Uncategorized

رواية نوح والأمانة الفصل الثلاثون 30 بقلم ميمي عوالي

 رواية نوح والأمانة الفصل الثلاثون 30 بقلم ميمي عوالي

رواية نوح والأمانة الفصل الثلاثون 30 بقلم ميمي عوالي

رواية نوح والأمانة الفصل الثلاثون 30 بقلم ميمي عوالي

قام نوح فزعا من نومه على صوت رنين هاتفه ليضعه على اذنه على الفور قائلا : مالك يا امانة 
ولكن رنين الهاتف لم يتوقف لينظر للهاتف باستغراب ليجد انه صوت تنبيه الساعة ليتذكر انه قد قام بضبط الوقت على موعد دواء امانة ليغلق التنبيه ويقوم مسرعا الى الحمام ليقوم بطقوسه الصباحية سريعا ويقوم بتغيير ملابسه والاتجاه للخارج ، ليدق الباب على امانة وعندما لم يأتيه رد قام بقتح الباب بهدوء ليجد امانة نائمة ويبدو الالم على ملامحها وهى مستغرقة فى النوم ، ليغلق الباب بهدوء ويتجه الى الاسفل ليحضر لها افطار كى تتناوله قبل تناولها للدواء
وعندما هبط للاسفل كان كل من يقابله يستفسر منه عن ماهية ماحدث بالامس وهو يجاوبهم اثناء احضاره لافطار امانة ثم نظر الى محمود كبير المهندسين قائلا : هغيب عنكم نص ساعة بس افطرها واديها العلاج بتاعها و ارجعلكم ، اى حاجة كلمونى انا معايا الجهاز بتاعى
محمود : تمام ياباشمهندس ماتقلقش والف سلامه عليها
ليصعد نوح مرة اخرى الى غرفة امانة ليدق على بابها مرة اخرى ولكنه هذه المرة يسمع صوتها وهى تقول بالم : مين
ليفتح نوح الغرفة ويدلف اليها مسرعا ليجدها تبكى بصمت من الالم ، ليجلس امامها قائلا : عديت عليكى من شوية لقيتك نايمة ، فروحت جبتلك حاجة تاكليها عشان تاخدى العلاج
امانة بالم : مش عاوزة ااكل حاجة ..عاوزة مسكن ، الوجع فوق احتمالى
يقوم نوح باحتضانها من خصرها ليعدل من وضعها دون اى مقدمات لتشهق امانة قائلة : فى ايه …بتعمل ايه
نوح بحزم : فى انك هتاكلى قبل المسكن عشان مش هينفع يتاخد على معدة فاضية ، وفى انك لازم تنفذى تعليمات الدكتور بالحرف الواحد ، وفى انى هضطر اسيبك كمان نص ساعة بالظبط عشان اروح ابعت الشغل اللى طلبه والد حاتم واللى مالحقتش ابعته لما حصل اللى حصل ، فانتى لازم تسمعى الكلام على طول عشان ماتتعبينيش معاكى وتوجعى قلبى على الصبح
كان نوح يتحدث ويناولها الطعام بفمها اجبارا دون ان يعطيها اى فرصة للحديث حتى وصل لجملته الاخيرة فقالت امانة باعتراض وتمرد : انا هعتمد على نفسى عشان ولا اتعبك ولا اوجع قلبك
لينظر لها نوح بابتسامة جانبية وهو لا زال يناولها الطعام بفمها : هو انا ماقلتلكيش ان كون انى قلقان عليكى هتوجعى قلبى ، وان اى اه بتطلع منك اكنها طالعة من قلبى ، وانى كل ما افتكر الوجع اللى اتوجعتيه امبارح وانا عاجز انى اداويكى بيوجع قلبى
لتتورد وجنتا امانة بشدة وهى لاتدرى اين تتجه ببصرها وتوترت لدرجة انها لاتستطيع ابتلاع الطعام الذى بفمها وما ان رآها نوح على تلك الحالة حتى ضحك بشدة على مظهرها ثم ناولها كوبا من اللبن قائلا : اشربى اللبن ده عشان تعرفى تبلعى .. حطيتلك فيه معلقة عسل ابيض زى مابتحبى وسميت الله وانا بحطه وبقلبه
لتنظر له امانة باستغراب ليكمل قائلا : امبارح بس اكتشفت انى حافظ عنك كل عوايدك وكل اللى بتحبيه واللى مابتحبيهوش ، مش قلتلك انى اكتشفت انى بحبك 
امانة بفضول : وامتى حصل الكلام ده
ليرفع نوح كتفيه مع حركة من شفتيه التى رفعها عالياً تدل على عدم المعرفة ثم قال بابتسامة : يمكن لو كلت وشربت قهوة اعرف اقدح زناد فكرى واركز واقدر اعرف اجابة السؤال ده
امانة وهى تلعق شفتيها  بلسانها لتزيل اثر اللبن : انا خلاص شبعت ، ادينى بقى المسكن من فضلك
ليسرح نوح مع حركة شفتيها لبرهة ثم قال ببحة رجولية: ماتبقيش تعملى الحركة دى تانى وخصوصا قدام حد
امانة بتساؤل : حركة ايه
نوح : الحركة اللى انتى لسه عاملاها بلسانك دى
امانة باستغراب : وفيها ايه ، ده عشان اللبن، ايه المشكله
ليزفر نوح وهو ينهض من مكانه ليحضر الدواء وهو يقول : هبقى اقوللك ايه مشكلتها بعدين ، لكن المهم انك تسمعى الكلام
امانة بغيظ  : انا مابعملش حاجة من غير ما افهم 
ليجلس نوح امامها وهو يضحك بخبث قائلا : مانا لو فهمتك دلوقتى ياحبيبتى هتزعلى
امانة بنوع من الغضب : نوح …انا مابحبش الالغاز ، ماتتكلم على طول ، ايه ..بيبقى شكلى وحش اوى كده
ليقول نوح هو ينظر لشفتيها : بالعكس ، بس خلتينى عاوز اعمل رد فعل ممكن يزعلك
امانة بعدم فهم : ماتقول على طول رد فعل ايه ده اللى يزعلنى
ليقوم نوح بجذب رأسها اليه ويقبلها على جبينها قائلا : هو ده رد الفعل بس مش بالظبط
لتنظر له امانة بشئ من الغباء لبرهة ثم فجأة تشهق وهى تبحلق فى نوح وماهى الا ثوانى الا واخفضت عينيها وهى تتمتم بشئ ما لم يصل لأذن نوح ولكنه خمن انها تسبه او تعنفه فما كان منه الا ان ضحك بشدة ثم ناولها الدواء والماء وبعد ان اطمئن انها تناولت ادويتها وقف امامها وهو يحك راسه ثم قال : طب دلوقتى انتى محتاجة تدهنى المراهم بتاعتك مرة الصبح ومرة بالليل ، عاوزك تقومى عشان تتعدلى وادهنلك وتغيرى هدومك اللى انتى بيها من امبارح دى
امانة شاهقة : لا طبعا مش هينفع
نوح بهدوء : ياحبيبتى الموقع كله حاليا مافيهوش ولا بنات ولا ستات غيرك ، وانا جوزك يا ماما ماتتكسفيش منى واوعدك انى مش هتطاول ولا عينى هتروح فى اى حتة غير المكان اللى هدهنهولك ، وده كتفك يعنى ياحبيبتى
امانة بخجل شديد : لا طبعا ، انا هدهن لنفسى على اد ما اطول وخلاص
نوح بنوع من الغضب : يبقى مش هتخفى ، لانك مش هتطولى المكان اللى محتاج يندهن كله
ثم زفر بانفاسه بعنف وهو يضع يده بخصره ثم قال بحزن : لو ما وافقتيش ان  ادهنلك واساعدك يا امانة هتتعبى وفى الحالة دى هضطر اتصل بطنط هدى واوديكى عندها على ماتخفى ، واكمل بشئ من الحزن : بس انا هبقى تعبان اوى وانتى بعيد عنى ومش قدامى 
لتصمت امانة وهى لا تدرى ماذا تفعل ، ولكنها وجدت نوح يتجه الى باب غرفتها مسرعا وهو يقول : استنى
ثم خرج من الغرفة وعاد بعدها ببعض دقائق وهو يمسك بيده قطعة من الثياب وقال : بصى التيشرت ده سهل جدا انك تلبسيه وتقلعيه وادهنلك عادى وانتى لابساه
لتنظر امانة لتجده قد احضر تيشيرت خاص به وقد ازال بالمقص احدى كتفيه ليصلح ان ترتديه دون ان تعانى من تحريك كتفها المصاب 
امانة وقد اسعدها ما قام بعمله من اجلها ولكنها لم تظهر له ذلك فقالت : امرى لله، بس ده انا على كده محتاجة دستة تيشيرتات
نوح وقد اسعده انه حصل على اقناعها : مش مشكلة ، هخلى اى حد من المقاولين اللى بيجيبولنا المعدات يجيبلى معاه دستتين مش دستة واحدة ، بس قومى يالا اساعدك تغيرى هدومك الاول عشان ادهنلك والحق اروح ابعت الشغل
امانة : طب روح انت ابعت الشغل على ما انا افوق واغسل وشى حتى ، ده انا فطرت من غير ما اغسل وشى ، واول ما اخلص هرن عليك ووقت مانت تفضى ابقى اطلع ادهنلى وارجع تانى ، معلش انا عارفة انى هتعبك 
نوح وهو يمد يده اليها ليساعدها على النهوض : طب وانتى هتعرفى تتعاملى بايد واحدة
امانة بابتسامة : الحمدلله ان اليمين هى اللى سليمة ، ماتقلقش ، ادينى هحاول ولن شاء الله خير
……………………
ليذهب نوح الى المكتب ليرسل العمل المطلوب بالفاكس والايميل ويقوم بعمل بعض التوزيعات على العمل وبعض الاتصالات الخاصة بالعمل وبعدها يقوم بالاتصال على هدى والدة امانة ليقول : ازيك ياطنط هدى اخبارك ايه
هدى : ازيك يانوح عامل ايه يابنى وازى امانة تليفونها مقفول من الصبح 
ليعقد نوح حاجبه باستغراب وهو يتجه الى الاعلى على مهل وهو مازال يتحدث مع هدى فقال : تلاقى الشبكة او الفون فصل شحن
هدى : يعنى انتو كويسين وبخير
نوح : الحمدلله تمام بس كنت عاوز اقوللك على حاجة بس من غير ماتنخضى
هدى بقلق : مالها امانة ، انا حلمانة بيها امبارح ، ايه اللى حصلها اوعى تكدب عليا يانوح
نوح : ياطنط اهدى مانا بكلمك عادى اهوه ، كل الحكاية ان ….وقص عليها ماحدث باختصار شديد
هدى بفزع : ياحبيبتى يابنتى : كتفها ، لا حول ولا قوه الا بالله ، انا جايالها حالا
نوح بلهفة : لا ، بالله عليكى ياطنط ماتجيش 
هدى : ازاى يعنى اسيها كده ، خلاص هبعتلها عربية مجهزة تجيبها
نوح : ولا دى كمان الله يباركلك
هدى بلوعة على ابنتها : اومال اعمل ايه بس
نوح : بصى ياطنط ، انا بعزك جدا وانتى عارفة ده وهعتبرك امى انا كمان مش ام امانة لوحدها ، كل اللى هقدر اقولهولك ان كان فى سوء تفاهم بينى انا وامانة ولسه يا دوب بحاول احله واصالحها ولو بعدت عنى دلوقتى بالذات يمكن ماعرفش احله تانى ، ولولا ان اسامة فى شهر العسل كان زمانى اخدت اجازة واخدتها ورجعت على القاهرة ، بس للاسف مش هينفع اسيب الموقع دلوقتى نهائى
هدى وقد بدأت تستوعب الموقف : بس انت يابنى مش هتعرف تاخد بالك منها وطول اليوم هتتشغل عنها
نوح بابتسامة : من الناحية دى اوعى تشيلى هم انا هتصرف وقدها باذن الله ، بس كل اللى عاوزه منك انك تفهمى امانة انك طلعتى الرحلة اللى قاللكم عليها ابمن واسامة ،وماتعرفيهاش انى قلتلك حاجة 
انا بس كلمتك عشان عارف انه ماينفعش اخبى عليكى وانك اكيد كنتى هتحسى من صوتها وياهتجيلها ياهتاخديها وانا مش عاوز ده
هدى بتنهيدة : هحاول ادوس على قلبى واوافقك يا نوح بس بالله عليك لو فى اى لحظة حسيت انها تعبانة ومحتاجانى جنبها اوعى تفضل مصلحتك على صحتها
نوح : اكيد ياطنط اوعدك
وما ان اغلق نوح الهاتف الا واتجه الى غرفة امانة ليقف امامها وهو يستمع الى صوت امانة وهى تعافر مع شئ ما ليطرق الباب ليأتيه صوتها بشبه بكاء : ماتدخلش يانوح
نوح بابتسامة : كنت عارف انك مش هتقدرى ، لو سمحتى يا امانة اقعدى فى السرير وحطى الغطا عليكى وانا هدخل اساعدك من غير ما اضايقك
امانة ببكاء : انا هروح لماما ..مش هينفع
نوح : ارجوكى يا امانة اسمعى الكلام 
امانة وقد علا نحيبها : طب المرة دى بس لانى بردانة جدا بس هروح لماما
نوح : خلاص ، بس اعملى اللى قلتلك عليه ، انا واقف اهوه مستنيكى
وبعد عدة دقائق سمع صوتها وهى تخبره بانها فعلت ماقاله لها ليفتح الباب ويدخل بسرعة مغلقا الباب ليتجه اليها قائلا فين الهدوم اللى هتلبسيها 
لتشير له على كومة من الملابس ليتجه اليها بعمليه شديدة حتى يزيل عنها خجلها فيتجه الى مكان الدهان ليتناوله ويتجه اليها قائلا خلينى ادهنلك الاول 
امانة ببكاء : يانوح مش لازم ادهن
نوح بحزم : لا لازم.. مش هتخفى من غبره
ليجلس جوارها ويمد يده بالدهان ليبدأ فى فرده على المكان المراد علاجه ليبدأ بتمرير يده بحذر شديد وهو يقول : الكدمة باينة يا امانة فى حرف كتفك اهيه ومن ورا كمان ، واضح ان الخبطة كانت جامدة
امانة وهى تعلم انه يحاول ازالة خجلها : الحمدلله انها جت على اد كده
لينهض نوح متجها الى الحمام لغسل يده وتجفيفها ، ثم عاد ليلتقط التيشيرت الذى قام بقص كتفه ليلبسها اياه ثم وجدها تريد ان تلبس جلبابها فقال لها : الجلباب هيتعبك وانتى بتلبسيه ، ايه رايك اجيبلك جاكتة ترينج من عندى تدفيكى وتبقى سهله فى لبسها وقلعها
امانة بدعابة : انا كده هستولى على هدومك كلها
نوح بحب : ياستى كلى ليكى ، ها اجيبهولك
امانة : هيبقى كبير اوى عليا
نوح : معلش مؤقتا بس لحد بكرة 
امانة : واشمعنى بكرة
نوح : هروح اجيبلك بس الترنج الاول عشان ماتبرديش وبعدين اقوللك
ليذهب مسرعا ثم عاد وبيده جاكت الترنج ليلبسها اياه وما ان اغلقه عليها وانهضها من الفراش وكانت ترتدى بنطالا عليه رسومات كرتونية لميمى وميكى ماوس وما ان نظر اليها حتى ضحك بشدة فكانت كطفلة ترتدى ملابس ابيها ، لتمتعض امانة فى البداية ولكنها ما ان رات شكلها فى المرآة الا ورفعت حاجبيها بشهقة طفولية ثم ضحكت هى الاخرى بشدة ليركز نوح مع ضحكتها ليضمها الى صدره ويقبل جبينها قائلا : على اد ما اصابتك دى وجعت قلبى …على اد ماهى اللى عرفتنى ان قلبى لسه عايش وانك ساكنة فيه من سنين بس كنت قافل شبابيكه ، لكن فجأة كل البيبان والشبابيك اتفتحت وصرخت باسمك بلهفة خلتنى مش مصدق انى اخيرا استطعمت حبك 
يتبع ……
لقراءة الفصل الحادي والثلاثون : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا
نرشح لك أيضاً رواية أحببته بعد زواجنا للكاتبة هند الحجار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *