روايات

رواية شخص آخر الفصل الثالث 3 بقلم هدير محمد

رواية شخص آخر الفصل الثالث 3 بقلم هدير محمد

رواية شخص آخر البارت الثالث

رواية شخص آخر الجزء الثالث

شخص آخر
شخص آخر

رواية شخص آخر الحلقة الثالثة

” ازاي تنطقي اسمها قدامي !!
* عشان دي حقيقة… معلقتش ليه على لبسها زي ما بتعمل معايا ؟ و مع انك كنت سايبها على كامل حريتها… خا*نتك !!
” رغد اخرسي !!
قال ذلك بغضب شديد… أشار لها بيده و قال
” اطلعي بره…
* مش عارفة ليه كل اللي يجيبلك سيرتها تتعصب بالشكل ده… اتقبل الحقيقة يا يحيى… انت اتغلفت من عيلة زيها… خا*نتك و اترمت في حضن راجل غيرك و اسمها كانت على ذمتك يا سيد رجالة الكيلاني !!
” بقولك اطلعي بررره !!
* اوكي… باي يحيى…
نهضت و اخذت شنطتها و خرجت و هي تضحك بسهرية عليه… غضب يحيى كثيرا و تذكر كلامها ” اتقبل الحقيقة يا يحيى… انت اتغفلت من عَيلة زيها… خا*نتك و اترمت في حضن راجل غيرك ”
فَك يحيى ربطة العنق و وضع كلتا يداه على رأسه و ظل يأخذ شهيقًا و زفيرا متتاليًا…
” فين البرشام ؟!
قالها ثم اخذ يبحث بجنون عن حبوبه المهدئة… قلب كل ما على المكتب و فتح جميع الادراج… لم يجد تلك الحبوب… في تلك اللحظة دخلت رهف عندما سمعت ضجيجًا في مكتبه… تفاجئت عندما رأت حالة المكتب و رأته… عيونه حمراء بشكل مخيف و يتنفس بشده لدرجة ان نفسه مسموع… هذه اول مرة تراه هكذا
‘ مستر يحيى…
لم يرد عليها و استمر بالبحث… اقتربت منه و وضعت يدها على كتفه… بمجرد ما يدها لمـ,ـست كتفه… امسك يده بشدة و ضغط عليها كأنه سيكسـ,ـرها…
” متلمـ,ـسنيش !!
خافت من نبرة صوته تلك…
‘ مستر يحيى انت مش كويس !!
” و مش هكون كويس غير لما الاقي علبة الحبوب…
‘ حبوب ايه ؟
” الحبوب اللي كانت في الدرج الاخير… راحت فين !!
‘ والله ما اعرف ولا شوفتها…
اشتد على يدها و قال بغضب جحيمي
” انتي الوحيدة اللي بتدخلي مكتبي… اخدتي الحبوب فين ؟
كانت تتألم من مسكته تلك… صرخ بوجهها قائلا
” انطقي !!
في تلك اللحظة دخل صديقه خالد و بسرعة دفعه و ابعده عن رهف قبل ان يكسـ,ـر ذراعها بالفعل…
* ايه اللي انت بتعمله ده… يحيى فوق لنفسك !!
لم يسمعه و عاد ليبحث عنها و يكرر كثيرا ” الحبوب فين ”
لم يجد خالد جدوى من ذلك… اخرج الحقـ,ـنة من حقيبته و غـ,ـرزها في كتفه… ارتخى جسد يحيى و اغلق عيناه تدريجيًا… اسنده خالد قبل ان يقع و وضعه على الانتريه… اما رهف كانت مذهولة مما حصل أمامها و لم تصدق ان هذا هو… فاقت على كلام خالد
* انتي كويسة ؟
اومأت له إيجابًا
* هو ايه اللي حصل ؟
‘ معرفش… سمعت صوت حاجات بتتكـ,ـسر ف دخلت لقيته كده…
نظر خالد للمكتب و الحالة الفوضاوية التي به…
‘ هو ماله ؟ ايه اللي خلاه يتصرف كده ؟
* دخل في إنهيار عصبي…
‘ ليه ؟
* أكيد حد جابله سيرتها…
‘ هي مين ؟
* الزفتـ,ـة طلقيته… يحيى مكنش كده… بسببها بقا كده… بقا واحد غريب… انا ڪ صديق طفولته بقيت بحس اني لسه عرفاه من كام يوم مش من سنين طويلة… دمـ,ـرته… حر*قت قلبه… نوبات الانهيار دي بقت بتجيله بس لما حد يجيب سيرتها قدامه… مين كان عنده قبل ما تدخلي ؟
‘ آخر حد دخله كانت بنت و تقريبا اسمها رغد…
* يا رغد يا بنت ال ******… مااااشي… انا هعرف احاسبها…
‘ هو كويس ؟
* هيرجع لحالته الطبيعية لما يفوق من الحقنـ,ـة… هاخده على البيت… خلي حد ينضف المكتب ده و يشيل الازاز المكسـ,ـور…
‘ تمام…
اسنده خالد و اخذه خارج الشركة… ذهبت رهف للحمام و تستوعب ما حدث منذ قليل… كان مخيفًا جدا و هو على تلك الحالة… رفعت كُم الشيميز لتنظر ليدها مكان مسكته و ترى انها اصحبت زرقاء… ألهذه الدرجة كان شديدا عليها ؟ كانت رهف ما تزال مندهشة مما حدث… ف منذ ما عملت معه و هي لا ترى منه غير الهدوء المبالغ فيه… او بالاصح البرود !! كيف انقلب 180 درجة بهذا الشكل !!
فاق يحيى و استيقظ… نظر حوله وجد نفسه في بيت صديقه و في غرفته…
” انا جيت ازاي هنا ؟
دخل خالد و وجده مستيقظًا…
* كويس انك صحيت…
” جيت عندك ازاي ؟ انا فاكر كويس اني كنت في الشركة… و رغد جات و…
* كمل يا يحيى… جات رغد و كالعادة استفزتك… دخلت في إنهيار عصبي… كسـ,ـرت مكتبك كله
” اوووف… قولتلكم البت دي ابعدوها عني… في حد شافني غيرك ؟
* اه… السكرتيرة… كمان كنت هتكسـ,ـر ايدها…
” نعم ؟!!
قالها يحيى بتفاجئ ثم نهض و قال
” ازاي ؟
* اه كنت هتكـ,ـسر ايدها… لولا انا دخلت و منعتك والله كان زمان ايدها متجبسة بسببك… يمكن لو انا مجتش كنت هتـ,ـقتلها…
جلس يحيى و وضع رأسه بين يديه و قال
” انا زهقت… بجد مش عارف اسيطر على نفسي…
جلس خالد بجانبه و ربت على ظهره
* خلاص عدت على خير… ياريت تحاول تمسك اعصابك بعد كده…
” بحاول مش عارف… من غير المهدئ بفشل في التحكم في اعصابي… المهم… رهف… كويسة ولا اذ*يتها ؟
* لا الحمد لله كويسة… جبتك عندي عشان لو كنت رجعتك بيتك كان هيحصل حوار و اهلك يقلقوا…
” تسلملي يا خالد… مش عارف من غيرك كنت هروح فين…
* ولا يهمك… انا أكدت على رهف متقولش لحد على اللي حصل ده… يكون في علمك… هتبات عندي… جهزتلك الحمام… روح خُدلك دُش حلو كده… و بعد ما تخرج نلعب بلاستيشن… بقالي اسبوع مش عارف اقابلك
عانقه يحيى و قال
” كويس انك موجود…
* انا موجود معاك في اي وقت… المهم انك تكون بخير…
ابتسم يحيى و في نفس الوقت يفكر… هل رهف حقًا بخير ام لا ؟ فهو يشعر بالندم الشديد انه كان سيؤ*ذيها و هو على تلك الحالة…
* ايه يا بنتي… مبتاكليش ليه ؟
فاقت رهف من شرودها و قالت
‘ لا باكل اهو…
* بتحركي المعلقة جوه الطبق و خلاص… طبقك زي ما هو… ولا اكلي مش عاحبك ؟
‘ لا يا حبيبة بجد المكرونة تحفة… انا بس سرحت شوية…
* طب كُلي… ايه العلامة الزرقة اللي في ايدك دي!
‘ قصدك دي ؟ اتخبطت فيها و انا في الحمام…
* يوووه… خدي بالك على نفسك اكتر من كده يا رهف…
‘ حاضر… عايزة أسألك سؤال…
* اسألي…
‘ بدري في بنت جات الشركة… تقريبا قريبته… اسمها رغد…
* يابوووي… البنت السمجة دي…
‘ تعرفيها ؟
* ايوة… بنت عمه… بنت متكبرة كده و باردة ( اكلت ملعقة من المكرونة و اكملت ) حاطة عيونها على مستر يحيى… بس هو عمره ما اداها وش…
‘ اه…
* بيني و بينك كده… اول ما مستر يحيى طلق مراته… لاحظت ان رغد دايما بتتعمد انه تضايقه بيها… تقريبا بتنتقم منه لانه مبصلهاش من الأول…
‘ اه فهمت… بقولك ايه… انتي شكلك عارفة كتير… ما تحكيلي عن طلقيته دي…
* احكي ازاي ؟
‘ يعني اتعرفوا على بعض ازاي…
* الحقيقة انا معرفش هم اتعرفوا على بعض ازاي… لما جيت اشتلغت في شركته من 6 سنين… كان متجوزها جديد…
‘ طب احكيلي من هنا…
* الصراحة… قصة حبهم كان مفروض تتعمل رواية رومانسية… انا ڪ حبيبة كنت بتمنى اني اعيش زي قصة حبهم… مستر يحيى كان بيحبها اوي… كان روحه فيها حرفيا… مشوفتيش نظرته ليها… كلها حُب… كان دايما يجيبها في الشركة و يدخل بيها من باب الشركة و هو ماسك ايدها و يرغى معاها و يسمعها بإنصات… في اي مشروع يعمله ميطلعش على التليفزيون غير و هي معاه… و يتكلم عنها بكل بفخر… حرفيا كان بيحبها حُب اي بنت تتمنى انها تتحب بنفس الطريقة…
‘ خا*نته فعلا ولا مجرد كلام ؟
* لا خا*نته فعلا… من اول ما شوفتها قولت انها بتاعتة فلوس… كانت متلبسش غير من اغلى البراندات من فرنسا… قولت ممكن عادي لان مستر يحيى غني و دي مراته ف طبيعي تلبس من براندات غالية… بس الموضوع كان مبالغ فيه شوية… لبسها كله غالي بطريقة أوڤر… مرة كانت لابسة فستان اي نعم شكله حلو… بحثت عنه لقيته ب 500 ألف دولار انتي متخيلة !! كان مبذرة بشكل غبي… كنت متابعاها على الانستا…
‘ ايه ده… انتي عندك الاكونت بتاعها ؟
* كان عندي بس ما اتكشفت كده او بالاصح اتفضحت… قفلت كل اكوانتاتها…
‘ طب متعرفيش خا*نته ليه ؟
* مش متأكدة بالضبط بس اللي عرفته انها كانت متجوزاه و راسمة عليه دور الحب ده مصلحة بالاتفاق مع واحد… ده نفس الشخص اللي خا*نته معاه… لما الحوار اتكشف الدنيا اتقلبت حرفيا… كله اتصدم… لان قصة حبهم كانت جميلة جدا… في الآخر ده كله كذب و هي كانت متجوزاه عشان تسر*قه…
‘ بكره الناس المادية دي…
* المهم يا اوختشي… انتهى حوارهم و جوازهم بالطلاق… و كل حاجة رجعت طبيعية ما عدا مستر يحيى…
‘ حصله ايه ؟
* حياته اتد*مرت… حرفيا بقا شخص تاني… اللي بتشوفيه في الشركة ده مش مستر يحيى اللي انا شوفته زمان… اتغير اوي… بقا عبارة عن جسد من غير روح… اتصدم فيها… كسـ,ـرته اوي… تخيلي كده انك تحبي شخص و تقدميله كل مشاعرك في الآخر يخو*نك ؟ الخيا*نة وحشة اوي… تقريبا لو كانت سر*قته من غير ما تخو*نه مكنش هيتكسـ,ـر بسببها بالمنظر ده… تعرفي… بيتهم اللي كانوا عايشين فيه… بعد ما طلقها… مستر يحيى حر*ق البيت ده… البيت بقا عبارة عن فحمة… كل حاجة فيه اتحرقت حتى الجنينة… طبعا الاعلام مسكتش ف ابوه لَم الموضوع و قال ان البيت اتحرق بسبب مولد الكهرباء… لكن مستر يحيى هو اللي حر*ق البيت ده لاني سمعت انه قفشها مع عشيقها في بيته ده و انتهى الامر انه حر*ق بيته… و من ساعتها رجع مستر يحيى عاش مع اهله من تاني في قصرهم… عشان كده بقولك لو اتعصب عليكي عديها و خلاص… لان اللي حصله مش قادر ينساه ولا هينساه مع ان عدى 3 سنين على الكلام ده…
شعرت رهف بالحزن الشديد عليه و صدقت أكثر كلام صديقه خالد…
* بس تعرفي انا عندي أمل ان مستر يحيى يلاقي حُبه حقيقي… اي نعم تحسيه بارد اوي بس اللي حصله مش قليل و بإذن الله يلاقي البنت اللي تحبه بجد و ترجعه للحياة من تاني…
‘ ان شاء الله يلاقيها…
* قولتلك اهو كل اللي اعرفه… قوليلي بقا… كنتي بتسألي ليه ؟
‘ ولا حاجة… فضول مش اكتر…
* اشمعنا فضولك جالك دلوقتي ؟
‘ عايزة طبق مكرونة تاني…
ضحكت حبيبة و قالت
* اتفضلي الحلة عندك في المطبخ…
قامت رهف متوجهة للمطبخ…
كان يحيى نائما على السرير… ينظر للسقف و يفكر… يفكر في رهف… اكيد ستخاف منه عندما رأته في تلك الحالة… هل آذا*ها و خالد يقول مجرد كلام حتى لا يقلق ؟ هل ستقدم استقالتها بعد ذلك الموقف ؟ اللعنة… كان يجب ان يتصل بها منذ ساعات ليتأسف على ما فعله دون قصد…
نهض و امسك هاتفه و لكن تردد… ماذا سيقول لها ؟ لم يتصل بها و قرر ان يحادثها واتس افضل من المكالمة… وجدها وضعت حالة… رآها… كانت صورة لها برفقة حبيبة صديقتها… و كاتبة عليها ” اتصورت معاها بس عشان عملت مكرونة حلوة ” نظر يحيى للصورة و عمل زوم على يدها اليمين… وجد كدمة عليها… سبَ نفسه لانه سبب ذلك…
” هو انا ازاي عملت كده ؟ والله ماشي يا رغد ال *****… بس ازاي انا خرجت عن اعصابي للدرجة دي… كنت هأ*ذيها !!
شعر بالندم الشديد… اغلق هاتفه و خلد للنوم…
على الجانب الآخر… فتحت رهف لترى من رأى الحالة الخاصة بها…
‘ مريم… دينا… سلمى… منه… رنا… مستر يحيى… جنة… حبيبة… اسراء… فاتن… ايه ده ثواني… مستر يحيى شاف الاستوري بتاعتي ؟! غريبة دي… دي اول مرة من اول ما سجلت رقمه يشوف استوري تبعي… طالما شافها ده معناه انه بقا كويس… طب الحمد لله… ايه البرود ده… مش مفروض يعتذرلي ؟ اكيد خالد قاله كل حاجة… ايدي وجعاني من مسكته دي… يخربيته صحته مساعداه… هيعتذر ليه اصلا… ده مستر يحيى… اما انا مجرد سكرتيرة على باب الله…
تاني يوم…….
كان يحيى في مكتبه ينظر الى ساعته… نهض من على الكرسي و نظر من النافذة…
” الساعة جات 9 و لسه مجتش… ولا هي جات بس مجتش عندي ؟!
خرج من مكتبه و وقف امام مكتبها… مسك مقبض الباب وجده مقفلا… هذا يعني انها لم تأتي أساسا… ذهب لموظفة الاستقبال و قال
” غادة…
* نعم يا مستر يحيى ؟
” هي رهف جات ؟
* لا لسه مجتش… اتصلك عليها ؟
” لا خلاص… لما تيجي بلغيني…
* حاضر…
عاد يحيى لمكتبه… جلس على كرسيه و ارخى ظهره للخلف… تنهد و قال
” عمرها ما اتأخرت كده… تقريبا مش هتيجي بسبب الغباء اللي عملته امبارح… اوووف…
فتح يحيى اللاب توب و ظل يقرأ الإيميلات التي وصلت إليه… بعد ساعة… اتصلت عليه غادة و ابلغته ان رهف وصلت الشركة… و هي الآن عند الكافتيريا… ابتسم و نهض في الحال… ذهب عند الكافتيريا… وجدها تتحدث مع صديقتها… فرح لانه رآها بخير… وقعت عيناها على يحيى و هو يشير لها ان تأتي خلفه… تركت صديقتها و ذهبت ورائه للمكتب… و هذه المرة لم تغلق الباب كما تفعل دائما… بل تركته مفتوحًا… و يحيى لاحظ ذلك…
” اقفلي الباب…
‘ لا… كده كده بعد ما اشوف حضرتك عايز ايه هخرج…
فهم يحيى انها باتت تخاف بعد ما حدث ذلك… اقترب من الباب و اغلقه ثم نظر لها… اقترب منها و هي ظلت ترجع للوراء حتى اصطدمت بالحائط… توترت من اقترابه ذلك و قالت
‘ في ايه حضرتك ؟؟
قالت ذلك بنبرة متوترة و خائفة… امسك يحيى يدها و فَك زرار المعصم و رفع الشيميز قليلا و رأى الكدمة… شعر بالندم
” انا آسف…
قالها ثم نظر لها و اكمل
” مقصدتش اعمل كده… مكنتش عارف اتحكم في اعصابي… بجد آسف…
تعجبت رهف مما تسمعه… يحيى ياسر الكيلاني بنفسه يعتذر منها !!
ابتعد و إلتفت و اعطاها ظهره… وضع يده على وجهه لانه متضايق من نفسه كثيرا… فما ذنب تلك البنت بما مرَ هو به بالماضي ؟!
‘ مستر يحيى… حضرتك كويس ؟
” كويس…
قالها ثم نظر لها
” انتي كويسة ؟
‘ اه انا تمام…
” ايدك وجعاكي ؟
سكتت قليلا ولا تعرف ماذا تقول… ف يدها حقًا مازالت تؤلمها… فهم يحيى سبب سكوتها ذلك… فتح صندوق الاسعافات… اخرجه منه مرهم و مرره لها
” خدي المرهم ده… كويس للكدمة… جبته من ايطاليا… مفعولة سريع…
اخذت منه المرهم و قالت
‘ شكرا لحضرتك… عايز حاجة قبل ما اخرج ؟
” اعتبري نفسك خرجتي من المراقبة و نجحتي بعلامة نهائية كمان… هتاخدي الزيادة زي كل موظف هنا… مقدرش احط عليكي قوانين بعد ما كنت هأذ*يكي…
ابتسمت ابتسامة قد تصل لاذنها و قالت
‘ بجد ؟
اومأ لها ايجابًا… قالت
‘ بجد شكرا اوي لحضرتك…
سعِد يحيى لانه فرحت بما قاله… قبل ان تخرج قالت
‘ قبل ما اخرج… احب ابلغ حضرتك ان في اجتماع النهادرة بالليل الساعة 7 مع المهندسين كلهم… مناقشة للفرع الجديد اللي هيتم بناؤه قريب…
” تمام…
‘ عن اذنك…
خرجت و بمجرد ما اغلقت الباب… اخذت نفسًا عميقًا بإرتياح
‘ حاسة كأنه هَم كبيييييير اوي و انزاح من على قلبي… والله طلع جدع و بيفهم… هروح اقول لحبيبة اني المراقبة اتشالت من عليا و كمان هاخد الزيادة… الله… حاسة كأني في حلم… حلم جميل اوي…
كان يحيى في الجيم… يفرغ غضبه في التمرين… رن هاتفه و كانت والدته… ترك الحديد و رد عليها
* ايه يا حبيبي… فينك من امبارح ؟
” كويس… انا في الجيم دلوقتي… اخلص تمرين و هاجي اتعشى معاكم…
* تيجي بالسلامة يا روحي… بس في مشكلة…
” خير يا ماما ؟
* عاصم اخوك اتخانق مع واحد في الجامعة… طالبين ولي امره… و انت عارف ان ابوك هيضايق لو سمع حاجة زي دي… ممكن تروح انت بما انك اخوه الكبير ؟
تنهد و قال
” حاضر يا ماما… اول ما اخلص تمرين هروحله الجامعة…
* تسلم يا ابني…
اغلق هاتفه و وضعه جانبًا و ارتدى الايربودز… و استمر في رفع الاثقال… كانت الفتيات بالجيم ينظرون اليه و يقولون
* هو المُز ده يحيى الكيلاني اللي مراته خا*نته ؟
– غبية اوي… مقدرتش النعمة اللي في ايدها
* انا لو جوزي حلو كده هحطه في صندوق و اقفل عليه بالمفتاح…
– على رأيك… ملامحه الحادة عجباني اوي…
* تسريحة شعره تحفة…
– هو كله قمر… حتى استايل لبسه رايق و شيك…
* تفتكري هيتجوز تاني ؟
– اكيد… في الحالة دي انا هكون مراته…
ضحكت الفتاة بشدة
* طموحك عالي اوي… بعد الخازوق اللي اخده ده مستحيل يقع تاني…
– يعني هيفضل طول عمره عازب كده و لوحده ؟ الرجالة مبتقدرش تعيش من غير جواز…
* بس هو عاش اهو من غير جواز ل 3 سنين كاملين…
– يمكن ملقيش لسه نصه التاني…
* او خايف يدخل في علاقة تاني…
– الله اعلم… خلصتي تدريب ؟
* ايوة…
– مخلياني واقفة كل ده… طب يلا يما قومي ورانا شغل…
* اديني قومت اهو…
” سيادة العميد رضا السيد… ممكن افهم اللي حصل بالضبط…
* قبل ما اتكلم… حضرتك تقرب ايه ل عاصم ياسر الكيلاني ؟
” اخوه الكبير… انا يحيى ياسر الكيلاني…
* بس انا طلبت اشوف والده…
” معلش حضرتك… والدي مريض سكري… لسه من قريب فايق من غيبوبة سكر… انا اخوه الكبير… ولو مش مصدقني اهي بطاقتي الشخصية ( اخرج بطاقته و وضعها امامه ) تقدر تتكلم معايا انا…
رأى العميد بطاقته ثم قال
* استاذ يحيى… الحقيقة مينفعش اللي بيعمله اخوك ده… كل مرة يتخانق مع نفس الولد…
قال عاصم بإنفعال
– انا اللي بتخانق معاه ولا هو اللي بيتخانق معايا ؟! انتوا مش شايفين الكدمات اللي في وشي دي ؟!
” عاصم… اهدى…
– اهدى ازاي يا يحيى ؟ قولي اهدى ازاي ؟ كل ما يتخانق معايا اطلع انا الغلطان !!
” عاااصم… بقولك اهدى !!
قالها يحيى بزعم… نفخ عاصم بضيق و سكت… نظر يحيى للعميد و قال
” ممكن اشوف الولد ده ؟
* حاضر…
استدعى المعيد ذلك الولد… وقف يحيى أمامه و رأى ان بوجهه كدمات اكثر من عاصم… نظر يحيى لعاصم و قال بغضب مكتوم
” ايه اللي انت عملته ده ؟
– هو اللي عصبني و بيتعمد دايما اني اشتبك معاه… فيستحمل بقا…
تكلم الولد و قال
• سيادة العميد… لو مش عايزني اوصل الحوار لاهلي… يبقى عاصم ياخد فصل نهائي من الجامعة…
نهض عاصم ليضر*به لكن منعه يحيى
– فصل نهائي مين يا ابن ال *******
” عاصم اخرس !!
– انت مش سامع هو بيقول ايه !!
” هتقعد على جمب ولا اتصل على بابا ؟
– قعدت اهو…
قالها و هو يعدل ملابسه… تنهد يحيى و نظر للشاب و قال
” ممكن نتكلم كلمتين لوحدنا ؟
نظر له الشاب و وافق على كلامه… ذهبوا للخارج ليتحدثوا… نظر العميد لعاصم و قال
* منور يا عاصم…
– بنورك يا سيادة العميد…
بعد ان تحدثوا و حُلت المشكلة بكل هدوء بفضل يحيى… لم يفُصل عاصم و لكنه اخذ انذار… اخذ يحيى اخاه و ركبوا في السيارة متوجهين للبيت
– الفضول هيقتـ,ـلني… ما تقولي قولتله ايه خليته يغير كلامه ؟
” مش مهم… المهم انها عدت على خير… ياريت تبطل مشاكل…
– الصراحة يا يحيى انا لا بحب الكلية دي ولا بحب دفعتي…
” ازاي ؟ انت في سنة تالتة… يعني خلاص فهمت الدنيا…
– فهمتها بس انا نفسيًا مش مرتاح فيها… مش عايزها… و اظن بدون اسم الكيلاني مكنتش هنجح… لاني اصلا مش بذاكر ولا اعرف موادي فيها ايه اصلا… بنجح كده و خلاص… بعمل مشاكل مع دفعتي اللي هو بسلي وقتي في الكلية بخناقاتي معاهم…
ركن يحيى سيارته بجانب الرصيف و نظر لعاصم و قال
” و مقولتش ليه من الاول ؟
– لما نجحت في الثانوية العامة لقيت ان بابا عنده رغبة شديدة ان يبقى حد مننا دكتور… فقولت ادخل طب بشري بمجموعي عشان ينبسط… دخلت محبتش الدنيا نهائي… مش فاهم حاجة من الدكاترة… و مضايقني حوار ان إجابات الامتحانات بتوصلني على الجاهز كده من غير ما اعمل حاجة…
” انت في سنة تالتة دلوقتي… مستوعب يعني ايه سنة تالتة ؟ قطعت نص الطريق…
– الصراحة كده… طب بشري مش مكاني…
” و جاي تكتشف كده دلوقتي ؟
– كنت خايف ان بابا يزعل…
” عاصم… متبنيش حياتك لاجل سعادة حد تاني… حتى لو كان ابوك… لو كنت قولت الكلام ده و انا بقدملك للجامعة… كنت هتصرف و اخلي ابوك يقتنع بالكلية اللي انت بتحبها و عايزها…
– يعني فات الآوان ؟
” لا مفاتش… قولي بقا… كنت عايز تدخل ايه ؟
– حسابات و معلومات…
” فلاشة يعني ؟
– لا… هكر اد الدنيا…
ضحك يحيى ثم سكت قليلا بعد سكوته ذلك قال
” طب اسمع اللي انا هقوله ده… انت عديت 3 سنين في الكلية دي… لو حولت لكية تاني هيبقى ضاعوا منك 3 سنين في الهواء…
– يعني هكمل برضو ؟
” اه هتكمل… بس هتفق مع حد اعرفه كده فاتح مركز معتمد مع بريطانية يديك كورسات بنفس مواد كلية حسابات و معلومات… و بعد ما تخلص الكورسات دي هتكون معاك نفس كل معلومة اللي بياخدوها طلبة حسابات في الكلية حاليا و كمان بتوسع اكتر… و كمان هتاخد شهادة معتمدة من مركزه تقدر بعد ما تخلص الكورسات عنده تسافر مستريح بره و تشتغل بيها… بس من بره هتبقى طالب في كلية طب بشري… بس من جوه هتبقى اكبر هكر… ايه رأيك؟
– بس الحوار ده مش مُكلف شوية ؟
” متشيلش هَم فلوس… انا هتصرف…
– بجد يا يحيى ؟
” بجد يا حبيب اخوك…
فرح عاصم كثيرا و عانق يحيى… ربت يحيى على ظهره و قال
” بعد كده لما تكون مضايق من حاجة… تيجي تقولي… متكتمش في نفسك و تتصرف على انك كويس قدامنا… تمام ؟
– تمام يا يحيى… كويس انك جيت…
” طب يلا عشان منتأخرش عليهم…
– يلا…
شغل سيارته و ذهب…
‘ شكلي حلو يا حبيبة ؟
* قلب حبيبة ( عانقتها بحب ) شكلك قمر اوي… المُزة رايحة فين ؟
‘ في اجتماع النهادرة مع المهندسين…
* رايحة تخطفي مهندس ولا ايه ؟
‘ مش عارفة…
* يا بت… عارفة انا النظرة دي… ناوية تيجي بعريس… صح ؟
‘ ممكن اه و ممكن لا…
* لما نشوف…
‘ بعد الاجتماع ده هروح كتب كتاب اخت مروان اللي شغال معانا في الشركة… اصله عزمني و أكد عليا اجي
* اممم… بقولك يا رهوف… انا حاسة ان الواد مروان ده عينه منك…
‘ عينه مني ازاي ؟
* معجب يعني… اصلك مبتشوفيش بيبصلك ازاي طول الوقت… من الآخر الواد ده واقع في حبك…
‘ اعمله ايه يعني ؟ مروان بالنسبالي زميل شغل و بس…
* بس انا شايفة انه شاب محترم و جدع…
‘ خلهولك… لسه مجاش ابو لهب اللي هيلبسني الدهب…
ضحكت حبيبة و قالت
* شكلك ناوية توقعي واحد ملياردير…
‘ دعواتك بس ( امسكت حقيبتها الصغيرة و هاتفها ) استأذن انا بقا عشان متأخرش… سلام يا عثل
* سلام يا قلبي…
في بيت يحيى… بعد ما تناول العشاء مع عائلته… دخل الحمام ليستحم… بعد نصف ساعة خرج و هو عاري الصدر و يرتدي بنطاله فقط… جفف شعره بجهاز التجفيف ثم وضع عليه كريم و مشطه… ثم وضع مرطب على يده و جسده… و بعض كريمات العناية بالبشرة… ارتدى قميصه الابيض الذي يظهر عضلات بطنه… و ارتدى حذائه الاسود… لبس ساعته السوداء… و رش عِطره نفاذ الرائحة… امسك هاتفه و إلتقط صورة له ثم خرج…
نزل للاسفل وجد والدته تتكلم مع رهف…
* متأكدة انك مش مخطوبة ؟
‘ لا والله يا طنط… مش مخطوبة…
* طب مرتبطة ؟!
‘ لا…
* ازاااي ؟ ازاي وحدة قمر زيك مش مخطوبة… عيزاكي تقنعيني ازاااي ؟!
‘ تقولي ايه يا طنط… رجالة معندهمش نظر…
* على رأيك… في حد يسيب الغزال دي ؟
‘ قوليلهم…
” ماما…
نظرت له ناهد و قالت
* تعالى يا يحيى… مش تقولي ان المُزة دي تبقى السكرتيرة…
” اول مرة تشوفيها ؟
* ايوة…
” اعرفك عليها… ماما دي رهف السكرتيرة بتاعتي… ماسكة تلت تربع شغلي… رهف دي مدام ناهد… امي
‘ تشرفنا يا طنط…
* ايه طنط دي ؟ ميغركيش اني مخلفة واحد طويل و شحط زي يحيى بس انا لسه صغيرة و قمر…
‘ حصل… تحبي اقولك ايه ؟
* قوليلي ناهد… اصل انا نرجسية و بحب اسمي اوي…
ضحكت رهف و قالت
‘ مستر يحيى… مامت حضرتك إصدار حديث من الأمهات… دي عارفة معنى كلمة نرجسية…
* اوماال ايه… ده انا جامدة و هعجبك… انا حبيتك و دخلتي قلبي… هاتي رقمك…
‘ عيوني…
اعطتها رهف رقمها و ايضا اخذت رقمها هي… و ظلوا يضحكون سويًا
” احم… هنتأخر على كده…
‘ اه صح الاجتماع !! طب عن اذنك يا ناهد…
* هنتقابل تاني…
‘ ده اكيد… اوعي تنسي تبعتيلي واتس…
* متقلقيش…
ذهب يحيى و رهف ذهبت ورائه… نزل ياسر و قال
– ايه الدوشة دي ؟
* مش تقولي ان يحيى موظف عنده السكرتيرة الجامدة دي… احلى بكتير من المقشفة اللي كانت قبلها…
– قولتلك انه وظف سكرتيرة جديدة من سنة…
* بس البت جامدة موت… و دمها خفيف و روحها حلوة اوي… لايقة على يحيى… ايه رأيك نجوزهاله ؟
– هو اي بت في وشه يبقى نجوزهاله ؟
* انا بتكلم بجد… البت دي دخلت قلبي… احلى من رغد قلبًا و قالبًا… و حساها هتوقع يحيى… اصلك مشوفتهوش… كان بيتسم من تحت ل تحت كده و هي بتتكلم…
– ياريت توقعه… اهو يخرج من جو الوحدة ده…
* يارب يحبوا بعض…
قفلت إشارة المرور و وقف يحيى بالسيارة…
‘ مستر يحيى… احنا هنطول قي الاجتماع ولا ايه ؟
” هيستمر لساعتين او ساعتين و نص… بتسألي ليه ؟
‘ اصل رايحة كتب كتاب اخت مروان…
” انا كمان رايح…
‘ ايه ده بجد ؟ طب كويس…
رن هاتفه ف مدت يدها لتأخذه و ترد و في نفس اللحظة مد هو ايضًا يده… فلمست يده بالخطأ… تراجعت بسرعة و قالت
‘ بجد آسفة… قولت انا ارد لانك مشغول بالسواقة…
اومأ لها و رد على هاتفه… تكلم مع ذلك الشخص ثم اغلق يحيى هاتفه… فتحت إشارة المرور و اكمل طريقه… وصلا الفندق… ثم ركبا الاسانسير… كانت رهف تنظر ليدها… لأن يعجبها كثيرا لون المناكير التي وضعته… وضعت يدها في وجه يحيى و قالت
‘ بصي يا حبيبة ايدي حلوة ازاي…
نظر لها يحيى بتعجب مما قالته… استوعبت رهف ما فعتله الآن… و خبأت يدها خلف ظهرها
‘ آسفة والله… اصل اتعودت ان حبيبة تبقى موجودة معايا اربعة و عشرين ساعة…
” تمام…
‘ نسيت اقول لحضرتك… شكرا اوي على المرهم… نفع معايا…
” كويس… استمري عليه لحد ما تمشي… هو انتي قولتي لحد على اللي حصل ده ؟
‘ لا طبعا… بس الصراحة كنت هقول… لولا انك شلتني من تحت المراقبة ف انقذت نفسك مني…
نظر لها ببرود
‘ اه نسيت اتكلم برسمية… مش قادرة اثبت على وضع لان سننا قريب من بعض…
” انتي عندك كام سنة ؟!
‘ 25 سنة…
” فرق خمس سنين و تقوليلي قريبين من بعض ؟!
‘ اها… بقولك ايه يا مستر يحيى… ايه رأيك نبقى اصدقاء ؟ نخرج من مود الرئيس و السكرتيرة ده…( مدت يدها لتصافحه ) هااا ايه رأيك ؟
نظر يحيى ليدها ثم نظر لها… وضع يده في جيبه و قال
” لا…
فُتح الاسانسير و خرج امامها… احست رهف بالاحراج الشديد ثم ذهبت ورائه… دخلوا قاعة الاجتماعات الكبيرة و كل المهندسين حاضرين… جلس يحيى على رأس الطاولة… فتحت رهف شاشة العرض الكبيرة و بدأ الاجتماع… رهف كانت مُنصتة كثيرا و تسجل كل كلمة… و بعد انتهاء الاجتماع اتفقوا سويا على بناء الفرع الجديد في المكان الذي تم تحديده… صافحوا مستر يحيى و خرجوا… اخذت رهف الفلاشة و الرسوم وضعتها داخل الحقيبة و اقفلتها جيدا…
‘ احط الشنطة في الخزنة ؟
نظر لها و اخذ منها الحقيبة… و أشار لها ان تأتي خلفه… ذهب للخزنة و فتحها و هي دخلت خلفه… اغلق الباب عليهم… وضع الشنطة في احد الارفف… فجأة ظل ساكتًا لوهلة…
‘ مستر يحيى… في حاجة تاني هنعملها ؟
لم يرد عليها… بل كان شاردًا… نظرت اليه وجدته يُمسك انسيال فضي شكله جميل جداً و واضح انه غالي الثمن… نظر يحيى للانسيال و تذكر شيئًا ما….
F
” ايه رأيك ؟
نظرت ريم للانسيال الذي ألبسه لها يحيى…
* شكله خطير اوي يا يحيى…
” اول ما شوفته قولت مش هيليق غير على ايدك الجميلة دي…
* انا مش عارفة اقولك ايه… انا بحبك…
بمجرد ما قالت تلك الجملة اخذ شفتاها في قُبلة طويلة يملأها الحب
B
عاد يحيى الى الواقع… شعر بالقرف من نفسه… كيف كان يلمسـ,ـها و هي تسمح لرجل آخر لا يَمُت لها بصلة ان يلمسـ,ـها ايضا… ألقى ذلك الانسيال على الارض و دهس عليه بجزمته حتى تفتت و غضب كثيرا و وجهه احمر من الغضب و رهف لاحظت ذلك…
‘ مستر يحيى… حضرتك كويس ؟
” اخرجي استنيني بره عند العربية…
اومأت له و خرجت… تسائلت هل تذكرها لذلك غضب… و ما علاقة الانسيال الذي دمـ,ـره و فتته… خرجت من ذلك المبنى و سندت على سيارته و تنتظر قدومه…
كان يحيى في الحمام يغسل وجهه… اقفل الحنفية و اخذ المناديل جفف بها وجه… نظر لوجهه في المرآة و قال
” دمـ,ـرتيني يا ريم… بسببك مش عارف ارجع يحيى بتاع زمان… خليتي حياتي كلها لون واحد… سودة و ملهاش طعم… ربنا يحر*قك مكان ما انتي موجودة… عمري ما هسامحك…
رأت رهف يحيى يخرج من المبنى و وجهه عابس…
‘ اسوق انا ؟
” لا… انا راجع البيت…
‘ ازاي ؟ حضرتك قولت انك هتيجي كتب كتاب اخت مروان…
” مصدع و مش عايز اشوف حد…
قالها ثم ركب السيارة… ركبت رهف ايضا…
‘ مستر يحيى… في حاجة ضايقتك ؟ انا ضايقتك في حاجة ؟ ليه غيرت قرارك… ليه مش هتروح ؟
” رهف… متسأليش الأسئلة دي… متدخليش…
‘ انا مش بتدخل… بس انا معرفش حد هناك غير مروان… مش عايزة اروح لوحدي…
” خلاص متروحيش…
‘ مروان هيزعل…
” انا مالي يا رهف ؟
‘ أرجوك تعالى معايا… حتى تغير جوه…
” رهف…
‘ عشان خاطري…
” موظف عندي بنت اخويا الصغيرة مش سكرتيرة في شركة كبيرة… انضجي شوية…
‘ ملهاش علاقة بالنضج… اول مرة اطلب من حضرتك طلب… ياريت متكسفنيش…
وضع المفتاح في السيارة و شغلها… ف علمت انه لم يغير رأيه…
‘ خلاص نزلني اول الشارع العمومي و هاخد تاكسي…
لم يسمع كلامها و استمر بالسواقة
‘ مستر يحيى…
” هروح معاكي…
ابتسمت بشدة و قالت
‘ بجد ؟!
اومأ لها ف قالت
‘ شكرا اوي…
لم يعرف يحيى لماذا وافق على كلامها من الأساس… بعد دقائق وصلا لمنزل مروان و دخلا المنزل… رأهم مروان و جاء استقبلهم و رحب بهم بلطف…
” الف مبروك يا مروان… عبقالك…
* الله يبارك فيك يا مستر يحيى… شكرا جدا لانك جيت…
” العفو…
‘ الف مبروك يا مروان… ربنا يتمم على خير…
* الله يبارك فيكي يا رهف… انتوا داخلين سوا… اتقابلتوا في الطريق ؟
‘ لا… كان في اجتماع في الفندق ف عرفت ان مستر يحيى جاي برضو ف خلصنا الاجتماع و جينا…
* منورين…
‘ اوماال فين العروسة… عايزة اسلم عليها…
* اهي هناك… تعالي ورايا…
ذهبت ورائه و كذلك مستر يحيى… هم الاثنان باركوا للعروسين… ظلت رهف تحكي مع العروس أما مروان شارد في جمالها و جمال فستانها… جلس يحيى على احدى الطاولات بمفرده… في طاولة ما يجتمع عليها ثلاث فتيات
* يلهواااي… بصوا مين هناك !!
– مين ؟
• ما تقولي مين هناك ؟
* ده يحيى ياسر الكيلاني بشحمه و لحمه…
– اووبااااا
• هو ده يحيى الكيلاني !!
* مُز صح ؟
– مُز اوي…
• بقا هو ده اللي مراته خا*نته ؟
* معندهاش نظر… ربنا يحر*قها…
– برضو القمر ده يتخا*ن…
• على كده ارتبط تاني ولا لا ؟
* الله اعلم… بس اكيد لا… مفيش راجل هيأمن نفسه مع ست تاني خصوصا لو قصته زي يحيى الكيلاني كده… يحيى اتعقد من الصنف كله…
– معتقدش انه اتعقد من الصنف كله…
• قصدك ايه ؟
* معنى كلامك ايه ؟ مش فاهمة
– بصوا هناك عنده و تعرفوا معنى كلامي…
نظروا ثلاثتهم الى الطاولة التي بها يحيى… جاءت رهف معها كأس من العصير… مررته له و قالت
‘ اتفضل…
نظر للكأس ثم نظر لها
‘ ده عصير فراولة فريش… و خليت مروان يخرجلي كوباية جديدة من الكرتونة… غسلتها كويس و حطيت جواها العصير…
اخذ منها الكأس… الأول شمّه ثم اخذ رشفة منه… اعجبه مذاقه و قال
” شكرا يا رهف…
فرحت رهف لانه نال اعجابه… اكمل كأسه و هي كذلك اكملت كأسها
‘ مستر يحيى… ممكن اسألك سؤال ؟
” اسألي…
‘ هو ليه حضرتك موسوس كده ؟
” بمعنى ؟
‘ يعني فنجان القهوة بتاعك لو حد شرب منه ترميه و تشتري واحد جديد… مش بتاخد اي حاجة استعملها حد قبلك حتى لو اتغسلت… حتى لاحظت ان فيه كرتونة كاملة كلها معقمات في العربية… و دلوقتي مكنتش هتاخد مني الكأس غير لما قولتلك ان مروان لسه مخرجه من الكرتونة… و شميت العصير و شربت حتة صغننة منه و مرضيتش تشربه كله غير لما اتأكدت انه كويس… ليه ده كله ؟ النضافة مطلوبة بس اللي حضرتك بتعمله ده مش أوڤر شوية ؟ الكورونا قلِت خالص على فكرة…
” بصي عشان مبحبش الرغي الكتير و عارف اني لو مجاوبتش مش هتبطلي أسئلة… جاتلي سنة كده اتعرضت لكذا مرض مناعي… ليه بقا… لاني كنت مستهتر و بشرب مكان اي حد عادي… زيك كده
نظرت له بشدة و قالت
‘ بس الكوبيات مغسولين…
” ولو… طالما متعقمتش تبقى مضرة…
‘ اها… يعني جاتلك كورونا ؟
” مش كورونا… دي مجموعة أمراض دمروا خلايا التنفس عندي و مناعتي كانت زفت… قعدت سنة كاملة في البيت على جهاز التنفس… انتي متخيلة يعني ايه تقعدي سنة كاملة من غير ما تخرجي او حتى تخرجي في جنينة البيت… كنت محجوز في الأوضة كل ده… نفسيتي مكنتش احسن حاجة بسبب كده… خسيت 10 كيلو… مكنتش باكل… كنت عايش على الجلكوز و المية بس… حياتي اتعطلت اوي بسبب السنة اللي عشتها في الاوضة…
‘ و خفيت ؟
” يعني انا لو مخفتش كنت هاجي كتب كتاب اخت مروان ؟!
ضحكت رهف و استوعبت ما قالته…
‘ طب خفيت ازاي ؟
” سافرت بره اتعاجلت هناك في 4 شهور و تخنت 15 كيلو … ندمت اوي لاني مسافرتش من الأول و ضعيت سنة كاملة من عمري في الأوضة… لا بشوف حد ولا حد بيشوفني… و من ساعتها بقيت موسوس مع ان الدكتور قالي اني رجعت لطبيعتي… بس انا مش مستعد اضيع سنين تاني على السرير…
‘ كنت قاعد لوحدك طول السنة دي ؟
قالت ذلك و هي تنظر لعيناه… تنهد يحيى و اومأ لها إيجابًا… حزنت كثيرا عليه… فوق الخذلان الذي تعرض له من حبيبته… مرَ أيضا بفترة مرض جعلته جليس الفراش وحيدا لمدة عامٍ كامل…
‘ لما عديت بفترة المرض دي… كنت متجوز ولا قبلها ؟
نظر لها بحِده و قال بجدية
” ايه رأيك اجيبلك ملفي من السجل المدني و بطاقتي بالمرة… عشان تعرفي قصة حياتي من اول ما اتولدت ؟؟
‘ مستر يحيى انا مقصدش حاجة بس كنت….
قام من على الكرسي… ذهب و تركها…
‘ اوووف… الظاهر كده هببت الدنيا… فضولي ده هيوديني في دا*هية…
رن هاتفها و كانت حبيبة صديقتها… ذهبت للحديقة بعيدا عن ضجيج الموسيقى… وقفت بجانب المسبح و ردت
* ايه يا روحي… السهرة مطولة ولا ايه ؟
‘ مش عارفة… لما مستر يحيى يمشي همشي معاه…
* هو مستر يحيى معاكي ؟!
‘ ايوة…
* ازاي ؟
‘ لقيته رايح زيي و روحت معاه…
* اه… ايه اخبار مروان ؟
‘ اخباره ازاي يعني ؟
* يعني ايه اخباره يا رهف…
‘ كويس… هااا ايه تاني ؟
* معترفلكيش بحبه ؟
‘ حب ايه يا حبيبة… مروان زي اخويا و انا زي اخته…
* مفتكرش خالص انه بيعتبرك اخته…
‘ يعتبرني اخته او لا… مفيش اي مشاعر ليا اتجاهه… هو بالنسبالي مجرد زميل عمل و اخ… مفيش حاجة تاني… مش هتنازل عن عريس ثري تركي…
* ايه الطموح العالي ده ؟
‘ ما انا مش قليلة برضو… الاتراك رومانسين و انا بموت في الرومانسية…
ضحكت حبيبة و كذلك رهف… فجأة الهاتف وقع منها و اصطدم بالأرض عندما وجدت عمر أمامها… احست انها تجمدت مكانها و تذكرت كيف كان يحاول ان يغتصـ,ـبها
* ازيك يا رهف ؟
إلتفت لتذهب لكنه امسك يدها و شدها اليه… نظر لشفاتها و قال
* معقولة تشوفيني و متسلميش عليا ؟
‘ انت عايز ايه مني… ابعد عني…
* عايزك يا رهف… صدقيني مهما لفيتي الدنيا مش هتلاقي حد بيحبك الحب اللي انا بحبهولك…
‘ حب ؟ كنت هتغتـ,ـصبني و لما قاومتك حاولت تقـ,ـتلتني و تقولي حب ؟!
* ما انتي لو مكنتيش قاومتيني و اتصلتي على مديرك ده مكنتش هعمل كده…
‘ ابعد عني يا ز*بالة !!
* طب و ليه الغلط ؟
‘ هددتني انك هتأذيه لو اتكلمت… و انا سكت… عايز ايه تاني مني ؟!
* بقولك عايزك… في بيتي و على سريري…
‘ سرير ايه يا ***** !!
* لسانك بقا طويل اوي يا رهف…
‘ بقولك سيب ايدي و ابعد عني بدل ما أصرخ و ألم الناس كلها عليك…
* اصرخي يا رهف… حتى صوت صريخك وحشني اوي…
‘ أرجوك ابعد عني…
* حاضر هبعد… بس قبل ما ابعد احب اقولك اني قرأت الـ CV بتاعك… حلو اوي و مرتب و كله إنجازات جميلة زيك… بس في حاجة لاحظتها… في ركن المهارات الشخصية لقيتك حاطة السباحة في خانة حمرة
بمجرد ما قال ذلك… و بقوة دفعها للمسبح و وقعت فيه… شهقت و هي تحاول ألا تغوض للاسفل و تطلب منه المساعدة
* كان نفسي انزلك بس للاسف انا برضو حطيت السباحة في الخانة الحمرة في الـ CV بتاعي… مش بعرف اعوم زيك… لو كان معايا عوامة كنت هنزلك بيها… خليكي كده طرطشي جوه المية يمكن لسانك الطويل ده يقصر شوية… و اعتبري ده تحذير تاني… سلام يا مُزة…
‘ ع… عمر… خرج… خرجني من هنا…
ضحك عليها و بسرعة ذهب و اختفى… حاولت رهف ان توازن جسدها بالماء و تتنفس بقدر الامكان حتى تستطيع الخروج… كانت تغوص للأسفل ولا تعرف ماذا تفعل… بمجرد ما تخرج رأسها من المياه… تغوص للأسفل مجددا… طلبت النجدة لكن لم يسمعها احد… دخل الكثير من المياة في جسدها… احست ان حركتها ارتخت و عيناها تُغمض رغمًا عنها و كفَت عن المقاومة و نزلت للأسفل…

يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية شخص آخر)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *