روايات

رواية عازف بنيران قلبي الفصل الثالث والأربعون 43 بقلم سيلا وليد

رواية عازف بنيران قلبي الفصل الثالث والأربعون 43 بقلم سيلا وليد

رواية عازف بنيران قلبي البارت الثالث والأربعون

رواية عازف بنيران قلبي الجزء الثالث والأربعون

عازف بنيران قلبي
عازف بنيران قلبي

رواية عازف بنيران قلبي الحلقة الثالثة والأربعون

ان كنت في قاع المحيط …..
أنا ا أشعر بك
ولو كنت في جوف الارض ….
انا أسمعك
بيننا رباط روحي ……
وليس لي حاجة لعين او اذن
للعثور عليك
فقط…..
اذكرني في خاطرك….
وانا ساصل اليك ……
اينما تكون
❈-❈-❈
جلست بحديقة منزلها تنظر الى ابنتها وهي تلهو مع كيان، تهرول خلفها وتسقط كل خطوة بسبب صغر سنها
-قمرتعالي هنا، متحروحيش عند البيسين
استدارت كيان واتجهت تمسك عروستها ووصلت إليها
-قمر متزعليش ياقمر انا اسفة، خدي اهي، وانا هقول لبابي يجبلي واحدة تانية
نهضت سيلين إليهما
-مالكم زعلانين ليه..أشارت على قمر ابنتها التي تبلغ من العمر سنتين
-انطي سيلي، قمر عايزة عروستي، خلاص انا ادتهلها، قالتها كيان التي تبلغ من العمر ثلاث سنوات ونصف
دنت منها سيلين وقبلتها
-شطورة كوكي حبيبة عمتو..جلست ومطت شفتيها
-مامي وبابي اتاخروا اوي، وامير راح مع نانا بعيد..انا عايزة بابي ومامي
جلست سيلين تضمها بحنان، وحزنت عندما تذكرت خروج يونس وراكان منذ عدة ساعات
طب ايه رأيك نروح لأنطي نجلاء تعملنا شكولت كيك
صفقت الطفلة ونسيت ماكانت تسأل عليه..أشارت سلين إلى مربية ابنتها
-خديهم اكليهم كيك بس مش كتير وخصوصا كوكي عشان عندها حساسية
-حاضر يامدام..جلست بعد دخولهم إلى المنزل وجلست، تضع كفيها على احشائها
قبل ثلاث سنوات وخاصة باليوم الثاني من رجوع يونس من شهر عسلهما
يجلس بالحديقة ينتظرها وهو ينفث تبغه، وجد يونس دالفا بسيارته دون حديث
تحرك متجها له توقف أمام السيارة ..ترجل يونس ويبدو عليه الإرهاق
-يونس مالك فيه ايه؟!
ضيق يونس عيناه متسائلا ؟!
-مش فاهم أكيد راجع من الشغل تعبان هكون عامل ازاي
دنى وهو يحدق بنظراته
-تعبان ولا فيه حاجة تانية
زفر يونس متنهدا بغضب
-راكان انا مش قادر اقف على رجلي،انا عامل ست عمليات قيصري غير الطبيعي والله ماقادر اقف
ربت راكان على ظهره
-خلاص روح ارتاح دلوقتي ونتكلم بعدين..تحرك مغادرا دون حديث..قابلته والدته وهو متجها إلى منزله بالدور العلوي
-يونس..أطبق على جفنيه متألما واستدار إليها بهدوء
-ماما ممكن تاجلي اي حاجة حقيقي تعبان جدا ومش قادر اقف..قالها وتحرك لأعلى سريعا
تاففت والدته بضجر تضرب قدمها بالأرض
-هيفضل لحد امتى مجنون بالاستاذة سيلين، دا حتى مبقاش يقعد معانا
-ياماما ياحبيتي، سبيهم في حالهم، دول لسة عرسان
تحركت للداخل وهي تسب ابنتها
صعد للأعلى دلف يبحث بعينيه مستغربا عدم مقابلتها له ككل يوم..وصل إلى الأريكة وألقى مفاتيحه وألقى نفسه بإرهاق مطبق الجفنين ينتظر هبوطها المجنون واللعب بمشاعره كعادتها
مر قرابة الربع ساعة والوضع كما هو، نهض ببطئ متجها إليها
كانت تغفو على الفراش وهي تعتصر ألما
استمع الى أنينها، انتفض قلبه على حالتها واتجه إليها سريعا
-سيلين مالك حبيبتي ؟!
جسدها يتصبب عرقا ورغم تعرقه إلا أنه باردا كبرود الموتى .ألقى نفسه بجوارها يضمها لصدره، اعتقادا بأنها تصاب بنزلة برد
وضعت رأسها بأحضانه تتألم
-يونس ممكن تغطيني
قطب مابين حاجبيه
-الجو حر ياسيلي، هجبلك مضاد حيوي وهتروقي عليه
أمسكت يديه بعدما وجدته مغادرا
-لا مش محتاجة مضاد حيوي، فيه مسكن ممكن تطلب تجبهولي
جلس أمامها يضم وجهها
-مسكن ايه ياقلبي، ماتخافيش هجبلك حاجة كويسة، وضعت رأسها على الفراش متألمة تمسك احشائها
-يونس اسمع الكلام..نظر إلى كفيها وفهم مايؤلمها، هبط إلى المطبخ وقام بعمل مشروب دافئ، واتجه للأعلى
جلس بجوارها
-سيلي قومي حبيبتي اشربي دا وهتخفي..هزت رأسها رافضة
-لا مش عايزة، عايزة المسكن بتاعي
رفعها غصبا وجلس خلفها يحتضنها بذراعيه، وأمسك الكوب
-اشربي دا وبعدها هتخفي..ازاحت كفيه بهدوء
-ابعده عني يايونس مش قادرة
وضعت رأسها على كتفه
-تعبانة يايونس، بطني بتوجعني اوي
همس بجوار أذنها
-حبيبتي عارف انك تعبانة من ايه، انت ناسية انا دكتور ولا ايه..هنا فاقت بصدمة من همسه، ارتجف جسدها بين يديه وشعرت بالخجل
-يونس وسع كدا، مش فاهمة قصدك
قهقه عليها يجمع خصلاتها على جنبا، ثم وضع رأسه بعنقها
-قوليلي اعمل فيكي ايه ياسيلي على وجع قلبي دا
أطلق تنهيدة مرتعشة من داخله وهو يمسد على خصلاتها
-فيه واحدة عاقلة تعمل ال حضرتك بتعمليه
عارفة ومتأكدة فيه ايام المفروض تحافظي على نفسك من جو المكيف، بس حضرتك عشان تحرقي يونس وتجننيه تعملي حركات طفولية
انسابت عبراتها من الألم ..رفع رأسها وطبع قبلة على رأسها
-حبيبتي آسف مكنش قصدي ازعلك ..تراجعت بجسدها عليه فحاوطها بذراعيه متراجعا للخلف يضمها متنهدا على عقلها الطفولي، أطبقت على جفنيها ووضعت رأسها بأحضانه لتذهب بنوما مرتاحا بعدما انهت ذاك المشروب بالأعشاب
اغمض عيناه وذهب بسبات عميق بسبب شعوره بالتعب والارهاق
❈-❈-❈
عند ليلى وراكان
جلس بعدما ودع يونس حاوطت أكتافه من الخلف
-حبيبي اتأخرت عليك، رفع كفيها يطبع قبلة عليها
-ايوة اتأخرتي دا كله..جلست بأحضانه تعانقه وتنهدت
-بنتك مكنتش راضية تنام عذبتني لحد مانامت
حاوطها يضع ذقنه على رأسها
-بنتي عذبتك، هز رأسه واردف
ماهي طالعة لممتها معذبة باباها على الأخر
-راااكااان ..أطلق ضحكة صاخبة وهو يرفع ذقنه إليها
-اغريني ياحبي اصلي ناقص اغراء ..لكمته بصدره
-بس بقى اسكت، متضحكش كدا ..دنى ينظر لسحر ليلها
-ليه ياقلبي اسكت، هو الضحك ممنوع ..دنت تداعب انفه بانامله وابتسمت
-لا مش عايزة تضحك وخلاص ولازم تسمع الكلام
وضع جبينه فوق خاصتها
-حاضر ياروحي، فيه حاجة كمان تتشرطي بيها
وضعت كفيها على وجنتيه وغامت بشمسه
-دي مش أوامر حبيبي دي غيرة مجنونة من مراتك عليك
اغمض عيناه يستمتع بحديثها ثم تراجع محمحما
-طب مجهزتيش ليه عايز نرجع بدري
طوقت ذراعه تضع رأسها على كتفه
-لازم نروح، يعني اليوم ال تيجي فيه بدري نخرج فيه
مسد على خصلاتها بذراعه الآخر وأردف
-مينفعش ياليلى لازم اروح له عشان ميزعلش، وخصوصا دكتور يحيى هناك ؛وبقالنا كتير متقبلناش
شبكت أنامله بأنامله وتسائلت
-اتعرفت على نوح ازاي..بيحبك أوي على فكرة
نصب قامته ونهض يساعدها على الوقوف
-تعالي نروح عزومتنا وبعد كدا احكيلك
تحركت وهي تضم خصره متجهين للداخل..أشار على على المصعد
-اطلعي هشوف بابا واسبقك..اومأت وتحركت للأعلى ..دلف لمكتب والده
-ازي حضرتك يابشمهندس
-ازيك ياحبيبي عامل ايه ؟!
جلس بمقابلة والده مردفا:
-هتفضل قافل على نفسك كدا..!! تراجع اسعد بجسده وأخرج تنهيدة مؤلمة
-ولادك عاملين ايه، والبت كوكي نامت ولا لسة صاحية
نهض متجها إليه ووقف خلفه، يدلك عنقه
-عندك تشنجات يابشمهندس هي زوزو مقصرة معاك ولا ايه، لو كانت مقصرة اشوفلك قطعة صغيرة
دلفت زينب وهي تحمل كوبا من القهوة
-كدا ياراكان تبيع امك .استدار يضحك بصوت ثم اقترب يحمل القهوة
-دا انتِ الخير والبركة يازوزو، اقدر ازعلك
ربتت على ظهره تطالعه بنظراتها الحنونة
-ربنا يخليك لينا ياحبيبي يارب
انما انتوا مش معزومين عند نوح ولا ايه !!
أشار بعينيه لوالده واردف:
-كنت طالع اجهز عشان نخرج قولت اشوف بابا الاول
جلست زينب بجوار زوجها
-باباك كويس ياحبيبي..بتر حديثهم اسعد
-راكان عايزك تحجزلي السنادي في الحج ياحبيبي ، عايز ادعي لجدك ربنا يخفف آلامه
استدار متحركا
-عنيا ياسعود، بكرة اخليهم يعملوا اللازم
ربتت زينب على ظهر زوجها
-اسعد حبيبي متزعلش نفسك كدا عشان ضغطك، متنساش انك مريض قلب ياحبيبي
شعر بوجع حاد بقلبه:
-صعبان عليا ابويا يازينب..اعتدل جالسا ونظر إليها برجاء
-زينب عايزك تسامحي ابويا، انسابت عباراته واردف
-مهما يعمل يازينب ابويا، عارف أنه زعلك كتير بس مش قادر ازعل منه
ابتسمت زينب تربت على كفيه بحب قائلة :
-انا مسمحاه ياأسعد، حتى من غير مااعرف أنه مكنش السبب في موت ولادي، كان عندي يقين أنه مستحيل ياذي احفاده، بس معرفش ليه كان بيوهمني بكدا
رفع كفها وطبع قبلة عليه
-اصيلة يازينب، ربنا يباركلي فيك يااحسن وأحن زوجة في الدنيا..وضعت رأسها على كتفه وأردفت
-انت حبيبي يااسعد واول فرحة لقلبي، مستحيل ازعل منك ابدا حبيبي ..
❈-❈-❈بغرفة راكان وليلى
دلف وجدها ترتدي حجابها..ابتسمت له وأردفت
-جهزتلك هدومك ادخل غير عشان اتأخرت
أخرج من جيب بنطاله شيئا ودنى منها قبل ارتدائها حجابها
وقف خلفها وتعانقت نظراتهما بالمرآة
رفع خصلاتها للأعلى:
-هدية بسيطة لأم بنتي الجميلة، من زمان مجبتلهاش حاجة
قالها وهو يخرج عقدا به فص من الحجر الكريمي”الزمرد”
ينقش بداخله بثلاث لغات
العربية والتركية والألمانية
“بحبك مولاتي”
أمسكت العقد تتلمسه بأناملها بابتسامة، ثم نظرت لعيناه من المرأة
-شكله حلو أوي حبيبي بس مكنتش محتاجة حاجة ماانت لسة جايبلي بعد ولادة كيان
انحنى يطبع قبلة على جيدها هامسا بنظراته العاشقة
-عندي كام ليلى بس..أدارها له ينظر لليلها
-حبيبتي الهدايا دي مجرد حاجة بتعجبني وببقى عايز اشوفها عليكي
عانقته تضم نفسها لأحضانه
-انا مش عايزة غيرك وبس
أطبق على جفنيه متلذذا باحضانها وآهة من عمق جوفه وشعوره بالسعادة التي اغمرته إياها حبيبة الروح
أخرجها من أحضانه يحتوي وجهها ويصورها بشمسه الخلابة
-ليلى أنتِ السعادة لقلبي، لو طولت اجبلك نجمة من السما مش هتردد ابدا
رفعت نفسها وطبعت قبلة بجانب شفتيه
-ليلى بتعشق معذبها..طبع قبلة على جبينها
-خلصي قبل مااغير رأيي
استدارت تنهي زينتها كان يراقبها بنظراته العاشقة
-هشوف كوكي لما تخلصي..قالها بعد ماجمع اشيائه
دلف الى غرفة أمير وجده يجلس بجوار مربيته
-بتعمل ايه ياحبيبي قالها راكان وهو ينحني يطبع قبلة على رأسه
توقف يضع رسمته بيديه
-بابي حلوة الرسمة بتعتي ..امسكه وظل ينظر إليها ثم اتجه بنظره إليه
-واو ياميرو، هتكون رسام كاريكاتير ممتاز، بس متنساش مذاكرتك ياحبيب بابي،عايز ميرو اشطر ولد لبابي
صفق الطفل بيديه
-شوفتي انطي داليا، قولتلك هتعجب بابي، ثم اتجه بنظره اليه
-انا خلصت الليتر كلها يابابي، والميس قالتلي برافو ميرو..
طبع قبلة على رأسه بابتسامة
-برافو ميرو، وميرو له كادوو من بابي عشان شطور
رفع نظره الى داليا
-بابي احسن بابا في الدنيا..
دنت منه تقبله
-ميرو شاطر..طالعها راكان بابتسامته الخلابة ثم تحدث
-خليه يشرب اللبن قبل ماينام، واقراي قصة مفيدة له
اومأت برأسها
-تمام يافندم..تحرك خطوة ولكنه استدار كانت تطالعه بصمت فأردف
-شكرا ياداليا، شكرا على كل حاجة
دنت بابتسامة وهي تهز رأسها
-متقولش كدا حضرتك دا من واجبي
فتح الباب واتجه إلى ابنته، ظلت نظراتها عليه حتى أغلق باب غرفة ابنته التي تقابل غرفة أخيها
تنهدت بحالمية ثم اتجهت تجلس بجوار امير
دلف الى ابنته وعيناه تلتمع بسعادة الكون، انحنى يطبع قبلة على جبينها، يستنشق رائحتها
-حبيبة بابي ملاكي وكياني، ربي يحفظك واشوفك اجمل بنوتة في الدنيا
استمع إلى خطوات خلفه، اتجهت تقف تحاوط خصره وتضع رأسها على كتفه
-حلوة صح..رفع نظره وتعمق بعيناها ثم اتجه الى ابنته وتحدث
-عارفة حلوة ليه، وبعشقها ليه
رفرفت باهدابها الطويلة لانها تعلم ماذا سيقول، ضمته تضع رأسها بعنقه تستنشق رائحته
-وأنا كمان بعشقها عشان حتة منك وشبهك اوي اوي حبيبي
رفعها من خصرها حتى أصبحت بأحضانه
-قدامك دقيقة واحدة مولاتي، بعدها صدقيني لو الدنيا اتهدت مش هسيبك
انزلها بهدوء يسحب كفيها ويخرج من الغرفة، ودقات قلبيهما كالمعذوفة الموسيقية
عند حمزة ودرة
دلف الى منزله، يبحث عنها وجدها تغفو بهدوء على الأريكة وتحتضن نفسها
دنى يجلس على عقبيه أمامها، يرفع خصلاتها من فوق عيونها، لمس وجنتيها بانامله
-حبيبي قومي نايمة كدا ليه
فتحت عيناه تنظر إليه وكأنه حلم..دنى منها يطبع قبلة على وجنتيها المتوردة من أثر النوم
اعتدلت ترجع خصلاتها للخلف
-ايه دا انا نمت دا كله، قالتها بعدما نظرت بساعة يديها
سحبها متجها إلى غرفتهما
-اجهزي عشان هنخرج نتعشى برة..توقفت مضيقة عيناها
-هنخرج مقولتش ليه من بدري شوية، انا جهزت العشا
حاوطها بذراعيه
-لا سيبي كل دا وخدي البسي الفستان ال بقالي اربع ساعات بلف عليه عشان اجيبه ويعجب جوهرتي
حاوطت عنقه تدقق النظر بعيناه
-ياترى حبيبي ايه المناسبة الحلوة ال بيرشيني عليها
حاوطها متجها للمرحاض
-حضرة المهندسة بتاخد من السهرة قدامك ربع ساعة مهندستي الجميلة
دلفت للمرحاض ومازال يحاوطها، توقفت تنظر حولها متسائلة
-حبيبي احنا بنعمل ايه هنا..وضع جبينه فوق جبينها مردفا
-هو ينفع حبيبي ياخدني في حضنه وهو بياخد شاور
ضغطت على حذائه :
-حمزززة ..ارتفعت ضحكاته ورفع كفيه ينزل بجسده
-خلاص ..خلاص ، توبت ياباشا
افلتت ضحكة ناعمة
-حبيبي مجنون..وصل إليها بخطوة واحدة
-طب والله بعد كلمة حبيبي دي لازم مكأفأة
كلمته تدفعه للخارج
-الربع ساعة عدت ياحضرة الافاكاتو..أرتفعت ضحكاته الرجولية عليها من خلف الباب
وضع أذنه على باب المرحاض
-جوهرتي اعتبريني جوزك ياقلبي وحني عليا، نفسي احس بإحساس المتجوزين، ال بسمع عنهم بياخدوا شاور جماعي مع بعض
أزالت ثيابها وهي تضحك على كلماته..
حبيي ياله اجهز، وانا شوية وخارجة ..
اتجه لمرحاض آخر وهو يدندن ..انتهى الاثنين بعد فترة واتجه للخارج..وصل بعد قليل لمطعم مشهور على النيل
دلفت بخطواتها الأنثوية الهادئة بجواره وهو يحاوطها بذراعه
نظرت إلى كافة أرجاء المطعم
-حمزة هو مفيش حد في المطعم غيرنا والمطعم ضلمة شكلهم قافلين
سحبها متجها للداخل دون حديث .وصعد للأعلى فجأة انيرت اضائته بالكامل وبعض الألعاب النارية بسماء القاهرة تكتب باللون الاحمر
“كل سنة وأنتِ طيبة جوهرتي الغالية”
وضعت كفيها على فمها من الصدمة، تنظر بذهول وعيونها تلمع بالسعادة
-ايه دا عيد ميلادي
رفعها من خصرها يدور بها
-كل سنة وأنتِ طيبة يادرتي،العمر كله سعادة وحب في حضن جوزك حبيبك ياقلبي حاوطت عنقه وارتفعت ضحكاتهم
-وانت طيب ياحبيبي نزلني بقى عيب كدا
أنزلها بهدوء ومازال يحاوطها بذراعيه، وانحنى يضع جبينه فوق جبينها
-“بحبك جوهرتي الجميلة”
رفعت كفيها تضعها على وجنتيه ونظرت لسواد عيناه وتعمقت كأنها ترسمها هامسة بصوتها الرقيق
“بحبك”
اذابته بصوتها حتى خر صريعا لعشقها وتناول كرزيتها ..تركها بعد لحظات متجها إلى طاولتهم المخصصة
كانت تنظر بكافة الاتجاهات، مطعم بالدور الاعلى على النيل مباشرة ينقش على جدرانه باللون الاحمر
“جوهرة حمزة”وبالجانب فرقة موسيقية تعزف موسيقى هادئة
وقالب من الكيك عليه صورتها
امسك كفيها ورفعه طابعا قبلة مطولة عليه
-عجبتك المفاجأة ..ضغطت على كفيه
-ربنا يخليك ليا..انا كنت ناسية، صمتت للحظات ثم أردفت
-غريبة ليلى مكلمتنيش عايدتني ولا حتى ماما..ابتسم ورجع بجسده على المقعد
-انا قولتلهم محدش يقولك حاجة، لازم انا اول واحد اعايدك
نهض يبسط كفيه
-جوهرتي تسمحلي بالرقصة دي ..نهضت تضع كفيها
-اكيد فارسي الشجاع..حاوط خصرها وارتفعت ضحكاته
-لا جوهرتي انا مش فارس
ألتمعت عيناها ببريق عشق خالص، ورفعت كفيها موضع نبضه بيد والأخرى تعانق رقبته وتحركت على الموسيقى الهادئة
-انت فارس قلبي ياحمزة، حبيب اساطيري وخيالي، لا اكتر من الخيال، لو بكتب قصة ورسمت بطلها عمره ماهيكون زيك ابدا
جذبها بقوة إليه ودنى منها حتى اختلطت أنفاسها وعزفت الحان قلوبهما بعشقهما المنفرد
-عيونك وقلبك هما شمس وقمر دنياي ياحبيبة حمزة
وضعت رأسها على صدره تستمتع بعزف نبضه واطبقت على جفنيها
-لا ينبض قلبي سوى وجودك حبيبي ، فوجودك بجانبي هو حياة لدنيتي
❈-❈-❈
بمزرعة نوح
أنهت اسما تجهيز المائدة، واتجهت إلى غرفة ابنائها اللذان يبلغان من العمر سنتين توجهت إلى مربيتهم
-غريلهم يانورا وجهزيهم عشان عندنا ضيوف
اقتربت تطبع قبلة على وجنة ابنها
-ياسو قوم مع انطي عشان جدو وعمو راكان جاي
ثم اتجهت إلى ابنها الاخر الذي يقوم بوضع المكعبات فوق بعضها وكانت تتساقط منه
دفعها بغضب يمط شفتيه بغضب
دنت تجلس بجواره، ثم طبعت قبلة على رأسه
-يامن حبيب مامي زعلان ليه، رفع عيناه لوالدته يشير إلى المكعبات بغضب
أوقفته تشير إلى مربيته
-روح مع انطي عشان جدو جاي، وبعد كدا يبقى نلعب..
نهضت وهي تطالعه تعلم أنه عصبي ودائم الغضب
أشارت إلى نورا:
-جهزي الحمام وانا هحميهم..بعد قليل انتهت من تجهيزيهم واتجهت إلى غرفتها تستعد لمقابلة راكان وليلى
جلست أمام المرآة بعد انتهاء حمامها، نظرت إلى نفسها وشحوب بشرتها الذي بدأ في الظهور
-وبعدين يااسما، لازم تروحي تكشفي، بتدبلي يوم عن يوم..دلف نوح وجدها بتلك الهيئة
-اسوم حبيبتي بتكلمي نفسك..استدارت وهي ترسم ابتسامة
-اهلا حبيبي، حمد الله على السلامة
دنى منها ثم انحنى يطبع قبلة على رأسها مغمض العينين
-حبيبتي ريحتها تاخد العقل
نهضت ترفع حاجبها ساخرة من حديثه:
-اكيد بضايقني صح، بس انا مش هضايق لسبب واحد، اسما دايما ريحتها حلوة ياحبيبي
رفعها من خصرها متجها إلى فراشهما
-حبيبتي يوم عن يوم بتخطف قلبي، لا هي خطفتني من زمان اوي
رفعت كفيها على وجنتيه
-نوح هتفضل تحبني على طول، مش هتزهق مني
بتر حديثها وهو يقتنص ثغرها، ليعزف بها على جنة عشقه
بعد قليل وصل راكان وليلى إلى المزرعة
ترجل من السيارة متجها إليها
سحبها من كفيها هامسا لها
-بما أنهم مش قابلونا تعالي نروح الاسطبل
توقفت تهز رأسها برفض
-مينفعش حبيبي يقولوا علينا ايه
سحب كفيها وتحرك دون حديث
-شوية وراجعين عندي مفاجأة حلوة مش تضيعيها
تحركت معه دون حديث عندما رأت التصميم بعينيه ..وصل إلى الأسطبل ودلف للداخل أخرج حصانه سريعا وجهزه
توسعت عيناها
-راكان متهزرش، سيبك من شغل المراهقين دا الناس تقول ايه
بتر حديثها عندما رفعها فوق الحصان ووثب بخفة خلفها، وقاد الحصان سريعا وهو يضمها
انحنى يهمس بجوار أذنها
-عشر دقايق وراجعين، عايزك تشوفي حاجة
رجعت بجسدها عليه واتسعت ابتسامتها تمسك كفيه الذي يضمها إليه وتحتضنه بقوة
ابتسم من حركتها العفوية، وصل بعد قليل، وثب من فوق الحصان وحاوطها بذراعيه يساعدها على النزول
رفعها بين يديه متحركا إلى داخل منزل مكون من طابقين، ويحاوطه حديقة من جميع انواع الأشجار
سحبها ودلف للداخل قابله الحارس
-اهلا ياباشا، محتاج حاجة
أشار بيديه بالنفي وسحبها ودلف للداخل
-راكان بيت مين دا …
توقف أمامها:
-ادخلي نشوف كدا..تحركت للداخل توزع نظراتها على أرجائه ثم اتجهت إليه
-برضو مقولتش البيت دا بتاع مين
ضم اكتافها واضعا رأسه على رأسها
-دا بيت اشتريته من شهرين، عجبني تصميمه غير انه في مكان حلو وطبيعي
اعتدلت تطالعه
-برضو مقولتش البيت دا لمين
سحب كفيها وصعد إلى الأعلى يشاهدون الغرف
ثم جلس بشرفة الغرفة ينظر لمساحة الزروع التي تحاوطه وتحدث
-عايز اعمله ملجأ، أو دار للأيتام ،ايه رأيك في الفكرة
بلاقي اطفال كتيرة بالشوارع ملهمش مأوى، وكمان اطفال الحوادث وغيره، فكرت في حاجة تكون مشروعة للاطفال دي ..أشار لمساحة الأرض حوله وأكمل حديثه
-هناك هعمل مدرسة تكون خاصة بيهم وكمان هعمل قسم فيها للغات للأطفال الكويسين
والجانب ال في المقابل دا هبني مسجد، بصي حواليكي، فيه عدد من البيوت الخاصة بالمزارع ال حوالينا مفيش مسجد
توسعت ابتسامتها وهي تعانق المكان بعينيها، ثم رفعت عيناها ونظرت إليه
-قولي هحبك اكتر من كدا ايه..حجزها بذراعه على الجدار
-هو الحب بالكلام ياحبيبي
قطبت جبينها
-الحب بكل حاجة ياحبيبي..انزل بقامته يعزف لحنه الاثير على خاصتها لما لا والقبلة أكثر بلاغة مطلوبة بينهما وأفصح من حروف الأبجدية اجمع ليثبت لها أن عشقها يجري مجرى الدم ويغزو طغيانه بنبضاته الهادرة
فصل قبلته واضعا جبينه على خاصتها
– الملجأ دا هسميه
– “ليلى للمأوى والحياة”
– راكان ايه ال بتقوله دا
– بفضلك مولاتي خرجت من غيبات الجب، وظلماتي
نفسي أكفر عن كل حاجة وحشة عملتها ياليلى
قبل كفيها الموضوع على وجهه
-عايزك تساعديني في حاجات تانية، نشوف ممكن نعمل ايه للمحتاجين
ألقت نفسها بأحضانه :
-ربنا يخليك ليا يااجمل زوج في الدنيا
طبع قبلة على رأسها
-ويخليكي ليا ياحبيبة قلبي
سحب كفها واتجه للخارج
-ياله زمان نوح هيتجنن مننا ..وصلوا بعد قليل
قابله نوح يرمقه بمقت وغضب
-اخرج ابص عليك، الاقيك هربت ، مش عارف اسيطر عليك يابني
ضمه راكان يربت على ظهره بضحكاته الرجولية
-حبيبي وحشتني، معلش مشاغل
ازيك يالولا ..عاملة ايه حبيبتي
لكزه يدفعه بعيدا
-حبك برص يااخويا،وايه لولا دي، دي اسمها مدام ليلى
وصلت أسما اليهم
-ليلى وحشتيني ايه يابنتي شهر كامل متعديش
سحبها راكان متجها للداخل
-مشاغل يامدام أسما..تحركت اسما بجوارهم
– مهما كان مشاغلنا عمرنا مابعدنا كدا، مش كدا يالولة
توقف راكان ينظر إلى نوح رافعا حاجبه
-هو انتوا حد بيشفكم يابني ، ايه عاملين وكلاء نيابة ..ثم اتجه إلى أسما
-ال عايزنا يجينا ياختي
أطلق يحيى الذي وصل إليهم ضحكات رنانة
-برافو عليك ياراكان، هم كدا عايزين الكل يجلهم بس هم مايروحش لحد
-اهلا دكتور يحيى ازي حضرتك
-اهلا حبيبي عامل ايه ..
-الحمد لله..بحث عن اطفال نوح
-فين ولادك يابني مش باينين ليه..وصلت المربية وهي تسحبهم
اسرع يامن إليه
-عمو راكان..حمله راكان ورفعه للأعلى
-حبيب عمو ..عامل ايه ياشقي
اتجه يحيى إلى ليلى
-مجبتوش القردة كوكي ليه معاكم
جلس الجميع على طاولة الطعام ثم إجابته ليلى
-كيان نايمة ولما بتصحى مابتبطلش زن والله ياعمو، والصراحة مبحبش اخدها في مشوايرنا مبنعرفش نقعد منها
قاطعت حديثها أسما قائلة
-فعلا ياعمو، يوم ماكنا عند درة مبطلش زن، معرفش البت دي صعبة جدا
اتجه نوح إلى راكان ورمقه ساخرا
-بت رزلة شبه باباها..كان يطعم يامن فرفع نظره إليه واجابه متهكما
-بلاش انت، الله يرحم رزالتك، يونس لسة موجود
طيب ايه هتفضل نتكلم والأكل برد …فرغوا من الطعام بعد قليل ..اتجهت ليلى تجلس بجوار أسما
-وحشتيني يااسوم، من زمان متكلمناش ، شايفة الدكتور يحيى على طول هنا
وضعت رأسها على الأريكة
-مبقدرش يبعد عن الولاد ياليلى ، وكمان طنط كانت هنا وروحت النهاردة ، مبقوش يبعدوا عننا
ربتت ليلى على ظهرها
-ربنا يسعدك حبيبتي..اعتدلت اسما وتسائلت
-عاملة ايه مع راكان، شايفة السعادة على وشك حبيبتي
اتجهت بنظرها إليه وهو يجلس بجوار يحيى ويتحدث معه
-لسة بتسألي راكان بالنسبالي ايه ياأسما
اخرجت تنهيدة موؤلمة ثم اتجهت بنظرها إلى أسما
-هموت لو حصله حاجة يااسما، قالتها بعينان مترقرقة بالدموع
سحبت اسما كفيها بذهول
-ليلى ..أنتِ مجنونة،بتعيطي
وضعت كفيها على فمها تمنع شهقة وتهز رأسها بدموعها التي تساقطت رغما عنها
-دايما عندي احساس أني هفقده، حاسة ربنا هيعاقبني بحرماني منه بسبب جوازي من سليم
نهضت اسما وسحبتها بعدما رأتها فقدت السيطرة على نفسها ..رفع نظره سريعا إليهما
-رايحين فين؟!..تسائل بها راكان
استدارت اسما بابتسامة
-ايه ياحضرة المستشار هخطفها ولا ايه، هنقعد برة شوية ..كانت نظراته تخترق تلك التي لم تستدير له ولا تعطيه أهمية
نهض متجها إليهما عندما شعر بوجود أمرا ما..ولكن امسك نوح غامزا
-ايه ياعم العاشق احنا مش مالين عينك، سبهم مع بعض شوية
كانت نظراته على خروجهم ثم استدار إلى نوح كالتائه المشتت واجابه
-ابدا، بس خايف يروحوا عند الأحصنة مش اكتر
جلس وعقله منشغلا بزوجته، ولكن جذب تركيزه نوح عندما سأل
-مجبتوش يونس وسيلين ليه، وحشوني
استدار إليه بنظراته
-يونس من وقت مارجع من شهر العسل وهو مضغوط جدا في الشغل، حتى مبقاش يروح الشركة خالص
بالخارج جلست تبكي فجأة
طالعتها اسما مذهولة من حالتها :
-ليلى مالك ايه ال حصل لدا كله
وضعت كفيها على صدرها
-معرفش ياأسما دايما عندي يقين أن ربنا هيحرمني من السعادة دي
احتضنت وجهها بين راحتيها وازالت عبراتها
-ليلى هو انتِ كنتي غلطي في حق سليم، أو خونتيه حبيبتي، ليه بتشيلي نفسك اكتر من طاقتها، ليه مااخدتهاش أن جوازك من راكان عوض
رفعت ذقنها ونظرت لعمق عيناها
-دا شيطان بيحاول يسلب سعادتك ياقلبي، فكري في حياتك وبس
وضعت كفها على وجهها
-من وقت ماخلفت كيان وعندي وسواس رهيب، وبيزيد كل ماراكان بيحاول يسعدني بأي طريقة
ربتت على كفيها وأردفت بهدوء
-ليلى بلاش وسواس حبيبتي وربنا يباركلك في جوزك، من الأفضل طلعي صدقة ودامي على الاذكار وقراءة القرآن
ال بيلجأ لربنا عمره مابينضر ابدا حبيبتي..قاطعهم وصول راكان ونوح
-ايه مش هنروح ياليلى، ولا القعدة مع اسما نسيتك ولادك
نهضت متجهة إليه بعد توديعها لأسما
استقلت السيارة بجواره بصمت ..جذبها حتى وضعت رأسها على كتفها وحاطته بذراعه
-..رفع كفيها وطبع قبلة عليها
-راكان بيعشقك يامولاتي..سندت رأسها تعانق أنامله وتضغط عليها
استغرب حالتها
-مالك حبيبي ، كنا كويسين
همست له
-وحشتني..ايه مينفعش جوزي يوحشني …رفع حاجبه مبتسما بسخرية
-ليلى هو انت حامل
عند يونس وسيلين استيقظت بعد فترة وجدته نائما بجوارها ، تذكرت حديثه قبل نومه،ابتسمت بخجل ، نعم تعشقه ولكن كيف لها أن تتغاضى عن مافعله يوم زفافهم..دنت من أنفاسه ترسمه بنظراتها العاشقة لأول مرة يكون بهذا التقارب..رفعت كفيها على وجهه تتلمسه بعشق ثم اقتربت تضع رأسها بعنقه
-بحبك اوي اوي بس قلبي وجعني منك اعمل ايه عشان انسى وجعك دا
ضمها بقوة لأحضانه عندما شعر بها، حاولت الخلاص من قبضته ولكنها لم تقو عليه
-متحاوليش ياحبي، دخول الحمام مش زي خروجه
دفعته بقوة
-يونس مضيقنيش، ابعد..دنى واضعا رأسه بعنقها يستنشق رائحتها
-سيلي مش كفاية عقاب..توترت من أنفاسه القريبة، ظل يهمس لها بكلماته العاشقة حتى سكنت بأحضانه تبكي
-يونس انا تعبانة بحبك وزعلانة منك،عايزة اعاقبك وفي نفس الوقت مش قادرة ابعد عنك..ازاي قدرت تبعد عني طول الشهر دا
أخرجها من أحضانه ينظر إليها بصدمة
-انا ياسيلين مش انتي ال طلبتي كدا، مش انتي ال قلتي هتموتي نفسك لو قربت منك
لكمته بصدره وبكت:
-وانت ماصدقت صح، قولت احسن أنها جت من عندها، قطع حديثها بقبلة علها تصمت بعدها
بعد عدة ايام، يجلس بغرفة مكتبه يشاهد عملية لاستئصال الرحم..
دلفت إلى مكتبه..كان منشغلا ببعض المشاهد الطبيبة لعملية استئصال الرحم
قفزت فوق مكتبه وهي ترتدي كنزة عارية الأكمام بقصة مفتوحة الصدر، وبالاسفل هوت شورت..جز على شفتيه، رافعا حاجبه ساخرا
-السما بترمي نسوان ولا ايه
لكمته بصدره
-جعانة يابتاع النسوان..انا آنسة مش نسوان
قهقه عليها بصوته الرجولي وأشار على نفسه
-معلش ياروحي اصلي مبتكشفش على آنسات بشوف نسوان بس
نظرت إليه بغضب وتوقفت على المكتب
جحظت عيناه من فعلتها فأغلق حاسوبه قائلا
-هتعملي ايه يامجنونة..ألقت نفسها عليه حتى سقطا على المقعد وهو يقهقه عليها
-شلني يابتاع النسوان اصلي دوخت
قهقه عليها بصوت مرتفع، حملها متجها بها إلى المطبخ
-وبعدين من شغل الاطفال دا..وضعها على رخامة المطبخ واتجه إلى الثلاجة
-خلصتي على الفواكه حبيبتي
نزلت متجهة إليه
-يونس رجع السفرجي والطباخ، بجد انا مبعرفش اطبخ انت بتعاقب نفسك ياحبيبي عشان انا اصلا كل يوم باكل مع ليلى، إنما أنت بتفضل لحد ماترجع وو
استدار إليها يحاوطها بنظراته
-هتسمعي الكلام وتنسي كلامك الهبل دا ولا لا
عقدت ذراعها على صدرها
-لا مش موافقة، انا هنزل الشغل مع ليلى ودا اخر كلام يادكتور، قالتها وتحركت إلى الأعلى
اتجه الى هاتفه وطلب طعام، ثم صعد خلفها، دلف إليها وجدها بالمرحاض، زفر مختنقا ثم تحرك للخارج من أفعالها الطفولية
أنهت حمامها وارتدت ثيابها الخاصة لليلتها الاولى تتذكر حديث ليلى صباحا
دلفت ليلى إلى منزلها، وجدتها تجلس تستمع إلى الموسيقى وتقوم بعمل بعض التدريبات الرياضية
-سيلي النشيطة، ايه ياجميل، حابسة نفسك ليه، دا حتى المفروض تخرجي مع يونس بالليل وتغيري جوا، بس شايفة غير كدا
جلست بمقابلتها ترمقها بهدوء ثم اردفت
-راكان ال بعتك صح يالولة
-من غير ماراكان يقولي ياسيلي
حاسة من وقت مارجعتوا وفيه حاجة متغيرة، ودا لاحظته يوم العزومة
يونس مزعلك في حاجة حبيبتي ، مش قصدي ادخل، بس ..توقفت سيلين وترقرت عبراتها بمحجريها
-ليلى انا تعبانة اوي، وحاسة اني ضايعة
نهضت ليلى من مكانها متجهة إليها
-طب اهدي ليه الدموع دي، شهقت ببكاء مرتفع، ثم ألقت نفسها بأحضان ليلى
-خايفة منه، خايفة يرميني ويدور على غيري، خايفة يكون حبه ليا هوائي زي ماطنط فريال بتقول
سحبتها ليلى واتجهت إلى الأريكة
-ممكن تفهميني اكتر
رفعت نظرها لليلى وفركت يديها
-يوم الفرح طنط فريال قالتلي يونس متجوزك عشان ورثك بس، انتِ مفكرة بعد ال حصل هخليكي تتهني ياسيلين ، بعد ماراكان رفض سلمى وراح اتجوز مرات سليم، وبنتي ال خرجت من كل حاجة
ربتت على كتف سيلين بعنف واقتربت تهمس لها
-يونس هوائي، وبكرة ياخد ال عايزاه ويشوف غيرك، وطبعا عمل في غيرك كدا
رفعت ليلى ذقنها وتعمقت ببحر عيناها
-تفتكري ياسيلين يونس يفرق معاه فلوسك، بلاش دي واحد عمل المستحيل عشان يفوز بيكي، ممكن يتخلى عنك
تنهدت ليلى بوجع واسترسلت
-انتِ عارفة رأيي في يونس من زمان، بس الصراحة احترمت تمسكه بيكي، في عز جبروت توفيق وقف وقال انت وبعدك الطوفان حبيبتي ، متخليش فريال وغيرها يدمروا حياتك، وانا عندي ثقة في يونس، زي ماعندي ثقة فيك وفي عقلك
ربتت على ظهرها بحنان
-ابني حياتك مع حبيبك حبيبتي متضيعيش ايام من عمرك من غير فائدة صدقيني هتندمي
أشارت ليلى على نفسها
-انا اكبر مثال عندك، فضلت اعاند واعمل مبررات من مجرد مواقف، لما كنت هدمر حياتي، لولا رحمة ربنا بيا، كنت زماني عايشة ميتة
ابتعلت سيلين غصة تورمت داخل جوفها مما فعلته، فرفعت بصرها لليلى وهمست
-ليلى يونس متمش جوازنا
شهقة خرجت من ليلى تطالعها بذهول
-اكيد بتهزري، شهر كامل ، طب ازاي
فركت سيلين كفيها بعنف، صمتت لثواني تقاوم غلالة دموعها التي تجمعت بمقلتيها ثم اردفت بنشيج مرير
-اهو ال حصل..قصت لها ماصار
توقفت ليلى غاضبة وأشارت بسبباتها
-غبية ياسيلين، أنتِ بضيعي جوزك، وجاية بتقولي يونس هوائي، دا انا وراكان في وقت غضبنا من بعض، وقت ماكل واحد بيدوس على التاني مكناش بنتحمل بعدنا، تقومي انت ال جوزك بيفرش قدامك ولاء الطاعة تعملي كدا
لم تستطع الرد عليها، سوى بكائها فقط..وضعت كفيها على وجهها وظلت تبكي بشهقات مرتفعة
جلست ليلى وضمتها تمسد على ظهرها
-حبيبتي خلاص بطلي عياط، ولازم تفكري ازاي تحافظي على جوزك
رفعت عيناها المتورمة من البكاء
-ليلى انا خايفة، خايفة ومش عارفة اخد قرار، مش عارفة اعمل ايه
سحبتها ليلى من كفها وصعدت إلى غرفتها..دلفت إلى غرفتها تنظر بأرجاء الغرفة
-واو ..دا ايه الجمال دا، طب حد يشوف اوضة جميلة كدا ويعكنن على جوزه، دا شكل رجالة العيلة ذوق في كل حاجة
ابتسمت سيلين من بين دموعها ودلفت الى الركن الذي صممه يونس إليها
تعالي ياليلى هوريكي حاجة
دلفت إلى ركن مزين بحروف اسمها وبه مكتب دائري وبجواره أريكة على شكل الشيزلونج ، ولوحة كبيرة لمظهر طبيعي للبحر، كأن الذي يجلس أمامه كأنه يجلس أمام البحر، وبركنا اخر أرجوحة دائرية، وبيانو
تحركت ليلى تنظر إلى المكان بذهول
-طب والله كانك قاعدة في كومباوند على البحر يابنتي، عجبني جدا
استدارت ترمقها بسخرية
-وكدا هوائي، تحركت ليلى إلى مكانا يوضع به اسطوانات وجهاز ورغم أنه قديما إلا أنه جذابا
ضيقت عيناها دي اسطوانات قديمة، دا شكل دكتورنا رومانتيك اهو ياباشمهندسة
استدارت بجسدها تشير بيديها الى الغرفة التي تزين بحروفها
-طب بذمتك دا واحد هوائي، دا انا هروح اتخانق مع اخوكي، كنت مفكرة مفيش زيه
ضحكت سيلين تهز رأسها
-لا كله ولا راكي يالولة، دا چنتل الرومانسية، ماتقارنيش
ابتسمت ليلى على ذكراه واقتربت منها
-الحب أفعال يابنتي، مش مجرد كلمات، وبدليل صبر يونس عليكي دا كله، ورغم أن راكان سأله كذا مرة، ورفض يتكلم كل ال قاله مشغول
فين هدومك ياعروسة، قالتها ليلى بغمزة
تحركت سيلين إلى غرفة ملابسها
أشارت ليلى على دولابها
-افتح عادي ولا..دنت سيلين تضمها
-ليلى انت اختي، بلاش موضوع الاستئذان دا بينا
قهقهت ليلى عليها
-لا ياباشمندسة مش في كل حاجة ، فيه حاجات خاصة بتكون للست والراجل بس، فاهمة قصدي
اومأت سيلين برأسها ثم فتحت خزانة ثيابها
مطت ليلى شفتيها تبحث عن شيئا، حتى وقعت عيناها على تلك المنامة البيضاء ثم استدارت إليها
وضعت بين يديها
-اجهزي ياعروسة لجوزك، وابعدي عن شيطانك، عايزة بعد تسع شهور تجيبي عروسة لأمير بقولك اهو
استدارت سيلين تهرب بنظراتها تفرك كفيها
-مينفعش دلوقتي ياليلى،عايزة يومين..وضعت ليلى الثياب على الأريكة واحتضنت وجهها
-احنا قولنا ايه ياسيلي، والله لو عندي شك في يونس كنت اول واحدة قولتلك، يونس بيحبك، بلاش تضيعي حياتك حبيبتي لو سمحتي
ذهبت ذاكرتها لليلة زفافها على سليم، اخرجت تنهيدة حزينة وأردفت بصوت حزين
-تعرفي يوم فرحي على سليم طلبت منه وقت لحد مااخد عليه وهو رفض، قالي انا عريس ودي دخلتنا..انسابت دمعة بجانب جفنيها إزالتها سريعا على ذكرى مؤلمة
ورسمت ابتسامة تضم وجهها
-الراجل مالوش دعوة باحساسك بس ال بيحب بجد بيتحمل، ودليل كلامي يونس
ليلى هو راكان اغتصبك مرة
جحظت اعين ليلى وارتعش جسدها تهز رأسها بعنف رافضة حديثها وتوقفت الكلمات على شفتيها، لحظات وشريط حياتها أمام عيناها وانسابت عبراتها بغزارة عندما فقدت السيطرة على نفسها فجلست
-عمره ماقرب مني بدون اذني، ياسيلي ليه بتقولي كدا، راكان شاف مني كتير اوي، ورغم كدا عمرة ماغصبني على حاجة، مستحيل إلى بتقوليه دا ، مش شخصية زي شخصية راكان الله تعمل كدا
جلست سيلين بجوارها
-طب ليه بتعيطي طيب؟!
أزالت عبراتها وهزت أكتافها
-ابدا، بس افتكرت حياتنا في الاول، وازاي احنا عذبنا بعض..توقفت ليلى تشير الي ثيابها
-حافظي على حب يونس بدل ماترجعي تندمي في وقت مش هيفيد الندم حبيبتي، وخلي بالك لو راكان عرف بعاميلك دي هيزعل اوي، هو كل ال قاله
-حاسس سيلين ويونس عندهم مشكلة، اطمني على سيلين، بما اننا بنات زي بعضخرجت سيلين من شرودها ونظرت لتلك المنامة ، ثم جذبتها واتجهت لتنهي زينتها قبل وصوله
بعد قليل أنهت زينتها ونظرت إلى نفسها بالمرآة..ابتسمت برضا لذاك الثوب الذي أبرز مفاتنها الانثوية، مما جعلها أيقونة تجذب القلب قبل العين
اتجهت بنظرها إلى تحضريها إلى حفلتهم الرومانسية ، تحركت إلى طاولة الطعام واشعلت الشموع، بعدما أغلقت الأضاءة، حينما استمعت لصوت سيارته بالأسفل
أضاءت الشموع ، واتجهت تقوم بتحضير الطعام ووضعه بطريقة منسقة
بالأسفل دلف يونس يبحث عنها ينتظر جنونها الطفولي كعادتها حتى جعله روتينه اليومي، يعشق حركاتها الجنونية، دلف إلى المطبخ ظنا أنها تجذب فواكها، ضيق عيناه مستغربا عدم وجودها، ابتسامة تلقائية خرجت من بين شفتيه، عندما تذكر تعبها منذ ايام
صعد بخطوات مهرولة إليها، فتح باب الغرفة بهدوء، ودلف إلى الداخل ولكنه تسمر بوقفته ينظر لتلك الجنية الساحرة كانت إضاءة الشموع تعكس على بشرتها البيضاء الساحرة وعينيها الزرقاء اللامعة بلون البحر
لم تلاحظ دخوله بانشغالها مما تفعله، ظنت أنه سيتوحه إلى والدتها مثلما قال لها قبل خروجه
وقف ينظر إليها نظراته الهائمة تتحرك فوق مفاتنها بجوع ولهفة تؤكد لمن يراه أنه لم يرا نساء من ذي قبل، دنى بخطواته السلحفية ودقات تدق بصخب مما شعر بخروجها من قفصه الصدري من تلك الساحرة
شعرت به من رائحته التي اخترقت رئتيها
استدارت بابتسامة خجلة
-حمد الله على السلامة حبيبي
ضيق عيناه ورفع كفيه على جبينها
-لا مش سخنة ولا انا بحلم، يمكن عودة لزمن الماضي، أو يمكن عجلة المستقبل ولا يمكن اضغاث احلام
عانقته ثم طبعت قبلة على وجنتيه
-لا دي ولا دي..انا سيلين حبيتك وروحك دا لو قلبك لسة بيدقلي..قالتها وهي تشير إلى صدره
جذبها بقوة وانحنى يضع رأسه بعنقها يستنشقه بصوت مرتفع، هائما بلحظته ثم رفع عيناها لتلك التي إصابتها رجفة بما فعله واشتعلت وجنتيها خجلا
-بتسألي قلبي لسة بيدقلك ياسيلين..رفع أنامله يزيل خصلاتها عن عنقها ليصك ملكيته عليها هامسا لها
-ياترى قمري ووجه رضيو على حبيبه
ضيقت عيناها متسائلة:
-قمرك ووجه، ايه دا اسم جديد
فوجئت به يرفعها من خصرها ويدور بها
-اسمك ياروحي معناه وجه القمر..وضعت يديها على وجنتيه
-بحبك يايونس..انزلها بهدوء ودقات قلبه بالأرتفاع ..لأول مرة يعجز عن صياغة الحروف ليخبرها بما يشعر به
وضع جبينه فوق خاصتها وهمس لها
-انا مش بحبك بس، انا بتنفس عشقك ياضي القمر
لامست كلماته حواف قلبها الذي تعثرت نبضاته من فرط التأثر بحروفه، رغم بساطتها إلا أنها اخترقته دون أذن
-يونس انا آسفة، اتأكد مفيش حد هز قلبي غيرك
لامس كرزيتها بخاصته قائلا
-اتأكيدي أن سيلين هي السبب في حياة يونس
لمست وجنتيه بحب وعيناها تعانق عيناه العاشقة، وتناست العالم برمته، تحركت بأحضانه تتمايل معه على اللحن الموسيقي لحن الحب ،لم يكن للحديث وجود وهناك فقط نظرات صامتة لم يفهمها سواهما، بريق عيناهما اللامع بعشقها ودقات قلوبهما الصاخبة هما الحاكي الوحيد
حركات كفيه وضمها من خصرها ناهيك عن همسه الذي أصابها جعلها تشعر بفراشات تطير بمعدتها من فرط السعادة التي جعلها تقترب منه وتضع رأسها باحضانه لتعزف لحنه الموسيقي بصدره، لم يعد للمسافات قانون، ولم يعد للصبر حدود عندما حملها واتجه بها الى جنة خلدهما الذي سيسطرها بعشقه ليظلها باقية حية للخلود
بعد سنتين من زواج يونس وحمزة
بمزرعة نوح واسما
استيقظت من نومها على الما بمعدتها، حتى استشعرت بتقلبها، فاتجهت سريعا الى مرحاضها لتتقيأ ما بجوفها..جلست على أرضية الحمام بارهاق وجسد مرهق، شعر بها نوح فقفز من مكانه متجها إليها ..ذهل من حالتها
-اسما فيه ايه..همست من بين انينها
-نوح ..كررتها بارهاق ، حملها سريعا متجها للداخل، وضعها برفق على الفراش
-اسما حبيبتي حاسة بايه
وضعت كفيها على احشائها
-بطني بتوجعني، يمكن اخدت برد من المكيف، ولا يمكن العلاج ال باخده للرحم تعبني، معرفش
جذب وشاحا خفيف ودثرها به، بعد إغلاقه للمكيف، ثم اتجه للأسفل لعمل مشروب دافئ..وقام الأتصال بالطبيب
❈-❈-❈
بقصر البنداري
دلفت بعد يوما طويلا من العمل،، اتجهت إلى غرفة ابنها، ودثرته بالغطاء ثم طبعت قبلة على جبينه، ظلت لدقائق تنظر إليه وكأنها ترى سليم أمامها ..مسدت على خصلاته وشق ثغرها ابتسامة
-ياترى هتاخد حنان باباك، ولا هتاخد غضب وكبرياء عمك ياأمير، دققت النظر إلى ملامحه البريئة ..وتذكرت غضب راكان عليها اليوم بالشركة
دلف الى مكتبها، وجدها تجلس مع أحد المهندسين وتتحدث معه بابتسامة خلابة
-حلو المشروع دا، تيجي بكرة المهندسة سيلين وتشوفه وتعمل التمام عليه
نهض بعد وصول راكان واجابها بابتسامة
-شكرا لحضرتك مدام ليلى، تعبت حضرتك في المراجعة
اومأت بهدوء بعدما وجدت نظرات زوجها النارية ..تحرك للخارج..اتجه إليها راكان
-شوية وكان هياخدك في ايه
نهضت تعانقه وتبتسم
-بلاش كلام يزعل حبيبي الغيور
أبعدها برفق وتحدث بغضب
-ليلى مفيش حاجة في الشغل اسمها مدام، المفروض يقول باشمهندسة وبس، وبلاش الشفايف ال عايزة اقطعها حالا دي تفضل تضحك كدا
وضعت رأسها بأحضانه بصمت، حاوط خصرها
-ليلى متزعليش مني، مش موضوع ثقة على فكرة، الموضوع انا بغير عليكي، وبقولها ومش مكسوف ولا هتكبر عليكي
تغيرت حالتها ورفعت نظرها إليه
-وأنا كمان ياراكان، بغير عليك حبيبي
رفع ذقنها ونظر لعيناها
-مش عايزة تقولي حاجة لمعذبك..استدارت متجهة إلى حقيبتها
-ياله حبيبي زمان كوكي عذبت ماما وداليا
خرجت من شرودها على صوت هاتفها
-ايوة ياسيلي ..عاملة ايه
-ليلى بكرة هعدي عليكي الصبح ..تمام ياسيلي ،قالتها واتجهت لأبنها تمسد على خصلاته قلبت لبابا جدا ياأمير، فعلا ال خلف ممتش..قالتها بابتسامة، وتحركت متجهة إلى ابنتها
دلفت بهدوء حتى لا تيقظها، وجدت مربيتها تدثرها، فهمست لها
-صحيت ومبطلتش عياط، وكانت بتدور عليكي
ابتسمت لشقاوة ابنتها وتحدثت
-عارفة أنها متعبة ياداليا، آسفة تعبتك معايا، بحثت داليا بعينيها عن راكان فتسألت هو حضرة المستشار مرجعش
تحركت إلى ابنتها بهدوء ودنت تطبع قبلة على جبينها
-شقية مامي هتجنن العيلة كلها، ثم اتجهت إلى داليا
-راكان تحت بيخلص شوية شغل، محتاجة حاجة
هزت رأسها رافضة فتحدثت مرتبكة
-لا ابدا أصله لما بيكون برة بيدخل على طول للولاد فاستغربت بس
تحركت متجهة إلى غرفتها وابتسمت
-لسة تحت ياستي اكيد هيعدي على المجنونة يشوفها، مبيعرفش ينام من غير مايشوفها
دلفت وتناولت منامة متجهة الى المرحاض..دلف بعد قليل يبحث عنها وجد ثيابها على الفراش، اتجه لغرفة الملابس وتناول ثياب نومه، ثم اتجه إلى الفراش ينتظرها وهو يتفحص أعماله على جهازه المحمول، تفاجأت بوجوده
-راكان، مش قولت هتخلص شغل تحت ..قالتها وهي متجهه للمرآة ، نهض متجها إليها ثم انحنى يحمل كريمها الذي تتلاعب به
جلس أمامها يطالعها بهدوء
-ليلى مالك؟!
ارتسمت ابتسامة هادئة على ملامحها ونظرت إليه-
-مش فاهمة ياراكان قصدك
فتح الكريم وأمسك كفيها يضعه عليه وينظر إلى مقلتيها وهو يمط شفتيه
-مش فاهمة قصدي، يبقى بلاه السؤال دا ياليلى..أنهى ماكان يفعله وتحرك متجها إلى الفراش
ظلت نظراتها عليه من خلال المرآة وقلبها ينبض بعنف على حزنه، جففت خصلاتها وانتهت من تجهيزها متجها إلى الفراش، جلست بجواره ووضعت رأسها على كتفه تحتضن كفيه
-انا كويسة ياراكان، بس مشغولة شوية بالشغل، وكمان الولاد، غير سفر كريم وقلقي عليه، وكمان
وضع حاسوبه على الكومود بجواره واعتدل للنوم
-اطفي النور عايز انام عندي محكمة الصبح، وهسافر يومين إلى اسكندرية، لو مشاغلاك الكتيرة خلصت يبقى عرفيني
ارتجف قلبها من حركته تلك وابتلعت ريقها بصعوبة، فلأول مرة منذ تصالحهما ينام بعيدا بتلك الطريقة
أغلقت الأضاءة وتسطحت بجواره تنظر لظهره بدموع محتجزة أبت الهبوط، ظلت لفترة بمكانها بشق الأنفس تحبس أنفاسها حتى شعرت بجمرات حارقة تكوي صدرها
لم تفكر بعدها ودنت تجذب ذراعيه بعنف قائلة بصوت مكتوما ببكائها
-مش عارفة أنام من امتى وانا بنام بعيد عن حضنك، قالتها وبعدها تركت العنان لعبراتها التى انسابت كزخات المطر
استدار إليها عندما شعر بتأنيب الضمير وهو يلمح نظرة الألم بعيناها الصافية التي ظهرليلها بسخاء على ضوء القمر المتسلل من النافذة
رفع أنامله يزيل دموعها، ود لو احتضنها بقوة ليحطم اثار وجع روحها الذي ظهر بوضوح على عيناها ولكن كيف بعدما حاولت أن تخفي المها بعيدا عنه
دنت تضع رأسها بعنقه وتحاوط خصره عندما وجدت نظراته وصمته، دلفت لحصنها الأمن، كيف لها أن تخرج مكنون المها الذي عشعشه شيطانها بصدرها
همست بأنفاسها الحارة بعنقه
-بموت من فكرة انك ممكن تبعد عني ياراكان، خايفة اخسرك، معرفش مالي، بقالي فترة والفكرة دي مش عارفة أخرجها من عقلي
كانت كلماتها كالطلقات النارية التي استقرت بقلبه، كيف لها أن تفكر أنه سوف يبتعد ويتركها، ألم تعلم بأنها نبض الحياة
ابتلع ريقه بصعوبة قائلا بتنهيدة عميقة
-تفتكري بعد الحب دا كله ممكن ابعد عنك ياليلى، أخرجها من أحضانه يعانق ليلها
-ليه بتوجعي قلبي بكلامك دا، ازاي خليتي شيطانك يأثر عليكي، ازاي مفكرتيش وقت ماكنا بعيد عن بعض مكنش في حاجة في بالي غير أننا نقرب ونعيش مع بعض، ازاي بعض الوجع دا كله وبعد ماربنا طبطب على قلوبنا نرجع نبعد تاني، مفكرتيش أن دا قضاء ربنا هو ال بيجمع القلوب وهو ال بيفرقها، بلاش تفكري بالطريقة دي
ران صمتا هادئا عليهما لم يخل من نظراتهما الحزينة وحبس الأنفاس
رفعت أناملها على وجهه تلمس وجنتيه ودنت من خاصته تطبع قبلة عليها وتهمس له من بين قبلاتها
-آسفة حبيبي عشان كدا مكنتش عايزة اقولك وازعلك
ظل صامتا نظراته فقط على وجهها، رفع ذراعه اخيرا وجذبها يضمها بشدة واطبق على جفنيه دون حديث
وضعت رأسها بأحضانه وهمست قبل أن تغلق عيناها
-بحبك وبموت فيك ياراكان..فتح عيناه على همسها ينظر لسكونها بين يديه..ظل فترة جسده متصلب شل عقله عن التفكير كما شل قلبه عن النبض، هل سوف تنقلب حياتهم مرة أخرى..سكنت تماما بأحضانه وانتظمت أنفاسها علم أنها ذهبت بنومها
وضعها برفق تتوسد زراعيه، ينظر إلى وجهها الذي مازال اثار دموعها عليه، دنى يطبع قبلة مطولة على جبينها ثم تنهد قائلا
-ياترى احساسك صح ياليلى ولا لا..مسد على خصلاتها ثم أخرج زفرة حارة وتحدث
-ان شاء الله كلها احلام، استمع الى اهتزاز هاتفه ، استغرب
-نوح فيه حاجة..؟!
-باركلي ياحضرة المستشار هكون اب لتالت مرة
ابتسم راكان وتناسى حزنه
-الف مبروك يا حبيبي ربنا يباركلك فيهم
-شكرا ياعم العيال
بعد عدة شهور
دلف مساءا إلى غرفته تسمرت قدميه عندما وجدها ملقية على الأرضية مغشي عليها..هرول إليها يرفعها إلى أحضانه متجها إلى الفراش
-ليلى، صاح بها خوف عليها
-حبيبي مالك فيه ايه، ليلى اتجه يحضر روائح لأفاقتها
فتحت عيناها بارهاق وتشوش
-راكان …همست بها، ضمها إلى أحضانه
-مالك ياقلب راكان، ايه ال حصل
وضعت رأسها بأحضانه
-معرفش دوخت محستش بنفسي
اتصل بالطبيبة التي وصلت بعد قليل
دلف ينظر إلى والدته المبتسمة ثم اتجه إلى الطبيبة
-مالها، وايه موضوع كل شوية يغمى عليها
نهضت والدته تربت على ظهره
-مبروك ياحبيبي هتكون اب للمرة التانية
نزلت كلماتها البسيطة على قلبه كورقة ندية بصحراء قاحلة فهمس
-ليلى حامل ..خرج الجميع من الغرفة بعد نصائح الطبيبة
جلس بجوارها ثم جذبها يعتصرها بأحضانه
-ايه المفاجأة الحلوة دي..تمسحت به كقطة تستنشق رائحته كالمدمن
-عرفت ليه كنت مدمنة لريحتك، عشان حامل في ابنك ياحبيبي
أخرجها يضم ثغرها بقبلة جامحة سلب انفاسهما ثم أردف بتقطع
-احلى حبيبي في الدنيا مولاتي
بتر لحظاتهم صوت هاتفه
حاول السيطرة على مشاعره، ثم نهض متجها إلى الشرفة
-ايوة ياجاسر
راكان فيه خبر مش حلو..اتجه بنظره الى زوجته وهو يبتسم ولكن توقف عندما تحدث جاسر فتحدث بتقطع
-قول ايه ال حصل
-امجد هرب من المستشفى
شعر وكأنه تحت فوهة بركانية، ستنفجر، فتحدث من بين أسنانه بقسوة
-ايه الفشل دا ياحضرة الضابط
حتة عيل كل شوية يهرب من شوية فاشلة
راقب نورسين كويس اكيد هيوصلها ماهي بعد ماخرجت وهدوئها دا اكيد يترتب لحاجة، وكمان مرات عمي عايدة اتلموا على بعض اكيد ناوين يخربوها ..اتصرف ياجاسر
بعد مرور شهر توجه جواد الألفي إلى السجن الذي يوجد به قاسم الشربيني..توقف الجميع تحية واجلالا له
دلف إلى غرفة الضابط المسؤول
-اهلا ياباشا، مصلحة السجون نورت
-ابعت هات قاسم الشربيني يابني …بعد فترة دلف قاسم
اوووه جواد الألفي هنا، وانا بقول السجن منور ليه
دنى جواد ينظر لمقلتيه بلهيب يود لو يحرقه بها
-جنى صهيب الألفي ..قالها جواد وهو يغرز عيناه بعينيه
-فاكر الأسم دا ياقاسم
جلس قاسم وهو يقهقه
-قصدك ال أمجد علم عليها..وصل إليه جواد وأطبق على عنقه وتحولت عيناه للنيران وهمس بفحيح أفعى
-دا ال يقرب منها هفعصه تحت رجلي، اوعى تفكر المسرحية دخلت على جواد الألفي..لا تبقى اهبل وعبيط
انا قصدي على جنى مرات صهيب ال الزبالة إلى زيك موتها بقذارة ناس حقيرة
كادت أنفاسه تخرج من جسده، دفعه جواد بقوة حتى سقط على الارض تحت أقدامه، رفع قدمه ووضعها على عنقه
-رجعت تلعب على ابني، الصراحة عجبني اللعبة وسبتك بمزاجي بس عشان اسباب خاصة لجواد الالفي، عارف نفس يعقوب يلا، اهو انت جبتهالي على طبق من دهب
انحنى جواد وهو يضغط بحذائه وأكمل
-ابني وبعده الطوفان ياروح امك، متفتكرش، سايبك غباء تبقى مجنون، وابنك الحقير لمه اصلي اجبلك جثته، هو كدا كدا ميت…قالها وهو يدفعه بقوة بقدمه شعر بهروب انفاسه، وضع يديه على عنقه ونظر الى جواد بغضب واردف
-ووعد مني ياجواد ياالفي لاخليك تبكي على ابنك بدل الدموع دم، احنا بس كنا مشغولين بابن البنداري
قهقه جواد وجلس يضع ساقا فوق الأخرى
-متعرفش أن ابنك اتحكم عليه بالاعدام، ووقت مايتمسك الحكم هيتنفذ، نسيت اقولك
مش العتال وناجي اتمسكوا بشحنة الأسلحة
نهض جواد وتحرك للباب
-وعد ياشربيني لاجيب حق جنى ويتحكم عليك بالاعدام زي ابنك
أطلق قاسم ضحكات مرتفعة وتحدث
-طب لما تمسكوه ياباشا، اه وقول لابن البنداري يحضر لعزاه هو وعائلته كلها
رمقه جواد وتحرك للخارج
خرج جواد وأمسك هاتفه
-خلي بالك من راكان، حطينه في دماغهم، وصلت لل عايزه ياباسم ..وشدد الحراسة على السجن
بشركة البنداري
جلست بعد شعورها بالدوران
وصلت درة إليها
-حبيبتي مالك..هزت رأسها وتحدثت
-مفيش بس بقالي فترة الدوخة بقت بتزيد اوي، غير الترجيع تعبني جدا يادرة
اخذت درة الاوراق التي بيديها
-قومي روحي ارتاحي، وكمان سيلين هنا
اومأت واتجهت إلى معطفها ترتديه
-انا هعدي على المستشفى،اطمن على الحمل، حاسة مفيش حركة من امبارح، بس بلاش راكان يعرف، هو الايام دي معرفش متعصب على طول، حاسة أنه مخبي عني حاجة
ربتت درة على كتفها
-ليلى متنسيش جده لسة ميت بقاله فترة، وعمو اسعد المحجوز في المستشفى فدا كفاية عليه
اومأت لها وتذكرت حديثه الصبح
-حبيبتي مش عايزك تخرجي بعد كدا من غير حراسة، وخلي بالك من الشغالين في البيت ياليلى مش عايز حد يختلط بالولاد لوحدهم
اتجهت إليه
-راكان هو فيه حاجة ولا ايه
هز رأسه بالنفي
– ماهو عشان اريحك من خوفك، وانا كمان ارتاح
حاوطت خصره ووضعت رأسها على صدره
-ان شاء الله حبيبي قلقي كان من الحمل وانا معرفش
خرجت من شرودها على دلوف حمزة
-درة انا هروح ليونس وبعد كدا هروح المكتب حبيبتي ،لما تخلصي كلميني
جمعت ليلى اشيائها وتحركت إليه
-خدني معاك ياحمزة، عايزة اعدي على الدكتورة اعمل مراجعة
رفع بصره إلى درة فاومات
-تعبانة بس متقولش لراكان
استدارت ليلى إليها
-يابنتي دا لسة مخرجتش وروحتي قولتي يالهوي عليكي، وانا بقول سيف طالع لمين
قهقهت درة تغمز لحمزة قائلة
-طالع لحموزة ياليلى
قطب جبينه مردفا
-لا ياشيخة بتثبتيني يعني ولا ايه
ضحكت ليلى عليهما وتحركت للخارج
استقل السيارة متجهين للمشفى ولكن فجأة قطع طريقهما سيارة نقل كبيرة، توقف حمزة قائلا
-هشوف فيه ايه، فتح باب السيارة على رنين هاتفه برقم راكان ولكنه لم يشعر بنفسه حينما استمع الى صرخات ليلى وبعدها غاب عن الوعي
بإحدى البيوت القديمة بمحافظة الجيزة،افاق وجد نفسه مقيد بالمقعد، وليلى تغفو على فراش متهالك
جحظت عيناه، بدأ يدور بعينيه بالمكان ولكن فتح الباب ودلفت منه نورسين
-يامرحب بحضرة الافاكاتو
ابتسم بسخرية ورمقها بسخرية
-اهلا بمدام نورسين، طيب كنتي كلميني ياقطة وكنت جتلك بدل وجع القلب دا
اتجهت بنظرها إلى ليلى الغافية بسبب المخدر، تنظر إليها بكره والى بطنها المنتفخة
-حامل، ياسلام على راكي من امتى وهو بيحب الاطفال، دا من أهم شروطه عدم الانجاب
دنت منها ثم جذبت حجابها وتحدث بنبرة شيطانية
-دي عملت ايه، خلته يتنازل عن قوانين راكان البنداري
حاول حمزة السيطرة على نفسه حتى لا تؤذي ليلى
عند راكان دلف الى القصر قابله يونس بسيارته
ترجل يونس وهو يحمل طفلته
-فين خالو ياقمر …تحركت الطفلة إلى راكان سريعا
-خالو وحستني
حملها يضمها بضحكاته
-حبيبة خالو، كنتي مع بابي بتكشفي على الستات
قهقه يونس واقترب
-ماشاء الله انت واختك نفس الكلمتين ..
اخبار حمل ليلى ايه يايونس،انا حاسس بتعبها بس بحاول مبينش، وحاولت اخليها تقعد بس هي رافضة محبتش اضغط عليها
ضيق عيناه
-انا مشفتش ليلى، حتى لو راحت لدكتورة هناء كنت عرفت
استمع راكان لصوت ابنته تهرول إليه
-بابي..رفعها باليد الأخرى
حبيبة بابي،مامي جت
هزت راسها بالنفي تنظر بغضب إلى ابنة يونس
-بابي نزل قمر انا مش عارفة احضنك
قهقه يونس واتجه يأخذ ابنته
-اشبعي بابوكي يابنت ابوكي..كان عقله منشغلا بزوجته، فأمسك هاتفه
-كوكي روحي مع عمو يونس العبي مع قمر لما اشوف مامي اتأخرت ليه
ظل يهاتفها ولكن دون رد، اتجه يتصل بحمزة ولكن استمع الى صوت نورسين
-اهلا راكي وحشتني حبيبي ، اخيرا اتقابلنا
هنا سحبت أنفاسه وشعر وكأن أحدهم صوب طلقة نارية اخترقت صدره ..انين بروحه مما جعله ينخر عظامه نخر، حتى حول جسده إلى شحوب كشحوب الموتى
-عايزة ايه، ومراتي لو لمستيها وحياة ربنا لأقتلك
دنى يونس منه بعدما أشار لمربية ابنته
خدي البنات وخلي بالك منهم
راكان ايه ال حصل…كأنه لم يستمع إليه
-انت ياروحي، هو فيه اغلى منك عندي ياراكي، هبعتلك صورة حلوة امرأتك دا وهي سليمة، لو موصلتش لعندي خلال ساعة ياراكي وعد بعد الساعة هبعتلك مراتك وصاحبك في تابوت، سلام ياراكان، ومش هوصيك ياحبي لو حد عرف ممكن اعمل بلاش ذكائك يخون ذكائي، واه ياحبيبي نسيت اقولك هات المأذون معاك، وطبعا عارف هنتقابل فين ، اه نسيت اقولك هبعتلك العنوان لما تدخل محافظة الجيزة،اوصل بس للجامعة وبعد كدا اقولك تعمل ايه
ياله ياراكي الوقت بيمر
قالتها وأغلقت الهاتف، ترسل له فيديولحمزة وهو مقيد، وليلى وهي تغفو على ذاك الفراش
هنا شعر بضعف الدنيا يحتل كيانه وفقد السيطرة وأصبح كطائر كسر جناحيه
تسمر يونس بعدما شاهد ليلى وحمزة
-راكان هتعمل ايه..اتجه إلى سيارته سريعا، وخلفه يونس الذي استقلها بجواره
-انزل يايونس..
-انسى ، مش هتحرك، رجلي على رجلك
يونس صرخ بها راكان
مراتي وابني في ايد الحقيرة، مش وقتك..ضرب يونس على المقود وانا مش هتحرك يابن عمي
قاد راكان السيارة بسرعة جنونية متجها إليها
عند نورسين جلست تضع ساقا فوق الأخرى تنتظر افاقة ليلى، أمسكت الهاتف
-راكان جاي اجهز، مش عايزة فيه حتة سليمة لو لقيته بيلعب بديله..وابعتلي الدكتور عايزين نولد لولة ياحبيبي

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية عازف بنيران قلبي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *