روايات

رواية سنين ومرت الفصل الثالث 3 بقلم ولاء عمر

رواية سنين ومرت الفصل الثالث 3 بقلم ولاء عمر

رواية سنين ومرت البارت الثالث

رواية سنين ومرت الجزء الثالث

سنين ومرت
سنين ومرت

رواية سنين ومرت الحلقة الثالثة

– شكلهم تحفه، إرسمي هنا سيمبا وتيمون وبومبا وجنبهم جملة ” هاكونا ما تاتا”.
– أنا هرسم وأنت تكتب، أنت خطك أحلى.
– تفتكري مش هبوظه؟
– لاء إن شاء الله.
بدأت أرسم، خلصتها وهو كتب، وورايا نرجس كانت بتقزز لب ولا كإنها بتسمع فيلم.
– أنا فصلت نكمل بكرا.
– ما تكملي يابت، دا أنتِ يدوبك ماسكة الفرشة وبتحركيها.
– نرجس يا سخيفة، عايزه أروح.
– بصي نص رسمة طيب.
– فصلت.
– معلش.
هل دا معناه إني اتثبت؟! وإني ما اتراجعتش في قراري؟! أحب أقولك يا عزيزي آه.
كملت وقعدت أرسم تنة ورنة وخليت عمار يكتب حوالين الرسمة ” مع كل أول ضحكة، لأي بيبي صغير ، في جنية جديدة بتتولد”.
مع كل رسمة وكل جملة بتتكتب قلبي وعقلي بيفرحوا، بحس إني انتصرت، يمكن مازلت على أول الطريق، بس أنا مازال عندي أمل.
روحت وريحت شوية وبعدين قعدت في البلكونة مع كوباية الشاي بالنعناع وبتأمل السما، سمعت صوت تيتا فريال جنبي، عدلت وشي ناحيتها وهي إبتسمت وقالت:- كنتي فين كل المدة دي.
بصيت ناحية الشارع وأنا مبتسمة ابتسامة عريضة:- مشغوله بيه ومعاه وبتمناه.
– اللي يأخد واحدة بتحبه بيبقى محظوظ، بتبقى هاين عليها تشليه من على الأرض شيل، بيقى في عينها محفوظ، وبيبقى مفيش غيره في عينها وفي قلبها، بيبقى لقى نصيبه الحلو من الدنيا.
بعد كلامها كان بيتردد صوت نجاة الصغيرة من الراديو بتاعها وهي بتقول:-” يمكن زمـــاني يصـــالحنــي بعد العداوة، وأقول يا ليل يا عين أما براوة”.
دخلت نمت بعدما قعدت معاها، نمت وأنا مرتاحة البال عن باقي الأيام شوية.
– إرسمي نيمو يا ست، ومارلي ودوري وهي بتقول ” عوم واتمختر، مختر مختر”.
– بكلمكوا بجد والله ليه منفتحش حضانة في ركن من العيادة، ونخلي فيه نرجس تعيش طفولتها المكبوتة جواها.
بصت هي عليا بعد تريقيتي، وضحك عمار علينا، بدأت أرسم وهو يكتب كالعادة.
قلبي أتعلق بيه أكتر الفترة دي، أنا بقيت خايفة، بس جوايا بقول لعله خير، جوايا خايف، بيبان قلبي متواربة وخايفة.
-ممكن على آخر حاجة نرسم طفل صغير نايم على سحابة، وعلى الحيطة اللي بعدها نرسم فراشات .
بدأت أرسم وأنا جوايا طاقة وحيوية، خصوصاً وأنا برسم الفراشات، بصيت عليها بعد ما خلصتها وأنا مبسوطة وأخيراً خلصنا.
– وأخيراً خلصنا.
لفيت ليها وأنا بقول:- والله؟! دا على أساس إنك عملتي حاجة غير إنك قاعدة على الكرسي؟
طنشت كلامي وشدت إيدي وهي بتقولي:- تعالي بس نتفرج على المكان وكإننا أول مرة نشوفه، هتنبسطي.
– أنا متفق مع كلام نرجس، يعني إحنا بقالنا كتير بنعمل فيها.
– حاضر أهو داخلة معاكم.
بينا إحنا التلاتة على الرسومات وإحنا مبتسمين، شكلهم كان عسول، مديين روح للمكان، نزلنا وروحنا، روحت البيت وأنا جوايا زعل إني مش هعرف أشوفه تاني غير قليل.
مش هصحى من النوم أقعد أرسم في العيادة لحد ما يرجع من الشيفت بتاعه في المستشفى يكتب الجمل، مش هنقعد نتكلم ونسترجع الذكريات تاني.
– من ساعة ما قعدتي وأنتِ سرحانة يا ست ريما.
– هاه، معلش يا فيري.
قولتها وأنا ملامحي حزينة على البعد اللي رجع من تاني وكملت كلامي:- تعرفي نفسي يحبني بجد، مش عايزه أحس إني اتكسرت من تاني، أول مرة عرفت خبر خطوبته أنا منمتش من الحزن والعياط، حسيت اللي هو طيب أنا فين ؟ أنا نفسي قلبي يبطل يتعلق بحاجات هو مش ضامنها.
ناولتني المنديل وقعدت تطبطب عليا وهي بتقولي:- ربنا مش بيعلق قلبنا بحاجة إلا وفي سبب، قلوبنا دي جنود مجندة، عارفة في جملة بتقول ” إن شاء الله يقذف الحب في قلوبنا فلا تسأل محبًا لماذا أحببت”. ربنا بيدينا الحب ويا بيبقى نعمة يا بيكون نقمة، ويمكن ربك يريد وتبقى النقمة نعمة.
– ونعم بالله.
– مش يمكن ربنا أراد إنه يخطبها علشان بعدها يعرف حبه الحقيقي ويقابله ويكون ليه عوض، يمكن ربنا أراد علشان يعرف يركز في حياته ويثبت ذاته، روحت صلي وإدعي ربنا يكتب لك الخير.
دخلت صليت ونمت، بيعدي الوقت وأنا مخنوقة وحزينة، رجعت أرسم بس عايزه روح ترد فيا الروح، افتكرت جملة ” فكيف تكف الروح عن الروح، والروح في الروح تقيم”.
رسمت صورة قلب بس اللي هو عضو الإنسان مش القلب اللي نرسمه، وفيه زرع وفيه بيت بألوان دافية وكتب الجملة من تحت، تخيلت إن دا ممكن يبقى قلبي في وقت من الأوقات، أصل القلوب دي بيوت، منها الدافي اللي كله حنية وحب وسعادة وبيحاول يتغلب على الحزن اللي جواه، ومنهم اللي مضلم وبارد وجواه كراكيب.
– يا بنتي يعني أنتِ مصرة برضوا ترفضي العريس؟
– أيوا يا ماما.
– دا قاعد برا هو وأهله مع أبوكي.
– أنتو بتحطوني قدام الأمر الواقع بقى؟!
– آه.
– ماشي يا ماما، هلبس وامري لله، يارب يطفش .
اتعصبت وإتلافيت دريس لبني وطرحة رمادي وسلسلة لونها ذهبي على شكل حبة ،لبست في السريع وطلعت وأنا ماسكة الصينية.
وشي كان في الأرض لحد ما سمعت صوت نرجس وهي قايمة تزغرط وتحضني، حسيت إن الصينية هتقع مني من الصدمة، رفعت عيني لقيته، كان بيبص ليا وبيضحك، عيونه كانت بتلمع، لحظة!! عيونه بتلمع؟!!!.
-دا جهه وطلب إيدي ؟! يا فيري وبقى مكنتش عارفه أتكلم وإتفقوا على معاد الخطوبة، وقبلها كنت مصلية الاستخارة وارتحت، أنا مش عارفه أستوعب إن كل دا حقيقي!
ضحكت وهي بتقولي:- لاء حقيقي، وإفرحي كدا وإدي فرحتك حقها زي ما اديتي الزعل حقه وزيادة.
تجهيزات الخطوبة بدأت، أنا مازالت بحاول أستوعب الموضوع، يعني دا حقيقي كمان مرة؟!!
– يا بنتي قاعدة جنبه ومازلتي بتسأليني؟
– يا ورد يعني أنا مش في حلم وهصحي الاقيني لوحدي؟
– لاء يا حبيبتي فتحي عينك كويس.
– كنت حابب أقولك حاجة.
بصيت عليه بتوتر:- اتفضل.
– تعرفي، أنا مش عارف إزاي كنت مطنش كل مشاعري ناحيتك، ازي ما اخدتش باللي من كل الحب اللي في عنيكي ليا، وازي ما اخدتش باللي من لمعة عينك وفرحتك لما كل مرة كنتي بتشوفيني بحقق إنجاز.
يا نهار بقى على الكلام اللي من حلاوته مش هننام النهاردة، هيصنا في اليوم وفرحنا واتمسكنا بفرحتنا، الدنيا ضحكت لي من تاني وشوفت الجزء منها الحلو.
– تعالي ننزل نتمشى.
– لوحدنا؟
– اللي تحبيه.
– ممكن نرجس تيجي معانا.
– حاضر.
جات نرجس ونزلنا إحنا التلاتة، وفي وسط قعدتنا وهزارنا لقينا واحدة داخلة علينا.
– عمار، أنا سيبت خطيبي ينفع نرجع؟
رفع إيده وهو بيشاور ليها على الدبلة وإتكلم:- معلش بقى لقيت بنت الحسب والنسب اللي تناسبني، ومالية عيني الحمد لله، ووقفت معايا بعد ربنا، وأهلها ناس آخر أدب وذوق واحترام، ناس أصيلة ومعدنها أصيل، عن إذنك، يلا يا ريما أنتِ ونرجس.
– يا عمار سيبني أخد حق خوفي عليك منها.
– نرجس قولت تعالي.
قالها بحزم ومشينا، قعدت طول الطريق وأنا لاوية بوزي، إزاي تقوله تعالى نرجع؟
– ريما بالله طلعيها من دماغك، أنتِ عندي بالدنيا، ولو خيروني بين الدنيا وأنتِ هختارك.
– ودليلك إيه بقى.
– يعني كل اللي عملته دا مفرحكيش؟
– صالحني.
– كتب كتابنا بكرا، هصالحك صلح حلو.
” بارك الله لكما، وبارك عليكما وجمع بينكما في خير”.
بدأ صوت الأغاني يعلى، بس صوت دقات قلبي كانت أعلى، النهاردة أنا عيشت أحلامي، وأجتمعت مع أمنياتي.
– ريما تعالي بسرعة انتِ وعمار هخليكم تعملوا فيديو حلو.
– يا نرجس إعقلي.
– ولو، هتعمل اللي أنا عايزاه أنا والبت ريما.
– عينيا ليكم.
فتحت موبايلها على فويس مشهور ليوجين وروبانزل.
– وأخيراً وبعد سنوات من الإلحاح الرهيب الطويل وافقت اتجوز روبانزل.
– يوجيــــــن!!
– ماشي… أنا اللي ألحيت.
ضحكت من قلبي بعد ما شوفت الفيديو، قومت بحماس فجأة وأنا ماسكة إيده وبأخده البلكونة، خليته قعد ودخلت جري أجيب كارتونة، دخلت بالكارتونة وهو باصص ليا باستغراب وقبل ما يتكلم كنت فتحتها وريته أول حاجة، كانت رسمة لصورته.
– تخيلي ترسمي صوري على ورق وأنتِ أصلا محفورة جوا قلبي.
– من إمتى؟
– من أول ما شوفتك فيها بتكبري قدام عيني، لحد ما كبرت واكتشفت إن مكانك هنا وبس.
كان بيشاور على قلبه، طلعت الرسمة اللي كنت رسماها لقلب ووريتهاله.
بص ليا وهو بيسألني:- فكيف تكف الروح عن الروح، يا معذبة الفؤاد والروح؟
كان المرة دي طالع اغنية من راديو فيري بيمثل المشهد فعلاً والست بتقول:- ” وفي يوم لاقيته
لاقيته هو
هو اللي كنت بتمنى أشوفه.
نسيت الدنيا وجريــت عليه
آه، سبقني هو وفتح إيديه “.
كنت وقتها ساندة رأسي جنب قلبه وحاسة بالأمان الحقيقي متمثل في وجوده.
” ذاك الذي ظن أنه بعيداً عن نجوم أحلامه، اليوم هو يلامس النجوم”.

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية سنين ومرت)

اترك رد

error: Content is protected !!