روايات

رواية النصف الأول الفصل الأول 1 بقلم Lehcen Tetouani

رواية النصف الأول الفصل الأول 1 بقلم Lehcen Tetouani

رواية النصف الأول البارت الأول

رواية النصف الأول الجزء الأول

رواية النصف الأول الحلقة الأولى

………… كنت أمشي بسيارتي على الطريق العام متوجه من المدينة التي أعيش فيها إلى مدينة ثانية تبعد حوالي 130 كيلومترا وكانت الطريق تعبر بين وديان وجبال وأراضي مهجورة ونادرا ما تمر على بلدة على جانب الخط وفي مكان ينزل الإسفلت أسفل وادي مليء بالأشجار
وأنا أسير بسرعة خفيفة فجأة ظهر أمامي على الطريق رجل غريب يسوق جمل أسود عليه حمولة من السمك المجفف كان يخترق الخط قادما من اتجاه البحر ويسير باتجاه الجبال دست على الفرامل ووقفت سيارتي فجأة وكدت أصدمه
كان بينه وبين السيارة متر واحد فقط
نظر الي الرجل بنظرات مخيفة كان شكله بدوي وملابسه غريبة وقديمة لم يعد أحد يلبس مثل هذه الملابس في وقتنا الحالي المهم أنه قطع الطريق وأكمل سيره

 

 

 

 

وأنا أكملت طريقي في الخط وفجأة وقفت السيارة وبدأت أفكر فقلت : أين يذهب هذا الرجل
أنا لا أعرف شيئا عن قرية بهذا المكان الفضول أثارني وبقيت متأرجح بين رأيين إما أكمل طريقي وأنسى الموضوع أو أرجع وآخذ منعطف خارج الطريق وأخذت قراري بالانعطاف فخرجت من الطريق العام ولحقت بالرجل
وسألته: إلى أين أنت ذاهب؟ نظر إلي نظرة مرعبة وقال:
اذهب في طريقك أحسن لك.
قلت له:أنا أحب المغامرات و الاستكشاف وأريد أن أعرف هل يوجد بلدة هنا؟
قال:ما دمت مصر تعرف فهناك قرية اسمها شمهروش أنا ذاهب أبيع السمك فيها.
قلت له: كم كيلومتر تبعد؟
قال: مشيا نصف نهار!
تعجبت من استخدامه هذا اللفظ القديم في تحديد المسافة ولكن تذكرت أنه بدوي قال كذا فالبدو ما زالوا يستخدمون هذا الأسلوب في تحديد المسافات.

 

 

 

 

المهم مشيت على حد وصفه كانت الطريق وعرة وما فيها شيء يبين أنها طريق للسيارات وما فيها أثر يدل على أن الناس يستخدمنوها مشيت بسيارتي وأنا أنزل وادي وأطلع تلة أمشي بحذر شديد
وبعد ساعتين تقريباً من المشي في أرض وعرة ومهجورة ظهرت لي بيوت قديمة كانت كلها مبنية من الطين ولما وصلت وقفت سيارتي ونزلت أمشى بين البيوت
كان في القرية ناس بسطاء عليهم ثياب قديمة وأشكالهم مخيفة وشعرهم طويل كانوا يمشون وهم سرحانين وكأنهم فاقدين شيئا ما ذهبت أبحث على بقالة حتى أشتري ماء أو عصير ما وجدت غير دكان قديم فيه رجل كبير أخافني شكله كان في الدكان أشياء قديمة مثل السكر والزيت والحبوب
سألته هل عندك ماء ؟
قال: ما نبيع الماء قالها بحدة وعنف.
خرجت من عنده وذهبت لسيارتي كي أخذ منها هاتفي والتقط صورا للقرية عندما وصلت عند السيارة وجدت أطفالا يحدقون بها ويتلمسونها بأيديهم وكأنهم لا يعرفون السيارات

 

 

 

 

ابتسمت لهم وفتحت الباب وأخذت هاتفي وذهبت أصور البيوت القديمة والأزقة كانت بعض النساء ينظرن إلي من سطوح البيوت ومن النوافذ الخشبية وعليهن آثار التعجب
كانت ملابسهن قديمة وشعرهن مكشوف على شكل ظفائر المهم وأنا التقط الصور ظهر أمامي فجأة رجل شعر رأسه منكوش وشاربه معكوف ولحيته كثيفة أفزعني منظره فأبعدت الكاميرا ونظرت إليه وهو ينظر إلي بعيون مخيفة ثم قال بصوت خشن:
أنت من مدينة شندهار ؟
قلت: نعم
قال: هناك قرية قريبة منها اسمها نرمهان تعرفها؟
قلت نعم أعرفها.
فاستطرد قائلا: معي وصية وأريدك أن توصلها لشخص هناك اسمه فريد ابن وليد
قلت له حاضر.
قال لي: تعال معي للبيت أعطيك الوصية.
ذهبت معه وعبرنا بين الأزقة في القرية حتى وصلنا لبيت في طرفها كان بابه خشبي قديم وجدرانه متهالكة فتح الباب ودخلنا كانت في البيت رائحة غريبة تشبه رائحة البيوت المهجورة
المهم الرجل نادى بصوته وقال: مرجانة مرجانة جاءت بنت عمرها تقريباً 14 سنة وقالت نعم يا عم

 

 

 

 

قال لها: هذا الرجال من منطقة قريبة من قريتكم وسوف يوصلك لوالدك جهزي نفسك.
ذهبت البنت للداخل أما الرجل قال لي:
أوصيك أن تسلم البنت لوالدها يد بيد وإياك أن تلمسها
قلت له في حدة: انتبه لا تهينني لست عديم الأمانة.
قال: ما قصدته أنك لا تلمسها حتى مجرد لمسة عفوية…….. 😳😳😳😳😳😳……..

…….. قد جاءت البنت وفتحت لها باب السيارة وركبت في المقعد الخلفي بعدها مشيت بالسيارة وغادرت القرية. البنت كانت تنظر في المراية العاكسة التي أمامي وساكتة، سألتها: اسمك ليلى صح؟ هزت رأسها بدون أن تتكلم
مشيت وبعد عشر دقائق قلت لها : أنت من هذه القرية؟
قالت: لا
فقلت لها هل هذا الرجل الذي كنت عنده من اقاربك؟
نظرت إلي بحدة في المراية حتى أنها أخافتني بعيونها وقالت: لا ليس من أقاربي
قلت لها: وكيف جئت إلى هنا؟
قالت: أنا هنا من أربعين يوما كنت مسافرة مع والدي نريد الذهاب للمدينة التي بعد هذه القرية ومرضت في الطريق وما استطعت أن أكمل السفر قام والدي وذهب بي لهذه القرية
لأنها كانت أقرب بلدة على طريقنا وتركني عند هذا الرجل على أساس يذهب للمدينة ولما يرجع يمر علي ويأخذني ولكن مر 40 يوماً ووالدي ما رجع بعد ساعات من المشي وصلنا إلى القرية نرمهان

 

 

 

 

نزلت من السيارة وتركت البنت فيها وطرقت على باب أول بيت طلع لي رجل قال لي تفضل
قلت له: أين أجد فريد ابن الوليد؟
قال لي: فريد سعيد النور؟
قلت نعم هو.
قال: لا حول ولا قوة إلا بالله، هذا الرجل مات من أربعين سنة!
قلت له: من أربعين يوماً تقصد؟
قال: من أربعين سنة يا بني خرج من القرية من أربعين سنة ومعه ابنته مسافرين وقبل أن يصل لوجهته وجدوه ميتا على ظهر البعير الذي سافر به
أما ابنته ما أحد يعرف أين اختفت وما ظهرت من ذاك الزمن واليوم لما سمعت منه هذا الكلام توقف شعري من الخوف😳😳😳😳 ورجعت للسيارة
وقلت للبنت والدك ليس موجودا وسوف أوصلك للرجل اللذي أخذتك منه.
ثم بدأت تنظر للبيوت في قريتها وقالت: كل شيء تغير قريتي ما كانت كذلك يوم تركتها معقول كل هذا أصبح خلال أربعين يوماً!
رجعت في نفس الطريق الذي جئت منه وعندما وصلنا لمكان القرية التي أخذت منها البنت مرجانة كانت القرية اختفت بديارها وأهلها

 

 

 

 

وما رأيت غير مقبرة في مكانها نظرت في المراية العاكسة كي أكلم البنت وأسألها هل أنا أخطأت المكان وإذ بي أرى صورة البنت في المراية صارت هيكل عظمي 🏃‍♂️🏃‍♂️🏃‍♂️
ارتجفت من الخوف وأدرت رأسي للمقعد الخلفي مكان جلوس البنت ولقيتها قد اختفت.ة😳😳😳
مشيت بسرعة وغادرت المكان وتوجهت لاحد المدن القريبة وهناك تركت الكاميرا عند محل تصوير كي يحمض الصور التي التقطها للقرية
وبعد نصف ساعة رجعت لأخذ الصور فأعطاني إياها وهو يضحك ويقول شكلك من عشاق المقابر
قلت له كيف؟😳😳😳😳😳
فقال : انظر الصور كلها قبور وفعلا كل الصور اللتي التقطها للبيوت والناس في القرية طلعت بعد التحميض صور مقابر فقط ما فيها لا بيوت ولا أشخاص
بعد رحت عند صديق لي كان أبوه مؤرخ وسألته عن قرية اسمها شمهروش راح لمكتبة والده وطلع منها كتاب وقعد يقرأ فيه وفجأة نظر إلي بدهشة😳😳😳
وقال: هل قلت شمهروش؟ قلت: نعم هل وجدت لها ذكر في الكتاب؟
قال: نعم حسب ما ذكر والدي في هذا الكتاب أن هناك قرية صغيرة في نفس المكان اللتي وصفته لي مات كل أهلها بمرض غامض قبل أربعين سنة
بعدما أكلوا سمك مجفف ممطور (يعني سمك أمطرت عليه السماء) ودفنهم البدو في وسط القرية وبعد سنين اندثرت بيوتهم وما بقى غير مقابرهم.

 

 

 

 

حكيت له قصتي فقال لي: ربما ظهرت لك القرية بسبب تداخل الأزمان فأنت عبرت من زمننا الحالي إلى زمن قديم عبر بوابات الأزمان واحمد ربك إنك ما لمست البنت أو أي شخص من أهل القرية وإلا كنت علقت في زمانهم ولن تستطيع العودة إلى زماننا الحالي مرة أخرى.
بعد عدة سنوات كنت أمشي بسيارتي على نفس الطريق وفجأة ظهرت أمامي امرأة ومعها سبعة أطفال دوست على الفرامل وتركتهم يعبرون الطريق فقلت في نفسي لا أعرف شيئا عن منطقة في هذا المكان وفجأة اتخذت قراري وانعطفت وراءها…………منعطف خاطئ

يتبع..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية النصف الأول)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *