Uncategorized

رواية الدبش اللي خطفت قلبي الجزء 2 الفصل السادس والعشرون 26 بقلم نرمينا راضي

 رواية الدبش اللي خطفت قلبي الجزء 2 الفصل السادس والعشرون 26 بقلم نرمينا راضي

رواية الدبش اللي خطفت قلبي الجزء 2 الفصل السادس والعشرون 26 بقلم نرمينا راضي

رواية الدبش اللي خطفت قلبي الجزء 2 الفصل السادس والعشرون 26 بقلم نرمينا راضي

في مكتب المحاماه الخاص ببـاسم وتلك الحيٌه 
…… 
تملكت منه الحَيْرَةٍ فشعر بإنقباض في صدره… وضيق في نفسه..أوصله للسآمة والضجر.. إذ تُغلف الكآبة وجه رجل القانون العاشق والمخلص لنورهِ واحتل قلبَه الحزنُ فور سماعه لهُتاف تلك الحيه اللعينه.. واستولي على عقله اليأس..
تهاوى على مقعد مكتبه ثم وضع رأسه بين كفيه تحت نظرات ماجي الخبيثه والشامته..
شعر باسم بأن الأرض تضيق به رغم فساحتها.. وسجنه التردد في زنزانة الاختيارات المتعددة.. فيقف منها جميعًا موقف الخائف.. المضطرب..
ويمر الوقت وهو جالس في مكانه حتى إذا ما حاول أن يتخلص من هذه الحال المُضنية.. التي يقاسي آلامها.. لم يجد طريقًا إلى الخلاص
تنفس بغضب واسفر عن تنهيدة قلب طويله ثم هتف
— هتجوزك عُرفي لحد متخلفي وهاخده واطلقك ومش عاوز اشوف وشك تاني.. يإما قسماً باللي خلقني وخلقك ياماجي لألبسك قضيه وأوديكي في ستين داهيه… أبوكي نفسه مش هيعرف يطلعك منها… انا هاجي على نفسي وعلى مراتي عشان العيل اللي بينا ده ملوش ذنب 
ابتسمت الحيه ابتسامتها السامه بخفوت ثم همست باإستعطاف
— أنا تحت أمرك في أي حاجه تقول عليها ياباسم..أهم حاجه عندي اللي في بطني
نظر لها باسم باإحتقار ثم تمتم
— اتفووو وسسخه حقييره
تنهّد بغضب ليقوم بعد ذلك بإستشاطه وضجر متجهاً للخارج مردفاً بلهجه آمره
— ورايا يازفته 
هرولت ماجي ورائه وهي في قمة سعادتها..فما أرادته تحقق الآن..وهذا المسكين صار إحدى ألاعيبها..
ركب السيارة سوياً..ليقودها باسم لإحدى الأبراج السكنيه 
وصلا للبرج ونزل باسم وهو يزفر بضيق..آمراً ماجي أن تسير ورائه..فكانت تجهد في محاولة إخفاء ابتسامتها الخبيثه وشعورها بالإنتصار 
صعد كلاهما لإحدى الشُقق..ثم أخرج باسم مفتاح من جيبه وفتح لها الباب هاتفاً بغضب
— غووري من وشي
ماجي بعدم فهم
— قصدك أدخل
صرخ بها
— متخلصي ياااروووح أمممك ماانتي عاارفه إحنا جايين هنا لييه 
دلفت ماجي على الفور للداخل خوفاً من غضب باسم..
دخل باسم هو الآخر ثم أغلق الباب ليتجه لها قائلاً بإشمئزاز
— الشقه دي ملكي برضه كنت فاتح فيه مكتب قبل كده…إنتي هتفضلي هنا لحد متتزفتي تولدي..ومفيش خروج نهائي ولاحتى تستخدمي التليفون..وأي حاجه تحتاجيها كلمي البواب يجبهالك
أنهى حديثه ليتجه خارجاً من تلك الشقه التي شعر بكئابتها عندما دخلت تلك الحيه بها
استوقفته ماجي قبل أن يذهب لتردف بتساؤل
— هو إنتي مش هتجيلي خالص  !
باسم بسخريه
— أنا رايح أجيب المأذون يازباله وجاي 
ماجي بإيماء وطاعه مصطنعه
— ماشي ياباسم..خلي بالك من نفسك يابسومي 
كور باسم يده بغضب شديد..فهذا الإسم يخص نور قلبه فقط..
كز على أسنانه بغيظ ليهتف
— من هناااا ورااايح تقوليلي يابااشاااا..إسممي ميتنطقش على لسااانك القذررر دده…ساااممععه
ماجي بإيماء وخوف حقيقي 
— أنا اسفه يا باسـ…قصدي…قصدي ياباشا 
رمقها باسم من رأسها لأسفل قدميها بإحتقار ثم تركها وذهب قاصداً المأذون..
بعد أن ذهب باسم..أخرجت ماجي هاتفها على الفور وهي تبتسم بوقاحه وخبث…ثم أجرت إتصالاً بشخص تعرفه جيداً
ماجي بفرح
— خلاص ياهادي..هتجوزه..راح يجيب المأذون..خطتنا نجحت 
هادي بتلعثم 
— اييه..بجد..يعني خلاص..هتجوزيه 
ماجي بإيماء وفرح شديد
— ايواا واعترف بااللي في بطني كمان 
هادي مبتسماً
— لاا دماغ صاحيه مش بتنام فعلاً…طيب عيشي انتي بقاا ومتدوشنيش اتصالات كتير عشان أنا في البار  …يلا سلام 
أغلقت ماجي الهاتف ثم حذفت سجل المكالمات جميعها..
وبعد نصف ساعه جاء باسم بالمأذون وحارس البرج وابنه..ليشهدوا على تلك الزيجه المشؤمه 
تم عقد القران ورحل المأذون والحارس وبقى باسم وتلك الحيّه 
هتف باسم وهو يولي لها ظهره
–لو شميت خبر إن حد عارف بالحمل الزفت ده..ساعتها مش هتردد لحظه اقتلك واقتله 
ماجي بدموع مصطنعه
–معقول ياباسم هتسيبنا لوحدنا تسع شهور..طيب مش هتيجي تزورني على الأقل كل شهر مره..أو حتى اعدل بيني وبين نور 
احتقن وجه باسم بغضب شديد فور سماعه لتلك الكلمات اللعينه…كور يده بغضب ثم بسطها..ليهوي بصفعه قويه على خداها جعلتها تصرخ من الألم 
ماجي ببكاء حقيقي 
— انت بتضربني وأنا حااامل 
باسم بغضب وغيظ
— المره الجايه هقطع لسانك لو جبتي اسم مراتي عليه…واحده أخرها مستنقع زباله متقارنش نفسها بمراتي…نور مراتي جذمتها أنضف منك يارخيصه
ماجي بصراخ وغيظ
— حرااام عليييك ياباااسم…انت كدده مش بتعدل بينا وأناا مراتك زي زيها 
مسح باسم على وجه بعصبيه ثم هتف 
— أنااا مش معتررف بيييكي اصلاااا…أنااا مغصووب علييكي يازباااله…اللي جابرني أتجوز حقيره زيك..هي البلوى اللي في بطنك دي 
صمت ليخرج هاتف صغير من جيبه… تابع ببرود مميت
— التليفون ده أي مكالمه عليه متراقبه..ده اللي هتكلميني منه….هاتي زفتك تليفونك
في البدايه ترددت ماجي أن تعطي له هاتفها..فهي لم تظن أو تعتقد أن باسم سيعاملها كما لو أنها ليست زوجته…ولكن نظره غاضبه من باسم جعلتها تعطيه الهاتف على الفور…فأخذه منها ثم بصق في وجهها مردفاً بإشمئزاز
— انتي اللي زيك حلال في الدبح 
تركها باسم ليخرج من الشقه بالكامل ثم أغلق الباب ورائه..وجعل المفتاح بحوزة الحارس حتى إذا احتاجت شئ..
استقل باسم سيارته قاصداً شقته التي تقطن بها نور قلبه..
ظل طيلة الطريق شارد الذهن حزين القلب نادم بشده على مافعله…ولكنه خاف الله في ذلك الطفل…لذا لم يكن لديه مخرج سوا أن يتزوجها سراً ويعترف بحملها..
كم تمنى لو أن يكون ذاك الطفل من نوره وليس من تلك الحيه..ولكن أقدارنا ليست من صنعنا..
وصل باسم لشقته ثم طرق الباب بهدوء وهو مازال شارداً فيما حدث منذ قليل..
لحظات وفتحت له نور وهي تتوارى خلف الباب وتحني رأسها قليلاً وعلى فاهها ترتسم أجمل ابتسامه رقيقه تجعل قلوب أعته الرجال تنبض بالعشق..
دلف باسم وهو يبتسم بهدوء..بينما نور بادلته الإبتسامة بعشق واشتياق..فظهرت أمامه بكامل زينتها..
كانت ترتدي فستاناً من اللون الأسود الرقيق..بالكاد يصل لمنتصف فخذيها..له فتحة صدر طويله أبرزت عن إشراقة ونعومة جسدها..بربطة رقيقه من على خصرها وله كُمٍ واحد أما ذراعهها الآخر تركته متعري…بالإضافه لشعرها الكستنائي الذي جمعته في شكل كعكة كبيره بها تشكيل رقيق طفيف..واسدلت خصلتين على جبينها.مع أحمر الشفاه القاتم ..فبدت مستعده لمنافسة أجمل إمراءه في العالم..
تأملها باسم للحظات من رأسها لأسفل قدميها..مندهشاً من تلك التي بدت كالحوريات بل وأجمل بكثير..
لم تتردد نور لحظه واقتربت منه ثم طبعت قُبله على خديه لتبتعد هامسه باابتسامه رقيقه
— كل سنه وإحنا مع بعض 
قضب باسم جبينه متسائلاً
— وانتي معايا دايما ياحبيبتي..بس بمناسبة إيه 
نور برقه وهي تحيط رقبته
_ بمانسبة إن انهارده هنتم سنه من جوزانا..إنهارده اليوم اللي اتكتبت على اسمك فيه وبقيت مراتك وحبيبتك 
صفع باسم جبينه متزكراً
— اااخ..اسف ياحبيبتي..الشغل واخدني شويه فنسيت..بس ايه الجمال ده..مش نبطل نحلو بقا 
احتوت نور وجهه برقه لتطبع قبله رقيقه اعلى انفه
— عذراك ياحبيبي… تابعت وهي تضحك برقه ومزاح 
— هههه انا طول عمري حلوه.. احمم.. بس انهارده بقا ليك عندي بدل المفاجأه مفاجأتين..
باسم وهو يحيط خصرها مبتسماً بحُب 
— ايه هما يانوري 
جذبته نور من يده برقه..ثم دلفت به لغرفه واسعه مظلمه لتقوم بإحضار شريطه سوداء ثم وقفت على أطراف أصابعها لتغطي عينه بتلك الشريطه فاابتسم باسم لفعلتها..
سارت به وهي تمسك بيديه لتجعله يجلس أمام منضده متوسطه بعض الشئ..
ثم أشعلت الضوء ورفعت الشريطه عن عينيه..فااتسعت عين باسم باإنبهار وشهق بدهشه عندما رأي المنضده عليها ثلاث كعكات كبيره..واحده على شكل سرير طفل..وأخرى عليها حذاء من الحلوى  والثالثه لإمرأه حامل..
ظل باسم يرمش بأهدابه عدة مرات مازال غير مستوعباً مايراه..
التفت لنور ورائه..فوجدها تبتسم له بعشق..جذبها باسم من خصرها ثم اجلسها على فخذيه..ليداعب وجنتيها بأنامله هامساً بدهشه
— أنا مش مستوعب اللي شايفه..هو..هو فيه ايه 
وضعت نور قُبله على جبينه ثم أخذت علبة حمراء صغيره على المنضده..لتعطيها لباسم قائله بعشق
— افتحها
نظر باسم للعلبه بدهشه ثم نظر لنور..ثم أعاد النظر للعلبه…
فتحها ببطئ..فااتسعت عينيه بدهشه أكثر والتمعت بمقلتيها لمعة الفرح والحُب…فقد كان موضوع بالعلبه اختبار حمل إيجابي
أخذ باسم الإختبار وظل ينظر له غير مستوعباً بعد
..همست نور بجانب أذنيه
— مبروك..هتبقى احسن أب في الدنيا 
رمقها باسم بدهشه للحظات…ثم هتف بتلعثم
— أناا…أناا هبقا أب  !!..انتي…انتي حامل يانور!!
نور بإيماء وفرحه شديده
— ايوه ياباسم..حامل…نور حبيبتك بقا في بطنها بيبي منك ياباسم 
وضع باسم يده برقه على بطنها..وظل يمسد عليها للحظات برقه…ثم نظر في أعين نور بقوه..لتتفاجئ نور بجذب باسم اليها وادخالها في صدره بشده ومن ثم أجهش بالبكاء
عقدت نور حاجبيها بتعجب متسائله
— انت..انت مش مبسوط
همس باسم من بين بكائه
— أنا أسعد إنسان في الدنيا يانور..الحمدلله أنك قولتيلي في الوقت المناسب..أنا كده هعرف أصلح غلطي
نور بدهشه
— تصلح غلطك.!…أنا مش فاهمه حاجه ياباسم 
ابتعد باسم عنها ليمسح دموعه بقوه وهو يبتسم بسعاده هاتفاً
— بعشقك والله العظيم بعشقك…أنا مش عايز عيال غير منك انتي يانور…مش عاوز أخلف غير منك…أنا بحبك اووي..والله محبيت غيرك…استحاله أجيب عيال من واحده تانيه
نور بدهشه شديده
— قصدك ايه بالكلام ده  !
استوعب باسم أخيراً ماقاله…فهتف بتأتأه
— أنا..أناا..يعني…
تنفس باسم بعمق متابعاً
_بصي أعتبريني ماقولتش حاجه..انا مبسوطه دلوقت وحاسس إن هطير من الفرحه…فاأرجوكي يانوري متحاسبنيش علي أي كلمه قولتها دلوقت 
نور بإيماء وتعجب
— حاضر ياباسم 
جذبها باسم لأحضانه يعانقها بتلهف وحُب وسعاده شديده لم تكن في الحسبان
فماذا سيقرر باسم أخيراً بشأن الحيّه  !!؟
—————————–
استقلت دنيا أحد القطارات المتوجه ناحية الصعيد..تحديداً محافظة المنيا 
كان القطار مذحماً ولم يكن يوجد غير مكاناً واحداً بجانب شيخاً كبيراً يتلو في كتاب الله 
جلست دنيا بجانبه ومازال الخوف يأكل قلبها من تركها للبيت بدون علم أحد 
توقف القطار بأحد المحطات..فعم الهدوء قليلاً وبدا صوت الشيخ عالياً وهو يتلوا 
” قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم (الزمر: 53
ظلت دنيا تختلس النظرات لتلك الأيه…فلاحظ الرجل ذلك…أعطاها المصحف وهو يبتسم قائلاً
— خدي يابنتي…ريحي قلبك شويه 
رمشت دنيا باهدابها ثم قالت بخجل
–شكراً لحضرتك 
أومأ لها الرجل مبتسماً..بينما دنيا ظلت تردد تلك الأيه تحديداً وكأنها بها رساله لها من المولى عز وجل..
رق قلب دنيا ولم تستطيع الصمود..فاغلقت المصحف ثم وضعت وجهها بين كفيها وظلت تبكي بحرقه ومراره 
شعر الرجل الكبير بالأسى نحوها..فأردف بهدوء
–لما تقرأي كلام ربنا وتوصل بيكي المرحله انك تعيطي…فاأعرفي إن ربنا حط في قلبك الخشوع ودي حاجه كويسه معظمنا للأسف مفتقدها
مسحت دنيا دموعهها لتجيب بحزن 
— هو إزاي أعرف إن ربنا راضي عني 
ابتسم الرجل بعفويه ثم قال بهدوء ولُطف
—  أول علامات رضا ربنا على العبد هي الابتلاء
رمقته دنيا بدهشه…فتابع الرجل باابتسامه مشرقه
—  لما ربنا يبتلي العبد بمصيبه..مش دايماً بتبقا غضب من ربنا..
شوفي يابنتي في حديث لرسول الله –عليه أفضل الصلاة والسلام- بيقول إيه 
« إذَا أَحَبَّ اللَّهُ تَعَالَى عَبْدًا صَبَّ عَلَيْهِ الْبَلاءَ صَبًّا، وَسَحَبَهُ عَلَيْهِ سَحْبًا، فَإِذَا دَعَا قَالَتِ الْمَلائِكَةُ: صَوْتٌ مَعْرُوفٌ، وَقَالَ جَبْرَائِيلُ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ: يَا رَبِّ عَبْدُكَ فُلانٌ، اقْضِ لَهُ حَاجَتَهُ، فَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: دَعُوا عَبْدِي، فَإِنِّي أُحِبُّ أَنْ أَسْمَعَ صَوْتَهُ»
يعني ببساطه كده مش عشان ربنا بيأخر دعواتنا يبقا مش هيستجاب ليها ومبيحبناش…لاء..ربنا بيشوف أكتر واحد من عباده صبور وبيحاول على قد مايقدر يرضي ربنا..فيقوم ربنا يبتليه بأي مصيبه مهما بلغت حجمها…فيقوم العبد ده يفضل يصلي ويدعي إن ربنا يرحمه من اللي هو فيه…هو بيبقا فاكر إن ربنا مبيحبوش عشان مبيستجبش لدعائه…بس ربنا بيحب يسمع صوته وهو بيدعي..بيحب يشوف عبده صبور…ربنا رحيم بينا يابنتي…ومن رحمته إنه مبيردش ايد اترفعتله أبداً…ياإما بيأخر دعائك لحاجه اكبر في الاخره.. أو ميستجبش للدعاء لو فيه شر ليكي.. ويبدلوا بالخير 
ابتسمت دنيا نصف ابتسامه فقد شعرت بالراحه قليلاً… أردفت بتساؤل
— أنا سمعت إن اللي ربنا بيحبه بيحبب فيه خلقه.. بس أنا محدش بيحبني… حتى ماما وبابا زهقوا مني عشان متجوزتش لحد دلوقت 
أجاب الرجل مبتسماً 
— مفيش أهل بيكرهوا عيالهم مهما حصل… الضنا غالي والله.. التمعت عين الرجل بالدموع.. فمسحها سريعاً.. ثم تابع
— الاهل بيكرهوا وينتقضوا أسلوب وافعال عيالهم.. لكن مش بيكرهوهم هما… وبعدين ربنا بيحبك وبيحبب فيكي خلقه.. والدليل إن القطر مليان شباب مش كويسه.. ولحسن حظك إنك لقيتي مكان جنبي وانا اعتبرتك زي بنتي… فـ دي علامه من علامات لطف ورحمة ربنا بيكي وانتي مسافره في وقت ليل زي ده.. ودوري بعقلك كويس هتلاقي ناس كتير بتحبك وعاوزاكي
هنا تزكرت دنيا على الفور وائل… وكيف أنه لم يتخلى عنها حتى بعد ماعرف حقيقتها… ولكن لما أراد الإبتعاد الآن وهي تعلم جيداً أنه يحبها؟ لما لم يهاتفها!؟ لما لم يسأل عليها منذ عدة ايام!؟ 
معقول أن يكون والدها على حق ووائل قد تخلى عنها بالفعل  !!؟… لا تعلم.. هي فقط تريد الرحيل والإبتعاد عن الجميع.. 
التفتت دنيا للرجل لتهتف مبتسمه
— أنا لازم أصبر على كل المحن اللي بمر بيها.. لو ربنا ابتلاني عشان بيحبني..فأنا حبيت البلاء ده وراضيه بيه ومستعدة أصبر عمري كله 
الرجل بإيماء وابتسامه صافيه
— ربنا يبارك في عمرك يابنتي… 
صمت ليتابع متسائلاً 
— ليكي قرايب مين في المنيا؟ 
توترت دنيا من سؤال الرجل.. أجابت بتردد
— هو… هو الصراحه أنا ركبت القطر بالصدفه ومعرفش ركبت ليه واشمعنا المنيا… بس أنا مليش حد وكده.. وكنت نازله من السفر ورايحه لعمتي في سوهاج بس اتصلت عليها لقيتها عزلت وقعدت مع مرات ابنها وأنا مينفعش اقعد معاهم…فلاقيت نفسي بركب للمنيا
أدعت دنيا ذلك حتى لايشك الرجل بها ويبلغ عنها أنها هاربه من أهلها..
أومأ الرجل متحدثاً بلطف
— بيتي مفتوحلك يابنتي 
رمقته دنيا باإندهاش…فتابع الرجل 
— متخافيش مني…أنا كان عندي بنت زي الفل زينة البنات..بس شاء الله وماتت في حادثه…ومخلفناش بعدها أنا ومراتي…فعايشين لوحدنا…تعالي اقعدي معانا واعتبري نفسك من انهارده احنا اهلك وأنا ابوكي 
شعرت دنيا بالسكينه والراحه…ظلت لدقائق تفكر..حتى وقف القطار عند إحدى محطات محافظ المنيا..ووقف الرجل متهيباً للنزول…فوقفت دنيا هي الآخرى وتناولت حقيبتها في يديها ثم قالت للرجل وهي تبتسم بإطمئنان
— أنا هاجي مع حضرتك 
أجاب الرجل بعفويه 
— بلاش حضرتك…خليها بابا
فماذا سيكون مصير دنيا مع تلك العائله الكريمه وهل سيجدها وائل أم سيرسم القدر لدنيا طريقاً آخر  !!؟
_________________________
بداخل فيلا عمر..تحديداً في غرفة الخدم
…..
فقد عمر الوعي من لكمات يوسف القويه..بالإضافه لجرحه البارز والذي أخذ ينزف بكثره…ظل هكذا وحيداً بدمائه ليس حوله أحد…إلا أن مرت نصف ساعه حتى جاء حارس الڤيلا..
شهق الحارس بفزع وقام على الفور بمحادثة المشفى الخاصه بعمر..
جاءت سيارة الإسعاف ونقلت ذاك الآفعوان الفاقد للوعي…وأثناء نقل جسده لامست قدماها احدى الأسلاك الكهربيه.. فاانتقض جسد عمر وارتطم بالحائط بقوه…ومن حسن حظه أن الحارس كان متتبهاً وازاح السلك بعيداً بمقبض من الخشب.. وإلا كان عمر في عداد الموتى الآن 
“وهذا هو عدل الله أن يجعله يرتوي من نفس الكأس… صبراً جميلاً أيها الافعوان… أنت لم تنل جزائك بعد وهذه فقط مجرد البدايه..” 
تما إن وصل للمشفى..انتشر الخبر سريعاً وتجمع حوله الناس والصحفيون 
قام الأطباء بإسعافه على الفور لتضميد جرحه..حيث بدت حالته حرجه بعض الشئ فوضعوا له محلول وجهاز تنفس..وتاكدو من سلامة النبض…بعد أن تم تخييط جرحه وإسعافه جيداً من قبل طاقم أطباء من أفضل الأطباء المصريين…ولم يبذل الأطباء هذا المجهود من أجل اسم عمر أو المشفى خاصته…ولكن لضمير مهنتهم كطبيب لديه ضمير وشرف..
تم نقل عمر لغرفه آخرى…ولف الطبيب لاصقه بيضاء عريضه حول رأسه…بسبب جرحه الغائر في جبينه إثر اللكمات القويه التي نالها من صاحب العضلات الضخمه..
ظل حارس الفيلا بجانب سيده إلا أن يفيق…
——————————
في شركة الرفاعي
…. 
— مااشي..أنا بقا اللي هفضحك إنتي والكلب اللي معاكي ده
قالها مهاب بغيظ وتوعد شديد وهو يصتنت لحديث هنا وذاك الوقح الذي يدعى قاسم الجوهري 
إختبئ مهاب سريعاً عندما رأهم قادمان نحوه..
  خرج قاسم ومعه هنا من الشركه..يتبعهم مهاب بحذر..
ركب الإثنين السياره الخاصه بقاسم..وكذلك مهاب استقل سيارته ليتبعهم متمهلاً حتى لا يروه..
بعد نصف ساعه من القياده..توقفت سيارة قاسم أمام أحد الأبراج السكنيه المتوسطه…ورغم مستوى المادي الميسور لقاسم إلا أنه إختار أماكن عشوائيه للسكن حتى يشبع رغباته في الخفاء وبدون ملاحظة أحد..
ولكن مهلاً..مهاب ايضاً كان من نفس هذا المستنقع قبل أن يتوب…أي أنه لن يستطيع اللعب مع مهاب مهما فعل..!
تريث مهاب في سيارته قليلاً..وظل يراقبهم من مرءاة السياره…بينما صعد قاسم لذلك البرج السكني…مصطحباً “هنا” بيده..
تأكد مهاب من دخولهم للبرج..ففتح باب سيارته…ثم سار ببطئ وثقه مرتدياً نظارته الشمسيه.. حتى لايشك به أحد..ومن ثم استفسر من حارس البرج عن رقم شقة قاسم بحجة أنه صديقه…فرمق الحارس مهاب بسخريه مردفاً
— وانت بقا ياباشا اللي عليك الدور تكيف معاه هو والحته اللي جايبه في ايده دي..ولا عاوزه فعلاً في مصلحه 
مهاب بغضب
— احترم نفسك ياراجل انت..مسمحلكش تكلمني بالوقاحه دي 
لوح الرجل بيده بعدم اهتمام قائلاً
— احترام ايه يابيه…حد يعرف قاسم الجوهري ويبقا محترم…ده مشوه سمعة العماره ومحدش عارف يمشيه منها…كل يوم مع واحده شكل 
نظر له مهاب غير مستوعباً ماسمعه..شعر بالغيره تتغلل قلبه..فهتف بغيظ 
— واللي طلعت معاه دلوقت..جات قبل كده 
الحارس باإيماء
— ايوه يابيه…بس في مره كانت الساعه واحده بالليل…وشفتها نازله تجري من العماره وبتعيط..وقاسم بيه جرى وراها وجرجرها من شعرها لفوق تاني ومحدش قدر يتكلم…
صمت ليتابع بتفكير.. 
–ومره تانيه كان هو سبقها لفوق وهي طلعتله بعد نصايه كده وكانت في ايدها شنطة سوده..حتى بأماره الشنطه وقعت منها وكانت مفتوحه وفي ورق كتير وقع ع الأرض وأنا لميته معاها..وهي ياسعادة البيه كان باين عليها التوتر والخوف وهي بتلم الورق ولما لاقيتها خايفه كده قلتلها أنا جاهل..لامؤاخذه يعني لابعرف أكتب ولاأقرأ…فااطمنت شويه…بس فيه ورقه نست تاخدها بعد مطلعت… وأنا خدتها حطتها في جيبي وكل اما افتكر ادهالها بنسى…متاخدها إنت تدهالها يابيه طالما تعرفهم..
مهاب بإيماء
— اممم ورقه…طيب…تمام هاتها 
أعطاه الرجل الورقه فأخذها مهاب ثم دسها في جيبه دون أن يعرف مابها  !
..
صعد للأعلى حيث شقة قاسم…طرق الباب بهدوء كأنه ضيف..ثم توارى سريعاً 
بداخل الشقه..كان قاسم يقف أمام الثلاجه وبيده كأس به قطع ثلج ونصف ليمونه..ثم أخذ زجاجة الشمبانيا من الثلاجه ليقفلها بقدمه وهو يبتسم بخبث وسخريه..
صب الكأس لنفسه ثم جلس على أحد المقاعد واضعاً قدم فوق الآخرى..ليهتف بوقاحه وهو يتأمل جسد “هنا” بااستمتاع
— انهارده عاوزك تغيري الاغنيه…يعني…اممم…ممكن ترقصيلي على..دي بت حلوه…ياحلوه انتي 
رمقته “هنا”بغيظ…ثم اتجهت لترفع صوت الكاسيت على تلك الأغنيه المبتذله..
كادت أن تفعل ما أصرت عليه…ولكن سمع كلاهما صوت طرقاتٍ على الباب
نظرت”هنا” لقاسم بتوتر..وكذلك بادلها قاسم النظرات بقلق…فلم يقطع خلوتهم أحد من قبل ولا أحد يعلم بتواجدهم معاً..أو حتى يعلم بمكان تلك الشقه..
أشار قاسم لـ “هنا” بأن تختبأ في إحدى الغرف حتى يرى من الطارق..
بالخارج رنّ هاتف مهاب…فكتم الصوت سريعاً..ثم قبل أن يفتح قاسم  كان قد نزل مهاب للأسفل..
انتبه مهاب لإضاءة الشاشه باإسم عمر..فقضب حاجبيه بتعجب…ثم أجاب
— ايوه ياعمر
…..
على الطرف الآخر 
كان قد طلب عمر أن يجري مكالمه…فأعطى له الطبيب الهاتف 
تناوله عمر بتعب شديد..ووجد نفسه يكتب رقم مهاب…
عمر بتعب 
— تعالالي المستشفى الخاصه بتاعتي بسرعه 
مهاب بقلق 
— مالك ياعمر…في ايه…ايه اللي حصلك
عمر بتعب وأنين
— مش قادر أتكلم..اخلص تعالى 
أغلق عمر الهاتف بينما مهاب شعر بالخوف الشديد على ذاك المتعجرف صديقه..
استقل سيارته ليقودها بأقصى سرعه متوجها للمشفى الخاصة بعمر…وفي نفس الوقت..قاد باسم سيارته مسرعاً أيضاً تجاه مشفى عائلتهم الخاصه بعد أن هاتفه الطبيب واخبره عن حالة أخيه..
——————————
في الجهه الآخرى..في مستشفى حكوميه
حمل وائل يمنى بحذر فقد كانت فاقده الوعي…ثم أسرع بها للداخل وهو يصرخ بالممرضين
— دكتووووره…عاااووز دكتووووره حااالاااا
هرولت الممرضه اليه وهي تقول بتوتر من صراخ وائل
— مفيش دكاتره ستات انهارده 
وائل بصرااخ
— يعنيي ايييييه…اختتي مفيييش راااجل هيلمسهاا اتصرفووا لاأبلغ عن قلة ضمييركم 
الممرضه بإيماء وخوف
— طيب..طيب…دخلها الأوضه دي وأنا هكشف عليها..أنا بقوم بعمل الدكاتره هنا…ثق فياا 
وائل بنفي
— لاااء…أناا دكتوور…خلااص  هعاالجهاا أناا بس وفرولي الأدويه 
الممرضه بموافقه 
— عنيااا..حااضر يادكتوور
قام وائل بوضع شقيقته على فراش المشفى بحذر ثم غطاها حتى لايظهر من جسدها شئ أمام يوسف…على الرغم من أنه حملها…ولكن حينها كان الموقف حرج ولايستدعى التردد 
أحضرت الممرضه محلول كما أمرها وائل..قام بتعليقه لها..
بينما يوسف نزع قميصه وقطعه نصفين ليجعل نصفه على هيئة وشاح ثم أعطاه لوائل مردفاً
— غطي شعر اختك 
رمقه وائل بدهشه..فلم يكن منتبهاً أن يمنى متعرية الرأس…بينما يوسف بقي بملابسه التحتيه “فانيله”
داعب وائل وجنتي يمنى المتورمتان إثر صفع عمر الشديد لها…احتقن وجهه من الغضب ليهتف بتوعد
— وأقسم بالله لاربيك ياعمر..
التفت ليوسف ليتابع بحنق
— اول ماتفوق هناخدها عالقسم عشان تأكد ان جوزها اللي ضربها ده غير الكشف الطبي اللي هعملهولها…أنا هوديه في داهيه
يوسف بذكاء
— اهدى وفكر…جوز اختك مش سهل..نظرة عينيه كلها غموض…زي مايكون وراه حاجه مستخبيه…حاجه غامضه صعب حد يوصلها بسهوله…أناا اه قدرت عليه وضربته…بس الضرب ميجيش حاجه قصاد دماغ محشيه سم..دماغ تهد الكره الأرضيه دي لو فكرت..
تنفس وائل بغضب ثم صاح
— هو انت بتخوفني يايوسف! أناا مبخاافش..وهعمل اللي في دماغي وهاجبلها حقها تالت ومتلت..وبكره تشوف…لأن دي مش اول مره يضربها الضرب الغبي ده…دا خلى كرامتها بسوى التراب ياعم..بس عاارف…العيب على اختي برضو…هي اللي سامحته مره واتنين وتلاته لحد مركب ودلدل رجليه 
يوسف بإمتعاض
— لو تعرف تجبلها حقها كنت جبته من أول مره مد ايده عليها…لكن انت عمرك مهتشتكيه في القسم..لأنك عارف مركزه كويس..وعارف هو يقدر يعمل ايه فيك انت واهلك…وبرضو عارف ان هيقدر ياخد اختك بالعافيه 
وائل بدهشه
–هو انت معايا ولا معاه!
ضحك يوسف بخفه ثم هتف بذكاء الذئب
— مش دي الحقيقه ولا أنا بكذب…المهم سيبلي انا الموضوع ده وانت خد اختك لما تفوق و روح 
وائل بنفي وتصميم
— لااء…المرادي هخدلها حقها بجد حتى لو فيها موتي…وانت هتعمل ايه يعني يايوسف…انت مش شاطر غير تضرب وخلاص 
قهقهـ يوسف بصوت رجولي مردفاً
— بس ايه رأيك…كنت جامد مش كده 
رمقه وائل بغيظ هاتفاً
— ده وقت هزاار يارخمم انت 
صمت ليتابع بإهتمام
— مش ناوي تفوق لنفسك بقا يايوسف وتسيب مارينا تروح لاهلها…زمانهم دايخين عليها 
خفق قلب يوسف فور سماعه لإسم فريسته…شعر بنار الشوق تشتعل بوتينه..
هز يوسف رأسه بنفي ليجيب مبتسماً برضا 
— أنا فعلاً بحاول أفوق ياوائل…ومارينا هي السبب إن افوق لحياتي…مش سهل عليا أسيبها تمشي ياوائل…مش متخيل إنها تبعد ثانيه عني…حبيت حياتي لما هي دخلتها..بقيت أحس بالحنان والحب وهي جنبي…نفسي أعمل أي حاجه عشان اشوفها فرحانه 
وائل بنصف ابتسامه
— انت حبيتها يايوسف  ؟! 
أطرق يوسف رأسه وهو يبتسم بحزن وسعاده في نفس الوقت..ليجيب بهدوء
–مبقتش قادر أستغنى عنها…مش متخيل حياتي  من غيرها هتبقا عامله ازاي…اتعودت على وجودها لدرجة إني عندي استعداد أفضل ابصلها أربعه وعشرين ساعه ومحسش بملل…بحسها الملجأ والحضن بتاعي…نفسي أعمل اي حاجه عشان ارجعها تضحك من قلبها تاني..عاوز اعوضها عن كل الوحش اللي عملته فيها…قررت أتغير واتعالج عشانها…عشان أخد بالي منها كويس…ببساطه كده مارينا برضاها..غصب عنها..هي ملكي لحد مالقيامه تقوم..
تأمله وائل للحظات ثم أجاب 
— بس ده حب تملك…انت كده بتقول أنك حتى لو محبتهاش..مش هتسيبها لحالها برضو..حب التملك ده وحش يايوسف…بلاش السكه دي مع مارينا بالذات…مارينا شافت واستحملت كتير 
اسفر يوسف عن تنهيدة وجع طويله مردفاً
— غصب عني…أنا بقيت حاسس إني مريض بمارينا…مش قادر ياوائل…صدقني مش قادر أبعد عنها…أنا الاول خالص لما كنت فاكر انها بتحبك..كنت غيران عشان بتحبك انت مش عشانها هي…يعني هي مكنتش في دماغي اصلا…وقررت اتجوزها يومين وبعد كده ارميها في الشارع…بس مكنتش اتوقع أبداً إن يحصل اللي حصل واتعدى عليها..مره…واتنين..
وائل بمقاطعه وغضب
— ولما حصل وحضرتك اغتصبتها حتى لو غصب عنك ومش في وعيك…قمت شيلت ايدك من عملتك…وقولت مليش دعوه…ومش هتجوزها صح!
يوسف باابتسامه مكسوره
— ولو قلتلك إن مستعد دلوقت اروح الكنيسه اتجوزها..هتصدقني!…وائل انا عاوز اعيش حياه مستقره…عاوز أخلف من مارينا…عاوزها هي تبقا أم عيالي…أي نعم هي لسه سنها صغير…بس والله هاخد بالي منها وأشيلها في عيني…وهحاول على قد مااقدر إن اعوضها عن كل ثلنية حسيت بيها بالنقص والوجع 
وائل بإيماء وحزن 
— أتمنى يايوسف…أتمنى فعلاً…تكون قد كلامك وتصلح غلطتك 
يوسف بإيماء وتصميم
— هتجوزها…هتجوزها ياوائل…حتى لو غصب عنها
رمقه وائل بغيظ ثم صاح به بغضب شديد
— هو إنت كل حاااجه عنددك عااافيييه…مااريناااا صغيييره يااايوووسف…براااحه عليهاااا شووويه…خددد الأمووور براااحه مش عاافيه هياا انت مش دااخل خنااقه 
يوسف بغضب هو الآخر
— متعلييش صوووتك ياواائل…ده طبعي ومش هغيره…سميه تملك..سميه فرض سيطره…سميه صك ملكيه…سميه زي ماتسميه…بس برضو مش هسيبها لغيري ياوائل…على جثتي لو مارينا بقت لغيري….اللي يفكر بس يمس شعرايه منها…هشرب من دمه…انت فااااهم ياواائل 
نظر له وائل بااستنكار ثم أعطاه ظهره…ليمسح على وجهه بتعب…لحظات وشهق بقلق متزكراً دنيا 
— انااا ازاااي…ازاااي نسييت ميعااد قرااية الفااتحه
يوسف بتعجب
— فااتحه  !! هو حد ماات عندكم ولاايه!
وائل بدهشة
— ايه اللي انت بتقولو ده…بعيد الشر..انا بتكلم على خطوبتي بدنيا…قراية فتحتي على الدكتور دنيا 
اتسعت عين يوسف بدهشه ثم هتف بمزااح 
— اووباااا…العببب…يااحظظك يااض يااقنفد..بقااا الدكتووره التنكه حنت…والله كبرت وهتجوز ياض ياوائل 
وائل بضحك رغماً عنه
— اخرس يامهزق..متقولش على مرات اخوك كده..وبعدين أعوذ بالله من عينك…ده انا مرارتي اتفقعت على مارضت عليا ووافقت أخيراً وابوها وافق الحمدلله
يوسف وهو يصفق بيديه ويصفر بقوه
— عندنااا فرررح..وهناااكل جااتووه…وااد ياواائل اناا بحبها بالشوكولاته…لو حتتي طلعت بالكريمه هعملك من وشك بوفتيك..سامع يااض
وائل وهو يضع يده سريعاً على فم يوسف 
— يخربيت شكلك..اسكت احنا في مستشفى…مش عيب اما نبقا شحطه ونصفر في المستشفيات زي المجانين كده..طب حتى عيب على كلية الطب اللي دخلناها 
يوسف بضحك 
— بقولك ياض ياقنفد…لو مكنتش انا اول المعازيم وخلتني أركب في عربية الزفه وازمر بيب بيب هفشكلك الخطوبه 
وائل بغضب مصطنع 
— هاخد منك مارينا 
ذاك الأحمق وائل لم يكن يقصد ذلك…هو فقط أراد استفزاز يوسف…ولكن الذئب لم يعجبه قول تلك الحماقه عن فريسته 
يوسف بغضب واذدراء وهو يجذب وائل من قميصه
— جرب تقول كده تاني وانا هوصلك لربك في اقل من عشر ثواني
وائل بتوتر وخوف قليلاً وهو يبعد يد يوسف الصلبه عنه
— خلااص اهدا..مالك كده..في ايه…مكنتش اقصد
يوسف بغيظ وغضب
— مارينا خط أحمرر…أي حااجه ملكي خط أحمرر يااواائل…ممنوع تجيب اسمها تاني على لساانك ولو على سبيل الهزار 
وائل بإيماء وحرج
— تمام يايوسف 
ظل وائل يتأمله بحزن بينما يوسف يبادله النظرات بغضب…إلا أن لانت ملامح الذئب فجذب وائل ليعانقه بشده…في بادئ الأمر تفاجئ وائل من ردة فعل صديق طفولته المتهور..ولكن استوعب وجوده بين يد صديقه الصلبه…فبادله وائل العناق ثم همس بمزاح
— برااح يافوزي هتكسرلي عضمي..انا مش قد عضلاتك
انفجر يوسف في الضحك قائلاً
— وحشتني أيامنا الحلوه ياقنفد…الله يجازي اللي كان السبب في تفرقتنا 
ابتعد وائل عنه وهو يضرب على صدر يوسف العريض بخفه وضحك
— وحشتني ياابو العيال…عضلاتك دي ولا سيلكون
في تلك اللحظه افاقت يمنى من اغمائها…فشهقت بدهشه 
— احيييه…شواااذ  !!
رفع كل من وائل ويوسف ايديهم بحركه مضحكه كتعبير عن البراءه قائلين في صوت واحد
— مظلومين والله ياأبلتشـــي..إنتي فاهمه غلط
ضحكت يمنى بتعب وقلة حيله ثم نظرت ليوسف بتعجب لتقول
— انت يوسف اللي كان بيجي عندنا واحنا صغيرين مش كده 
أومأ يوسف مبتسماً فتابعت يمنى بدهشه
— انت خالع هدومك وواقف بالفانيلا بس ليه..انت تبع اعلان قوطونيل…القطن المصري بيطور ولاايه النظام 
ضحك يوسف في صمت ولكنه تعجب من مزاح يمنى…كأنه يقول لنفسه..كيف لها أن تمزح وهي بتلك الحاله!؟ 
وائل بسعاده وضحك
__ حمدالله على سلامتك ياقلب اخوكي 
يمنى بتعب وهي تنظر حولها
— الله يسلمك ياوائل..هو انا فين…وعمر فين!
نظر يوسف وائل لبعضهما بتعجب…أردف وائل بغضب
— انتي لسه بتسألي عن الواطي ده بعد اللي عمله فيكي؟
رمشت يمنى بأهدابها عدة مرات تحاول تذكر ماحدث…التمعت عيناها بالدموع بعد لحظات من تذكرها للقسوه التي تلقتها على يد الرجل الوحيد الذي عشقته..هتفت ببكاء
— وااائل…عشان خاطري مش عاوزه ارجعله…روحني عند بابا وماما ياوائل…مش عاوزه اعيش مع الكائن ده تاني 
وائل بتهدئه وهو ينحني ليحملها
— اهدي ياحبيبتي…مستحيل ترجعي تعيشي معاه تاني لو عيط بدل الدموع دم….يلا يايمنى هروحك البيت وبابا لازم يعرف بكل حاجه عشان نحط حد للموضوع ده…وهعملك كشف طبي على وشك الوارم من ضرب الغبي ده ليكي 
يمنى بنفي وخوف
— لااا لااا ياوائل…بلااش كشف طبي…عمر مش هيعديها بسهوله وممكن يأذيكي…سيبني أنا اتصرف معاه 
وائل بغضب
— كفاايااا خووف منه بقااا…تولع السلطه والنفوذ اللي تخلينا بالجبن والخوف ده…هعملك كشف طبي يايمنى وهدخله السجن…عمر لازم يتربى ويعرف ان الله حق 
تدخل يوسف قائلاً بذكاء 
— أنا عندي فكره أحسن…من غير اساميكم ماتيجي في الموضوع خالص 
وائل ويمنى بلهفه
— ايه هيا؟
يوسف بخبث وتخطيط..فهذا الذئب ماكر للغايه
–هلبسه قضية مخدرات…ودي بقا مفيهاش لاسلطه ولانفوذ…يعنى مفيش حاجه هيقدر يتحامى فيها 
شهقت يمنى بخوف وارتباك 
— لااء…بـ…بلاااش…مش للدرجادي.. قول حاجه تانيه غير كده..
صرخ وائل بنفاذ صبر 
— انتتتي لسسسه بتخااافي عليييه…مااتفوووقي بقاااا 
يمنى بصراخ
— انتتت اللي تفووق…عمرر مش سهل عشاان نقف قصااده…أنااا هطلبب منه الطلاااق وخلااص 
وائل بتصميم
— وانتي عاارفه كويس انه مش هيطلقك بسهوله…وأناا استحااله اسيبك ترجعيلو تاني بعد البهدله دي…انتي مش لااقيه كراامتك في الشاارع 
تدخل يوسف ليهتف بهدوء
— ممكن تهدوا وتسيبوني اتصرف…يمنى..انتي زي اختي وحقك هجبوهلك لحد عندك…بس لازم تدوسي على قلبك المرادي وتفكري بعقلك…عمر لو بيحبك مكنش وصل علاقتكم للانهيار كده 
يمنى بتفكير ودموع
— اللي انتوا شايفينوا صح اعملوه…انا عايزه اروح
————————
في الجهه الآخرى بمستشفى الرفاعي الخاصه
………….
وصلا كل من مهاب وباسم في نفس الوقت…ترجل مهاب من سيارته ففوجئ بباسم يدخل للمشفى مهرولاً…صرخ مهاب ينادي عليه
— بااااسم…باااسم..استناااه
التفت باسم ليتفاجئ بمهاب أمامه
باسم بتعجب
— ايه يابني…مش قولت هتروح الشركه 
اجابه مهاب وهما يدلفان سويا للداخل
— اخوك اتصل عليا وصوته باين انه تعبان اووي 
باسم بقلق
__ ربنا يستر 
دلف الأثنين لغرفة عمر بعد أن سألو عليها..
كان عمر حينها يستند على الوساده ويمسح بيده على وجه وشعره بضيق وتأفف..
نظر كلاهما لبعض بعدم استيعاب عندما وجد الآفعوان الغامض بتلك الحاله التي لايسر لها 
تأملهم عمر للحظات ثم أردف 
— شكراً انكم جيتوا 
مهاب بمزاح 
— مش معنى انك عصبي ولسانك طويل يبقا مااقفش جنبك وقت الضيقه 
عمر ببرود
— الافعى مابيقعش في ضيقه 
تقدم باسم لينحنى على اخيه ثم قبْل جبينه ليبتعد قائلاً بحزن
— الحمدلله انك بخير ياعمر..حقك عليا لو كنت زعلتك في حاجه بقصد أو من غير 
ابتسم عمر بحزن ليتابع وهو ينظر لكلاهما
— أنا اللي اسف ان شكيت فيكم وكنت بالعجرفه دي…حقكم عليا 
مهاب بمشاكسه ومرح
— لاا ماانت طول عمرك متعجرف يعني مش أول مره 
رمقه عمر بجمود دون ان يتكلم..فاابتلع مهاب ريقه بخوف مصطنع ثم ابتسم ببلاهه
بينما باسم كان في عالمه الآخر…يجلس في إحدى أركان الغرفه ويبتسم بخفوت وسعاده
انتبه له مهاب فهتف بمرح
— الحلو سرحان في ايه!
باسم بسعاده بالغه
— نور حاامل 
التمعت عين عمر بحزن شديد وشعر بنغزه في قلبه فور سماعه ذلك…ولكنه جمح هذا في قلبه ثم هتف بهدوء
— ألف مبروك ياباسم…يتربى في عزك ياخويا 
مهاب بمرح وهو يرفع كفيه ليدعو
— عقباالي ياارب…ياارب اسلك مع واحده بقاا…كل اللي بيعجبوني بيعملولي ايرور في الآخر
ضحك باسم ثم التفت لأخيه فوجده شارد بحزن
— عقبالك ياعمر انت ويمنى ان شاءالله
عمر بغيظ وغضب
— أنا ويمنى علاقتنا ادمررت خلاااص…مبقااش ينفع نفضل مع بعض 
مهاب وباسم بدهشه
— نعممم  !!
عمر بغضب 
— أنا مجتش المستشفى عشان اخيط جرح وخلاص…أناا اتخانقت مع يمنى بسبب موضوع شخصي بينا…والاستاذ اخوها راح جاب واحد صاحبه حشاش طول بعرض عشان يضربني…والكلب ضربني في الجرح فتحهولي 
باسم بعدم فهم 
— جرح ايه مش فاهم!
لم يكن يعلم باسم بأمر جرح عمر بعد…فأجابه عمر بكذب
— مفيش…دي حادثه بسيطه واحنا في المالديف 
نظر مهاب لعمر بنظره ذات مغزى…فأومأ له عمر بخفه…هتف مهاب بإستئذان 
— طب أنا اطمنت عليك ياصاحبي…وانت زي القطط بسبع ارواح مجرالكش حاجه اهو…فهستأذن أنا عشان اروح عالشركه…وانت ارتاح ياعمر واعتمد عليا
عمر بإيماء وغموض
— تمام..روح انت يامهاب 
ودعهم مهاب ثم خرج من المشفى…ليستقل سيارته وهو يفكر بـ “هنا” وذاك الوقح قاسم الجوهري
قبل أن يقود مهاب سيارته…وضع يده بجيبه ليخرج هاتفه فخرجت معه الورقه التي اعطاها له حارس البرج 
فتحها مهاب بملل…لحظات واتسعت عينيه بذهول وشهق بدهشه هاتفاً
— ياااولااااد الكــلب  
تُرى مالمكتوب في تلك الورقه  !!؟
—————————-
وصلت يمنى برفقة شقيقها ويوسف لبيتهم…ماإن رأتها والدتها بتلك الحاله…حتى شهقت بخضه…بينما يمنى اندفعت تعانقها وتبكي 
سناء بخوف 
– ماالك يايمنى…في ايه يابنتي 
يمنى ببكاء 
— معتش عاوزااه يامااماا…مش عااوزه ارجعله تاني 
الأم بدهشه 
— هو في ايه ياوائل…اختك مالها 
وائل بغضب
— الكلب جوزها مش مبطل اهانه وضرب فيها وروحت لحقتها ع اخر لحظه كان هيكهربها 
شهقت الأم بخوف
— يامصيبتي…يكهربهااا  !! بقاا المهندس عمر جوز بنتي العاقل المحترم عاوز يكهربها 
وائل بغيظ
— هو مش دده اللي كان ضاربها وحابسها في اوضة الخدم قبل كده وانتو رجعتهالو تاني…زي ماتكون بنتكم بضاعه بتبيعوا وتشتروا فيهاا 
الأم ببكاء
— يابختك المايل باضنايا…ياحظ االزفت يابنتي 
وائل بتساؤل وغضب
— هو بابا فيين 
سناء بحزن
— ابوك لسه مجاش من شغله 
وائل بتوعد وهو يخرج من البيت برفقة يوسف
— نص ساعه وجاي ياست الكل..هوصل مع يوسف مشوار عالسريع كده…هدي يمنى ياماما…واعملوا لبنتكم كرامه بقا..
….
خرج يوسف ووائل متجهين لقسم الشرطه لينفذوا القرار الذي طرحه يوسف…وهو أن يقدم يوسف محضر بالتعدي عليه من قبل عمر الرفاعي…ويكون وائل شاهداً معه…حتى يبعدا كل الظنون عن يمنى كي لايؤذيها عمر 
——-
قرر عمر أن يخرج من المشفى لبيت يمنى ليصمم أن ياخذها معه ثانيةً حتى لو كلفه الأمر بأن يقتلها اذا اعترضت…فهو أصبح مريض بها…يدمن وجودها حتى لو سيظل يضربها يومياً…ولكن لايطيق البُعد عنها..
صمم عمر أن يذهب باسم لزوجته ولايأتي معه..معللاً أنه أصبح على مايرام 
وصل عمر لبيت يمنى..ترجل من السياره بهيبته المعتاده وكأنه لم يكن بالمشفى منذ لحظات 
دفع الباب بقوه ثم دلف للداخل دون أن يستأذن..انتفضت يمنى بفزع وكذلك والدتها…فقد كانت حينها تتسطح على فخذ والدتها وتبكي بقوه 
وقفت يمنى بفزع حينما رأته يقف أمامه بطوله المهيب…أرادت الركض لأحدى الغرف ولكن يد عمر كانت أسرع فقبض على ذراعهها بقوه هاتفاً بصوت جهوري
— انتي مين اللي اداكي الاذن تطلعي من الڤيلا 
تدخلت والدة يمنى لتصرخ به 
— ابععد عن بنتتتي…يمنى مش رجععااالك تااني 
عمر بسخريه دون أن ينظر لها 
— خليكي انتي في حالك ياحماتي..متدخليش بين واحد ومراته 
جذبت يمنى ذراعهها منه بقوه لتهتف بغضب 
— بكررهههككك ياااعمررر…مش طاايقاااك…ااطللع بقاا من حيااتي…مش عااوزه اعييش معااك تااني 
عمر ببرود قاتل
— مش بمزاجك يابنت الـ*** حياتك ملك للأفعى مش ملكك ياروح امك 
شهقت والدة يمنى بدهشه من برود عمر وعدم احترامه..فهي وزوجها الطيب لم يكن يظنان بها أي ظنون سيئة…لم يكن هذا عمر المهندس البسيط الذي تقدم للزواج من ابنتهم…لقدر تغير كثيراً واصبحت ابنتهم المسكينه في جُحر الآفعى 
انقضت عليه يمنى تضربه في صدره وتصرخ دون أن يتحرك عمر إنشاً واحداً
— طلقناااي…خلاااص…ده كرهههك…قللبي كررهك يااعمممر…خلي عندك نخووه وكراامه وطلقناااي…ياإمااا…يإمااا
عمر بمقاطعه وبرود
— ياإما ايه!
يمنى بصراخ وبكاء
— هررفع علييك خُلع يااعمررر…والله لو مطلقتني لارفع عليك خلع 
لم يضع عمر في الحسبان قولها هذا..شعر بالدماء تغلي في عروقه بغيظ…فنظر لها نظرته المرعبه نظرة الآفعى السامه…ثم هوى بصفعه شديده صمت أذناها…ليهتف بغضب جحيمي
— ومش واااحده زباااله زيييك تررفع عليااا خلع..انتي طاااالق يااايمناااه…طاااالق 
رمشت يمنى بأهدابها غير مستوعبه ماقاله..أحقاً طلقها  !! ألم تعد ملكه الآن  !! ألم تعد زوجته ونبض فؤاده  !!؟ 
كانت القسوة خطيئتك ياعمر.. وكان التسامح خطيئتك يايمنى.. وحين التحمت الخطيئتان كان الفراق مولودهما..
أهذه هي النهايه! وانتهت بالفعل قصة حب عمر ويمنى..وسيسلك الإنتقام طريقه بينهم…
أم ماذا سيحدث  !!؟
———————-
وصل نادر وساندي عند المأذون…وتم عقد القران بينهما..في حضور اثنين من الشهود من معارف نادر
ثم ركب الإثنين السياره ثانيةً للتوجه للمطار…فبعد الإلحاح الشديد من نادر على ساندي وافقت آخيراً بأن تذهب وتحمي نفسها وطفلها خارج مصر بعيداً عن أعين سامح ورجاله…حتى يُنهي نادر مهمته وتعود حرمه المصون لعُش الزوجيه الخاص بهما 
ظلت ساندي تمسد على بطنها بحنان وعشق شديد…فاانتبه لها نادر…اوقف سيارته أمام مطار القاهره الدولي… ثم جذب يديها برقه ليُقبلهم بعشق هامساً
— خدي بالك من نفسك ومن الحته بتاعتنا ياحبيبتي…هتوحشي راجلك اووي 
ساندي بدموع وهي تحيط وجهه بحُب
— مش مستوعبه المده اللي هفضل فيها بعيده عنك…خايفه اووي…همووت من الرعب علييك..مش عاوزه امشي واسيبك ياناادر…عشاان خاطري خليني معااك…عشان خاطـ….
وضع نادر ابهامه على شفتاها يقطع كلامها..ليردف مبتسماً
— ششش انتي وعدتيني هتسمعي كلامي..متزعلنيش منك بقاا 
أومأت ساندي ببكاء لتندفع تعانقه بقوه 
— هتوحشني اووي…خلي باالك من نفسك ياحبيبي…لو جراالك حااجه بعيد الشر..أناا هموت ياناادر 
عانقها نادر هو الآخر وهو يُقبل عنقها بشغف
— بس..متقوليش كده..متخافيش علياا..راجلك يقدر يهد جبل لوحده وميتعبش 
ابتعدت ساندي عنه قليلاً لتمسح على شعره بحنان هامسه
— مكنتش اتوقع أبداً..انك توافق تجوزني…مكنتش متخيله اصلا انك بتحبني…أو…أو أنا اتحب من حد
نادر بغضب مصطنع وغيره حقيقيه
— واناا مش عااوزك تتحبي من حد غييري اصلاا…ايه يامامااا…أنااا مش ماالي عينك ولااييه
ساندي باابتسامه واسعه وسعاده…فكم تعشق غيرته…ومن منا لاتعشق غيرة رجلها عليها!
–مالي عيني وقلبي وحياتي كلها…بحبك 
تأملها نادر للحظات بنظرات عاشقه فيها بعض الحزن كأنه يودعها للأبد وهو يعلم ذلك ولكن لم يُرد أن يتعب قلبها..
احتوى وجهها بحنان ثم اقترب منها ببطئ ليُقبلها برقه وعشق…ليبتعد هامساً وهو يبتلع ريقه
— هتوحشيني…هتوحشيني اووي انتي وابن الكلب اللي في بطنك ده..
صمت ليتابع بمرح
— كان نفسي ابقا معاكي عشان لما تيجي تتوحمي على حاجه…اجيبها واكلها قدامك وانتي تتفرجي عليا وبس 
وكزته ساندي في كتفه بضحك
— معفن…اصلاً أنا لو طلبت عيونك مش هتتأخر عليا 
نادر بإيماء وهو ينحني ليُقبلها من بطنها
–انتي عيوني اللي بشوف بيها ياساندي… مفيش حاجه تغلى على حرم المقدم نادر حواس…ربنا ينصرنا على الظلمه الخونه بس..وأنا مش هخليكي تشيلي ابره مم الأرض…هقضيلك كل طلباتك…وانتي تقعدي زي الملكه كده وبس…انتي خلاص بقيتي ملكة قلبي وعقلي ياساندي 
عادت ساندي لتعانقه مجدداً عناق الوداع وهي تبكي…أما نادر ظل يمسد على شعرها بحنان حتى هدأت قليلاً…ثم أبعدها عنه برقه…ليقوم بنزع السلسله التي يرتديها برقبته والتي تكون على شكل مفتاح الحياه.. 
ثم ألبسها لساندي تحت نظرات الدهشه منها.. ليقوم بعد ذلك بتقبيلها من عنقها برقه وشغف… ليبتعد وهو يهمس بحب
— متخلعاش من رقبتك أبداً… فاهمه ياروحي 
ابتسمت ساندي برقه لتأومأ
— حاضر ياحبيبي 
فتح نادر باب سيارته… ثم نزل منها ليفتح لساندي الباب الآخر.. لم يدعها تضع قدماها على الأرض.. فقد التقطها بين ذراعيه ليتجه بها للمطار تحت نظرات الناس المتعجبه
همست ساندي بخجل
— نادر نزلني… الناس بتبص علينا 
نادر بعدم اهتمام
— تتحرق الناس… انا لو مش عندي مهمه لازم اخلصها كنت فضلت معاكي التسع شهور بتوع حملك… اعملك كل حاجه ومش اخلي رجليكي تلمس الأرض أبداً 
تأملته بعشق… ثم أرخت رأسها على كتفه… بينما هو توجه بها لينزلها برقه عند شباك ختم الباسبورت
وبعد نصف ساعه..ارتفع صوت النداء للمسافرين لكندا بأن يتوجهو للطائره..
إطمأن نادر أن ساندي ركبت الطائره وظل واقفاً حتى اقلعت وحلقت في زُرقة السماء 
ابتسم بحزن مردفاً في نفسه
— يارب لو كاتبلي أموت..احميلي مراتي وابني 
تنفس بعمق ثم مسح على وجهه…ليتجه لسيارته 
ماإن فتح باب السياره حتى شهق بدهشه هاتفاً
— انت…انت..انت بتعمل اييه هناا…استنى متهربش..انا..انا عاارفك…انت اللي أنقذت مرااتي…القنااص  !! 
التمعت عيون القناص من خلف قناعه كالفهد الأسود ثم هتف بهدوء مميت
— اركب متخافش…مهمتنا واحده 
ركب نادر وهو مازال مذهولاً…تابع القناص بعيون ملتمعه بغموض
— أنا وانت عدونا واحد
نادر بعدم فهم
— انا…انا مش فااهم حااجه…انت ميين اصلاا..وعااوز مني اييه  !!
القناص بغموض
— ميخصكش أنا ابقى مين…إحنا دلوقت ورانا مهمه هنقضيها سواا…هعلمك ازاي تصطاد الفيران من على بعد اتنين كيلو كتر 
ناادر بدهشه شديده
— اصطاااد فييراان  !!! 
القناص بإيماء وثقه
— بالظبط…اطلع بينا على حدود إسرائيل 
لن أقول هنا “تُرى مالذي سيحدث”…لأن أنا بذات نفسي…لا أستطيع تحديد مالذي ينوي الفهد الأسود فعله  !!؟
——————-
في قسم الشُرطه…تحديدا في مكتب الجِن 
…..
صفع حمزه جبهته بغضب من غباء وتهور أكرم.. بينما روضه فتحت فمها بذهول وشهقت بدهشه
أما ريناد.. ظلت تنظر أمامها بشرود وعقلها رافض تصديق مايحدث لها وماتسمعه أذناها  ..
رغم معرفة حمزه بصلة الأخوه التي بين طفلته وأكرم…إلا أنه شعر بالغيره الشديده من عناق أكرم لها…فااندفع تجاه أكرم ليدفعه بعيداً هاتفاً بغيره
— No time for a hug   لا وقت للعناق 
أكرم بدهشه
— But I’m glad to know I have a sister… let me hug her
ولكنِ أنا سعيد بمعرفتي بأن لدي أخت…دعني أعانقها
حمزه بنفي وغضب 
–I told you no .. did you not hear? .. the jinn child does not have the right to touch her except me
قلت لك لاا.. ألم تسمع؟.. طفلة الجن لايحق لأحد سواي أن يلمسها 
أكرم بإيماء وتفهم
— Well … I understood … there is no need for fanaticism
حسناً… لقد فهمت.. لا داعي للتعصب 
تدخلت روضه لتردف بدهشه وقد فهمت مجرى الحديث
— يااصلاااة العيييد…بقااا اكررم حاازوقه يطلع أخوو ريناد..  !!
ريناد بدهشه
–انتواا بتقولواا اييه…مين ده يااحمززه.!!
تنهد حمزه ليهتف
— أخوكي ياريناد…أكرم سامح الصعيدي…يبقا اخوكي 
اتسعت عين ريناد بذهول لتردف بدهشه
— مستحييل…انت..انت بتهززر صح…كل ده مقلب انتوا عملينواا فياا…حمززه عشاان خااطري حاسه إن هتشل من كتر التفكير…أرجووك بلااش كده 
جذبها حمزه اليه برفق…لينحني في مستوى طولها ثم احتوى وجهها برفق هامساً
— انتي بتصدقيني في كل حاجه صح!
ريناد بإيماء وحيره 
— بصدقك ياحمزه
تابع حمزه ولكن اضطر ألا يحكي القصه صحيحه فهو يدرك جيداً مدى رقة قلبها الهش ولن تحتمل كونها لقيطه..
حمزه بكذب
— منير الرفاعي كان صاحب سامح الصعيدي…وسامح كان متجوز فاديه قبل مامنير يتجوزها…بس اللي حصل…انه تم كشف حقيقة سامح وطلع جاسوس اسرائيل…فاديه طلبت الطلاق وكانت مخلفاكي في الوقت ده…وطلبها منير الرفاعي للجواز ووافقت…وخدك منير رباكي..وكان قبلها مخلف من واحده تانيه عمر وباسم وعدي…طبعاً عدي الله يرحمه مات غرقان..فاانتي اتربيتي مع عمر وباسم ومحدش فيهم قالك الحقيقه لأنهم بيعتبروكي أختهم بجد 
ريناد وهي تهز رأسها بنفي وعدم استيعاب
— لاااء…لاااء…مش مصدقه…لاااء 
جذبها حمزه ليعانقها بخفه ويربت على ظهرها قائلاً
— لازم تصدقي بقاا يارينااد..هي دي الحقيقه اللي كنت مخبيها عنك ياطفلتي…حتى أكرم مظلوم زيك
سامح برضو سافر لسويسرا واتجوز اجنبيه هناك وخلف منها أكرم قبل مايتجوز فاديه…واكرم اخوكي غير الشقيق ياريناد
نظرت ريناد لأكرم فوجدته يبتسم لها بعفويه…شعرت ريناد بأنه طيب القلب فبادلته الابتسامه…أما روضه نظرت لهم بغيظ لتقف أمام أكرم ثم عقدت يديها على صدرها هاتفه بغيظ
— Why do not you listen to the words of his sorrow and reduce your eyesight on Renad … so as not to pop your eyes
لما لا تستمع لكلام حمزه وتخفض بصرك عن ريناد.. حتى لا أفقع عينك أنا 
أكرم باابتسامه خبيثه
— Do you feel jealous?
هل تشعرين بالغيره؟
روضه بغيظ
— امك حلوه وعامله ضفيره 
اقترب منها أكرم ليهمس 
— I adore your jealousy … I guess I fell in love with you gossip
أعشق غيرتك… اظن أنني وقعت في حُبك أيتها الثرثاره
روضه ببرود
— أناا كل اللي يشوفني يحبني…ثواني وشهقت بدهشه 
— عاااااااا قوووللت اييييه…لاا لاااا لااا مش مصدقااااه….ولاااه ولاااه اوعاا تكون دي الكااميراا الخفيه وتيجي في الآخر تقولي بصي هنااك…ارزعك كف خمااسي…اخليك تشم الشمه تسحب دااعش من ليبيا 
صمتت لتتابع بمرح وعدم استيعاب
— عيد السؤاال تاااني… اللي أناا سمعته ده صح ياحاازوقه 
do you really love me?  
هل حقاً تحبني  ؟ 
أكرم بإيماء وصدق 
— Yeah نعم
روضه بسعاده وجنون جعلتهم يضحكون عليها متناسيين همهم 
— جاااني بهداااوه داااوه جرررح قدييم وجدد رووحي راااحت منني نن عينه خدني غصب عني هووباا
ظلو يضحكون جميعاً…حتى وصلهم صوت طرقات على الباب..فأذن حمزه للطارق..
دلف النقيب أحمد ثم القى نظره سريعه على روضه..ليعيد النظر لحمزه هاتفاً
— باشاا…في اتنين شبااب عاوزين يعملوا محضر تعدي على واحد من رجال الأعمال المهمين 
حمزه بتعجب
— وايه المشكله..من امتى واحنا بنفرق بين غني وفقير ؟
نظر أحمد لهم جميعاً بتوتر.. ففهم حمزه أنه لايريد التحدث امامهم…أومأ حمزه له بأن يدع الشابان يدخلوا 
دلف يوسف بهيبته ووائل بجانبه 
ماإن رأتهم ريناد حتى شهقت بدهشه مردفه
— وائل  !!
توتر وائل من وجود ريناد…ولم يكن يعلم بأن هذا مكتب حمزه…فذلك وضعه في موقف محرج 
حمزه بتعجب 
— وائل  !! خير ياوائل فيه حااجه  !!
كاد أن يتحدث يوسف ولكن وائل وكزه ليصمت…ثم اعتذر وائل من حمزه معللاً أنه سيأتي لاحقاً…فأومأ له حمزه بتعجب شديد…ثم انتبه لذلك الواقف بجانبه بكل ثقه كأنه يترأس هذه الدوله…وبالطبع هذا يوسف…الذئب الذي لايخاف شئ..
تفحصه حمزه من رأسه لأسفل قدميه…ثم ابتسم بخبث وفي داخله شيئاً سينفذه حتى لو يوسف بنفسه رفض…وهو أن يُجند حمزه يوسف  !
خرج يوسف ووائل من القسم ولكن كل منهم سلك طريقاً آخر لدياره على أمل أن يلتقيا قريباً..بعد أن أخبره وائل بصلة النسب بين حمزه وعمر ومن الممكن أن يقف حمزه بجانب عمر..
— 
قاد يوسف سيارته للڤيلا خاصته…لمعت برأسه فكره ليسعد بها مارينا…فأوقف السياره أمام أحد متاجر الملابس الفخمه..
ابتاع لها فستاناً اسوداً انيقاً يليق ببشرتها الناعمه..ثم اشترى لها أيضاً أحمر الشفاه وعطر مستورد من أفخم العطور..وحذاء رقيق..ثم دلف لمحل المجوهرات ليشتري لها خاتم من الألماس الرقيق..
ركب سيارته ثانيةً وهو يبتسم بسعاده على تلك الخطوه التي سيقررها من أجل فريسته…أخرج هاتفه ليحادث أحدد مصممين حفلات الرقص…ليأمره يوسف بأن يصمم حفلة رقص راقيه على البحر..
وصل للڤيلا…أخذ الأغراض من السياره ثم ركض للداخل وهو ينادي بمرح
— مييري…مييرووو…مااارينااا 
نزلت مارينا وهي تعقد حاجبيها بدهشه من تغير يوسف المفاجأ
أعطاها يوسف الاغراض وهو يردف بسعاده
— البسي دول وانزلي…هخرجك 
اتسعت عين مارينا بفرح ثم قفزت لتعانقه بدون وعي منها وهي تهتف بفرح
— شكررا…شكرااا ياايووسف..أناا كان نفسي اخررج واكل ايس كريم 
استغل يوسف الفرصه…فعانقها بقوه وهو يهمس
— من هنا وراايح انتي تأمري وأنا انفذ…انتي تحلمي وأنا احقق..
ابتعدت مارينا عنه بخجل بعد ماشعرت بقربها الشديد منه…ابتسمت له برقه…وصعدت على الفور لترتدي ما أحضره لها..
أخرجت مارينا الفستان فشهقت بااعجاب شديد من ذوق ورقة يوسف
ارتدت مارينا الفستان…فوصل لمنتصف فخذها..وكانت تفصيلته راقيه للغايه…فكان بكُم طويل يغطى ذراعهها بالكامل والذراع الاخر لا..وابرز نصف صدرها من فوق…ثم وضعت أحمر الشفاه وجمعت شعرها على كتفها..فبدت جميله للغايه..
أما يوسف ارتدى قميصاً من اللون الازرق القاتم قليلاً وبنطال من الكحلي… ساعد طوله وعضلاته على ابراز وسامته المفرطه 
وقف يوسف بالأسفل ينتظرها عند الدرج.. نزلت مارينا وهي في قمة خجلها… فاانتبه يوسف لطرق حذائها على الدرج… 
اتسعت عينيه باانبهار شديد عندما رأي تلك الطفلة بهذه الانوثه المتفجره… التمعت عيناه بإعجاب شديد وابتلع ريقه وهو يحدق بمفاتنها
أطرقت مارينا رأسها بخجل شديد من نظرات يوسف… فاامتدت يده ليرفع لها ذقنها برقه هامساً 
— امتلكتيني 
رمقته بحيره.. فاابتسم بااعجاب… ثم سحبها من يدها برقه ليركب السياره.. 
قاد سيارته تجاه ذاك الشاطئ الذي ستقام الحفله الخاصه بالذئب الوسيم وفريسته الصغيره 
ترجل يوسف من سيارته ليفتح لمارينا الباب.. بسط كفه أمامها ليحثها بأن تضع يدها الصغيره به ثم تنزل.. 
نظرت له مارينا بخجل ثم فعلت ماأراده.. سحبها يوسف لداخل الحفل.. فاانبهرت مارينا بجمال وروعة التصميم… انحنى يوسف ليهمس يجانب اذنيها
— كل ده عشانك انتي 
مارينا بدهشه
— عشاني انا  !! 
يوسف بإيماء وهو يزيح لها الكرسي كي يجعلها تجلس 
— وعد مني مش هزعلك تاني 
ابتسمت مارينا برقه ثم همست
— اتمنى 
ظل يوسف يتأملها للحظات ثم أردف 
— تعرفي ترقصي التانغو! 
مارينا بنفي 
— لاء.. بس بعرف أرقص باليه 
ابتسم يوسف ليبسط لها كفه
— هعلمك ترقصي تانغو.. بس عاوزك تنسجمي مع حركاتي.. عاوز جسمك مرن 
كادت أن ترفض بخجل ولكنه لم يدع لها مجالاً للمجادله… فوقف فجأة أمام الجميع ليمسكها من يديها برقه 
ثم ارتفع صوت الموسيقي.. والذي يعود لموسيقي روسيه مشهوره.. خاصه فقط برقصة “التانغو”  
تقدم يوسف بطوله وعُرض منكبيه بالإضافه لوسامته المفرطه التي لفتت أعين النساء في دائرة الرقص.. 
تمسكت مارينا بيده برّقه وهي في قمة خجلها من الأعين المتصلبه عليهم بغيره وحقد.. 
كأنها سندريلا وهو الأمير شارل.. 
أفسحوا لهم الجميع.. ليتشكلوا في دائره كبيره حولهم.. 
بينما وقف يوسف ومارينا أمامه في منتصف الدائره.. 
لتنطفئ جميع الأضواء بعد ذلك.. إلا ضوء واحد تصلب عليهم
فظهرت سندريلا بجمالها الرقيق وشارل بوسامته المُلفته.. لتبدأ رقصتهم الخاصه.. 
رقصة تجمع في نسماتها عطر الحب والقلب … التانغو … اسم يرادف الشغف والعشق.. 
وبسحر التانغو في تلك اللحظه.. تمكنت تلك الرقصه من فتح قلب مارينا.. وجسدها الذي بدا مرن جداً في التمايل مع يوسف… 
اللقاء بين الذئب وفريسته.. يحدث في اللحظة التي يتبادلون فيها النظرات ومن ثم تبدأ حكاية طويلة من الحب.. 
أبسط يوسف كفه الأيسر عالياً.. فوضعت مارينا كفها الأيمن به برّقه وشغف..وهي تنظر في عينيه بحيره.. بينما هو بادلها النظرات بهُيامٍ وعشقٍ وتملك ملحوظ.. 
أحاطها يوسف من خصرها برّقه بذراعهه اليمنى.. لتبدأ رقصتهما التي جعلت جميع المتواجدين يحملقون بهم بدهشه وإنبهار.. 
وضع يوسف يده خلف ظهره.. بينما مارينا أحاطت بقدميها اليسرى خصره.. ثم أنزلتها برّقه على قدمه اليمنى.. ليقوم يوسف بعد ذلك بإحاطتها من خصرها بكلتا يديه.. ثم رفعها للأعلى.. فبسطت مارينا ذراعيها كالفراشه..
أنزلها يوسف برقه.. ليلُفها نصف دوره.. ثم فتح حوضه قليلاً.. ليجذبها إليه بقوه وبتوق.. فاانحنت مارينا على على ذراعهه اليسرى مع إرجاع رقبتها للخلف قليلاً.. 
ثم عادت لتحيط رقبة يوسف.. ليتوق هو خصرها ثانيةً ثم إنحنى معها للخلف قليلاً.. وعينيه تتأملان كل إنش بوجهها.. أما هي كانت تغوص في سوداوية عيناه.. بقلب مضطرب.. يسلك طريق آخر للمشاعر.. 
إنتهت الموسيقي.. وعادت الأضواء ثانيةً.. فاانتفض يوسف ومارينا بذعر عندما صفق الجميع وأبدا إعجابه لتناغم جسدهما ورقة رقصتهم التي تجعل كل من يراهم يكاد يجزم أنهم يغوصان في بحور الولع والعشق.. 
تنفست مارينا بخجل وإضطراب.. فيبدو أنها تناست وجودها بمكان عام.. وتعاشت مع يوسف ورقته التي لاحظتها لأول مره.. فبدا وسيماً بحق ومثالاً لفارس أحلام الفتيات.. 
أخفضت مارينا رأسها بخجل من عيون الذئب التي كادت أن تقتلع من التحديق بها.. فاامتدت يد يوسف ليرفع لها ذقنها برّقه.. ثم حملها إليه.. ليعانقها بشغف.. ابتعد قليلاً لينزل على شفتاها ببطئ.. يلتهمها بعشق وجنون.. فبادلته القُبله.. ورضخت اللبؤه للأسد…   ! 
لم يتردد كلاهما في العناق بقوه.. وكأن ذلك العناق بالنسبةً للذئب.. هو ملجأً من وحدته ووحشته ربما إلى حضن دافئ يعوضه عن صقيع عالمه.. 
صفق الجميع ثانيةً وهتفوا بمرح وأصدر البعض صفيراً عالياً 
.. فاابتسم يوسف لفريسته برقه… ثم ارتكز على قدمه اليسرى… ليمسك بيدها أمام الجميع.. طبع قُبله طويله في باطن يدها.. ثم نظر لعينيها بقوه.. فااستنتجت مارينا مالذي سيحدث بعد ذلك.. 
أخرج يوسف من جيبه علبه من القطيفه باللون الأزرق القاتم.. ثم فتحها.. فظهرت لمعة الخاتم الألماسي.. 
اتسعت عين مارينا بذهول وهي تنظر للخاتم تارةً ولأعين الذئب الملتمعه بعشق تاره.. 
يوسف بسعاده وعشق 
— تتجوزيني
مارينا بإيماء وحيره
— موافقه 
صااح يوسف بفررحه غير مصدق وهو يحملها بين ذراعيه ويدور بها أماام الجمييع
— بحبااااك… بحباااك… بحببك يااماارينااا.. بحبك
التمعت عين مارينا بالدموع… فهي وافقت فقط كي لاتحرجه أمام الجميع.. 
فما هو رد فعل يوسف عندما يعلم الحقيقه..!  وهل سيعود الذئب لقسوته  ؟!!!  
يتبع…..
لقراءة الفصل السابع والعشرون : اضغط هنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *