روايات

رواية أصفاد الصعيد الفصل الأول 1 بقلم ندى عادل

رواية أصفاد الصعيد الفصل الأول 1 بقلم ندى عادل

رواية أصفاد الصعيد البارت الأول

رواية أصفاد الصعيد الجزء الأول

أصفاد الصعيد
أصفاد الصعيد

رواية أصفاد الصعيد الفصل الأولى

في إحدى بلدان الصعيد حيث يعم القوة وبعد الافكار الذي يسودها التحكم وتلك العادات القديمه التي تسيطر علي معظم أهلها ..
يقع ذلك القصر الضخم في منتصف البلده حيث يتمتع بتلك الزخرفه الراقيه والتي تتمتع بالقوة في آن واحد .. فذلك القصر ملك عائلة الهوارى التي تعد من أكبر أعيان الصعيد ..
يقف عاصم الهواري في منتصف القصر الخاص به والذى طالما اتسم بالقوة والشموخ فهو عمود من اعمده ذلك القصر الصلب ولكنه متصلب الرأى لا يقبل النقاش ما يقرره يفعله ولا يهتم بأحد حتي لو أصبح المذنب أحد أبنائه..
ينتظر مصير ابنته الوحيده والتي أمر بإنهاء حياتها على يد شقيقها الأكبر الذي عاد من الخارج على أمر والده لإستلام كافه الأمور نيابه عنه ..
آفاق عاصم من آفاق تفكيره على وقوف ابنه محمد أمامه .. بينما يلتف حوله أبنائه الأخرى
قدم محمد يديه بذلك الخنجر و ذلك الشال الخاص بيها الذي يمتلئ بدماء شقيقته البريئه ..
لينظر لوالده قائلاً : عملت اللى امرتني بيه يا حج ودا دم سعاد ..
ابتسم عاصم في شموخ ليلتقط من يد ابنه ذالك الشال الممتلئ بدماء ابنته الوحيده ..
ليتحدث وما زال ذلك الشموخ يسيطر عليه وتلك الدموع المتجمدة التي حل محلها ابتسامه بارده قائلاً: إكده تكون ولدى بصحيح يا محمد .. وجبت شرف العيله قبل ما يكون في الأرض ..
لينظر لبقيه أبنائه قائلاً : ودا درس لاى حد يقف اقصادى تاني او يفكر مجرد تفكير أنه يوقع تقلدنا الأرض ..
ليتركهم ويذهب للاعلي حيث تقع غرفه ابنته سعاد تلك الجميله التي طالما كانت المقربه إليه وإلى فؤاده .. كانت تشبه والدتها كثيراً .. تلك التي عشقها بجنون إلا أن تركته وحيداً مع أبنائهم وذهبت ..
ظهرت تلك الدموع المحتجزة داخل ذلك الشموخ الذي اعتاد عليه ..
لينظر لذلك الشال الملطخ بدماء ابنته .. يعلم الله بأنه يشعر بأنه فقد فؤاده للمره الثانيه ..
المره الاولى عندما فقد شريكه حياته والمره الثانيه ابنته ..
تلطخت وجنتيه بتلك الدموع التي ملئت عينيه .. ليظهر ضعفه التي طالما كان خفي عن الجميع ..
نظر لذلك الإطار أمامه الذي يحمل صورة ابنته وبجانبه الإطار الذي يحمل صورة زوجته..
ليتحدث بين شهقاته قائلاً : ليه يا بتى عملتي اكده .. تحبي من ضهرى وعاوزة تتجوزيه غصب .. قطعتي جلبي يا بتي ..
بعد الرقاد،وعَبْرةً لا تُقلــع
سبقوا هَوِيَّ،وأعنقوا لهواهمُ
فتُخرموا،ولكل جَنْبٍ مَصرعُ
فغبرت بعدهم بعيش ناصب
وإخـال أني لاحقٌ مُسـْتَتْبِعُ
وإذا المنية أنشبت أظفارها
ألفيتَ كل تميمـةٍ لا تنفـع
ما كنت أحسب أنَّ الدهر يفجعني
حتى رأيت عليك القبر منتصبا
وماذا حال الأهل والدار والصديقات بعدها؟
الدار بعدك لَفَّ الحزنُ ساحتَها
والعامُ عامٌ من الأحزان قد كُتِبـا

 

 

 

تقول أختك،والأحزانُ تَعصِفُها
ألن نراها؟!فكيف الشملُ قد ثُلبا؟
تبكي عليك صبايا الحَيِّ مِنْ وَلَهٍ
دوامعاً مِنْ عيون خِلْتُها سُــحُبا
أين التي يُسعِدُ الأطفالَ بَسْمَتُها
أين التي ما علا صوتٌ لها لجبــا
**************************************
بينما علي الجانب الآخر ..
يجلس محمد ومازلت عيونه تائهه في نقطه ما أمامه لا يعلم ماهيتها ..
لا يصدق بأنه فعل ذلك .. فهو دكتور محمد الأول كان بالخارج يدرس الدكتوراه وعندما عاد كان يقيم بالقاهره ..
مع زوجته وابنه ..
ماذا سيقول لزوجته وإبنه .. !؟
صدح هاتفه بتلك النغمه المميزة التي تميز رفيقه دربه
رفع هاتفه قائلاً : عامله ايه يا حبيبي ورحيم حبيب قلبي عامل اي ..؟!
جاءه صوتها الرقيق التي يحفظه عن ظهر قائله : بخير يا حبيبي طول ما انت كويس ورحيم مجنني اهو مش بيبطل عياط .. انا خلاص حضرت الشنط و جايين زى ما انت قولت ..
ابتسم على حديثها قائلاً: تيجوا بسلامه .. انا بعت مناع يجبكوا متخافيش هو شغال هنا في بيت العيله معانا من زمان وانا واثق فيه عشان كدا بعته يجبكوا ..
أتاه صوتها تأكيدا على حديثه قائله : ماداما انت واثق فيه يبقي انا كمان زيك لاني واثقه فيك ..
استكمل حديثه قائلاً : دايما كدا تسرقي قلبي ..
ضحكتها وصلت له كنغمات مترنمه علي اُذنيه لتتحدث قائله : دا اقل واجب يا دكتور محمد ..
بعد فترة من حديثهم ..
اغلق محمد هاتفه ليتذكر ما حدث منذ ساعات .. ليبتسم في هدوء وراحه بينما تلتمع مُقلتيه بسرِ غامض لا يعلم ماهيته إلا هو فقط ..
*******”********************
مازال مجدى يجلس مكانه بعد ذهاب والده وشقيقه الأكبر .. بينما يجول في خاطره الكثير من الأشياء التي يود فعلها فهو أحق بذلك المنصب وليس شقيقه الأكبر هو من ضحي بتلك السنوات بجانب والده لم يفعل محمد ذلك بل هو من فعل تلك المهام..
بينما يجلس محمود علي الجانب الآخر وقد امتلئت وجنتيه بدموعه على شقيقته التي يحبها .. امسك بالإطار الذي يجمعهم سوايا .. ليسمح لنفسه بالانهيار على تلك الورده التي اختفت من حياتهم ..
آفاق من حزنه علي صوت مجدى وهو يتحدث قائلاً : كفاك عويل اياك يا محمود زى الواليا وفوق اكده معايا .. لازم ناخد احنا حكم البلد من ابوك ومنخليش محمد يمسك البلد واصل دا عايش طول عمره في البندر ..
نظر إليه محمود وتلك الدموع تكسو مُقلتيه قائلاً: كفاك حقد اياك يا مجدى .. مش زعلان علي سعاد واللى حصلها إياك كل همك الورق والأراضي .. يكش تتحرق الدنيا كلها قصاد انك تبيع اللى من لحمك يا اخوى ..
ليتركه محمود ذهاباً إلي ذلك المكان التي كان محبب لشقيقته المحببه إليه ..
أيا سائلي في تحدٍّ وقوّهْ أتُنشدُ؟
أين أغاني الأخوّه؟
قصائدك السود بركان حقد ومرجل نار
وسخط وقسوه فأين السلام..
وأين الوئام أتجني من الحقد والنار نشوة
و صوتُك هذا الأجشّ الجريح
سئمنا صداه الكئيبَ وشَجْوَه
فهلاّ طرحت رداء الجداد
وغنيت للحبّ أعذبَ غنوه أيا سائلي!
خلّ عنك العتاب تلوم جريحاً
إذا ما تأوّه أخوك أنا!
هل فككتَ القيود التي حَفرتَ فوق زنديَّ
فجوه أخوك أنا! من ترى زجّ بي بقلب الظلام..
بلا بعض كوّه؟ أخوك أنا ؟
من ترى ذادني عن البيت والكرْم والحقل..
*******************************
في الغرفه الخاصه بسعاد في ذلك القصر ..

 

 

 

مازال عاصم يجلس أمام الإطار الذي يحوي صورتها .. ليتفاجأ بدخول محمد المفاجاه إليه .. فهو ابنه الأكبر يعلم بأنه قضي حياته باحثاً عن العلم حتي درس الدكتوراه بالخارج ولكنه يشبه ملامحه الصلبه ولين والدته ..
قطع صمتهم حديث عاصم قائلاً : كيف رحيم يا ولدى ؟ ..
ابتسم محمد قائلاً : بعت مناع يجيب نرمين ورحيم يا حج ..
ابتسم عاصم رغم الحزن الذي يرتسم على ملامحه قائلاً: زين ما عملت يا وِلدى .. بكرا في قرارات مهمه لازمه تتاخد في المجلس .. خلاص عاصم الهواري مبقاش جادر يحكم بلدته زى زمان ..
قاطع حديثه محمد سريعاً قائلاً : متجولش اكده يا ابوى .. عاصم الهواري لسه بشموخه وقوته اللي جادرة تحكم الجميع مش بس بلدته ..
رُبت عاصم على يد ابنه قائلاً : من كتر عشتك بالبندر قولت نسيت اللهجه بتاعتنا اياك بس اثبتلي أن لسه دم الهواريه فيك يا ولدي .. انا خلاص مبقتش جادر اناطل مع حد تاني عاوز ارتاح الحبه اللي فاضلين من حياتي .. واني واثق انك هتحكم البلده دى احسن مني كَمان يا ولدى ..
قاطع حديثه محمد بتلك النبره المتسأله قائلاً: أنا يا ابوي ..! بس مجدى أحق مني في الحكم هو ادرى بشئون البلد وكمان قضي حياته إهنه يا بوي ..
قام عاصم من مكانه لينظر لنقطه ما أمامه قائلاً في ثبات : مجدى ولدى متهور كيف التور الهايج محدش يقدر يلمه .. معندوش عدل ولا مخ يفكر بيه .. اخاف يحكم ظلم يا ولدي ويبقي ضحيه دعوات المظلوم .. مجدي قضي حياته إهنه عشان يمسك الحكم من بعدي بس مش هيجدر يعمل اكده .. وانت يا محمد ماشاء الله متعلم برا وجادر تحكم بالعدل وتفكيرك سليم واني واثق انك عمرك ما هتظلم حد يا ولدي ..
ليقترب منه قائلاً : عشان اكده يا محمد انا كتبتلك كل حاجه وشلت نصيب اخواتك مجدى ومحمود ونصيب سعاد يروحلها يا محمد يا ولدى مش عايزك تقول لحد واصل .. خليه سر بيني وبينك عشان البيت دا يفضل عمران بيكوا يا هورايه ..
نظر له محمد بصدمه قائلاً : سعاد .. !! عرفت منين اني مجتلتهاش يا ابوي ..!؟
ابتسم عاصم قائلاً بشموخه المعتاد : فكرني اهبل اياك يا ولد .. انا عاصم الهوارى اللي أجدر اعرف كيف بيفكر الشخص اللي إقبالي مش هعرف اياك ولدى بيفكر ازاى .. اقولك انا سر يا ولدي .. دا السبب اللي خلاني ابعتلك انت اللي تجتلها واني واثق انك متعملهاش مهما كلفك الأمر .. وعشان اكده انت انسب واحد تكون مترح عاصم الهواري .
اقترب محمد من والده ليطبع تلك القبله على رأسه
ليبتسم على ذكاء والده التي آفاقه بمراحل وهو كاد أن يظن بأنه خدع والده بقصه قتل شقيقته
ليتحدث .. قائلاً: يطول عمرك يا ابوي وتفضل منور حياتنا كلنا .. وانا النهارده هديك وعد اني عمرى ما هظلم مخلوق واصل و هخلي بالي من مجدى ومحمود وهقولهم علي سعاد ..
_ لا يا ولدى متجولش لحد على سعاد خليهم فاكرين أنها ميته .. مجدى ميسبهاش في حالها واصل لو عرف اللي حُصل .. خليها بس في عيونك وحافظ علي ورثها يا ولدي الله اعلم هعرف اشوفها تاني ولا لا ..
ابتسم محمد قائلاً : متخافش .. سعاد في عيوني التنين يا ابوي وحقها هيفضل محفوظ ولا حد هيجدر يقربلها واصل ..
رُبت عاصم علي يديه قائلاً بثبات : هو دا المنتظر منك يا كبير الهواريه ..

يتبع…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *