روايات

رواية ظل السحاب الفصل الفصل العاشر 10 بقلم آية حسن

رواية ظل السحاب الفصل الفصل العاشر 10 بقلم آية حسن

رواية ظل السحاب الفصل البارت العاشر

رواية ظل السحاب الفصل الجزء العاشر

رواية ظل السحاب الفصل الحلقة العاشرة

صدمة! .. حبيبته؟ كانت تظن أنها أخته أو… أو ماذا؟ .. هذا المراد اتضح أنه عاشق، لا تدري لما شعرت بنكزة ف قلبها أوجعتها..
تعجبت نيرة من سكوتها: ف إيه يا فريدة؟
مسحت دموعها -والتي كادت أن تسقط- بيديها بسرعة، وردت بنبرة مبحوحة
: مفيش .. المهم قوليلي إيه اللي مطلوب مني دلوقتي؟
: زي ما قولتلك ترجعي تشتغلي عند مراد تاني
: أنا آسفة، مش هينفع
قالتها بهجوم خفيف، لتسأل الأخرى: ليه!
عقدت حاجبيها: عشان هو رفدني ومش حاببني ف بيته
: ملكيش انتي دعوة، أنا هفهمه انك راجعة عشاني مش عشانه!
نهضت بتأفف: وليه كل دة، أنا أصلاً مش عايزة أرجع
لتقف نيرة وتردف: هحكيلك كل حاجة بعدين، بس هسيبك تمشي دلوقتي عشان متتأخريش، وهنتكلم تاني، ها؟
أومأت برأسها.. لتردف نيرة
: تحبي أوصلك؟
: لا مفيش داعي، أصل رايحة المجموعة
: مفيش مشكلة، تعالي هاخدك ف طريقي
 ثم ذهبا الإثنان معًا..
_______
يجلس بالردهة يشاهد التلفاز، وتدخل هي من الباب، ثم يراها وينهض ليسألها
: كنتي فين يا نيرة!
سارت صوبه ثم أجابت: كنت بشم شوية هوا، من ساعة ما جيت وأنت مطنشني خالص، مش هاين عليك تاخدني ف أي حتة!
قالت بتكشيرة طفولية، ليردف بابتسامة باهتة: ان شاء الله هنخرج، بس أروق من ضغط الشغل دة
اقتربت منه ومسدت بلطف على وجنته .. ثم تحركت وجلست ع الأريكة وأردفت
: بمناسبة الشغل، أنا بفكر آجي أشتغل عندك، إيه رأيك؟
:تشتغلي عندي؟
ردد مستنكرًا، ثم أردف: ف حد يطلب يشتغل ف ملكه؟
ضحكت: ملكي إيه بس! مانت عارف ورثي كله ضيعته ع السفر! حتى المشروع اللي عملته هناك فشل، إنما دة مجهودك انت
: كل حاجة بملكها هي ليكي يا نيرو .. وتعالي هنا، انتي خلاص مش هترجعي أمريكا تاني؟
قالت بتردد: والله… اممم، مش عارفة، بس حتى لو مجرد أجازة مش حابة أقضيها من غير شغل
: خلاص، اعتبري نفسك مكان رئيس مجلس الإدارة والشركة كلها تحت أمرك، عيني نفسك اللي تحبيه
وضعت يدها ع كتفه ثم قالت بمزحة: هختار أعلى منصب طبعاً، المدير
ثم قهقهت ليكتفى الأخر بابتسامة طفيفة
_______
: شوري عليا أعمل إيه يا نرمين ؟
هتفت فريدة، التي تقف أمام محل عصائر، لترد الأخرى بعد ثوان، بسبب انشغالها ف شفط العصير ..
: والله أنا من رأيي ترجعي، كدة كدة أبوكي ما يعرفش إنك مرفودة يا مفرودة، وبالمرة أنا متأكدة فضولك هيموتك عشان تعرفي سر مراد الخطير اللي غيره بالشكل دة
أردفت بتنهيدة: مش هنكر! بس بصراحة أنا مضايقة من الأسلوب الزفت اللي عاملني بيه، دة بعتر بكرامتي الأرض
قالت ساخرة وهي تطيل النظر في الكوب الممسكة به: ومين فينا كرامته متقرصتش، وبعدين دة عمل انساني، وربنا يشفي كل مريض
تذمرت: أبو استظرافك يا شيخة.. وبعدين أنا باخد رأيك ليه أساساً، دة انتي هادي عاملك عقب سيجارة ف إيده، هتحسي ازاي بالحيرة اللي أنا فيها!
أشاحت بيدها بلا مبالاة لتتابع بحنق: جاتك نيلة عليكِ وع قلة ذوقك
لتأخذ منها العصير باغتياظ وتضعه ع الرخامة،ثم تتركها وتذهب..
تهتف: بت استني مش معايا فلوس منك لله
صاحب المحل: الحساب يا آنسة
لتقف نرمين كالصنم دون إعطاء أي رد فعل
_______
جاءت إلي الشركة ثم صعدت مكتب مراد ودلفت للداخل ..
بابتسامة: صباح الخيــر!
وقف لها ثم تقدم منها وهو ينظر للساعة: صباح! الساعة 11 يا هانم
ضحكت ثم تمتمت: يوه بقا هنبتديها من دلوقتي؟
أردف مؤكدًا: طبعاً، النظام أهم حاجة ف الشغل
رفعت يدها بالتمام: تحت أمرك يا فندم .. المهم هشتغل إيه؟
وقبل أن يجيب تابعت بتعجب: أنا لاحظت إن مفيش عندك سكرتيرة
: أيوة، مهو عماد يعتبر دراعي اليمين، وماسك كل الشغل
قالت بمداعبة: مابتثقش ف أي حد انت!
داعب أنفها: طول عمري
ضحكت بخفة، ثم سألت: طب إيه هتخليني سكرتيرتك؟
: لأ، دة شغل تقيل عليكي، أنا هحطك ف مكان خفيف كدة عشان متمليش، وف نفس الوقت تشوفي الوضع ماشي ازاي.
داعبت وجنتيه بحب: حبيب عمته يا ناس
ثم أخذها معه ليريها مكتبها الجديد
______
ف منزل آخر، يجلس عثمان ع أحد الأرائك وبجواره معتز ولده..
: عرفت ان عمتو نيرة جات من أمريكا!
هتف بها معتز، وهو يفرك بيديه اغتياظًا، ثم رد عثمان بعد تنهيدة قوية
: أيوة، بس طبعاً هي مش هتيجي ولا تسأل عني!
حرك جسمه نحوه: مش مهم، أساساً العيلة دي كلها أنا مش بطيقها
: محسسني إنك ابن حد من برة العيلة دي
تهكم، ثم أردف بنبرة يتخللها الإستهزاء: أنا ماخدتش منكم غير الإسم أصلاً .. اطردت من الشركة، ودلوقتي الست نيرة وصلت، وهتكش ع كل حاجة
بنبرة ماكرة: مانت اللي خايب قولتلك خليك ذكي وأدخله ف سكة الطيبة والبراءة، كان زمانك طالعلك بمصلحة، دة حتى الفلوس اللي ف خزنة الشركة ماعرفتش تاخدها
نهض مندفعًا ليهتف في عصبية: وأنا أعرف منين إنه ممكن يطردني، ما أدتش خوانة لـ دة كله
ليتحرك خطوتين ويهمس لنفسه وهو يجز ع أسنانه: دة أكيد شاف ورق الصفقات اللي عملتها من وراه، وعرف إني بسرق إسمه .. بس أنا لازم أرجع المستندات دي بأي طريقة عشان آخد بقية فلوسي من الشركا وإلا مش هطول مليم أحمر..
زفر بقوة ثم طالت نظراته للفراغ، متوعدًا ف نفسه ألا يترك ذلك الورق مهما كان الثمن..
_________
:أنا مش فاهمة هرجع ازاي أنا دلوقتي، الشغالين هياكلوا وشي !
هتفت فريدة بزمجرة طفولية، وهي تجلس بجوار نيرة التي تقود عربتها، ثم تقول بعد أن ضحكت
: شوفي يا ستي، انتي هترجعي ف حمايتي أنا، ماحدش يقدر ياكل وشك ولا حاجة دة انا كنت طردتهم
قهقهت بقوة ع برائتها، تظن أن هذه الكلمة تعني الإعتداء بالضرب المبرح أو ما شابه..
تعجبت نيرة: بتضحكي ع إيه!
نظرت لها: ولا حاجة .. المهم هنعمل إيه لو مراد موافقش بيا!
قبل أن تجيب سألت: انتي قولتي لأهلك زي ما قولتلك امبارح ف الفون؟
: أيوة، وبعدين هم ما يعرفوش اللي حصل، فاكرنّي واخدة أجازة عادي، وبابا عارف إني هرجع النهاردة!
: تمام أوي، شوفي يا ستي.. احنا أول ما ندخل كدة…….
________
هبط الدرج ثم هتف ينادي ع السيدة عفاف لتأتيه: أمال نيرة فين؟
: خرجت من شوية، بس مقالتش رايحة فين
: طب اتفضلي انتي
أشار إليها بالذهاب ثم خرج للحديقة .. وبعد لحظات وجدها تدلف من البوابة الرئيسية فتقدم صوبها يهتف قائلًا..
: كنتي فين يا نـ….
كاد أن يتابع لولا أن رآها تقف خلفها، جعد جبينه بشده حتى تكونت خطوط رئيسية بجبهته..
: انتي جايبة البنت دي معاكي ليه!
صاح بتساؤل ناظرًا لها، ويشير إلى فريدة .. قبل أن تجيب نيرة، هتفت فريدة بدهشة مصطنعة
: هو حضرتك جايباني أشتغل هنا؟ يعني انتي كنتي بتتفقي معايا ع شغل وانتي قريبة البيه
أشارت إليه بقرف، ليصيح الآخر بحدة: نعم!! .. أنا مش حذرتك انك متعتبيش البيت دة تاني؟
قال وهو يرفع بسبابته، لتلاحظ فريدة القماش الملفوف حول كفه الذي جرح ف ذاك اليوم ..
رفعت بجفنيها لترى الشرر يخرج من عينيه، خافت لوهلة أن ترجع له نوبة الغضب..
عاد صاح لـ نيرة: انتي تعرفي البت دي منين
: بت أما تبتك ياض، هو أنا عشان سكتلك المرة اللي فاتت، خلاص هتاخد عليا!!
نعرت ثم عوجت جانبي فمها، رفع بقدمه حتى يتحرك ناويًا أن يفعل شيئًا حتى يخرس لسانها اللعين، لكن أوقفته نيرة بسرعة ..
: أهدى بس يا مراد أنا هفهمك
زمجر: تفهميني إيه وزفت إيه! انتي ازاي تتصرفي من دماغك يا نيرة
: أخص ع التربية، بيقول لعمته نيرة حاف!
همست من بين أسنانها، ثم أمسكت نيرة معصمه وقالت: تعالى بس وأنا هقولك..
سحب ذراعه بضيق ثم سار أمامها بحنق وهي خلفه..
تنفست الصعداء ثم تمتمت: شكلنا مش هنخلص من المشاكل
______
: ازاي يا نيرة تسمحي بدخول البنت دي تاني، وكمان من غير ما تقوليلي !!
صاح وهو يدخل أحد الغرف ثم أردفت نيرة بتمثيل: يا مراد أنا… أنا معرفش اللي حصل بينكم
استدار لها لأنه يعلم بأنها  سألت وعرفت سبب مرضه
هتف بخفة محذرًا: نيرة!
: طب خلاص، بصراحة أعرف، بس أنا كنت عايزة حد بيطبخ كويس، وف نفس الوقت مضمون، بدل ما انا مقضياها أكل من برة، وأنا سألت وكلهم شكروا ف فريدة، فيها إيه بقا لما ترجع تاني!
صاح: فيها انها اتعدت حدودها، وفكرت نفسها واحدة من البيت وتعمل اللي هي عايزاه، وأنا طالما حاطط قواعد هنا يبقى الكل يمشي عليها!
ربعت يديها أمام صدرها: كل دة عشان خاطر أنها دخلت أوضتك!
: أيوة
صرخ ف عصبية، ثم تابع: ومش عايز كلام تاني
اقتربت منه، ووضعت يدها ع صدره ثم تمتمت بهدوء: طب اهدى .. وعايزة أقولك أن البنت مكانتش تعرف حاجة، يعني ملهاش أي ذنب، كان المفروض تنبه عليها هي كمان!
حاول ألا ينفعل: هي حضرتها بتشتغل ايه؟ طباخة ولا بتنضف أوض؟
: يمكن هي لاحظت ان الشغالين مدخلوش أوضتك، فقالت تساعدهم! أكيد نيتها مكانتش وحشة؟
حاولت أن تجد مبررًا حتى يزافق ع عودتها .. تنهد محاولًا ألا يفقد آخر ذرة صبر.. لكن مع إصرار نيرة، قد تمهل ف قراره، بالفعل هي لم تكن تعلم بشأن الغرفة، ولم يخبرها بألا تقترب منها، كما هو الحال مع باقي العاملين..
تعجب هو لنسيانه أمرٍ كهذا، فهو حقًا أي فرد جديد يدخل الڤيلا، الأمر الأول يعطيه يكون خاص بتلك الغرفة..
لكن ومع هذا لن يستطيع نسيان ما جرى، ولن يسامحها..
تنهد مراد لينظر لها ويردف ف هدوء واهي: بصي يا نيرة، أنا مش هقدر اتقبل وجودها مرة تانية ف البيت، لو كنتي عاوزاها يبقى أمشي أنا..
كان سيذهب لولا أوقفته بسرعة: مراد، إيه اللي بتقوله دة، معقول يعني مش طايق وجودها لدرجة انك هتسيب البيت!!
رد ببساطة: أيوة .. عشان أنا متعودتش أرفضلك حاجة انتي عايزاها
تتوسله بعيونها: مراد أرجوك بلاش تعمل كدة.. انت كدة بتحيرني أوي، وبتحطني ف موقف وحش ف النص ما بينكم انتوا الاتنين!
مسد ع ذراعها وقال بنبرة هادئة: مفيش حيرة ولا حاجة، أنا عارف انك محرجة تمشيها، عشان كدة أنا هسيب البيت.
فتح الباب وخرج لتصيح نيرة وراءه: مراد استني عشان خاطري
: والله وحشتينا اليومين دول يا فريدة
قالت إحدى العاملات لتردف فريدة: حبيبتشي يا سماح
: ناوية ترجعي تاني؟
سألت عفاف، وقبل أن تجيب رأت نيرة تجري خلف مراد لتتمتم
: شكلها كدة مش باينلها رجوع
لتتحرك نحو الدرج وتصعده ثم تسأل: ف إيه؟ ماله الأخ؟
بدموع: مراد عاوز يسيب البيت ويمشي يا فريدة، شوفتي عمايله؟
لتزم فريدة شفتيها بحنق: والله إنه شخص معدوم الإحساس…
ثم تربت على كتفها: متزعليش، أنا همشي عشان مسببلكيش احراج أكتر من كدة
مسحت دموعها وقالت بحزم: لا يا فريدة انتي مش هتمشي، هو حر .. بس انتي مش هتخرجي من هنا!
نظر الإثنان أمامهما ليجدانه يخرج ويسحب خلفه حقيبة كبيرة .. وقف وأعطى نظرة سخط لفريدة، ثم هبط لأسفل آخذًا طريقه للذهاب..
لتصيح نيرة وهي تهرع خلفه: مراد…………..
يتبع..
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على (رواية ظل السحاب )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *