روايات

رواية جاريتي 3 الفصل الثالث والثلاثون 33 بقلم سارة مجدي

رواية جاريتي 3 الفصل الثالث والثلاثون 33 بقلم سارة مجدي

رواية جاريتي 3 البارت الثالث والثلاثون

رواية جاريتي 3 الجزء الثالث والثلاثون

رواية جاريتي 3 الحلقة الثالثة والثلاثون

كان يجلس داخل المحكمه عينيه ثابته عليها لا تتزحزح رغم انها لم تنظر اليه مره واحده من بعد دخولها الى القفص فعيونها ثابته على مكان جلوس القاضى و كأنه رمز خلاصها و كان أكرم ينظر اليه بشفقه كبيره فهو يعلم جيدا ما يمر به صهيب و يرى بعينيه حاله نور و كيف تنظر اليه بأمتنان فقط امتنان لا يراه صهيب للاسف
اقترب عزيز منهم و قال بهدوء
و بصوت منخفض
– الجلسه دى جلسه مرافعات يعنى النيابه هتقول مرافعتها و انا هقول مرفعتى و الجلسه هتتأجل لسماع الشهود و بعد كده الحكم
نظر اليه صهيب بغضب و هو يقول بعصبيه
– يعنى هى مش هتخرج النهارده
نظر عزيز اليه بضيق ثم قال بعد ان اشار له اكرم بالهدوء
– صهيب بلاش تأذيها بتصرفات غير محسوبه القضايه اللى زى دى معروف خطواتها و مراحلها
– وهتكون فين لمعاد الجلسه الجايه
قالها صهيب بخوف و توتر ليقول عزيز بهدوء قدر استطاعته
– فى المستشفى متنساش انها مريضه
كاد ان يقول شىء اخر و لكن صوت الحاجب جعله يعود سريعا الى مكانه ليدلف القاضى و يجلس فى مكانه و جواره المستشارين و نادي الحاجب على القضيه و اشار القاضى الى ممثل النيابه بالحديث
نظر أدهم الى نور داخل القفص و اغمض عينيه لثانيه واحده يدعوا الله ان يوفقه فيما سيقوم به ثم وقف و قال بثبات
– بسم الله الرحمن الرحيم (( رب اشرح لى صدرى و يسر لى امرى و احلل عقده لسانى يفقهوا قولى )) سوره طه ….. سيادة الرئيس حضرات السادة المستشارين الاجلاء لان كان شرف للنيابه العامه كعهدها ان تمثل المجتمع دائما …. فيما وقع عليه من جرم ….فقد وافاها الشرف قدرا و هى تمثله اليوم فى ساحه عدلكم … سيدى الرئيس إن المتهمه الماثله أمامكم الان فى قفص الاتهام ارتكبت القتل فى ابشع صوره ارتكبت جريمه شنعاء يندى لها الجبين …. هذا ما يجب ان اقوله سيدى الرئيس و لكننى ولاول مره اقع فى حيره كبيره و لا استطيع و لا اجد الكلمات التى يجب ان اقولها ان التحريات اثبتت انحطاط اخلاق المجنى عليه و سوء سمعته و ايضا اكدت اقوال المتهمه عن اعماله القزره و المشبوه و تقرير المستشفى يؤكد كم الضغط النفسى و ما عانته المتهمه جراء افعال المجنى عليه و مدى التشوه الجسدى و النفسى الذى اصابها منه و بروح القانون و بكل معانى الانسانيه اود لو اكافئها على فعلتها الا اننى هنا و للاسف للدفاع عنه …. لازهاق روحه التى هى ملك بارئها فقط و لا يحق لاحد اخذها لذلك اطالب للاسف بتوقيع اقصى عقوبه على المتهمه ولكن
كانت الدهشه بل الصدمه هى ما يرتسم على ملامح وجه عزيز و صهيب و اكرم وايضا فهمى و لم يكن القاضى و مستشاريه بأقل صدمه ليكمل ادهم بقوه
– سيدى الرئيس حضرات الساده المستشارين اعلم جيدا ان واجبى هو الدفاع عن المجنى عليه اشرف سيد محرم لكن اليوم اقف امامكم و انا لا استطيع قول كلمه واحده تنصف ذلك الرجل او تطالب بحقه رغم ان القوانين جميعا تجزم ان تلك الفتاه قاتله و عن عمد و تستحق العقاب الا اننى كأنسان اولا و كرجل لدى نخوه و شرف ارفض بشده ان يحسب ذلك الشخص من ضمن الرجال او من ضمن البشر واريد و بكل ما املك من قوه ان اخرج تلك الفتاه من محبسها و اكرمها ولو كان بيدى لقتلته الف مره
اليوم و لاول مره تقف النيابه عاجزه عن الدفاع عن الحق المدنى و تتمنى لو كانت تستطيع الدفاع عن المتهمه
سيدى الرئيس حضرات الساده المستشارين
ان المجنى عليه و من تقارير التحريات اثبتت انه كان قواد … و يعمل فى كل ما يخالف القانون و ايضا اثبتت التحريات انه كان يستخدم زوجته والده المتهمه فى اعمال الدعاره و بيته كان وكر من اوكاره لممارسه الرزيله و حاول اكثر من مره زج المتهمه فى ذلك المجال
مما ادى لمرضها النفسى الذى اثبتته مستشفى الامراض النفسيه و العقليه التى تم تحويل المتهمه اليها للتأكد من سلامه قواها العقليه و مرفق ذلك التقارير لدى سيادتكم
سيدى الرئيس حضرات المستشارين نحن اليوم و لاول مره نقف جميعا امام قضيه نود لو نحكم فيها بضمائرنا فقط لا قوانين تحكم و لا اعراف و لكن اعود و أكرر منصبى يحتم على طلب توقيع اقصى عقوبه على المتهمه التى و يالا الغرابه ستسعد كثيرا بهذه العقوبه شكرا سيدى الرئيس لسعه صدركم و السلام عليكم و رحمه الله
صمت تام عم قاعه المحكمه نور التى كانت تستمع لكلماته و بداخلها نار تشتعل و هى يتجسد امام عينيها كل ما كان يحدث كل ما كان يجبرها على رؤيته كل ما كانت تتعرض له من مشاهد قذره و ما كانت تقوم به من جروح فى جسدها
و الجميع الذين ينظرون الى ادهم باندهاش به الكثير من الاعجاب مخلوط بسعاده حتى طارق الذى يجلس فى اخر الصفوف كان يفكر (( هذا هو ادهم صاحب المبادىء ناصر المظلومين ))
اشار القاضى الى عزيز حتى يقدم مرافعته ليقف عزيز فى المكان المخصص لذلك و قال
– سيدى الرئيس حضرات المستشارين
ثم امسك ذلك الملف الموجود امامه و قال وهو يرفعه بجانب وجهه
– هنا سجلت مرافعتى و كنت انتوى قولها ولكننى الان لن ازيد كلمه عن مرافعه زميلى و كيل النيابه و لكننى سأطالب ببرائه موكلتى …. بروح القانون و بالاعراف و الضمير اطالب ببرائتها و انا واثق من عدالتكم و ضميركم الحى الذى سيرى حقيقه تلك الانسانه و كل ذلك الضرر الذى وقع عليها من خساره اب و اخ و ام سلمتها بيديها لرجل بلا شرف و لا ضمير سقطت فى وحل الخطيئه و ارادت زرع ابنتها فى ذلك الوحل ايضا ….. و بشهاده الشهود ايضا … سيدى الرئيس حضرات المستشارين الاجلاء انا اثق كل الثقه فى عدلكم و حكمتكم وفقكم الله لتحقيق العدل .. شكرا سيدى الرئيس
و عاد ليجلس مكانه و كاد القاضى ان يقول شىء حين صرخت به نور قائله
– احكم بالإعدام انا عايزه اروحلهم انا قتلت الشيطان قتلته بأيدى غرست السكينه فى قلبه قبل ما يعرى جسمى قتلته علشان …. علشان
صمتت لثوانى و قالت بقهر
– علشان ما يبعش جسمى للى يدفع علشان ميقعدش يتفرج عليا و انا فى حضن الرجاله علشان …. علشان لما اروح لأبويا اروحله نضيفه
ثم ضربت بيدها على حديد و قالت بصوت عالى يحمل من الالم و اليأس الكثير
– ارجوك ما تسمعش كلامهم ارجوك انا عايزه اروحلهم … انا عايزه اسيب الدنيا دى … الدنيا دى وحشه اوووى اووووى
و جلست ارضا تبكى بهستيريا و هى تضم جسدها بذراعيها
و كان الجميع ينظر اليها بشفقه صهيب تتجمع الدموع فى عينيه يود لو يذهب اليها يضمها يذرعها بين ضلوعه فى اعماق قلبه يحميها من الجميع و من نفسها و ادهم الذى يشفق عليها بشده و لكنه يعلم ما تشعر به يتفهم موقفها يتمنى ان ينزع ذلك الالم من حياتها و يعيدها فتاه طبيعيه و لم يكن باقى الموجودين داخل القاعه اقل منهم شغف على تلك المسكينه و كان فهمى واقفا تحسبا لحدوث اى شىء و والدتها منزويه فى اخر الصفوف تبكى بصمت لا تريد ان يراها احد او يشعر بها
لم يجد القاضى حل اخر سوا تأجيل المحاكمه اولا بسبب ما حدث من نور ثانيا حتى يستطيع سماع الشهود
حين خرج الجميع من قاعه المحكمه كان صهيب فى حاله هياج يريد الاطمئنان عليها حاول اكرم السيطره عليه و لكنه كان عصبى بشكل كبير
اقترب فهمى من عزيز و قال له ما جذب انتباه صهيب و جعله يهدء قليلا
– هتقدم طلب عدم حضورها الجالسات الجايه
هز عزيز راسه بنعم و قال
– انا هدخل للقاضى دلوقتى وهطلب ده منه فعلا حالتها حقيقى توجع القلب و حرام تعيش كل المواقف من تانى
ليقترب صهيب منهم وهو يقول باستفهام
– يعنى ايه ؟
شرح له عزيز الموقف سريعا و طلب فهمى منه ان يقدم طلب باسمه ايضا و بالفعل كان عزيز يكتب الطلب فوقع فهمى ايضا و رحل حتى يكون مع نور و ترك تلك المهمه لعزيز لينظر صهيب الى اكرم وقال باندهاش متألم
– يعنى كمان مش هقدر اشوفها تاني؟
ربت اكرم على كتفه و قال بهدوء فى محاوله للسيطره على انفعالات صهيب
– دى اجرائات و لازم تحصل و بجد حرام هى تعيش كل ده كمان خليك متفائل دى النيابه و لاول مره فى التاريخ تدافع عن المتهم مش المجنى عليه ربنا معاها و ان شاء الله الموضوع ده يخلص بأقل الخساير
ظل صهيب ينظر اليه بحزن و ضيق حين لمح فهمى يسير بجانب سرير نقال فوقه توجد نور الغافيه باستسلام ظل يتابعها بعينيه حتى اختفت داخل السياره العائدة بها الى المستشفى
••••••••••••••••••••••••••
– النهارده كان اخر يوم فى الامتحانات …. كان نفسى انتِ كمان تدخلى الامتحان ….. بس ان شاء الله تعوضى ده السنه الجايه انا عارف انك شاطره
قال جواد ذلك و هو يجلس امام ليل التى تجلس فى حديقه القصر اسفل تلك الشجره الكبيره ابتسمت ابتسامه صغيره و هزت راسها بنعم ليقول هو بمرح
– عارفه ياسمين و ورد نجحوا و عملين مهرجان فى البيت انا مش عارف جيل ايه ده فى خامسه ابتدائى و كأنهم فى الثانوى و عايزين هدايا و حفله
لتتسع ابتسامتها ليكمل هو بحب
– وحشنى صوتك اوووى يا ليل ارجوكى ارجعيلي بقا
ليستمع الى صوت من خلفه و هو يقول
– هتسمع كلامك و هتتكلم قريب جدا ان شاء الله علشان تطمن كل الناس اللى قلقانه عليها
نظر جواد الى رحيم وابتسم و هو يقف على قدميه يرحب به ليكمل رحيم
– ممكن تسيبنى بقا مع المريضه بتاعتى شويه
ليهز جواد راسه بنعم ثم جثى على ركبتيه من جديد امام ليل و قال
– انا همشى دلوقتى بس هجيلك بكره ما انا خلاص خدت الاجازه بقا و بقيت فاضى
و غمز لها بمرح لتبتسم و هى تهز راسها بنعم ليغادر و جلس رحيم امامها قائلا
– عامله ايه النهارده ؟
ظلت صامته ليقول هو بهدوء
– ليل انا فاهم كويس اوووى انتِ حاسه بأيه بس كمان انا دكتور شاطر و عارف كويس اوووى انك تقدرى تتكلمى و ان صمتك ده اختيارى
نظرت اليه بصدمه ليكمل هو بهدوء
– انا فاهم انك كنتى مصدومه من تصرف اختك حسيتى ان مفيش كلام يقدر يوصف بشاعه اللى هى عملته …. كمان كنت مصدومه من موقف والدك و انه صدق عنك كلام مش صح حسيتى ان الصمت حل نوع من الاعتراض و لآنك انسانه هاديه كان لايق عليكى الصمت بس دلوقتى بجد الموقف لا يحتمل صمتك
كانت الدموع تتجمع فى عينيها احساس بداخلها يريدها ان تصرخ تصرخ بصوت عالى تخرج كل ذلك الغضب الذى بداخلها و احساسها بالظلم و القهر ذلك الجرح العميق الذى تسببت فيه توأمتها كيف تنساه
– عارف انتِ بتفكرى فى ايه بس بصى فوق كده شوفى شكل والدتك اللى لسه قايمه من الموت شوفى بتبصلك ازاى شايفه خوفها عليكى بلاش هى طيب شايفه والدك اللى واقف ورى الشباك على اليمين بيبص علينا شايفه خوفه عليكى
قال رحيم كل ذلك بهدوء شديد و كانت هى تنظر الى مكان وقوف والدتها و تتذكر ذلك اليوم التى دخلت فيه والدتها عليها الغرفه تستند على يد والدها و هى تقول بخوف و لهفه
_ ليل حبيبتى مالك يا بنتى … حقك عليا يا قلب امك
جلست بجانبها تضمها بحنان و دموعها تغرق وجهها كليل تماما ظلوا هكذا لبعض الوقت حتى قالت ملك بحنان
– انا رجعتلكم يا قلب ماما مش هبعد تانى رجعت و كل حاجه هتبقا كويسه كل حاجه هترجع زى الاول
وكانت ليل متشبثه بملابس ملك بقوه و كأنها طوق نجاتها من الغرق و الضياع و الوحده
عادت من افكارها لتنظر لمكان وقوف والدها و تذكرت قدومه اليها كل يوم يجلس بجانبها يقص عليها كل ما حدث فى المستشفى و كيفيه استعاده والدتها لعافيتها بفضل الله رويدا رويدا و سؤالها الدائم عنهم و رغبتها فى رؤيتهم …. يتحدث معها عن شوقه لسماع صوتها عن اسفه على كل ما حدث على خوفه الذى يصل حد الموت من خسارتها هى واختها يضمها الى صدره و يعدها ان يكون دائما داعم لها و سند قوى عادت من افكارها و نظرت الى رحيم الذى اكمل قائلا
– ليل الكل محتاج يطمن عليكى …. لو اللى جواكى غضب بس خرجيه بالصريخ بالكلام بالخناق لكن الصمت مش حل
اخفضت راسها ارضا ليكمل هو
– شمس مريضه نفسيه بجد محتاجه علاج و علاجها مش سهل و لو مقدرتش اعالجها لازم تدخل المستشفى لانها هتكون خطر على نفسها و على اللى حوليها
ظلت صامته تنظر اليه بقلق و خوف ليأخذ نفس عميق و هو يقول بيأس
– ماشى يا ليل بس ياريت تفكرى فى كلامى و ياريت تقدرى تساعديني و تساعدى اختك صحيح هى غلطت فى حقك كتير و غلطها صعب تسامحيها عليه لكن هى دلوقتى محتاجه المساعده هى دلوقتى فى اضعف حالتها
وقف على قدميه وهو يقول باستسلام
– ماشى اروح انا بقا احاول معاها يمكن المره دى تجيب نتيجه
وغادر من امامها ولكنه وقف فجأه حين سمع صوت رقيق يقول
– المفروض اعمل ايه ؟
التفت اليها و ابتسم بسعاده و قال سريعا
– هقولك
•••••••••••••••••••••••••••
استيقظت من غفوتها الاجباريه بعد ما حدث فى المحكمه لتجد نفسها عادت الى غرفتها فى المستشفى اعتدلت جالسه تفكر فى كل ما حدث اليوم نفخت بضيق انها كانت تظن ان اليوم هو يوم خلاصها من كل ذلك العذاب و الالم من كل تلك الذكريات السيئه ولكن ما حدث قلب كل موازينها و قدرتها على التحمل ان تجد الكل يود ان يعيدها الى تلك الحياه التى كرهتها
غادرت السرير وتوجهت الى النافذه تنظر الى الحديقه التى خطفت قلبها من اللحظه الاولى تحاول نسيان ما حدث و اعطاء نفسها امل ان القاضى لم يعطى حكمه بعد و انه مازال هناك امل فى حكم الاعدام و الخلاص
– انتِ رجعتى تانى ؟!
انتبهت نور من شرودها لتنظر لذلك الواقف امامها فى الحديقه الذى تطل عليها نافذه غرفتها يستند بذراعه على النافذه و يضع يده اسفل ذقنه ينظر اليها باستفهام مع ابتسامه واسعه فقالت باندهاش
– انت ايه؟
– سراج
قالها بابتسامه واسعه و هو يشير بكفيه فى الهواء على شكل مستطيل و بطريقه مسرحيه و استعراضيه قليلا و مد فى نطق الحروف لتقطب جبينها بحيره ليكمل هو
– توقعت انك مش هترجعى قولت فى عقلى يعنى انك يا هتخدى اعدام يا براءه و فى الحالتين مش هترجعى هنا تانى و الصراحه كنت زعلان جدا
رفعت نور حاجبيها باندهاش ليكمل هو
– بس تعرفى كويس انك رجعتى علشان اعرف اكمل اللوحه بتاعتى
ابتعدت نور خطوه للخلف و هى تنظر لذلك الواقف امامها باندهاش و قلق و قالت من جديد
– انت ايه ؟
– سراج …. قولتلك اسمى سراج انتِ بقا اسمك ايه ؟
قالها ببساطه و سرعه و بنفس الطريقه الاولي فخر شديد و هو ينطق الاسم و كأنه يسرد انجازته ظلت صامته تنظر اليه بقلق ليسأل من جديد
– اسمك ايه بقا ؟ يعنى اناديكى بأيه ؟ طيب اهلك سموكى ايه ؟ بلاش ….. طيب ? What’s your name
لتبتسم نور باندهاش انه غير طبيعى بالمره لكنه لذيذ اقتربت من النافذه من جديد و قالت
– اسمى نور
ليرفع حاجبه باندهاش ثم قال
– سبحان الله مردتيش غير لما سألتك بالانجليزى … انت ثقافتك المانيه …. ماشى المهم بقا ان اسمك فى من اسمى سراج و نور ياااه بنكمل بعض
لتضحك نور باندهاش ليقول هو سريعا
– همشى انا دلوقتى بس هرجع تانى ماشى
و تحرك خطوتان ثم عاد اليها و قال
– بس ابقى اضحكى علشان الصوره تطلع حلوه
و غادر سريعا دون ان يستمع الى ردها ظلت تتابعه وهو يبتعد شاب طويل بأكتاف عريضه و عيون شديده السواد و شعر كثيف و بشره بيضاء و لديه ابتسامه ساحره و ايضا (( دمه خفيف ))
لكنها عادت تقطب جبينها و هى تتذكر انه رجل … و لو رأت له جناحات بيضاء يظل رجل رجل كأشرف و كباقى الرجال يجب الا تثق بهم
•••••••••••••••••••••
عاد صهيب الى البيت لم يستطع الذهاب الى الشركه و متابعه العمل يشعر ان طاقه تحمله قد انتهت يود لو يغط فى نوم عميق لكنه ومنذ وضعها فى المستشفى لا يستطيع اغماض عينيه بسب صورتها التى تؤرق ليله و قلقه الذى سيقتله و خوفه الشديد عليها يمنعه من الراحه فظهرت تلك الدوائر السوداء حول عينيه و نحف جسده بشده
حين وصل الى الفيلا كان والديه فى انتظاره بقلق فهو خرج من الصباح الباكر و لا يجيب على اتصالاتهم و لم يذهب للشركه
وقفت والدته امامه و هى تقول بقلق
– كنت فين يا ابنى و مش بترد على تليفونك ليه ؟
نظر اليها صهيب بنظرات خاويه لا روح فيها ثم قال
– كنت بتمشى شويه و كنت سايب الفون فى العربيه
ليقترب جواد منه و هو يقول بقلق لا يقل عن قلق ميما
– يا ابنى طمنى عليك فهمنى ايه اللى حصل علشان حالك يتقلب كده و يتبدل من حال لحال
اغمض صهيب عينيه و هو يتذكر كلمات اكرم له اليوم قبل رحيله من المحكمه
– اهلك محتاجين يطمنو عليك يا تفهمهم حكايتك ايه يا تظبط حالك و تطمنهم
اخذ نفس عميق ثم توجه الى اقرب كرسى و جلس عليه بارهاق ثم قال بألم
– حبيت …. اول مره قلبى يدق لبنت اول مره احس ان قلبى مبقاش ملكى و للاسف طلعت مش ليا و لا عمرها هتكون ليا
جلست ميما على الكرسى الذى خلفها و اقترب جواد من ولده وهو يقول
– ليه يا ابنى … ليه متكونش ليك … انت شاب ناجح و من عيله و معتقدش ان فى اى بنت ترفضك
ليضحك جواد بسخريه و نظر الى والده نظره استهزاء من نفسه و قال
– بس هى مشافتش كل ده و لا فرق معاها
– تبقا متستهلكش و لا تستاهل انك تفكر فيها و تعمل فى نفسك كده يا حبيبى اللى يبيعك بيعه و حطه تحت رجليك خليه سلمه ترفعك لفوق و توصلك للاحسن
قالت ميما بلهفه ام ليضحك صهيب بصوت عالى ثم وقف على قدميه و اقترب منها و انحنى ليواجه وجهه وجهها ليقول
– هى مش شيفانى اصلا …. البنت الوحيده اللى قلبى اتعلق بيها مش شيفانى كنتى خايفه عليا منها و شيفاها مش مناسبه ليا و هى الوحيده اللى حسيت معها انا مين هى الوحيده اللى خلت قلبى يدق رغم انها شبه الولاد و انتِ كنتى بتقولى عليها الواد البت …. ابنك حبها لكن هى لا هى لا يا امى هى لا
ثم بدء يضرب على موضع قلبه و هو يقول
– قلبى واجعنى اوووى يا امى اوووى نفسى اشيله من مكانه و ارميه بعيد يمكن ارتاح
و غادر دون كلمه اخرى و ترك خلفه ام تبكى بقهر على وحيدها و اب يشعر بالعجز للمره الثانيه فى مساعده من يحب
••••••••••••••••••••••••
كان يجلس امامها يضع قدم فوق الاخرى و هو ينظر اليها ببرود يجعلها تشعر بالغضب بروده و تجاهله لها يجعلها تشعر بالغضب الذى يخرجها من صمتها و تلك هى الخطه التى اتبعها معها خلال الفتره الماضيه حتى انه بدء يعرف انها تريد الحديث تريد ان تخرج ما بداخلها لكنها تكابر ليقول لها بهدوء
– ها عندك استعداد النهارده نتكلم ؟!
– هو انا متحبش ؟
قالتها سريعا ثم اكملت
– ليه ديما ليل هى اللى متشافه و الكل بيحبها
ليضحك على كلماتها و قال بهدوء
– تعرفى انها بتقول نفس الكلام
نظرت اليه باندهاش ليكمل هو قائلا
– ليل كمان بتقول ان الكل بيحبك اكتر منها و انك احلى كمان رغم انكم صوره بالكربون
قطبت جبينها و هى تنظر اليه برفض لكلماته ثم ابتسمت بغرور و قالت
– اكيد لازم تشوفنى احسن منها انا عندى اصحاب اكتر منها و فى الاساس بيصاحبوها علشان هى اختى اولا و دوده كتب و بيستفيدوا منها ثانيا
ليبتسم باستخفاف ثم قال
– لا مش علشان كده على فكره هى قالت كده علشان بتحبك علشان انتِ نصها التانى
ظلت تنظر اليه باندهاش ثم قالت
– هى قالتلك كده
– هو انتِ كان عندك شك فى كده
نظر الاثنان لليل التى تقف عند الباب تنظر الى اختها بابتسامه شاحبه رغم ذلك الالم الساكن فى عيونها
خطت الى داخل الغرفه خطوتان و اكملت
– انا و انتِ تؤام ….. يعنى نصين كل نص فينا لوحده يبقا ناقص و لو فضلنا كل واحد فينا لوحده عمرنا ما هنكون واحد صحيح
كان رحيم يبتسم بسعاده و فخر من تلك الصغيره التى جنبت حزنها على نفسها و قدرت صعوبه موقف اختها و تحاول الان مساعدتها و كانت شمس تنظر الى نصفها الاخر و هناك شعوران مختلفان الاول اشتياق لشقيقتها المحبه و الثانى احساس بالدونيه جعلها تشعر من جديد بغضب قوى يتصاعد بداخلها يجعلها تود لو تقف الان و تبرحها ضربا او ان تتخلص منها الى الابد
و لكن كلمات ليل جعلتها تشعر بالانهيار حقا
– انا مش بحب اشوفك زعلانه و لا مضايقه يا شمس انتِ اختى بابا و ماما هيموتوا من القلق عليكى انتِ مهمه عندهم و كمان محتاجين يطمنوا عليكى ارجوكى ارجعلنا بسرعه شمس اللى كانت منوره بيتنا … هو بيتنا موحشكيش و اوضتنا موحشتكيش أصحابنا النادى خناقتنا كل الحاجات دى وحشتنى اووووى كمان الامتحانات مدخلنهاش عايزين ندخل الجامعه بقا …. ارجعيلي يا اختى انا بجد بحبك
و غادرت الغرفه سريعا و هى تبكى كان رحيم يشعر بالشفقه على ليل و ايضا بخوف ان تنتكس حالتها لكن بالخارج كانت تقف ملك خلف الباب تستمع لكلمات ابنتها التى جعلتها تبكى بقهر و خوف لتضمها بحنان و قوه لتبكى ليل بين ذراعيها فى نفس اللحظه التى قالت فيها شمس لرحيم برجاء
– ساعدنى ارجوك
••••••••••••••••••••••••••
كانت ممده على السرير بارهاق فذاك الدوار يعاودها من وقت لآخر يرهقها بشكل كبير و لا تعلم ماذا يحدث لها و لا تريد ان تقلقه فيكفى ما هو فيه بين عمله و مساعده اخيها و الوقوف بجانب ابنتيه فيكفى ما به فلا تريد ان تقلقه عليها هى الاخرى و تزيد همه
شعرت به يفتح باب الغرفه فأغمضت عينيها لتشعر به يقترب و جلس بجانبها يداعب خصلات شعرها بحنان لم تتحرك و ظلت مغمضه العين ليقترب من أذنها و همس قائلا
– انا عارف انك صاحيه و حاسس ان فيكى حاجه مش طبيعيه و ما تفتكريش انى هسكت على الدوخه المستمره دى
فتحت عيونها تنظر اليه لتغرق بين ذلك العشب الاخضر المزروع فيها و قالت بهدوء
– صدقنى انا كويسه كل الحكايه الضغط العصبى اللى كنا فيه و المشاكل اللى مكنش ليها اخر صدقنى انا بس محتاجه ارتاح و ادلع و صدقنى هكون زى الفل
ظل صامت لبعض الوقت ثم قال
– انتِ عارفه قولتى كام صدقنى فى جمله واحده ٣ مرات يعنى انتِ بتكذبى يا مهيره و بكره الصبح هنروح نعمل التحاليل علشان نطمن عليكى و اعتقد ان احنا خلاص اطمنا على الكل خديجه و وافقت على اسر و ملك و الحمد لله رجعت بالسلامه و شمس اهو الدكتور بيعالجها يبقا مفيش اى داعى للانتظار او التأخير
حاولت الاعتراض لكنه وقف على قدميه ليغادر الغرفه و قال و هو ينظر اليها من وقفته جوار الباب
– كملى نومك و ارتاحى
صمت لثوانى ثم اكمل قائلا بضيق
– اول مره تكذبى عليا يا مهيره … اول مره
غادر الغرفه و اغلق الباب خلفه و ظلت هى تنظر الى الباب و الدموع تتجمع فى عيونها بضيق لاول مره يغضب منها سفيان بتلك الطريقه
••••••••••••••••••••••••••••
وصل صفى الى البلده فغدا موعد عقد القران و سوف يحضر آسر ايضا كم هو سعيد بهذا اغمض عينيه وهو يجلس داخل السياره التى ستوصله الى بيته يتذكر ذلك اليوم الذى حضر فيه الى البلده منذ شهر حتى يحدد مع الحج مختار موعد لعقد القران و ما حدث من فتون التى تعدت كل مخاوفه
فبعد عودته هو و عتمان من بيت الحج مختار و اخبارهم لوالدته بالميعاد كانت نظراتها له حقا مخيفه فأذا انتبه لها اخيه او والدته سوف تشتعل النار التى لن تترك احد و ختمت الامر حين دلفت الى غرفته و هو نائم بعد ان تأكدت من نوم الجميع و تمددت جواره و داعبت وجنته باطراف اصابعها ليستيقظ من نومه بقلق لينتفض حين و قعت عينيه عليها و كاد ان يسقط من فوق السرير و لكنها امسكت ذراعه و هى تقول بصوت يشبه صوت الافعى
– مالك خايف اكده ليه …. الكل نايم و انت عارف اخوك نومه تجيل ازاى و حماتى مش هتجوم جبل صلاه الفچر
لينفض ذراعه من يديها و هو يغادر السرير و يقول بصوت منخفض لكن صارم
– جومى اطلعى بره يا مچنونه ايه اللى انتِ بتعمليه ده …. اطلعى بره انتِ شيطان
تحولت نظراتها العاشقه الى نظرات غضب و حقد و قالت بغل
– دلوجتى بجيت شيطان بعد ما كنت انى چنتك بعد ما كنت بتجولى نفسى ابوس الارض اللى بتمشى عليها خلاص نسيت فتون و ريلت على العيله الخام
لتتوحش نظرات صفى و هو يتخيل موقف اخيه لو رأى ذلك المشهد فقال بتقزز
– كنت عميان عن حجيجتك كنت شايفك ملاك و انتِ فى الاساس شيطان اطلعى بره يا مرت اخوى و بلاش تخربى بيتك و ابعدى عن نسيم
لتضحك بشر و اقتربت منه خطوه و قالت بصوت يشبه فحيح الافاعى
– بيتى انت خربتوا يوم ما چيت و خطبتنى لخوك و زى ما انى فرحتى انجتلت مش هخليك تتهنا وياها و هجتل فرحتك بيها و هجتل فرحتها
ثم ابتعدت خطوه ورفعت راسها بغرور و قالت
– ربنا يكفيك شر كيد فتون يا عمى
و غادرت الغرفه ليجلس مكانه ارضا و هو يشعر بالخوف يتغلل الى قلبه و روحه و لا يعلم ماذا عليه ان يفعل
فى صباح اليوم التالى غادر البيت دون ان يلقى السلام حتى على والدته و لم يذهب فى اى اجازه اخرى و لكنه كل يوم يزداد خوفه خاصه مع كلمات امه التى تخبره انها هادئه جدا و مطيعه و لا تقوم بأى فعل خاطىء و ذلك جعل قلبه ينكمش بخوف و شعور سىء يتملكه
عاد من افكاره على صوت السائق يخبره انه قد وصل و هنئه على عقد قرانه فالبلد كلها تعرفه و تعرف بيت الحج مختار ابتسم و شكره و ترجل من السياره و انحنى يحمل الحقيبه التى اخرجها السائق له و اعتدل واقفا ليراها تقف هناك عند باب البيت تنظر اليه بنظره شيطانيه جعلت قلبه سقط اسفل قدميه ثم ابتسمت بسعاده و بدأت فى اطلاق الزغاريد و هى تقول بصوت عالى
– العريس وصل
من يراها يعتقد حقا انها سعيده بذلك العرس خرجت الحجه صفيه على حديثها و احتضنت ولدها الذى اشتاقت له بشده و دخلوا الى البيت و خلفهم فتون التى تبتسم حقا بسعاده جعلته يتأكد انها ستقوم بشىء ما او قد قامت به بالفعل
•••••••••••••••••••••••••••
واقفه كعادتها امام النافذه تنظر الى ذلك المشهد الخلاب نفخت بضيق ليأتيها صوته وهو يقول بعصبيه آمره
– هو مش انا قولتلك ابقى اضحكى علشان الصوره تطلع حلوه
نظرت اليه باندهاش و قالت بغضب
– انت ايه؟
– سراج
قالها بنفس الاسلوب لتبتسم باندهاش ليكمل هو بغرور
– هو مش انا عرفتك بنفسى امبارح صعب تكونى نسيتيني لانى انا متنسيش
رفعت نور حاجبيها باندهاش ليكمل هو قائلا
– و اكيد طبعا شرف عظيم ليكى انى ارسملك صوره
– ايه يا ابنى الغرور ده هو انا طلبت منك ترسمني
قالت نور بعصبيه ليقول هو بهدوء شديد
– لا بس مينفعش اى فنان شاطر و موهوب يشوفك و ميرسمكيش انتِ وشك لازم يترسم عيونك حزينه وسعيده فى نفس الوقت كمان ملامحك بريئه رغم الشراسه المرسومه عليها
قطبت نور حاجبيها ثم قالت فى محاوله تغير الحوار
– انت بتدخل ازاى الجنينه هنا مقفوله
استند على الحائط بجوار النافذه و قال بصوت هامس
– فى مكان بين الشجر مفتوح بدخل منه
ثم اعتدل فى وقفته ينظر اليها و اكمل قائلا
– انتِ على فكره مردتيش على سؤالى اللى سألته امبارح
– سؤال ايه ؟
قالت نور باندهاش ليلوى فمه بضيق ثم قال
– ايه اللى رجعك تانى ؟
اخذت نور نفس عميق ثم قالت بهدوء
– لسه القاضى محكمش لسه مكتوبلى اتعذب لسه مجاش معاد انى اشوفهم
– هما مين ؟!
قالها سراج باستفهام لتنظر اليه و قالت بابتسامه رائعه جعلت عينيها تضىء
– بابا و اخويا …. وحشونى اوووى و نفسى اروحلهم و اشوفهم
خيم الصمت عليهم للحظات شرد سراج فى الافق البعيد و اختفت ابتسامته المرتسمه بسخريه على وجهه و كانت نور تنظر الى السماء بابتسامه اشتياق لذكرى بعيده تود لو تعود يوما
••••••••••••••••••••••
دخل المكتب دون طرق على الباب و خلفه السكرتيره تحاول منعه ليقف عزيز ينظر اليه بضيق لتقول الفتاه
– و الله يا فندم حاولت امنعه بس
ليرفع عزيز يديه حتى لا تكمل و قال بهدوء
– عارف يا نسرين خلاص بس لو سمحتى اطلبي لينا اتنين قهوه
غادرت الفتاه و اغلقت الباب خلفها ليقول صهيب بشىء من العصبيه و القلق
– انا عايز افهم دلوقتى ايه اللى هيحصل لنور
ظل عزيز صامت لعده ثوان ثم قال
– هو انت مش هتتعلم تخبط على الباب او تسأل السكرتيره ينفع ادخل او لا افرض كان معايه عميل
تراجع صهيب خطوتان للخلف هو اصبح لا يعرف نفسه يتصرف تصرفات هوجاء غير محسوبه لم يعد صهيب الرزين العاقل الهادىء حد البرود اخذ نفس عميق ثم قال
– انا اسف تحب اخرج و استأذن قبل ما ادخل
ليتحرك عزيز ليعود خلف مكتبه و اشار له بالجلوس و هو يقول
– انت خلاص دخلت بس اتمنى المره الجايه تستأذن
جلس صهيب سريعا و هو يقول برجاء
– ارجوك فهمنى
– انا قولتلك قبل كده بس انت نسيت ….. بس ماشى نقول تانى القاضى اجل القضيه لجلسه بعد ثلاث ايام لسماع الشهود و الجلسه دى نور مش هتحضرها علشان الطلب اللى قدمته انا و دكتور فهمى القاضى وافق عليه ده اولا
قال عزيز موضحا بهدوء ليقول صهيب بسرعه
– و ثانيًا ؟!
– بعد ما يسمع الشهود لو تأكد من اكتمال القضيه من وجهه نظره هيحدد جلسه للنطق بالحكم ودى هتاخد من شهر لثلاث شهور
وقف صهيب يدور فى الغرفه بتوتر ثم اقترب من المكتب و هو يقول
– هو اللى حصل النهارده من وكيل النيابه عادى
ليهز عزيز راسه بلا و قال بتوضيح
– النيابه بتكون ضد المتهم لكن قضيه نور مختلفه من اللحظه الاولى حتى فى يوم التحقيق معاها انا حسيت بتعاطف و كيل النيابه معاها و دى نقطه فى صالح نور بس لازم متنساش ان نور مريضه نفسيا و حقيقى شفائها مش سهل
تجاهل صهيب الجزء الاخير من كلمات عزيز و قال باستفهام
– لحد جلسه النطق بالحكم نور هتكون فين ؟
– فى المستشفى … ما انا لسه قايل نور مريضه و مش سهل تخف و مينفعش يحولوها على السجن
قال عزيز ذلك بطريقه موحيه ان القادم ليس بالسهل ابدا فلا تحاول ان تبسطه
ظل صهيب ينظر اليه دون كلام ثم غادر الغرفه كما دخلها ليهز عزيز راسه بضيق ثم اخذ نفس عميق وهو يقول بصوت منخفض
– الله يكون فى عونك يا ابنى
••••••••••••••••••••••••••••••••
كان تقف امام الورشه تنتظر ان تجد سياره اجره حتى تعود الى المنزل فاليوم عمر لم يحضر الى الورشه فالعمال اليوم يقومون بتسليم الاغراض التى تم شرائها لبيتهم و لذلك لم يستطع الحضور
نفخت بضيق فقد تأخر الوقت حقا و لم تمر سياره واحده حتى الان اخرجت هاتفها لتتصل بأخيها حين توقفت سياره سوداء امامها و ترجل منها نزار بابتسامه سمجه و قال
– توصيله يا انسه ؟
قطبت مريم جبينها بضيق و قالت
– شكرا مش عايزه
ودون ان تنتبه نقرت بأصبعها فوق اسم عمر لتتصل به و كان هو فى ذلك الوقت داخل الشقه بعد ان رحل اخر عامل ينظر الى قطع الاثاث بسعاده حين علا صوت هاتفه ليجدها هى اجابها بسعاده لكنه لم يحصل على رد و كاد ان يغلق الاتصال و لكنه استمع الى صوت يعرفه جيدا فى نفس اللحظه اقترب نزار منها اكثر وهو يقول
– نفسى اعرف ايه اللى فى عمر بيخليكم تحبوه كده ده انسان فاشل و ناقص رجله مقطوعه طيب ايمان و كانت هبله انت ليه بقا و لا هو ضحك عليكى و فهمك انه سليم و رجله مش مقطوعه
كانت تستمع الى كلماته التى تقطر حقد و غل بتقزز لتقول بصوت شبه مرتفع
– انت اللى انسان حقود و غيور ومن الواضح انك انت اللى فاشل لانك بتحقد على عمر بس احب اقولك انى بحبه من قبل ما يركب الرجل الصناعيه حبيته و هو ماشى بالعكاز وهو ديما مكشر و شايف الدنيا سوده و هو غضبان من نفسه و من كل اللى حصل بحب وفائه لمراته و حبه الكبير ليها دى حاجات امثالك مايعرفهاش و لا يفهمها
كان يستمع لكلماتها التى تصله عبر الهاتف و هو يركض الى سيارته صعد اليها سريعا رغم انه لم يعود الى قياده السيارات منذ ذلك الحادث لكن لا وقت الان لانتظار سياره أجرى
كان نزار ينظر اليها بغضب مستتر خلف ابتسامه سمجه و قال
– اعملي له تمثال بالحجم الطبيعى و حطيه فى اكبر ميدان ….. هى كمان كانت غبيه زيك كده مش شايفه انه ملاك الموت متجسد فى هيئه بشر كانت ديما تقولى انها بتحبه و على استعداد تعيش وتموت تحت رجليه طلبتها و نالتها و ماتت بسببه
غضب كبير يتلبسه الان و هو يستمع لكلمات ذلك القذر عن ايمان و ايضا غضب اكبر لوقوف مريم معه بمفردها كان يقود سيارته بسرعه كبيره غير عابىء لزحام السيارات …. لا يعلم اين هى لكن قلبه يخبره انها امام الورشه
اقترب نزار خطوه لتلفح انفاسه وجه مريم التى تشعر بالخوف الشديد الان رغم اظهارها للقوه امامه وقال بابتسامه شريره
– بس المره دى مش الموت اللى هيخدك منه …. انا …. انا اللى هخدك منه انا اللى هدوس على كرامته بجزمتى مش هخلى الموضوع مجرد حزن على فراق لا هخليه
صمت دون ان يكمل ثم قال و هو يتحرك ليعود الى سيارته
– خليها مفاجئه ليه و ليكى
و صعد الى السياره ليغادر سريعا فى نفس اللحظه التى وصل فيها عمر و حين وقعت عينيها عليه سقطت مغشى عليها ليصرخ باسمها و ركض اليها يحاول ان يحملها و يضعها بالسياره و رغم صعوبه الامر و الالم القوى بساقه الا انه استطاع بالفعل وضعها بالسياره و عاد ليقود السياره فى اتجاه المستشفى
و بداخله نار …. نار اذا سمح بخروجها حرق العالم اجمع و لكن ليطمئن عليها اولا ثم لكل حادث حديث

يتبع..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية جاريتي 3)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *