روايات

رواية هي بيننا الفصل الثامن 8 بقلم ديانا ماريا

رواية هي بيننا الفصل الثامن 8 بقلم ديانا ماريا

رواية هي بيننا البارت الثامن

رواية هي بيننا الجزء الثامن

هي بيننا
هي بيننا

رواية هي بيننا الحلقة الثامنة

نظر إياد بدهشة إلى سلام، كانت نائمة على أريكة صغيرة فى الغرفة يظهر الإرهاق الشديد على وجهها وحجابها غير مرتب يخرج منه بعض الخصلات، حول نظراته إلى السرير ليجد طفلة صغيرة ترقد عليه تلتف رأسها فى الضمادات وعلى وجهها قناع التنفس.
عقد حاجبيه بدهشة أكبر، لقد توقع رؤية شابة ولكنها طفلة فمن هي إذا؟ وما صلة القرابة بينها وبين سلام؟
عاد بنظره إلى سلام ولأول مرة منذ قابلها يمعن النظر فيها وفى ملامح وجهها، كانت ملامحها رقيقة للغاية بشفاه رقيقة وأنف ناعم صغير حواجب عريضة سوداء ولكن الإجهاد قد بلغ منها مبلغ أن أثر على تلك الملامح الجميلة والتوتر يبدو على كل جزء منها.
اقترب بخطوات بطيئة هادئة حتى لا يوقظها ولم يدري بنفسه بأنه يتأملها ويفعل شيئا لم يكن من شيمه ولا يجدر به فعله بل فقط وقف هناك عينيه عليها وابتسم دون أن يشعر.
فجأة أصدرت الطفلة أنينََا خافتا فنظر إليها إياد بقلق ثم إلى سلام التى كانت تفتح عيونها بارهاق حتى وجدته يقف أمامها فقفزت بسرعة واقفة ثم ترنحت لأنها مازالت غير واعية بالكامل بعد.
قالت بتشوش: في إيه؟ حصل حاجة؟
قالت إياد بإرتباك: محصلش حاجة أنا…

 

 

قاطعته سلام بعد أن انتبهت إلى أنه موج فى غرفة شيماء وكانت متواجد وهى نائمة أيضا: ثانية واحدة بس، أنت بتعمل إيه هنا؟
صمت بإحراج شديد وهو لا يدري ما يقول.
قالت بحدة: أنت إزاي تسمح لنفسك تدخل أوضة واحدة غريبة من غير إذنها وهى نايمة كمان؟ ازاي تسمح لنفسك تقتحم خصوصيتي بالشكل ده؟ ترضاها على أختك ؟
أنزل رأسه ونظر فى الأرض والشعور بالاحراج والخزي قد تملك منه على كلماته التى أفاقته من غفلته القصيرة.
أبعدت نظراتها عنه وهى تقول بحنق: لو سمحت أطلع برة وأتمنى ميكونش فيه بيننا تعامل أو لقاء بعد كدة حتى لو كان عن طريق أختك.
ترجم ليخرج بعد حديثها الذى اخجله من نفسه إلا أن صرختها المفاجئة أوقفته مكانه، ألتفت ليجدها تسرع إلى السرير ثم وجه بصره إلى الصغيرة التى فتحت عيونها وتنظر بها بتعب إلى سلام التى جلست جانبها.
سلام بفرح: شيماء أنتِ صحيتِ؟ أنتِ سامعاني يا حبيبتي؟
نظرت لها شيماء بتعب قبل أن تغمض عيونها مجددا فضغطت سلام بسرعة على زر بجانب السرير لتحضر ممرضة فى غضون ثواني.
ألتفت سلام إلى الممرضة التى كان واضح أنها تعرفها دون أن تنتبه أن إياد مازال متواجدا.
قالت سلام بلهفة: هدير هى فاقت دلوقتي لمدة دقيقة ونامت تاني الدكتور موجود يشوفها ؟

 

 

ذهبت الممرضة هدير فورا لتتفقد شيماء ثم عرفت بصرها لسلام بعطف: أنتِ ممرضة يا سلام وعارف كويس أنه ده وارد يحصل وبعدين ده مؤشر كويس الدكتور هيجي الصبح يبقي يشوفها أن شاء الله.
هزت سلام رأسها بتعب قبل أن تنظر لإياد ثم تقول بجمود: هو حضرتك لسة هنا؟
غادر إياد بسرعة وهو يعود لغرفة شقيقته ويؤنب نفسه على فعلته الحمقاء ومنعه ذلك من النوم طوال الليل.
فى اليوم التالي أتت منار و عائلتها.
اقتربت منه منار تقول برجاء: إياد بالله عليك متزعلش مني بقا.
تنهد إياد وقال بهدوء: تمام يا منار أنتِ خطيبتي وأنا تعبت من الوضع ده ومش حابه إننا نكون كدة ياريت نبدأ من جديد.
أبتسمت منار ببهجة وسعادة أما إياد فكر أنه ربما الحل الصحيح للبداية من جديد.
حين كان يوصل عائلة منار للمغادرة لمح سلام تقف مع رجل يبدو في نهاية الثلاثينات أو بداية الأربعينات من العمر يظهر الشعر الأبيض على جانب رأسه، قصير وممتلئ قليلا.
كان يبدو أن النقاش بينهما لا يجري على ما يرام لأنه العصبية تظهر على سلام بينما الرجل الآخر يظهر البرود المطلق عليه حتى دلف إلى الغرفة التى بها شيماء وهى وراءه.
لم يستطع أن يفكر كثيرا فيما رآه لأنه انشغل بعائلة منار ومنار نفسها التي صارت تتحدث بحماس عن الخطوبة القريبة.
داخل غرفة شيماء.

 

 

سلام بعصبية شديدة: أنا مش مصدقة كمية البرود اللي عندك دي، بنتك بين الحياة والموت وأنت مش مهتم !
نظر لها بسخرية: حياة وموت إيه ما أنتِ سمعتِ الدكتور بيقول يومين وهتخف والجرح مش كبير.
نظرت له بعدن تصديق وقالت بغضب عارم: أنت إيه يا بني آدم بنتك تعبانة وكانت حياتها فى خطر وأنت ولا هامك وبعدين كنت فين وهى لوحدها في البيت؟
قال ببرود: كنت مع صحابي بعدل مزاجي ايه هقعد احرسها ما هى كبيرة وتقدر تاخد بالها من نفسها مش هتعرف تروح عند أمها أنا مش ناقص وجع دماغ.
حدث له بقهر قبل أن تبعد بصرها عنه وتذهب للجلوس بجانب شيماء لترعاها.
مرت الأيام وخرجت دعاء من المستشفى على خير وبدأت التحضيرات لخطوبة إياد ومنار وانشغل إياد تماما ومنار أيضا التى كانت تحضر لها بحماس وسعادة.
فى هذا اليوم اختارت فستانا رقيقا من اللون الأزرق كلون السماء والخطوبة كانت فى بيت إياد مراعاة لظروف مرض أخته.
قبل تبادل الخواتم أقترح إياد على منار أن يذهبا ليرى أخته ويسلما عليها ورغم امتعاض منار إلا أنها وافقت بإبتسامة مصطنعة وذهبت معه.
تبعت إياد إلى الغرفة وهى تحضر نفسها لقول بعض الكلمات اللطيفة لدعاء قبل أن تعود لحفلة الخطوبة ولكن حين دلفت توقفت فى بداية الغرفة و نظرت بصدمة أمامها وهتفت : أنتِ!

يتبع…

لقراءة الفصل التالي: اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على (رواية هي بيننا)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *