Uncategorized

رواية لمن القرار الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم سهام صادق

  رواية لمن القرار الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم سهام صادق

 رواية لمن القرار الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم سهام صادق

 رواية لمن القرار الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم سهام صادق

وقفت ناهد تهذى بتفاصيل الحكاية وعيناها عالقة بعينين عبدالله الذي وقف يُطالع تلك التي أغرقت الدموع عينيها والذهول والصدمة يرتسمان على ملامحها.. فمازالت ترى إنها في كابوس وستستيقظ منه 
– كنت ممكن أرميها في ملجأ بس أنا ربيتها وأحسنت تربيتها وفي الأخر تاخد هي السعاده اللي أتمنتها لبنتي.. بنتي هي الأحق ب رسلان .. كفاية سرقت حبك من مها ومبقتش شايف إلا هي مع إن مها هي الأحق بالحب ده 
– كفاية يا ناهد.. كفاية 
اقترب منها يقبض على كتفيها يهزها بقوة لعلها تفيق من هذيانها الذي دمر على كل شىء
– أنت عارف أنا وصلت لأيه.. روحت لدجال عشان رسلان يتجوز بنتي.. لو مكنتش البنت ديه موجوده في حياتنا كان مها ورسلان حبوا بعض وأتجوزوا وبنتنا سعيدة في حياتها.. لكن شوفت هي عملت في حياتنا إية..أنتشلناها من الشارع وهي عضت إيدينا
ولأول مرة في حياته كان عبدالله يصفعها.. يصفعها بكل قوته.. يصفعها وهو يعلم أنها السبب في كل ما فعله.. حبه لها كان لعنة.. لعنة لم يعفو عنها الزمن ولا يظن أنه سيمحيها يومًا.. فهو يستحق أن يعيش الباقي من عمره معذب الضمير
ومع صراخ ناهد وذهولها وهي تضع يدها على خدها مصدومة من فعلته كان يهوي على الفراش يضع يده على قلبه يلتقط أنفاسه الهادرة بصعوبة
– ملك… ملك بنتي يا ناهد
ولكن ناهد لم تكن تعي شىء حولها إلا تلك الصفعة التي جعلتها كالمجنونة.. تلتف حولها لعلها تجد أي شىء تنفث فيه غضبها.. وقعت عيناها على ملك التي أتخذت الجدار ملاذ لها تُطالع المشهد وتستمع لحديثهم.. تجمدت عينين ناهد نحوها تقترب منها ببطء
– كله ده حصل بسببك.. شايفه وصلتينا لأية..
– ماما
صرخت بها ناهد وقد أصبح قلبها يغلفه الظلام والحقد
– أنا مش أمك.. أمك رميتك وأنا اللي ربيتك
عبدالله الذي كان يلتقط أنفاسه بصعوبة.. كان يهمس بكل الحقيقة التي أخفاها مع الزمن ولكن وحده ضميره هو من كان يسمعه
– سامحيني يا أمل ظلمتك زمان وظلمت بنتي.. سامحيني
– ماما متكذبيش عليا.. قوليلي أنك بتكذبي وإنك بتقولي كده عشان زعلانه مني
ولكن ناهد لم تكن ترى أمامها إلا صورتها في الماضي وهي ترى صديقتها تزف على الرجل الذي أحبتة يومًا ولم يكن إلا نصيب صديقتها .. دفنت حبها ومضت في حياتها أرتبطت برجلًا آخر لتمحو خيبتها  إلى أن جاء عبدالله ذلك الموظف الذي كان كلما طالعها بعينيه شعرت بأنها إمرأة كاملة
ولكن تلك الخيبة ظلت نقطة في قلبها 
كل شىء مضى مع الزمن ولكن أن تعيش أبنتها تجربتها ويحترق قلبها لا وألف لا.. ستهدم تلك الصورة المثالية التي تظهرها للجميع .. ستهدم صورة ناهد الطيبة وستدافع عن حقها وحق إبنتها
– كفاية لحد كدة.. قسمتي بنتي في كل حاجة في حياتها ..غلطة وجيه الوقت أصلحها
– ماما.. 
– مش عايزة أسمعها مش عايزه أسمعها منك.. أنتِ مش بنتي أنتِ بنت من الشارع روحي دوري على أهلك 
– ناهد.. كفاية يا ناهد 
تجمدت في وقفتها تلتف خلفها بعدما أرتطم جسد عبدالله بالأرض فلم يتحمل قلبه رؤية وسماع المزيد.. وحده من يستحق حرقة القلب وحده من يستحق الموت.. صرخت بقلب خائف 
– عبدالله.. عبدالله 
……..
أرتجف قلبها خوفًا وهي ترى حركة سكرة وصهيلها بعدما كانت ساكنة تتمسح بها.. التفت خلفها ببطء ولكن سرعان ما تلاشي خوفها وانبسطت ملامحها براحة كحال أنفاسها التي أخذت تزفرها بهدوء وبطء
– سليم بيه.. 
هتفت اسمه بسعادة كالطفلة الصغيرة وقد لمعت عيناها بتلك النظرة التي لم يفهمها يومًا.. اقتربت منه بعدما تأملت سعادة سكرة لرؤيته 
– كنت بحكي لسكرة عنك يا بيه… كنت بقولها إني بحبك أوي.. وأنك جميل وطيب وشبه الشاطر حسن 
هتفت عبارتها ببساطة دون أن تنتبه لنظرة عيناه الفاحصة لها 
تعلقت عيناها نحو يديه التي أرتفعت لتقبض على كتفيها فاصبحت أسيرة ذراعيه 
– أنتِ عايزه إية بالظبط يا فتون.. قوليلي عايزة إية بالظبط 
طالعته بخوف وقد داهمتها تلك الليلة التي رسخها مسعد في عقلها.. ابتلعت لعابها وهي تُحاول الأبتعاد عنه ولكنه كان يقبض على كتفيها بقوة قد ألمتها 
– أنا مش عايزة حاجة يا بيه.. سليم بية أيدك بتوجعني 
تملصت من قبضته بعدما خفف قبضت يداه عنها
–  أنت بتبصلي ليه كده يا بيه.. هو أنا عملت حاجة زعلتك يا بيه
– أنا تايهه يا فتون حقيقي لأول مرة أكون تايهه في حياتي 
تعلقت عيناها بعينيه.. وقد أغمض عيناه يتخيلها بين ذراعيه وهو ينالها..
– أنت تعبان يا بيه.. 
هتفت عبارتها وقد تجاوزت خوفها.. ف رب عملها ليس ك حسن و مسعد إنه دومًا عطوف وحنون معها.. هو يحتاجها يحتاج لأحد أن يسمعه.. كانت بريئة حتى في رؤيته بتلك الصورة المثالية 
– أنا عارفة إني خدامة يا بيه بس أنا ممكن أسمعك
واردفت بعدما وجدته يُطالعها بنظرة لم تفسرها إلا إحتياج أيد حنونة تمسد أوجاعه 
– أنا بعرف أحفظ السر كويس يا بيه 
ابتعد عنها بعدما أخذه شيطانه لطريق يبسطه له منذ أن فتحت عيناه السيدة ألفت عليها 
– أنا صحيح مكملتش تعليمي يا بيه بس بعرف أفهم 
خادمته الصغيرة تظن إنه يحتاج لأحد يسمعه وأه لو تعلم كيف كان يتخيلها منذ لحظات.. إنه كان راغب، عطش وبشدة في تذوقها وقطف التفاحة المحرمة .. إنه يُريدها بلطافتها تلك وتلك البراءة التي تنبض في عينيها.. يريدها كما هي بتلك النظرة التي تجعله يشعر إنه حقًا بطلًا ورجلًا نبيلًا كالفرسان 
وضميره يصرخ به ” أفيق يا سليم.. أنت لم تفعلها يومًا.. النساء يمرون في حياتك كالصفقة يجمعك بهم عقد شرعي.. ولكن فتون ليست من نساءك ستمدغها بالعهر.. ستنالها حتى تشبع ثم ستلقيها خلفك وستمضي..” 
– الوقت أتأخر يا فتون.. روحي نامي 
طالعته وقد تجاوزها واقترب من فرسته المحبة يُداعبها بيديه 
– بعد كده متخرجيش في وقت متأخر زي ده.. المزرعة فيها عمال بتشتغل 
طالعت المكان حولها تفرك يداها بهلع وقد أخذ جسدها يرتعش عندما تخيلت ما يمكن أن يُصيبها 
– أنا مكنتش عارفه أنام..قولت أتمشى شوية بس مفكرتش إن ممكن حاجة وحشه تحصلي هنا 
التف نحوها بعدما أستشعر الذعر في نبرة صوتها 
– محدش يقدر يأذيكي يا فتون طول ما أنتِ في حمايتي .. لكن لازم تحترسي في خطواتك.. حتى وقفتك معايا هنا غلط 
هتف عبارته بعدما انتبه لهيئتها.. ثوبها كان ملتصق بتفاصيلها التي تضج أنوثة.. حجابها لم يكن محكوم على خصلات شعرها بل ظهرت خصلاتها بحرية 
– اعدلي حجابك وياريت تاخدي بالك من لبسك بعد كده..مفاتنك بدأت تظهر.. جسمك معدش صغير زي ما أنتِ فاكرة..
سلط عيناه نحو فرسته التي أخذت هي تُداعبه بعدما توقف عن مداعبتها وكأنها تُطالبه بإهتمامه 
طالعته بأعين متسعة وانتقلت بعينيها نحو جزء تعلم تمامًا أنه فتنة في جسد المرأة.. دمعت عيناها وهي تدرك مقصده إنها لم تعد بالفعل صغيرة كما كانت.. لقد وضحت معالم أنوثتها  وأصبحت بجسد إمرأة وليست تلك الطفلة الصغيرة صاحبة الضفائر .. أسرعت بخطاها هاربة وقد أنحدرت دموعها على خديها 
وقفت أمام المرآة بعدما ولجت غرفتها  تنظر إلى مفاتنها بتفحص.. الثوب ملتصق وهي لم تعد بالفعل صغيرة 
والطفولة التي لم تشعر بها قد ودعتها وأخذت الليل بطوله ترثي حالها باكية
……..
طالعها رسلان بعينين عاشقتين يود لو ينتشلها من على مقعدها يضمها بين ذراعيه ويُخفف عنها.. أسرعت نحوه خالته ووالدته بعدما خرج من الغرفة القابع بها عبدالله 
– أطمنوا يا جماعه عمي عبدالله بخير.
– خليني أدخله يا رسلان.. أرجوك يا حبيبي 
أندفعت ناهد نحو حضنه فضمها إليه يربت على ظهرها ومازالت عيناه عالقة نحو التي وقفت منكمشة على حالها 
ربتت كاميليا على ظهر شقيقتها تطمئنها
– ناهد كفاية عياط.. رسلان طمنا على حالته 
ابتعدت عنه ناهد تنظر في عينيه لتتأكد من صدقه 
– بجد كويس يا رسلان.. طب خليني أدخل ليه
– والله يا خالتي هو كويس.. بكره الصبح ممكن حالته تسمح أدخلك ليه.. روحي أنتِ وأرتاحي.. خديها يا ماما ترتاح.. انا كده كده قاعد في المستشفى 
– يلا بينا يا ناهد ونيجي الصبح نشوفه.. تكوني أرتاحتي عبدالله محتاج يشوفك قوية ولا عايزاه يزعل منك 
التفت ناهد حولها لتقع عيناها على تلك التي مازالت داخل حياتهم.. رمقتها بنظرة قاتمة جعلت جسدها يرتجف 
طالعت كاميليا نظرات شقيقتها تعقد حاجبيها بشك 
– مالك واقفة بعيد يا ملك.. تعالي يا حببتي اسندي ماما معايا 
أسرعت ملك إليها بعدما أنعشت تلك الكلمة قلبها.. ناهد والدتها وما سمعته لم يكن إلا بسبب غضبها أو كانت في كابوس وقد فاقت منه 
– أنا كويسة 
اشاحت عيناها بعيدًا عنها وابتعدت عنهم تلتقط هاتفها من حقيبتها 
– أنا لازم أكلم مها… لازم ترجع من رحلتها
حدق رسلان بفعلت خالته كما علت الدهشة على ملامح كاميليا وقد بدأت تتأكد من شكوكها 
تعلقت عينين ملك بناهد التي ابتعدت عنها عندما اقتربت منها بلهفة.. انهمرت دموعها على خديها وانسحبت في صمت وخلفها رسلان الذي نظر نحو خالته بلوم 
تجمدت عينين ناهد نحوهما تتمتم لحالها 
– لازم تبعد عن حياتنا.. كفاية اللي أخدته 
– ناهد بلاش يا حببتي تخوفي مها.. عبدالله كويس سيبي البنت تفوق لنفسها وتخرج من الصدمة..
رمقتها ناهد وقد علت ملامحها السخرية 
– مش عايزه مها ترجع يا كاميليا سعادة أبنك عندك الأهم دلوقتي.. طب ووعدك ليا زمان إن رسلان يتجوز مها.. وإشمعنا مهران زمان لما فكر في ملك روحتي تجوزيه لبنت الحسب والنسب.. لكن رسلان عادي ومش مهم قلب بنت أختك 
التفت كاميليا حولها من هذيان شقيقتها 
– أنتِ بتقولي أيه يا ناهد.. مهران فكر في ملك لأنه طول عمره شايفها بنت خالته المتربية المؤدبة ومكنش هيلاقي أفضل منها.. لكنه محبهاش زي رسلان.. ويعني شايفة اختياري لمهران كان صح.. أنا ظلمته وفوقت لنفسي ومش هظلم رسلان كمان .. وبلاش تجيبي اللوم على ولادي مش ديه البنت اللي زمان صممتي تربيها وسطينا دلوقتي بتقولي ليا أنا الكلام ده 
نهضت كاميليا بعدما شعرت أن الحديث معها لا يُزيد الأمور إلا سوءً
طالعتها ناهد بعينين قاتمتين بعدما ابتعدت عنها وقد التمعت عيناها وهي تتذكر تلك اللمعة التي أحتلت عينين رسلان وهو يطالع تلك التي سرقت السعادة من أبنتها
نهضت عن مقعدها تبحث بعينيها هنا وهناك سترحل ملك وستبعدها عن حياتهم لا وجود لملك بعد اليوم بينهم 
…….. 
– بابا يا رسلان بابا كويس صح 
طالع دموعها التي أغرقت خديها يضم كفيها بين يديه 
– عمي عبدالله كويس.. أزمة وعدت ياملك
والتمعت عيناه بجمود وهو يتذكر معاملة خالته لها
– ملك هو حصل إيه وصل عمي عبدالله  لأزمة قلبية 
وما قد ظنته كابوسًا… أدركت إنه حقيقة.. طالعت ما حولها فكل شىء يخبرها إنها لا تحلم بل ما عاشته وستعيشه هو واقعها … عاد المشهد بقسوته يمر أمام عينيها
هطلت دموعها على خديها دون توقف وتسارعت دقات قلبها تنظر إليه على أمل أن تجد الحقيقة التي لا تتمنى سماعها 
– رسلان هي ماما… 
– ملك
هتفت ناهد باسمها وهي تقترب منهما.. تعلقت عيناها بهم وقد سلطتهما على يديهم المتشابكتين .. ومع خطوات إقترابها كانت تحسم قرارها 
نهضت ملك على الفور تقترب منها ومازال الأمل داخلها ناهد والدتها… هي فقط تعاقبها 
– بابا كويس يا ماما 
طالعتها ناهد بلطف تنظر نحو رسلان الذي أقترب هو الأخر منها
– دكتور رسلان.. عايزينك في الطوارئ يا فندم 
نظر نحو الممرضة التي وقفت تلتقط أنفاسها بعدما أخبرته باستدعاءه 
تعلقت عيناه بخالته يتمنى أن تكون تلك النظرة التي تحتل عيناها صادقة 
– خالتي روحي أنتِ واتطمني وخدي ملك معاكي وبكره الصبح تعالوا 
اماءت ناهد برأسها فانصرف على الفور يتبع الممرضة بخطى سريعة نحو الداخل 
– يلا يا ملك عشان نروح.. أنتِ سمعتي رسلان قال إيه 
– بس بابا  .. انا هفضل معاه هنا 
– رسلان قال بخير ووجودنا مش هيعمل حاجة
تقدمت ناهد أمامها بعدما ألقت بعبارتها فاتبعتها في صمت وقلبها أخذ يخفق بعنف والمشهد الذي لا يُصدقه عقلها مازالت ترفض أن يقتحم واقعها.. هو كابوس وستفيق منه.. هكذا طمأنت حالها وهي تدلف خلف ناهد الشقة 
توقفت ناهد في منتصف الردهة تنظر إليها وقد عادت تلك البرودة تحتل عيناها 
– الصبح مشوفكيش هنا.. تلمي هدومك وتشوفيلك مكان تاني تروحيه 
هي في كابوس تعلم هذا.. ستفيق بالتأكيد منه.. ستلطم خدها حتى تفيق 
لم تعد تشعر بشيء حولها إلا تلك الدموع التي حرقت خديها 
تنظر نحو ناهد التي دلفت غرفتها ثم عادت إليها بالمال تُلقيه عليها 
– أنا أديت مهمتي معاكي وراعيتك زي بنتي .. لو كنت سيبتك في ملجأ كان زمان حياتك غير كده… 
– ماما أنتِ بتقولي إية 
صرخت بها ناهد وقد أصبحت الكلمة ثقيلة على مسمعها 
– أنا مش أمك.. مش أمك سامعه مش أمك ولا عبدالله أبوكِ 
يتبع..
لقراءة الفصل الثالث والعشرون : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا
نرشح لك أيضاً نوفيلا ورطة قلبي للكاتبة سارة فتحي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *