطفلة صغيرة بجديلتين مشيرًا تجاه الأريكة قائلاً بنبرة محذرة
– زى الشاطرة كده تقعدى هناك على الكنبة لحد لما اخلص
اسودت معالم وجهها قتامة لتخرج صيحة غاضبة من شفتيها أمامه قائلة
– متخليش جنانى تقوم عليا ونلغى الفرح
همت فوزية بالتدخل إلا أن مهندس الصوت اشار لها بيده بعدم التدخل، شعرت بالحرج امام الزوجين خاصة نقاش كهذا المحتدم بينهما لا يصح أن يكون بين مرآى العامة!!! هكذا تعلمت من والدها!!
هدر وسيم من بين أنفاسه ووجه تضرج بالحمرة من الغضب الذى تدفعه تلك الفأرة الصغيرة العابثة
– ابقى اعمليها يا جيجى، وقسما عظما لاخدك من اوضتك بهدوم اللى عليكى وبلاها فرح ولا فستان
تلك المرة اندفعت فوزية تتدخل بينهما قائلة بصوت متوتر أثر كلمات الآخر عديمة التهذيب أمام مسمع ومرأى عينيها
– ايه يا جماعة صلو على النبى، مفيش داعى للخناقة دى
غمغمت من بين انفاسها بحنق
– ويقولوا الست مش بتحب الرجالة ليه، قطع سيرتهم
تنحنح مهندس الصوت الذي ظنته أخرس لثوانى ليقول بصوت فاتر
– وسيم، المفروض تبقى على الهوا
نظر وسيم بحدة تجاه مهندس الصوت قبل أن يهز برأسه مغادرًا من الغرفة عائدا نحو الاستوديو الخاص لتقترب فوزية قائلة بضجر
– بتنرفزى الراجل ليه مش مستاهلة كل الخناقة دى
غمزت لها جيهان بمكر قبل ان تقول بجدية تجاه مهندس الصوت
– دخلنى مكالمة تلفون
نظر مهندس الصوت نحوها بضجر قائلاً بيأس
– جيجى
اكتفت بابتسامة عريضة ثم التقطت هاتفها تضغط ارقام البرنامج لتمده تجاه فوزية التى اتسعت عيناها بجحوظ، هزت رأسها نافية تجاه ما ترغبه تلك المخبولة لتهمس جيجى باصرار
– لو اتكلمت صوتى هيتعرف، انتى اللى هتكلميه
عيناها حدقت نحو النافذة ثم إليها لتغمغم برفض
– انتى مجنونة لأ طبعا
رفع مهندس الصوت عينيه بملل عنهما قبل أن تغمغم جيجى بصلابة
– انتى بس تكلميه قوليله ان خطيبك بيغير منه
فغرت فوزية شفتيها لبرهة قبل ان تنظر بعينين حانقتين نحو الكائن العضلى الذى لم يدير رأسه ولو لثانية تجاههما لتصيح بزمجرة حانقة
– ده شبه البرص الجعان
تلك المرة أطلقت جيهان ضحكة عالية أثارت حفيظة وسيم الذى رفع حاجبه ونظرة عينيه لم تبشر بالخير مطلقًا لتغمغم جيهان بعبث
– طب وربي حاسة فيه اعجاب بس مستخبى
اخذت الهاتف منها بضجر صائحة بحدة
– ده بتاع بنات ونسوان، مش من نوع
غمغم مهندس الصوت ببرود
– جاهزة
هزت جيهان رأسها قائلة بايماءة موافقة
– جاهزة
انتبه وسيم الى دخول مكالمة هاتفية ليرفع بصره ليجد الفأرة تنظر نحوه ببراءة، لم يتفق مع المخرج بوجود مكالمات هاتفية فى ذلك الوقت من برنامجه، لكن مع اصرار مهندس الصوت استجاب للمكالمة قائلا بصوت عذب
– ومعانا مكالمة تليفونية، من اول معجبة.. نتعرف بيكى
جاءه صوت أنثوى ليس بصوت فأرته، لكن .. حانت عيناه مرة آخرى باحثًا عن صديقتها التى اختفت عن الأنظار، لتضيق عيناه وهو يسمع صوت الآخرى تهمس بصوت فاتر
– مش شرط اسمى، اعتقد صوتى بقى معروف ليه
حدق وسيم بنظرة متسلية الى تجهم معالم وجه الآخرى، وتقطيبة عميقة فى جبينه محاولا تذكر صوتها ليهمس وسيم بابتسامة ماكرة
– صدقينى الغموض لوحده كفيل اللى مش عارف عنده فضول يعرف
ران الصمت فى الطرف الآخر سوى من صوت أنفاسها عبر الأثير، لتهمس بصوت ناعم جعل نوح ترتفع حاجبيه باهتمام كلىّ قلما يوجهه لأى شخص عابر
– نوح .. يارب تكون فاكر صوتى بعد السنين دى كلها
اتسعت ابتسامة وسيم وهو يهز رأسه بيأس، إلا أن ابتسامة نوح كانت يعلم انه واقع فى مصيدة نسائية، غمغم بصوت لعوب
– فكرينى بيكى اكتر
تبارت انفاسها عبر الأثير وأذنيه مرهفتين السمع لأقل همس ونفس يصدر منها، أتاه صوتها الحانق
– اكيد بتهزر .. ازاى مش فاكر حبيبتك وحب عمرك وفى يوم كانت مراتك
رفع وسيم حاجبه بتسلية وعينيه رمقت جيهان التى رفعت كلتا يديها مستسلمة أنها لا دخل لها بالأمر، ليعيد أنظاره تجاه نوح الذى اكفهرت معالم وجهه ليقول
– مراته!!
عض نوح على باطن خده قبل أن يهمس بصوت خشن به الكثير من المكر
– لو عندك الجرأة اطلعيلي في الحقيقة، كون انك بتتهمينى اني جوزك فأعتقد لازم مصالحة كبيرة اعتذر بيها قدام الناس وفى حقك
لم يأتيه صوت الأخرى سوى من صوت تنفسها الذي اضطرب ليغمغم ببرود
– وطبعا ورق جوازنا
اندفعت فوزية تهمس باستنكار
– عايز ورقتين العرفى اللى ضربناهم يبقوا قدام الناس، مش خايف على سمعتك
أرخى نوح جسده على المقعد و أجابها بابتسامة مشاكسة كما لو أنها تراه
– صدقينى الاتهام ده لوحده كفيل انه يضرك انتى قبل ما يضرني
جاءته غمغمتها الحانقة
– حقير
لمعت عينا نوح بتسلية ليأتيه صوت وسيم قائلا
– واضح ان الخط انقطع
لوى شفتيه ساخرًا ليغمغم بهدوء
– للأسف
عينا وسيم تلتقطان أقل ردة فعله منه، لكن الذي أمامه كحجر ناطق دون أن يبدي ردة فعل بشرية
سأله بفضول
– الكلام ده حقيقى ولا جذب انتباه
هز رأسه دافنا انامله فى خصلات شعره قائلا بهدوء
– اعتقد هى اللى تقول إذا حقيقى تثبته
انفجرت جيهان ضاحكة وهى تغمز لمهندس الصوت الذى اشاح بعينيه بملل حقيقي لتهمس بتسلية
– يابن اللعيبة، عرف يلعبها صح
تقدمت منها فوزية وآمارات الغضب مرتسم على وجهها الأنثوى، لتلقى الهاتف فى يديها قائلة ببغض
– حيوان
لم تكن تتوقع جيهان ولو لعام قادم أن تقدم فوزية على فعل متهور كهذا، حتمًا لم تتوقع هذا الشئ يصدر منها .. لكن من يعلم ربما تلك هى شرارة الحب الأولى!!!
شاكستها بخبث قائلة
– والله عجبنى، نوح التونى واضح مش سهل ابدًا
امتعضت ملامح فوزية مغمغمة بسخط
– بالله فى حد يسمى التونى، ايه من قلة التونة فى البلد، اسم كدا لوحده مليان زفارة
لكن الرد الذى جاءها لم يصدر من شفتى جيجى بل صدر صوت أجش عميق يغمغم بتسلية
– مكنتش اعرف انى اسمى بيقرفك للدرجة دى
تخشب جسد فوزية وشعورها بطاقة وجوده بالقرب منها جعل الدماء تضخ بقوة فى سائر عروقها، تصلبت شعيرات جسدها وهى تستدير واضعة ملامح الوجوم فى وجهها قائلة
– ولما عرفت هيفيدك بأيه
رمشت أهدابها عدة مرات نتيجة عينيه المتفحصة لجسدها، أخذ جميع وقته يدرس كافة تفاصيل جسدها الأنثوى الرقيق داخل ثيابها الواسعة لتقع عيناه على البئر السحيق فى عينيها قائلاً
– ولا حاجة
زمت فوزية شفتيها بحدة وهى تلتقط متعلقاتها وقد استكفت من وجودها الأحمق هنا لتصيح بغضب
– انا كمان عبرت عن رأيى، همشى يا جيجي ورايا شغل
خرجت فوزية كبركان ثائر من الغرفة، لتقع عينا نوح على جيهان التي ابتسمت بترحيب دون أن تصدر تعليق واحد من شفتيها، ليقترب من مهندس الصوت قائلا بجدية
– محتاج اعرف مين صاحبة المكالمة دى
هز مهندس الصوت رأسه بأسف قائلاً
– للأسف صعب نوصلها، واضح انها عاملة احتياطاتها قبل ما تتصل
تقدم وسيم من الغرفة ملقيًا أسفه تجاه ضيفه
– انا اسف يا نوح، صدقنى مكنتش اعرف حاجة زى دى هتحصل
هز نوح رأسه قائلا بتفهم
– عارف، اعداء النجاح كتير .. اتشرفت بمعرفتك، بس اعرف انى هعرف اوصلها
عيناه حطت نحو جيهان فى نظرة لم تفسرها الأخرى، ليستدير راحلاً وما إن أغلق الباب حتى جذبها وسيم من ذراعها متوجها بها نحو غرفته، سألها بحدة
– ايه قصدك باللعبة دى
رفرفت جيهان أهدابها ببراءة قائلة
– يوه مش انا
ضيق وسيم عينيه قائلا بنفاذ صبر
– جيهان
زمت جيهان شفتيها بعبوس وهى تتقدم منه طابعة قبلة على وجنته قائلة ببساطة
– هى مش انا
عادت تطبع قبلة أخرى لوجنته الأخرى، مما سبب من تقليل سخطه تجاهها، صاح بحدة
– انتى بتضرى بسمعتي انا
زفرت جيهان بتفهم وهى تحيط عنقه بذراعيها قائلة بصوت عملى
– مش بضرك بالعكس، هو لوحده هياخد تريند لشهر، يعنى انتو الاتنين كسبانين
لم يرفض مبادرتها للقرب، ليحكم وثاق ذراعيه حول خصرها دافعًا جسدها بالقرب منه، دفن وجهه فى عنقها يطبع عدة قبلات متفرقة، تصبره على ميعاد زفافهما، فمن كثرة التأجيل دون سبب والأعمال التى لا تنتهى يشعر انه سيتزوج بعد عشرون عامًا.. شعر برجفة جسدها من أثر قبلاته، ليغمغم في اذنها بخشونة قارصًا خصرها
– انا مش مذيع وضيع زى اللى فى التلفزيونات
آنت جيهان بألم، لتدفع صدره بعنف عنها الا ان محاولاتها تم ضحدها من قبله، ليطبع قبلة على أرنبة أنفها مما سبب من تقليل سخطها قائلة
– اول واخرة مرة يا حبيبى
قلب وسيم عيناه بملل حقيقى قائلاً لتلك الأسطوانة التى يسمعها أكثر من خمسة عشر عامًا دون تغير
– اتمنى
انفجرت جيهان ضاحكة وهى تمسك وجنتيه قائلة بإقرار
-مش اخر مرة اووى، ممكن كل كام سنة مرة
صفع يدها التى تجذب وجنتيه، لتتأوه بألم حقيقى، الرجل لا يقبل أبدًا المداعبات منها.. نظرت اليه بحدة ليسألها ببرود
-ممكن تفهمينى استفدتي ايه باللى حصل
هزت جيهان كتفيها بلا مبالاة قائلة
– إن هو يلاقي حب حياته بس على طريقتى
ارتفع حاجبا وسيم حتى كادت أن تصل الى منابت شعره، يكاد يقسم ان المرأة التي سيتزوجها مخبولة
أى حب هذا الذى تدفعه لشخص لا تعرف عنه سوى وجهته الفنية؟!!
منذ متى ستعمل وسيطة علاقات؟! أليس من الأفضل أن تهتم بزواجهما بدلا من اهتمامها بالأخريين!! غمغم بيأس
-مجنونة
******
إن كان نعيم قربك .. عذاب
فجحيم بعدك .. أشد هلاكًا
كنت طائش مسكين يعربد فى قارعة الطريق
وكنت أنتِ وحدك من أعادنى للطريق
أتفهمين هذا الأمر أم علىّ أن أصوغه بطريقة آخرى
ما من نساء يا برتقالية على هذا الكوكب كان لها نفس التأثير المزلزل لقلبى كما فعلتِ أنتِ
ولا من امرأة استحالت عالمى دمارًا كما فعلتِ أنت
ولا من امرأة قيدتنى، وأسرتني، وجعلتنى أسيرًا تحت كهرمانية عينيها كما فعلتِ أنتِ
هل أدركتى الآن صعوبة انسلاخ حبك من قلبى؟!!
فى قصر السويسري ،،،
جالت عينا سرمد فى كافة أنحاء الغرفة
يأمل فقط أن يلمح طيفها
أو عبق رائحتها المُسكرة فى أرجاء منزلها
عينيه غامتًا مفكرًا بعقله المنحرف، ترى أى طريق يسلكه نحو غرفتها … هو فى حاجة ماسة لرؤية غرفتها، معرفة ما مرت به فى طفولتها، ثم فترة صباها ومراهقتها.. حتى أضحت عروسه هو
عروس سرمد
شعوره بالتملك تجاهها فظيعة، حتى والدته أمرته بالتريث معها، أن يجعلها تسترد كامل الثقة به
لكنه كالأحمق أخبرها أن جينات عائلته صاحبة دماء حارة، وإن رأى شيئا لا يعجبه حتمًا بها او بطريقة حديثها او ثيابها، فستقابل وجهه الغيور
وهى ببساطة انفجرت ضاحكة وكأنه ألقى دعابة، لكنها ابتسمت باطمئنان قائلة أنها لن تفكر فى اثارة غيرته، فقط اختبرتها على يده وليست فى حاجة لعودة كدمات مرة آخرى على جسدها
جسده تفاعل بخشونة أثر ذكرها للكدمات، الحمقاء لا تدرى كون تلك الكدمات من أثر يده فقط على جسده تعنى وصمه لها!!
انتبه على نحنحة معتصم الخشنة مفيقًا ذلك الذى ذهب فى ملكوت آخر بعيدًا ليتمتم بغلظة وغضب لم يحتاج لإخفائه
-رجلك ناوية تاخد على المكان هنا ولا ايه
ابتسم سرمد بتهذيب وشبه ابتسامة ماكرة تزين شفتيه، لو يعلم فقط والدها ما يفكر به تجاه ابنته، يقسم انه سيركله لثانى مرة خارج منزله الذي قدم اليه بصحبة غسان الذى كان كسائق صبور معه، آمرًا منه كوالدته أن يحسن سلوكه فـ قدميه لن تساعده على الهرب لو أراد قتله.
لن ينكر أن حماه المستقبلى استقبله بضيافة يشتهر بها دول الشرق الأوسط، ابتسم وهو يمرر يده على لحيته المهذبة قائلا بصوت هادئ بصوته الشامى
– ابدًا .. لكن اجيت متل بيقولوا البيت من بابه، مو من الشباك
ضحكة ساخرة خرجت من حلق معتصم، التى امتعضت ملامحه قائلا بتهكم
– كتير خيرك ، مش عارف حقيقى لو جيت من الشباك كنت ممكن اعمل فيك ايه
كز معتصم على نواجذه، محاولا التحلى بالصبر
والله لو لم تكن ابنته مدلهة بعشقه لقام بركله خارج منزله، لكن الحمقاء ابنته أعانه الله عليها وعلى من قيد قلبها بعشقه
لو يعلم فقط أى سحر مارسه ذلك الرجل عليها؟!!
انتبه على صوت سرمد الذى غمغم بجدية وصدق تفضحه عيناه الداكنتين
– كنت أستطيع ان اقابلها فى أى مكان عام، لكننى فضلت بدايتى أن تكون صحيحة، أريد مباركتك للزواج يا سيد معتصم
لجم معتصم غضبه حينما حطت عيناه على عينى الآخر
مقلتى غريمه متلألأتان بالعشق الفاضح الذي لم يخشى بإخفائه
بوقاحة متعمدة يكشف له تأثير ابنته فى مداره
بعيد عن ذلك الرجل الذي قابله من عدة أشهر
كان شبه كائن يتردد النفس فى صدره، نزع منه حياته بقساوة ورغمًا عنه شعر بالرضا
كون ان هناك آخر يعانى كـ ابنته من ويلات العشق
صاح بحدة راغبًا بجلب أى شئ يهشم به رأس ذلك الأجنبي
– بعد ايه!! بعد ما علقتلى البنت فى حبال هواك، عايزنى ارفض
ومضة سريعة ومضت فى عينى سرمد زادت من ارتفاع أتون غضب الآخر، غمغم بصوت هادئ
– لقد ربيت ابنتك بطريقة تفخر بها يا سيد معتصم، أيا ما حدث ما كانت لتوافق مع رفضك القاطع
الوقـح يعلم ابنته جيدًا ورغم هذا يخبره أن ابنته ما كانت لتوافق على الزواج إلا برضاه
وكأنها ستوافق لو أجبرها على الزواج بغيره؟!! الحمقاء ابنته أيعجبها الحال ليتعامل مع شخص مثله فى هذا العمر؟!!
وقح، متغطرس، قليل الحياء، جرئ بطريقة تثير حفيظته.
صاح بلهجة محذرة وعينيه ضاقت للنظر في عينيه الهادئتين وملامح الصفو تزين وجهه
– بنتى مش هتتجوزها غير لما اطمن انك مش هتجرحها تانى، لأنه قسما عظما لو بس نزلت دمعة يا ولد .. سامع دمعة واحدة قابلنى لو عرفت ترجعها ليك، وانت وبكل معارفك ونفوذك مش هتعرف ترجعها حتى ولو اطربقت السما على الأرض
وصل المعنى عميقًا داخل سرمد، الذى هز رأسه مغمغمًا بصوت أجش
– لن أحزنها اطمئن، هذا وعدى لك
نظر اليه بشك أثار حفيظته، ليغمغم بجفاء
– لما نشوف
ارتفعت مقلتى سرمد تلقائيًا ما إن استشعر حضورها الأنثوى فى مجاله، تضخم قلبه وهى تتقدم بكامل بهائها وأنوثتها التي تنضح من عيناها لترتسم ابتسامة واسعة وعينيه تتغازلان بقدها وملامح وجهها الفاتن، ليزمجر معتصم بغيرة أبوية ما ان سمع صوت ابنته والوقح يأكلها بعينيه دون اعتبار وجوده
– بابا
استقام معتصم من مجلسه وهو يضغط بكفه على يد صغيرته، واضعًا كامل ثقته نحوها، اما الآخر فلو أقسم على المصحف، لن يثق به مطلقًا
غمغم بحنق وهو ينظر الى ساعة يده ليمنحهما ربع ساعة على أكثر تقدير قبل أن ينهي المقابلة التي فاجأه بها هذا الأجنبى
– البيه واضح انه وحشك، فقرر يجيلى البيت
الا ان ابنته احتقنت وجنتيها خجلا تجاه نظرات سرمد، ليزمجر معتصم قائلاً بغلظة
– ما تتكلمى وردى عليا
رفرفت شادية أهدابها هامسة بصوت أبح خجول
– اقول ايه بس يا بابا
زمجر معتصم ولا ينقصه بلاهة ابنته أمام هذا الرجل ليزمجر قائلاً بغيره
– قولى انك مش عايزاه، اتلحلحى وردى عليا
إلا أن شادية التزمت الصمت، تحت وطئ نظرات الإيطالى النهمة، ارتجف جسدها ما ان صاح والدها بصوت مرتفع
– جيهاااااااان
تقدمت جيهان نحوهم وهى تهبط من درجات السلم بسرعة لتتسع عيناها دهشة ما إن أبصرت الايطالى فى منزلهم، رفعت عيناها بحيرة تجاه والدها ليصيح بحدة
– عينكى عليهم، انا لو قعدت دقيقتين زيادة معدتى مش هتستحمل
رحل مزمجرًا بغضب تحت نظرات جيهان المتسعة بدهشة ليفتح باب غرفة مكتبه ثم اغلقه خلفه بحدة، لتهز جيهان رأسها بلا مبالاة عائدة نحو غرفتها ..
وجهته شادية دون الاقتراب من كرسيه المتحرك نحو حديقة المنزل كى لا يشعر بالحساسية كلما نظر إليه أحدهم وهو على كرسي متحرك، سارت بجواره شاكرة أنه لا يوجد عائق لعجلات كرسيه، جلست على الاريكة وهو جالسا فى مقابلتها
تفرك كلتا يديها بتوتر ملحوظ وعينيه
ربااااه
عينيه لا ترحمها مطلقًا .. يستطيع أن يجردها من كل معتقداتها من خلال عينيه وتنضم لركب الجنون الذي يموج فى عينيه!!
أحست بقربه لترفع عيناها محدقة نحوه، معترفة أن هذا الكرسي الجالس عليه لم ينتقص من رجولته أبدًا… همت أن تصرح بها بصوت مرتفع ليعالجها هو بهمس أجش
– تزدادين أنوثة كل مرة عن سابقتها، هل تريدين إصابتي بنوبة قلبية يا برتقالية؟
يديه فى كل مرة تحاول الاقتراب والإمساك بيديها، يرغب بالشعور بهما، الاطمئنان بالقرب منها، زادته رغبة لوقف ارتجافة يديها وجسدها بالقرب من حضرته
وضع يده الخشنة على كفها، لتنفتض يدها بعيدة عنه شاهقة بخجل
– سرمد .. احنا فى البيت
كانت ركبتيه بالكاد تلامسان ركبتيها مما اوشك على اصابتها باغماءة من فرط الخجل، تعلم أنه لن يؤذيها .. بل تشعر به .. لكن ليست واثقة ابدًا من مشاعره التى بحاجة للجام
غمغم سرمد بسخط
– ألا يعجبك أن أتغزل بك بإحترام، أم تحتاجين للغزل من النوع الآخر
عقدت حاجبيها بعدم فهم قائلة
– أى نوع آخر؟
ابتسم سرمد بجاذبية ليقترب منها، ينهل من عطر جسدها المسكر هامسًا بصوت أجش
– النوع الذى تتحولين فيها لثمرة فراولة طازجة تحثين علىّ لقطافها
اتسعت عينا شادية بإدراك لتمد يدها تلكز صدره قائلة بحنق مصطنع
– قليل الادب مفيش فايدة فيك
استقامت من مجلسها مبتعدة إلا أن امسك ذراعها قائلا بصوت مازح
– هيا اجلسي، انتى تعلمين لا استطيع أن اركض خلفك كالسابق، واجعلك تقبعين بين جنبات صدرى متأثرًا بتلك الخفقات الصاخبة فى أثر حضورى
برغم وقاحة حديثه إلا أن عينيها لمعت بالحزن ما إن أشار نحو قدميه، عادت لمجلسها مرة أخرى لتغمغم اسمه بعذاب
– سرمد
التقط كفها بجرأة اعتادت عليها ليطبع قبلة أودع بها كل جنون أفكاره، وزخم عذابه.. ليميل هامسًا داخل تعرجات كفها ممرا أنامله عليها
– أصبح نعيمى وهلاكى على يديكى فقط يا برتقالية سرمد
ارتجافات جسدها يعادل كما لو أن ماس كهربى قد أصابها، فغرت شفتيها وهى تشعر بقبلاته على كف يدها وموضع نبضها لتجلى حلقها محاولة تهدئة نبضات قلبها الصاخبة، وكبح جماح هذا المجنون!!
غمغم سرمد بنبرة شاردة وانامله تذهب تداعب خطوط كفها بتركيز شديد، متأثرًا برجفات جسدها مع كل لمسة منه، وكل قبلة يتفاعل به جسدها معه فوريًا
– والدك يرغب أن ما بيننا يصبح رسميًا حتى بعدم وجود خاتم خطبة، ما زلتِ لست ملكى كما أرغب
همست بنبرة ناعمة ترفع رأسه ليحدق بعينيها الضارعتين له
– انا هنا سرمد، إلى أين سأذهب
قبض يدها بعنف يحاول الا يجذب تلك المرأة ويقبلها فى عقر دارها، كيف تجرأ تنظر له بكل هذا التوق والضعف امامه
هل تظن بكون جلوسه على كرسى متحرك، يمنعه من الاقتراب منها؟!!
اطبق بيديه جانبى وجهها ليميل برأسه واضعا به فوق خاصتها ليهدر أمام انفاسها المتلاحقة ليهمس بصوت متطلب
– يا امرأة انتى لا تعلمين كم مرة ارغب بالشعور بك بين جنبات صدرى، حقيقيًا وليس خوفًا.. بل راغبة مثلى، تتدللين كقطة بعدما تناولت وجبتها حتى اصابتها التخمة، وانا سأفعل هذا .. نذر علىّ أن أصيبك بالتخمة من العاطفة حتى ما تعودين قادرة على…
خرجت شهقة ناعمة من شفتيها لتسارع بهمس اسمه بخجل
– سرمــد
حدق نحو عينيها فى تلك المسافة الصغيرة التى تفصلهما، يرى انعكاس صورته على مقلتيها الداكنتين تأثرًا به، ليهمس بوقاحة
– هل تخيلتى نفسك بين ذراعى؟ شادياااه أقسم لو طرأ خيال جامح، فخيالتى لا تكون بريئة مطلقًا ابدًا وانتى معي
دفعته شادية بيد مرتجفة لتنسلخ منه، ووجنتيها مضرجين بحمرة أثر كلماته لتهمس بحدة
– لا .. لا يصح الحديث كهذا، لست زوجى بعد سرمد
انفلتت منه ضحكة صاخبة تحت أثر انتفاضة جسدها، وعينيها التى تحطان فى كل مكان إلا عينيه
هل تخيلته فعلا؟
هل تخيلت فعلا ما قاله وهى نائمة فراش غرفتها تناجى وصاله؟!
غلت الدماء فى عروقه، ليزفر باختناق وقد بات حاجته لرؤية غرفتها هدف لن يحيد عنه، ليغمغم بصوت أثخن من العاطفة جراء تفكيره
– لا أستطيع، فى كل مرة أهذب طباعى المنحرفة، تأتين انتى وتحفزين طباعى تلك .. انتى السبب لست انا
تلك المرة علمت أنه لا فائدة ترجى من الجلوس معه، وتفكيره كل محاصر على شئ واحد فقط .. الوقح لقد ظنته أصبح محترمًا لتستضيفه فى منزلها
لكن الأحمق يبدو أن يرغب أن يستفز والدها بفعل شئ يخدش الحياء ليضطر زواجه به فى أقرب فرصة!!
صاح سرمد بعبوس وهو يرى استقامتها من على الاريكة متوجهه الى المنزل
– الى اين انتى ذاهبة؟
صاحت شادية بحدة وهي تلتفت إليه بعزيمة
– مش هقعد فى مكان واحد وإلا لما تحترم نفسك وتبطل انحراف، احنا فى بيت بابا
وهذا أكثر من سبب كافى ليمارس انحرافه معها؟! الا تعلم تلك المجنونة أنه لا يوجد من استفزاز أعصاب والدها للزواج بها اليوم قبل الغد
وهو كالغبى غمغم انه لن يتزوجها سوى وهو قادر السير على قدميه، تبًا له!!
سألها بمشاكسة
– ألن ترينى غرفتك؟
اتسعت عينا شادية وما يدور داخل عقلها الصغير يماثل تمامًا ما يدور فى عقله، يعلم ان داخل عقل تلك الخجول ماكر كـ مكره، وجموح يفوق خياله لكن فقط تصبح زوجته
سيسعد نازعًا كل تلك الأقنعة الخجولة والرافضة، وسيحاربها شخصيًا حتى تتعامل معه على سجيتها!
نفت بوجه رافض وتقطيبة زادت خلال عينيه بهائًا
– مستحيل طبعًا
شاكسها قائلاً بشغب
– سأخذ فقط لمحة سريعة
شهقة معترضة انطلقت من حنجرتها قائلة بدون تراجع
– ابدًا
لكن عينيه تخيلت غرفتها، غمغم بصوت لعب فى أوتار انوثتها بحرفية لا يتقن عزفها سواه
– أتخيل حوائط جدرانك ابيض او لون هادئ، مرتب وبه الكثير من وسائل الترفيه لفتاة مدللة مثلك، حتى فراشك يا برتقالية .. اجزم انه وردى ..فراشك فسيح تنتظرين به حبيبك ليعلمك أبجديات الغرام عليه
فغرت شفتاها بصدمة وعينيها اتسعتا بجحوظ لـ … لـ … ، الوقح .. الوقح ما الذى يتفوه فى منزلها؟!
جاء صوت جيهان الساخر وهي تكسر الجو المشحون بعاصفة ايطالى يرغب فى تحويل الأرض خرابًا
– والنبى انت بتقول كلام زى الفل، كمل والنبى اطربني
لمعت عينا سرمد وهو ينظر الى ارتباك شادية الملحوظ لتهمس بسخط
– جيجى
جلست جيهان بكل اريحية على الاريكة قائلة بصوت ذات مغزى
– انا قولت النسخة الاجنبى وقحة، بس بجد لو فيه منك اتنين انا عايزاه، بدل الدبش بتاعى
صبت كامل اهتمامها تجاه سرمد متسائلة بفضول
– كمل هتعملها ايه بالضبط فى دروس غرامك
تدلى فك شادية تحت نظرات الأخير وهو يبتسم لها باعتذار خفى غير ناطق، قال بهدوء
– حينما تتزوجين سيعلمك اياها زوجك
تغضنت ملامحها للضيق قائلة
– ملكش دعوة انا عارفة النسخة المصرى، بس قولى النسخة الاوربية هتعمل ايه
صدح صوت شادية الصارخ
– جيهاااان
وقعت عيناه على ثمرة البرتقال خاصته ليغمغم بنبرة تحمل الوعيد والكثير الكثير من العاطفة
– سأختطفها في مكان لا يعلمه سواي، أنا وهى فقط ستكون تلميذة نجيبة انا متأكد من هذا
زمجرت شادية بغضب على أثر كلماته لتنفجر جيهان ضاحكة منادية، إلا أنه يعلم برتقاليته غاضبة منه
حديث كهذا يجب أن يظل شخصى بينهما، حتى وإن أبدت اعتراضًا ضعيفًا، يجب أن يظل شخصيًا بينهما، والوعيد في عينيها أدفئه
ينتظر ماذا ستفعل برتقاليته الغاضبة وكيف سيبدد هو من غضبها.
انتبه على صوت جيهان القائلة بمكر
– والنبى يا خويا حاسب بس بعد كل الكلام ده تطلع يعني لا مؤاخذة
جعد جبينه لمعنى كلامها الذى لم يصل اليه، ليسألها بعدم فهم
– ماذا تعنين؟
عقدت جيهان ذراعيها امام صدرها قائلة بنبرة ذات مغزى
– انت تعلم رجالنا هنا قليلون الكلام، كثيرون الفعل، أم أنت فلم أرى منك سوى الكلام فقط
لمعت عيناه بمكر وهو ينظر الى عيني برتقاليته ليغمغم بوقاحة متعمدة
– دعى فقط والدك يحدد الزواج و أراهنك أن امرأتي ستحمل بطفل منى قبل زواجك
فغرت شادية شفتيها وقد غادرت الدماء من وجهها، حتى جيهان اصابها الخرس بعد ما تفوه به
لو فقط جاء والدها وسمع ما قاله.. سيصبح سرمد جثة هامدة ولن يكون له دية، غمغمت شادية بقهر مبتعدة عنهما متوعدة لذلك الوقح و ما تفوه به امام شقيقتها
– انا ماشية
هم بمناداتها الا ان جيهان أجلت حلقها محاولة انهاء الحرج الذى وقع بين ثلاثتهم، تبًا لم تكن تعلم أن الرجل جرئ لتلك الدرجة حتى وجودها لم يمنعه ابدًا من التفوه بالحماقات
غمغمت ووجنتيها تلونت بالحرج معطية العذر لشقيقتها، لا تستطيع امرأة مقاومة رجل بكتلة الجاذبية هكذا
– خف عليها شادية مش قد الكلام ده
لمعت عيناه بالضيق ليلعن بالإيطالية لغبائه قبل أن يغمغم بحدة
– اعلم، لكنها انثى وتحتاج الىّ أن أروى أنوثتها

صاحت جيهان بجدية محدثة إياه بالانجليزية التى يفضلها
– انت تتحدث بوقاحة يا سيد سرمد، والمرأة لا تحب الأحاديث الوقحة
جادلها فهو أقرب وأعلم ببرتقاليته منها
– بل تحبها، و أراهنك على هذا
زمت جيهان شفتيها، و عقل هذا الرجل كجلمود .. تمتمت بيأس
– تريد الغزل يا سيد وليست الوقاحة، وغزلى محله هنا عفيف وليس فاحش
لاحت على شفتيه ابتسامة ناعمة قائلاً
– لا تقلقى.. أستطيع التكفل بالأثنين
زمجرت بغضب وهى تستقيم من مجلسها صائحة بنفاذ صبر
– اسمع بقى كون ان بابا وافق عليك، فده مش عشان خاطر سواد عيونك ولا عشان يعينى صعبت عليه وانت مدغدغ ومفيش فيك حتة سليمة .. هو وافق عشانها .. للأسف شادية متعلقة بيك
غامت عيناه بألم ليتمتم بصوت أجش واثق
– أعلم
تأففت بحدة لـ تغمغم بوعيظ
– بطل الثقة الزيادة دى، بس قسما عظمًا لو أذيتها، اوعدك هتكون دى آخر مرة صدرك هيطلع فيها نفس
أعجبه نبرة الوعيد فى صوت جيهان، الصغيرة تدافع عن برتقاليته بروحها، غمغم بمكر
– متوحشة يا جيجى
هزت كتفيها قائلة بنبرة حادة
– عائلتى خط أحمر لمن يقترب منها
عيناه كانت على أمل لتطل برتقاليته من جديد
ليس من المعقول ان تغادر دون عودة، حتى وإن تفوه بالكثير من الحماقات امام شقيقتها، يستطيع الاعتذار
سأل جيهان بهدوء
– متى زواجك؟
ابتسمت باقتضاب قائلة بوقاحة
– لست مدعوا بالمناسبة
افترت ابتسامة من شفتيه قائلاً
– تبًا لقد جرحتى كبريائي
ران الصمت بينهما لتقع عيناه نحو ساقيه، تجهمت ملامح سرمد فورًا كارهًا أن يأخذه أحد الشفقة لحاله، سمع صوتها المهتم
– هل تستمر فى العلاج؟

اجابها بإقتضاب، وشعور بالضيق يعتريه كلما سأله أحد عن حال ساقيه
فقط برتقاليته تستطيع النظر لقدميه ولا يكتنفه الغضب
تسأله عن مسير علاجه، ويجيبها بصدر رحب ويشركها في أمره
– نعم
شاكسته قائلة بوجوم
– اذا لن تتزوج شادية حتى تستطيع الوقوف على قدميك
زفر سرمد مغمغمًا بإقتضاب
– نعم
تمتمت بفضول
– ومتى سيحدث هذا؟
غمغم بنفاذ صبر وتجهم وجهه رسالة كافية لها للتراجع، لكن منذ متى هى تهتم !!!
– حقيقة لا أعلم، لكن هناك تحسن طفيف لحالة قدمىّ
صاحت باستنكار
– أستربط المرأة لسنوات حتى تستطيع الوقوف على قدميك؟
غمغم متأففا بضيق
– ماذا تريدين؟
لمعت عينا جيهان بمكر قائلة
– لنتزوج معًا
ريح برتقاليته هبت كنسمة رطبة في صحراءه القاحلة، لمعت عيناه ما إن وجدها تحمل كوب حرارى فى يدها وقد استمعت إلى ما تفوهت به شقيقتها ليجيبها بمكر
– الفكرة .. ليست سيئة ابدًا
وضعت شادية مشروبه اللبن بالقرفة فى يده، مغمغة بسخط
– تبقي بتحلم لو اتجوزنا فى الفترة دى
استدارت مغادرة إلا أن كفه منعها ليطبع قبلة فى باطن كفها قائلاً بامتنان
– سلمت اناملك حبيبتى
ابتسامة شبة مولودة وئدت طريقها للظهور، لتغادر بحنق ونبضات قلبها تزداد صخبًا لتتسع ابتسامة جيهان بدفء، الوقح بطريقة ما استطاع أن يعيد شادية كسابق عهدها.. وربما هذا سبب موافقة والدها على عودة ارتباطهما مرة آخرى.
*******
فى قصر المالكي،،
تحديدًا داخل غرفة آسيا التي أصبحت مركز اجتماعات أنثوية من الدرجة الأولى!!
مررت اسيا اناملها جيدًا حول صفحة وجهها الفاتن، العمر يحفر خطوطه على صفحة وجهها .. ورحمها يستصرخها بعنف لشعور بجنين يملأه.
تركت أحمر الشفاه الصارخ وبدلته بآخر باهت.. لترتسم ابتسامة ساخرة
ان كان لؤى يعشق هذا اللون عليها، فهي ستمتنع حتى أن تعطيه أي لمحة من إظهار أنوثتها نحوه.. ليتوارى بين الظلمات
فهو أفضل لها وللجميع… الجد أصبح حديثه عنه فاتر، بلا أى مستجدات لكنها تقسم انها تشعر بحضوره فى مقر العمل.
حدسها لم يخطئ مطلقًا، وإن شعرت بوجوده فهى أكيدة من هذا .. لكن أعمال الخفافيش هذه لا تحبذها .. وليست من شيمه
انتبهت على صوت مارية التى اقتربت منها قائلة
-بقالك فترة سرحانة
رفعت اسيا عيناها تنظر الى وجه شقيقتها الفاتن، الممتلئ بالحياة، والمشاعر اتخمتها لحد شعورها بالغبطة لها.. فطفلتها شمس أصبحت زائرة مستمرة لمنزل المالكي، وغالب يستجيب لدلال الصغيرة التى تم إفسادها من قبل جميع العائلات الثلاث … الغانم، والسويسري، وآخيرا المالكي.
تمتمت آسيا بوجه جامد
– بفكر
عيناها حطت على وجد التى تتناول المقرمشات خلسة مع عدم وجود جميلة، لتتابع مارية متسائلة بوجوم
– وايه شاغل تفكيرك
ابتسامة مرحة لم تصل لعينيها الجليدتين مغمغمة
– اللى شاغل تفكيرى زاهر
عقدت مارية حاجبيها بعبوس حتى وجد توقفت عن الطعام، وتحت نظراتهم المتسائلة رضخت قائلة بيأس
– بيفكر امتى الخطوبة
تمتمت مارية بسخرية عاقدة ذراعيها على صدرها
-وانتى بسهولة كدا وافقتى عليه
هذا الأمر لوحده أشبه بدوامة، إن وطئتها لن تستطيع الخروج منها أبدًا
الأمر محير فمن جهة زاهر رجل تستطيع التعامل معه، بل ويزداد اعجابها به يومًا عن اليوم الآخر
ومن جهة أخرى .. هناك حاجز بينهما لا تعلم أبسببها هي أم بسببه هو!!
قلبها مقرون بشخص واحد، ورغم سنوات الغضب والثأر لم تستطيع لفظه خارج قلبها
وإن كان قلبها غاضب منه، لكن حقيقة واحدة مرة لن تستطيع انكارها
الأحمق يملك قلبها
ترى هذا هو السبب عدم ظهوره فى الساحة مجددًا؟!!
متأكد ان ذلك الرجل مجرد نزوة ثم ستلفظه خارج حياتها!!!
تمتمت بصوت شارد
-مش عارفة، فى نفس الوقت اللى خايفة إنى أظلمه، جزء جوايا عايزه
صدح صوت وجد قائلة بجدية
-اسيا، زاهر كويس وهو ادالك شروطه وعايز ايه من الست اللى هيتجوزها، انتى متأكدة هتقدرى تديله اللى هو عايزه
هزت كتفيها قائلة
– هحاول
زفرت مارية بحنق لتدمدم بسخط
– مفيش حاجة اسمها هحاول يا اسيا، يا ايوا يا لأ
هزت وجد رأسها متضامنة مع مارية قائلة
– اختك عندها حق، مش معنى ان فيه صفات اتمنتيها تكون فى لؤى هيكون هو لؤى اللى تعرفيه، زاهر غير لؤى وما خفى كان اعظم
الصغيرة تعلمها جيدًا
ابتسمت آسيا تجاه وجد قائلة
– بس بيضحكنى، وبكون مرتاحة معاه

تلك المرة صدر صوت ضحك ساخر من مارية التى هزت رأسها بيأس
– انتى بتضحكى على نفسك ولا علينا، ايه عايزة تقوليلى فجأة حبيتى زاهر
تجهمت اسيا معالم وجهها، وهى ترى العائلة بأكملها يعلمون نهاية تلك المسرحية
لتغمغم بسخط
– ممكن ليه لأ، مش شرط حبى ليه يكون بعنفوان حبى القديم، ممكن حبيته وقت ما نضجت
قاطعتها وجد قائلة بمكر
– بتقولى ممكن يا آسيا
اطلقت اسيا صيحة ساخطة، لتعبث بخصلات شعرها بحدة قبل أن تقر باعتراف
– مقدرش اجزم على حاجة زى دى، هو صريح معايا وانا بقدر جدا الصراحة فى العلاقات وبعدين حنين جدا على عيال اخته، وده اللى مخلينى مستريحة انه هيبقى حنين لعيالنا
لم تجد تجاوبًا من الفتاتين، حيث انضمت مارية تتناول المقرمشات، حطت آسيا عيناها تجاه وجد التى ابتسمت بدعم حقيقى
– اعملى اللى شايفاه صح
هذا أكثر ما تخشاه
أن يندمج الصحيح مع الخاطئ، حتى ما تستطيع أن تفرق بينهما
رنين هاتفها المتصاعد أخرجها من شرودها، لتبتسم ما ان وقع عيناها على اسم المتصل، سحبت متعلقاتها جميعًا قائلة
– زاهر بيتصل، هشوفكم بليل متمشيش يا مارية
هزت مارية رأسها ايجابًا، لتلتفت مارية بجدية تجاه وجد متسائلة بإهتمام
– تفتكرى زاهر حقيقى ولانسخة مزورة
عضت وجد باطن خدها مغمغمة
– متعاملتش معاه مباشرة، بس جدو بيقول انه كويس وهو مش هيقدر ياخد قرار لطاما شايف ان اسيا موافقة عليه
………..
أشرق معالم وجه زاهر ما أن أبصرها تخرج من بوابة منزلها، ليترجل من سيارته وبلباقة رجل فتح الباب الذى بجواره مساعدًا إياها حتى استقرت فى مقعدها، استدار حتى اتخذ جانبه محركًا سيارته خارج حدود المنزل
تمتمت اسيا قاطعة الصمت الذى خيم الأجواء
-اتأخرت عليك
هز زاهر رأسه نافيًا
– ابدًا
عيناها حدقت بالطريق برهة ثم سقطت عليه متسائلة بفضول
– هنروح فين
تلك المرة اعطاها اهتمامه، ولمعة الاعجاب فى عينيه لم يخفها، لتتسع ابتسامتها حينما سألها
-تحبى نروح فين
لم يكن هناك مكان محدد فى عقلها، لتهمس باهتمام
– ودينى اكتر مكان بتحب تروحه وقت ما تحس انك محتاج تاخد قرار او الدنيا مدياك ضهرها
رفع حاجبه اهتمامًا لمبادرتها بمعرفة دواخله، عاد عيناه نحو الطريق حفاظًا على سلامتهما مجيبًا إياها ببساطة
– بروح عند عيال اختى، بس حاليا هما مش هنا
لكن خصها بغمزة مشاكسة قائلاً
– بس هوديكى اكتر مكان مفضل بالنسبالى
تدفقت الحمرة نحو وجنتيها، متعجبة أن حديثه يجعلها تخجل، وهي من كانت لا تخجل مطلقًا من نظرات اشتهاء أو حتى حديث وقح…
اخذت تتجاذب أطراف الحديث نحو حياته البعيدة عن العمل، وعن أطفال ابن شقيقته، اتسعت عيناها جحوظًا حينما اصطف بسيارته لتغمغم
-بتهزر الكورنيش !!
ابتسم زاهر مترجلا من سيارته، ليتوجه نحو بابها فاتحًا اياه، تلقت يده الممتدة لتتسع عينا آسيا نحو المكان الذي تطأه أول مرة
العديد من الشباب الصغار والفتيات بل العائلات يشغلن هذا المكان، وجهها نحو احدى المقاعد الشاغرة من حسن حظهما قائلا بمشاكسة
– آسيا هانم مقعدتش على كراسى الكورنيش
جلست على المقعد دون تردد أو التحقق من عدم وجود أى شئ يدمر ثيابها الثمينة، صاحت بدهشة وابتسامتها لم تغادر شفتيها
-مفيش مرة فى حياتى قعدت هنا، حتى مجاش فى تفكيرى لمرة
عيناها لمعت بشغف حقيقى تجاه الأجواء المحيطة من حولها بحميمة ودفء قلما تجده فى أى مكان تذهبه، استرخت فى جلستها ليجذب انتباهها عربة صغيرة يقوم بصنع مشروب الله وحده أعلم بما هو ..
ما ان وضع زاهر أنظاره تجاه ما جذب انتباهها حتى استأذنها لعدة دقائق، هزت راسها وهى مأخوذة من المكان حولها
فغرت شفتيها بابتسامة تجاه الاطفال الراكضين رغم تذمر والدتهم آمرة اياهم بالسير بجوارها.. تنهدت وهي تشرد نحو الفضاء
انتبهت على يد ممتدة بكوب، لترفع انظارها تجاه زاهر حاملًا كوبين لتغمغم بعبوس
– ايه ده؟
أشار تجاه العربة قائلاً بابتسامة مشاكسة
– حلبسة واطمنى مأكد على نضافتهم
ابتسمت آسيا مرتشفة المشروب فى بادئ الأمر بحذر، سرعان ما اغرمت به فوريًا لتهمس بالشكر
– شكرا
غلفهما الصمت تلك المرة، لكن صمتهما صاخبًا يشابه صخب الأجواء من حولهم
صخب شعرت به آسيا تلك المرة بالحياة
ابتسمت وهي تضع كوبها جانبًا بعدما أنهت نصفه لتسأله وعينيها محدقة فى وجهه الساكن من أى تعبير الا من حنين تجرف عينيه
– اشمعنا المكان ده
ابتسم زاهر بحنين وذكريات ماضيه تتوالى عليه من كل حدب وصوب ليشاركها صخبه قائلاً
– المكان ده الوحيد اللى حسيت انى مرتاح، خصوصا الفلوس مكنتش بتبين معادن الناس، افتكر انى كنت بضطر غصب عنى لما اتعرف على اي جديد ميعرفش اسم عيلتي، اتعامل معاه انا مجرد شاب من اسرة متوسطة الحال

هزت آسيا رأسها مغمغمة بتفهم
– واحدة جرحتك اكيد
لم يحتاج منها تأكيدًا وهى ترى الألم والتجهم الذى ارتسم على وجهه لتهمس
– طمعانة فى فلوسك
ابتسم بسخرية مجيبا إياها بحدة
– مش الفلوس بس والسلطة، لما لقت ان فيه حد نفوذه اقوى اخدته هو وسابتنى
فغرت اسيا شفتيها، لا ترغب أن تصبح ذكرى امرأة تعبث فى حياة رجل
هو لا يستحق هذا الألم منها مطلقًا، تمتمت بفضول
– ومجربتش بعد كدا تحب تانى
ابتسم زاهر وهو يطوى ذكريات ماضيه قائلاً وعينيه مصوبة داخل عينيها الزرقاوتين
-الحب الحقيقى بيولد مع العشرة يا اسيا، مش مجرد نظرة فحب عظيم، ساعات بقابل واحدة شكلها بيعجبنى بس لما بقرب منها وبقرا افكارها بتتحطم الصورة، بعكسك
اتسعت تلك الزرقة بفضول ليبتسم مجيبًا اياها بصراحة
– قابلتك اتشديت غصب عنى، ولما قربت منك حسيتك انتى اللى بدور عليها
ابتسامة واسعة زينت وجهها لتغمغم بمشاكسة
– بتعرف تعبى غرور الست يا زاهر
هز رأسه مغمغمًا ببساطة
– مش بقول غير الحقيقة
زفر زاهر قائلاً وهو يحدق نحو عينيها
– اتمنى احساسك تجاهي يكون مقارب للي حاسه
وهذا ما توقعته منه
هى مائله له ..
مائلة بطريقة مخيفة
بطريقة استطاع أن يعيث بعقلها فسادًا، لتحاول التريث لكن مع استمراره فى دفعها تخشي أن تسقط في الهاوية وما من منجّى لها!!
تمتمت بصراحة اكتسبها منه
– زاهر انت تقريبا مثالى بطريقة تخوف، اتعودت ان الشخص اللى بيظهر المثالية مخبى حاجات وحشة كتير جواه .. وانا حرفيا معنديش استعداد لده .. انت مش عايز مجرد عيلة انت عايز ست معاك، وانا هكون صريحة .. انا من النوع اللي صعب أثق فى الشخص مرة تانى ..صعب أحط كل ثقتى فى شخص وصدقنى مش عشانك انت بس، بس بقى قدام أى حد صعب أثق فيه ثقة عمياء
عضت طرف شفتها السفلى وهى ترى نظرته المتفهمة، وهذا ما يثير الشكوك والجنون لعقلها، الرجل يقرؤها ببساطة ويعلم أن ما فى جعبتها الكثير .. تمتمت بصوت خفيض
– وعايزة علاقتنا تنجح، صدقنى نفسى بجد، بس قلبى صعب .. حرفيا مش هقدر اوعدك بيه، مش عايزاك تتهمنى بالخيانة بس انا صريحة معاك وعايزة الصراحة ما بينا تكون متبادلة
صمت زاهر لفترة كانت أطول الفترات التي قضتها آسيا في انتظار ردة فعل .. غمغم قائلا بجمود
– انا فاهم ان التجربة السابقة صعبة وكان حب حياتك، بس طول ما هو مش هيكون موجود فى الصورة انا مستعد أكمل
اتسعت عينا آسيا بجحوظ
أهل من المفترض أن تكون تلك علامة حمراء كبيرة كى تهرب؟!
زفرت بحرارة قائلة ببؤس
– افتكر انت اللى بتجرى ورا المشاكل
افترت من شفتيه ضحكة خافتة ليقول
– يا ستى انا مستعد بكل مشاكلك أحلها، المهم انتى توافقى
عبست مقطبة جبينها قائلة بعدم فهم
– أوافق على ايه
ابتسم وهو يخصها بنظرة عميقة قائلاً
– على الخطوبة بتاعتنا تتم الأسبوع الجاي
رفرفت بأهدابها، وكل الشعور بالسكينة والهدوء اضمحل كليًا ليتم استبداله الشعور بالاختناق
الضيق
وكأن أحدًا يعد أنفاسها
تشعر ..كأنها .. كأنها مراقبة
عينيها سريعا جالت أنحاء المكان وحدسها الأنثوى لم يكذب مطلقًا
هناك حتمًا من يراقبها عن كثب، غمغمت بهدوء
– مش بدرى شوية
هز زاهر رأسه ليمسك كفها على حين غفلة، سبب بأن تجفل قليلاً
– لأ، مش بدرى .. بقالنا شهرين يا اسيا وانا عايز رد صريح منك
شعورها بالاختناق يزداد ويتشعب ليخنق كلتا رئتيها، لترفع عينيها نحو جهة معينة
قابلت بها عينين اشتعلتا بالغضب والثورة
عينين كانت سابقًا تتدفق بالعاطفة والحب
إلا الآن .. كل قطرة تقطر منه ثورة عارمة وغضب أهوج
لقد ظهر أخيرًا الهركليز من مخدعه
ابتسامة واسعة زينت مقلتيها وشفتيها لتلمع سماء عينيها بعواصف آتية، لتجيب طلب زاهر بإيجاب
– انا موافقة
ليشتعل الجبان كمدًا وسخطًا كما يرغب كما اشتعلت هى حرقة!!

يتبع

لقراءةالفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على (رواية أترصد عشقك)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *