روايات

رواية جنون العشاق الفصل التاسع 9 بقلم إيمي عبده

رواية جنون العشاق الفصل التاسع 9 بقلم إيمي عبده

رواية جنون العشاق البارت التاسع

رواية جنون العشاق الجزء التاسع

جنون العشاق
جنون العشاق

رواية جنون العشاق الحلقة التاسعة

سبب ما حدث إنزعاج للجميع حتى أن عز أراد إيقاف الأمر ولكن والده وعمه منعاه فإذا منع أحدهم ياسين من تنفيذ ما يريد سيشاع بين الناس أنهم يخفون أمرا ما ونظرا لكون فرح كانت بعيده عن عائلتها منذ زمن فى بلاد غريبه فسيصدق الجميع الأمر كذلك صديقه كرم لأنه رأى صواب رأى عزت وعبدالرحمن فصمت عز على مضض كذلك جاسر حينما حاول أن يصعد ليمنع ياسين حيث منعه والده فهو أكثر ما يخشاه هو أن تهتز صورته أو صورة عائلته أمام الناس لذا لن يسمح لأحد بنشر شائعات عن إبن أخيه وزوجته وبعدما خرج ياسين من الشرفه إلى الرجال ملوحا بتلك القماشه الملطخه بدماء فرح ودوى صوت إطلاق النار وعلت الزغاريد كان كل فرد فى العائله يشعر بالغضب ولكن سيتغاضى الجميع منعا لإشعال المشاكل فلازالت فرح عروس وإذا حدث خلاف وتطلقت مبكرا ستسوء سمعتها وبوجود عظيمه وأم الخير اللتان سيتفننان فى تشويه صورتها وصورة عائلتها لذا سيصمت الجميع
حدوث هذه العاده ليس بجديد عليهم ورغم رفضهم لها إلا أنه إذا ماتم تنفيذها بمعرفه سابقه لم يكن سيعترض أحدهم لكن المفاجأه وخاصه أن أم الخير أشاعت أن ياسين سيفعل ذلك لأنه لا يثق بفرح أو بعائلتها ولكنها المصالح فقط من جعلته يتزوجها تلك الشائعه التى نشرتها بأمر من عظيمه لحفظ ماء الوجه فبهذه الزيجه يعد رافضا لإبنتها وتنفيذ ياسين الفعلى للأمر مس كرامتهم وجعل الجميع ينظر لهم بفوقيه ذلك الإحراج جعل نفوسهم تحمل الغضب مما حدث
ظل جاسر مستيقظ يفكر غاضب فقد تجنبته شهد لأيام عده منذ آخر حديث بينهما ولكنه كان ينتظر الزفاف ليلتقيها والآن بعدما فعله ياسين وشائعة أم الخير لن تنظر فى وجهه حتى فلو كان هناك أملا ضعيفا لتشعر به فقد تبخر الآن وما إن سطع نور الصباح هاتف رائف الذى إستيقظ فزعا إثر صوت الهاتف ونهض يبحث عنه بعيون لا يكاد يستطيع فتحها وأجاب بلهفه : ألو أيوه مين
فاجابه جاسر سريعا : إهدى يا رائف دا أنا جاسر
تنهد بإرتياح ثم تثائب وهو يجلس ويحاول أن يستيقظ : خير أكيد مصيبه
أجابه بضيق : انت بتنجم ولا إيه
تنهد بكسل : مش محتاجه أنا دايما اللى بتصل انت مبتتصلش بيا إلا لما تطربق على دماغك ولما تتصل فى توقيت زى ده تبقى إتقندلت ها إتحفنى بالجديد
تنهد جاسر بتعب ثم قص عليه ماحدث فوجده يهتف بغيظ وقد إختفى النوم من عينيه بعد ما سمعه : أقطع دراعى من لغلوغه إما كانت أمك ورا الحكايه دى
زفر بضيق :أنا شاكك فى كده برضو
أجابه بجديه : شاكك لأ أنا بقى متأكد مع إنى محضرتش بس ياسين كان بيحلم بالليله دى وكان بيتمنى يعمل فرحه هنا وبعدها يسافروا شهر العسل فجأه يغير رأيه بين يوم وليله ويخلى فرحه فى البلد بالطريقه دى أكيد لعبت فى دماغه كالعاده ومش بعيد تكون دبسته فى الحكايه دى
عقب على إستنتاجه : تصدق آه الناس كانت هتمشى وفجأه لقيت أم الخير بتلف على الحريم والرجاله وتبلغهم يستنو
سخر بغيظ : شوفت وأم الشر دى مبتمشيش خطوه من غير أمر أمك والناس عندكم عارفين إن عليتكم بطلت العاده دى من أيام جدك وعيلة الشهاوى كذلك فمحدش كان متوقع ده يحصل والكل كان مروح عادى
قبض يده وهو يطرق بها على حافه الشرفه ويصرخ بصوت مكتوم : ااااه هتشل يا رائف مش ناويه تبطل أذيه فى الخلق بقى
لوى فمه بسخريه : هه متبقاش عظيمه وبعدين إن كنت زعلان على ياسين وفرح فإطمن دورك جاى مهى مش هتعتقك
هتف به غاضبا : يا أخى أنا متصل بيك تهدينى مش تولع دماغى زياده
أردف بضيق : ولو هديتك بكلمتين دا هيغير اللى حصل كده فرح وياسين علاقتهم إدمرت رسمى معتقدش واحده زى فرح تربيه بره وأبوها وأمها كانو متعلمين ودايما رافضين للعادات دى هتعديله عملته الهباب دى بالساهل دا غير أن ياسين ساعات بيتغابى ومبيعرفش يعبر صح وممكن تفتكر إنه عمل كده لأنه مش واثق فيها ودى هتبقى أنيل
نظر فى الأفق البعيد ثم تنهد بحزن معقبا : على أد مانا متغاظ من ياسين على أد مهو صعبان عليا دا لو خسرها يموت دا كان عايش بس على أمل رجوعها دا سفرها دمره خلاه مش طايق البلد باللى فيها هج ورجع أنيل من الأول
تنهد رائف بضيق : عارف ياجاسر للأسف عارف وأكبر دليل حكاية ميرا ولا نسيت
– لأ منستش ربنا يسترها
– انت ركز معاه شويه عشان خطط أمك مش هتوقف لحد هنا أكيد بتحضر لمصيبه تانيه هى وأم قويق اللى سحباها وراها فى كل حته
فأجأبه بضيق : يا جدع الست دى مرض ومقوياها على الأذى
حدثه بمرح : إطلق عليها جابر هيعلقها من شوشتها ههههههه
فأجابه قائلا : دا يتمنى بيتلكك لها أصلا ههههههه
– مادام ضحكت تبقى روقت روح انت بقى ناملك ساعتين وراك يوم طويل
تعجب جاسر متسائلا : وانت إيش عرفك إنى منمتش
فأجابه بهدوء : واضح إن الموضوع واكل عقلك من بالليل روح نام وأنا هقوم أفوق وأشوف اللى ورايا طيرت النوم من عينى الله يسامحك
– هههههه كده طب تصبح على خير
فأجابه ساخرا : صباح الخير يا أخويا
____________
لم يخمد لعظيمه جفن فقد كانت تمنى نفسها بعد ما حدث وتلك الشائعه المسيئه التى جعلت أم الخير تنشرها بين الناس أن تنتهى هذه الزيجه وتتشفى فى فرح ولكن لم يحدث ورغم أنها متأكده من شرف فرح فوالدتها كانت لا غبار عليها ولن تسمح أن تكون إبنتها بلا حياء حتى ولو عاشت فى وسطا مختلفا ولكنها أرادت إفساد ليلتهما وتدمير علاقتهما للأبد لأن فرح مثقفه وعلى وعى كافى فلن تسامح أبدا هذه الإهانه التى تعرضت لها وقريبا ستنفصل لو لم يكن اليوم فالغد وتصبح الساحه خاليه أمام هند مجددا ولم تفكر أن بفرح أو دونها لن يرى ياسين هند سوى أختا فقط ولكن ما جعلها تستشيط غيظا حينما وقفت بجوار باب غرفة ياسين ولم تسمع شيئا وتفاجأت بالأعيره الناريه وصوت الزغاريد فظنت أنه زيف الأمر حتى لا يخسر فرح ولا تستطيع أن تقول شئ فالجميع سيسألها كيف علمت ولن تستطيع القول بأنها من دبرت كل هذا وكانت تتنصت عليهما وما أن سطع نور الصباح حتى أرسلت أم الخير لتوقظهما التى جعلتهما ينتفضا فزعا إثر طرقها الحاد على الباب فأسرع ياسين يفتح الباب وعيناه جمر من النار فوجد أم الخير تقف امامه ببرود فصاح بها غاضبا : جرى إييه الجيامه جامت يا اللى تتحرجى فى جهنم
أجابته ببرود رغم غضبه الجارف : وه ياسيدى وأنى ذنبى إيييه دا جدك بيشيعلك عشان الخلج اللى تحت
صر على أسنانه بغضب فهو يعلم أنه ليس الجد من أرسلها كما أنها تستفزه بلا مبالاتها الحمقاء : خلج إيه يا جدرى
أجابته بسخريه : أهل العروسه وكبارات البلد جايين يباركو على إيه مخبراش
نظر لها بحده : أجولك جايين يباركو على إييه
لوت فمها بضيق : جول ياسيدى
إتسعت عيناه وهو يصيح بها : على جنازتك اللى عطلع دلوك يابت المحروج
ورفع مداسه وهم بإلقائه فى وجهها ولكنها كانت أسرع منه فى الركض فزفر بغضب : أعوذ بالله إيه البلوه دى لأ وعندها ميتن سنه وفيها صحه عيل عنده عشر سنين هم إيه ده اللى فارسنى إن إسمها أم الخير كانو سموها أم النكد أوووف كنت ناقصها أنا
دلف إلى الداخل فوجدها قد تجهزت للنزول فتعجب:إنتى لحقتى غيرتى هدومك
أجابته بهدوء صقيعى : آه عن اذنك
إقتضب حاجبيه متسائلا : على فين؟!
فاجابته بجمود : نازله للضيوف
إقترب منها بهدوء وإبتسم : طب مفيش صباح الخير
أجابته بلامبالاه : صباح الخير
فأمسك يدها وجذبها بهدوء نحوه ونظر فى عينيها : يافرح اعذرينى أنا كنت محاصر ومرات عمى وقفالى عالباب
لوت فمها وهى تجيبه بلا مبلاه : مش مهم
إزداد ضيقه وهو يحدثها بحده : ازاى ده أنا عارف إنك
قاطعته بجديه : أستاذ ياسين إحنا بينا عقد يلزمنى أديلك حقك وقت ما تعوزه وانت بتنفز العقد حتى لو بطريقه غلط فأنا مش من حقى أعترض
نظر لها بذهول غير مصدقا ما تقوله : عقد وحق إيه اللى بتقوليه دا اللى بينا دا جواز مش مشروع بنفذه سوا
عادت للامبالاتها وهى تجيبه : مش فارقه
تنهد بيأس : يافرح ادينى فرصه أوضحلك أنا
قاطعته بحده : خلصنا هتغير وننزل للناس ولا أنزل لوحدى
لم تتحمل كرامته إصرارها على البرود فتجمد وجهه وحبس مشاعره وأصبح باردا مثلها وترك يدها: لأ ثوانى وهغير وننزل سوا
نزلا سويا حيث إستقبلهما عظيمه وهند وأم الخير أسفل الدرج وحينما وقفا أمامهن حتى يلقيا عليهن السلام وجدا عظيمه تتأفف وهى تنظر لفرح بحقد وتحدثها بحده : جلع بنات ماسخ لساتك جايمه دلوك
فأجابتها فرح بملل : آه
إزدادت حدتها وهى تستكمل : اومال لو عروسه صوح عتجومى ميتى
– بكره بالليل
إستشاطت غضبا من برود فرح فنظرت إلى ياسين : شايف مرتك بتحدتنى كيف
فأجابها بضيق : صباح الخير يامرات عمى
لاحظت ضيقه وعدم إهتمامه بما قالت فحاولت أن تهدأ ورسمت على وجهها الطيبه : صباح الخير يا إبنى ربنا يعينك على ما إبتلاك
فعقبت فرح بسخريه: آمين يارب ولا أقولك إدعيله ربنا يخلصه منى أسهل
صرت على أسنانها بغيظ : بت جليله الحيا إنتى مش عامله حساب لحد
فأجابتها فرح بتحدى :آه
نظرت هند لياسين وهى مبتسمه : صباح الخير يا إبن عمى
فأجابها بهدوء : صباح الخير عن إذنكم هروح أسلم عالرجاله
فحدثته عظيمه بإبتسامه مصطنعه : اتفضل يا إبنى
بينما نظرت هند لفرح بإبتسامه حنونه : صباح الخير ياعروسه
فأجابتها فرح ببرود : أهو صبااح
فتراجعت هند ظنا منها أنها كالبقيه تكرهها وذهبت إلى المطبخ حينما رمقتها والدتها بحده وهى تعقب : عروسه ليه يابتى خلى الطابج مستور
فهمت أم الخير ما تلمح له عظيمه فسايرتها لتزعج فرح : ليه ياستنا ماشوفنا الدليل وطلج النار إمبارح
فنظرت إلى فرح بسخريه : تلاجيها عامله عمليه من إياهم
فعقبت فرح بتهكم : إيه دا وإيش عرفكم الظاهر كنتو عملينها سابق ولا مين عارف مش يمكن بنتك المصونه جربتها
ألجمتهما الصدمه فلم يتوقعا تلك الجرأه ولم تعطيهما الفرصه للرد فدلفت للداخل لتحيى النساء التى أتت لمباركتها وبعد أن رحلن جميعا ولم يتبقى سوا زوجتا عمها وبنات أعمامها
جلست بجوارها ساميه وهى تبتسم بحنان : مبروك ياعروسه
فأجابتها فرح بإبتسامه هادئه : الله يبارك فيكى يامرات عمى
لوت كوثر فمها بسخريه : يارب ترفعى راسنا بقى ومتفضحيناش مع أهل جوزك
فأجابتها بحده : ملكيش فيه
– نعم
فأجابتها فرح ببرود : اللى سمعتيه إنتى مش جايه تباركى وباركتى طرقينا بقى أصلنا عرسان جداد ومش عاوزين إزعاج
جحظت عيناها بصدمه فقد ظنت أنها قد إنكسرت بعدما حدث بالأمس ولكنها لازالت قويه لا تهتم لأحد فوقفت وخرجت تشتعل بنيران غضبها بينما كتمت الفتاتان ضحكتهما ورمقتها ساميه بعتاب :ليه إكده
فوضعت فرح يدها على رقبتها : معلش ياماما أصلها خنيقه
إبتسمت ساميه : طيب أنى هجوم بجى أحصلها
فنظرت لها بضيق : ودا كلام ياماما الدنيا كوم وانتى كوم تانى خالص إنتى خط أحمر بالنسبه ليا يعنى مقدرش أبدا أزعلك مهما تقولى ولا تعملى
ضمتها ساميه إلى صدرها وربتت على ظهرها بحنو : تسلميلى ياضى عينيا عمرك ماحسيتينى إنك مش بتى
إبتعدت عن ساميه وأظهرت ضيقا وهى تعقب : ولزومه إيه تفكرينى بقى دلوقتى
فضحكت شهد : سيبكم من جو الدراما النكد ده خلينا فى المهم إيه الاخبار ياعروسه😉
تعجبت فرح متسائله : أخبار إيه؟!
فاجابتها شهد بمرح : أخبار الطقس هتكون أخبار إيه أخبار الجواز
فنظرت ساميه بحزن تجاه فرح : طمنينى عليكى يابتى
فاجابتها فرح بإبتسامه مصطنعه ولكنها أجادتها وإستطاعت إخفاء حزنها : فل زى الفل
فإبتسمت ساميه : ربنا يسعدك ياحبيبتى كان نفسى أجعد وياكى بس عمك جال منطولش
فنظرت لها فرح بترجى : طب سيبى البنات معايا شويه
– بس إكده ماشى وهخلى عز يبجى ياجى ياخدهم
بعد أن غادرت ساميه أخذتهما فرح وصعدت بهما لغرفتها وأغلقت الباب بقوه جعلتهما ينتفضان و تعجبتا تصرفاتها فقد ظنا أن ياسين زيف الأمر لذا هى تضحك ولا تبالى ولم يعلما أنها تجيد إخفاء مشاعرها فنظرت لها شهد تسألها بجديه : مالك فى إيه هو العريس مزعلك
فأجابتها بسخريه : عريس هه آه العريس
تعجبتا الفتاتان وسألنها سويا : ماله؟!!
فأجبتهما بصياح غاضب :زفت
ففزعتا من صياحها المفاجئ وعقبت رحمه : يالهوى خضتينى
بينما رفعت شهد حاجبيها بتعجب مستفسره : عمل إيه إوعى يكوم كان عنيف معاكى
نظرت لها فرح بحزن : العنف ولا الحنيه بتبقى بين إتنين مع بعض بس إحنا مكناش كده هو كان قاضى وصدر حكمه وناوى يجلدنى بس حكمه خانه وطلعت بريئه لغى قلبه وحكم عقله وعقله خانه
فسألتها رحمه : هو زعلك أوى كده؟
فأجابتها بأسى : تصدقى فاتت سنين نار حبه فى قلبى مش عاوزه تنطفى لا ببعد ولا بوجع ولا أى شئ لكن هو فى لحظه خمد نار حب العمر كله
نظرتا متعجبتان وهما يسئلاها بلهفه : ازاى؟!!!
تنهدت بحزن : لحظه ماقالى إن الناس عاوزين يتأكدوا إن كنت بنت ولا لأ سألته وأنا بتمنى ميبقاش زيهم سألته إن كان عاوز يتأكد هو كمان
إقتضبت شهد فقد أدركت ماحدث بينما سألتها رحمه : وقالك إيه؟
أجابتها بعيون دامعه : قالى مش وقته خلينا نخلص من الموال ده وكل حاجه عملها بعدين كانت بتأكد إنه زيهم وصدمته لما إكتشف إنى بريئه كانت أكبر دليل لحظتها بس بطلت أدورله على مبررات وعرفت إن خلاص كده كله إنتهى وأنا هعيش هنا بمزاجى وهحرق كل اللى يضايقتى هما جايين يطلعو فيا عقدهم بس على مين
فإبتلعت رحمه ريقها وهى تسألها : ومش خايفه؟
فأجابتها بجمود : لأ
لكن شهد نظرت لها بخوف : بس بابا هيبهدل الدنيا
فأجابتها فرح ببرود : ولا يهز فيا شعره أنا اللى مريت بيه إمبارح كفيل بإنه يخلينى جسد وقلب ميت ميهمنيش من حد وأهى فرصه بنت عمه الغاليه تواسيه ويتجوزها
صاحت بها رحمه غير مصدقه : يتجوزها دا إيه وانتى
فأجابتها فرح بسخريه لاذعه : حبيبتى أنا تخليص مصالح بين العيلتين ودا اللى سكت عمى وخلاه وافق والست عظيمه وبنتها كانو بيرسمو يتجوزها ودلوقتى عاوزين يطفشونى أو يحرقو دمى وأنغص عليه حياته فيدور عليها ميعرفوش إننا مفيش بينا حياه من أصله
نظرتا لها بحزن بينما كان ياسين يسترق السمع حينما صعد إلى غرفته بعد أن إنتهى من الزيارات ولم يكن يعلم أن معها أحد وكاد أن يفتح الباب حينما سمع صوتها وهيا تصرخ فتوقف ليسمع ما الذى أغضبها هكذا وكانت كلماتها خنجر مسموم ينحر أوردته فقد طُعنت فى كرامتها ولن تسامحه بسهوله فإبتعد وذهب إلى الحديقه فى ركن بعيد وإستلقى على ظهره ينظر إلى السماء حتى غلبه النوم وإستيقظ ليلا فى وقت متأخر وذهب إلى غرفته فوجدها نائمه إستلقى بجوارها بصمت وهو ينظر لها يتأملها حتى غفى بجوارها
إستيقظت فرح فوجدت نفسها بين ذراعى ياسين فإبتسمت بهدوء فلأول مره تكون بهذا القرب منه تأملت ملامحه بشوق هى تبدو بارده جامده لا تهتم كارهه له بعدما حدث لكنها فى الحقيقه هشه ضعيفه عاشقه له رغم كل شئ تبحث عن أمانها بجواره لكنها تريده أن يندم أولا حتى لا يكرر إهانتها ولكن هل ستستطيع فقناعها البارد يتصدع بوجوده فحاولت النهوض والإبتعاد حتى لا تضعف ولكنه متمسك بها بقوه وظلت تحاول حتى إستيقظ فجمدت حركتها ولم تستطع فعل أى شئ وهو يتأملها بهيام ثم إقترب منها وقبل جبينها ونهض صامتا فتعجبت من فعلته كانت تظن أنه سيحاول التقرب إليها أوالإعتذار ولكن لا لا شئ
ظلا صامتان حتى النظرات يتفادينها حتى حينما نزلا سويا لتناول الطعام مع العائله كانا كالغريبان
جلست عظيمه بجوار فرح متعمده فعلم الجميع نيتها ولكنهم انتظروا لكى يتأكدوا منعا للمشاكل فقد تكون مصادفه ولكن عظيمه لا تعلم المصادفات فنظرت إلى فرح من أعلاها لأسفلها: باه وديه إسمه إيه ديه
تعجبت فرح متسأله : هو إيه ده؟!
طرقت عظيمه على فخذ فرح بحده شديده : ديه
فصرخت فرح متألمه وهى تبعد يدها عنها : اااه إيدك
زفر راشد بضيق فقد بدأت زوجته فى مضايقه فرح ولم يمر على الزفاف سوا يوم واحد :جرى إيه يا عظيمه
فأشارت نحو فرح بغيظ : موعيش لخلجاتها
فنظر لها جاسر متعجبا : مالها؟!
فأجابته هند موضحه : جصدها عالمنطلون
تحسست فرح بيدها موضع صفعتها وأحست بألم شديد فيدها كانت فولاذيه ولكن ما آلامها أكثر هو صمت ياسين على مايحدث
نظر جاسر إلى فرح ثم نظر لوالدته : دا بنطلون جيبه ولابسه بلوزه واسعه عليه ثم مفيش داعى للغيره هيا صحيح أحلى منك ستين مره لكن مفيش داعى للغيره دى أد بنتك إحترمى سنك عالأقل
إستشاطت عظيمه غيظا : وه انت عتشتغلها محامى ولا إييه
فلوى فمه ساخرا ثم عقب : لأ بس بالنظر بينكم هدومها حشمه أكتر من جلبيتك اللى مش مفهوملها دى جلبيه ولا بدله رقص
صاحت عظيمه غاضبه : باه انت اتجنيت ولا إييه عتجول إكده ليا أنى أمك
فأجابها ببرود : أهو أحسن ما الغريب يقولها
فنظرت لفرح بحده : هى العروسه كلت عجلك انت كومان والا إييه
كانت تلميحتها جارحه ولكنه لازال على صمته فقررت فرح أن تدافع عن نفسها وتكف عن إنتظاره ففعلته يوم الزفاف أكدت لها منزلتها المتدنيه عنده لن تتحمل أكثر هذه المهزلة فأجابته بهدوء مستفز : والله كتر خيره أهو طلع حد فى البيت ده بيقف جنب المظلوم و كفايه أنه شايف هدومى محترمه مش زى ناس بتتلكك وهدومها ولا بلاش
صرت عظيمه على أسنانها بغضب ثم رمقتها بحقد : خلجاتى زينه وعجبانى وكل الحريم بيلبسو إكده وجال على رأى المثل كل اللى يعجبك وإلبس اللى يعجب الناس
فعقبت فرح على حديثها بسخريه : والله أنا المثل عندى مختلف خالص وأنا بحب امشى عليه
تعجبت عظيمه من حديثها متسأله : مثل إييه ديه؟!
أجابتها بسخريه : كل ما يليك وإلبس اللى يسترك ويداريك
فغرت عظيمه فاهها بذهول : هااه
بينما أشاح ياسين بوجهه ليخفى إبتسامته فهى مهما حدث تظل قويه لا تهاب أحد أما باقى العائله فجميعهم ضحك على هيئة عظيمه مما جعلها تنظر إلى ياسين بغضب : جرى إييه يا ياسين ماتعلم مرتك تحترم كبارات العيله ولا خليص عتدجلعها على جفانا
إستمر صمته وهو يتناول طعامه بلا إكتراث لأحد
إبتسمت هند بتوتر وهى تحاول أن تهدأ الوضع :وه يا أمه ياسين زين الرجال وفرح زين
قاطعتها قهقهت فرح الساخره ثم نظرت لها: الأوض فوق فاضيه إطلعو وإرحمونا من المناظر المقرفه دى
ثم نظرت إلى عظيمه : إبقى علمى بنتك لما تتغزل فى راجل متجوز بلاش عالأقل تعمل دا قدام كبارات العيله ههههههههههه دلوقتى بس عرفت ليه متجوزهاش عشان الفيلم الزباله اللى عملتيه ليلة الفرح مكنش ينفع تعمليه معاها وإلا المستور هينكشف
ألقى ياسين معلقته على الطاوله بقوه وهو يصيح بفرح بحده : فرح
فنظرت له ساخره : إيه دا طلعلك صوت يا هه ياعريس
فأجابها بغضب : عشان لسانك بدأ يخوض فى الأعراض
لم تهتم لغضبه وإستكملت سخريتها : ههههههههه والله لأ راجل أهوه طب متشممللتش وقولت الكلام ده ليه لما خاضو فى عرضى يا هه يا زين الرجال
أشاح بوجهه فهو لن يستطيع مواجهتها الآن فهى لاتزال ثائره مما حدث بينهما
لم تنتظر أكثر ونهضت وغادرت المكان وخرجت شبه راكضه إلى الحديقه تحاول أن تنعم بهواء نظيف تتنفسه ولكنه ركض خلفها نادما يبحث عن كلمات تسعفه ولكن لا يوجد
وجدها تجلس على المرجوحه فبدأ بتحريكها ببطأ فقالت بهدوء حزين : من فضلك سيبنى لوحدى
تعلثم فى الحديث وهو يقول بندم : أأ أنا أأ أنا آسف
– على إيه بالظبط
– على كل حاجه
تنهدت ببطأ ثم سألته : وبعدين؟
– طالب منك فرصه تانيه
– ها وبعدها تمشى ورا خزعبلات وعادات عبيطه وتذلنى تانى مش كده
فأجابها بلهفه : مش هيحصل
فتحدثت بضيق : لأ هيحصل طول ما الثقه منعدمه بينا
وقف عن تحريكها وهو يسألها بقلق : إنتى أأ إنتى مبتثقيش فيا؟
فأجابته بضيق : أثق ازاى إذا كنت انت نفسك مبتثقش فيا
فعقب سريعا : لأ بثق
فسخرت قائله : آه بأماره ليلة الفرح
فحدثها بندم : حقك عليا فرح أنا عمرى ما إعتذرت لحد ولا إترجيت حد دا لوحده مش كفايه يثبتلك إنك مميزه أوى عندى أرجوكى
فصمتت ولم تعقب فزفر بضيق وأوقف المرجوحه وجذبها نحوه وهو يميل برأسه نحو أذنها وسألها بحزن : طب أفهم من سكوتك دا إيه فى أمل ولا لأ ؟
لم تجد جوابا مناسبا فهى رغم عشقها له لن تسامحه بهذه السهوله خاصه بعد ما حدث منذ قليل فهو حتى لم يدافع عنها أمام تلك الشمطاء ولكنها أيضا لن ترفضه نهائيا فقلبها لا زال متعلق به لذا آثرت الصمت ثم نهضت سريعا ودلفت إلى الداخل بينما وقف ينظر فى إثرها بندم ثم جلس مكانها على المرجوحه فاردا ذراعيه مستندا برأسه للخلف ناظرا للسماء حتى أته صوت جده الحاد : واد يا ياسين
فزفر بضيق وهو يعتدل ثم نهض وذهب يساعده فنفض الجد يداه بغضب : بعِّد يا ولد فاكرنى ختيرت ولا إييه أنى أجدر أمشى لحالى
فأجابه بملل : أيوه طبعا ياجدى
نهره جده بضيق : انت عتاخدنى على كد عجلى ولا إيييه
تأفف ياسين بضيق وهو يرجوه : جدى وربنا فيا اللى مكفينى مش رايق أنا أقعد أدادى
رفع الجد حاجبه وهو يسأله: وه واما انت موجوع إكده يبجى هى كيفها بجى
قضب ياسين حاجبيه وهو يسأله : قصدك مين؟
– مرتك يامخبل
اقتضب حاجبيه أكثر وهو ينظر له بإستغراب بينما أكمل الجد : متفكرنيش غفلان صوح أنى جليل ما بجعد وياكم الله يهده المرض بجى بس دريان بكل حاجه واللى عِملته يجل منيك جبليها
تعجب سألا : يقل منى ازاى؟!
نظر له بجانب عينيه يسخر منه بضيق : لما متأمنش للحُرمه اللى شايله إسمك من أول ليله تبجى عتعمل عيله وياها كيف ولما تهملها لمرت عمك تبجى ملطشتها وانت موجود تبجى إيييه ياواد ولدى بجى جاسر هو اللى يحاميلها وانت جاعد كيه الدبشه
تأفف وهو يعقب : آه دا انت عندك تقرير مفصل بقى أكيد جابر بس هو لحق عرف ازاى
نهره بضيق : متتمجلتش عليا ياواد انت جابر ده ولدى اللى مخلفتوتش بوك كان تاعبنى وعمك زى جلته وانت وجاسر عتخلصو عالباجى
تصنع الحزن وهو يسأله بمرح : ليه بس دا أنا حبيبك
فأجابه الجد بهدوء : ياولدى انت زين الناس بس لو تشغل عجلك وتنسى علام مرت عمك الله يحرجها
– طب ماجاسر مش تربيتها ومش عاجبك برضو
– جاسر راجل صوح بس غبى واخد خيته بذنب أمها
تنهد ياسين بضيق : الصراحه رغم إنها مبتخالفش أمها بس بحسها غلبانه
أكد الجد : هند منكسره وأمها عملاها خدامتها وعمك وولده وجودهم زى جلته محدش فيهم واعيلها ومهملينها لعظيمه تحكم وتتحكم فيها دا حتى العلام يا ولدى مخلتهاش تفك الخط عشان تفضل سحباها وراها
– طب وأنا أعمل إيه لو إدخلت هتلبسنى فى الحيط ومش بعيد تطلع إشاعه جديده عننا وأنا وفرح علاقتنا بايظه لوحدها
– هى مورهاش غير الأوشعات كفايه أوشاعه الفرح
إقتضب جبينه وهو يسأله متعجبا: إشاعه إيه؟!!
رفع الجد حاجبيه وهو ينهره بضيق : وه انت على طول مدريانش بحاجه إكده اومال كبير البلد كيف يا حزين
زفر بضيق : بطل تبكتنى وفهمنى إشاعة إيه
فأجابه بهدوء : أم الخير نشرت فى الفرح إنك شاكك ف مرتك عشان إكده عاوز تتوكد وتعرف الخلج لو هى لساتها بت ولا له وإنك إتجوزتها لأجل مُصلحه بينك وبين عيلتها والخلج كانو مش مصدجين هما دريانين بحجد عظيمه وأم الخير بس اما عِملت اللى عِملته أكدت حديتها وخليت الكل يتحدت عنيها
جحظت عيناه بقوه وهو يهب واقفا كالإعصار فلم يهتم الجد وأكمل لومه :شوفت آخرتها ليها حج مرتك متعديهاش على خير
إحمرت عيناه وهو يصيح بصوت جعل حوائط المنزل ترتجف :جاااابااااااااار

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية جنون العشاق)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *