روايات

رواية اكتفيت بها الفصل الأول 1 بقلم سارة الحلفاوي

رواية اكتفيت بها الفصل الأول 1 بقلم سارة الحلفاوي

رواية اكتفيت بها البارت الأول

رواية اكتفيت بها الجزء الأول

رواية اكتفيت بها الحلقة الأولى

– طب إتجوزتني ليه وإنت بتحب واحده غيري؟
جس.مها كلُه بيترعش، و عينيها لأول مرة تتملي دموع قُدامه، لسانها مربوط .. متلجِّم، معرفتش تنطق غير الجملة دي، بصت لملامحُه الباردة، وعينيه اللي إتنزعت منها الرحمة، عينيه مخدتش لون البحر و بس .. دي خدت قسوة و غدر موجُه!، عينيه اللي مكانتش بتعرف تبصلها من كُتر جاذبيتها، بقت تخوفها!! بصتلُه و هي بتحاول تمسك أعصابها عشان متنهارش بس مقدرتش، قربت خطوتين منه فـ غطَّى عليها بج.سمه العريض و الطويل بـ هيبة متلِقش غير عليه، محستش بنفسها غير و هي بتصرَّخ في وشه و دموعها خدت مجراها:
– رد عليا إتجوزتني ليه!!! رد عليا بقى برودك بيقتلني!! ليه إتجوزتني و إنت كارهني كدا! ليه دمرت حياتي!!!
بصلها بنفس البرود و كإن إنهيارها ده ولا حاجه بالنسبة ليه، و حتى كلامها مأثرش فيه، إبتسم بهدوء و قال بنفس بروده:
– متعليش صوتك .. نسيتي نفسك؟ إنتِ ليكِ الشرف إنك واخده إسمي يا حرَم رُسلان الجارحي!!!
إبتسمت بسُخرية مريرة، و قرّبت منه خطوتين و جمعت كل قوتها، وبعدين بصت لعينيه و قال بإبتسامة باردة:
– طُز!!!
دراعها كان هيتكسر لما مسكها منه و لفُه على ضهرها و قربها منه بعنف وهو بيقول بعصبيه جحيمية:
– لسانك .. هقطعهولك!! و ربي أقطعهولك!!!
بنفس البرود إبتسمت رغم الوجع اللي غزى دراعها، بس الوجع إتحول من دراعها لقلبها لما قال بقذارة و هو بيتأملها من راسها لـ رجليها:
– عايزه تعرفي إتجوزتك ليه؟ ج.سمك، شكلك، عجبتيني مش أكتر، و محترمة، يعني إنتِ اللي ينفع تربي العيال، إنما اللي برا دول لاء، كل واحده عارفة إن مش هيجمعنا غير السرير و هما أصلًا مينفعوش غير للمهمة دي، أومال إنتِ فاكرة إيه؟! فاكرة إني هقولك إني متجوزك عشان بحبك مثلًا؟ أنا مبحبش حد، الحب ده للعيال الهِتية مش ليا!! أنا راجل و الحب مش في قاموسي!!!
كانت بتبصله بصدمة رهيبة، مش مستوعبة إن الكلام ده طالع منه، هي عارفة كويس إنه مش ملاك بس مش شيطان، بس اللي قاله دلوقتي خلاها تعرف إنها متجوزة إبليس، مقدرتش تسكت و صرخت في وشه و هي بتقول:
– إنت قذر!!!! إيه القرف ده!!!!
دفعها بقسوة و هو بيقول بصوت خلاها تترعش وعصبية حقيقية:
– هو أنا مش قولت لسانك يتعدل يا بنت عزام!!! قسمًا بربي قلة أدب منك كمان و هطلعلك رُسلان الشوارعي اللي جوايا!!!
قربت منه بتحدي هي عارفة إنه غباء منها:
– هتضربني؟ إضربني يلا!!!
قرب منها خطوة فـ بعدت ضعفها بخوف و هي فاكرة إنه هيمد إيده فعلًا، فـ إبتسم بسخرية و ميل عليها وهمس بإبتسامة كلها برود:
– أنا فـ قلة أدبي مافيش، بس أمد إيدي على على نسوان لاء!!!
– نسوان؟ إنت مش ممكن تكون business man، إنت عربجي!!!!
مسك دقنها و قربها منه و هو بيهمس قدام شفايفها:
– جدًا!!
بصتله بضيق و حاولت تبعد عنه بس هو فضل محاوطها بإحكام غريب، مركز على شفايفها و هو بيقول بخبث رهيب:
– عربجي جدًا، تحبي تجربي عربجتي؟!!
شهقت بصدمة و ضربته على صدره و هي بتصرخ فيه:
– ما تحترم نفسك شوية إيه أسلوبك ده، إنت فاكر إني ممكن أقعد على ذمتك ساعة واحده بعد ما شوفت الصور المُقرفة اللي مبعوتالك من واحده رخيصة زي دي!! روحلها يلا .. روح و سيبني في حالي!!
بعد خصلة من شعرها الغجري عن وشها، و قال و هو مركز في تفاصيل وشها:
– أديكي قولتي رخيصة، و أنا مبحبش الرُخص!!!
ضربت إيديه اللي لمست شعرها فإبتسم و قال وهو قاصد يستفزها:
– شراستك عجباني، كلهم مبيعرفوش يرفعوا عينهم في عيني إلا أنتِ، بتقفي قدامي و بتبجحي!!! و أنا بحب أعلم البجحين الأدب .. بنفسي ..!!!
همست بضيق:
– مش لما تتعلمه إنت الأول!!!
سمعها و ضحك من قلبه لأول مرة، وبعدين قال و هو بيلف خصلة من شعرها حوالين صباعه:
– ممم وجهة نظر بردو، بس أنا مش حابب أتعلمه بصراحة، قلة الأدب بتجري في دمي، مبستغناش عنها!!!
حاولت تبعد عنه و هي شبه في حضنه أصلًا غصب عنها، فضلت تغمغم بضيق:
– إبعد عني بقى أنا آآآ!!!
و من غير مقدمات إتقطع التيار الكهربي، صرخت برعب و محستش بنفسها غير و هي بتلزق جسمها في جسمه برعب حقيقي و بتمسك في قميصه كإنها طفلة مكملتش الأربع سنين، إستغرب ردة فعلها بس إبتسم بخبث كالعادة و لف دراع المعضَّل على خصرها، و هو بيقول بهدوء مبتسم:
– إهدي .. هييجي دلوقتي!!!
قالت بهيستيريه و هي بتدفن نفسها جوا صدره أكتر:
– ليه قطع طيب ليه!!! مبيقطش النور في القصر .. أنا .. أنا خايفة!!!
إتنهد و ضم راسها لصدره و مسح على ضهرها بهدوء، كان عارف من قبل ما يتجوزها فوبيا الضلمة اللي عندها، بس مجربش قبل كدا يشوفها خايفة بالشكل ده، جسمها بيترعش بين إيديه و وشها مدفون في صدره زي الطفلة، لأول مرة تجذبه حركات بنت، يمكن عشان عارف إنها طبيعية جدًا، طبيعية وسط البلاستيك اللي متحاوط بيه، قرر يستغل الفرصة كعادته، فـ نزل راسه عشان يوصل لودنها و همس بخبث:
– ده يارب النور يفضل قاطع على طول عشان تترمي في حضني كدا!!
فاقت على كلامه اللي مافيهوش ذرة خجل كالعاده، وبعدت عنه خطوتين و هي يتغمغم بضيق:
– إنت قليل الأدب إبعد!!!
فرد إيديه جنبه و قال بمكر و الضلمة محاوطة الأوضة كلها:
– بعدت!!
وفعلًا بعد خطوتين ورا ف بلعت ريقها بخوف و قلبها إتملى رعب، و رغم إنها فعلًا نفسها تترمي في حضنه دلوقتي و تعيط من كل قلبها بس مستحيل هتعمل كدا، وعشان تطمن نفسها قعدت ع الأرض مكانها و حضنت رجلها لصدرها و دفنت وشها في ركبتها، بينما هو واقف مستغرب هي راحت فين و ليه سكتت كدا فجأة لحد م سمع صوت عياط خفيف خالص، قلبُه إتهز على غير العاده، و إرتبك من عياطها اللي بيسمعه للمرة الأولى، و من إرتباكه خرجت منه الحروف مهزوزه و هو بيدور عليها بعنيه بس م شايف غير ضلمة:
– أنتِ فين؟!! تعالي هنا يا تيَّا!!!!
تيَّا وقفت عياط ورفعت راسها و بصتله بضيق و غمغمت ببراءة:
– سيبني ف حالي!!
إتأفف بضيق وقلق و خرّج موبايله من جيب بنطلون وفتح الفلاش، وإتصدم لما لاقاها قاعده على الأرض بوضع جنيني، فـ قرب منها ومال عليها و هو بيقول بهدوء:
– قاعده كدا ليه! قومي!!!
مسك إيديها عشان يقومها ف صرخت فيه بعصبيه:
– إبعد إيدك عني و سيبني في حالي قولتلك
بصلها بصة خلتها تتجمد في مكانها و لعنت الفلاش اللي هو مشغله عشان مبين عنيه اللي بترعبها:
– صوتك .. يوطى، ولسانك يتعدل وأول وآخر مرة تتكلمي معايا بالشكل ده..!!
– حاضر
مسكها من إيديها عشان تقوم فقامت معاه، قعدها على السرير و خلاها تمسك موبايله تنور بيه و كان هيمشي هو فمسكت في دراعه بتلقائية وقالت بخوف طفله:
– رايح فين؟
– هطلع البلكونة أشرب سيجارة!
– ماشي
قالت بحزن فـ سابها ومشي و خرج للبلكونة في نفس الجناح، مددت تيَّا على السرير و فضلت تفكر في حياتها معاه، هي مبتحبوش، هي بتعشقه، و لو بعد العشق غرام فهي مُغرمة بيه، رغم كل مساوئه و تعدد علاقاته إلا إنها بتحبه مش عارفه تكرهه، و رغم إنها مش بتبينلُه ده إلا إنها مستعده تفديه بروحها، قامت تيَّا ومشيت نحية البلكونة بخوف، بصت على ضهره العريض و هو ماسك سيجارة بني، وقفت جنبه و قفلت الكشاف و إتنهدت و هي بتقول:
– إتجوزتني ليه يا رسلان!!
– اللي هنعيده هنزيده ولا إيه؟! سألتيني السؤال ده و جاوبتك!!
– يعني متجوزني عشان مصلحتك مني بس؟
إبتسم ببرود وقال:
– ممم حاجه زي كدا، زعلانه ليه م إنتِ كمان متجوزاني مصلحه!!!
جسمها إتنفض و هي بتقول بصدمة:
– متجوزاك مصلحه؟! طب وأنا إيه مصلحتي منك؟!!
قال بغرور رهيب:
– أي حد يتمنى يبقى في مكانك دلوقتي! متجوزه رسلان الجارحي و بتنامي كل يوم جنبه على السرير، في بنات كتير حاسدينك على النعمه دي، عايشه في عزي و خيري اللي مكنتيش تحلمي بيه، فلوسي اللي تكفيكي عمر على عمرك، كل دي مش مصالح فكرتي فيها قبل م تتجوزيني؟!
مقدرتش تمسك نفسها من الضحك، ف إستغرب وبصلها بتركيز، ف إسترسلت بإبتسامة مريرة:
– اللي هيحسدوني ييجوا يشوفوا اللي أنا عايشه فيه، رسلان الجارحي اللي بيرمرم و كل يوم مع واحده شكل، رسلان الجارحي اللي معاه فلوس كتير بس ميعرفش ربنا، و بعدين ده النور قاطع عندك في القصر، إيه مش دافع فاتورة الكهريا الشهر ده ولا إيه؟!
بصلها بصدمة من كلامها، و إبتسم و هو بيحرك راسه بقلة حيلة من المجنونة اللي متجوزها، فـ إتنهدت تيَّا وبصت قدامها بحزن:
– ياريتك كنت حد عادي، مش غني ولا معاك فلوس تكفيني عمر على عمري، أنا مكنتش عايزاك غني كنت عايزاك عندك قلب بس!!
تأفف رسلان بضيق وقال بتذمر:
– القلب ده هو اللي بيجيبنا لورا، العقل هو اللي كسبان دلوقتي!
بصتلُه بحزن و قالت:
– إنت بشع!!!
إبتسم ببرود وبصلها و هو بيقول:
– م أنا عارف!!!
– هييييه!!!
صرَّخت بفرحة لما النور جيه و سقفت، إبتسم على حركة الأطفال اللي كان بيعملها و هو صغير، و سرَح فجأة في ملامحها، ملكة جمال واقفة جنبه، شعرها كيرلي و لونه بني فاتح، بيعشق شعرها مع إنه عمره ما لمّحلها بـ ده، بالعكس دايمًا يناديها بـ “المنكوشة”، مع إن بيعشق كونه بيدفن وشه في شعرها و هي نايمة من غير ما تحِس، عينيها عسلي نفس لون شعرها و بشرتها مايلة للبياض، ميقدرش يقول إنه بيحبها لإنه مبيعرفش يحب، بس اللي واقفة قدامه دي هي الوحيده اللي تستاهل إنها تشيل إسمه!

يتبع..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية اكتفيت بها)

‫2 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *