روايات

رواية جنون العشاق الفصل السادس 6 بقلم إيمي عبده

رواية جنون العشاق الفصل السادس 6 بقلم إيمي عبده

رواية جنون العشاق البارت السادس

رواية جنون العشاق الجزء السادس

جنون العشاق
جنون العشاق

رواية جنون العشاق الحلقة السادسة

ظلت شهد تنظر إلى صورته الجميله بالصحيفه تتأملها بحزن فقد دق قلبها لأول مره بقوه لمن لا حق لها فى عشقه تنهدت بأسى وهى تهمس بإسمه وعيناها مغمضتان ترسمان بخيالها صورته حتى أحست بحركه ما ففتحت عيناها سريعا وإذا بأحدهم يحاول فتح الباب ومن قد يكون سوى كوثر الحقوده فالجميع يستأذن قبل الدخول إليها حتى والدتها ووالدها لا يدخل غرفتها أبدا لا أحد مزعج ولا يحترم غيره سوى هذه اللعنه التى حلت على عائلتها فدمرتها ولأنها تعلمها جيدا فحينما تصبح وحدها تغلق باب غرفتها بالمفتاح وحينما تغادر أيضا لا يعلم مكانه سواها ووالدتها وأخاها فهى لا تثق بغيرهما فحتى رحمه بلهاء وقد تقع بلسانها ذات مره لذا لا تخبرها
أخفت الصحيفه ونهضت لتفتح لها فوجدت تلك الأفعى تنظر لها بحقد وخبث : قافله على روحك ليه ياغندوره مخبيه إيه ولا تكونى بتستغفلينا وحد بينطلك من البلكونه يقابلك
لم تجد ردا مناسبا لتلك الحقيره سوى البصق فى وجهها وإغلاق الباب بحده فإرتطم بها وجعلها تترنح وتسقط أرضا وهى تتأوه وتتوعدها بالعقاب فأتى عز إثر سماع صوت صياحها المزعج ليرى ماذا تفعل مع أخته مجددا حيث وقف يرمقها بإحتقار متسائلا : جرى إيه؟
إنتظرته يساعدها لكنه ظل واقفا واضعا كلتا يداه فى جيب بنطاله ببرود بينما وجهه المتجهم لا يبشر بخير فأستندت إلى الحائط حتى وقفت وهى تسب وتلعن شهد وتتألم إثر سقطتها ثم هتفت بغيظ : شايف أختك رمتنى عالأرض
فسائلها ببرود : ليه؟
إزداد إنفعالها من بروده فصاحت بغيظ :عشان متربتش
أجابها بهدوء مستفز : مش سبب كافى عملتيلها إيه خلاها تعمل كده دا لو فرضنا إنها عملت كده أصلا
كانت تعتقد أنها بإهاناتها تستفزه فيغضب وتخبر زوجها وتنال منه ولكنه لايهتم أبدا فلا تعلم أنه لا يراها بشريه بل يراها حشره تنقل مرض معدى لذا يجب التعامل معها بحذر وهو لا يظهر انفعالاته ومشاعره إلا مع من يستحقها وبالطبع ليست منهم
رمقته بحقد ساخره : يعنى هتبلى عليها ولا هوقع نفسى قصد
زفر بملل : كل شئ جايز
غضبت وصاحت به مندهشه : نعم يا إبن ساميه
تلك الشمطاء المتصابيه تزعجه حقا لذا قرر إنهاء الحديث معها : لمى الدور الجماعه جايين لخطوبتها كمان كام ساعه فليميها لإن لو الأمور اتفشكلت بسببك بابا مش هيفوتهالك المره دى دا بينام يحلم بالنسب ده ولو متمش عشان علقه كلتها بسبب حقدك وتأويمك ليه عليها هتلبسى إنتى فى الحيط
صمتت قليلا تفكر فبالفعل إذا أشعلت الحرائق الآن وضربها ورأها أهل العريس مشوهه ستتدمر الزيجه هى ترغب بذلك ولكن النتيجه غير مضمونه فلا تضمن رد فعل عزت فسينسى طمعه وعقله وقد يقتلها أثناء غضبه فحينما يغضب لا تستطيع التفاهم معه ولا إقناعه بحيلها الخبيثه فكتمت غضبها حتى ينتهى الأمر ثم ستنتقم فيما بعد وتركته وغادرت صامته حاقده بينما تنهد عز بضيق مما يحدث معه ومع شهد وظل شاردا قليلا حتى أفاقه صوت رحمه تحدثه
عز : هاه
– صح النوم بقالى ساعه بكلمك
– معلش مكمنتش مركز
تسألت بقلق : ليه؟ مالك ياعز ؟ بقالك كام يوم مش ولابد دايما مضايق وسرحان
تنهد بضيق ثم أجابها : من الهم يا رحمه
– هم إيه كفاك الله الشر
– يعنى منتش شايفه شهد الغلبانه اللى هتلبس فى الحيط بسبب طمع عزت بيه لأ وكمان عاوزنى اتجوز فرح وهو متأكد إن لا أنا ولا فرح فى أمل واحد فى المليون حتى نبقى زوجين إحنا اخوات هى وشهد عندى واحد وأنا عندها كده برضو بس هو كل اللى يهمه مصالحه وبس
– طب شهد وفهمنا عشان مصالحه مع عيلة الاسيوطى طب وانت وفرح إيه
– ورثها يارحمه عينه على ورثها مفكر إنى اما اتجوزها هخليها تدينى ورثها واديهوله وبعدها مش مهم أطلقها اتجوز غيرها اللى طبعا كوثر هتفضل وراه لحد ما تخلى غيرها دى واحده من قريبها الزباله على أساس إنى لعبه خشب بيحركها على مزاجه مش إبنه
تألم قلبها لحاله فرفعت يدها تربت على كتفه بحنان : سيبها على الله مين عارف مش يمكن تتحل لوحدها
أجابها بما يشبه الهمس الحزين : ياريت يارحمه ياريت
_____________
حزنت فرح حينما علمت أن المقلبنجى هو عريس شهد المنتظر ولكنها أخفت حزنها حتى لا تتسبب فى أى مشاكل بينما إرتعبت شهد فهى لا ترغب فى هذه الزيجه وحتى بعد أن علمت فرح بمن يكون فلا أمل لها فى النجاه لأن الوقت ليس حليفها فسياتى الليله ووالدها لن يسمح لها أو لغيرها بإفساد الأمر
____________
حل المساء وذهب رجال عائلة الأسيوطى منزل عائلة الشهاوى وإستقبلهما عزت وعبدالرحمن بالترحاب بينما إنشغل عز فى أمر ما بخصوص العمل فلم يحضر
لقد طعن الجد الأسيوطى فى العمر وأصبحت تختلط عليه الأمور أحيانا ولكنه يظل كبير العائله لذا فُوِضَ الأمر إليه فى الحديث أمام عزت وطلب خطبة فرح
طرق الجد بعصاه الغليظه على الأرض وتحدث بجديه : اسمع ياعزت بجى خير فى سلامه وسلامه فى خير إحنا فى زمنات بوك كنا جيران فى البلد صوح نجلنا المدينه وانتو كومان وبجينا بعاد بس لساتنا جيره فى الأرض والجار أولى بالشُفعه
همس ياسين لنفسه متعجبا : شُفعة إيه إحنا جايين نشترى أرض ماداهيه تكون فيوزات جدى لمست تانى
بينما إسترسل الجد فى الحديث : صوح دلوك الولاد نسيو عاداتهم وتجاليدهم فى عيشة المدينه له وكومان نسيو لغوتنا بس لساتنا إحنا واعيين لده زين صوح مبجناش نزور البلد إلا فى العزايم والعزا بس لساتنا أرضنا وجدورنا هناك ولساتنا كبارات البلد وبنحكمها والواد ياسين بيشجر على حالنا هناك على طول وبيجيبلنا من خير الأرض والكل بيهابه وهو خابر عواديدنا زين وحتى بيتحدد زيينا هناك لجل مايظنوش إننا بنتعالى عليهم صوح بيتحدت إهنه كيه المصاروه هو والواد جاسر بس لما عرج الغضب الأسيوطى بيطلع بيجلبو صعايده صوح
مال ياسين إلى جده هامسا : أبوس إيدك ركز ياجدى
أجابه هامسا : وه مانى مركز أهه
رفع حاجبيه ولوى فمه بطريق تؤكد للجد أنه يسترسل فى حديث فارغ لا علاقه له بالأمر فمال الجد على إبنه متسائلا : إحنا كنا جايين ليه يا ولد
أغمض راشد عيناه وزفر بهدوء ليهدأ : جايين نطلب يد فرح يابوى
– وه هتجوز خليص وتريح جلب بوك
سمعه ياسين فإقترب هامسا بضيق : خبر إسود ركز ياجدى أنا اللى هتجوز عمى خلاص اتجوز وخلف وعياله اللى عليها الدور
تعجب الجد متسائلا : وه مين ديه
أجابه راشد بملل : دا واد ولدك
– اومال بوه مجاش لييه
– بوه الله يرحمه يابوى
بدأ الجد ينوح : ياوجع جلبى ياولدى ميته
لوى ياسين فمه بضيق شبه ساخر : من حوالى خمستاشر سنه كده
– وه ومتخبرتنيش لييه احضر جنارته يا ولد الفرطوس
بدأ يفقد ياسين هدوء فحدثه بضيق : جدى مش وقتك أبوس إيدك (ثم نظر إلى راشد راجيا) عمى والنبى اتكلم انت قبل ما اتشل
أجابه راشد ضاحكا : ههههه طب اصبر يا ولدى
ثم إعتدل ثلاثتهم بعد أن أكل القلق قلب عزت وساورته الشكوك عن همسهم الغريب بينما ظل عبدالرحمن متابعا فى صمت فالأمر يخص عزت وحده لظنهم أنهم أتو من أجل شهد
تحمحم راشد بجديه : إحم إحم لمؤاخذه ياعزت
أجابه عزت بإبتسامه مصطنعه : لامؤخذتك معاك ياخوى
– من غير كتر حديت جايين نطلب يد فرح لياسين
وقع الأمر على رأس عزت كدلو ماء مثلج فى منتصف شهر طوبا بينما فغر عبدالرحمن فاهه غير مصدقا فعزت يتباهى بهذا النسب منذ علم بقدومهم ويخطط له منذ زمن
تلجلج عزت فى الحديث : جج جصدك شش شهد مش إكده
– له جصدنا فرح بت المرحوم أخوك الكبير وسبج وجالك ياسين وطلبها وكان بوك لساته عايش وجلتوله موافجين بس مخبرينش موطرحها واديها رجعت وجايين نطلبها ونطالبك بكلمتكم اللى جلتوها
تاهت الكلمات منه وهو يكاد أن يجن : بب بس أأ اصص أأ أصل أأ إنتو أنا
أمسك ياسين بكوب ماء ورفعه له قائلا : اشرب اشرب شكلك شرقت
أمسك الكوب بلهفه وشربه دفعه واحده وأغرق مقدمة ملابسه والتوتر واضح على كل إنش فى جسده بينما بدأ عبدالرحمن يهدأ ويستوعب الأمر ويدرك لما أراد عزت التعجيل بزواجها من عز وإخفاءها عن الأنظار فتحدث بجديه : واحنا جد كلمتنا
نظر له عزت بغيظ : وه عتجول إيه انت
فرمقه راشد بحده : جرى إيه ياعزت عنديك رأى تانى ولا إييه
أصبح كمن نسى الكلام وتلعثم : هه له بب بس مم أأ
أدركه عبدالرحمن : بيجول إن نسبكم يشرفنا
إبتلع عزت كلماته فنظراتهم الحاده تؤكد إصرارهم كما أنه مقيد بموافقته القديمه التى لم يظن وقتها أنها ستكن ذات أى أهميه وفكر أن يبحث عن حل لإفساد الأمر ولكن ياسين لم يمهله الوقت لذلك حيث صدمه بما قال : خير البر عاجله مادمنا متفقين نكتب الكتاب
أجابه عبدالرحمن بإبتسامه : على جولك يا ولدى خلينا نفرح
– خلاص هبعت حالا المأذون
تعجب عزت من سرعة الأمر : وه دلوك
أجابه ياسين بهدوء : وليه لأ
– مم مجهزناش حاجه ولا
قاطعه سريعا : لا لالا عاوزها فى هدوء جهز كل اللى انت عاوزه أول الشهر
إزداد تعجبا وهو يتسائل : أول الشهر؟!!
– آه الفرح والدخله ومش مهم تجهز ولا لأ لو ناقصها حاجه أنا هكملها
إبتسم عبدالرحمن مباركا : عالبركه
إغتاظ عزت وهو ينهره: إكتم انت
إحتد صوت ياسين : جرى إيه ياعزت مش عاجبك نسبنا ولا إيه
أجابه سريعا : له له
فرمقه راشد بضيق : اومال إيييه مموافجش ليه
إرتبك وهو يبحث عن رد حتى قال : مم مش ناخد رأى البت لول
– ومن ميته الحريم ليهم رأى بيناتنا
نظر له عبدالرحمن ساخرا : عجايب دلوك عاوز رأيها ولما كنت عتجوزها ولدك مسألتش ليييه
نهره راشد بغضب : وه تجوزها لولدك كيف وانت عطينا كلمه وطالبينها من زمن
شحب لونه وهو لا يدرى ماذا يقول : مم مهو مهو أأ جج جصدى مكنتش فاكرك لساته رايدها
– إكده طب شيع هات المأذون أحسن نلاجيك جوزتها ولدك وإحنا كيه البجر
حاول عبدالرحمن تهدئته : كيف ده انتو زين الناس وإحنا منغدرش
فزفر راشد بغيظ : وعملت خوك ديه مش غدر له ديه كومان تطير فيها رجاب
ياسين : خلاص يا جماعه إحنا هنكتب الكتاب دلوقتى وأول الشهر الفرح والدخله
وفى أقل من ساعه حضر المأذون وخرج عزت يطلب المشاريب وهو مكفهر الوجه فركضت كوثر كعادتها الفضوليه لتقصى الأمر وذُهلت مما حدث ولكنها كانت سعيده فلن تصبح شهد زوجه كبير البلد بل ستتم زيجتها كما كانت ترغب من قريبها الفاشل وستستغل غضب عزت وعدم إتزانه الآن كما أن عز أصبح متاحا لقريبتها فركضت إلى غرفة الفتيات ودلفت إلى الداخل تبارك لفرح فقط لترى حزن شهد كما تظن وتتشفى فيها
دلفت إليها تحمل كيسا من المقرمشات تأكله فوجدت فرح تجلس معها : خلاص هيكتبو الكتاب
إنفجرت كلماتها فى رأس شهد مدويه وكادت أن يغشى عليها ولكن ما أمهلها قليلا نظرات كوثر الثاقبه تجاه فرح وكأن حديثها موجه إليها
تعجبت فرح من نظراتها نحوها متسائله : كتاب مين ؟!!
إتسعت إبتسامتها الماكره ثم قالت : كتابك ياعروسه
نهضت فرح تصيح بصدمه : نعم😲 إنتو إزاى تكتبو الكتاب من غير موافقتى
اجابتها ببرود : عمك وكيلك
غضبت فرح بشده من هذه اللعينه : يوكلوكى غفير فى جهنم يابعيده
غضبت من تعنيفها لها : قليله الحيا صحيح
تخصرت فرح وهى تقول بصوت غاضب : إسم النبى على حياكى ثم هو مش جاى يخطب شهد ازاى يكتب كتابه عليا أنا
– والله معرفش إسألى عمك لما المأذون يمشى
– دا بعدكو اوعى كده
دفعتها وهى تغادر الغرفه بينما صاحت بها كوثر : تعالى هنا انت اتجننتى
إستدارت تصيح بغضب : جن لما يلخبطكو
ثم إقتربت منها ونزعت من بين يدها كيس المقرمشات الذى تحمله وركضت إلى الأسفل ودفعت الباب بعنف لتجد المأذون بالفعل ممسكا بيد ياسين وعزت وباقى الرجال يجلسون حولهما وينظرون لها بصدمه فنهرها عزت لدخولها بهذا الشكل أمامهم : إنتى بتعملى إيه إهنه على فوج
لوت فمها ساخره : ليه مش دا كتب كتابى مش واجب تعزمو جرى إيه يا مأذون الغبره مش تاخد رأى العروسه الأول ولا انت بيعلموك دين غير اللى نعرفه
تلعثم المأذون مبررا : هه أأ عمك قال موافقه
– وهو عمى كان إتعتع من مكانه من ساعه ما اتجمعتو يا أهبل
حاول ياسين أن يتمالك نفسه ويكتم ضحكته وهمس لنفسه : لسه فرسه جامحه زى ما انتى وحشتنى شراستك يامجنونه
غضب عزت وصاح بها : جرى إيه يابت ماتحترمى لمه الرجاله اللى جعدين
– هما فين دول دول شويه شنبات متحركه لو فيكو راجل مكنتوش تيجو على حق بنت يتيمه
وهنا كان الجميع واقفا بغضب يلوم عميها فنظر لها عبدالرحمن بحزن فقد تعدى حدوده بالفعل وآلامته كلماتها فقد أحست باليتم والوحده فقال : عنديها حج الواجب ناخد رأيها
إنفعل عزت أكثر : من ميته الحريم ليهم كلام ولا رأى
فأجابه ياسين بهدوء : من زمان ياعزت دا دينا اللى بيقول مش أنا فبعد إذنكم عاوز أتكلم معاها لوحدنا يا أقنعها يا تقنعنى
– إيه الكلام الفارغ ديه
إقترب منه عبدالرحمن : أنى بجول نسيبهم لحالهم هبابه على ما نتعشى والمأذون موجود اما يتفجو نتمم على خير
وجد أنه على صواب ففرح يابسه الرأس وإذا أصرت على موقفها ستتسبب فى حرج كبير للعائله سيضر فيما بعد بمصالحه مع عائله الأسيوطى ويتسبب فى إشاعات تتسبب فى نبذ عائلته بين الناس كما ان زواج ياسين من احدى فتيات العائله حتى ولو لم تكن شهد سيفيده رغم أنها لن تكون فائده كبيره كما كان يمنى نفسه ولكن يظل هذا النسب فى مصلحته فنظر لعبدالرحمن : اللى تشوفه ياخوى
خرج ومعه الرجال وهو يرمقها بتحذير ولكنها لم تبالى وجلست تضع قدما على الأخرى وتمسك بيدها كيسا المقرمشات ولا تنظر إلى ياسين حتى بينما جلس هو يتأملها فقد إشتاق لمرأها ثم سألها بمرح : ها إيه اللى مش عاجبك العريس ولا أهله
أجابته بهدوء حذر توارى به خوفها : الاسلوب اللى مش عاجبنى أنا مش جاموسه تسحبونى وراكوا
– مين قال كده
نظرت له بغضب : أفعالك
إقترب ليجلس بجوارها وتحدث بحنو : أنا آسف
نظرت له وهى تلوى فمها ساخره : لأ متقولش إبن الذوات بيتأسف ولمين حتت بت يتيمه ملهاش لازمه عاوزين يبعوهاله ببلاش يقضو بيها مصالحهم لأ لأ ميصحش يابيه
هدر بها صارخا : إنتى مجنونه ازاى تقولى على نفسك كده
أجابته بسخريه حزينه : عشان دى الحقيقه وإهدى ليطقلك عرق أقولك خد شبسيهايه
رفع حاجبيه مندهشا : نعم
أخرجت قطعتين وهى تمد يدها يهما له : خلاص خد اتنين
– إنتى بتهزرى
– خد الكيس كله وحل عن نفوخى
أمسك بذقنها وأدار وجهها برقه إليه ناظرا فى عينيها الحانيه : بحبك
فغرت فاهها : هه
– بعشقك
– هه
– تتجوزينى
ألجمتها كلماته العاشقه فلم تجد ما تجيبه به:أأ بب هه
بينما تحدث بهمس حنون : جاوبينى
أفاقت من صدمتها : أأ إحم لأ أنا متجوزش مجرم
قضب جبينه بصدمه : إيه 😲أنا مجرم
– آه مش الناس بتخاف منك وغضبك بيطير فيه رقاب
زفر بإرتياح: ولو قولتلك إنى بريئ من التهم الباطله دى تصدقينى
خدرتها نظراته : هه آه
فإبتسم بحنو : خلاص اتجوزينى بقى
أومأت بنعم فإقترب قليلا :طيب هنكتب الكتاب دلوقتى و الفرح أول الشهر
تفاجأت بهذه السرعه : إيه ملحقش
ثم تورد وجهها خجلا : وبعدين إبعد كده شويه
اقترب أكثر وهمس بحب : لو موافقتيش هقرب أكتر وأكتر متعرفيش أنا ملهوف أد إيه عاوز أحضن شفايفك لشفايفى
دفعته بيدها : هااا 😲قليل الأدب
حاول كتم ضحكته على هيئتها الخجوله : طب وافقى وأنا هتأدب
– طيب
– يعنى خلاص موافقه ياعروسه
– ههههه موافقه ياعريس
_______________
كانت سعادة شهد لا توصف فقد تخلصت من تلك الزيجه واطمأنت لزواج فرح ممن تحب فلن تجبر على الزواج من أخاها لذا لن تتعذب رحمه فما حدث كان مفاجأه أسعدت الجميع ماعدا عزت
تجمعت الفتيات فى غرفة فرح وبدأن الغناء والرقص والتصفيق احتفالا بكتب الكتاب
ييجى عالمحطه ييجا وادبحله بطه ييجا
ييجى عالرشاح ييجا وادبحله فراخ ييجا
ييجى عالمحطه ييجا لابس كرفته ييجا
يجيى عالزراعيه ييجا والبس جلابيه ييجا
بس الولا ييجا
رحمه : هههههه بس الأغنيه كلماتها مش كده
شهد : أهو حبه من اللى فكراهم على حبه مألفاهم المهم على نفس النغمه وأدينا بنهيص هههههه
فرح : حبيبتى يا شهد عقبالك
إبتسمت بمراره فهى تعلم أن أباها الذى تقوده كوثر كما تريد مستغله أطماعه لن يختار من يسعدها أبدا فإبتلعت غصتها ونهضت حتى تخفى آلامها ولا تتسبب فى تعكير صفو فرحة إبنة عمها : أنا هقوم أجيب الكاميرا بتاعة عز ناخدلنا شويه صور للذكرى
تهلل وجه رحمه وهى تقفز فى مكانها فرحا فقد إنتهت مخاوفها من زواج عز لفرح : والله فكره
خرجت شهد من الغرفه بوجه متهلل لتصطدم بمن جعل وجهها يتجهم
صر عزت على أسنانه بغيظ : فرحانه جوى يابت الفرطوس
أنكست رأسها وهى تفرك يدها من التوتر وتمتمت بخفوت : مش كان فى كتب كتاب من شويه
لم يسمع تعليقها وإستمر فى نهرها : شوفتى يابوز الفجر أهو هملك وخد بت المحروج
أجابته بضيق : وهو كان جوزى وسابنى دا واحد كان ناوى يتقدم ثم إنه من الأول كان عاوز فرح مش أنا
لوت كوثر فمها ساخره لتزبد غضب عزت : مهو لو ماليه عينه مكنش بصلها
رفعت شهد رأسها ورمقتها بغيظ : إنتى متخلفه للدرجه دى إيه ماليه عينه دى هو أنا أعرفه أصلا
إغتاظت كوثر من ردها اللاذع فنظرت لعزت بضيق تنهره : سامع بنتك أكيد غير رأيه بعد ماسمع عن طولة لسانها ومحدش هيعبرها بعده مهو اللى يسيبها ياسين الأسيوطى لازم تكون معيوبه
كانت ساميه فى طريقها لغرفة الفتيات حينما رأتهم وسمعت حديث كوثر فردت عليها بغضب : فشرتى بتى زينة البنته
لوت كوثر فمها ساخره : آه مهو باين
إشتعل غضب عزت الكامن فى صدره من زيجه ياسين من فرح التى دمرت له كل خطته فصاح فيهن : إجفلى خشمك يا حرمه منك ليها (ثم نظر لكوثر )كوثر الواد جريبك ده لساته رايدها
تصنعت التفكير لتصل لمبتغاها : مش عارفه هيرضى ولا لأ
نظرت له شهد بصدمه : بابا إنت بتقول إيه دا مبيعرفش يفك الخط
أردات أن تطمئن لإتمام الامر فقالت بخبث : أهو راجل بدل ما تعنسى
إزداد غيظ شهد منها فصاحت بها : إنتى تتكتمى خالص ااااه
لطمها على وجهها بينما ضربت ساميه براحة يدها على صدرها ثم جذبت ابنتها اليها وهى تربت على ظهرها بحنان حزين ثم نظرت لعزت بضيق: يانضرى يابتى حرام عليك ياراجل دى بتك برضك
عماه الغضب وهو يصيح ردا عليها : بت جليله الحيا أنى جولتها كلمه ومعتنيهاش(ثم نظر لكوثر) ابعتيله يا كوثر ياجى
ثم تركهن وذهب بينما صرخت شهد بأسى بين ذراعى والدتها حزنا على عمرها الضائع : ااااااه آه ياماما
مسدت ساميه بيدها على شعرها بحنو كبير :استهدى بالله يابتى وربك هيدبرها
رمقتهما كوثر بحقد وتشفى: بلا مياصه إنتى كنتى تطولى
لم تتحمل شهد فابتعدت عن والدتها وهى تصيح : غورى من هنا يا بومه إلهى يارب يتحرق قلبك زى ما معذبانى
فركضت كوثر خوفا منها فحالتها لا تبشر بخير كما أن عزت غادر المكان وهى وحدها أمامهما
بينما سقطت شهد على ركبتيها تبكى بحسره فجلست أمها أمامها وهى تغمرها بحنان
_______________
حينما عاد عز من عمله علم بما حدث ورغم صدمته إلا أن فرحته كانت كبيره وتعجب من نوم شهد المبكر قبل أن يعود فمن عاداتها ألا تنام قبل عودته فسأل والدته وعلم بما حدث فقرر التحدث مع أخته فى الصباح عله يواسيها ويجد حلا لمشكلتها فوالده يابس الرأس ويصعب إقناعه
_____________
أتى الصباح مبشرا بسعادة كبيره لأحباب جدد ومحذرا بتعاسه لآخرين
دلف عز إلى غرفة شهد فوجدها مستيقظه وعيناها منتفخه من أثر البكاء بالأمس فألقى عليها السلام وتحدث مباشرةً فى الموضوع : إيه اللى ماما قالتهولى ده
نظرت له بإنكسار وهى تتحدث بمراره : شوفت آخرتها عاوز يرمينى للحشاش قريبها
زفر بضيق : دا إتجنن دا ولا إيه
رمقته بسخريه حزينه : هه حسبتها غلط دورت لكل واحد على حل عشان يتجمع مع حبيبته وكالعاده نسيت نفسى نسيت إنى بره الحسبه وأبوك مرحمنيش لا هو ولا الحيه اللى متجوزها
جذبها إلى صدره يربت على ظهرها بحنان وهو لا يعلم كيف سيساعدها
((((((******)))))))
تململ جاسر فى نومه بسبب صوت الهاتف الذى لا يمل من الرنين فهو لم ينم إلا فجرا من الإرهاق فتفكيره بها قضى على رغبته بالنوم طيلة الليل فأجاب على الهاتف متأففا ليجده ياسين يبشره بتمام زيجته من فرح فهنئه وهو يجاهد ألا يظهر له إحباطه وبعد أن أنهى الإتصال جفاه النوم مجدداً فخرج يسير بمحاذاة الشاطئ يستنشق الهواء ويفكر حتى إهتدى إلى محمد أقرب أصدقائه وحامل أسراره فهو مقرب هو وزوجته من شهد ومؤكد يعلم عنها كل شئ فنظر حوله ليتأكد أن أخته ووالدته لم تستيقظا بعد ثم هاتفه
استيقظ محمد ونظر فى الساعه فوجد أن الوقت مبكراً جدا على محادثات الهواتف خاصه مع جاسر فأجابه سريعا والقلق ينهش قلبه : إنت كويس فيك حاجه أجيلك
– اهدى يا ابنى فى إيه
– قولى إنت مهو متصل فى وقت زى ده يبقى فى مصيبه أكيد
– ياساتر يارب ربنا مايجيب مصايب
– اومال إيه اللى مخليك تتصل بيا الساعه سته الصبح إيه مشتاقلى ومش قادر على بعدى
– تصدق إنك رخم وأوفر
– دا أنا برضو ماعلينا المهم بتتنيل تتصل بيا ليه الساعة دى
– انت مالك لسانك بينقط زفت ليه عالصبح
– من رقيه وعمايلها السوده الناس تنام وتصحى ودى بتموت نوم والبنت الصغيره تصحى تعيط وتصحي أختها ودى قتيله طول الليل شغال داده بدل ما أنام بعد يوم طويل ورخم فى المستشفى والهانم ولا هنا المهم تجيب الواد اللى تغيظ بيه قريبتها وأديها هتجيب بنت برضو وكل ما أقولها وأحلفلها إنه مش فارق معايا تعند أكتر وتفتكر إنه مش فارق لإن هى نفسها مش فارقه أفهم دكتوره ازاى دى ومش قادره تفهم إنه مش بكتر الخلفه هتجيب ولد وإن البنت ولا الولد منى أنا مش منها
– روق روق وإن شاء الله تتهدى
– تتهدى دى مستحيل دى عاوزه تتهد أنا زهقت يا مؤمن كل سنه عيل خلينا إيه للجهله المتخلفه فاكره إنها بكده بتثبت إنها ست متكامله قريبتها قدرت تقنعها إنها طول ما فيها حيل تخلف تبقى صغيره لو بطلت خلفه تبقى عجزت شوفت تخلف بعد كده
لم يستطع كتمان ضحكته : ههههههه الصراحه رقيه بتبهرنى بكم الغباء المستفحل اللى عندها
إزداد إنفعاله ونهره : إتلم دى مراتى
تعجب قائلا : ما انت بقالك ساعه بتشتم فى سلسفين اللى جابوها
– اشتمها احرقها هى مراتى حبيبتى أم بناتى لكن تشتمها انت ولا غيرك هنط فى كرشك
– كرش مين يا أحول روح نام تانى إنت هتطلع صداعك عليا لأ فوق بدل ما اجى أفوقك
هدأ قليلا حينما أحس أن هناك ما يُغضب جاسر : طب براحه ليطقلك عرق وقولى متصل ليه
أجابه بجديه : عاوزك فى سؤال
تنهد بضيق ثم أجابه بملل : خير
– شهد
تعجب متسائلا : مالها ؟!
– مرتبطه بحد ؟!
أجابه ساخرا : ولا سبت
نهره بغضب : أنا بتكلم جد
إبتلع غضبه وحدثه بجديه : وأنا كذلك دا حتى لما أبوها رسم على إبن عمك مكانتش متحفزه للموضوع كله هى لا بتفكر فى جواز ولا رجاله ولو حصل هيبقى بس عشان تخرج من سجن أبوها وبصراحه انت إمبارح لما قولتلى إن الجوازه اتفركشت فرحت هيا وياسين مينفعوش لبعض إطلاقا أنا مرضتش أبلغها عشان فرحتها هتبان عليها وأبوها يشك إنها ليها علاقه بفركشت الموضوع ويضربها
صر جاسر على أسنانه بغضب كابحا لغضبٍ جارف : أنا عارف إن عزت دا رزل بس متخيلتش إنه حيوان ومع مين بنته لو أقولك إنى كنت عاوز أولع فيه لما سمعتها بتتكلم وعرفت إنه بيضربها مبقاش بهول
تنهد محمد بضيق : حظها قليل مع إنها أطيب خلق الله
– انت هتقولى لو مهياش طيبه وهبله كانت انتبهت لحقد زميلتها وغيرتها منها
ضحك ساخرا : أحلام دى بتغير من طوب الأرض سيبك من سيرتها الزفت دى وقولى سبب سؤالك عن شهد
أجابه بهدوء : عاوز الحقيقه
فسخر منه قائلا : لأ بنت خالتها
زفر بضيق من سخريته : طبيت
هلل بصخب : أوباااااا لأ متقولش شهد
– آه شوفت البخت مقعش إلا فى بنت أكتر بنى آدم بكرهه لأ وهى كمان مش فى بالها ولا مركزه معايا أصلا
أجابه بجديه : اللى بتشوفه مش قليل عاوزها تحب ازاى وهى بتتنفس ذل من أبوها ومراته
تنفس جاسر بغضب مما تعانيه تلك المسكينه بينما إستكمل محمد حديثه : لو انت جاد فى موضوعها فأنا معاك انت أفضل طوق نجاه ليها
إنفعل قائلا : طبعا جاد من امتى وأنا بهزر يعنى
أجابه بإقرار : الصراحه طول عمرك إتم
– الله يكرمك ثم أنا عاوزها تحبنى لنفسى مش بس لمجرد إنقاذها
– طب وهتحبك ازاى وانت نازل مرمطه فيها فى الطالع والنازل
– ماهيا تصرفاتها تغيظ حد غيرى كان إداها جزا ولا رفدها ثم إن دا مش موضوعنا أنا بحبها أتصرف ازاى
– سهل جدا اخطبها
تحدث بتهكم واضح : تصدق كانت تايهه عنى فين دى يابنى آدم عاوزها تحبنى مش تدبس فيا
أكمل محمد نصائحه بملل : عاملها كويس
– مش حل برضو عاوزها تحب فيا عيوبى قبل مميزاتى عشان تستحمل تعيش معايا
لم يتحمله أكثر وحتى لا ينفجر فيه غاضبا سخر منه: ايه دا هو إنت عندك مميزات وأنا معرفش يا ابنى دا إنت مفكش إلا عيوب طلبك دا تعجيزى عمرها ما هتوافق بمزاجها عليك مفيش واحده تستحملك أصلا يا ابنى دا أنا صاحبك ومش طايقك
إختنق من تهكمه فقال بحده : اقفل يامحمد اقفل بدل ما اجى اولع فيك
– هههههههه طب روق روق انت لسه قودامك كام يوم تقدر تفكر فيهم براحتك بس ياريت تستعجل لأن بعد فركشت موضوع ياسين متضمنش أبوها يعمل إيه
سخر من حديثه المتناقض : طب بذمتك براحتى ازاى واستعجل
– مش وقت تعليقاتك أنا بتكلم جد مش بعيد يجوزها أى حمار بسرعه عشان يدارى على منظره قودام الناس بعد ما سيح لنفسه وهو بيتباهى بنسبه من إبن عمك
جحظت عيناه بصدمه : تصدق آه
– شوفت بقى بس الصراحه كان نفسى أشوف منظره لما عرف إن العروسه فرح هههههههههه أكيد كان يهلك من الضحك
– طبعا مهو خد كف على قفاه محترم بقولك إيه اقفل وبطل رغى أحسن هند صحيت
– طيب سلام
– سلام
أقبلت عليه بوجه بشوش وابتسامه مرحه : يسعد صباحك ياخوى
أجابها بهدوء حزين : وصباحك ياهند
أقتضب جبينها متسائله : باه جالب خلجتك ليه اكده كل ديه عشان جيت معاك
تنهد بضيق ليهدأ قليلا : لأ يا هند أنا بس اللى مخنوق شويه
جحظت عيناه برعب متسائله : حد جراله حاجه ؟
تعجب متسائلا : حد مين ؟!
– وعيالك بتتحدت مع حد عالتلافون
– لا دا واحد صاحبى بدل ما يروقلى مزاجى عكره زياده
زفرت بإرتياح : ربنا يروجلك حالك ياخوى

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية جنون العشاق)

اترك رد

error: Content is protected !!