روايات

رواية حارس المقبرة الفصل الخامس 5 بقلم Lehcen Tetouani

رواية حارس المقبرة الفصل الخامس 5 بقلم Lehcen Tetouani

رواية حارس المقبرة البارت الخامس

رواية حارس المقبرة الجزء الخامس

رواية حارس المقبرة الحلقة الخامسة

…… إنصدم لطفي لما شاهد ان هذا القبر يعود لأبوه وقد أعماه المال ولم يعد يدري من يكون صاحب القبر الا بعد ان قرأ لافتة مكتوبة فوق نعشه فصرخ في الشاب وهو يقول :
توقف أرجع الجثة كما كانت وأياك ان تأخذها
إستغرب الشاب وقال : ماذا هناك ؟
سكت لطفي وهو يحاول أن يخفي دموعه التي كانت تخنق صوته والتي غطت مقلتيه بعدما إنصدم من ذلك المنظر وقال : يجب ان تعيد جثة الى قبرها فورا هل تسمع
لكن الشاب اصر على معرفة السبب وقال : هل يمكن ان توضح لي ما الذي جرى لك ؟
فأجابه لطفي وهو يقول : اتعلم من يكون صاحب هذه الجثة إنه أبي
وضع الشاب الكيس على الارض وقال : اهذا كل ما في الأمر اسمع أقدر موقفك جيدا ولكن دعني اوضح لك شيء يجب ان تعرفه وبعدها قرر ما شأت
أريد أن اطرح عليك سؤال ماذا ورثت من أبيك وماذا ترك لك الم ترث منه إلا الفقر والتعاسة ثم ان هذا الذي تفعله الأن معي أليس هو محاولة منك لانقاذ نفسك من عب الذي تركه لك أبيك ألا تفعل ذلك من اجل تحسين وضعك المادي خشية ان يكبر اولادك فيجدون مصيرهم مثل مصيرك يتخبطون في وسط الفقر والعوز؟
ثم أنك يجب ان تكون فخورا بنفسك لأنك تقدم جثة أبيك لمخابر العلم حتى يستفيد منها البشرية بدلا من ان تبقى جثته هنا يأكلها الدود والرطوبة وهل تعلم أني قد فعلت نفس الشيء مع جثت أبي وعمي واخوالي وقدمتهم لمخابر حتى يستفيد منهم البشر وها انا سليم معافى أمامك ولم يحصل لي شيء
اتعلم لماذا لأنني لا أنجر مثلك تحت مسمى العواطف والاحاسيس الكاذبة فنحن يا لطفي نعيش في الغابة فإن لم تكن فيها ذئبا اكلك الفقر والظلم قبل ان تأكلك الذئاب
هذا إن وجدت في جسمك نحيل هذا لحما تأكله فلو بقيت طوال عمرك على هذا الحال فإنه سينظر إليك على أنك شخص شحات يعيش على صدقة الأخرين
انظر لنفسك كيف أصبحت شخص محترم بعدما دخلت الى منزلك وانت محملا بالاغراض حتى إستقبال زوجتك لك ستغير بعدما أصبحت تدخل عليها وانت تحمل كل ما لذ وطاب فهل كانت ستستقبلك بهذا الاحترام والتقدير اذا كنت تدخل عليها كل صباح وانت تجر كلبك وتلبس معطفك المتعفن ذلك ؟
راح لطفي يصغي إلى ما يقول الشاب وهو لا يدري ما يقول او بما يرد عليه ثم أدخل الشاب يديه في جيبه وأخرج مبلغ عشرين ألف درهم اخرى وقال : بما أن جثة كانت لأبيك
سأكون كريما معك و سأضيف لك نفس المبلغ وهكذا يصبح نصيبك اليوم ضعفين فقل لي هل كنت تحلم يوما أنت تمسك هذا المبلغ طوال حياتك هل تصورت ان يأتي يوم تدخل فيه المبلغ كهذا الى جيبك وفي ليلة واحدة أجبني ماذا قررت ؟
امسك لطفي مبلغ من المال ووضعه في جيبه وقال : مبارك عليك جثة أبي خذها رافقة السلامة
إبتسم الشاب بعدما نجح في اقناع لطفي وقال : هكذا اريدك يا لطفي قلب من الصخر لا يتأثر بالمشاعر الزائفة
وبعد شهر من الان سترى كيف ستفرض إحترامك على جميع بعدما تصبح من أغنياء القرية وربما سيناديك الناس بالحاج لطفي بدلا من إسم لطفي حارس مقبرة .
حمل الشاب جثة والد لطفي وخرج بها متوحها الى سيارته عند مدخل مقبرة وترك لطفي واقف هناك وهو لا يدري ما يقول كان قلبه يعتصر من أسى وحزن ولكنه قرر ان يصغي لوصية ذلك الشاب وان يبقى جامدا لا يتأثر مهما حصل .
قضى ليلته هناك وهو جالس أمام محرسه إلى غاية شروق الشمس لحسن التطواني وفي صباح بعدما حمل اغرضه لاحظ ان كلبه قد جاء اليه وهو يحمل عظمة في فمه
اخذها منه بسرعة وراح يتفحصها فاذا به يتفأجى بان هذه العظمة قد سقطت ليلة البارحة من هيكل أبيه فأحس بالاسى وراح يحدق بها وهو ممتعض القلب لكنه تذكر ما قرره ليلة البارحة فأدخل عظمة الى جيبه وتوجه الى منزله .
وحين وصل إلى المنزل دخل مباشرة إلى غرفته واغلق الباب عن نفسه ومد يده الى صرة فوق دولاب وفتحها ووضع بداخلها مبلغ الذي حصده ثم اخرج عظمة هيكل ابيه وراح يتاملها في صمت ثم وضعها مع المال واغلق الصرة
في المساء وبعدما خرج من منزله توجه مباشرة الى المقهى لجلوس هناك فلم يكن من قبل يحب ان يأتي اليه بسبب ظروفه مادية ام الان فقد تحسن الوضع بعض الشيء
دخل إلى مقهى فلمح احدى اصدقائه جالس هناك لوحده فتقدم اليه وجلس الى جانبه وقال : سلام عليكم أيوب كيف حالك ؟ lehcen Tetouani
رفع أيوب رأسه وقال في حزن :الحمد لله على كل حال
لاحظ لطفي ان صديقه ليس على ما يرام فأسأله قائلا :
ما بك احس بأنك مهموم وشيء ما يشغلك
فأجابه أيوب قائلا : انا افكر في مشكلة التي جاء بها أبني من الجامعة
فساله لطفي قائلا : وما به إبنك ؟
فرد عليه ايوب شارحا : انت تعلم ان أبني يدرس في كلية الطب في العاصمة وقد طلبوا منه ان يشتري جمجمة بشرية حقيقية من اجل ان يحضروها معهم الى جامعة لإجراء فحوص وامتحانات
إستغرب لطفي من هذا الطلب وقال : ولماذا يريدون منهم ان يشترو جمجمة بشرية حقيقية ؟
فرد عليه ايوب بقوله : وما أدراني بذلك ولكن المشكلة الاكبر هو ان سعر جمجمة واحدة يساوي عشرون الف درهم
إستغرب لطفي لما سمع هذا الرقم وراح يفكر في خديعة التي وقع فيها فقد كان مغفلا و يبيع جثة ميت كاملة لذلك الشاب بمبلغ عشرين ألف درهم فقط بينما جمجمة لوحدها يساوي نفس السعر فعاد يسال ايوب قائلا : ولنفترض ان شخصا اراد ان يشتري جثة كاملة فكم تساوي؟
ضحك ايوب وقال : تلك هي الطامة الكبرى فالجثة كاملة تساوي ست أضعاف ثمن الجمجمة

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية حارس المقبرة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *