روايات

رواية لم تكن مجرد صدفة الفصل السادس 6 بقلم نور سعيد

رواية لم تكن مجرد صدفة الفصل السادس 6 بقلم نور سعيد

رواية لم تكن مجرد صدفة البارت السادس

رواية لم تكن مجرد صدفة الجزء السادس

لم تكن مجرد صدفة
لم تكن مجرد صدفة

رواية لم تكن مجرد صدفة الحلقة السادسة

نظر امير في عدم تصديق ..فلم تكن تلك الفتاة المصابة سوي ندي ..تكومت أرضا وقد صُدمت بالرصيف بشكل سئ …ركض مسرعا ناحيتها حاملا إياها علي ذراعيها ..كانت كطفل سقط في النوم بين يدي امه اثناء المذاكرة ….ركض مسرعا الي سيارة الاسعاف ليضعها هناك وركب مع المسعفون وهو يكاد ان يبكي …كاد ان ينشق قلبه خوفا عليها …مازالت صغيرة..مازالت فرخ صغير لم يتخرج للحياة بعد ..وايضا ..هي جميلة ..أجمل من ان يخدشها شئ ….نسي امير عالمه ..نسي حتي إخبار عائلته الي اين هو ذاهب…..
……….
اما في منزل خيرية فقد عادت وحدها فجرح زياد كبير يحتاج ان يلتئم ..والجروح يجب ان تلتئم بعيدا عن الميكروبات اي البشر التي تزيد جرحك وجعا…..دخلت منزلها لتترك حقيبتها ارضا وتهتف في برود:
_بت يا ندي ..انتي يا زفتة؟تعالي شيلي شنطني من الارض ..يلا يا حي*انة
لم تسمع ردا علي ندائها فصعدت لغرفة الفتاة لتجدها فارغة…حتي من ثيابها ….
اخذت تبحث عنها كالمجنونة وهي تكاد ان تمزق شعرها..اين تذهب هذه الفتاة وهي بلا احد ؟ من سيأخذها إليه ؟ ماذا ان ذهبت الي الشرطة لتبلغ عنها ؟كفاكِ هذيانا يا خيرية هل يبلغ المرء عن عائلته حتي وان قتلوه ومزقوه إربا ؟ هي ليس لديها سواكِ …..

 

 

 

ارتفع رنين الباب لتسرع لتفتح لتجد امامها فيروز تدخل في خطوات مليئة بالغضب وتلقي حقيبتها ارضا ….
قالت بتذمر كطفلة تريد شراء شوكولاتة:
_شوفتي امير يا ماما ..بيزعقلي انا..تخيلي ؟ انا يتزعقلي؟وقال ايه عشان نطقت كلمه انجليش وسط كلامي …كأني غلطت في حبيبته يعني ؟
قالت خيرية بضيق:
_فكك من دة دلوقتي…البت اللي اسمها ندي اختفت وملهاش اثر حتي هدومها مش موجودة
قالت فيروز غير مبالية :
_هتكون راحت فين يعني؟اتلاقيها بتستظرف زي حركات زمان لما كانت تستخبي عند الجيران بالايام عشان متاخدش العلقة ..اكيد هددتيها يا مامي انكِ هتدخليها الاوضة صح؟
قالت خيرية وقد بدات تهدأ:
_صح عندك حق يا بت فيروز والله ..الله يطمن قلبك زي ما طمنتيني كدة
قالت فيروز وهي تنهض:
_عن اذنك بقي يا مامي هروح اشوف الفستان اللي طلباه وصل ولا لسة؟
………….
جالسا في سيارته متوترا وفي يده سيجارة لا تناسب عمره ولا صحته المتدهورة…كان القلق باديا علي وجهه وعلي ارتعاش يديه وهو يمسك بالسيجارة..يقول بداخله:
_يخربيت عقلك يا ندي…هتورطيني في ايه يا مجنونة ؟يا خوفي لتبلغي عني اني واخد قاصر …
ثم استطرد وكأنه يشرح لنفسه:
_بس انتي اللي جاية بطوعك وإرادتك …ومعايا ادلة زي المكالمة والرسايل …..
بس يخربيتك …ملحقتش افرح واتهني بيكي قومتي طيرتي من ايدي زي الصابون السايل ……تقيلة جدا يا بنت بس زي القمر وعسولة خالص….

 

 

 

افاق من شروده علي رنين هاتفه لينظر ..فيجد اسم لا يطيقه ولا يطيق رؤيته …ولكنه مضطر ان يجيب فهي في النهاية والدة ابنائه
_ايه يا خيرية خير ؟
_كنت عاوزاك في موضوع ..
_موضوع ايه خير؟مش مواضيعنا كانت انتهت من زمان يا ولية؟
قالها بنبرة ثقيلة تجعل من يحدثه يرغب بقتله
تمالكت نفسها بصعوبة لتقول:
_بخصوص ابنك … اللي ضيعته بإيدك…اللي حرقت قلبه بإيدك
قال وهو يعتدل في جلسته:
_ابني ؟ماله ابني ؟عملتي فيه اي؟
ابتسمت بسخرية وقالت:
_مش انا اللي عملت ..انت اللي عملت
……………
كان يجلس وحيدا علي احدي المقاعد علي الكورنيش..لا يصدق ما سمعه وما عاشه منذ قليل ..كيف يحدث هذا؟منار ؟أحب أمراة علي قلبه بعد والدته؟كيف يكون هذا الوجه الملائكي خائنا وغدارا هكذا ؟لقد استثمر بها كل مشاعره …جيده وسيئه ….لقد شاركها ظلامه قبل نوره …شاركها جهله قبل علمه …كيف يمكنك ان تغدر بإنسان كشف لك نفسه بكل ثقة لتطعنه طعنة ثقيلة بخنجر مسموم حاد؟هل يبكي؟ لن يبكي من اجل امراة باعته؟ولكنها كانت مجبرة؟احيانا يجب ان تستمع للحقيقة مهما كانت مؤلمة..ان تعريها من كل جوانبها كي تعرفها وتحللها …ولكن هذا لا يغفر لها كل هذه السنوات في الخداع …ربما كانت مجبرة ولكن كل تلك السنوات من عمره ذهبوا هباءا …..
فكر في ان يفعل شئ ولكنه شئ خطير للغاية لا يدري ان كان صوابا ام لا
………………

 

 

 

كانت راقدة في المستشفي كملاك ..بالرغم من التعب وجهها مازال ملائكي …خصلات قد.تمردت وخرجت من شعرها فأبرزت جمالا خفيا….كان يتأملها بتعجب..كيف تنجح كل مرة في ان تسلب عقله من راسه ؟كيف وهي صغيرة؟اصغر منه ؟هي في عمر اخته؟ وليتها تلك المشكلة الوحيدة فهو لا يدري تماما ما المشاكل بينها وبين عائلتها التي لم تأتي الي الان …كما انه خاطب بالفعل فلا يمكنه ان يتخلي عن مبادئه من اجل هوس لحظي..اغلق عيناه وشرد في عالمه الذي يحب ان يشرد به…ولكنه افاق علي صوتها الرقيق كنسمة جاءت في وقت حار:
_انا فين؟
_في المستشفي
_انت مين؟

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على 🙁رواية لم تكن مجرد صدفة)

اترك رد

error: Content is protected !!