روايات

رواية آدم الفصل الخامس عشر 15 بقلم جهاد عامر

رواية آدم الفصل الخامس عشر 15 بقلم جهاد عامر

رواية آدم البارت الخامس عشر

رواية آدم الجزء الخامس عشر

آدم
آدم

رواية آدم الحلقة الخامسة عشر

– آدم طلبك للجواز من أبوكي تحت يا حوَّاا.
رفعت حواجبي بدهشة..
– بس..
– بس ايه؟
– آدم اخـ..
قاطعتني..
– آدم مش أخوكي.. آدم بيحبك.
– بيحبني!
ابتسمت..
– تبقي عبيطة لو مخدتيش بالك.
هزيت راسي..
– بس أنا..
– وانتي كمان بتحبيه.
– ايه دا بجد؟ ومحدش قالي ليه!
قرصتني من رجلي..
– متتريقيش وحياة أمك..
– ما انتي بتقولي كلام ميدخلش العقل يا حنان!
ابتسمت بسرعة..
– طب أنا راضية ذمتك.. هتلاقي حما تقوليلها يا حنان باسمها كدا حاف فين؟
ابتسمت بحب..
– انتي مش حماتي انتي أمي يا حنون.
ضحكت مرة واحدة بفرحة..
– يعني وافقتي!
– على ايه!
فتحت بوقها بس سمعت صوت جاي من على الباب..
– طب كنتوا سيبوني أنا أتكلم معاها حتى!
لفينا راسنا ناحيته لقيته بيبتسم وبيبصلي بنظرة غريبة! نظرة أول مرة أشوفها في عينه!
– كنا خايفين لترفض!
بص لوالدته ورفع حواجبه بدهشة قال يعني الولا فلين رايدر مبيترفضش!
– طب سيبيني أتكلم معاها وأشوف موضوع الرفض دا لو سمحتي يا ماما.
بصتلي ورجعت بصتله بقلق..
– متقلقيش يا ماما مش هقتلها.
– والنبي يا ابني أنا خايفة عليك انت! بس ماشي هسيب الباب مفتوح عشان لو سمعنا أي صوت ندخل ننقذ ما يمكن إنقاذه.
خرجت فـ بصلي بنفس الابتسامة ونفس النظرة فـ اتوترت..
قرب خطوة فقومت وقفت، قرب كمان خطوة فرجعت خطوة!
فضل يقرب وأنا أبعد لحد ما طلعت البلكونة..
سندت ضهري على السور وراقبته بتوتر غريب!
جه وقف جنبي وبص لبلكونته اللي قصادي وابتسم..
– بلكوناتنا دي شهدت على أسرارنا وأحلامنا وحكاوينا كل يوم.
بصيت مكان ما بيبص وابتسمت بحب..
– مكنوش بيرضوا يخلونا نسهر في الحوش فـ بقينا نسهر في البلكونات انت عليك الأكل وأنا عليا الشاي والرغي!
بصيتله وضحكت..
– طول عمري رغاية وانت طول عمرك بتسمعني! مزهقتش مرة بما انك بتحب الهدوء يعني؟
غمض عينه ووطى راسه، ضحك بخفة وهو بيهز راسه..
لحظتين ورفع راسه وبصلي..
– رغيك دا كان الجزء المريح في يومي بعد ضحكتك يا أم دماغ!
رفعت حواجبي بدهشة وضحكة بنفس الاندهاش..
– واد يا آدم!!! نهارك أبيض! انت من امتى وانت ملزق كدا؟
تنح شوية قبل ما يضحك بقلة حيلة..
– والله ما أنا عارف فعلًا! تحسي إن الواحد أول ما بياخد خطوة الاعتراف دي بينزله خاصية المحن تلقائي!
رفعت حاجب..
– اعتراف؟ بس انت معترفتش بحاجة أصلا!
ضم بوقه بدهشة..
– أصلًا؟
حطيت إيد على إيد..
– أصلًا.
سند دراعه على سور البلكونة وميل ناحيتي بابتسامة خبيثة أول مرة أشوفها على ملامحه..
– طب ولو اعترفت؟
عملت زيه..
– هوريك بكره رسمتي الجديدة.
– طب ما أنا كل مرة بشوف رسمتك الجديدة!
غمزتله..
– المرادي هتعجبك.
ابتسامته زادت..
– مستعدة تسمعي منين!
لفيت وحطيت دراعاتي الاتنين على السور وسندت وشي بإيد..
– من أول ما اكتشفت إنك مش أخويا.
بص للسما وغمض عينه بقوة وهو بيضحك، شوية وعمل زيي؛ فبقينا احنا الاتنين جنب بعض وشنا للحوش وروسنا ملفوفة لبعض، بدأ يحكي وبدأت أسمع
– مش عارف امتى وازاي بس اللي فاكره إنك لما جيتي في يوم وقولتيلي على يومك كالعادة، وفي وسط كلامك قولتي إن في واحد جه اعترفلك بحبه في كليتك حسيت انك كبرتي وإنه لا مش من حقك تروحي من هنا! مش من حق حد ييجي ياخدك بالساهل كدا!
ومن هنا اكتشفت إن دا مش تفكير أخ لأخته!
وعشان مخليش حد يبعدك أو المسافة بينا تزيد محسستش حد بدا حتى انتي.
سكت وبص قدامه فـ كملت بابتسامة ندم..
– لحد ما جيتلك وقولتلك أنا موافقة على حسام!
هز راسه وقال بنفس الابتسامة..
– قبلها بيوم كنت قولت لعمك إني عايز أتقدملك رسمي، فلما جيتي تاني يوم وقولتيلي إنك موافقة حسيت إن في حاجة غلط! انتي مكنتيش فرحانة! يمكن كنتي عايزة تعيشي قصة حب من اللي بتسمعي عنهم من صحابك أو بتقري عنهم في الروايات فـ استعجلتي!
لكن مكنتيش فرحانة، انا عارفك لما بتفرحي.. عيني بتبقى واسعة وبتلمع كإنها سما صيف مليانة نجوم، وشك ملامحه بتضحك وروحك بتتنطط!
فـ مرضيتش أقولك وخليتك تجربي.
– افرض كانت نجحت التجربة وفرحت معاه!
بص في عيني بثقة وقوة معتادة منه..
– انتي مبتفرحيش غير معايا يا حوَّاا.. عينك مبتوسعش ولا ابتسامتك بتفارق وشك غير معايا أنا.. زي دلوقتي كدا.
ضميت حواجبي باستغراب ولفيت جسمي، بصيت للمراية اللي في ضهر باب البلكونة، لقيتني زي ما قال!
كنت جميلة!
ابتسامتي زادت وبصيت في الأرض، سمعت صوت ضحكة خفيفة منه؛ شوية واتعدل في وقفته..
– هسيبك مع نفسك شوية، وبكره هعدي عليكي أشوف الرسمة.
هزيت راسي من غير ما أرفع عيني، خرج وقفل الباب وراه.. محدش دخل بعد ما خرج، أكيد قالهم يسيبوني لوحدي!
اتحركت ناحية السرير، قعدت عليه وميلت على الكومودينو وفتحته، طلعت منه ألبوم صور..
فتحته وبدأت أقلب فيه صورة صورة، ابتسامتي كانت بتزيد مع كل صورة!
صوري كلها معاه! يا على ضهره يا جنبه يا في حضنه!
دا أنا كنت برسم عليه من صغري بقى!
مع كل صفحة بتتقلب كانت السنين بتمر! وكان هو معايا في كل سنيني!
احتفالي بنجاحي في تالتة اعدادي وهو رافع علامة النصر وحاطط دراعه حوالين كتفي؛ في المصايف والخروجات، ثانوية وهو بيديني هديتي وابتسامته الواسعة الفرحانة بيا، صورة أول يوم كلية وهو بيزعقلي على لبسي وهو جاي يوصلني للكلية وبابا لقطها بغفلة!
ضحكت على الصورة دي! يومها قالي انتي مكبرتيش فـ لبسك زي ما هو واتظبطي!
الغريبة إني عمري ما زعلت منه! محدش خاف عليا ولا حبني بعد أهلي زي آدم.
قلبت آخر صفحة صورة آدم وهو بيتخرج وأنا لابسة كاب التخرج ورافعة دارعي كإني بصرخ من الفرحة وهو بيبصلي وبيضحك.
مافيش حد يستاهل يفرح زي آدم، ومافيش حد يستاهل آدم غيري.
حطيت الألبوم على الكومودينو وقومت وقفت قصاد اللوحة اللي لسه في الأول..
جهزت ألواني.. قلعت الاسدال ورفعت شعري لفوق وقعدت على الكرسي قدامها.. وبدأت أرسم.
ابتسامة ثابتة على وشي منتظرة بكره، مستقبل قريب فيه حلم جميل مستنيني وفاتحلي أحضانه.. وأنا أكتر من مستعدة إني أرمي نفسي فيه.
– الو..
– انت فين؟
رد بصوت نايم..
– الساعة 5 الصبح يا حوَّاا فأكيد نايم يعني!
مع اني طول عمري بسمع صوته وهو نايم بس والله أول مرة أحسه حلو كدا! يخربيت تلزيق الارتباط بجد!
– طب ما تنزل.
– طب ما تطلعي انتي.
ورغم إنها جملة عادية بينا بما إننا في بيت واحد واحنا الاتنين أكسل من بعض بس الجملة برضو لوهلة كدا خضتني! الله يخربيت حوارات البنات بجد!
– آدم قوم وفوّق كدا بس وتعالي بسرعة.
نفخ بزهق فابتسمت..
– ماشي يا ستي ماشي جايلك.
قفل في وشي فضحكت..
قومت بصيت على اللوحة تاني وأنا ببتسم.. شوية وسمعت الجرس، روحت فتحت لقيته واقف حاطط مربع إيده على صدره وساند بكتفه وراسه على الحيطة ومغمض عينه، ابتسمت بتعاطف ووقفت أتفرج عليه؛ لابس تيشيرت أسود وبنطلون بيتي أسود وشعره الناعم مش مترتب! هيا الرجالة بتبقى حلوة وهيا صاحية من النوم كدا من امتى!
– مصحياني عشان تجيبيني تتفرجي عليا! طب ما نتجوز واتفرجي براحتك.
كان لسه مغمض عينه بس شفايفه رسمت ابتسامة خبيثة..
داريت كسوفي وقولت بحماس..
– تعالى انت اتفرج دلوقتي أهم حاجة بس.
فتح عينه بسرعة..
– أتفرج على ايه يا بت انتي!
ضميت حواجبي باستغراب..
– ايه مالك اتصرعت كدا ليه؟ تعالى شوف اللوحة هتشوف ايه يعني!
خد نفس وطلعه بالراحة وقال وهو بيعديني عشان يدخل..
– الإنسان من امبارح عقله بيتغابى مش عارف ليه!
كتمت ضحكتي وسيبت باب الشقة مفتوح ودخلت وراه.
وقف قدام اللوحة اللي متغطية وبصلي..
– ايه هيا مبتتكشفش على رجالة ولا ايه!
ضحكت وروحت مسكت الغطا..
– لا ازاي دي مبتتكشفش غير على رجالة.. مستعد؟
– مستعد.
رفعت الغطا وأنا عيني عليه.. أول لحظة مداش رد فعل، اللحظة التانية بدأت ملامحه تلين، عينه وسعت وحواجبه اترفعت، لمعة بدأت تظهر في عينه، ابتسامة بدأت تتولد على شفايفه؛ رجع خطوة لورا مع زيادة في ابتسامة، خطوة ورا خطوة لحد ما وصل للدولاب وعينه لسه على اللوحة، حط كف على كف ورا ضهره وسند بيهم على الدولاب، رفع رجل عليه وميل راسه مع ابتسامة واسعة وعيون لامعة بملامح أجمل ما شوفت!
يمكن لو هو عجبته اللوحة المرسومة فـ اللوحة اللي قدامي أنا تسحر أي قلب ضعيف زيي!
هو ممكن الواحد يقع في الحب من ليلة واحدة؟
بعد وقت محسبتوش لقيته رفع عينه ليا..
– أفهم من كدا ايه؟
رديت بابتسامة يمكن تكون أجمل ابتسامة طلعت مني في يوم..
– انت شايف ايه؟
– شايف وشي جميل، عيني كبيرة وبتلمع ومرسوم فيها انتي واقفة ومميلة رأسك على كتفي!
– طب وكتفك جاهز ولا مش هيقدر يشيلني!
– كتفي يشيلك عمرين فوق عمري بس انتي قولي اه.
ضحكت براحة وسعادة جميلة خلت روحي تطير..
– طب اه.
عدل وقفته وجه وقف قدامي سند على اللوحة وبألطف نبرة سمعتها في يوم قال..
– مافيش بَعدك مكان ولا ناس ولا ليلة فـ بُعدك أعيش
ولسه زي ماقابلتك على وضعك وماكبرتيش..
يا ورد لو أقطفه ليا عين الورد تعاتبني
عيونك ف الوداع امي
وحضنك فـ اللقا ابني
وحِسّك بس فـ الدنيا ونس وصحاب وتحويشة
يا سر إني لازلت سعيد وصابر لسه عـ العيشة
بص للبلكونة والشمس اللي بدأت تشرق وشعاع منها جديد بيقولنا إنه يوم مميز سعيد، رجع بصلي وبابتسامة أوسع كمل..
– سعيد يومك يامولاتي
ياصبح وطلّ في حياتي
شجر زهران أمل ممدود هوا عابر ندى فـ ورود
دلال وجمال هدوء وشرود
وكله فـ الخيال موجود
وكله فـ اللقا وارد
سكت لحظة باصصلي فيها وهمس وقال..
“بحبك ياغزال شارد” ♥️🍻
جئت جبرًا لـ قَلبي فـ فَلِّيَطْمَئِنَّ عَقلك وَ عَقلي♥️♥️✨

تمت

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية آدم)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *