Uncategorized

رواية بيت العجايب الفصل الخامس 5 بقلم سهام العدل

 رواية بيت العجايب الفصل الخامس 5 بقلم سهام العدل

رواية بيت العجايب الفصل الخامس 5 بقلم سهام العدل

رواية بيت العجايب الفصل الخامس 5 بقلم سهام العدل

رنين جرس الباب لا يهدأ… هو كالمجنون… يرى أنه من المستحيل أن يأخذ أحد منه آسرة قلبه…
???? أدهم بإنفعال:مين… اصبر ياللي بترن…(فتح الباب) وائل!!! خير ياوائل.
???? وائل بعصبية :دخلني ياأدهم… فين آثار… آثار… آثار.
???? خرج عمه أحمد ويليه آثار…فيه إيه يابني؟!!
???? وائل :عمي أنا بحب آثار وبطلب إيدها منك.
???? آثار بتعجب: إيه اللي أنت بتقوله ده!!
???? وائل بإصرار :اللي سمعتيه ياآثار… أنا بحبك وعايز اتجوزك.
???? آثار بهدوء : اهدي بس كده… نتفاهم ونتكلم بالعقل.
???? وائل وهو ينظر لها بحب: أنا بتكلم بالقلب ياآثار.. أنا محدش هيتجوزك غيري.
???? أدهم بهدوء : بس اقعد ياوائل وبعدين نتكلم.
???? خرجت والدتهم من إحدى الغرف متسائلة : إيه فيه إيه.. إيه الدوشة دي؟
???? أدهم موضحاً : وائل ياماما جاي يطلب إيد آثار.
???? أحلام ببرود : خلاص ياوائل آثار اتخطبت.
???? وائل بعصبية : لا يا طنط آثار متخطبتش ومش هتتخطب لغيري.
???? أحلام بإنفعال :حسن أسلوبك في الكلام ياوائل عشان معملش تصرف مش هيعجبك.
???? أدهم : ماما لو سمحتي اهدي… إحنا نتكلم وفعلا احنا لسه معطيناش كلمة لحد عشان نعتبرها مخطوبة.
???? أحمد بتساؤل : بس أنت ليه ياوائل ساكت كل ده وجاي تتكلم دلوقتي.
???? وائل موضحاً : أنا ياعمي كنت عارف ان حضرتك وطنط أحلام كنتم رافضين أي ارتباط لآثار وهي في الدراسة… وأما خلصت قررت أتقدم لحضرتك بعد كتب كتاب ميان… جه اللي حصل حصل وكنت مستني لما الأمور تتظبط والجو يهدي في البيت… اتفاجئت من جدي إن آثار جايلها عريس.
???? أدهم بترحيب: أوك ياوائل حقك طبعا.
???? أحلام : وائل الجواز قسمة ونصيب وخلاص آثار جالها نصيبها.
???? وائل وهو ينظر لآثار بحيرة : ممكن أعرف رأيك ياآثار.
???? آثار بحرج : رأيي إن الشخص اللي متقدم لي مناسب ليا جداً ياوائل وأنا بحب أفكر بطريقة عملية.
???? وائل بتعجب : وهو الجواز فيه عملي ياآثار!!.. الجواز توافق بين روحين.
???? آثار بإصرار : والتوافق موجود ياوائل.
???? أحلام بتصميم : طلبك مرفوض ياوائل.
◾ يجلس معاذ ووسيلة في غرفة الصالون بشقة ممدوح ووائل يمشي في الغرفة ذهاباً وإياباً بتوتر شديد… فهو منذ أن اتصل أدهم على معاذ يصعد ليأخذ وائل معه يهديه بعد انفعاله على آثار وأمها لرفضهما التام زواج وائل من آثار… ووسيلة سمعت الحوار بينهم بالصدفة وهي تخرج من غرفة ميان.
???? معاذ ببعض الانفعال : ماتقعد بقى ياوائل فهمنا فيه إيه؟
???? وسيلة بتساؤل : اهدي ياوائل وعرفني كنت بتتخانق في شقة عمو أحمد ليه؟
???? وائل بإصرار: مستحيل… مستحيل أسيبها تروح لغيري.
???? وسيلة وقد بدأت تتضح لها الرؤية ولكنها تريد أن تتأكد بنفسها: هي مين دي؟
???? وائل :آثار.
???? معاذ بهدوء: طب اهدي واحنا نخلي بابا وجدو يكلمه عمو أحمد.
???? وائل بذهول : دي رفضها نهائي يامعاذ.. مش معقول الإنسانة دي مايكونش عندها قلب وبتفكر بالطريقه دي.
???? وسيلة : خلاص أنا هتكلم معاها.
???? وائل بيأس : دي آثار ياوسيلة… أنتي عارفه تفكيرها صعب إزاي؟
???? معاذ مستفسراً:يعني خلاص وافقت على العريس ده… ولا لسه فيه أمل؟؟؟
???? وائل بعصبية : قالت إنها موافقة عليه وفرصة عمرها وأكثر شخص هيناسبها… دي كان ناقص عليها تطردني بره الشقة.
???? معاذ بهدوء: يبقى خلاص… انساها.
???? وسيلة : لا يامعاذ ميستسلمش… احنا نحاول تاني ويمكن نقدر نقنعها.
???? نظر لها معاذ نظرة ذات معنى : الرجل ماهو إلا كرامة ويلعن أبو الحب اللي يذل (ثم تحول ببصره لوائل) هي الخسرانة ياوائل… بكرة تتجوز اللي تستاهلك.
???? وائل :يعني إيه يامعاذ… هقعد لما أشوفها عروسه لغيري؟!!!
???? معاذ : كله مقدر ومكتوب عند ربنا واللي ربنا قاسملك به هتشوفه ياوائل.
= دخل عليهم مروان : فيه إيه… ليه الدوشة دي؟
???? معاذ : مفيش… دي مشكلة عند وائل وهتتحل إن شاء الله.
???? مروان بهدوء :تمام… أنا محتاج اتكلم معاكم كلمتين.
???? وسيلة بقلق : خير فيه حاجة؟
???? مروان : لا مش خير أبدا.
???? معاذ بتخوف :فيه إيه اتكلم قلقتنا.
???? مروان : عمي وجدي مريض ومحتاج علاج.
???? وسيلة بتأكيد :فعلآ حساسية الصدر زايدة عنده الأيام دي ووزنه بيقل وصوته تعبان أوي….وكنت عايزة..
????قاطعها مروان موضحاً : اللي عند عمي مش حساسية صدر ياوسيلة.
???? وسيلة بتخوف : هو قالي ان الدكتور قال كده.
???? مروان : عشان مش عايزكم تعرفم الحقيقة.
???? وسيلة بتخوف : حقيقة إيه؟
???? مروان بتردد : عمي عنده سرطان في الرئة.
???? نظر كل من وائل ووسيلة لبعض مذهولين غير مصدقين…. ثم قال وائل بصدمة : إيه اللي أنت بتقوله ده يامروان.
???? مروان بحزن : للأسف دي الحقيقة.. وهو مكنش عايزكم تعرفوها.
???? انفجرت وسيلة في البكاء : حبيبي يابابا…. آآآآآه.. آآآآآه.
???? معاذ بتوتر : طب ومفيش حل يامروان؟
???? مروان بأسف :للأسف… أنا عرضت جميع فحوصاته على أخصائيين والكل أجمع إنه لازم جراحة في أسرع وقت.
???? وائل بتساؤل : الجراحة دي مضمونة يعني؟؟
???? مروان: نسبة نجاحها ضعيفة لان عمي مريض من فترة طويلة وأهمل علاجه لحد ماوصل لمرحلة متأخرة.
???? وسيلة من بين بكائها : إزاي مش مضمونة… يعني إيه… يعني ممكن بابا يجراله حاجة… مستحيل… (ووضعت يديها على وجهها وانخرطت في البكاء مرة أخرى)
???? وائل وهو يقترب من مروان ويمسك يده :أرجوك يامروان شوف حل… أي حل إلا إن بابا يروح مننا.
مروان بحزن:مفيش حاجة بعيدة عن ربنا.. بس أقوى وقوي اختك ياوائل… هو محتاج مساندتكم ودعمكم الفترة الجاية.
◾ الأب هو قنديل الظلام لأبنائه… هو نور طريقهم.. لديه قلب أوسع من الكون على أبنائه… الأب هو الظهر التي تتكئ عليه وأنت مطمئن وتعلم أنه سيتحملك في أصعب ظروفك… وسيلة ووائل يشعران أنهما على حافة الهاوية… إذا فقدا أباهما فمن لهما… ستتوقف الحياة بالنسبة لهما…
???? يجلس وائل ووسيلة وأمهما وداد في غرفة المستشفى التي يمكث فيها وجدي بعد أن أقنعه زوجته وأبناءه بإجراء الجراحة.. ينام على السرير المغطي بالأبيض والمحلول المعلق يقطر في وريده ببطء.
???? وجدي بتألم :طب هما هيسيبوني هنا كتير… هعملها امتى بدل العذاب ده.
???? اقتربت منه وسيلة التي أصبحت الدنيا سوداء أمامها منذ أن علمت بمرض أبيها..تتصنع البهجة : إيه يابوب… مش قالك الدكتور إنه بيستنى يظبط الضغط وتنتظم ضربات القلب.
???? وجدي بوهن: تعبان يابنتي وعايز ارتاح.
???? دمعت عينيها غصباً ولكن حاولت ابتلاع دموعها في عينيها مرة أخرى : هانت ياحبيبي وهترتاح.
???? وائل محاولاً أن يلهيه : تحب اقرألك آخر الأخبار.
???? دخل مروان على حديثهم ووجه حديثه لوائل مازحا ً : عايزين نظبط الضغط ياعم وائل… تقولي أخبار.. الأخبار في البلد دي بتعلي الضغط… اسكت انت وسيبه في حاله.
???? اقترب منه ليتفحصه فقال وجدي : مش عارف اقولك ايه يامروان يابني… أنت معطل نفسك ومبتسيبناش لحظة.
???? أشار مروان لوسيلة الجالسة على الكرسي بجوار أبيها أن تنهض وتجلسه…ففعلت ذلك وجلست بجانب أمها…مال على عمه يقول مبتسماً : أقولك على سر ياعمي العزيز… أنا بصراحه مكنتش اعرف اني بحبك كده… فأنا عايزك تعتبرني زي وائل وبلاش حساسيتك الزايدة دي.
???? وجدي بضعف : ربنا عالم ياابني انك عندي زي وائل… ربنا يسعدك يابني.
=طرق باب الغرفة عليهم فنهض وفتحه وائل وتفاجأ من وجود عمه أحمد وزوجته وآثار… نظر إليهم دون أن يتحدث أو يُبذي إهتمام.
???? نهضت وسيلة : أهلا ياعمو… ازيك يا طنط.. ازيك ياآثار… اتفضلوا اتفضلوا.
???? دخل الجميع فنطق أحمد : إزيك ياوجدي… أخبارك ياحبيبي.
???? وداد بترحيب :خطوة عزيزة ياأحلام… نورتي ياآثار.
???? أحلام بإبتسامة : الله يعزك ياحبيبتي… وجدي عامل ايه؟
???? وسيلة بادلتها الإبتسامة : الحمد لله بخير.
???? وجدي مؤكداً:بخير ياجماعة الحمد لله.
???? أحمد يوجه حديثه لمروان : هيعمل العملية إمتى؟
???? مروان : أول ما ضغطه يتزبط ورسم القلب يتحسن هيدخل على طول.
???? أحمد :ربنا يطمننا عليه.
???? وائل جلس في جانب الغرفة يتفحص هاتفه ظاهريا بينما هو يموت غيظا من عائلة عمه… كانت آثار صامتة ولكنها تسترق النظر له بين حين وآخر حتى صُدِم مـن قول عمه : معلش بقى ياوجدي آثار كانت جاية تسلم عليك لأننا هتكتب كتابها بكرة وتسافر على طول.
???? وداد بتعجب: بالسرعة دي… مش كنتم تستنوا شوية وتعملها فرح كبير ونفرح بها.
???? أحلام بتكبر: أصل الدكتور قاسم خطيبها جاي إجازة بسيطة ومسافر عشان شغله… و إجازته هتنتهي.
???? وجدي بإبتسامة ضعيفة: ربنا يسعدها ويفرحها.
???? مروان :مبروك يا عمي… مبروك ياآثار… بعد إذنكم عندي عملية بعد ربع ساعة.
???? أحمد: اتفضل يابني.
???? وائل لم يستطع أن يبقى لحظة… الأكسجين ينسحب من المكان حوله… شيئاً ما يكتم أنفاسه… فجأة نهض وخرج…
???? وسيلة كانت تتألم لألم أخيها… تشعر بكسرة قلبه… ولكنها لا تملك له شيئاً.
◾ في شقة فريال… تلك الشقة التي تسكن فيها هي وزوجها فرج منذ سنوات طويلة… منذ أن قرر المهدى أن يبني بيتاً كبيراً يضم ذريته مدى الحياة…
???? فرج يربت على كتفها : ادعيله يافريال… هيقوم بالسلامة إن شاء الله.
???? فريال من بين بكائها : قلبي بيتقطع عليه ياحاج فرج… وجدي أخويا ده أطيب قلب في إخواتي.
???? فرج : هيبقى زي الفل والله… ربك هو اللي بيبتلي وهو وحده اللي قادر يرفع ابتلاءه.
???? فريال وهي تمسح دموعها : ونعم بالله العلي العظيم.
????نهض فرج متحرجاً: أنا رايح البلد لأخويا… هقعد يومين كده اطمن عليه وآجي.
???? فريال تمسح دموعها وتنظر له ببرود : وماله ياحاج وأهو بالمرة تطمن على العروسة.
???? فرج وقد اصفر وجهه: عـ عـ عروسة إيه؟!!
???? فريال بتأكيد : عروستك ياحاج… عايزة أقولك إن الست تقدر تعرف كويس إن كان جوزها متجوز عليها ولا لاء.
???? فرج بتلعثم :أ أ أنا…
???? فريال : متقولش حاجة إنا عارفة من ست شهور… من يوم مااتجوزتها… واتأكدت بعدها اما بنات عمك جولي زاوروني.
???? فرج بتحرج : أخويا فاروق اللي شار عليا… عشان… عشان الخلفة.
???? فريال والحزن يملأ عينها : أظن اللي بينا كان يفرض عليك أنك تعرفني… وحملت ولا لسه؟
???? فرج بحزن : إحنا اللي بينا أكبر من أي حاجة يافريال… انتي عشرة عمري.
???? فريال وهي تبتلع غصة مريرة : مردتش على سؤالي يافرج… حملت ولا لسه؟
???? فرج : لا محملتش.
???? فريال : تروح وترجع بالسلامة يا حاج.
◾ تجلس في حديقة المنزل تعبث بهاتفها وتزفر بشدة… تأتي عليها أختها : قاعدة على آخرك ليه؟
???? جوري بتذمر : مفيش ياجيهان.
???? جيهان ببعض الانفعال : لا فيه ياجوري وهتقولي مالك.
???? جوري بحيرة: كريم بقاله فترة مبيكلمنيش وعاملي حظر من الفيس والانستا وعلى طول تليفونه مقفول.
???? جيهان : وأنتي بأي حق تتصلي عليه؟
???? جوري : كان أستاذي.
???? جيهان بإنفعال : لا والله وهو كل المدرسين بتعملي معاهم كده.
???? جوري : بصراحة ياجي جي… أنأ بحب كريم.
???? ترفع جيهان يدها وتصفعها على وجهها : أنتي لازم تفوقي.. عيلة تافهة.
???? جوري تضع يدها مكان الصفعة :أنتي إزاي تمدي إيدك عليا… والله لأقول لماما.
???? جيهان بعصبية: قوليلها وأنا أوريها الصور بتاعتك وانتي مصورة معاه.
???? جوري ببكاء: وأنتي جبتي الصور دي منين؟
???? جيهان :جبتها وخلاص… انسى كريم ده خالص وفوقي.
كان يدخل من باب الحديقة حاملا بعض الأكياس تخص آثار… فرآها تصفع أختها بقوة… أحس أن الصفعة نزلت على قلبه… أسرع لها : أنتي إزاي تمدي إيدك على أختك.
???? جيهان بحدة : أمجد… لوسمحت اختي وغلطت وبربيها.
???? أمجد ببعض الانفعال : مهما كان غلطها… ميعطكيش الحق انك تضربيها… والتفت لجوري الباكية :متزعليش ياجوري أنا هعرف عمتو جميلة.
???? جوري ببكاء :خلاص ياأمجد أنا وجيهان اتفاهمنا وتركتهما ودخلت المنزل.
???? أمجد بحزن : إنتي إزاي يجيلك قلب تعملي في جوري كده… دي مهما كان لسه صغيرة.
???? جيهان : على العموم ياأمجد حصل خير وهي عرفت غلطها… بعد إذنك.
◾ كسرة القلب والخذلان جرحهما عميق لايلتئم… من الصعب أن تمنح قلب شخص كل الحب ولا تجد بالمقابل سوي الخذلان والخيبة…
اختبأ بين أشجار الحديقة ليراها آخر مرة قبل أن تذهب… رغم كل ماحدث،، قلبه لم يستطع أن يمنع قدميه من المجيئ لرؤيتها قبل أن تسافر… جرحته جرحاً عميقاً ولكن قلبه لم يعترف سوي بحبها…
= وجدها تهبط من المنزل بفستانها الأبيض البسيط المجسم عليها العاري الكتفين.. كانت كالملاك في زينتها البسيطة وشعرها الذي يتوهج في ضوء الحديقة البسيط… ولكن ما نخر عظام صدره.. ذلك الفتى الأسمر الذي ينزل من هذه السيارة الفارهة ويذهب إليها مبتسما ً ويقبل جبينها وهي سعيدة ثم تتأبط ذراعه…
=خانته الدموع في هذه اللحظة وافترش الأرض… تمنى لو كان فارق الحياة قبل أن يراها تزف لغيره… ماأقسي الحياة!!!… وماأغمض الأقدار!!!… وداعاً آثار… رغم أن آثار جرحك ينزف بداخلي ولكني لم أتمنى سوي أن تجدي السعادة أينما كنتي.
يتبع..
لقراءة الفصل السادس : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا
نرشح لك أيضاً رواية أنتِ لي للكاتبة سمية عامر

اترك رد