روايات

رواية شمس ربحها القيصر الفصل السادس والعشرون 26 بقلم بيلا

رواية شمس ربحها القيصر الفصل السادس والعشرون 26 بقلم بيلا

رواية شمس ربحها القيصر البارت السادس والعشرون

رواية شمس ربحها القيصر الجزء السادس والعشرون

رواية شمس ربحها القيصر
رواية شمس ربحها القيصر

رواية شمس ربحها القيصر الحلقة السادسة والعشرون

دلفت شمس الى منزلها بملامح واجمة لتجد ربى تجلس في صالة الجلوس تتابع التلفاز بإهتمام قبلما تلتفت إليها ثم تهتف بها :
” شمس .. من الجيد إنك أتيت …”
حدقت بها شمس بصمت بينما نهضت ربى من مكانها وسألت بعدما لاحظت جمودها الغريب :
” ما بكِ ..؟! لا تبدين على ما يرام ..”
سألتها شمس محاولة السيطرة على ملامحها ونبرة صوتها اللتان تعكسان كافة الإضطرابات التي تمر بها :
” لا شيء .. مرهقة بسبب العمل ..”
سألتها ربى بإهتمام :
” يضغطون عليك كثيرا .. أليس كذلك ..؟!”
لم ترد عليها شمس وهي تفكر إن أختها التي لا تعلم بعد عن الشركة التي تعمل بها وحقيقة إنها ملك لقيصر فهي قد أخبرتهم جميعا بإختصار بإنها تعمل في شركة جيدة دون ذكر اسمها لكن أعطتهم عنوانها كونها تعلم جيدا إنهم لن يأتوا هناك ابدا فالمدة هي ثلاثة أشهر فقط وتصبح خارج الشركة وفي حالة تم قبولها وفكرت في الأمر بجدية ستضطر الى إخبارهم الحقيقة أما في الوضع الحالي فلا داعي لذلك ..
” أين شردت يا شمس ..؟!”
سألتها ربى وهي تحرك كفها أمام عينيها لتشيح شمس بوجهها بعيدا عنها وهي تهتف بضيق :
” انا مرهقة للغاية يا ربى ..”
قالت ربى بسرعة تمنعها الحركة :
” انتظري .. دعيني أخبرك بما حدث ..”
زفرت شمس أنفاسها وهي تسأل بنفاذ صبر :
” ماذا حدث ..؟! تحدثي هيا ..”
” عريس ..”
قالتها ربى بنبرة جادة وهي تسيطر على إبتسامتها بصعوبة لتهتف شمس بعدم فهم :
” عريس ..!!!”
ثم أردفت بجدية :
” من هو ..؟! ومن أين تعرفينه ..؟!”
ردت ربى بسرعة :
” كلا يا شمس .. إنه عريس لكِ وليس لي ..”
صاحت بدهشة :
” لي .. عريس لي ..”
أومأت ربى برأسها وهي تبتسم لا اراديا لتهتف شمس بضيق :
” ما بالك تبتسمين كالبلهاء هكذا ..؟! كأن العريس جاء لكِ وليس لي ..”
هتفت ربى بحماس :
” لإنك ستتزوجين وانا سأكون اخت العروس .. ”
أكملت وهي تمط شفتيها :
” نحن بحاجة لقليل من التغيير في حياتنا يا شمس وموضوع زواجك سوف يلهينا قليلا بدلا من هذا الملل ..”
قالت شمس بنرفزة :
” زواجي هو من سيخفف الملل والرتابة في حياتك يا ربى .. لماذا لا تستغلين وقتك والعطلة في أكثر من شيء يبدد هذا الملل الذي يسيطر على الاجواء ..”
” ما بالك يا شمس ..؟! لماذا تضايقت ..؟! حسنا كنت أمزح .. بالطبع الأمر ليس كذلك .. الموضوع فقط إنني تحمست قليلا لمعرفة هوية العريس ومواصفاته .. ”
ردت شمس بعصبية :
” لإنني مشغولة بمئة شيء في رأسي وتأتين انتِ وتحدثينني عن هذا العريس..”
” ومالذي يشغل عقلك يا هانم الى هذا الحد ..؟!”
سألتها ربى ببعض التهكم لتجيب شمس بحنق :
” لن أخبرك .. سأتركك مع الملل المحيط بك كما تقولين عل وعسى يقتل احدكما الآخر ..”
ثم اتجهت نحو الدرج حيث صعدت الى الطابق العلوي لتقابل أسامة الذي إستيقظ لتوه من نومه فتسأله بضيق :
” هل إستيقظت متأخرا كالعادة ..؟! امتحاناتك تقترب .. من المفترض ان تقلل ساعات نومك ..”
رد بصوت ناعس :
” حاضر .. أعدك سأقللها ..”
” واضح .. واضح ..”
قالها بسخرية قبل أن تتركه وتتجه نحو غرفتها ومئات الأفكار تعصف داخل رأسها ..
………………………………………………………..

جلست شمس على سريرها بتعب بعدما خلعت حذائها ورمته ارضا ..
تمددت بعد لحظات على سريرها مغمضة عينيها محاولة السيطرة على مشاعرها المتناقضة بعدما حدث ومنح نفسها السكينة والهدوء ..
ظلت على هذه الوضعية لأكثر من ربع ساعة قبل أن تعتدل في جلستها وتقرر تغيير ملابسها ..
نهضت بتثاقل واتجهت نحو خزانتها لتخرج لها بيجامة خفيفة وترتديها ثم تتجه مرة أخرى نحو السرير وتتمدد عليه تنظر الى السقف بشرود بينما عقلها يذكرها بكل ما حدث ..
ما زالت تشعر بالغيظ والقهر من تلك الحرباء وما قالته ..
لقد تجاوزت حدودها كثيرا لكن ما قالته في نهاية الحدث جرحها بشدة فهي لم تتعرض يوما لموقف مشابه لهذا بل إنها لم تسمع يوما او تشعر بأحد ما يدين أخلاقها ولو قليلا فبالرغم من شخصيتها المندفعة الجريئة بعض الشيئ وملابسها المتحررة قليلا إلا إنها وضعت لنفسها حدودا صارمة في علاقتها مع الرجال او بالأحرى الشباب ..
فتعاملها مع زملائها في الجامعة كان بشكل رسمي عموما بإستثناء قلة كانت تعتبرهم اصدقاء بمرتبة أخوة ..
اما الأقارب فدوما كانت متحفظة معهم حتى أيمن لم تتجاوز حدودها معه يوما بل انها لم تتحدث معه بكلمات الغزل والغرام ..
مشاعرهما كانت متبادلة فقط وقتها لكنهما لم يكونا يتواصلان الا مرات معدودة في الشهر يتحدثان بأمور عادية ولقائاتهما دائما كانت بوجود الجميع فلم تخرج يوما معه لوحدها رغم طلبه ذلك بعض المرات ..
بعد كل هذا وبعد سنوات حافظت بها على نفسها تأتي فتاة تافهة وتتحدث عنها بهذا الشكل المشين ..
شعرت بمرارة شديدة تؤلم قلبها بينما عقلها يخبرها إنها مجرد فتاة مغرورة ليس لكلامها السخيف اي اهمية ..
ظلت تفكر لمدة وكلمات حوراء تتردد داخل اذنها فتحرق قلبها بشدة …
رنين هاتفها أيقظها من أفكارها المرهقة فإعتدلت في جلستها لتجد احدى صديقاتها تتصل بها ..
ردت عليها وتحدثت معها لبعضا من الوقت قبل أن تغلق الهاتف وهي تفكر إنها بالكاد استطاعت التجاوب معها ..
نظرت الى الهاتف وفكرت بالإتصال بصبا فهي تحتاجها حقا وهي الوحيدة التي تعلم بتفاصيل الموضوع منذ اول يوم ..
رنت عليها لتجيبها صبا بعد لحظات وهي ترحب بها ثم تسأل عن احوالها ليأتيها صوت شمس الضعيف :
” احتاج الحديث معك ..”
قالت صبا بسرعة وقد استشعرت الضيق الشديد في نبرتها وبعض الحزن :
” بالطبع تحدثي .. اسمعك ..”
بدأت شمس تتحدث وتخبرها بكل ما حدث ..
كانت مشاعر صبا تتأرجح بين الغضب والنفور من تلك المتعجرفة وكلامها السام مثلها ..
شتمت قائلة :
” الحقيرة .. كم إنها رخيصة ..؟! كيف تتحدث بكل هذه الوقاحه والرخص ..؟!”
أكملت متسائلة بحنق :
” وماذا حدث ..؟! هل تركتيها هكذا دون رد ..؟!”
” أخوها رد نيابة عني ..”
سألتها صبا بفضول :
” ماذا فعل ..؟!”
ردت شمس :
” صفعها على وجهها ..”
هتفت صبا بإنفعال :
” والله تستحق ..”
ثم أردفت وقد استوعبت ما فعله :
” ضربها كف ..؟! امامك ..؟!”
” كلا ، اخذها على الجانب وصفعها .. بالطبع أمامي ..”
قالتها شمس بضيق لترد صبا بسرعة :
” ماشاءالله .. هل أصبح لديه ضمير أخيرا ..؟! يعني لم أتوقع منه ردة فعل كهذه .. كيف لشخص مغرور ومتعجرف مثله ان يضرب اخته أمامك ولأجلك ..؟!”
” خذي الكبيرة اذا .. لقد اعتذر مني ايضا نيابة عنها ..”
” ماذا ..؟!”

صاحت بها صبا مندهشة قبل أن تردف بعدما استوعبت ما سمعته :
” اعتذر .. قيصر نفسه من اعتذر أم خياله ..”
ثم اكملت بجدية :
” ماذا حدث يا شمس ..؟! أليس هو نفسه من تصرف معك بكل حقارة وغرور وتسلط ..؟! مالذي تغير ..؟! هل تحسنت اخلاقه اخيرا ..؟! أم إن هذا نتيجة تأثيرك عليه ..؟!”
” تأثيري ..؟! ماذا تقصدين ..؟!”
سألتها مندهشة لتهتف صبا بها :
” نعم تأثيرك .. أنت تؤثرين به وإلا ما كان سينتظرك طوال عامين .. بعيدا عن كل شيء وعن صفاته السيئة لكنك تؤثرين به فشخص مثله غير مجبر على انتظارك كل هذه المدة .. ”
” يريد أن يمتلكني ..”
قالتها شمس بواقعية لترد صبا بجدية :
” هذا صحيح .. بالطبع يفعل هذا لانه يريدك وليس من باب المساعدة .. لكن فكرة إنه انتظر عامين كي يريدك غريبة .. كان يستطيع الزواج بك بكل سهولة بإستخدام أساليبه المعتادة ..”
” لإنه يريدني راضية .. لقد قالها لي بوضوح ..”
” متى قالها ..؟!”
سألتها صبا بدهشة لترد شمس بهدوء :
“لقد تحدثنا سويا .. لقد جمعنا لقاء منذ ايام لم أخبرك عنه ..”
” حسنا .. وماذا قال ..؟!”
شردت شمس بحديثه للحظات وكلماته السابقة على المركب تتردد داخل عقلها من جديد ..
أخبرها بصراحة إنه يريدها زوجة له .. زوجة حقيقية وشريكة حياة .. يريدها راضية ومرتاحة وسعيدة ..
صحيح لم يجاملها ويخبرها انه سينسحب اذا ما رفضته كزوج لكنه قال في نفس الوقت إنه لن يأخذها مجبرة ..
وبالرغم من تناقض الفكرة إلا انها تشعر بصدقه وحقيقة انه سينالها في كامل رضاها وهذا ما يقلقها حقا ..
فكيف ستكون نصيبه برضاها وهي ما زالت تتمنى الخلاص منه ..؟!
” قال إنه يريدني زوجة حقيقية له ..”
إسترسلت في حديثها تخبرها عن كلامه وقتها وطريقته معها لتهتف صبا ما ان أنهت حديثها :
” هذا الرجل غريب للغاية ولا أحد يعلم ما يدور في عقله ..”
” صحيح ..”
قالتها شمس بهدوء لتكمل صبا بجدية :
” لكن موقفه معك اليوم رائع ويستحق الثناء ..”
” صحيح ..”
قالتها شمس بنفس الهدوء لتسمع صبا تهتف بها :
” ما بالك تكتفين بهذا الرد ..؟! قولي شيئا ..”
ردت شمس بصدق :
” لا أعرف ماذا اقول ولكني قلقة جدا .. قلقة مما هو قادم ..”
صمتت صبا للحظة قبل ان تقول :
” خير باذن الله .. توكلي على الله وإستبشري خيرا .. ”
” ان شاءالله ..”
قالتها شمس بشرود وهي تتمنى داخلها ان ينتهي كل هذا بأسرع وقت ..
…………………………………………………………….

أنهت شمس مكالمتها مع صبا لتضع هاتفها جانبا ثم تقرر اشغال نفسها بأي شيء بدلا من التفكير في نفس المواضيع التي لا تنتهي ..
همت بالنهوض لكنها توقفت عندما سمعت صوت طرقات على باب غرفتها يتبعه دخول والدتها اليها وهي تبتسم بخفة ..
نظرت اليها وقالت :
” تفضلي ماما ..”
تقدمت والدتها منها وجلست جانبها لتتفاجئ بربى تدلف خلفها وهي تنظر اليها بترقب لتتذكر موضوع العريس الذي أخبرتها عنه فتفهم سبب مجيء والدتها ..
قالت شمس بهدوء :
” أتيت لأجل العريس .. أليس كذلك ..؟!”
سألتها والدتها بدهشة :
” كيف علمتِ ..؟!”
ثم إلتفتت نحو ربى تهتف بها:
” ماشاءالله يا ربى .. أخبرتها بهذه السرعة ..!!”
ابتسمت ربى ببلاهة وردت :
” وما المشكلة يا ماما ..؟! أليس العريس لها ..؟!”
هزت والدتها رأسها بيأس ثم عادت تهتف بشمس :
” إنه عريس مناسب جدا يا شمس ومن عائلة محترمة ..”
” لا اريد الزواج الآن يا ماما ..”
قالتها شمس بجدية لتهتف والدتها بها :
” لماذا يا شمس ..؟! لقد أنهيتِ دراستك الجامعية والطبيعي عندما يخطبك عريس مناسب تفكرين به بشكل جدي لعله يناسبك ..”
“وما هي مواصفات ذلك العريس ..؟!”
سألتها ربى بحماس لترميها شمس بنظراتها الحادة لكنها هزت كتفيها بلا مبالاة بينما قالت والدتها :
” إنه مهندس مثلك .. موظف براتب عالي جدا .. محترم وذو خلق عالي .. ”
” هل هو وسيم ..؟!”
سألتها ربى بإهتمام لتهتف شمس بحنق :
” هل جاء لأجلكِ أم لأجلي ..؟!”
ردت ربى بسرعة :
” اطمئن على مستقبل اولادك ..”
” اخرجي يا ربى ..”
قالتها والدتها بصرامة لتهتف ربى متوسلة :
” كلا يا ماما .. ارجوكِ دعيني هنا وأنا لن أفتح فمي بكلمة واحدة ..”
هتفت شمس بجدية :
” ماما انا لا اريد الزواج حاليا .. يعني لا رغبة لي بذلك الآن ..”
” تعرفي عليه اولا ..”
قالتها والدتها محاولة اقناعها لترد شمس بسرعة :
” يا ماما انا رافضة الموضوع تماما في الوقت الحالي .. ولا اظن إن هناك مشكلة بهذا .. انا ما زلت صغيرة كما إنني أريد التركيز على عملي وموضوع تعييني في الجامعة .. ”
نظرت والدتها إليها بتمعن قبل أن تسألها :
” هل هناك شخص معين ..؟!”
صاحت شمس بسرعة :

” أبدا والله .. صدقيني هذه اسبابي .. انا فقط بحاجة لبعض الوقت بعد التخرج كي أنظم اموري واستقر في عمل معين ..”
أكملت بعدها بلطف :
” أنت لم تجبريني يوما على شيء لا أريده ولا أظن إنك ستفعلينها الآن ..”
قالت والدتها بسرعة :
” بالطبع لن أجبرك يا شمس .. انا فقط أتصرف بمنطقية فلا يوجد فتاة ترفض عريس دون ان تراه وتتحدث معه .. لكن طالما أنت تفكرين بهذا الشكل فأنتِ حرة يا شمس .. لن أجبرك على شيء لا تريدنه ..”
ابتسمت شمس براحة ثم قبلتها من وجنتها لترتب والدتها على كتفها وتنهض من مكانها فتجلس ربى بجانبها وهي تهتف بها بضيق :
” ماذا كان سيحدث لو رأيتيه فقط ..؟! لم نعرف كيف شكله ..”
نظرت إليها شمس بملل قبل أن تنهض من مكانها وتخرج من غرفتها وقد قررت أن تعد كعكة صغيرة علها تشغل نفسها قليلا ..
……………………………………………………………….
وقف أمام المرآة يعدل هندامه بملامح واجمة .. حمل سترته وإرتداها ثم ألقى نظرة أخيرة على المرآة قبل أن يخرج من جناحه هابطا نحو الطابق السفلي ومنه خارج القصر ..
خرج من القصر ملقيا بعض العبارات على رجاله والحرس ثم أخبر سائقه بعدم حاجته إليه الليلة فهو سيقود سيارته بنفسه ..
قاد سيارته متجها الى تلك الدعوة التي سيحضرها بعضا من رجال الاعمال ..
لقد دعاه احد معارفه من رجال الأعمال على عشاء في احد المطاعم الراقية وبالرغم من كونه قرر مسبقا الاعتذار عن الحضور الا إنه غير رأيه وقرر الحضور بالفعل …
لا يعلم سبب ذلك لكنه يحتاج لعشاء كهذا يشغله عن افكاره فمن جهة حوراء ومشاكلها التي لا يعرف كيف يتصرف معها بطريقة تجعلها تهدأ وتستوعب اخطائها ومن جهة العمل الذي يضم صفقات مهمة قادمة يضع تركيزه عليها ..
كلام حاتم ايضا أثر فيه وقتيا وإن نحا افكاره في هذا الموضوع جانبا فهو في غنى عن كل هذا ..
يكفيه ما لديه من أشياء يحتاج الى دراستها جيدا ..
اوقف سيارته امام المطعم المنشود وهبط منه متجها الى الداخل حيث إستقبله الموجودون بحفاوة شديدة ..
من ضمن الموجودين كانت ضحى تلك التي عرفها لمدة قصيرة ثم سرعان ما قطع علاقته بها بعدما شعر بالملل منها ومن تصرفاتها التي بدت تأخذ منحى آخر لا يحبه لذا تركها بهدوء وهي تقبلت الأمر بعدما وجدت ان محاولاتها لإعادته لن تفي غرضها ..
تذكر تلك المشاجرة الغبية التي حدثت بينها وبين شمس منذ اكثر من عامين ..
كان موقفا سخيفًا مجنونًا كأغلب مواقف شمس معه ..
جلس على المائدة على الكرسي جانبها لتهمس له :
” أنرت جلستنا يا باشا وسعيدة بجلوسك جانبي اليوم ..”
أكملت بصدق وهي تتأمل وسامته التي بدت لها ازدادت عن ذي قبل :
” كل مرة أراك فيها أجدك ازددت وسامة يا قيصر .. تقدم السنين ينعكس بشكل إيجابي على وسامتك ..”
نظر الى ملامحها الفاتنة رادا بهدوء ولباقة :
” شكرا يا ضحى وانتِ ايضا جميلة كعادتك ..”
ابتسمت بخفة وهي تعاود الهمس له مستغلة انشغال الموجودين في الحديث مع بعضهم حيث كلا منهم يحدث من يجلس بجانبه او قريبا منه :
” في الحقيقة كنت أنوي زيارتك في الشركة .. أريد الحديث معك في أمور تخص العمل .. ”
ارتشف قليلا من مشروبه ثم رد بجدية :
” تعالي متى ما أردتِ ..”

” سآتي في اقرب وقت ..”
قالتها بنبرة سعيدة ثم عادت ترتشف مشروبها ..
مر العشاء سريعا وسط تبادل الاحاديث العامة والتي تتحدث اغلبها عن العمل ..
انتهى العشاء وخرج مع ضحى التي كانت تسير بجانبه وهي تتحدث قائلة :
” سعادتي لا توصف لإني رأيتك يا قيصر .. اشتقت اليك كثيرا ..”
لم يرد عليها لتوقفه وهي تهتف به :
” ما رأيك أن تأتي معي الى المنزل .. ؟! نقضي وقتا ممتعا ..”
حدق بها متذكرا كيف بدأت علاقته بها فهو تعرف عليها في احدى الحفلات حيث كانت قد بدأت لتوها في مجال التجارة بعد طلاقها من زوجها ..
مع مرور الوقت أصبحت عشيقته وقد قضى معها وقتا ممتعا لكنه أنهى كل شيء بعد أشهر قليلا دون ان ينسى أن يساعدها قليلا في مجال عملها اذا ما احتاجت منه ذلك ..
عاد يفكر بعرضها الذي بدا مغريا فهو بالفعل بحاجة لشيء يلهيه قليلا ولن يكون هناك شيء افضل من إمرأة تشغله ويستمتع معها قليلا ..
لا يعرف لماذا تذكر كلمات حاتم وشعر بإن الموقف هذا جاء اليوم تحديدا بعد حديث حاتم الصريح له كي يثبت لنفسه شيئا من خلالها ..
اراد الرفض لوهلة لكنه تراجع بكبرياء عنيد ليقول :
” لمَ لا ..؟!”

ابتسمت بسعادة وهي تهتف بها :
” هيا بنا ..”
عاد يسير بجانبها وهو يفكر اذا ما كان تصرفه صحيح او لا والأهم ان هناك شعورا ضئيلا داخله يخبرها إنه فعلا هذا عن قصد كي يثبت لنفسه إنه لن يتغير لأجل اي احد ..
……………………………………………………………
دفعها نحو السرير وهو يقبلها بشراسة بينما كفه يعبث بفستانها ..
بدأ يفك ازرار قميصه لتساعده هي بذلك وتبادله قبلاته بنفس الوقت ..
لحظات قليلة ورمى قميصه ارضا وتبعه بفستانها ليستمر في تقبيلها والعبث بجسدها الشبه عاري بين يديه ..
دقائق قليلة وشعرت به يبتعد عنها فجأة لتجذب الغطاء نحو جسدها العاري وتعتدل في جلستها تنظر الى ظهره الصلب بدهشة فهي لم تفهم ماذا حدث ..
كل شيء كان يسير بشكل رائع لكنه ابتعد عنها فجأة كمن لدغه عقرب ..
مسح قيصر على وجهه بإرهاق قبل ان ينهض من مكانه ويجذب بنطاله يرتديه تتابعه هي بعينيها وتسأل نفسها :
( ماذا حدث كي يتراجع عما كان يفعله في آخر لحظة ..؟!)

في اليوم التالي ..
رمى احد ملفات العمل على مكتبه بإهمال فلا مزاج لديه بالعمل حقا ..
إنها المرة الاولى التي يتعرض بها لشعور مماثل لهذا ..
يفقد رغبته للعمل وكل شيء ..
ما حدث البارحة كان بمثابة صفعة له ..
ولأول مرة يشعر بمزيج من الإحاسيس المتناقضة التي يمقتها كلها ..
يريد الإقتراب .. الامتلاك لكن دون مشاعر حقيقية ..
حتى لو لم يخون .. حتى لو ستبقى هي الوحيدة ولا غيرها في حياته لكن يجب ان يفعل هذا لأجله وليس لأجلها هي ..
يراجع سبب تصرفه البارحة .. يحاول ان يجد سببا مقنعا ..
كل ما يذكره ان كلام حاتم رن في أذنه في تلك اللحظة التي أوشك بها على إمتلاك ضحى ..
هل سيكون مخلصا لها ام لا ..؟! وهل سترضى هي بعدم إخلاصه ..؟!
والجواب كان واضحا .. لا وألف لا ..
وما ان وصل الى هذه الاجابة حتى ابتعد ..
لا يعلم اذا ما ابتعد لتخبط افكاره وضيقه من تذكر حديث حاتم او لسبب آخر ..!!
نهض من مكانه متجها خارج مكتبه متجاهلا نظرات سكرتيرته المندهشة من خروجه المفاجئ من مكتبه بعد اقل من ساعة على قدومه ..
ركب المصعد وضغط على زر الطابق الارضي ..
لحظات قليلة وخرج من منه متجها خارج الشركة ليجدها تهبط من التاكسي متجهة الى الداخل ليزفر انفاسه بضيق من هذه الصدفة التي لم تكن في وقتها ابدا ..
سارت بجانبه بلا مبالاة ليوقفها حديثه وهو يقول بها بسلاطة :
” لماذا متأخرة اليوم ..؟! أليس من المفترض ان تكوني هنا منذ اكثر من نصف ساعة ..؟!”
توقفت أمامه وهتفت بعدم اهتمام :
” أستيقظت متأخرا ..”
التوى فمه وهو يهتف بها :
” ماشاءالله .. وتقولينها بكل بساطة ..”
ردت بملل :
” أليس هذا افضل من الكذب وادعاء اسباب اخرى لم تحدث ..؟!”
رمقها بنظرات باردة قبل أن يأمرها :
” اذهبي الى عملك فورا ولا تتأخري مرة اخرى .. هذه شركة وليست جامعة تغيبين عن بعض المحاضرات وقت ما تريدين ..”
همت بالرد لكنها تراجعت وهي تعتصر قبضة يدها وتسير بسرعة الى الداخل ..
دلفت الى داخل الشركة واتجهت الى مكتبها وكالعادة غرقت في العمل الذي لا ينتهي ..
مرت اكثر من ساعتين عندما رن هاتفها برقم ربى لترد عليه فيأتيها صوت احدهم يخبرها :
” مرحبا .. حضرتك قريبة صاحبة هذا الرقم ..؟!”
” نعم انها اختي .. ماذا حدث ..؟! ”
سألتها بهلع ليرد عليها :
” لقد تعرضت اختك لحادث بسيط وهي في المشفى .. ”
سألته برعب :
” ماذا حدث ..؟! هل هي بخير ..”
ليقول بسرعة :
” نعم .. تعرضت لكسور بسيطة لكنها تريدك..”
” اين هي ..؟! أعطني العنوان ..”
أخبرها عنوان المشفى لتخرج بسرعة من المكتب متجاهلة سؤال زميلتيها ..
خرجت من الشركة بعدها لتأخذ تاكسي فوجدت تاكسي بالفعل يمر بالقرب منها ..
أشارت اليه وركبته دون ان تسأله عن اي شيء حيث اخبرته العنوان فورا ..
كانت تنظر الى الهاتف بتوتر ثم حاولت الاتصال به لكن دون رد ..
” من فضلك استعجل ..”
قالتها بتوسل وهي تفكر إنها لا تستطيع ان تخبر أحدا بما حدث ثم عادت وفكرت عن سبب خروج ربى من المنزل في وقت كهذا ..
تأملت الطريق الذي ما زال مستمرا لتدعو ربها ان تكون ربى بخير ..
فوجئت بسائق التاكسي يقف امام منزل صغير في احدى المناطق الهادئة لتبتلع ريقها بتوتر وهي تسأله :
” لماذا توقفت هنا ..؟!”
إلتفت نحوها نصف إلتفاتة وقال بهدوء مرعب :
” هناك شخص ما يريد رؤيتك في الداخل ..”
” ماذا تقول انت ..؟! اختي في المشفى ..”
قاطعها موضحا :
” اختك بخير .. لقد سرقنا هاتفها صباح اليوم واتصلنا بك من خلالها .. لم يكن امامنا طريقة اخرى لإجبارك على القدوم معنا ..”
” انزلني .. انزلني فورا ..”
قالتها وهي تحاول فتح الباب لتشهق بعنف وهي تجده يرفع سلاحه في وجهها بينما يهتف بها :
” امامك خيارين اما ان تنزلي معي وتلجي الى الداخل او سأفرغ رصاصه في رأسك .. ..”
ابتلعت ريقها برعب ولم ترد ليبتسم بإنتصار ويهتف بحسم :
” رائع .. هيا انزلي ..”

بعد مرور ربع ساعة ..
كانت شمس تقف في منتصف المنزل تتأمل جدرانه بتوجس وقد ذهب السائق الى احدى الغرف تاركا اياها لوحدها ..
لا تفهم ماذا يحدث ومن وراء هذا ..؟!
سخرت من نفسها وهي تفكر إنه مجرم ووراءه مجرمين مثله ربما سيقتلونها ويأخذون اعضائها او يفعلوا ما هو اسوء ..
أدمعت عيناها وهي تشعر إنها تعيش في فيلم اكشن لا نهاية له ..
لحظات ووجدت شابا وسيما أمامها لتنظر اليه برعب فيبتسم بخفة وهو يقول :
” أنرتِ منزلي المتواضع يا انسة ..”
رمق الكاميرات خلفه بنظراته التي لم تنتبه لها ثم قال بلباقة :
” اعتذر عما تسبب به لك .. لكنني مضطر لذلك .. احتاج الحديث معك .. ”
اكمل معرفا عن نفسه :
” انا مدحت عصام .. مهندس معروف ..”
مد يده نحوها لتصيح به :
” من انت وماذا تريد ..؟!”
” سأخبرك يا انسة ..”
قالها وهو يتقدم نحوها لتتراجع هي الى الخلف بلا وعي قبل ان تتفاجئ بها يدفعها على الكنبة وينقض عليها محيطا جسدها بجسده ..
صرخت وهي تحاول دفعه ليرن جرس الباب يتبعها طرقات قوية فيبتسم بخفة وهو يقول :
” وصل أخيرا ..”
تجمدت اوصالها وهي تجده يتجه لفتح الباب ليفاجئ بلكمة قوية على وجهه يتبعه دخول قيصر وهو يجذبه نحوه ثم يلكمه مرة اخرى ..
” قيصر ..”
هتفت بها بعدم تصديق قبل ان تنهض من مكانه وتركض نحوه تتمسك به لا اراديا وهي تصيح برعب :
” لقد خطفوني ..”
نظر الى كفها القابض على قميصه ونظراتها المذعورة ليهتف بها بقوة :
” انزلي نحو الاسفل حالا .. واتركيني معه ..”
أومأت برأسها فورا وقد بلغ منها التعب كثيرا فأصبحت لا تريد شيئا سوى الابتعاد عن كل هذا ..
بقي قيصر معه يتأمله لوهلة قبل ان ينقض عليه بكامل قوته ويلكمه على وجهه وسائر انحاء جسده دون رحمة ..
سقط ارضا وهو يصرخ وجعا بعد لحظات لينحني قيصر نحوه مرددا بتوعد .
” أخبر من ارسلك إن خططه تلك لن تجلب نتيجة .. لست شابا صغيرا كي اصدق تلك الرسالة الحقيرة .. انا اذكى بكثير من خططكم التي لا يقع بها إلا الغبي مثلكم .. ”
ثم دفعه بنفور وخرج من الشقة ليجري اتصالا سريعا بجاسم :
” سأرسل لك موقعا اذهب اليه مع بعضا من رجالنا واجلبوا الشاب الملقي ارضا في الشقة رقم ستة في الطابق الخامس وابحثوا في الشقة اذا ما كان هناك اي شيء مهم يستدعي معرفتي به ..”
اغلق الهاتف بعدها واندفع خارجا من العمارة متجها الى حيث ركن سيارته ..
وقف بجانب سيارته واتصل بها ليأتيه صوتها الشاحب يقول :
” ماذا حدث ..؟!”
باغتها في السؤال :
” اين انت ..؟!”
صرحت بقهر :
” في طريقي الى المنزل .. ”
زفر انفاسه بضيق وقال :
” يجب ان نتحدث .. عندما تهدئين طبعا ..”
” حسنا ..”
قالتها بضعف وقد بدت مشوشة من كل ما حدث ..
اغلق الهاتف بعدها ثم ركب سيارته متجها بسرعة قياسية الى حيث يجب ان يذهب ..

هبطت من التاكسي وهي تشعر برعب حقيقي لثم دلفت الى المنزل بخوف لتسمع صوت هاتفها يرن برقم غريب ..
ارتعبت ملامحها ورفضته لتتفاجئ برسالة تصلها على احدى التطبيقات ..
فتحتها بتوتر لتجد فيديو في طور التحميل ..
وما ان فتحته حتى وجدته مقطعا صغيرا وهي تتحدث مع الشاب ثم مقطعا آخرا وهي تتلوى بين ذراعيه على الكرسي ..
شهقت برعب وقد تذكرت امر ذلك الشاب الذي اختفى من الداخل والذي لم يره قيصر بالطبع ..
اذا الآخر ظل في الداخل كي يأخذ الكاميرات عندما يخرج ..
الحقراء .. وضعوا كاميرات لتسجيل ما حدث ..
بل وعدلوا المقطع ايضا حيث اخذوا لقطات تظهرها وكأنها تتقبل تحيته ولقطة وهي بين احضانه ..
اتصلت به بسرعة ليأتيها صوته الذي بدا متلهفا :
” ماذا حدث يا شمس ..؟! هل انت بخير .؟!”
هتفت بصوت مرتعش :
” الفيديو .. لقد ارسلوا لي فيديو ..”
” فيديو ماذا ..؟!”
ارسلت له الفيديو على نفس التطبيق لتجده يتصل بها ويهتف بها :
” الحقير .. سأربيه بنفسي هو والآخر المتخبئ في مكان ما في الشقة ..”
قالت برعب :
” الآخر تركني واتجه الى الداخل ولم يخرج بعدها .. كان يجب ان اخبرك ان هناك آخر عليكِ ان تأخذ حذرك منه ..”
صاح بغضب مخيف :
” كنت تعلمين .. تعلمين ان هناك اخر ولا تخبرينني .. بسببك هو هرب ومعه الفيديو .. ”
” والله لم اقصد ..كنت في وضع لا يسمح لي بالتفكير .. كنت اريد الهرب لا غير ..”
صاح بقوة اجفلتها :
” الفيديو معه .. وهو بالتأكيد هرب بعد خروجي من العمارة .. ”
ثم تذكر امر جاسم الذي ارسله الى المنزل فأغلق الهاتف في وجهها دون ان ينتظر ردا واتصل به ليأتيه صوته سريعا :
” نحن في الشقة يا قيصر .. الشاب ممدد امامنا سنأخذه معنا كما أمرت والمنزل لا يوجد به شيء مهم سوى كاميرا مراقبة مفرغة من شريطها ..”
اعتصر قيصر قبضة يده بقوة وهو يفكر ف ذلك الشاب والفيديو الذي معه والذي يمكن ان ينشره في اي وقت ..
اغلق الهاتف دون ان يستمع بقية الحديث بينما عقله يفكر في حل لهذه الورطة ..

مرت الليلة سوداء على شمس التي التزمت غرفتها متحججة بصداع شديد وإرهاق يرغمها على البقاء في السرير ..
قيصر كان يبحث عن ذلك الشاب الآخر وفي نفس الوقت يفكر في حل لهذه المشكلة وكلما يفكر يجد حلا واحدا لا غير ..
جاء الصباح ودلف قيصر الى الشركة وداخله يتمنى ان تأتي شمس الى الشركة كي يتحدثا بما حدث بعدما طلب هو منها ذلك ..
قدومها إليه ضروري فالأمر ليس هينا ووجود فيديو مع شاب مفقود حاليا غير معروف اين يوجد سيسبب لها مشاكل عديدة ..
دلف الى مكتبه وهو يتمنى ان تتصرف بعقل وتأتي كي يتفاهما والاهم ان تصدق ولو لمرة واحدة انه قادر على حمايتها ..
جلس على مكتبه وطلب فنجانا من القهوة السادة تاركا عمله كما هو ..
انتظر اكثر من ساعة قبل ان تأتي ليهتف بها وهو يراها تدلف الى المكتب بملامح مرهقة ..
جلست امامه اخيرا ليهتف بها :
” أنت تعرفين خطورة وجود فيديو كهذا يا شمس ..أليس كذلك ..؟!”
أومأت برأسها وردت بصوت متحشرج :
” بالطبع .. هذا الفيديو سيتسبب بمشكلة لي .. لقد عدلوه بشكل يؤذيني .. كما ان وجودي في شقة شاب غريب يحاول لمسي يسيء لي كثيرا ..؟!”
” ماذا حدث ..؟! يعني كيف وصلت الى هناك ..؟!”
نظرت اليه وردت :
” لقد اتصلوا بي من رقم ربى وأخبروني انها في المشفى .. اتجهت مسرعة خارج الشركة فوجدت تاكسي بالشارع الجانبي وركبته فورا ..”
” خطة جيدة .. لكن ألم تفكري في التواصل مع احدا من افراد عائلتك قبل الخروج بسرعة وركوب تاكسي مندس منهم ..؟! ”
ردت مبررة تصرفها :
” الرقم رقم ربى .. كما انه لم يكن هناك مجالًا للتفكير .. اختي في المشفى .. بالطبع سأركض .. من اين يخطر في بالي إن ربى خرجت صباحا الى المحل وتعرضت للسرقة .. ”
زفر انفاسه بإحباط لتسأله بترقب :
” كيف عرفت بما حدث ووصلت الى المنزل ..؟!”
رد بفتور :
” ارسلوا لي رسالة يخبروني بوجودك هناك ..”
” هل فعلوا هذا بسببك ..؟! هل أرادوا ان يخبروك بشيء يخصني ..”
سألته بتوجس ليرد :
” ربما .. لكنني سأخذ حقك منهم جميعا ..”
اردف بجدية :
” لكن قبلها يجب ان نجد حلا لوضعك وما حدث ..”
نظرت اليه لترقب ليقول :
” علينا ان نتصرف بطريقة تجعل اي تصرف يبدر منهم يفشل .. هذا الفيديو سيمحى من الوجود لكن قبلها يجب ان نفعل ما يمنع اي شخص من المساس بك ..”
هتف بعد صمت قصير :
” الحل الوحيد لينهي كل هذا هو الزواج .. تزوجيني يا شمس وانا سأعرف كيف أمنع أي مخلوق على وجه الارض مو المساء بك والأهم إني سأمحيك من الجميع .. انا سأجد ذلك الشخص وأتصرف معه على طريقتي لكنني لا أضمن متى سينشر الفيديو .. ربما اليوم او غدا .. واذا انتشر في وضع كهذا سييء لك لكن اذا ما أصبحت خطيبتي لن يجرؤ احدا على نشره واذا ما تجرأ وفعلها فكونك خطيبتي سيبعد كل الشكوك عنك خاصة إنني حينها سأستطيع الدفاع عنك بشكل مطلق دون حواجز …”
حل الصمت المطبق وهي تنظر اليه بدهشة ..
هل يعرض الزواج عليها في ظروف كهذه ..؟!
هل هذا الفيديو يستدعي ان تتنازل عن قرارها السابق وتتزوجه ..؟!
لكن هذا الفيديو لا يظهر ان الشاب كان يتحرش بها ..
ولا يوجد ضمان انها ستحصل على النسخة الاصلية ..
وحتى لو انكرت وقالت ما حدث فسيلقون اللوم عليك وهم يرونك بهذا الوضع ..
سيقولون مالذي اخذها الى منزله ولن يصدق احدا بالطبع أمر ذلك الاتصال ..
تأملها قيصر قليلا ثم قال بجدية :
” سيكون خطبة فقط مبدئيا يا شمس .. خطبة أستطيع حمايتك من خلالها .. أخبرتك مسبقا انني لن اتزوجك الا وأنتِ راضية .. لذا بإمكانك الموافقة مبدئيًا وتقرري مع مرو الايام اذا ما أردتِ الإستمرار ام لا ..”
نظرت اليه بصمت بينما عقلها يحسبها من جميع النواحي ..
مرت دقائق قبل ان تهتف بتردد :
” موافقة ..”
تطلع اليها بملامح هادئة وهو يومأ برأسه بينما في داخله تكونت نشوة انتصار لذيذة وقد نال ما سعى اليه اخيرا وبشكل أسهل مما تصور ..

يتبع..

‫2 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *