روايات

رواية ومقبل على الصعيد الفصل الرابع 4 بقلم رانيا الخولي

رواية ومقبل على الصعيد الفصل الرابع 4 بقلم رانيا الخولي

رواية ومقبل على الصعيد البارت الرابع

رواية ومقبل على الصعيد الجزء الرابع

رواية ومقبل على الصعيد الحلقة الرابعة

بعد مرور عدة أعوام
أستيقظت من نومها على صوت أخيها الذي تسلل إلى غرفتها صباحًا كي لا يعرف أحد مـ يخططون له، فيقول بهمس
_ سارة قومي بسرعة
رفعت جفنيها بصعوبة ونظرت إليه باستياء
_ في أيه يامصطفى عايزة أنام
جذبت الغطاء عليها كى تعاود للنوم ولكنه منعها قائلًا وهو يجذبه من فوقها
_ بقولك قومي أنا جاتني فكره بمليون جنيه لما تعرفيها هتقومي تبوسيني دلوقت.
اعتدلت سارة وهى تزيح الغطاء من فوقها وتقول بـ استياء
_ افكارك كلها مش مقنعه، تمشي على بابا أه لكن ماما لأ
جلس على الفراش بجوارها
_ لا دي حاجه تاني، محدش منهم هـ يشك في حاجه.
_ وأيه هى بقى؟
شوفي ياستي الجامعة عاملة رحلة السخنة لمدة تلات أيام، هنا هنقولهم إننا عايزين نقدم فيها و…..

 

قاطعته سارة بـ سئم
_ وانت عارف كويس أنهم يرفضون أى رحلات إلا وهما معانا.
_ بس دي بالأخص مش هيقولوا فيها حاجه لأنهم زي مـ انتي عارفه مشغولين الفترة دي بالصفقة اللي مخلياهم مش شايفنا أصلًا، وهنا هنخلي جدو هو اللى يقنعهم.
شردت قليلًا في فكرته لكن القلق سيطر عليها لتقول برفض
_ لأ انت عارف ماما بتبص فـ عنينا بتكشف كدبنا، نشوف غيرها أحسن
هز راسه بنفي
_ لأ مفيش غير الطريقة دي، لو موافقتش أنا هروح لوحدي، قلتي أيه؟
لا تعرف لما يساورها القلق من تلك الفكرة، نعم تعد فكرة جيدة وخاصةً تلك الفترة لانشغالهم بالعمل، لكن والدتهم إن علمت مخطتهم لن يمر الأمر مرور الكرام
_ ها ردي قلتي أيه؟
ردت بحيرة
_ مش عارفه بصراحه، الفكرة اه كويسة بس لو عرفوا هتبقى مصيبة.
تنهد بيأس منها وقال بغيظ
_ انتي هتفضلي جبانة كده لحد أمتى؟
إنتي مش نفسك تشوفي أهل بابا وتتعرفي عليهم؟
هزت رأسها بصمت ليتابع قائلًا

 

_ خلاص يبقى نروح؛ ولو عرفوا بعد كده عادي، ماما هتتعصب شوية وبابا هيعاقبنا يومين على كدبنا عليه وخلاص الموضوع هيعدي.
سألته بتوجس
_ تفتكر؟
نظر إلى ساعته وقال
_ الساعة دلوقت سبعة قومي غيري هدومك ونروح الجامعة ونيجي نقولهم على موضوع الراحة وإن رفضوا نخلي جدو يقنعهم.
ردت باستسلام وهى تنهض من فراشها
_ خلاص نجرب احنا جربنا كتير مجتش على دي.
دلفت المرحاض وهو توجه إلى غرفته كي يستعد للذهاب.
❈-❈-❈
في الصعيد
جلس عمران على طاولة الطعام بمساعدة جاسر حفيده وهو يقول بتعب
_ ماخبرش ليه مُصر على إكده، كنت فطرت في الأوضة أحسن.
تحدث جاسر بجدية
_ وبعدهالك عاد ياچدي، مـ جلتلك مبعرفش للاكل طعم من غيرك.
قالت جليلة بغيظ وهى تجلس على مقعدها
_ هو وبس ياولد چمال؟

 

ابتسم جاسر بحب لجدته وقال بمرح وهو يجلس بجوارها
_ وانتي الجاعده مـ بتحلاش غير معاكي ياحاچه جليلة.
دلفت وسيلة وهى تحمل باجي الطعام
_ ربنا يخليكم نعمه في حياتنا، انتوا الخير والبركة.
ولج جمال وخلفه توأمه حازم ومعتز
_ السلام عليكم
رد الجميع سلامه ليقترب من أبويه يقبل يديهم ويأخذ مكانه بجوار والده بهيبته التي لم تقل يومًا بل تزداد يومًا بعد يوم
_ كيفك دلوجت يابوى
رد عمران بحب
_ زين ياولدي الحمد لله.
نظر حوله فشعر بغيابها ليسأل باهتمام
_ اومال فينها الدكتورة؟
رد احد التوأم بمزاح
_ راحت تلحق نصيبها في الجثة قبل ما تتشرح
ضحك التوأم على مزحتهم لتهز وسيلة رأسها بقلة حيلة ونظرت إلى جمال تجيبة
_ مشيت من بدري عـ الچامعة، مش خايبة زي چماعه.
نظر حازم لجدته التي تأخذ صفه دائمًا وسألها ببراءة يفة
_ بذمتك ياستي أني خايب؟

 

ردت جليلة بسعادة
_ چمال ولدي ميكنش ليه خايب واصل، الراچل ميخلفش إلا راچل زييه.
نظرت إلى جاسر وتابعت بفخر
_ زينة الشباب الله يحرسه ويحميه، والدكتورة اللي مشرفانا وين مـ تروح.
تحدث معتز بإشمئزاز عند ذكر ذلك اللقب
_ اهى الدكتورة دي بالذات الواحد بيجرف يسلم عليها دخلت في مره اصحيها لجيتها نايمة وماسكة الجلم فـ يد والتاني مسكه چمچه بتاعة جتيل.
هزت وسيلة رأسها بيأس من مزاحهم الدائم وقالت لجمال
_ بجولك أيه سكتهم ياإما مـ هنخلصوش من وشهم.
تحدث جمال بجدية
_ بكفياكم عاد ويالا كملوا وكلكم عشان متأخرش.
ثم وجه نظره إلى جاسر وتابع
_ وانت ياجاسر بعد ما تخلص وكل استناني فـ المكتب لجل مـ نخلص موضوع المحصول اللي عاود ده.
رد جاسر بجدية
_ حاضر يابوى.
سأله عمران بقلق
_ بس ايه اللي خلاهم يعاودوا، احنا بنتعامل معاهم من سنين وعمرهم مـ شكوا من زرعنا.
_ هى مش شكوى يابوى، هما بس اكتفوا بالمحصول اللي عنديهم وأنت خابر زين ان فيه شركات تصدير تتمنى نتعاملوا وياهم يعني متجلجش من حاچه واصل.
_ انا مش جلجان من حاچه ياولدي اني خابر زين إن التراب فـ يدك يتحول دهب بس مستغرب من عملتهم دي.
ربت جاسر على يد جده وقال بحكمه
_ عادي ياجدي كله هيتحل زي مـ جال أبوى، وبعدين في شركة عايزة تتعاجد معانا بس أني كنت مأجل الموضوع شوية عشان مـ نرچع في كلمتنا مع الشركة دي، ومادام هما إلى عملوا اكده نوافج على شركة الأنصاري

 

أندهش عمران من سماع ذلك الأسم وكأنه مر عليه من قبل ليردد في ذهنه حتى تذكره وقال لجمال
_ الأنصارى ده من نچعنا بس همل البلد من سنين وعايش دلوجت في مصر.
أكد جمال
_ بالظبط يابوى بس سمعت أنه بيفكر يعاود البلد من تاني ويسيب الشغل لأبنه.
أردف جاسر
_ هو حدتني من يومين وجولتله هشور وأرد عليك، هكلمه النهارده وابعتله المحصول
نظر عمران لحفيده الذي كلما كبر كلما أصبح صورة أخرى لمنصور أبنه لكن برجولة وشهامة جمال.
_ اللي تشوفه ياولدي
انتهوا جميعًا من تناول إفطارهم ثم ذهب كلًا منهم إلى مهمته.
………
جلس مصطفى بجوارها بعد انتهاء محاضرتهم فوجدها شاردة كعادتها فسألها بيأس منها
_ ممكن أفهم سبب واحد يخليكي قلقانه كده؟
تنهدت بحيرة
_ خايفه، حاسه إن الموضوع مش سهل زي مـ شايفين، أحنا هنروح الصعيد يعني 8 ساعات بالقطر لازم نفكر مره واتنين وتلاته.
تحدث مصطفى بعناد وهو يحمل كتبه ويتركها
_ والله بقى إنتي حره انا هسافر على أى وضع.
منعته سارة من الذهاب وهى تقول بأمر
_ أستنى هنا
التفت إليها قائلًا باستياء

 

_ خير
فكرت قليلًا ولم تتوصل لرأى، ترغب بشدة في الذهاب إليهم، لكن لاتعلم لما يساورها الخوف من القادم، هل لأنها المرة الأولى التي تفعل شئ بدون علمهم، أم ماذا؟
فقررت في النهاية المجازفة ربما تنجح في فعلتهم ثم ردت بإستسلام
_ تعالى نعدي على جدو في الشركة نقنعه هو الأول
أومأ بسعادة
_ يالا بينا
وقبل أن يتحرك أحدهما سمعوا صوت يناديهم
_ سارة، مصطفى.
تبدلت ملامح مصطفى للإمتعاض عند رؤيتها لكن سارة رحبت بها بشدة وهى تحتضنها قائله
_ ساندي انتي فين بقالك فترة غيابه.
أجابت ساندي التي تلتهم مصطفى بنظراتها
_ كنت مع خالد فـ الغردقة ولسه راجعين إمبارح، المهم انا عزماكم يوم الخميس على عيد ميلادي اوعى متجيش.
تحدثت سارة بسعادة
_ بجد؟ كل سنة وانتي طيبة ياقلبي.
نظرت ساندي إلى مصطفى وقالت
_ وأنت يا مصطفى مش محتاج دعوة
اومأ بـ رأسه دون النطق بشئ ثم وجه حديثه لـ ساره
_ يالا ياسارة قبل جدو مـ يمشي.
اغتاظت من طريقته مع صديقتها واعتذرت قائله
_ معلش هنطر نستأذن دلوقت عشان رايحين لـ جدوا، باى
ظلت ساندي تنظر في آثارهم وقالت بحقد
_ مش عارفه ياخالد ايه اللي عاجبك فيها
وانت يامصطفى صبرك عليا إن مـ خليتك تحفي ورايا مبقاش أنا ساندي.
❈-❈-❈

 

في الشركة
دلف الإثنين إلى مكتب جدهم الذي فور رؤيتهم نهض يستقبلهم بحفاوة
_ ايه المفاجاة الحلوة دي، أكيد وراها حاجه.
قبلت سارة وجنته بحب وهى تقول
_ وانت تعرف عننا كده. عيب ياجدو.
نظر إلى مصطفى وضيق عينيه قائلًا إنت بالذات متجيش الشركة إلا إذا كنت عايزني أقنع سمر ومنصور بحاجة
أيد مصطفى رأيه
_ بالظبط كده، اقعد بقى و اسمعني كويس عشان الموضوع مش سهل.
قطب شريف جبينه وقال بقلق
_ خير؟ اقعدوا الأول
جلسوا جميعًا ليبدأ مصطفى قائلًا
_ شوف ياسيدي، الجامعة عامله رحلة تلات أيام لـ السخنه وأنا وسارة عايزين نطلعها ومفيش غيرك هيقدر يقنع ماما بالموافقة.
زم فمه بتفكير ثم تحدث بجدية
_ بس أنت عارف رأى مامتك في مواضيع الرحلات والسفر ده، مظنش انها هتوافق.
بصراحه صعب أوى
عادت سارة تقبل وجنته وتقول بدلال
_ هو حد بردوا يقدر يرفضلك طلب ياحبيبي.
أجاب شريف بتأكيد
_ آه أمك.
تحدث مصطفى بجدية

 

_ بجد ياجدو أحنا عايزين نطلعها ومفيش سبب يمنع، أنا مش صغير هتخاف عليا، الرحلة دي كل زمايلنا طالعين فيها.
فكر شريف قليلًا يحاول العثور على طريقة يقنع بها أبنته فهو يعلم جيدًا مدى خوفها عليهم فيتنهد باستسلام قائلًا
_ خلاص ياسيدي اول مـ نخلص الاجتماع هكلمهم واشوف هقدر أقنعها ولا لأ
احتضنته سارة بسعادة بالغة وقالت
_ ميرسي يا أحلى جدو
نهض مصطفى وهو يقول بفرحة
_ خلاص نروح ونستعد ليها
رفع شريف يديه قائلًا
_ أنا مش ضامن توافق ولا لأ
نهضت سارة بدورها وهى تقول بمرح
_ هتوافق طبعًا هو انت حد يقدر عليك
_ ماشي لما أشوف، روحوا انتوا بقى عشان الحق الأجتماع.
❈-❈-❈
في المساء تجمعوا في حديقة منزلهم يتسامرون كعادتهم بعد العشاء
لاحظ جمال عبوث زهرته منذ أن عادت من جامعتها ليسألها بحب
_ مالك يادكتورة من وجت مـ رچعتي من الچامعة وإنتي مكدرة إكده، مش عادتك.
قال معتز بمزاح لـ حازم
_ تلاجيها معرفتش تِشَرح الجتيل زين.
ضحك اثنيهم لتقول ليلى بغيظ
_ عچبك إكده يابوى كل شوى يتمسخروا عليا؟
نظرة واحدة من جمال أخرست كلاهما ليلتفت إليها مرة آخرى
_ جولي بجى إيه اللي مزعلك.

 

نظرة ليلى إلى جاسر بلوم وهى تقول
_ مـ أنت تخبر زين اللي رايداه
سألتها جليلة بجدية
_ جولي يابنتى اللى رايداه وأني بنفسي اللي هعمله.
_ لا
كلمة حازمه خرجت من فم جاسر لعلمه بما تريد، مما جعلها تزداد غيظًا منه، فتتحدث وسيلة بحكمه
_ لو كان موضوع النجل فـ احنا قفلنا الكلام فيه، أحنا خايفين عليكي.
ردت بحيرة
_ من ايه بس؟! مـ أني ليا زمايل كتير في الچامعة هناك محدش من أهلهم أعترض زييكم
تعب عمران من التحدث في ذلك الأمر ليسألها
_ وايه الفرج بين هنا وهناك يادكتورة؟
أجابت بضيق
_ اولًا ياچدي مع احترامي للچامعة أهنه بس هناك أفضل بكتير بحكم المستشفيات الكتير هناك
وغير كمان إن الجثث اللي بنتدرب عليها بتبجى لساتها طازة بخيرها يعني إنما الجثث أهنه بتبجى بجالها فترة في المشـ.رحة.
صدحت ضحكت التوأم في المكان مما زاد غيظها منه وقالت بحده
_ بتضحكوا على ايه؟
تحدث جاسر بلهجه حاده لا تقبل نقاش
_ مش هيحصل
ثم نظر لوالده الذي ظهر الامتعاض واضحًا عليه للتحدث والمعارضة أثناء وجوده ليقول بأعتذار

 

_ أني آسف يابوى، بس بيات بره البيت لا وياريت تقدر خوفي عليها
لم يرد عليه جمال كي لا يحرجه امام أخوته ونظر لأبنته ليقول بهدوء
طيب اطلعي انتي اوضتك دلوجت والصبح نتحدتوا
ونظر إلى توأمه وأمرهم بالصعود خلفها.
ذهبت ليلى وهي تنظر إلى جاسر باستياء ليبادلها النظرات بأخرى متوعدة حتى دلفت للداخل.
انتظر جمال حتى تأكد من ولوجهم ثم نظر لـ جاسر الذي أصبح يتحكم في كل ما يخصها وتحدث بحكمه
_ جاسر أنت أخوها الكبير وليك كلمة عليها مجلناش حاچه؛ بس ده ميديكش الحج إنك تتحكم فيها وأني لساتني عايش.
عقد جاسر حاجبيه بضيق من نفسه وقال باعتذار
_ إني آسف يا بوى مجصدش اللي فهمته اني بس خايف عليها.
أومأ برأسه قائلًا
_ فاهم بس يكون بيني وبينك متحسسش أختك إنك ضدها.
رد جاسر بسرعة
_ لا يابوى انت خابر زين إني بحبها واخاف عليها جد أيه وهى بالأخص، وعشان أكده بخاف عليها من النسمة.
تحدث عمران بتفاهم
_ خابرين ياولدي وخابرين إن انت كبيرهم، بس دا بردك ميديكش الحج إنك تأمر واحنا موچودين.
وبالنسبه لموضوع نجلها لو فيه صالح ليها مفيش مانع.
استطاع جاسر بصعوبة بالغة السيطرة على أعصابه كى لا يغضب والده مرة أخرى وخاصةً عندما قالت والدته
_ لا أني مهجدرش آمن على بنتي بعيد عني
رد جاسر يتأييد
_ عين العجل.
نظر جمال إلى ولده الذي لن يتغير
وشعر جاسر بأستياء والده مما جعله ينهض قائلًا
_ أني جايم أحسن.
ذهب جاسر ليهز جمال رأسها بيأس منه وقال بحيرة
_ أني مخبرش الواد ده طالع إكده لمين!

 

انزعجت جليلة من تحملهم عليه وقالت بانزعاج
_ مالكم چايين عـ الواد أكده، هو راچل دمه حامي وخايف عـ اخته، مالكم بجى.
رد جمال بتفاهم
_ مجلناش حاچه يااماى بس بردك كلمته تكون بعد كلمتنا
ردت وسيلة بضيق
_ بس أني معاه فـ اللي جاله، مـ هجدرش أتحمل بُعدها عني، دي بنتي الوحيدة.
رد جمال بحكمه
_ بس احنا رايدين مصلحتها.
ردت وسيلة بإصرار
_ بردك مش هجدر وبعدين دي سنتها الأخيرة والسنة الچاية هتكون أمتياز كيف ما بتجول، يبجى لازمتها ايه البهدلة كل شوية في الطريج.
رد جمال بهدوء
_ بس هى رايده تكمل دراستها هناك وده فيه صالح ليها زي ما بتجول وهى سنة هتخلصها وترچع طوالي.
نهضت من مقعدها كي لا تجادل معه أكثر من ذلك وقالت بغيظ
_ خلاص اللي يريحها أعمله أني طالعه أوضتي
نظرت إلى جليلة وسألته
عايزة حاچه يامرات عمي
ردت جليلة بامتنان
_ معوزش منك غير كل خير ياغالية.

 

لاحظ جمال انزعاجها فلم يستطيع تركها على تلك الحالة وقام استئذان والديه وذهب خلفها.
ضحك عمران على فعلته لتسأله جليلة
_ مالك ياحاچ بتضحك على ايه؟
نظر إلى جمال الذي أسرع خلف زوجته
_ على ولدك ومرته ياجليلة بيفكرني بيا انا وانتي، انتي الوحيدة اللي مكنتش أجولك لا واصل.
أيدت رأيه قائلة بحب
_ ربنا يسعدهم وسيلة بنت حلال وتستاهل كل خير.
آمن عمران خلفها وردد بشرود
_ اللهم آمين، ويرچع الغايب وضي عيني برؤية ولاده.
❈-❈-❈
صعد خلفها ليجدها جالسه على الأريكة بعبوث، وفور رؤيته أشاحت بوجهها بعيدًا عنه فيقترب منها جالسًا بجوارها
_ ماله الچميل زعلان ليه إكده؟
نظرت إليه لتقول بعتاب مدلل ربما تستطيع ردعه عن رأيه
_ يعني مخبرش؟
هز راسه بنفي وتحدث بعشق
_ لا ماخبرش؛ انتي خابره زين اني مبعرفش حاچه غير من عنيكى وانتى حجباهم عني، هعرف ازاى دلوجت.
آه من ذلك الماكر الذي لم يتبدل رغم مرور السنين ليظل يتفنن في كلمات العشق التي تجعلها أسيرته فترضخ لسطوته ويتحطم ذلك الجدار الواهم التي وضعته على قلبها كي لا يستطيع اختراقه بكلماته المعسولة لتقول بضيق
_ أضحك عليا بكلمتين هى يعني عادتك ولا هتشتريها.

 

رفع حاجبيه متسائلًا بلوم
_ أني بضحك عليكي؟
هزت رأسها بتأكيد
_ تنكر؟
هز رأسه مثلها لكن بنفي
_ لاه منكرش، بس صدجيني جلبي هو اللي بيتحدت مش لساني واصل.
ملس بأنامله على وجنتها الناعمة وتحدث برغبة
_ تعرفي إنك كل مدى ما بتحلوى فى عنيا اكتر من لول.
ابتسمت عينيها قبل شفتيها من كلمات العشق التى لم يكف عنها يومًا وسألته بتيه
_ صُح ياجمال لساتني زينه في عينيك رغم إني كبرت.
ازدادت رغبته بيها من ابتسامتها التي تطيح بـ تعقله وأكد وهو ينزل بأنامله على شفتيها يتلاعب بحمرتها الطبيعية
_ صُح ياجلب جمال، لو عايزة تتأكدي تعالي معاي واني آكدلك.
همّ بأخذها إلى سحابته الوردية لكنها لن تطاوعه حتى تقنعه بالعدُول عن سفر ابنته
_ لما نخلص كلامنا لول
قطب جبينه متسائلًا بلوم
_ هو ده وجته؟
هزت رأسها بتأكيد وقالت بقلق
_ بلاش تطاوعها في موضوع السفر ده أني خايفة عليها، مش هقدر على بعدها.
تعاطف مع خوفها على أبنتها الوحيدة ليرد بحكمه
_ والله انا زيك وأكتر كمان بس أهم حاچه عندي راحتها، وبنتك زينة البنته كلهم ميتخافش عليها واصل
أيدت رأيه لعلمها بأخلاق ابنتها لتقول بعناد
_ خابره زين بس بردك مش هجدر على بعادها عن حضني.
_ طيب أحنا تأجلوا الحديت في الموضوع ده لحد ما تخلص السنه دي وبعدها نشوف هنعملوا أيه الامتحانات خلاص عـ الابواب
عاد لمكره وهو يردف
_ وبعدين حضن ايه اللي هتتحدتي عليه
وضع يده على عنقها ليتابع بتملك
_ الحضن ده لـ جمال وبس

 

لفحت أنفاسه الساخنة وجنتيها مما جعلها تتمتم باعتراض واهم
_ متغيرش الموضـ …….
قاطع باقي جملتها بقبلة عصفت بكيانهما وجعلتها ترفع راية الأستسلام أمام هجومه الطاغي على مشاعرها الرقيقة فلم تستطيع ردعه وترحب بتلك الفقاعات الوردية التي يسحبها بداخلها.
فقام بحملها وذهب بها إلى عالمه الذي أكتفى بها داخله ولم يسمح بغيرها لدخوله.
❈-❈-❈
بعد انتهاء الاجتماع
وخروج الإداريين قال شريف بسعادة
_ مبروك يامنصور مبروك ياسمر أخيرًا الصفقة رست علينا
رد منصور بثبات
_ الله يبارك فيك ياعمي، الصفقة دى هترفعنا رفعه جامدة اوي
أيدت سمر رأيه
_ فعلًا يابابا أنا مكنتش مصدقه أنها هترسي علينا بعد كل التعب اللي شوفته ده.
اندهش منصور من قولها ولإنتساب كل شئ لصالحها وهم بالانصراف لولا أبيها الذي أوقفه
_ أستنى يامنصور عايزكم لحظه.
حاول منصور التحكم في غضبه منها حتى يعودوا إلى منزلهم وقال بجمود
_ خير ياعمي.
رد وهو مازال جالسًا على طاولة الاجتماع
_ الولاد جوم عندي وعايزين يطلعوا رحلة تبع الجامعة.
ردت سمر برفض قاطع

 

_ لا ، ومش عايزه كلام تاني في الموضوع ده.
إزداد ضيقه أكثر عندما لجأ أولاده إليه وتركوه هو مما جعله يقول بضيق
_ استنى لما اروح الأول وافهم منهم موضوع الرحلة ده
نظرت إليه لترى ذلك العناد الذي أصبح ملازمًا له منذ أن عُين والدها رئيسًا لمجلس الإدارة وسألته
_ يعني أيه الكلام ده؟
رد بضيق وهو يجمع الأوراق التي أمامه ويضعها داخل الملف
_ قلت لما اروح واسألهم الأول عن الرحلة، ولو لقيتهم مصرين هبعت معاهم حد من الآمن لحد ما يرجعوا
همّ بالخروج لكنها أوقفته قائلة
_ مش هيروحوا
لعب العناد دوره معهم ليقول باحتدام
_ مش كلمتك أنتي اللي تمشي، إن كنت مشتها قبل كده فخلاص خلص مفيش منه تاني
ردت بإشمئزاز
_ أيه الألفاظ السوقية دي.
رد منصور بحده على كلمتها التي اغضبته
_ والله السوقي اللي بتكلميه بإشمئزاز ده هو اللي عيشك في المستوى اللي مكنتش تحلمي بيه
أخذ حقيبته وهو يقول
_ انا مروح وإن لقيتهم مصرين هسيبهم يروحوا.
خرج من الغرفة مغلقًا الباب خلفه بحده جعلتها تندهش من تحوله لتقول لوالدها بإنفعال
_ شايف يابابا؟

 

رد شريف بهدوء
_ لازم نتحمله لحد ما نثبت كل حاجه في إيدينا الأول وبعدين عايز يفضل معانا أهلًا وسهلًا، مش عايز يبقى يتفضل مع ألف سلامه.
قالت بشك وهى تجلس بجواره
_ بس منصور مش سهل زي مـ أنت فاكر، منصور عند الفلوس مبيعرفش حد، اللي خلاه باع أهله عشان الفلوس ممكن أى يعمل أى حاجه.
عاد شريف بظهره للوراء وهو يقول بخبث
_ متقلقيش ميقدرش يعمل حاجه المهم دلوقت إننا نضغط عليه بموضوع الفلوس اللي محتاجينها دي عشان ميلاقيش ادامه غير القرض أو يطالب بحقه في الأرض.
عقدت جبينها بعدم فهم وسألته
_ أرض أيه؟ هو هيكون ليه عين يبصلهم حتى.
رفع حاجبيه بتأييد
_ وهو ده اللي أحنا عايزينه، منصور دلوقت لو رجع لأهله هينسوا كل حاجه وهيرحبوا بيه وكأن شيئاً لم يكن، ولو حصل حاجه هيقفوا معاه لأنه قدر بالفلوس دي يعمل شركة، يعني مبهدلهاش.
إنما لما نعرفه بالمستوى اللى أخوه أصبح فيه والأرض اللي زادت أضعاف مضاعفه هيطمع ويطالب بنصيبه، وهنا بقى هتكون انتهاء علاقتهم بيه نهائي فـ مهما نعمل فيه هيتحمل لأن مفيش غيرنا أدامه ، فهمتي
أجاد حبك لعبته، لكنها تعلم جيدًا ان منصور لم يعد بيدها كما كان من قبل وإذا علم بمخططهم لن يرحمهم فقالت بقلق
_ بس يابابا
قاطعها شريف بهدوء
_ بلاش مقاطعة خلينا نشوف الأول هيعمل أيه..
❈-❈-❈
عاد إلى منزله وهو في قمة غضبه، فقد أصبح أولاده ينتموا أكثر إلى جدهم، هل هو المخطئ في ذلك لبعده عنهم بسبب انشغاله أم أنها حيله أخرى منهم كي يسيطروا عليه أكثر بهم.

 

فور دخوله سأل العاملة
_ فين الولاد؟
ردت العاملة
_ في اوضتهم يا بيه تحب اندهلهم؟
رد عليها وهو يدلف مكتبه
_ خليهم يجوني عـ المكتب
شعروا بالقلق عندما أخبرتهم العاملة برغبة أبيه في رؤيتهم
وقفوا أمام المكتب لتقول سارة بقلق
_ أنا خايفة لتكون لعبتنا انكشفت
رد مصطفى بضيق
_ هو احنا عملنا حاجه عشان تنكشف، تعالي نقعد معاه ونقنعه يمكن يوافق .
دلف الإثنين في توجس وعند رؤيتهم اشار لهم بالجلوس ليجلس كلاهما في ثبات زائف
قام بوضع الملف في أحد الأدراج ثم رفع نظره لهم فلاحظ إرتباكهم ورهبتهم منه فقال بإبتسامه أراد بها بث الاطمئنان بداخلهم.
_ ايه بقى موضوع الرحلة ده؟ وليه مجتوش قلتولي على طول.
ارتبك مصطفى أكثر ليرد بإحراج
_ مـ أحنا خوفنا ترفضوا وعشان كده قولنا لجدوا يقنعكم.
رغم غضبه الشديد من تصرفهم إلا إنه تعامل معهم بلين
_ هتروح فين وهتقعدوا كام يوم؟
لم تصدق سارة ما تسمعه أذناها لتنظر إلى مصطفى الذي أجاب مسرعًا
_ السخنه وهتبقى تلات أيام
تردد كثيرًا لكنه عليه اكتساب ودهم كي لا ينفروا منه فيرد بثبات
_ تمام موافق، هتروحوا أمتى
ردت سارة بسعادة

 

_ بعد بكرة
هز راسه بتفاهم وعاد يسألهم
_ دفعتوا الفلوس ولا لسه؟
رد مصطفى بهدوء
_ لأ لسه، قولنا لما نعرف رأيكم الأول
عاد بظهره للوراء وقال بأرهاق
_ تمام يلا استعدوا ولو احتاجتوا حاجه كلموني.
أسرعت إليه سارة تقبله بسعادة
_ ميرسي ياأحلى بابا في الدنيا
ثم اسرعوا بالذهاب إلى غرفتهم كى يستعدوا للذهاب.
……………..

يتبع..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية ومقبل على الصعيد)

اترك رد

error: Content is protected !!