روايات

رواية شخص آخر الفصل السادس عشر 16 بقلم هدير محمد

رواية شخص آخر الفصل السادس عشر 16 بقلم هدير محمد

رواية شخص آخر البارت السادس عشر

رواية شخص آخر الجزء السادس عشر

شخص آخر
شخص آخر

رواية شخص آخر الحلقة السادسة عشر

‘ يا يحيى افهم انا مش جاهزة…
” يادي ام الكلمة دي… رهف انتي بجد مبتزهقيش من تكرار نفس الكلام ؟ أعذارك بقت بايخة… و انا زهقت بجد… اهدي كده و قوليلي ايه المشكلة و هسمعك للآخر و اساعدك…
‘ مفيش حاجة يا يحيى…
” يبقى مالك ؟ ليه كل ما اقرب منك تقاوميني كأني بغتـ,ـصبك و تبعدي عني… في ايه ؟
‘ لو سمحت ابعد و نتكلم في كده بعدين…
” لا مش هبعد… و هنتكلم دلوقتي…
‘ مش عايزة اتكلم !!
” هتتكلمي !! يا رهف انا جوزك مش عدوك… ليه الخوف ده ؟ ولا انا فيا حاجة غلط ولا انتي مش عيزاني ؟ هاا في ايه ؟ اتكلمي…
‘ ايوة انا مش عيزاك و مش عيزاك تلـ,ـمسني بأي شكل و بقر*ف من قُربك مني !! وصلت يا يحيى ؟!
قالتها بإنفعال عليه… اتصدم يحيى مما سمعه منها الآن… لا تعرف رهف كيف خرج منها ذلك الكلام… كان ينظر لعيناها بمعنى انفي ما قولته الآن… قولي انك تمزحين معي… قولي انك تكذبين ولا تقصدي ما قولته في وجهي الآن… لكن لم يجد منها غير الصمت… ابتعد عنها بهدوء و لبس قميصه… اعتدلت رهف ولا تعرف ماذا تقول له…
‘ يحيى…
لم يرد عليها… كان هادئًا لكن تعلم جيدا انها ايقظت بداخله بركا*ن لا يمكن إخماده… اخذ مفاتيح سيارته… امسك مقبض الباب و لسه هيفتحه… امسكت يده و قالت
‘ يحيى… متمشيش…
دفع يدها بعيدًا عن يده و فتح الباب و خرج… امسكت رهف رأسها بكلتا يداها و قالت
‘ ياربي… انا قولت ازاي كده !!
ركضت للشُرفة و رأته و يركب السيارة و يشغلها و ذهب… نزلت الدموع من عيناها
‘ انا ازاي عملت كده… ازاي قولت في وشه كده ؟!
عادت للداخل و ظلت تبكي ولا تعرف ماذا تفعل… امسكت هاتفها و اتصلت عليه… رن قليلا ثم كنسل عليها… رنت مجددا ف اغلق هاتفه… جلست رهف على طرف السرير… و عيناها غرقت في الدموع
‘ أكيد كلامي كسـ,ـر قلبك… والله ما اقصد… انا اتوترت اوي و معرفتش اقول ايه… في لحظة قولت كده من غير إدراك… متمشيش… أرجوك ارجع !!
و لكن لا فائدة من هذا الكلام… فقد ذهب… تركها بسببها… هي كانت تريد ابعاده عنها و عندما غُلقت في وجهها كل الطرق… جر*حته بذلك الكلام الذي لم و لن ينساه أبدًا… تلك الجملة الصغيرة ستخلق بينهم فجوة كبيرة !
* الفيلم كان خطير… شوفت حتة لما ضر*بته بالقلم و لسه هيرد عليها قامت راسه اتخبطت في دولاب المطبخ… يلهوي فطست ضحك
– طب شوفتي حتة لما اتزحلقت في الحمام و مسكت فيه عشان متوقعش… قاموا هم الاتنين وقعوا…
* صريخ ضحك… يلهوي مش قادرة…
– لو نزل فيلم حلو تاني… نتفرج عليه سوا… اتفقنا يا حبيبة ؟
* اتفقنا يا استاذ خالد…
– قولتلك بلاش استاذ دي… بتحسسيني اني اد جدك…
* انت تطول تبقى زي جدي اصلا ؟
– يادي ام الهرمونات دي… معلش احنا خارجين من السينما و الفيلم كان لذيذ و لطَف جو اليوم… بلاش تعكيره و خلي كل واحد فينا يرجع بيته مبسوط…
* قصدك اني بعكر يومك لو اتكلمت ؟!
– بدأنا اهو… بقولك ايه… ممكن متتكلميش ؟
* ليه كلامي بقا يضايقك للدرجة دي ؟! طب ماشي… اوعى كده ( تركت يده ) روح لوحدك…
– يا حبيبة استني ( امسك يدها و شدها إليه ) والله ما اقصد اللي فهمتيه ده…
* يبقى قصدك ايه ؟!
– مقصديش حاجة… كنت بهزر معاكي بس… اتكلمي براحتك… انا أساسا بحب كلامك…
نظرت له و احست بضربات قلبها تتسارع بمجرد ما سمعت تلك الجملة… نظر لعيناها و ابتسم…
– متسبنيش لوحدي… نروح سوا… ماشي ؟
* ماشي…
امسك يدها مجددا و مشيا… ظلا صامتين لدقائق… وجه حبيبة مبتسم لا إراديًا… نظر لها و ابتسم لانها سعيدة… هو أيضًا سعيد للغاية لانها ظهرت في حياته…
– حبيبة…
* اها ؟
– عايز اقولك حاجة من زمان بس متردد…
* قول… في مشكلة ؟ حصل ايه ؟ مين ما*ت ؟
– يا بنتي اهدي… مفيش حد ما*ت… اهدي…
* عايز تقول ايه ؟
– عايز اقول حاجة حاسس بيها من فترة بس متردد…
* انت تعبان ؟
– ما انا كويس اهو قدامك…
* طب اخلص قول اللي عايز تقوله…
– اخلص ؟!
* ايوة… اومال هقول ايه ؟
– و نعم الذوق بصراحة…
* بتقول حاجة ؟
– بقولك قولي اللي عايزة تقوليه…
* على فكرة… قربنا نوصل محطة المترو و بعد كده كل واحد فينا هيكمل طريقه… ف قول اللي عايز تقوله بسرعة…
– انتي كده هتخليني اتوتر اكتر ما انا متوتر…
* ليه متوتر ؟
– يعني… ساعات الانسان بيحس بحاجات كده… بيخاف يبوح بيها… يمكن عشان دي أول مرة يحس فيها الاحساس ده…
* ليه بيخاف ؟
– يمكن الطرف التاني ميتقبلهاش…
* طب هو انا اتكلمت ؟ ما انا بتحايل عليك من صباحية ربنا تتكلم و انت شغال تتكلم بشيفرات…
– طب اهدي عليا… هتكلم اهو…( اخذ نفس عميق و اخرجه ) حبيبة انا…
و قبل ان يكمل جملته… رن هاتفه… و كان يحيى
– استأذنك دقيقة ارد على يحيى…
اومأت له… فتح خالد هاتفه و رد عليه
– ألو يا يحيى ؟
” فينك يا خالد ؟
– انا في الشارع…
” مش راجع شقتك ولا لا ؟
– راجع طبعا… اومال هبات في الشارع ؟
” طب انا مستنيك…
– انت فين ؟
” قدام شقتك… مستنيك…
– في حاجة يا يحيى ؟
” قولتلك مستنيك… سلام…
انتهت المكالمة… نظر خالد لحبيبة بعدم فهم
* في ايه ؟
– يحيى مستنيني عند شقتي… باين على صوته انه مضايق… شكل كده اتخانق مع رهف…
* هرن عليها اشوف…
اخرجت هاتفها من الحقيبة… و قبل ان ترن عليها… وجدتها رهف هي من ترن عليها… ردت عليها في الحال
* نعم يا رهف ؟
‘ حبيبة إلحقيني…
* مالك ؟ بتعيطي ليه ؟!
‘ انا عملت حاجة غلط في حق يحيى… جر*حته اوي… و مشي سابني…
* طب اهدي… ربع ساعة ارجع البيت و هرن عليكي…
‘ بسرعة… انا مخنوقة من نفسي اوي و حاسة ان روحي بتخرج من جسمي… محتجاكي جمبي…
* اهدي يا رهف… هرجع البيت و ارن عليكي…
‘ ماشي… متنسيش…
* مش هنسى… اهدي بس…
اغلقت حبيبة الهاتف
* شكلهم اتخانقوا خناقة كبيرة… رهف صوتها مش كويس أبداً…
– طب حصل ايه ؟ احنا لسه سايبنهم من يومين و كانوا زي الفُل…
* مش عارفة… طب انا لازم امشي… سلام يا خالد…
– استني يا حبيبة انا لسه…
تركته و ذهبت… تنهد خالد بضيق و اكمل
– انا لسه مخلصتش كلامي… صدقت ما الشجاعة جاتني عشان اتكلم !!
اخذ خالد تاكسي و عاد لشقته… وجد يحيى جالس على السلم… واضح جدا انه متضايق…
– يحيى…
رفع رأسه و نظر اليه
– معلش اتأخرت عليك…
” مفيش مشكلة…
اخرج خالد مفتاح الشقة و فتح الباب…
– ادخل…
دخل يحيى و ورائه خالد و اغلق الباب… خلع يحيى سُترته و جلس على الاريكة و اسند رأسه على الخلف و اغمض عينيه… و كان يسعُل كثيرا… أصابه البرد من جلسته على السلم… غَيَر خالد ملابسه و توجه للمطبخ… أعد كوبين سحلب ساخن… توجه له و مرر له الكوب…
– اشرب عشان البرد اللي عندك…
اخذ منه الكوب و شرب رشفة منه… جلس خالد جانبه و قال
– هااا… احكي… في ايه ؟
” مليش مزاج احكي… انا جاي اريح راسي… بكره احكيلك…
– انت بايت ؟
” اه… عندك مانع ؟
– لا طبعا معنديش بس… بس انت متجوز…
” يعني عشان انا متجوز يبقى مباتش عندك زي زمان… لو مش عايزني ابات… قولي امشي… و انا مش هزعل…
– يا ابني تمشي ايه… ده انا مصدقت جيت… انا بقول كده عشان رهف متتضايقش…
” متجبليش سيرتها…
– اممم… شكل كده الحوار كبير… ممكن تحكيلي ؟
” مش عايز احكي…
– تمام انا فاهم ان دي مشكلة بينك و بين رهف مراتك… مهما علاقتك بيا قريبة و احنا صحاب… أكيد مش عايز اعرف… لان دي خصوصية و كده…
” الحمد لله انك فهمت…
– على الاقل قولي انت حاسس بإيه دلوقتي ؟
رجع يحيى بظهره للوراء و نظر للسقف… تنهد و قال
” حاسس إن انا اتسرعت في جوازي من رهف…
– ليه ؟ مش انت بتحبها ؟
” اه بحبها… بس النهاردة خلتني افكر في كده… هي مش بتحبني زي ما حبيتها…
– يحيى… اي اتنين متجوزين بيحصل معاهم مشاكل… متخليش المشكلة اللي حصلت دي تعمل فجوة ما بينكم…
” هي اللي عملت الفجوة دي… هي اللي بعدتني عنها و قالت بلسانها انها مش عيزاني…
– رهف قالت كده ؟
” اه… مستغرب ليه ؟
– طبيعي استغرب… كلنا عارفين انها بتحبك…
” كانت بتحبني…
– قصدك ايه ؟
” هي مبتحبنيش… كانت بتحبني من بره… و لما عاشت معايا لقيت عكس تواقعاتها… بطلت تحبني…
– طب انت ضايقتها في حاجة ؟ يمكن قالت كده في وقت غضب و متقصدش…
” مش عارف… بجد مش عارف… كل اللي عارفه ان العيب فيا… انا انسان لا يصلح للحب نهائيًا…
– يحيى متقولش كده…
” اومال اقول ايه ؟ كل حاجة من زمان بتوضحلي كده… هفضل لحد امتى اهرب من الحقيقة ؟
– يحيى اهدى… اكيد في حاجة غلط… ممكن في حاجة دفعتها تقول كده…
” اه فعلا… في حاجة دفعتها تقول كده… و الحاجة دي ان هي مش عيزاني…
* يحيى…
” معلش يا خالد انا مصدع… هنام…
* طب تعالى نام جوه… الاوض كتير…
” لا… انا تمام هنا…
* زي ما تحب… هقول اجبلك بطانية…
” ماشي…
دخل خالد غرفته و احضر الغطاء ليحيى… خلع يحيى حذائه و تمدد على الاريكة و شد الغطاء عليه…
– عايز حاجة تاني ؟
” لا… شكرا يا خالد…
– مفيش شكر ما بينا… هروح انام انا كمان… و مش محتاج اقولك البيت بيتك… خُد راحتك…
” تسلملي يا ابو الصحاب…
* والله انتي خليتي لساني عاجز عن الكلام… يعني ايه بقالكم اكتر من شهر متجوزين و انتي لحد الآن لسه عذراء… و فوق ده كله تقوليله مش عيزاك في وشه !! انتي بتهزري يا رهف ؟
‘ يا حبيبة افهمي انا خايفة من عمر….
* عشان انتي خايفة من عمر تقومي تخربي جوازك… مين عمر ده اصلا عشان يتدخل ما بينكم للدرجة و يخليكي تمنعى جوزك انه يقربلك ؟
‘ بقولك انا خايفة… و عمر متـ,ـخلف و ممكن يأ*ذيه بجد…
* ماشي و بعدين ؟ هتفضلي طول عمرك عايشة مع جوزك من غير ما يلـ,ـمسك ؟ رهف انتي اتجننتي ؟ اللي بتعمليه ده حرام اصلا و غلط كبير… و ايه الكلام اللي قولتيه ل يحيى ده ؟ في وحدة عاقلة تقول لجوزها كده ؟ و اسمك بتحبيه… اومال لو مش بتحبيه كنتي عملتي ايه ؟!
‘ عارفة اني غلطت في حقه… بحاول ارن عليه مش بيرد أبداً… أكيد زعل مني…
* ده الأكيد يا رهف… أكتر حاجة بتو*جع الراجل انه يحس انه مش مرغوب من حبيبته… هيحس انه فيه حاجة غلط… و افتكري كويس… هو حس كده لما ريم خا*نته… و انتي خلتيه يحس نفس الاحساس لتاني مرة بعد ما قولتي كلامك السِم ده في وشه… في وحدة تقول لجوزها انا قر*فانة منك ؟! ياربي عليكي يا رهف… مش عارفة الاقيلك عذر من كل اللي عملتيه ده…
‘ خلاص يا كفاية يا حبيبة انا مش ناقصة و فيا اللي مكفيني !
* انا مش بقول كده عشان او*جعك اكتر… انا بقولك كده عشان تعرفي انك كسر*تي قلب الراجل اللي بيحبك بسبب خوفك ده… بجد صعبة في حقه ڪراجل… أكيد اضايق اوي منك… ممكن بسبب الكلمتين دول يبص لوحده تانية عايزاه…
‘ قصدك انه ممكن يميل ل رغد ؟!
* و ليه لا ؟ رغد مستنية بس تأشيرة منه… لأنك انتي بعدتيه عنك… و لو هو اداها وش… هيجر*حك زي ما جر*حتيه بيها هي…
‘ لا مستحيل… مستحيل يحيى يخو*ني… مستحيل يعمل كده !!
* رهف… اركني خوفك على جمب و صلحي اللي انتي عملتيه ده بأسرع وقت قبل ما الحوار يطول… لان لو الحوار اخد وقت… يحيى هياخد منك موقف و هو اللي يبعد عنك مش انتي اللي تبعديه…
‘ طب انا مش عارفة هو فين دلوقتي ؟
* خالد بعتلي رسالة على الواتس و قالي ان يحيى بايت عنده…
‘ الحمد لله طمنتيني… اروحله دلوقتي ؟
* لا الوقت اتأخر اوي… و غير كده أكيد مضايق دلوقتي… سيبيه يهدى شوية و روحيله بكره… و لما تروحله ارجوكي يا رهف مهما قال و مهما عمل… متزعليش منه و إياكي تيأسي و تسبيه كده…
‘ ماشي يا حبيبة…
* اسيبك انا عشان اعمل الاكل ل سهيلة لانها لسه راجعة من الصيدلية…
‘ سهيلة كويسة ؟
* اه تمام اوي و مبسوطة بمرتبها و بقت حريصة على فلوسها و بتنام بدري… بقيت تمام متقلقيش…
‘ سلميلي عليها…
* عيوني… يلا سلام…
اغلقت رهف هاتفها و استلقت على السرير تريح رأسها الذي لا يهدأ من كثرة التفكير… قلبها يحتر*ق لانها جر*حته دون وعي… تتمنى أن يأتي و يحتضنها قبل ان ينام مثل كل يوم… تنظر للجانب الذي ينام عليه و تتخيله نائم أمامها و تتأمله أثناء نومه… امسكت الوسادة التي ينام عليها… رائحته لا تزال فيها… عانقتها لتزيل شوقها… لعل حر*يق قلبها يهدأ قليلا…
كان يحيى في الحمام يغسل وجهه… اغلق الصنبور و امسك المنشفة و جفف وجهه… نظر للمرآة و تذكر كلامها الذي فَتَك بقلبه…” ايوة انا مش عيزاك و مش عيزاك تلـ,ـمسني بأي شكل و بقر*ف من قُربك مني !! وصلت يا يحيى ؟! ”
ألقي يحيى المنشفة بعيدًا بغضب و قال
” طالما انتي مش عيزاني و بتقر*في مني… اتجوزتيني ليه و حبتيني ليه اذا كنتي بتحبيني أساسا !! ليه كده يا رهف ؟ انا جوزك… غلطت يعني لما قربتلك عشان اخد حقي الشرعي منك ؟ تقومي تسمعيني الكلمتين دول اللي عمري ما هنساهم !!
خرج من الحمام و شرب بعض الماء و عاد للأريكة… استلقى عليها… نظر للسقف و ظل صامتًا شاردًا حزينًا… و تذكر الطريقة التي دفعته بها ليبتعد عنها كأنه مُجر*م يعتـ,ـدي عليها و تذكر جملتها التي لا تخرج من رأسه أبداً… سقطعت دمعة من عينيه…
” انا مستهلش منك قِلة القيمة دي و الرفض المُقر*ف ده يا رهف… ليه تعملي كده فيا ؟
بداخله الكثير من الاسئلة… رأسه سينفجـ,ـر من كثرة التفكير… اغمض عينيه محاولًا النوم…
تاني يوم……..
* الرقم الذي تطلبه غير متاح حاليًا *
‘ يوووه بقا رد يا يحيى… على الاقل اسمع صوتك و قلبي يرتاح عليك…
طُرق الباب ف قالت رهف
‘ مين ؟
* انا الشغالة يا رهف هانم… مدام ناهد بتناديكي عشان الفطار جهز…
‘ ماشي… دقيقتين و جاية…
ذهبت الخادمة…
طب دلوقتي لو نزلت لوحدي اهله هيسألوني عليه… هقولهم ايه ؟ اتخانقت معاه و ساب البيت و بات عند صاحبه… أكيد مش هقول كده… ياربي على الحيرة دي !!
* منزلوش يعني ؟
– مالك يا ياسر كل شوية تقول منزلوش يعني… دول عرسان جُداد… سيبهم براحتهم…
* انا حاسس ان في حاجة… قولتلك البنت دي هتتعس ابني مش هتسعده… و شكلها بدأت النكد…
– انا مش عارفة مالك و مالها… ليه واقفلها على الوحدة كده ؟
* عشان مش عايزها تكون هنا ولا عايزها تكون جمب يحيى بأي شكل…
– انت ليه بتكر*هها كده ؟ يحيى بيحبها… و هيزعل لو سمعك بتقول كده…
* بيحبها اه… لما نشوف حُبه ليها هيوديه لفين…
– طب بس خلاص عشان رهف جاية…
نزلت رهف و سحبت كرسي السفرة و جلست عليه…
– صباح الخير يا رهوف…
‘ صباح النور يا ماما ناهد…
عاصم و إسراء ألقوا عليها تحية الصباح… ما عدا ياسر الذي لا يعيرها اي إهتمام ولا ينظر إليها حتى…
– فين يحيى ؟
توترت رهف كثيرا و ضغطت على يدها بالاخرى و قبل ان ترد سبقها ياسر و قال
* ساكتة ليه ؟ ما تردي…
– بالراحة على البت يا ياسر…
* ناهد متدخليش… ها قوليلي… نازلة لوحدك يعني.. فين يحيى ؟
‘ يحيى بره…
* بره فين ؟
‘ معرفش…
* والله ؟ مش عارفة جوزك فين ؟ اتخانقتوا و ساب البيت صح ؟
‘ لا متخنقناش…
* واضح… كنت عارف و متأكد ان ده هيحصل… قولتلك انتي متناسبيش زوجة ل يحيى… قولتلك ابعدي عنه بهدوء بس مبعدتيش و قعدتي و اتجوزتيه… و النتيجة ايه ؟ قرفتيه في عيشته و خلتيه يسيب البيت و يمشي !!
– يا ياسر اهدى…
* قولتلك متدخليش يا ناهد… جوزك فين يا مدام رهف ؟
طريقة كلامه معها و نظراته الغاضبة لها زادت من توترها كثيرا… خافت ان تقول له انه عند صديقه لكي لا يسألها عن سبب بياته عنده…
* انا بكلمك يا رهف… ردي عليا… يحيى فين ؟؟
” انا هنا يا بابا…
إلتفتوا جميعهم لذلك الصوت… انه يحيى يقف عند باب القصر… اغلق الباب و توجه عندهم…
* كنت فين ؟
” كنت في الشركة…
* مش متعود يعني تروح بدري كده… ده لسه الساعة 10 الصبح…
” كنت بايت في الشركة…
* غريبة… امبارح شوفتك جيت منها على البيت و كنت بتحكي مع عاصم… خرجت امتى ؟
” بالليل خالص… حصلت مشكلة ف اضطريت اروح…
* مشكلة ايه ؟
” اتحلت خلاص… متقلقش… كل حاجة تمام…
* و مقولتش ليه ؟
” محبتش اقلقك…
* اممم… يحيى… متأكد انك كنت في الشركة ؟
” اه متأكد…
* لما سألت عنك مراتك قالت انها متعرفس انت فين… معقول مقولتش ليها حاجة او اتصلت بلغتها على الاقل ؟
” قولت اني خرجت بالليل… كانت نايمة و محستش… و هي رنت عليا و مقدرتش ارد… و بعد ما خلصت لقيت تليفوني فصل شحن و نسيت الباور بنك هنا… خلصت التحقيق ده ولا لسه ؟
* كنت بطمن بس… بعد كده لما تحصل حاجة في الشركة… ياريت تلغني…
” تمام…
* تعالى افطر معانا…
” لا…
* ليه ؟
” لما تحترم مراتي ابقا اقعد افطر معاكم…
* يا ابني انا كنت بسألها عليك و هي بتنقطني بالكلمة ف اتعصبت مش اكتر…
” طب ما انا قولتلك انها معرفتش ترد لانها اصلا مكنتش تعرف انا فين… و انت طبعا ما صدقت اني مش موجود… ف اخدت راحتك في الزعيق فيها…
* يحيى انا ابوك و خوفت عليك…
” انا مش صغير عشان تخاف عليا و لا تسألني كل الاسئلة دي… ثم ده مش سبب ولا مبرر يديلك الحق انك تعلي صوتك عليها أثناء غيابي…
* متكبرش الموضوع يا يحيى…
” صوتك العالي عليها كان واضح من و انا عند البوابة… و بعد كده تقولي متكبرش الموضوع ؟ لو سمحت يا بابا متستغلش غيابي و تقعد تزعق فيها… و ده ميتكررش تاني لا في اثناء غيابي ولا أثناء وجودي… تمام ؟
نظر له والده بغضب و توجه يحيى لغرفته… تعجبت رهف من كلامه… رغم غضبه منها دافع عنها و رد كرامتها أمام جميع عائلته… نهضت رهف و قالت
‘ عن اذنكم…
تركتهم رهف و ذهبت لغرفتها… ضر*ب ياسر يده على السفرة بغضب
* شوف الواد بيتحداني عيني عينك كده عشانها !!
– عشان دي مراته و عنده حق في اللي قاله… مكنش لازم تزعق فيها بالشكل ده… قولتلك اهدى…
* ناهد انتي معايا ولا معاها ؟
– ياسر احنا مش في حر*ب عشان نتقسم مع ده و مع دي… يحيى مش طفل و كبير و فاهم… طبيعي يضايق لما يشوفك بتزعق لمراته…
* يعني ابوه ولا مراته ؟
– ليه بتحط نفسك في المقارنة دي ؟ دي حاجة و دي حاجة… يحيى طول عمرك بيحترمك… من واجبك تحترمها لانها مراته…
* مااااشي يا ناهد… انا ماشي… اطفحوا انتوا…
نهض ياسر و تركهم…
كانت رهف جالسة على الاريكة… تنتظر خروج يحيى من الحمام… بعد دقائق… خرج يحيى من الحمام بعد ان غَيَر ملابسه… وقفت رهف و قالت
‘ جعان ؟ اجبلك الاكل هنا ؟
لم يرد عليها و لم ينظر لها حتى… فتح الدولاب و امسك الشماعة لكي يعلق عليها سُترته… اقتربت منه رهف و قالت
‘ عارفة انك مضايق مني و …
” مضايق بس ؟
‘ بُص يا يحيى… انا عارفة اني جر*حتك… بس اسمعني…
” و بعد ما اسمعك… هيحصل ايه ؟ هااا قوليلي هيحصل ايه ؟ هل هترجعيلي كرامتي اللي دوستي عليها ؟!
‘ يحيى انا….
” انتي ايه ؟ انتي ايه يا رهف ؟
‘ اهدى و اسمعني بس…
” مش عايز اسمع… و مش طايق اسمع صوتك اصلا… طالما انتي جدعة و بتعرفي تقولي كلام يسِم البدن زي اللي قولتيه ليا ده ابقي ردي على ابويا اللي كل ما يشوف وشك يسمح بكرامتك الارض…
نظرت رهف للأرض و حاولت كبت دموعها
‘ انا آسفة…
” ههه آسفة اه… رهف… انا مصدع بجد… ابعدي عني…
تركها و خرج… ظلت رهف مكانها ولا تعرف ماذا تفعل…
في الليل……..
دخلت رهف الغرفة… وجدت يحيى نائم… اغلقت الباب برفق… اقتربت منه و جلست على طرف السرير بحذر حتى لا يستيقظ… نائم بعمق… بالتأكيد لم يستطيع النوم جيدا عند صديقه… فهو لا يحب ان يغير مكان نومه… ظلت تنظر إليه و تتأمله … قربت يدها منه و وضعتها على ذقنه… فهي دائما تحب ان تداعب ذقنه اللطيفة بأنمالها… و ارتسمت الابتسامة على شفتاها… تحرك يحيى ف ابعدت يدها عنه فورا و نهضت… حمدت ربها انه لم يستيقظ… ذهبت تغير ملابسها…
خرجت من الحمام بعد ان ارتدت بيجامة النوم خاصتها… نظرت له… مازال نائمًا… هي أيضا تريد النوم و لا تريد ان تبقى بعيدة عنه و اعتادت ان تنام في حضنه…
كان يحيى نائمًا على جانبه الايسر… لفت من الجانب الآخر… استلقت على السرير بحَذر… اقتربت منه برفق… عانقته من الخلف و اسندت رأسها على ظهره… نظرت له لتتأكد انه مازال نائمًا أم لا… لم يشعر بها… عانقته أكثر و ابتسمت ثم اغمضت عيناها…
كان يحيى مستيقظًا و عيناه مفتوحتان… ينظر ليدي رهف المُلتفة عليه و يشعر برأسها على ظهره و نائمة… قال في سره
” دلوقتي بتقربي بعد ما انتي بعدتي عني بمزاجك ؟!!
امسك يداها و نزعها من عليه و نهض… نهضت رهف أيضًا
‘ يحيى…
” متناميش جمبي تاني…
‘ ليه ؟
” عشان انتي بتقر*في مني…
‘ يحيى انا مقصدتش اقول كده…
” اومال قصدتي ايه ؟
‘ انا قولت كده في لحظة انفعال لما لقيتك بتقرب مني بالعافية…
” عندك حق… انا مين اصلا عشان اقرب منك…
‘ يحيى ممكن تهدى و تسمعني ؟
نظر لها بحِدة و اخذ الوسادة من السرير و وضعها على الاريكة…
‘ انت بتعمل ايه ؟
” مش واضح انا بعمل ايه ؟ هنام على الكنبة…
‘ لا مينفعش… تعالى مكانك…
” انام جمب وحدة مش عيزاني ليه ؟
‘ يحيى أرجوك متعملش كده…
” يبقى اعمل ايه ؟ قوليلي…
اقتربت منه و امسكت يده
‘ لو سمحت اسمعني…
” اسمعك ليه و عشان ايه ؟ هل هتبرريلي ليه رفضتيني بالطريقة الز*بالة دي ؟
‘ انا مقصدتش…
” مقصدتيش ايه بالضبط ؟ في ايه يا رهف مالك ؟ ليه مش عيزاني اقربلك ؟ في حاجة انتي مخبياها عني… قولي… اتكلمي… ليه خايفة ألمـ,ـسك ؟! في ايه ؟! ولا انتي مش بنت و مانعة اني اقربلك عشان معرفش ؟ عمر لمسـ,ـك ؟
‘ ايه اللي بتقوله ده ؟ سامع نفسك بتقول ايه في وشي ؟! ازاي تسمح لعقلك انه يفكر فيا بالطريقة دي ؟!
” يبقى افكر ازاي ؟ فهميني… وحدة محرمة عليا اني اخد حقي الشرعي منها من ليلة الفرح لحد دلوقتي… يبقى أكيد في حاجة كبيرة…
‘ يعني لو انا مش بنت و خايفة انك تعرف كده… هتجوزك ليه اصلا ؟
” و ايه اللي يثبتلي انك بنت ؟
خلعت رهف سُترتها و بقت أمامه هكذا ولا يغطي جسدها إلا قليل…
‘ عايز تتأكد و تعرف اني مش بخدعك… اتفضل…
” عشان تهنيني تاني ؟
‘ مستحيل اهينك او اقلل منك بأي شكل… و انا بقولك اهو بنفسي… خُد حقك الشرعي مني…
” متأكدة ؟
‘ اه متأكدة…
اقترب يحيى منها و امسك ذقنها بيده و رفع رأسها بإتجاه عينيه… نظر لها ف اومأت له أن يفعل ذلك… اقترب من شفتاها ليُقبلها… اغمضت رهف عيناها و ضربات قلبها تتسارع و تشعر بأنفاسه الساخنة بالقرب منها… نظر يحيى لشفتاها و توقف قبل أن يُقبلها و قال بالقرب من شفتاها
” مفكرة انك اول ما تقولي كده… هضعـ,ـف انا و اقرب منك في الحال… ليه شيفاني حيو*ان للدرجة دي ؟!
تفاجئت رهف من كلامه و نظرت له و قالت
‘ يعني ايه ؟
” يعني مش بمزاجك تبعدي ولا بمزاجك تقربي… انا اتقفلت منك لدرجة اني بقيت مش طايق قُربك مني بأي شكل !
تغلغت الدموع في عيناها ولا تصدق ما سمعته الآن… أخذ يحيى سُترتها من الارض و وضعها على أكتافها
” زي ما في راجل مرغوب و مش مرغوب…. فيه ست مرغوبة و مش مرغوبة… يا ترى انتي انهي نوع يا رهف ؟ قبل ما تجاوبي انا هقولك… اممممم… انتي طبعا مفكرة انك مرغوبة و اول ما تعرضيلي جسمـ,ـك مش هقدر أقاومك و اقرب منك… لا… بالعكس… انتي مش مرغوبة بالنسبالي… بس من الجهة التانية انتي مرغوبة بالنسبة لعُمر… أكيد نفسه تعرضيله جسمـ,ـك زي ما عملتي معايا و هو مش هيتأخر و هيقوم بالواجب… ليه ؟ لان ده كلـ,ـب و بيجري وراء شهو*اته زي الحيوانات بالضبط… أما انا لا… انا مجرد راجل غلبان كنت حابب اقرب بس من مراتي… و هي رفضت حوالي ألف مرة تحت أسباب تافهة… و انا تفهمت الرفض و بعدت… يبقى ايه لزمته انك تعملي النِمرة دي قدامي ؟ انا مش كده يا رهف… مش هقع في حضنك بالطريقة الرخيـ,ـصة دي…
غضبت رهف كثيرا و صفعته بقوة على وجهه… لبست سُترتها و قالت بغضب و هي تبكي
‘ منكرش اني غلطت لما بعدتك عني بالطريقة دي… بس انت غلطت و لسه بتغلط فيا… بتتهمني في شرفي و تقول اني مش بنت و اني بعرضلك جسمـ,ـي بطريقة رخيـ,ـصة… انت ايه يا يحيى ؟! واعي للكلام اللي بتقوله ده ؟
وضع يحيى على وجهه و ضحك… انقلبت ملامحه لشَر واضح في عينيه… امسك يدها و شدها إليه و قال بإبتسامة مستفزة
” ضايقك كلامي صح ؟ ياريت تكوني حسيتي نفس الاحساس اللي انا حسيته لما رفضتيني بالشكل ده…
‘ بس انا عملت كده غصب عني… انت بتقول كده بإرادتك !
” و هقول أكتر كمان اصبري… انتي لسه شوفتي حاجة ؟
‘ أرجوك متعملش كده !
” رهف… احنا الاتنين مثلنا دور الحُب على بعض بما فيه الكفاية… آن الاوان نوري بعض وشنا الحقيقي… بس انا وشي الحقيقي صعب شوية و بعرف اجر*ح اوي… ياريتك كنتي قدرتي نعمة وشي الطيب…
‘ مثلنا دور الحُب ؟! يعني ايه ؟
” يعني ابعدي عني و اتقي شري احسنلك !! مش همو*ت اوي عليكي كده… ولا تفرقيلي بحاجة… غيرك يتمنى اني ابصله بس… و اعتبري اني كنت عايز منك نفس الغرض اللي عمر كان عايزه منك…
‘ يعني انت كنت عايز تتسلى بيا ؟
” ايوة… بس الظاهر كده اختياري كان غلط… بس يلا مش مهم…
‘ كلامك ده بيجر*حني !
” زي ما كلامك بالضبط جر*حني…
‘ اطمن… انت جر*حتني… عرفت تكسـ,ـر قلبي كويس… انت كسبت… اتمنى تكون مبسوط…
” مبسوط اوي… مبسوط فوق ما تتخيلي !
نظرت له بكَسـ,ـرة و اعطته ظهرها و هي تضم سُترتها بكلتا يداها… دخلت الحمام و اغلقت الباب عليها بالمفتاح… وقفت خلف الباب… جلست على الارض و اسندت ظهرها على الباب… تنظر في كل ركن و صدرها يعلو و يهبط و تشعر ان قلبها يضيق بها بسبب كلامه الذي فَتَك بقلبها و قطعه إربًا… شفتاها تتخبط في بعضهما و تتشنج في بكائها… لقد جر*حها و كسـ,ـر قلبها البرئ الذي أحبه… لم يسمعها… لم يعطيها اي فرصة لتوضح أي شيء.. فقط… انتقـ,ـم لنفسه و لكبريائه… الآن هو سعيد بما فعله بها… صدقت كلام والده أكثر في تلك اللحظة… ” الحبيب لا يؤذي حبيبه بأي شكل ” هذه حقيقة… هو لم يحبها… لو أحبها لم و لن يستجرأ ان يجر*حها بهذه الطريقة… هي لم تؤذيه… فقط قالت كلمة في لحظة انفعال من وراء قلبها… أما هو قال كل ذلك و هو واعي جيدًا ما ينطق به لسانه… لم يعيرها أي اهتمام… شَكَ بها… نعتها بالرخيـ,ـصة… و فوق كل ذلك… اعترف أخيرا انه كان يريد ان يتسلى بها لا أكثر… لا يوجد حُب… لا يوجد حنان… كل هذا كان كذب… كذب عليها لتقع في مصيدته… و عندما لم تقع انتقـ,ـم منها شَر انتقـ,ـام… رهف التي فقدت والدتها و فقدت معها طعم الحنان و الحُب… بحثت عن ذلك الحُب و وجدته معه… لكن لا… لم يحدث… امسكت رهف السلسلة التي على رقبتها… هذه السلسلة آخر هدية جلبتها لها والدتها قبل رحيلها… نظرت رهف للسلسلة و دموعها إزدادت…
‘ كفاية… كفاية بجد انا تعبت… تعاليلي… نفسي احضنك ولو لمرة وحدة بس… لمرة وحدة بس خليني احضنك و احس بوجودك… خليني انسى كل ده في عشر ثواني جوه حضنك… ماما… انا اتجر*حت اوي بعد ما مشيتي… مش عارفة اشكي لمين… أرجوكي تعالي… وحشتيني !
سقطت دمعة من دموعها على السلسلة… مسحت رهف دموعها بكف يدها الصغير… وضعت السلسلة على قلبها و اغمضت عيناها لتتخيل أن والدتها تعانقها ليهدأ قلبها… هذا ما تفعله رهف دائما عندما تشعر بالضيق من الدنيا… تغمض عيناها و تتخيل والدتها بجانبها… ليس بمقدورها فعل شيء غير التخيل فقط !!
مرت الايام و الاسابيع و الشهور… منذ تلك الليلة اختفى الحُب… لم يوجد شيء يُدعى بالحُب في علاقتهما… أصبحا غريبان عن بعضمها… لا يتكلمان ولا يمزحان معًا مثل السابق… رهف لا تتكلم ولا تحتك ب يحيى بأي شكل… كلامها معه قليل للغاية و هو كذلك… لكن من داخلة انه لا يريد كل هذا البُعد… ولا يعرف كيف يعتذر او كيف يتغلب على غروره و يأخذها في حضنه… كل ليلة يسمعها تبكي في الشُرفة تنادي على والدتها… لا يعرف كيف يحاول ان يُصلح هذا الوضع الذي هما فيه الآن…
‘ يحيى هنا في الفندق ؟
* نعم يا مدام… مستر يحيى موجود هنا من امبارح… تحبي أبلغه بوجودك ؟
‘ لا… انا هطلعله…
* زي ما تحبي يا مدام…
‘ شكرا…
ضغطت رهف على زِر الاسانسير… فُتح و دخلت… طلع للطابق المطلوب… خرجت منه و تمشي بإتجاه غرفته
‘ اظن كفاية كده… انا مش عايزة ابعد كده ولا عايزة تكون نهايتنا كده… انا بحب يحيى و مش عايزة اعيش مع راجل غيره… اي نعم هو غِلط اوي بس حسيته في الايام الاخيرة بيحاول يكلمني و عايز يصالحني… ده معناه انه بيحبني و انا مهمة بالنسباله… و ماما دايما كانت بتقولي طالما الشخص ده بيحبك اوعي تخسريه لأي سبب… فأنا هبدأ الاول ( نظرت لباقة الورود التي بيدها و شمّتها ) بيحب اوي نوع الورد ده… هيفرح اوي بالورد… أكيد اول ما يشوف الورد و نقوله نبدأ من جديد و ننسى اللي فات… هياخدني في حضنه… و انا وحشني اوي حضنه… و كمان هبو*سه بالروج اللي انا حطاه…
وصلت للغرفة المطلوبة… نظرت لنفسها في شاشة الهاتف لتتأكد من ان شكلها لا يوجد فيه شيء… ابتسمت بسعادة و اعادت هاتفها داخل الحقيبة… نظرت للورد بحُب و طرقت على الباب…
فُتح الباب و هنا كانت المفاجأة… التي فتحت لها الباب هي رغد… كانت ترتدي قميص نوم قصير للغاية و مفتوح…
* في حد يصحي حد في الوقت ده ؟ ايه ده ؟ رهوف ؟! كنت مفكرة انك جرسون…
‘ انتي بتعملي ايه هنا ؟ و في اوضة يحيى… انتي ايه اللي جابك ؟
* لقيتك اهملتي جوزك… قولت انا اعوضه…
اتصدمت رهف مما سمعته… دفعتها بقوة و دخلت… تفاجئت مما رأته… رأت الغرفة مليئة بالشموع و الورود و هناك زجاجتين خمـ,ـرة على الطاولة… وجدت يحيى نائم على السرير و هو عا*ري الصدر… سقطت باقة الورد من يدها و وقعت على الارض… لم تبعد عيناها من عليه و سقطت دمعة من عيناها… ولا تصدق ما تراه… تقدمت منها رغد نظرت لها بسخرية و قالت
* زي ما انتي شايفة اهو… نايم زي القتـ,ـيل… أصل ليلة امبارح كانت متعبة اوي بس خطيرة… و هو عمل مجهود كبير ف اهو رايح في النوم… شكله كيوت و هو نايم… لكن جواه وحش كبير… تعبني اوي يا رهف… قومت بالعافية من جمبه عشان افتحلك…
‘ مستحيل… مستحيل يحيى يعمل فيا كده !
* بس اهو عمل… بجد انبسطت معاه اوي… و هو كمان انبسط مني اوي… تعرفي قالي ايه امبارح و انا في حضنه ؟ ( همست في اذنها و اكملت ) قالي ياريت رهف تتعلم منك و يبقى فيها انوثة زيك… اصل في غيابك انا راضيته اوي…
نظرت لها بغضب و بحركة سريعة صفعـ,ـتها بقوة على وجهها !!

يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية شخص آخر)

اترك رد

error: Content is protected !!