روايات

رواية أولاد الجبالي 3 الفصل الثاني والثلاثون 32 بقلم شيماء سعيد

رواية أولاد الجبالي 3 الفصل الثاني والثلاثون 32 بقلم شيماء سعيد

رواية أولاد الجبالي 3 البارت الثاني والثلاثون

رواية أولاد الجبالي 3 الجزء الثاني والثلاثون

أولاد الجبالي 3
أولاد الجبالي 3

رواية أولاد الجبالي 3 الحلقة الثانية والثلاثون

احببتك واعلم بانك لست لى ولكنى عشقتك
احببتك واعلم ان ديارى ليست ديارك ولكنى هويتك
سحرتنى بجمال روحك –تسللت لقلبى بحنانك
وارتعشت انفاسى بهمساتك —
تعلقت بك روحى وليس جسد ى
سكنت اعماقى وتخطيت حد و دى
اشتاقت عيناى لرؤياك امامى بكل لحظة
خواطر عطية لقمر ❤️
………
تململ عطية ووالدته تسحبه للخارج كى تستطيع محادثته بعيدا عن قمر .
فتأفف بغضب : هو فيه ايه ياما سحبانى وراكِ ليه أكده كيف الچاموسة ؟
فأجابته والدته بسخرية : والله الچاموسة فيها عقل عنيك يا أخرة صبرى .
_ أكيد يعنى سحباك عشان أعرف اكلم معاك كلمتين ، بعيد عن البُنية .
فغمزها عطية وابتسم وحرك شفتيه بإيماءة ثم قال : ايه يا ست أم عطية ، خلاص رضيتى عنى وعتچوزهالى ومش عايزة تجولى جدامها عشان متخجلش .
فضربته والدته على خاصته مردفة بإنفعال : أنت مش چاموسة بس ، أنت طور كمان معتفهمش ..
_ عتچوزها ازاى يا طور وهى متچوزة وحبلى كمان !!
فرك عطية فى رأسه بتفكير للحظات ثم سئلها : وأنتِ أتاكدتى ياما مش يمكن مصارين معدتها عتتخانق مع بعضها من حلاوتها ، أصلها حلوة حلاوة .
ام عطية : ما هى عشان حلوة أكيد اتجوزت بدرى يا ضنايا ، فبلاش تعلق نفسك بيها وتتعب على الفاضى ، وكمان حرام تفضل تنضرها أكده كتير عيب خلى عندك خشى وحيا .
ومن دلوك تروح تسعى على اكل العيش بتاعنا عشان نعرف ناكل ونشرب ونأكل الضيفة لغاية ما نعرف لها أهل .
ومش عايزة أشوفك غير أخر النهار ومش عتنام إهنه معانا .
فاتسعت عيناه بتيه متسائلا: أمال عنام فين ؟
_فى الشارع والديابة تكلنى عشان تخلصى منى ياما ، منا خابرك مش طيقانى .
فحزنت والدته من أجله واجابته : ليه يا ولدى عتجول أكده ، ده انا مليش غيرك فى الدنيا .
بس يعنى مينفعش تنام والبنية نايمة وممدة جدامك .
فتنام جدام العشة بره ، أحسن .
عطية بخوف : لا ياما أخاف لحالى ، وأخاف كلب مسعور يعدى يعضنى .
نيمينى فى حضنك ياما ومش عبصلها خلاص .
******
عندما انتهى اليوم فى المصنع وغادر العمال ،طلب جابر من جاد أن يدله على بيت سلسبيل ليطمئن عليها ويعلم لما انقطعت عن العمل .
فغادرت سويا إلى بيتها وطرق جاد الباب ، فخرج له عمران وابتسم عندما رآه وانشرح صدره لرؤية جابر فرحب به كثيرا قائلا : معقول ده !!
_جابر بيه بنفسه چى يزورنا !
دى حصلت البركة والله .
أتفضل أتفضل يا بيه .
فحدثه جابر متوددا : متجولش بيه ولا يحزنون ،جول يا خال بس أو عم جابر اللى يعچبك فيهم .
فابتسم جابر قائلا : ماشى يا خال ، أتفضل أنست ونورت .
ثم قام بالنداء على تلك التى لم تبرح غرفتها وظلت على فراشها طيلة الوقت تبكى .
_ يا سلسبيل غطى شعرك وتعالى ، جابر بيه عندينا بره .
دق قلب سلسبيل بشدة وهمست بعدم تصديق : جااابر إهنه عندينا !!
ثم ابتسمت رغم حزنها وتوردت وجنتيها واعتدلت سريعا لتسرع إلى إرتداء إسدال الصلاة ثم وقفت أمام المرآة تتطالع وجهها الذى ذبل من كثرة البكاء .
ثم خرجت تجاهد أن تخفى لهفتها لرؤيته ، فافترشت بنظرها الأرض حتى لا تفضحها عينيها المحبة .
_ جابر قلبى وحلم عمرى ودوا روحى .
اجئت عندما علمت بروحى المتلهفة للقائك .
ام جئت عندما أفتقدنى قلبك .
ام ترانى أتخيل بعد أن أمرضنى عشقك .
ثم وقفت تحمحم بخجل وتجاهد أن تخرج صوتها : أهلا يا جابر بيه ، خطوة عزيزة والله .
_ تحب تشرب ايه شاى ولا جهوة ؟
فتحدث جابر بحرج : لا شاى ولا جهوة ، انا چى بس عشان أسمع منيكِ كلمتين ومعاود على طول .
ازداد لعاب سلسبيل خشية مما سيمليه عليها فرددت بخفوت : خير ان شاء الله.
جابر : خير بإذن الله.
ليه يا بنت الناس هملتى المصنع أكده فجأة ، هو حد دسلك على طرف ؟
جوليلى وريحى حالى عشان محملش نفسى ذنبك .
فبكت سلسبيل وصاحت بقهر : ريح ضميرك يا جابر بيه ، أنت معملتش حاجة ، انا بس مبجتش مرتاحة للشغل عنديك .
فصاح جاد : لا انتِ عتكدبى يا سلسبيل وانا حاسس ان ورا وعلم ده البت كوثر وصحبتها عشان كانوا عمالين يتلمزوا ويضحكوا عليكِ بعد ما جريتى تبكى .
وهنا وضعت سلسبيل يدها على رأسها وضربت عليها وأخذت تنوح : يا مرك يا سلبييل ، ده أنا عشت كتير لحالى وعمرى ما حد أتلمز عليه ،دلوك العمال فى المصنع كلاتهم عيچيبوا فى سيرتى من حاچة أنا بريئة منيها وعشان أكده مجدراش أروح أحط عينى فى عينيهم ابدا تانى .
فاتسعت عين جابر وسئلها بحدة : سلسبيل ، أنا مش فاهم حاچة ، أرجوك اجعدى واهدى أكده وفهمينى جالوا ايه عليكِ وليه ؟
لتجلس سلسبيل وجسدها يرتجف وحاولت اخراج كلماتها بصعوبة من بين شهقاتها المتواصلة ومع كل كلمة كانت تقولها كان صدرها يعلو ويهبط اما جابر فكان وجهه يزاد قتامة من الغضب .
ليقف جابر وقبض على يديه بغلظة والشرار يتطاير من عينيه وصاح بغضب : بس يا سلسبيل وصدجينى انا مش هسكت عشان ده ذنبه كبير جوى عند ربنا قذف المحصنات بالباطل .
وهنا اختمرت فى عقل جاد فكرة وابتسم بمكر ووقف قائلا : انا عندى فكرة يا جابر تخليهم يحطوا لسانهم جوه خشمهم ويسكتوا خالص .
طالعه جابر بفضول قائلا: إيه هى ؟
فوقف جاد مبتسما بمكر ونظر إلى أعينهم التى تحيط به منتظرين حديثه بشغب ، ليطلق القنبلة : تچوز سلسبيل يا اخوى وساعتها محدش هيقدر يكلم عليها بكلمة وكمان مش عتشتغل وعتقعد فى بيتها معززة مكرمة عتربينى وعتربى عمران لغاية ما تچبلك اخو لغيث .
فشهقت سلسبيل ووضعت يدها على فمها بعد أن توردت وجنتيها خجلا هانئة : وه .
_عتجول ايه يا جاد ، ميصحش الحديت ده وأخوك مجوز .
وأوعاك تنطق به جدام حد عشان ميوصلش لمرته عاد وتخرب بيته .
ليصبح جاد بخبث : لا معدتش مچوز ، هو طلجها بدرى وعيچوزك أنتِ يا سلسبيل .
عشان أنا جلبى حاسس انك عتحبيه ، بس مخبية ، صوح.
فبرقت سلسبيل بعينيها وتخشبت فى مكانها ثم سرعان ما أغشى عليها من الصدمة .
فطالع جابر جاد بحدة وصاح : عچبك أكده ، أهى عتروح فيها بسببك .
*****
اتصل براء على محمود يخبره بما حدث.
فصاح محمود بغضب : اه يا بنت ** احنا فعلا كنا نسيناها ومفكرناش فيها خالص .
ودلوقتى ناوى على ايه يا براء ؟
براء بحنق : ناوى تحصل أبوها يا محمود .
محمود بحذر : لا يا براء أعقل وخلى القانون يمشى أحسن ، أنت عايز تطلع من مصيبة لمصيبة اكبر .
براء بسخرية : قانون !!
القانون خلى واخد زييى يتجرس بذنب معملهوش وواحدة زى نيلى الكل عرفها أنها مـ.ومس وتخرج لعدم كفاية الأدلة .
محمود : ما انت عارف القانون وثغراته بس مش معنا كده أننا نخرج عنه .
انا هكلم سيادة اللواء ونراقب سير فريد عشان نعرف نوصل لمرام ونقبض عليها .
براء : هيتقبض عليها عشان اللى حصل وهروبها لكن اللى عملته معايا ممكن تنكره وكده يبقى معملتش حاچة.
محمود : فعلا ممكن لأن مفيش دليل غير انها تعترف .
فابتسم براء بمكر : عشان كده بقولك سيبك من القانون وسبلى انا الطالعة دى .
محمود : فهمنى هتعمل ايه ؟
عشان أنا خايف من تهورك فعلا .
براء : لا متخافش ، سبها على الله .
محمود : ونعم بالله .
*********
جابر بفزع على سلسبيل : عچبك أكده ، اهيه عتروح مننا عاد البت .
فغمزه جاد : ايه السنارة غمزت يا كبير وخلاص عتچوزها .
فضربه جابر على مؤخرة رأسه مردفا : يخربيت نفوخك ده اللى يودى چهنم .
ليسرع عمران إلى أخته مفزوعا بقوله : سلسبيل حبيبتى ، ثم طلب من جاد أن يحضر له كوب ماء من أجل أن ينثر على وجهها الماء لتستفيق .
اما جابر فشرد للحظات فى بانة .
_ كيف للجلب يشوف ولا يحن لغيرك يا بانة .
وكنت ناوى أعيش اللى باقى من عمرى على الايام الحلوة اللى قضيناها سوا ولا أفكر فى حد غيرك واصل رغم أن خلاص معدتش بينا عمار ولا عينفع نكون لبعض تانى .
بس اعمل ايه دلوك ، شكل القدر حط جدامى سلسبيل ومنكرش إنها بت كويسة بس الجلب خلاص مات يا بانة .
وعتكون چوازة عقل المرة دى يمكن تفلح عشان جزازة الجلب مش بيچى من وراها الا كسرة الجلب .
ليستطرد : يعنى عتجوزها يا چابر ؟
ليجيب نفسه : وكيف من بعد اللى حوصل وكمان عرفت انها عتحبنى اكسر بخاطرها .
من ميتى انا أكده !
_ اه هچوزها ودلوك عروح أچيب المأذون يمكن تفوق .
فأشار إلى جاد وعمران قائلا : انا رايح عاد أچبب المأذون وعم عوض عشان نكتب الكتاب .
فوقوها بسرعة عاد عشان لما المأذون يسئلها .
فنظر عمران إلى جاد وهمس : الكلام ده چد يا جاد ولا إيه ؟
عشان اختى مش عتتحمل أنه يرچع فى كلامه عاد .
فأكد له جاد : لا طبعا ، اخوى جابر عمره ما جال كلمة ورچع فيها واصل .
ففرح جاد ونثر الماء على وجه سلسبيل ، فاستفاقت فبشرها بقوله : مبروك يا حبيبتى ، جابر راح يچيب المأذون وچى يكتب عليكِ .
تجمدت ملامح سلسبيل وتمتمت بعدم تصديق : يكتب عليه انى .
فضحك عمران : امال عليه انى ، عليكِ طبعا يا حبيبتى .
ولا صبرتى ونولتى يا سلسبيل .
لتسقط رأسها على صدر عمران مرة أخرى مغشى عليها من الفرحة .
فضحك جاد : وبعدين فى اختك دى ، كل شوية يغمى عليها أكده ، امال لما يكتب ويدخل عليها هتعمل ايه .
فغمزه عمران : والله ما خابر ، عشان خابرها هبلة .
فربنا يصبر اخوك عليها بجا .
لينثر عليها الماء مجددا قائلا : جومى يا سلسبيل ،والبسى حاچة عدلة عشان كتب الكتاب ، الا يرچع فى كلامه عاد .
فقفزت سلسبيل من مكانها مرددة بفرح : لا يرچع فى كلامه ايه .
ده انا مصدجت ، ثم أطلقت زغرودة .
فضحك جاد مردفا : بجا اللى عتزغرد دى ، هى اللى كان مغمى عليها من شوية .
_ مش خابر الحريم دول ايه يا عمران ، دماغهم لاسعة .
ثم وجد اتصال من جابر فرد عليه سريعا : ايوه يا خوى ، غبت ليه ؟
العروسة عتستناك على نار .
جابر : چى أخدها يا جاد ، خليها تچهز ، عشان عنكتب الكتاب فى الجامع وعنسمعه فى الميكرفون عشان البلد كلها تعرف انها بجت مرتى وساعتها محدش عينطوق بعد أكده .
جاد بفرحة : يا سلام عليك يا خوى يا بحر المفوهمية .
جابر بضحك : لا الشكر لعوض واد عمى ، هو اللى شار عليه وجال الچواز لازم إشهار .
جاد : حلاوتك يا عم عوض .
ليغلق معه الخط ليصبح : إفرحى يا عروسة ، العريس جى ياخدك وتروحوا الچامع .
فأخذت سلسبيل تدور أعينها بتيه وتكاد الفرحة تذهب بروحها وتجمد جسدها ولم يخرجها من حالتها الا صوت جابر : فين العروسة ؟
فأشارت إلى نفسها : جصده انااااا !
مش. معقول حلم سنين يتحقق فى لحظة من غير حتى تمهيد .
جلبى مش عيستحمل الفرحة دى كلاتها .
انت هبجا مرات جابر ، يا يا فرحة جلبى ..
لتمر لحظات كانت كالحلم التى تخشى الإستيقاظ منه ، حتى صاح المأذون بقوله ( بارك الله لكم وبارك عليكما وجمع بينكما على خير ) .
لتعم حالة من الهمس واللمز بين أهل القرية .
بجا جابر بن حمدان بعد ما كان مچوز حتة الجمر بانة بنت الجبالى يجوز بت سكينة سلسبيل اللى معيبنش ليها ضهر من صدر ، وشبه خيال المآتة .
لا الموضوع ده فيه إنٌ وشكل البت دى سحراله .
بينما آخرين مازال فى قلوبهم الخير
_ والله البت سلسبيل دى امها دعيالها قبل ما تموت ، عشان ربنا يرزقها بواحد زى جابر ده بيعرف ربنا وهيشلها من الأرض شيل وبكرة تندم بت الجبالى أنها خسرته..
وعلى جانب آخر كانت كوثر تلك الحية التى بثت السم ، تتلوى من الألم والقهر عندما سمعت بإذنها عقد القران بعد أن إنقلب السحر على الساحر ، فالكون يچرى بتدابير الله وليس بتدابير البشر .
أما بانة فقد وصل لها الخبر من إحدى الخدمات ، فجن جنونها وأخذت تصرخ بهيسترية ثم أخذت تكسر كل ما استطاعت الوصول إليه من مزهرية وتحف كريستال فى غرفتها .
_ انااااا بانة الجبالى يرفض يرچعلى ويچوز بت خدامة عتشتغل عنديه .
_ أكده يا جابر هونت عليك للدرچاتى ، طيب نسيت حبى.
نسيت كمان ولدك ، كيف تچوز ويلجأ ليه مرت أب .
_ وكيف هيكون شكلى دلوك بين الناس ، اكيد زمانهم عيتلمزوا عليه ومش هعرف ارفع وشى تانى فى عيونهم .
_ ليه يا جابر عملت أكده ، ليه ؟
لتدخل عليها زهيرة فى تلك اللحظة وتبوخها : مش خابرة عمل ليه أكده يا بانة !
_ ده انا ياما نصحتك وجولتلك خلى بالك منيه ، واوعى يطير من يدك وبلاش دماغك الناشفة ولسانك اللى عينجط سم .
_ جولتى بيحبنى ومهما عملت عيرچعلى ، واهو خلاص طار منيكِ وراح لصاحبة النصيب .
فصرخت بانة : بزيادكِ ياما انا مش ناجصة .
بس صدجينى مش هسكت ابدا ، ووهروح لخطافة الرچالة دى ، اچبها مش شعرها ومش هنيها ليه ابدا.
_ جابر لبانة وبس ياما ، أنتِ فاهمة .
_ محدش يجدر ياخده منى .
فضحكت زهيرة ضحكة قهر : خلاص يا بتى ، النصيب حكم .
وهو اختار وأنتِ كمان انسيه وفوجى لولدك وربيه وعيشى على أكده .
بانة بحدة : لا مش بانة اللى تجعد مكسورة الچناح أكده .
وتسبب غيرها يتمتع بلى ليها هى وبس .
فزفرت زهيرة بضيق : مفيش فايدة فيك ، ربنا يهديكِ يا بتى .
انا هاخد الولد عشان بيكفى عليه فزع أكده يا روح جلب ستو .
وأنتِ بجا اجعدى أكده على رواجة وفكرى بعجلك ولو مرة .
ليسمعوا صوت طرق الباب .
وصوت نهلة : انا نهلة ممكن أدخل يا بانة .
فتلون وجه بانة مردفة بغيظ : ايه جابها دى ، اكيد جاية تشمت فيه .
فصكت زهيرة على شفتيها بغيظ واجابتها: مش كل الناس زييكِ يا بانة ، بالعكس نهلة طيبة جوى وعتحبك بس أنتِ غلباوية ،ربنا يهديكِ .
واكيد چاية تتطمن عليكِ .
بانة : مش طايجة أبص فى خلجتها عاد .
زهيرة : تصورى لولا أنك بنتك ، كنت رميتك رمية الكلاب من لسانك ده اللى عينجط سم .
ثم صاحت : أدخلى يا نهلة .
فدخلت نهلة على خجل وهى تنظر لبانة بحزن مردفة : كيفك يا بانة ، انا جاية أطمن عليكِ .
ثم طالعت زهيرة: وكيفك يا حاچة ؟
زهيرة : بخير يا بتى ، سئلت عليكِ العافية .
طالعتها بانة بحقد قائلة : انا زينة يا مرت ابوى ، متجلجيش ، يروح كلب ولا يسوى يچى سبع ، فمتعمليش نفسك يعنى ملاك عتبطبى ، أنتِ جاية شمتانة ، بس نبأك على شونة .
عشان أنا زى ما أنتِ شايفة ، بت الچبالى واجول للجمر قوم وانا أجعد مكانك والف مين يتمنانى .
فتحت نهلة فمها ببلاهة ثم رددت : اااااه طبعا .
ربنا يعوضك خير.
ثم رن هاتفها فنظرت إليه فوجدته محمود فابتسمت بعشق واجابته بلهفة : محمود فينك اتأخرت ليه أكده؟.
مما أدى إلى غليان بانة من الغيرة .
فحدثت نفسها : بجا الخدامة دى جوزها عيموت فيها أكده ، وانا جابر ابن المچنونة يهملنى ويچوز عليه .
ماشى يا نهلة ، أما علمت على وشك الچميل ده وتخليه ينفر منك مبجاش بانة .
تابعت نهلة : يعنى لسه جدامك ساعة ، ماشى يا محمود تيجى بالسلامة. .
لتغلق معه الخط ثم تستأذن ، طيب عن اذنكم يا جماعة ، انا بس حبيت اطمن .
يلا فوتكم بعافية .
ثم غادرت بين أنظار بانة الحارقة ، لتتبعها زهيرة أيضا .
وتركوا بانة يمتلىء الحقد والشر قلبها ، لتأتى لها فكرة شيطانية .
فابتسمت بشر ثم تركت غرفتها وتوجهت نحو المطبخ فى الطابق الأسفل وهى تتلفت حولها حتى لا يراها احد .
ثم تناولت من أحد الإدراج السفلية للمطبخ زجاجة قد كتب عليها ( ماء نا.ر ) .
فالتقطتها واخفتها فيه ملابسها وذهبت بها إلى حجرتها لتزيل ذلك اللاصق الذى كتب عليه ماء نار ثم ذهبت إلى غرفة نهلة .
وطرقت الباب قائلة : ممكن ادخل يا نهلة .
تعجبت نهلة من مجيئها إليها بعد أن كانت لديها منذ لحظات ، وعدم قبولها لها مهما حاولت التودد إليها .
فحدثت نفسها : معقول جاية لغاية عندى ، دى مكنتش طيقانى خالص ، يا ترى عايزة ايه منى .
أستر يارب ، عشان أنا خابرة دى ميجيش منها غير كل شر .
بس اعمل ايه لازم أجوم واشوفها عايزة ايه .
فقامت بخطى متثاقلة وفتحت لها الباب ، فولجت بانة تفترش بنظرها الأرض وتصطنع الحرج وقالت بخفوت : انا جيت عشان حسيت إنى كنت وحشة معاكِ يا نهلة .
وانتِ صراحة مهما عملت ، بتستحملينى وعشان أكده انا جاية اعتذر ليكى ولو تحبى من النهاردة نكون اخوات أو أصحاب وننسى اللى فات ، إيه رئيك ؟
رفعت نهلة حاجبيها بإندهاش ، غير مصدقة أن تلك الواقفة أمامها هى بانة التى تضع أنفها دوما فى السماء .
جاءت لتعتذر إليها بتلك البساطة .
فحمحمت نهلة بحرج قائلة :مفيش اعتذار بين الاخوات يا بانة ، وانا ليه الشرف طبعا انك تعتبرينى اختك .
تصنعت بانة الإمتنان واقتربت منها تحتضنها بحب ماكر .
ثم ابتعدت قائلة : تعيشى يا بت الأصول .
ودلوك بجا عسيبك عشان تحضرى حالك قبل ما يچى جوزك .
ثم التفتت لتغادر ولكنها توقفت وأخرجت الزجاجة والتفتت مرة أخرى إلى نهلة بوجه ماكر قائلة وهى تخرج تلك الزجاجة من جيب عبائتها : صوح نسيت أديكِ ٱزازة الريحة دى چامدة جوى ، عتخلى چوزك مش عايز يچوم من چمبك واصل .
نهلة بضحك : لا يا اختى انا عايزاه يجوم عشان يشوف حاله ونخلص من المأمورية دى ونعاود مطرحنا .
فضحكت بانة ضحكة شيطانية واقتربت منها تطالعها بحدة وبفحيح الأفعى : دى تركيبة ممتازة ، خدى يلا افتحيها وحطى ورشى منيها على وشك وجتتك قبل ما يچى .
فابتسمت نهلة لها بإمتنان ثم مدت يدها إليها وتناولتها لتبدء فى فتحها …
ليهتز بعد ذلك أركان القصر من شدة الصراخ ، ليفزع من به جميعا .
يا عينى عليكِ يا نهلة …

يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية أولاد الجبالي 3)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *