روايات

رواية براثن الذئاب (على ذمة ذئب 2) الفصل الحادي عشر 11 بقلم أميرة مدحت

رواية براثن الذئاب (على ذمة ذئب 2) الفصل الحادي عشر 11 بقلم أميرة مدحت

رواية براثن الذئاب (على ذمة ذئب 2) البارت الحادي عشر

رواية براثن الذئاب (على ذمة ذئب 2) الجزء الحادي عشر

براثن الذئاب (على ذمة ذئب 2)
براثن الذئاب (على ذمة ذئب 2)

رواية براثن الذئاب (على ذمة ذئب 2) الحلقة الحادية عشر

توقف الزمن تماماً وكأن قلبه يرفض التصديق، إبتلع ريقه بصعوبة بالغة وهو يشعر بنبضات قلبه التي تتزايد بصورة غير طبيعية، تقلبت عيناه فيما حوله في خوف وكأنه عاجزاً عن التفكير، لم يكن متوقعًا أن تتدهور حالتها لتلك الدرجة، دار حول مكتبه راكضًا نحو الباب الغُرفة وهو يهدر بصوته :
_متكلميش حد، أنا جايلك حالاً.
أغلق الهاتف ولكن قبل أن يخرج كان يجتذبه “إيهاب” ناحيته متسائلاً بقلقٍ حـاد :
_في إيــــه يا عز؟؟!!..
أبعد يده عنه وهو يقول بلهجة حــادة :
_ياسمين أُغم عليها، خليك هنا متتحركش خطوة وتابع الشُغل، وأنا رايح القصر.
قال بهدوءٍ متزن :
_طب أبقى طمني.
رمقه نظرةً أخيرة ثم برح المكتب يضرب الأرض بقدميهِ، أثناء ذلك قام بمكالمة هاتفية مع أحد الأطباء الذي يعمل في إحدى مستشفيات الكبرى، أجاب الطبيب في الثانية بسرور :
_عز باشا بيكلمني بنفسه مش معقول، ده….
قاطعه بصرامة أخافته :
_نُص ساعة وهكون عندك فالمستشفى، تشوفلي دكتورة مش دكتور تشوف حالة مراتي لأنها أُغم عليها، مفهوم؟؟!!..
كاد أن يسأله سؤال ما ولكن أغلق الهاتف فجأة، فنظر لشاشة هاتفه قائلاً وهو يذم شفتيه :
_هو ده عز الدين السيوفي.
أستقل مكانه في السيارة وبدأ القيادة، سار عائداً بإتجاه قصره وعلى أقصى سرعة حتى وصل، ترجل عن السيارة ثم تحرك مسرعاً لداخل القصر ليجد “سُعاد” جالسة على الأريكة ومقلتاها مملؤتان بالدموع، حينما رأته وثبت واقفة، دنا منها متسائلاً بإنفعال بيّن :
_ياسمين فين؟؟!!..
أشارت للأعلى بأطراف مرتجفة، فهم على الفور المكان المتواجدة به، صعد على الدرج راكضًا نحو الغُرفة، وما إن ولج للغرفة ورأها ملقية على الفراش وفاقدة للوعي تماماً حتى شعر بقلبه قد أعتصر ألمًا، أقترب منها بلهفة ثم حملها بين ذراعيه ليهبط إلى الأسفل، ثوانٍ وكان خرج من القصر، رأه ثلاثة من الحراسة، فتحرك واحدٍ منهم ناحيته ليساعده في فتح الباب الأمامي، أجلسها “عز الدين” على المقعد المجاور لمقعده بحذر بالغ مسندًا رأسها على الجانب ثم حكم حولها حزام الأمان، أغلق الباب مندفعًا نحو مقعده، لينطلق إلى إحدى المشفيات الكبرى والذي دائماً يتعامل معاها.
دقائق مرت، وكان يصف سيارته أمام مدخل مترجلاً منها ليدور حولها، فتح الباب الجانبي منحنيًا عليها ونازعًا حزام الأمان عن خصرها، ليتمكن من حملها، ركض بها ناحية الأستقبال ليجد الطبيب الذي هاتفه منذ ما يقارب خمسة وثلاثون دقيقة، هتف الطبيب وهو يشير بيده :
_تعالى معايا يا عز باشا.
تحركا نحو غُرفة الطوارئ لفحصها، دخل “عز الدين” الغُرفة وكان يختلس النظر إليها، وضعها على الفراش برفق ليقول الطبيب “نادر” بهدوءٍ :
_أتفضل يا عز باشا، وأنا هجيب دكتور مجدي يشوفها، هو دكتور شاطر و…..
جذبه من تلابيبه وهو يصرخ به بغضب :
_إنت حمـــــار، أنا قايلك عاوز دكتورة ست!!!..
أرتعد “نادر” وهو يقول :
_بس يا باشا معظمهم مشغولين والباقي فالأجازة، بس والله الدكتور مجدي كويس ومُحتـ…
رمقه بنظرات مليئة بالظالم وهو يقول بعنف :
_مفيش راجل على وجه الأرض هيلمس مراتي!!.. بقولك هات دكتورة!!..
تمتم بذعر بعد أن أيقن بأنه بين براثن الذئب وأنه هالك لا محالة :
_يا باشا أنــاا…
هدر “عز الدين” بصراخ عنيف :
_إنت شكلك نفسك تضرب النهاردة وأنا هـ…
أنتفض “نادر” فزعًا وهو يقول محاولاً تخليص ذاته من قبضتيه :
_لألأ، خلاص أنا هاتصرف، بس أبعد إيدك عني عشان ألحق!!..
دفعه بيديه فـ عدل من وضعيه ملابسه ثم فر متوارياً، بعد دقيقة عاد برفقة طبيبة ومُمرضة وهو يقول :
_خلاص يا عز باشا، جبت دكتورة، بس أستأذنك تطلع عشان تشوف شغلها.
حدجه بعينين قاسيتين حادتين ثم نظر ناحية زوجته بعينين نادمة، وبعدها خطى للخارج وقد تضاعف شعوره بالخوف عليها.
**************
زفر بعمق ما حبسه بصدره ليسيطر على توتره الكبير، أنتظر على أحر من الجمر خروج الطبيب من الغرفة للأطمئنان على حالتها، فترة صغيرة مرت وكان الطبيب يخرج، سار نحوه “طائف” وهو يتسائل بتلهف :
_هَــاا يا دكتور، إيه الأخبار؟؟!!..
أجابه الأخير بصوته الهادئ :
_والله هي أتكتبلها عُمر جديد، الحمدلله حالتها أستقرت وأتحسنت عن الأول بكتير، وعلى فكرة هي فاقت.
هتف بتنهيدة حارة :
_الحمدلله.
ثم إبتسم بتكلف قائلاً :
_شكراً يا دكتور.
_عفوًا، ده واجبي، عن إذنك.
غادر الطبيب منه أمامه ليتجه هو داخل الغرفة، ولج للداخل ليجدها مُغمضة العينين، أقترب منها وهو يقول بقلقٍ :
_روان؟!!..
فتحت عيناها لتنظر نحوه، أخذت تنظر له بغموض غريب، بينما دقات قلبه تعلو أكثر من نظراتها تلك، وقبل أن يسألها على أي شئ كان يقتحم ضابط شرطة برفقة مساعده الكاتب، سلط أبصاره على وجه المريضة وهو يقول :
_حمدلله على السلامة، عرفت إنك فوقتي الحمدلله فقلت أجي عشان أخُد أقوالك عن إللي حصل.
شحب وجه “طائف” وبلع لعابه بصعوبة، رمقه الضابط بعينين ضائقة متسائلاً بغلظة :
_أقدر أعرف مين حضرتك؟؟..
أجابه بنبرة ثابتة :
_طائف الحديدي.
أشار بعينيه قائلاً بأمر :
_طب أتفضل إنت عشان أخد أقولها.
أضطرب بداخله وهو ينصرف من المكان بأكمله، فـ أبيه تورط في أمر خطير، ولم يحتسب توابعه، جلس الضابط وبجانبه المساعد، ليقول بهدوء :
_نبدأ بقى فالمهم.
**************
بعد برهة، بداخل تلك المشفى، أنتهت الطبيبة من فحصها على “ياسمين” التي عادت إلى وعيها بعد تركيب أحد المحاليل الطبية لها، التفتت للممرضة التي كانت تعاونها لتعطيها بعض التعليمات، أطمئنت على أحوالها ثم ولجت للخارج حيث ينتظر زوجها، وما إن رأها حتى أسرع نحوها متسائلاً بصوت رجولي خالجه القلق :
_ها؟؟!!.. أخبار مراتي ومالها؟؟..
ردت عليه بإبتسامة هادئة :
_مبروك يا مستر عز، المدام حامل!!..
تلك الكلمة تحديداً كانت قادرة على تجميد حواسه، تصلب جسده وشعر أن دقات قلبه توقفت عن النبض للوهلة، أشار بيده وهو غير مستوعب :
_حامل؟!!..
ردت بهدوءٍ :
_أيوة يا مستر عز، بس هي محتاجة راحة جداً وتتغذى كويس لأن غذاها ضعيف وده بيسبب ضرر ليها وللجنين.
ظل ينظر لها بعينين غير مستوعبة ما قيل وما يسمعه، تابعت الطبيبة بعملية :
_هي دلوقتي فاقت، تقدر تدخلها، عن إذنك.
أنصرفت من أمامه في نفس الوقت كانت تخرج الممرضة من الغرفة، حبس أنفاسه لثواني ثم حرره بعد أن تحرك للداخل، وجدها متمددة على الفراش، تحركت رأسها في إتجاهه عقب شعورها بدخوله، أشاحت وجهها للجهه الأخرى ليقترب منها ثم مد يده ليمسك بكفها، رفعه إلى فمه طابعًا قُبلة طويلة عليه، وبعدها قال بندم حقيقي :
_أنا آسف.
أغمضت عيناها بعد أن هبطت دموعها دون إرادةً منها، مسح بيده الأخرى دموعها برقة وهو يتابع بألم :
_إنتي ليه بتصممي توجعيني؟؟!!.. مش كل مرة بقولك بلاش دموعك تنزل لأنها بتنزل على قلبي زي السهم!!..
شهقت باكية على تلك الأيام الماضية التي قضتها بمفردها، على أسلوبه القاسي الذي عاد إليه من جديد، على معاملته الجافة لها بدون سبب مقنع أو ذنب، مرر ذراعه خلف عنقها ليرفع وجهها إليه، ضم وجهها بداخل أحضانه بعد أن أنحنى بجسده قليلاً، وهو يأنب ذاته بعنف، دقائق طويلة مرت وكانت هدأت، فوضع رأسها بحرص على الوسادة، ظل ممسكاً بكفها ليتحدث بصوتٍ عميق حزين :
_آسف بجد، والله ما كان قصدي، الصدمة شلت تفكيري، خلتني أعمى فالتفكير، وبردو أنا كنت هتجنن إزاي هو يقولك برغم أنك كنتي وقتها مديرة مكتبه وميقوليش أنا!!!.. فــ……
قاطعته بصوتها المتحشرج :
_أنا عرفت بالصدفة ومش هو إللي قالي.
عقد حاجبيه بإستغراب شديد لتُتابع هي بشرود وقد بدأ عقلها بإسترجاع الماضي :
_في يوم دخلت مكتبه عشان أطلب منه يمضي على شوية أوراق، خد الورق مني وبدأ يمضي، بعدها بثواني لقيته وشه بدأ يحمر جامد، كان بيتخنق وراح أغم عليه، طبعاً صرخت ودخل الموظف علاء وخمسة تانين، نقلناه المستشفى، أنا وعلاء بس إللي كنا هناك، علاء كان راح يعمل أو يجيب حاجة مش فاكرة، بس فضلت لوحدي، طلع الدكتور وقالي على موضوع القلب، فلما جيت سألت أبوك طلب مني أحلف إني مش هجيب سر ده لأي مخلوق على وجه الأرض حتى لو الحد ده يبقى إنت، وأدتله وعد، ومن أهم الأسباب أنه مرحلكش المستشفى لما أتصابت كان عشان لو شافك كانت أكيد حالته هتتدهور، وأنا منعته أنه يزورك فالمستشفى، لأنه كان هيتعب جامد، مكنش هيستحمل يشوف إبنه الوحيد متصاب.
أغمضت عيناها قائلة بحزن عميق :
_أنا بردو كنت بحبه، بس إنت يا عـ…
أمسك رأسها براحتي يده ليُقبّل جبينها بعمق ثم أبتعد عنها وهو يقول بحب صادق ورجاء :
_عشان خاطري متزعليش مني، والله أنا كنت بتعذب الفترة إللي فاتت دي.
ثم مسح على شعرها وهو يقول بحماسٍ :
_بس أنا مش مصدق حاجة واحدة بس!!..
فتحت عيناها لتسأله بقلق :
_حاجة إيه؟؟!!..
حرك يده ناحية وجنتيها ليمسح بأنماله عليها هامسًا لها بنعومة :
_أنا هبقى أب، وإنتي هتبقى أم، وأم حلوة كمان.
أعتلت الصدمة تعابيرها وتجمدت أنظارها المصدومة على وجهه، هتفت بذهول :
_أنا حــامل!!..
أستغرقها الأمر بعض الوقت لتستوعب بالفعل أنها الآن تحمل في أحشائها جنيناً ينمو بداخلها، هتفت بسعادة :
_يعني أنا هبقى ماما؟؟!!..
أسند “عز الدين” جبينه على جبينها مرددًا بهمسٍ عاشق :
_وهتبقي أحلى ماما، وسواء بنت أو ولد، هايخدوا منك كل حاجة، إنما هايخدوا مني أسمي وقوتي.
هتفت مبتسمة :
_حتى لو بنت؟؟!!..
أبتعد عنها ثم أجابها وقد أعتلت ملامحه إبتسامة عذباء تذيب القلوب :
_حتى بنتنا، على رغم رقتها بس هتبقى قوية جداً والكل هيعملها ألف حساب زي أبوها، وهتفتخر بـ لقبي.. الذئـــب!!..
**************
بعد فترة ليست صغيرة، كان الضابط يخرج من الغرفة وبرفقته المساعد الكاتب، عقب مغادرتهم من المكان، ركض ناحية غرفتها ليجدها تنتظر دخوله، أقترب منها متوترًا مترددًا في سؤالها، ولكن أبعدت عنه الحرج بقولها :
_ماتقلقش، أنا قولتلهم إن إللي عمل كده يبقى حرامي، حاول يسرقني ولما كنت هفضحه حاول يخلص عليا.
جلس على طرف الفراش وهو يسألها بإرتباك :
_وليه عملتي كده؟؟!!..
أجابته بجمود :
_عشان إنت أنقذتني وكمان عشان أبوك مايقربش مني تاني.
نظر لها بتوسل قائلاً :
_روان، صدقينـ…..
قاطعته بقولها :
_معلش أنا محتاجة أنام، تقدر تكمل كلامك بعدين.
ثم عدلت وضعية جلوسها لتتمدد على الفراش بعد أن سحبت الغطاء عليها، بينما نهض وهو يقول بوجهٍ عابس :
_أنا ورايا مشوار هاروح أعمله وهرجع تاني، سلام.
**************
بعد نصف ساعة، توقفت سيارة “عز الدين” أمام مدخل الشركة ليترجل منها أولاً متابعاً بنظراته “ياسمين” التي أتت معه بعد إصراره بإصطحابها، حيث أحضر لها ثياب سوداء ولكن راقية فأرتدتهم هناك، روادتها بعض الذكريات الأليمة والممتعة في ذات الوقت حينما جمع بينها وبينه أول لقاء، تأهب الجميع للقاء صاحب الشركة وخاصةً حينما علموا بوجود زوجته، تعمد “عز الدين” أن يحاوط خصرها بذراعه وهو يتحركون للأعلى، قابلهما “إيهاب” بسعادة مرددًا ‘
_يا أهلاً يا أهلاً، وأنا بقول الشركة نورت ليه؟؟..
أضاف بعد أن عقد حاجبيه بقلق :
_آه ألف سلامة عليكي، عرفت أنك إنتي أغم عليكي، طلع عندك إيه؟؟!!..
إبتسم “عز الدين” إبتسامة واسعة وهو يرمق زوجته برومانسية :
_طلعت حامل يا سيدي.
ظهرت البهجة والسرور على وجه رفيقه حيث قال بسعادة لا توصف :
_بجد!!!!!.. ألف مبروك يا عز، ومبروك يا ياسمين.
أجابته ببسمة صافية :
_الله يبارك فيك، عقبالك.
رد بسرور :
_لااااااأ ده لسه بدري، بس شوفتوا ربنا بيعوض إزاي؟؟!!.. عوض غياب بدران بيه بحمل ياسمين.
هتف “عز الدين” بجدية :
_الحمدلله المهم قولي، في جديد؟!!..
_الزفت إبن رأفت الحديدي، مستنيك جوا فمكتبك.
قطب جبينه بإمتعاض قائلاً :
_طي أنا رايحله.
**************
دخل المكتب بهيبة وبثقة عالية لا تُليق إلا به، ليجده جالسًا منتظراً قدومه، دار حول مكتبه ثم جلس عليه وهو يقول ببرود :
_خير جاي ليه؟؟..
نظر له “طائف” متبرماً قائلاً :
_عاوز أعرف الحقيقة إللي إنت كنت بتتكلم عنها فالمستشفى.
رفع ساقه ليضعها على الأخرى قائلاً ببرود مهلك الأعصاب المستثارة :
_مش قبل ما تقولي علاقتك بـ روان.
ضغط “طائف” على أصابع يده المتكورة بغيظٍ قائلاً بعنف :
_ملكش دعوة بيها، إياك تجيب أسمها على لسانك **.
هنا أعتدل “عز الدين” في جلسته ليبدو أكثر صلابة وقوة قائلاً بعينين صارمتين :
_بلاش تعوج لسانك.
هب “طائف” واقفاً قائلاً بغضب أعمى :
_هتعمل إيه؟؟!!.. هتقتلني زي ما قتلت أمي؟؟!!.. ورحمة أمي لو فكرت تعمل حاجة ليا أنا أو أبويا لأخلص على مراتــــك!!!!.. لأن أنا مبقاش يفرق معايا أي حاجة!!..
هب الأخير واقفًا من مكانه راكلاً مقعده للخلف لتتحول شخصيته إلى الذئــب، وضع كلتا يديه على سطح مكتبه وهو يقول بصوتٍ مُخيف يدب الرعب في أي قلب :
_طب ورحمة أبويا أنا، لو فكرت بس تقرب منها لأدفنك حي ومحدش يعرفلك طريق يا إبن الحديدي!!!!..

يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية براثن الذئاب (على ذمة ذئب 2))

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *