روايات

رواية مرسال الفصل الخامس 5 بقلم أحمد سمير حسن

رواية مرسال الفصل الخامس 5 بقلم أحمد سمير حسن

رواية مرسال البارت الخامس

رواية مرسال الجزء الخامس

مرسال

رواية مرسال الحلقة الخامسة

استيقظ (كمال السويفي) من نومه متأففًا على صوت رنين هاتفه
بعد ليلة كان نومه فيها متقطعًا بسبب التفكير في قضايا (القاتل المتسلسل) التي تزداد يومًا بعد الآخر
رد كمال بك على الهاتف ليحدثه الضابط:
– كمال بك صباح الخير
= صباح الخير يا هشام
– احنا جهزنا كُل حاجه فيما يخص الموقع بتاع الديب ويب وقدمنا طلب بالفعل عليه لقتل شخص تبعنا .. وجهزنا العنوان اللي هيكون فيه الطعم وكل حاجة من دلوقتي .. وجهزنا الفلوس، كده احنا خلصنا كل حاجة .. وواقفين بس على الرد منهم .. هنحولهم الفلوس وهنرفع حالة التأهب عندنا للقبض عليهم
= تمام .. بلغني بالجديد أول بأول
انهى كمال بك مكالمته

وخرج من غرفته وجدت ابنته (ندى) جالسة على إحدى الأرائك تنظر إلى السقف ولا تفعل أي شيء تقريبًا
تعجب من جلستها تلك خاصة وأنها عادة في هذا الوقت كانت تستعد للخروج من المنزل
فقال:
– صباح الخير يا ندى، مش خارجة النهاردة ولا ايه؟
= صباح النور، هخرج بليل
انتظرته ندى حتى دخل إلى الحمام
وهي تعرف أنه يتأخر في الحمام دائمًا
فدخلت إلى غرفته، وظلت تعبث بين أوراقه كما تفعل دائمًا
حتى وجدت الملف الخاص بالقضية الخاصة بها
قرأت الخطة كاملة لم تتعجب منها ولم تندهش لأي تفصيلة
لأن فِكرة الخطة نفسها كانت متوقعه جدًا بالنسبة لها ..
ما رأته ندى من الخطة أن هذا (عبث) وهي تُحب هذا النوع من العبث
خرجت من غرفته

وأمسكت هاتفها كي تُراسل فادي، ولكنها تفاجأت أنه قام بحظرها على (واتساب)
تأففت..
ذهبت كي تكتب رسالتها اليومية إلى نزار ..
وجدت الظرف التي تكتب فيه دائمًا رسائلها إليه وعنوانه (مرسال)
وعنوانه الفرعي جُزء من واحدة من أغانيها المُفضلة لأوتوستراد
“مرسال ورا مرسال صعب الحال لو تدري .. والشوق إليك قتال على الرمال يحرقني
لو طال مهما اطال .. عـ الوعد مستني ..
وقولي يا قمر .. بعدك ذاكرني”
كانت هذه الكلمات مكتوبة على الظرف بشكل جذاب
أخرجت ندى رسائلها من الظرف
وقررت أن تضعهم في ظرف آخر
كتبت عليه جُزءًا من أغنية أخرى لأوتوستراد
“خلاص كل شي خلص امبارح، لا فينا غلطان لا فينا مسامح، واتفقنا ع اللي كان لا فينا مبيت ولا زعلان، خلاص كل شي خلاص انساني، شوف حياتك مع واحد تاني
و أنا برده راح اشوف، كان مجمعنا شويه ظروف”
بعد أن جهزت الظرف بدأت تكتب في الرسالة الأخيرة له

من رسائل ندى إلى نزار
لا أعرف كيف أكتب رسالتي هذه إليك وأنا أعرف أنها الرسالة الأخيرة
رُبما كون هذه الرسالة هي الرسالة الأخيرة ليس أصعب ما في الأمر
ولكن الصعب حقًا هو أنني أتحدث إليك وأنا أشعر وكأنني لا أعرفك ..
توقعت كُل الأشياء السيئة ولكن لم أكن أتخيل أبدًا أن تخونني!
أن تتركني لأجل أخرى ..
التفكير في الأمر مؤذٍ .. عِندما تُزاح الغمامة من على عينيك
ترى أشياء لم تَكُن تراها من قبل، هل كُنت بجاني لاستغلالي ماديًا؟
هل بقيت كُل هذه المُدة تدعي الحُب وأنت لا تحمل في قلبك تجاهي أي شيء
التفكير في الأمر صعب جدًا
أنا مُتعبة حقًا أكثر من أي وقتٍ مضى .. ولن أتحمل هذا الشعور طويلًا لن أستطيع”

في الساعة الثامنة من مساء نفس اليوم
كانت ندى أمام بوابة ساقية الصاوي
وسط زحام الجماهير التي تحاول أن تدخل اولًا كي تحظى بموقع جيد في حفلة (أوتوستراد)
دخلت ندى إلى (قاعة النهر) وهي القاعة الأكبر في ساقية الصاوي
وظلت تبحث عن (فادي) هُنا وهناك
ولكن الأمر كان صعبًا بسبب الزحام
وأصبح أصعب بعد ما ظهر (يزن الروسان) على المسرح
وبدأ الجمهور في التفاعل معه بعدما قال:
– مرحبًا يا جماعة .. إحنا أوتوستراد من الأردن وأحلى عالم بالعالم وتحيا مصررر .. أقوى أقوى أقوى .. نوووع
وجدت فادي يقف في إحدى الأركان البعيدة عن الجمهور فذهبت إليه وقالت:
– كُنت عارفة إني هلاقيك هنا على فكرة
أشاح بوجهه عِدما رآها وهذه المرة لم يَكُن حُزنه ادعاءً
ولكنه كان حزينًا حقًا لما دار بينهم فأمسكت بيديه وقالت:
– خلاص بقى عشان خاطري متزعلش .. أنا آسفة
لم يَرُد فادي فقالت هي مازحة وهي تحاول تقليد صوته:
– ما خلاص ياض بدل ما افشخك

ابتسم فقالت:
– ايوه كده .. فُك ده إحنا في حفلة الأقوى نوع ذات نفسهم
قال فادي محاولًا تغير الموضوع:
– لسه نفسك تنضميلهم؟
نظرت ندى ليزن وهو يُغني ونظرت إلى تفاعل الجمهور معه وقالت في يأس:
– لا ما خلاص .. مش لازم كُل حاجه بنحبها نبقى جُزء منها .. فِكرة إني أكون مُستمعة ليهم في حد ذاتها حلوة .. أنا يمكن بس كنت عاملة هدف وهمي قدامي إني انضملهم .. عشان يبقالي هدف قدام نزار وأبان طموحة وكده .. بس خلاص .. بحبهم بس
بدى الضيق على وجه فادي عِندما سمع اسم نزار
وبدأت ندى تشعر بالاختناق وكادت أن تبكي عِندما سمعت الفرقة تلعب واحدة من أشهر أغانيهم، وأكثر أغنية تحمل ذكريات أصبحت سيئة الآن بالنسبة إلى ندى
وهي أغنية مِرسال
نظرت إلى فادي بأعين دامعة وقالت له:
– تيجي نمشي؟
شعر بضيقها فضمها إلى صدره وقال:
– دي لسه تاني أغنية في الحفلة بس ماشي

وفي أثناء خروجهم من القاعة قالت (ندى):
– أنا موافقة نبطل كُل حاجة وممكن بعدها نسافر برا ونعيش سوا لو لسة حابب ده
ابتسم فادي ولكن لم يبدُ عليه الحماس لأنه يعرف ندى جيدًا .. هذه الجُملة غير مُكتملة وبالتأكيد تكملتها هي كلمة (لكن) فاكملت ندى:
– بس نعمل آخر عمليتين .. والعمليتين هتعملهم لوحدك.
لم يستغرق الأمر سوى دقائق
ليقتنع فادي بما تطلبه ندى كالعادة وبدأوا بالفعل للتجهيز للعملية الأولى
وهي الفخ الذي نصبه الشُرطة لهم.

جلس الضابط هشام برفقة اثنان من العساكر في المنزل الذي اختاره قائده (عصام السويفي) لتنفيذ عملية القبض على القاتل المُتسلسل
كان يشعر هشام بمزيج من القلق والحماس
هو لم يرى قاتلًا متسلسلًا من قبل .. ولم تمر عليه قضية مثل هذه طوال فترة عمله كشرطي
وأمور الإنترنت تلك كـ (الديب ويب) لا يعرف عنها الكثير ..
كل ما يعرفه أنهم قدموا طلبًا إلى هذا الموقع الذي تسلم الأموال بالفعل بعملة (البيتكوين) المشفرة
ووافق صاحب الموقع على تنفيذ العملية
وأخبر مُقدم الطلب بيوم التنفيذ وساعة الصفر!!
كان الأمر غريبًا جدًا

تعجب منه هشام جدًا وتعجب منه رئيسه كمال السويفي
ولكنه ظن أن هذا القاتل مغرور إلى الحد الذي يظن فيه أنه لا يُمكن أن يُخطأ أبدًا
أو يتأخر عن عمله حتى لو كان عمله هذا هو تنفيذ عملية قتل
حاول هشام أن يتوقف عن التفكير قليلًا
فأخبر أحد العساكر الذين جلسوا معه في المنزل كي يساعدوه في القبض على القاتل:
– تعرف يا إبراهيم .. الواحد متحمس فشخ .. أصل بكره عيد ميلادي .. بسرح كده وأتخيل نقبض على إبن الأحبة ده النهاردة لو صدق وجه ينفذ فعلًا في ميعاده وبكره بقى الناس تحتفل بالواحد ويبقى العيد عيدين .. الناس تشير عـ الفيس بقى .. وهبقى بطل قومي
نظر إلى العساكر وقال:
– وأنتوا برضه
ثم أكمل وقال:
– مُنى الشاذلي هتجيبني وتسألني بقى وتحتفل بعيد ميلادي على الهواء .. وتحاول تعيطني عشان تجيب مشاهدات بس مش هتعرف ..
ابتسم هشام ثم نظر إلى العساكر وقال:
– وأنتوا برضه
نظر هشام إلى ساعته
فوجد ساعة الصفر التي حددها القاتل على الموقع قد حانت
فأمر العساكر بأن يختبئوا في غرفهم وظل هو واقفًا مُتأهبًا لما قد يحدث ..

على بُعد أقل من 100 متر من المنزل الذي يجلس فيه الضابط هشام
جلست ندى في سيارة فادي تُفكر فيما سيحدث بعد دقائق
تبتسم ابتسامة شيطانية وتنظر إلى فادي بجانها وهي تقول له:
– جاهز؟
= أها
اقتربت منه وقبلته وقالت:
– أقوى نوع
خرج فادي من السيارة مُتجهًا إلى (هشام)
وندى لا تَكُف عن الضحك لكونها نفذت ما أرادته.
***
ظل هشام مُنتظرًا بعد أن مرت أكثر من 10 دقائق على الموعد المُحدد من قِبل القاتل على الموقع
وبعدها بدأ يفقد الأمل
وينظر إلى سخافة الأمر .. كيكف يُصدق أن قاتلًا سيضع تاريخًا وساعة محددة بالدقيقة لتنفيذ عملية قتل !!
في الغالب هو نصاب وقد نصب على جهاز الشرطة وليس قاتلًا
ثم قطع صوت الطرق على الأبواب حبل أفكاره!
لقد أتى!!

يتبع ..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة جميع فصول الرواية اضغط على ( رواية مرسال )

اترك رد

error: Content is protected !!