روايات

رواية جاريتي 3 الفصل التاسع والأربعون 49 بقلم سارة مجدي

رواية جاريتي 3 الفصل التاسع والأربعون 49 بقلم سارة مجدي

رواية جاريتي 3 البارت التاسع والأربعون

رواية جاريتي 3 الجزء التاسع والأربعون

رواية جاريتي 3 الحلقة التاسعة والأربعون

صوت طرقات على الباب جعلته يستيقظ من غفوته على نفس جلسته امس ارضا بعد ان تركته والدته و دلفت الى غرفتها … فلم يستطع الذهاب الى غرفته مرورا بغرفه اخيه و لا استطاع التحرك من الاساس … فهناك نار حارقه بين ضلوعه تشتعل بقوه … حين يتذكر كل كلمه سمعها بصوتها … و هى تتبجح بعشقها له امام اخيه .. اخيه الذى توفى وهو يظن به الظنون … فكم نار احرقته بها و كم تألم و حزن … لقد اذته بشده فقد خسر اخ و اب و ايضا نار معرفته بقهر و ذل اخيه قبل موته بكلماتها التى ذبحت رجولته
توجهه الى الباب و فتحه ليجد نسيم تقف امامه يبدوا عليها القلق و التوتر و الخوف و هى تقول
– ايه اللى حصل يا صفى … صحيح البوليس جبض على فتون ؟ طيب ليه ؟
اخفض راسه لا يعلم ماذا يقول لها .. ايفتح باب جديد للشك و الحديث فى حرمة اخيه او يصمت و لا يخبرها بكل الحقيقه و يحافظ على الهدوء الذى تتسم به علاقتهم
قال و هو يعود الى داخل المنزل
– فتون هى اللى جتلت عتمان يا نسيم
لتشهق نسيم بصوت عالى و ترتسم الصدمه على ملامح وجهها البريئ و قالت بعدم تصديق
– ازاى ؟ و ليه ؟
عاد ليجلس ارضا من جديد و هو يقول بألم و انكسار
– ازاى لسه معرفش غير انها كانت بتحطله حاچه فى الاكل .. ليه معرفش .. عتمان كان بيحبها جوى ده سما بته على اسمها من كتر عشجه ليها
لتقترب نسيم منه تنظر اليه بأشفاق من خلف دموعها التى تغرق وجهها و قالت
– اچمد يا صفى علشان خاطر الحچه الحكايه دى مش ساهله عليها و لازمن تكون چمبها و تكون جوى
ظل صامت ينظر اليها بتفكير و كأنه يقررشئ ما جعلها تشعر بالخوف حقا لتقول من جديد
– بتفكر فى ايه يا صفى ؟… متخوفنيش بالله عليك
ظل صامت لعده ثوان اخرى ثم قال بهدوء حذر
– انى هسيب كليه الشرطه … امى و الارض محتاچنى دلوك
ظلت صامته تنظر اليه بعدم استيعاب تنتظر منه ان يكذب ما قاله ان يقول انه يمزح لكنه ظل صامت ينظر اليها ينتظر ان يرى ما سيكون موقفها و حين طال صمتها قال ببرود
– عايز اعرف موجفك يا نسيم … علشان كل حاچه تبجا على نور
لتقطب جبينها بضيق و قالت بشئ من العصبيه
– ده على اساس انى لما وافجت عليك كان علشان هبجا مرت الظابط بس .. هو انت شايفى اكده يا صفى انتهازيه و ميفرجش معايا غير المنظره
صمتت لثوانى ثم اكملت
– انا معاك يا صفى فى كل وجت … انا بحبك .. انت كل دنيتى بس ليه تنهى حلمك و حلم اخوك فكر تانى انا عارفه انه صعب و ان و چودك دلوجتى چمب الحچه ضرورى و مهم بس كمان
صمتت دون ان تستطيع اكمال كلماتها ليخفض راسه فهو يتألم من داخله على انهاء ذلك الحلم الكبير الذى سعى خلفه اخيه بكل طاقته حتى يراه ضابط يفتخر به
و لكن ما حسم الامر خروج الحجه صفيه من غرفتها و يبدوا عليها انها استمعت الى حديثهم و قالت بصيغه أمره
– صفى بيجول الصح … و هو ده اللى هيحصل
ليخيم الصمت على ثلاثهم حتى سمعا صوت طرقات على الباب ليتوجه صفى لفتحه … ليجد احد العساكر يسلمه ورقه استدعاء له و لوالدته للنيابه اخذها منه ثم نظر الى والدته ليجدها تنظر اليه بحزن و غضب مكتوم ليخفض راسه فهو لا يستطيع تحمل تلك النظره رغم يقينه القوى من انه فعل الصواب
**************************************
وصل صفى و والدته الى النيابة مقررا ان يذهب الى الكلية مباشرة بعد الانتهاء من الأدلاء بشهادته ليقابلهم سيد الذى هجم على صفى و امسكه من ملابسه و هو يصرخ به بغضب
– مش هسيبك يا صفى و لا هسيب حق بنتى
كانت صفيه صامته تماما تنظر الى ما يحدث بأهتمام و لكن ايضا ببرود شديد
ليبعد صفى يد سيد عنه و هو يقول
– انت كمان ليك عين تتكلم مش كفايه اللى بنتك عملته … و الله ما هسيب بنتك الا لما اخد تار اخويا منها و لا يمكن اتنازل عن حجه
و ابتعد عنه و هو ينظر اليه بأزدراء و سند والدته التى تحمل الصغيره بين يديها بعد ان ارسلت نظره تحذيرية لوالده فتون ان لا تحاول الاقتراب منها او من الصغيره
اجلس صفى والدته على الكرسى الموجود بجوار مكتب وكيل النيابه و طلب من العسكرى اخباره بوجوده هو والدته
بعد عده دقائق كان يجلس صفى و والدته امامه و هو ينظر اليهم بصمت و تفحص ثم وجه حديثه الى الحجه صفيه قائلا
– ما اقوالك في اتهام ابنك للمدعوه فتون في قتل عتمان علوان ؟
نظرت صفيه الى ولدها و قالت بصدق
– انا معرفش حاچه عن الموضوع ده .. كل اللى اعرفه ان و لدى مرض فاچئه من غير سبب و احتار الاطبه في سبب مرضه
ليهزوكيل النيابه راسه بتفهم ثم قال من جديد
– طيب يا حجه من معرفتك بالمدعوه فتون ممكن تعمل كده فعلا ؟
نظرت الحجه صفيه من جديد الى ولدها ثم الى الصغيره و قالت
– معرفش … هى صحيح كانت مش عچبانى و كنت احب ان ودى الكبير يتچوز واحده احسن منيها لكن النصيب و هو كان بيحبها … معرفش ليه ممكن تعمل اكده
ليخرج الضابط هاتف صفى و مد يده لها به لتشاهد ذلك الفيديو و فتون تضع تلك الماده في طعام عتمان ثم التسجيل الصوتى لتتجمع الدموع في عيون الحجه صفيه التى شددت من ضمها للصغيره حتى بكت بصوت عالى ليقف صفى سريعا يضم والدته بعد ان اغلق الهاتف لتنحدر تلك الدمعات الأبيه بقهر و حزن على ولد بمقام الاب و الاخ سند و امان لم يكن يوما يتمنى شئ لنفسه بل كان يقوم بما هو فى مصلحه الجميع قبل مصلحته لم يطلب شئ لنفسه سواها و قابلت هى كل ذلك بجحود و قسوه نظرت الى الضابط و قالت بحرقه قلب ام فقدت ابنها
– عايزه حج ولدى … چيبلى حج ولدى يا ابنى
ليغمض صفى عينيه بألم و قهر و حزن لا يعلم هل يلوم فتون فقط ام يلوم نفسه على صمته على كل افعالها التى كانت تدل على نيتها السيئه و لكنه صمت من اجل اخيه و في النهايه اخيه من دفع ثمن كل شئ
***************************
اوقف سيارته امام المستشفى ككل اسبوع يحضر فيه لزيارتها … و لكن اليوم حضر و معه مجموعه كبيره من الأخبار الجيده بل و السعيده جدا
كان يحمل بين يديه باقه ورد كبيره و حقيبه هدايا صغيره وقف امام استقبال المستشفى و قال للفتاه التى تنظر اليه بأندهاش
– دكتوره فيروز لو سمحتى
لتهز الفتاه راسها بنعم و امسكت الهاتف تطلب حضور الطبيبه فيروز الى الاستقبال للضروره … اشارت له الفتاه ان يجلس على الكراسه المواجهه لها حتى تحضر الطبيبه لكنه لم يتحرك من مكانه …. كان يريد ان يكون واضح لها ان تراه من اول لحظه تقترب و هو يرى عيونها تلمع من السعاده الخجوله التى تتميز بها و بالفعل
رأها تأتى من بعيد لم تنتبه له بعد فعيونها في هاتفها … لحظات قليله و رفعت عيونها تنظر امامها لترتسم الصدمه على وجهها ثم ابتسامه واسعه مصاحبه لحمره الخجل التى تلون وجنتيها
وصلت امامه ليمد يديه بالباقه و هو يقول
– قدام جمال عيونك مفيش حاجه جميله لكن اهو اجتهدت ان باقه الورد تكون مميزه
لتبتسم بسعاده و هى تضمها الى صدرها بسعاده و قالت
– مفاجئه تجنن يا أدهم … و غير متوقعه
ليغمز لها بشقاوه و هو يقول بمرح افتقده منذ حادثه صديقه
– انا محدش يتوقعنى … و لسه فى كتير انبهارات يا ست الكل
لتضحك بصوت عالى رغم خجلها الشديد من نظرات جميع من في الاستقبال لها سارت خطوه ليسير بجانبها و هى تقول بهدوء
– عارف لو كنت عملت الحرك هدى قبل كتب الكتاب كان زمان كل نظرات السعاده اللى انت شايفه في عيونهم دى كانت هتبقا اتهامات و نظرات خبيثه من تحت لتحت
لينظر اليها بثقه و قوه قائلا بهدوء
– خلى حد بس يفكر يتكلم عنك و شوفى ادهم الالفى هيعمل فيه ايه
لتبتسم بخجل ثم قالت حتى تبدل مجرى الحديث
– جاى تزور نور
ليهز راسه بنعم و هو يقول
– انا عاهدت نفسى انى افضل اسأل و اطمن عليها طول ما فيا نفس … كمان هى السبب في معرفتى بيكى و ده لوحده يخلينى ازورها و اطمن عليها و اشوف طلابتها كلها
لتبتسم له بحب ثم تحولت نظراتها الى جديه و قالت ببعض الحزن
– لازم تعرف ان حالات الهلوسه زادت عندها … رغم محاولات دكتور فهمى الكتير انه يحجم المرض لكن للاسف الحاله اتاخرت اوووى
شعر بالاسف الشديد واخذ نفس عميق ثم قال بضيق
– طيب انا هروح اشوفها و هعدى عليكى
لتهز راسها بنعم ليتوجه هو الى غرفتها مباشره … طرق الباب عده طرقات ثم دخل و على وجهه ابتسامه اختفت حين وجدها تعطى ظهرها للباب و تتحدث مع احد ما هو لا يراه فطرق الباب من جديد بقوه لتلتفت اليه و حين رأته ابتسمت بسعاده ليقترب منها و جلس على السرير بجوارها و قال
– اخبارك ايه يا نور ؟
– انا كويسه جدا
قالتها بأبتسامه كبيره ثم اشارت الى الفراغ امامها و قالت
– عايزه اعرفك على سراج
نظر الى الفراغ لعده ثوانى ثم قال بتوتر مسايرا لها حتى لا يحدث تصادم لا يعلم نتيجته
– اهلا و سهلا .. بس ممكن تسيبنى مع نور شويه
ثم نظر الى نور و قال بهدوء شديد امام تقطيبه وجهها
– بصراحه عايز اتكلم معاكى في موضوع مهم
هزت راسها بنعم و قالت بأبتسامه حزينه
– مشى … سمعاك
مد يديه بالحقيبه الصغيره وهو يقول
– اولا دى هديه صغيره ليكى لانك كنتى السبب في حاجات كتير حلوه حصلت معايا .
ابتسمت بسعاده كبيره و هى تخرج ما بداخل الحقيبه لتجد بلوره كبيره بداخله راقصه باليه تقف وسط قطرات الثلج المتناثره داخل البلوره … ادارت مفتاح البوره لتتمايل راقصه الباليه على تلك النغمات الرائعه التى تصدر من البلوه
كان يتابع تعابير وجهها السعيده و تلك الابتسامه الناعمه الرقيقه بسعاده حقيقيه .. و بدء يقص عليها كل ما حدث
– انا طلبت من صديق ليا انه يعمل تحرياته عن البلطجى اللى قولتلك عليه …. و اكتشف حاجات كتير جدا وراه و من يومين قبضنا عليه و هو بيستلم شحنه كبيره من المخدرات و رحت بعدها اخدت اخت صاحبى من بيته … و هنرفعلها قضيه طلاق و نخلصها منه …. و كمان في نفس الوقت انا اتقدمت لدكتوره فيروز و كتبنا كتابنا امبارح .
نظرت اليه بسعاده و ابتسامه واسعه ثم قالت
– انت مرتاح اووى … و بتضحك
صمتت لثوان و كان هو ينظر اليها بأهتمام و تركيز لتكمل هى بهدوء
– حلو احساس انك تاخد تارك … و حلو احساس انك تدمر الشيطان و حلو احساس انك تعمل خير و حلو احساس انك تحب
ابتسم لكلماتها لتقترب هى منه و همست بصوت منخفض و كأنها ستخبره سر خطير .. بعد ان تلفتت حول نفسها و كانها تتأكد ان لا يسمعها
– على فكره انا كمان بحب .
ليقطب جبينه بحيره لتكمل هى موضحه
– بحب سراج … اصله على طول بيضحكنى و بيسمعنى وعلى فكره بيغير عليا اوووى منك ومن صهيب
صمتت لثوان و نظرت الى النافذه ثم ابتعدت سريعا عنه و هى تقول بهمس
– اهو واقف هناك مضايق و مكشر
نظر أدهم الى النافذه لم يجد احد هناك لينقبض صدره بضيق شديد ثم عاد بنظره اليه لتقول هى بأمر
– قوم امشى بقا علشان اصالحه
ابتسم ابتسامه حزينه ثم ربت على قدمها و هو يقف على قدميه و قال
– مش عايزه حاجه اجبهالك معايا المره اجايه
هزت راسها سريعا بلا ليتحرك نحو الباب لتنادى عليه بصوت عالى وقف مكانه و نظر اليها لتقول بأبتسامه واسعه
– على فكره انت طيب اووى … و انا بحبك
و تحركت سريعا في اتجاه الشباك و بين يديها البلوره تخبر ذلك السراج الوهمى عن الهديه و تحاول ان تصالحه كما هو واضح
غادر أدهم الغرفه يبدوا عليه الضيق الشديد ليجد فيروز تقف امامه تنظر اليه بتفهم لينظر الى باب الغرفه من جديد لتقول هى
– على فكره قدام الى نور شافته و عاشته اللى هى فيه ده قليل اووى يا أدهم
نظراليها و هز راسه بتفهم ثم اخذ نفس عميق و قال
– عارف …. ربنا معاها
و اقترب اخطوه واحده منها و قال برجاء
– انا مش هوصيكى عليها يا فيروز اعتبريها اختك
لتقول هى بمرح في محاوله لاخراجه من تلك الحاله التى تختلف تماما عن ما كان عليه قبل دخوله الى نور
– على فكره انا كده هغير … و انا غيرتى وحشه
ليبتسم و هو يقول بصدق
– غيرى بس متخافيش … انا ملكك انت بس … و لا عمرى هكون غير ليكى
سار بجانبها و هو يمسك يديها بحب ثم قال
– ما نتجوز بقا .. الحقينى قبل ما ادخل سن الشيخوخه
لتضحك بصوت عالى ثم وقفت امامه و قالت بأقرار
– لا اذا كان الموضوع وصل لسن الشيخوخه يبقا نتجوز بقا
ليضمها بقوه غير عابئا بالمكان و الزمان و همس بجانب اذنها
– هخرج من هنا على بيتكم اتفق مع باباكى على كل حاجه
و تركها سريعا و غادر تلاحقه ضحكاتها السعيدة و المرحه
***************************
كان في طريقه اليها فاليوم سوف تظهر نتيجه التنسيق لدخول الجامعه يريد ان يكون جوارها في ذلك اليوم … ان يرى سعادتها و يشاركها فيها … ان تكون التهنئه الاولى منه هو قبل اى شخص اخر
اوقف سيارته امام محل الزهور يريد ان يحضر لها باقه من الزهور لم ترى مثلها يوما … كان ينتقى الزهور بعنايه و دقه بجميع الانواع التى تحبها و الذى يعشقها حتى اصبحت الباقه غايه في الروعه و التميز
حين فتحت الباب نظره الاندهاش المصحوبة بأجمل ابتسامه جعلت قلبه يرفرف عاليا بسعادة خاصه و هى تضم باقه الزهور الى قلبها بسعاده تغمض عينيها و تستنشق عبيرهم الاخاذ باستمتاع كبير
امسكت يده و ادخلته و اغلقت الباب و هى تقول بفرحه طفله حصلت على حلوى العيد
– احلى مفاجئة دى و لا ايه ؟
ليبتسم لها وهو يقول بصدق و حب
– اولا و حشتينى ثانيا عايز اكون معاكى النهارده و نطمن نسوا و نفرح كمان سوا
كانت تنظر اليه بحب و داخلها شعور بالامان يتغلل الى روحها يقتل كل مخاوفها القديمه … اهتمامه اواضح سعادته بها … اهتمامه بنجاحها و تميزها يجعلها تلقى كل تلك الاوهام القديمه خلف ظهرها و لا تلتفت اليها من جديد .. عليه التركيز على ان تسعده و تسعد معه
كانت فرح تتابع كل ما يحدث بأبتسامه صغيره وهى ترى كل مخاوفها الخاطئه تتبخر و تذهب ادراج الرياح .. فهى الان ترى ان محمد هو اكثر الاشخاص المناسبين لابنتها و لا احد غيره .. اقترب زين يضمها من الخلف و هو يهمس بجانب اذنها
– بنتك مبسوطه … و مرتاحه نفسك في حاجه اكتر من كده ؟
لتهز راسها بلا ليقبل جانب عنقها و هو يقول
– و انا مش عايز غيرك
لتبتسم بخجل لتتسع ابتسامته و هو يقول
– مش ناويه تفطرينا بقا ؟
لتنظر اليه بحاجب مرفوع ليقبل جانب فمها و هو يغمز لها بشقاوه ثم تحرك في اتجاه مكان جلوس ابنته و زوجها في نفس الوقت التى كانت زينه تدخل اى الموقع لمعرفه النتيجه و بعد عده ثوان قفذت واقفه و هى تقول
– اعلام
ليقترب محمد منها سريعا و هو يقول
– مبروك يا حبيبتى الف مبروك .
ثم قبل جبينها و يديها بحب … ليقترب زين و على وجهه ابتسامه صفراء ابعد محمد عن ابنته ليضمها بحنان ابوى و هو يقول بسعاده و فخر
– مبروك يا حبيبه بابا .. مبروك
كان محمد يشعر بالاندهاش من موقف زين لكنه ظل صامت دون ان يعقب خاصه بعد ان غمزت له زينه و همست بدون صوت
– هبقا افهمك
ليمر الوقت بين سعاده و فرح و ها هو يقف معها فى شرفه منزلهم يشعر بالصدمه مما قالت
– يعنى عمو زين بيغير منى ؟
لتهز راسها بنعم .. ليقول من جديد
– مش قادر اصدق !… لازم بعد كده اخد بالى من تصرفاتى معاكى
لتبتسم زينه و هى تقول بسعاده حقيقيه
– انا محظوظه جدا بيك و ببابا
– و انت تستاهلى يا حبيبتى
ما تشعر به الان لم تكن يوما تحلم ان يتحقق و لو جزء يسير منه … الان هى تستطيع ان تجزم انها تستحق الافضل … لانها الافضل
*************************************
كانت تجلس فى غرفه الحجز صامته تماما تنظر الى الامام بشرود او هكذا يشعر كل من ينظر اليها لكن عقلها يدور دون هواده في حلقات مفرغه من الافكار التى لا تريحها
كيف تم تسجيل كل تلك الفيديوهات لها … و التسجيل الصوتى انها اختارت ان تضع له في الطعام الدم الفاسد ( دم الحيض ) حتى لا يظهر له اى اثر في جسده … و لا يكتشف احد هذا الامر … هى كانت تريد تحقيق رغبتها في الزواج من صفى و رتبت كل شئ حتى يكون لها … و كل شئ يسير لصالحها … فلم يكن هناك سوا خطوه واحده و تصبح زوجته كما هى العادات و لكن الان اين هى …. لتهمس بصوت عالى نسبيا
– انا لا يمكن افضل هنا … انا لازم اخرج لازم انتجم لازم اتچوزه جبلها … ليه اتجهر انا و هى تعيش في حضنه مبسوطه
لتسمع كلماتها احدى الفتايات الموجوده معها في نفس الغرفه … ظلت تنظر اليها بتفحص ثم قالت بشر
– جتلتى چوزك و كمان لسه عايزه تجهرى حد تانى … انت ايه شيطان اتهدى بدل ما جوملك
لتنظر اليها فتون بغضب و قالت بشر
– انا جتلت مره و مش صعب اجتل تانى … ابعدى عنى بدا انا ما جوملك
لتقف تلك الفتاه تشمر عن ساعديها و وقفت جميع الفتايات الموجوده في غرفه الحجز و التفوا حولها لتنكمش في جلستها بخوف فعددهم كبير و يبدوا عليهم الأجرام و الشر و في ثوانى بدئوا جميعا في ضربها و هى تصرخ بصوت عالى طلبا في النجده لكن لا حياه لمن تنادى فالعسكرى الواقف عند الباب لم يعد يهتم بما يحدث داخل تلك الغرفه من كثره ما سمع و شاهد منهم ظل الصراخ لبعض الوقت ثم هدء الامر و كأنه لم يحدث الا من انين منخفض لتلك المكومه ارضا تبكى و تتألم دون اهتمام من احد ان يطمئن عليها
**********************
كان يجلس على الكرسى يضع راسه بين كفيه بهم و هى تجلس امامه ارضا تستند الى الحائط بظهرها تنظر اليه والدموع تغرق وجهها دون صوت فهى لا تصدق ما سمعته منه الان لا تستطيع استيعاب كل تلك الحقائق الصادمه اغمضت عيونها بقوه و هى تتذكر كل ما حدث من جديد
– انت نسيت راجح … مش كده
لينظر اليها بصدمه و زهول لتكمل هى بصوت اعلى
– صح نسيته و عايز تعيش حياتك مش كده
لتظلم عينيه بحزن شديد و الم قوى لا يخطئه احد و لكنه ظل صامت ينظر اليها لتكمل هى بألم كبير
– بتضحك و عايز تخرجنى … و بتسبلى و عايز تعيش دور الحبيب مش كده
ظل صامت امام هجومها و كلماتها الجارحه كل ما كان يبدوا عليه هو الالم الشديد و تلك الدموع التى تتلئلئ داخل عينيه لتصرخ به من جديد قائله
– رد عليا … مش كده ؟
صمتت تنظر اليه بعيون تملئها الدموع و جسد ينتفض من كثره الحزن و الالم … ليغمض هو عينيه لثوان ثم فتحمها لتنحدر تلك الدمعه الخائنه فوق وجنتيه واشار الى موضوع خافقه و هو يقول بألم
– راجح طول عمره مكانه هنا .. من يوم ما اهلى ماتوا و انا بقيت الاب و الام و الاخ و السند ضحكته هى سبب ضحكتى فرحته هى سبب سعادتى … حزنه قبل ما يوجع قلبه كان بيوجع قلبى …. انا عندى تسعه و عشرين سنه عشتهم كلهم لراجح نسيت نفسى و شبابى و حياتى و كان اهم حاجه عندى حياه راجح …. موت راجح مهما وجعك مش قد وجعى مش هيكون قد وجع اب خسر ابنه و لا هيكون قد وجع اخ ضيع عمره علشان اخوه …. مهما موت راجح وجع قلبك والمك مش هيساوى احساسى انا و المى انا
صمت لثوانى و اقترب منها خطوتان و هو يقول بأبتسامه حزينه
– عمرك فكرتى انا عايش حياتى ازاى و ليه … طيب عمرك فكرتى انا ليه متجوزتش لحد دلوقتى …. طيب مفكرتيش للحظه انا ايه اللى خلانى اتجوزك و بسرعه كده
كادت ان تجيبه ليقول هو سريعا
– مش علشان الوصيه …. و لا انا هتجوز شفقه … و لا ناوى اترهبن يا موده رغم انى عمرى ما فكرت فى الجواز من يوم ما عرفت بحب راجح ليكى … يبقا ليه قبلت انفذ وصيه اخويا من غير مثلا ما اقولك انى هتجوز واحده تانيه ما انا متجوزك بس علشان الوصيه
كانت تنظر اليه بأندهاش يصل حد الصدمه كلماته التى تحمل اكثر من معنى لا يستطيع عقلها تفسيرها او استيعابها او لا تريد ليقترب منها اكثر و قال بصوت لا روح فيه … لكن بصدق وصل اليها واضح لا شك فيه و ذلك الصدق جعل جسدها يتنفض تأثرا بكلماته
– انا عيشت عمرى كله اتمناكى … لكن ضحيت بحبى علشان خاطر حب راجح يكمل و يعيش …. مكنتش بشوف فى الدنيا بنات غيرك لكن من يوم اخويا ما خطبك بقيتى اختى … دفنت حبك فى قلبى و استحملت العذاب و الألم لسنين … عارف ان راجح هيفضل بينا يا موده لكن انا بشر لحم و دم و عندى احساس … بلاش تدوسى عليا اوووى كده بلاش تكونى انت و الزمن و الالم عليا …. بلاش تحسسينى ان حبى ليكى ذنب بلاش تحسسينى انى بنهش فى لحم اخويا بلاش تخلين ابان قدام نفسى حيوان … انا بس بحب …. بحب و اتعذبت كتير بحبى ده و جاتلى الفرصه ان احقق الحلم اللى كان مستحيل رغم صعوبه الموقف و السبب اللى جمعنا
ظلت تتراجع الى الخلف و هى تهز راسها بلا …. تبكى بلا صوت و كان هو يتابعها بعيون حزينه يكسوها الانكسار حتى اصطدم ظهرها بالحائط و جلست ارضا ليجلس هو الاخر على اقرب كرسى واضع راسه بين كفيه بهم
عادت من افكارها على صوت خطواته تقترب منها تابعت اقدامه العاريه التى تقترب منها ثم جلوسه امامها وملامح وجهه التى يبدوا عليها الارهاق خاصه و هو يقول بيأس
– موده عايز اقولك ان انا ارتحت بعد ما خرجت كل اللى كان في قلبى من سنين و عارف انى ممكن اكون خسرتك للابد لكن و رحمه راجح انا عمرى ما هتخلى عنك و لا هبعد لانى في الاساس مش هقدر ابعد بعد ما قربت
ثم وقف من جديد و لكنه لم يبتعد بل مد يديه لها و هو يقول بحسم
– قومى من على الارض مينفعش تفضلى قاعده كده

يتبع..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية جاريتي 3)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *