روايات

رواية أوهام الحب الوردية الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم بتول علي

رواية أوهام الحب الوردية الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم بتول علي

رواية أوهام الحب الوردية البارت الخامس والعشرون

رواية أوهام الحب الوردية الجزء الخامس والعشرون

رواية أوهام الحب الوردية الحلقة الخامسة والعشرون

وصلت حبيبة إلى المول التجاري وأخذت تتجول في أنحاءه وتنتقي المنتجات التي تريد أن تشتريها وهي شاردة ولم تنتبه لنظرات وسام الذي كان يراقبها بعدما رآها صدفة أثناء تنقله في المول.
التفتت حبيبة على حين غرة ولمحت وسام فعبس وجهها وهتفت بتأفف:
-“وبعدين معاك يا أستاذ وسام، هو أنت هتفضل تطلعلي في كل مكان أروحه زي عفريت العلبة!! بطل لو سمحت شغل المراقبة بتاعك ده واعقل شوية أنت مش صغير عشان تعمل حركات الأطفال دي”.
هتف وسام بتبرير وهو يشيح بوجهه للجهة الأخرى حتى لا تلتقي عيناه بعينيها:
-“وأنا هراقبك ليه يا حبيبة وأنتِ أصلا مفيش ليكِ أي أهمية عندي عشان أعبرك أو أهتم أعرف أخبارك؟!”
ابتسمت حبيبة قائلة بسخرية:
-“ما هو واضح فعلا أنك مش مراقبني رغم أن بتطلعلي في كل مكان أروحه، على العموم ياريت تبطل إزعاج فيا وفي مهاب خطيبي وركز أحسن في شغلك يا حضرة الظابط بدل ما تفشل تاني في حل لغز قضية جديدة زي ما فشلت قبل كده في الوصول لقاتل أشرف”.
تعمدت حبيبة أن تنطق كلماتها بطريقة مهينة وهي ترمقه بسخرية فاحتدت نظرات وسام وهو يرد بنبرة واثقة:
-“ومين قالك أني فشلت في أني أوصل لقاتل أخوكِ، قريب أوي يا حبيبة هتسمعي أخبار عن الموضوع ده بس أتمنى أن أعصابك تستحمل الحقيقة اللي هتعرفيها”.
غادر وسام وترك حبيبة تشعر بالذهول من حديثه وتساءلت هل يمكن أن تتوصل إلى قاتل أخيها بعد كل تلك السنوات؟
شعرت حبيبة بالحيرة من كلام وسام فهو يخبرها بشكل ضمني أنها ستشعر بالصدمة بعدما تعرف حقيقة القاتل وهذا يعني أنه يشك في شخص مقرب منها للغاية، هل يعقل أن يكون رامز هو نفسه القاتل؟!

 

هزت حبيبة رأسها رافضة تصديق تلك الفكرة فهي تعرف رامزًا جيدا كما أنه لو كان القاتل الحقيقي فحينها كان وسام سيشك به عندما لجأت إليه قبل بضع سنوات عن طريق صديقتها ”نورسين” والتي تكون ابنة عمه وذلك بعدما تم تقييد قضية قتل أخيها ضد مجهول ولكنه فشل حينها في مساعدتها وأخبرها صراحة أنه لا يوجد بيده أي شيء يمكنه فعله.
مرت السنوات ونست حبيبة أمر وسام نهائيا ولم تتذكره إلا بعدما رأته في حفل خطبتها ولكنها تماسكت وتظاهرت بأنها لا تعرفه.
نفضت حبيبة أثر تلك الذكرى الكئيبة عن رأسها وغادرت المول تاركة خلفها وسام الذي لم يكن قد غادر مثلما اعتقدت وإنما توارى عن مرمى بصرها وظل ينظر أمامه بنظرات متحسرة لأنه أضاعها من يده عندما لجأت إليه ولم يكتشف حقيقة حبه لها إلا بعدما كرهته وصارت ملكا لغيره.
▪▪▪▪▪▪▪▪▪
أمسك مختار هاتفه وهو يشعر بالانزعاج بسبب الرقم الغريب الذي يصر على التواصل معه وعدم شعور صاحبه بالملل من كثرة الاتصالات على الرغم من أنه قد تم رفضها.
أجاب مختار بتأفف قائلا:
-“ممكن أفهم مين معايا وليه مصمم تكلمني رغم أني عملتلك حظر على الأرقام التانية؟!”
سمع مختار صوتا رجوليا يجيبه بهدوء:
-“معاك رامز منصور وعايز أقابلك ضروري قبل ما ترجع القاهرة لأن فيه عندي شيء مهم جدا يخص حضرتك وصدقني أنت هتخسر كتير أوي لو رفضت تقابلني”.

 

حاول مختار أن يتذكر أين سمع هذا الاسم من قبل وبالفعل نجح في ذلك وعلم أن من يتحدث معه عبر الهاتف هو نفسه طليق داليا ووالد ابنها الوحيد.
كاد مختار يغلق الهاتف في وجه رامز لكنه قرر أن يمنحه فرصة حتى يرى إذا كان يريد بالفعل أن يخبره بشيء مهم متعلق به أم يريد أن يستخدمه كأداة للانتقام من داليا وعزام.
هتف مختار بهدوء بعدما فكر في الأمر:
-“تمام يا رامز، أنا موافق أقابلك في مكتبي النهاردة بالليل”.
أنهى مختار المكالمة دون أن يضيف كلمة أخرى فابتسم رامز بسعادة لأنه سيتمكن من خلال هذه الخطوة من تحقيق تقدم كبير في رحلة انتقامه من عزام.
▪▪▪▪▪▪▪▪▪
ذهبت هانيا إلى المستشفى بحجة إجراء بعض الفحوصات على ذراعها بعدما ادعت كذبا أنه يؤلمها وأنها تريد أن تطمئن عليه من خلال الأشعة السينية.
نظر لها طارق باستغراب وقال:
-“بس أنا مش شايف أن دراعك فيه مشكلة يا هانيا تستدعي أنك تعملي أشعة وتكلفي نفسك وأكيد الوجع ده بسبب برودة الجو وعشان كده أنا بنصحك تتقلي في اللبس”.
ابتسمت هانيا بعدما تأكدت من خلال نظراته أنه لا يزال يهتم لأمرها ويشعر بالقلق والخوف عليها وقررت أن تستغل هذا الأمر لصالحها حتى ترد اعتبارها أمام الجميع بارتباطها بطبيب ناجح للغاية ويحبها بجنون على الرغم من عدم قدرتها على الإنجاب.
لن يكون الأمر صعبا بالنسبة لها أن تستميله وتجعله يتمنى وصالها بعدما صار واضحا بالنسبة لها أنه لا يزال يحبها ولم ينسها ولو للحظة واحدة.

 

إذا أخبرها أحد قبل ثلاث عشرة سنة أنها ستسعى بشكل غير مباشر للزواج من طارق لكانت ضحكت عليه واتهمته بالجنون ولكن الآن اختلفت الموازين وصار الشاب الفقير الذي رفضته في الماضي وكسرت قلبه لأنه لا يناسبها هو ورقتها الرابحة حتى تداوي جروح كرامتها التي دهسها كل من زياد ومحمد.
من كان يصدق أنها تريد الآن الزواج من ابن البستاني الذي كان يعمل في منزل عائلتها والذي تم طرده من العمل بعدما اعترف لها طارق بحبه!!
هتفت هانيا بنعومة وهي تبتسم بوداعة شديدة:
-“تمام يا طارق، أنا همشي على نصيحتك ومش هعمل أشعة بس لو حسيت أن دراعي لسة واجعني هبقى أجيلك عيادتك عشان أكشف عليه وأهو بالمرة أتابع معاك حالة رجلي لأني حاسة أنها بتعرج شوية من ساعة الحادثة”.
لم تهتم هانيا بالذهول الذي كسا ملامح طارق بل ضربت جبهتها بخفة قائلة:
-“يا خبر أبيض، أنا نسيت أني مش معايا رقمك ولا عنوان عيادتك!!”
أخذ طارق هاتفها ودوَّن لها رقمه ثم أعطاها عنوان عيادته وأخبرها أن تأتي إليها في أي وقت تريده ودون أن تقوم بحجز مسبق.
خرجت هانيا من المستشفى وهي تبتسم برضا لأنها حققت أولى خطوات خطتها بنجاح دون أن تكترث لنقطة أنها بهذا التصرف الأناني الذي تقوم به سوف تخرب بيت امرأة أخرى وتفسد لها زواجها وحياتها.
▪▪▪▪▪▪▪▪▪

 

اتسعت عينا سمية بدهشة بعدما أتاها اتصال من منى التي أخبرتها أن نادين قد أتت إلى المنزل وهي تبكي بشدة وأخبرتها أن آدم قد ألقى عليها يمين الطلاق.
ضربت سمية صدرها هاتفة بصدمة:
-“يا مصيبتي!! وإيه اللي خلى آدم يطلق نادين وهو أصلا بيحبها ومش بيقدر يبعد عنها؟!”
هتفت مني بحيرة وهي تبكي بحسرة على حال ابنتها التي لا تتوقف المصائب عن ملاحقتها:
-“أنا مش عارفة أي حاجة يا سمية، نادين موجودة هنا عندي من حوالي ساعتين ولحد دلوقتي أنا مش فاهمة أي حاجة من كلامها غير جملة واحدة بس وهي أن آدم سابها وبعد عنها ومش هيرجعلها تاني لأنه بقى بيكرهها”.
تابعت منى حديثها وهي تكفكف دموعها:
-“أنا حاولت أتصل على آدم أكتر من مرة بس تليفونه مغلق وأنا مش عارفة أعمل إيه ومش قادرة أفهم من نادين إيه سبب اللي حصل ده كله”.
حاولت سمية تهدئة منى بنبرتها الحازمة:
-“أنا مش عايزاكِ تقلقي خالص يا طنط، أنا هكلم محمد دلوقتي وهو هيدور على آدم وإن شاء الله كل حاجة هتتحل في أسرع وقت ممكن ونادين وآدم هيرجعوا لبعض”.
أنهت سمية المكالمة مع منى واتصلت على الفور بأخيها وأخبرته بكل ما جرى بين ابن عمه وزوجته وطلبت منه أن يبحث عن آدم ويتحدث معه.
شعر محمد بالصدمة بعدما سمع كلام شقيقته وأخبرها أنه لن يعود إلى شقته قبل أن يعثر على آدم ويفهم منه السبب الذي جعله يطلق زوجته التي يعشقها.
▪▪▪▪▪▪▪▪▪

 

-“طيب وأنت عايز تقابل مختار النهاردة ليه يا رامز؟!”
نطقها وسام باستغراب بعدما أخبره رامز أنه سوف يلتقي بمختار في مكتبه.
هتف رامز بتساؤل وهو يركز بنظره على تلك الصورة الحديثة التي التقطها لابنه وسط أصدقائه داخل الحضانة:
-“هو أنت شوفت التسجيلات الجديدة اللي حسام بعتها؟!”
أومأ وسام قائلا بعدم اهتمام:
-“أيوة سمعتها كلها ولقيت أن مفيش فيها حاجة متعلقة بالشحنة اللي عايزين نعرف ميعادها”.
اتسعت عينا وسام فجأة بعدما تذكر الكلام الذي سمعه في أحد التسجيلات عن مختار وهتف بذهول وهو يحاول أن يمنع نفسه من الضحك:
-“اوعى تقولي أنك ناوي تقول لمختار عن كل حاجة سمعتها في التسجيل ده؟”
أجاب رامز بابتسامة وهو يتخيل ما سيحدث مع عزام عندما ينقلب عليه واحد من أكبر حلفائه:
-“أيوة طبعا، أنا فعلا ناوي أعمل كده لأن الضربة دي هتخلي عند عزام عدو جديد وكل ما بقى عنده أعداء أكتر كل ما هيكون سهل علينا نوقعه بشكل أسرع”.
اقتنع وسام بوجهة نظر رامز وطلب منه أن يخبره بجميع التفاصيل بعدما يخرج من مكتب مختار.
▪▪▪▪▪▪▪▪▪

 

نظر محمد إلى شمس التي تجلس بالقرب منه أمام غرفة العمليات وتنتظر خروج شقيقتها بفارغ الصبر حتى تطمئن عليها.
ضغط محمد على كفه بعصبية بسبب التشتت والحيرة التي يشعر بها فمن ناحية تجلس أمامه خطيبته وتنتظر خروج أختها من غرفة العمليات وسيكون من قلة المروءة أن يتركها بمفردها ويغادر ومن ناحية أخرى يوجد ابن عمه الذي طلق زوجته فجأة وأغلق هاتفه وقرر أن يختفي عن الأنظار حتى لا يضغط عليه أحد ويجبره على إعادتها لعصمته.
لاحظت شمس الحيرة المرتسمة على وجه محمد وترددت قليلا قبل أن تسأله عما به بغرض إشباع فضولها وليس لأنها تهتم لأمره:
-“مالك يا محمد، سرحان في إيه؟ لو زهقان من وجودك هنا اتفضل امشي وأنا هستنى أختي لوحدي لأن أنا أصلا مش طلبت منك أنك تيجي معايا بل على العكس أنت اللي صممت أنك تكون جنبي”.
رمقها محمد بنظرات حادة قائلا بخشونة:
-“وبعدين معاكِ يا شمس؟! لحد إمتى هتفضلي تتعاملي معايا بالطريقة دي؟! ليه مش عايزة تنسي الموضوع القديم وتدي لنفسك فرصة تتعرفي فيها عليا، مش يمكن تحسي فعلا أني الشخص المناسب ليكِ”.
ابتسمت شمس بسخرية وقالت:
-“الموضوع مبقاش متعلق بمناسب وغير مناسب لأن أنت خلاص اشتريت ودفعت التمن وأنا بقيت مراتك غصب عني”.
بهتت ملامح محمد وهو يرى تلك النظرات الكارهة التي تصوبها نحوه على الرغم من جميع الأشياء التي قام به حتى يقوم بإسعادها.
لقد أقام لها حفل خطبة أسطوري جعلها ترفع رأسها أمام أقاربها ومعارفها وأظهر لها مدى حبه لها طوال الفترة الماضية ولكن يبدو أن هذا كله ليس كافيا حتى تنسى الموقف الذي حدث بينهما قبل عدة سنوات.
زفر محمد بإحباط وهتف بأسف:

 

-“أنتِ مش جارية يا شمس عشان أشتريكِ ولو أنتِ مش عايزة تستمري معايا مفيش مشكلة، تقدري تنفصلي عني بهدوء ومن غير مشاكل”.
نظرت له شمس بقلق بعدما جلب سيرة الانفصال وخشت أن يسحب دعمه لعلاج شقيقتها ولكنه هتف ينفي هذه الأفكار كلها بقوله:
-“أنا عايزك تطمني من ناحية سمر لأني هتكفل بعلاجها على كل حال وكمان إحنا مش هننفصل دلوقتي، هستنى الأول لما يعدي فترة مناسبة وبعدها هطلقك بهدوء عشان محدش من الناس يقول عليكِ حاجة”.
كادت شمس تتحدث ولكن قاطعها خروج الطبيب الذي طمأنها على شقيقتها وأخبرها أن العملية الأولى قد سارت على ما يرام وهذا مؤشر جيد للغاية جعلهم متفائلين ومطمئنين من ناحية العمليات الأخرى التي سيتم إجراؤها في أوقات لاحقة.
غادر محمد المستشفى بعدما اطمأن من الطبيب على حالة سمر وشعر بقبضة تعتصر قلبه بعدما تذكر الحديث الذي دار بينه وبين شمس والذي أكد له أنه مهما فعل فلن ينال أبدا مسامحتها على ما جرى منه في حقها.
▪▪▪▪▪▪▪▪▪

 

أجرت فتاة شابة تمتلك ملامح جميلة للغاية فحوصات حتى تعرف من خلالها سبب الإرهاق والتعب الذي صارت تشعر به في الآونة الأخيرة.
نظرت الفتاة إلى وجه الطبيبة التي تقرأ نتيجة التحاليل بتركيز شديد للغاية وهتفت بقلق:
-“طمنيني يا دكتورة، كل حاجة كويسة ولا فيه عندي أي مشكلة؟”
خلعت الطبيبة نظارتها وهتفت بهدوء:
-“مفيش عندك أي مشكلة يا فندم وكل الأعراض اللي أنتِ بتمري بيها دي طبيعية جدا لأنك حامل في الشهر التالت وأنا مستغربة جدا أنك مش قدرتِ تحسي ولا تعرفي بحاجة زي دي”.
اتسعت عينا الفتاة بصدمة عندما علمت بحملها وأخذت تفكر فيما سيحدث لها عندما تكبر بطنها ويفتضح أمر هذا الجنين الذي يسكن الآن في أحشائها.
خرجت الفتاة من العيادة وهي واجمة الوجه فقد علمت من الطبيبة أنه لا يجوز لها أن تقوم بعملية إجهاض لأن هذا الأمر يوجد به خطورة كبيرة على حياتها.
لم تنتبه الفتاة للرجل الذي كان يراقبها وعلم بكل شيء قالته الطبيبة ثم قام برفع سماعة الهاتف وهتف بعد مرور بضع ثوانٍ:
-“هي لسة خارجة دلوقتي من عند الدكتورة ونتايج التحاليل قالت أنها تبقى حامل”.
▪▪▪▪▪▪▪▪▪
وصل رامز إلى مكتب مختار ودلف إليه مباشرة بعدما سمح له السكرتير بالدخول بناءً على تعليمات رب عمله.
جلس رامز أمام مختار وهتف بتملق زائف:
-“أنا مش مصدق أني قاعد هنا قدام سيادة نائب الوزير مختار صفوان!! بجد أنا ليا الشرف أني دخلت مكتب معاليك”.
وضع مختار السيجارة الذي كان يدخنها جانبا وتكلم ببرود وهو يمط شفتيه بملل بسبب أسطوانة التملق التي يسمعها دوما من كل شخص غريب يدخل إلى مكتبه:

 

-“اخلص يا رامز وقول أنت عايز إيه وبلاش المقدمات الكتيرة دي اللي ملهاش داعي، أنت قولتلي لما اتصلت بيا أن عندك معلومات مهمة تخصني وعايز تبلغني بيها وأنك لازم تقابلني وأنا بناءا على الكلام ده سمحتلك تيجي مكتبي فلازم أنت تقدر الجميل ده وتتكلم على طول في الموضوع اللي جاي عشانه”.
أخفى رامز ضيقه من عنجهية ونرجسية مختار في الحديث، فهو يتصرف على أساس أنه في مرتبة عالية ويجب على الجميع الانحناء أمامه احتراما له.
تحدث رامز بجدية قائلا:
-“أنا جايلك عشان أتكلم معاك بخصوص الفيديوهات إياها اللي اتسربت لمعاليك من سبع سنين ولولا أنك قدرت تتصرف وقتها وتدفع أكوام رشاوي عشان كل الناس وأولهم مراتك يصدقوا أنها فيديوهات متفبركة كان زمانك خسرت كل حاجة”.
احتدت نظرات مختار قائلا بصرامة بعدما تذكر تلك الفترة العصيبة التي عاشها والتي كاد يخسر خلالها كل شيء سعى لتشييده على مدار خمس وعشرون عاما:
-“وأنت إيه علاقتك بالموضوع ده وليه جاي تفتحه دلوقتي بعد ما خلاص اتقفل والناس نسيته؟!”
همس رامز بنبرة ماكرة:
-“عندك حق يا باشا، الناس فعلا نسيت الفضيحة اللي حصلت زمان بس أنت لسة فاكر ومش قادر تنسى وأكيد عايز تعرف مين اللي عملها عشان تنتقم منه”.

 

رفع مختار حاجبيه هاتفا باستخفاف:
-“وأنت بقى عرفت مين اللي عمل معايا كده؟!”
أومأ رامز وابتسم قائلا بثقة:
-“أيوة طبعا عارف مين المسؤول عن الفضيحة إياها، اللي عمل فيك كده يبقى عزام الصاوي ومهاب رشوان”.
ضحك مختار بشدة قبل أن يهتف بحدة لأنه سمح لشخص مثل رامز بمقابلته وظن أنه قد يفيده ولكن اتضح له أنه قد أتى لمقابلته حتى يستغفله ويستغله لتصفية حساباته القديمة مع عزام:
-“أنت شكلك كده مستغني عن عمرك وشايف أن حياتك ملهاش قيمة”.
هز رامز رأسه بنفي وتحدث بجدية وهو يضع هاتفه على سطح مكتب مختار:
-“أنا بتكلم بجد ومش بحاول أستغلك خالص في موضوع خلافي مع عزام وتأكيدا على صحة كلامي اتفضل اسمع بنفسك صوت مهاب وهو بيتكلم مع عزام بخصوص الفضيحة اللي عملوهالك زمان بغرض أنهم يخلوك تخسر الانتخابات قدام شريكهم لطفي المداح واللي فاز وقتها وبقى عضو في مجلس النواب بسبب تراجع شعبيتك”.
قام رامز بتشغيل مقطع صوتي فسمع مهابًا وهو يخبر عزامًا بالطريقة التي تمكن بها من فضح مختار ونصحه بتطبيق تلك الطريقة مع منافسهما عبد الرحمن متولي حتى تتدمر سمعته بين المستثمرين.
اتسعت عينا مختار ولمعت عيناه ببريق الغضب بعدما سمع عزامًا وهو يقول:
-“الفكرة دي يا مهاب مش هتنفع خالص مع عبد الرحمن لأنه بني آدم نضيف ومحترم وملتزم دينيا وماشي على الصراط المستقيم وتقدر تقول كده أن انطبق عليه المثل اللي بيقول (امشي في طريقك عِدل يحتار عدوك فيك) وعشان كده صعب نزق عليه واحدة ونصوره معاها زي ما عملنا مع مختار اللي هو أصلا بيريل لما بيشوف سِت حلوة قدامه”.
أغلق رامز التسجيل وقال:
-“أظن أن معاليك عرفت دلوقتي أني مش جاي ألعب عليك زي ما كنت مفكر، أنا فاعل خير جيت أعرفك حقيقة الناس اللي بتخدعك عشان تاخد بالك منهم، عن إذنك”.

 

خرج رامز من المكتب وهو يبتسم بتشفي ويفكر فيما سيحصل لعزام، فقد انقلب عليه مختار وصار عدوا له بعدما كان في الأمس صديقه المقرب.
اتصل رامز بوسام وأخبره بكل ما جرى، فابتسم الأخير بشدة لأنه يدرك جيدا أن بمعرفة مختار لهذه الحقيقة سوف تشتعل حرب طاحنة بين العديد من أرباب الدمار والفساد في المجتمع.
▪▪▪▪▪▪▪▪▪
جلس آدم على سطح اليخت الخاص به يشاهد النجوم التي تتلألأ في السماء فقد كان حبه لنادين شبيها بضوء هذه النجوم التي تنير عتمة الليل ولكن انتهى كل هذا الحب وحل محله الألم بعدما رأى أقراص منع الحمل التي تتناولها حتى لا تنجب منه طفلا يربطها به.
تمتم آدم بحزن وهو يزفر بأسى:
-“ياه يا نادين، للدرجة دي أنتِ مكنتيش طايقة حياتك معايا وليه ده كله عشان خاطر ابن خالتك اللي اتخلى عنك؟!”
لمعت عينا آدم ببريق الغضب والانتقام وهو ينظر إلى صور رامز التي يضعها على صفحته الشخصية وهتف بغلٍ:
-“أنا نفسي أفهم، البني آدم ده فيه إيه أحسن مني عشان تفضلي تحبيه أوي كده يا نادين حتى بعد كل الألم اللي سببه ليكِ؟!”
أصدر الهاتف صوت رنين فزفر آدم بحنق بسبب كثرة الاتصالات الني تلاحقه من رقم ابن عمه منذ ساعتين عندما قرر أن يفتح الهاتف ويشاهد صور غريمه الذي أسر قلب زوجته دون أن يفعل أي شيء.
لم يتجاهل آدم هذا الاتصال مثلما فعل مع الاتصالات السابقة بل قرر أن يجيب بنبرة حادة تخفي خلفها الكثير من الوجع الذي يشعر به في قلبه:

 

-“أيوة يا محمد عايز إيه؟! هو الواحد مينفعش يقعد لوحده شوية في جو هادي من غير ما حد يزعجه ولا بند الخصوصية ملغي من عندك أنت وسمية اللي مش مبطلة هي كمان رن على موبايلي عشان خاطر صاحبتها؟!”
سأله محمد بهدوء بعدما تجاهل حديثه الذي يتعمد من خلاله إثارة غضبه حتى يتوقف عن الاتصال به:
-“قول بسرعة أنت فين دلوقتي يا آدم لأن الكل بلا استثناء قلقانين عليك ومراتك مش مبطلة عياط من ساعة ما أنت طلقتها وخرجت؟”
زفر آدم هاتفا باستفزاز وهو يسعل بشدة فقد اشتد عليه دور الانفلونزا الذي يمر به ولم يعد قادرا على السيطرة على حالته بسبب عدم تناوله للدواء:
-“ملكش دعوة بيا يا محمد، ابعد عني وسيبني في حالي لو سمحت عشان أنا فيا اللي مكفيني ومش طايق نفسي دلوقتي”.
أنهى آدم المكالمة وأغلق الهاتف مرة أخرى حتى يرتاح من إزعاج ابن عمه ولكنه لم يكن يعلم أن محمدًا قد استطاع معرفة مكانه بعدما سمع عبر سماعة الهاتف صوت “السيد معاذ” صاحب الصوت الجهوري، وهو مالك اليخت المجاور لليخت الذي يمتلكه آدم.

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية أوهام الحب الوردية)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *