روايات

رواية مرسال الفصل الرابع 4 بقلم أحمد سمير حسن

رواية مرسال الفصل الرابع 4 بقلم أحمد سمير حسن

رواية مرسال البارت الرابع

رواية مرسال الجزء الرابع

مرسال

رواية مرسال الحلقة الرابعة

سمع فادي صوت طرق على باب منزله
نهض مُتثاقلًا وذهب إلى الباب وفتحه
ليجد أمامه ما لم يتوقعه أبدًا، مفاجأة جعلته يتراجع خطوتين إلى الخلف
وجعلت ضيق التنفس يعود إليه مُجددًا
فوجد أمامه (اللواء كامل السويفي) والد ندى

من رسائل ندى إلى نزار
“بتتذكر كيف كانت الموسيقى تأثر فينا؟”
عزيزي نزار .. أشعر أنني أصبحت ثقيلة عليك
وأن رسائلي تُزعجك .. على الرغم من أنني لا أرسلها
لك ولكن شعوري وأنا أكتب رسائل لا ترغب في قراءتها مؤلم جدًا ..
لقد كُنت دافعي الوحيد للحياة يا نزار .. ولكني لم أستطع الانتحار من بعدك
أتدري لماذا؟ لأنني خائفة! جبانة كما تصفني دائمًا
ضعيفة .. أضعف من اللازم ..
عرضت عليك أكثر من مرة أن تكون قريبًا مني حتى ولو بصفتنا أصدقاء
ولست (الحبيب) الذي انتظرته كثيرًا
ولكنك ترفض بقسوة لا أفهمها
ظللت أردد لك جُملة كُنت تحبها “بعدنا بس مش لازم، نبعد أكثر من اللازم”
ولكنك لم تَعُد تطيق سماعها أو حتى رؤيتي
أصبحت أراقبك من بعيد .. آتي إلى المكان الذي تتناول قهوتك فيه وأشاهدك من بعيد
وأحرص على أن لا تراني حتى لا أتسبب في إزعاجك
أذهب بعدها وأكتب في مُذكراتي ..

” لقدد كُنت وسيمًا جدًا اليوم .. شعرك أطول قليلًا .. أيها الوغد قُمت بعمل التسريحة التي أحبها .. هذبت لحيتك .. ولكنني لستُ هُنا لأداعبها”
أنا حزينة يا نزار .. حزينة ولم يَعُد هُنا من يقدر على احتواء حُزني ..
فأنت لستُ هنا .. وبالتالي .. لا يوجد حياة هُنا.
“تتذكر مرة لما اشترينا لوز مالح ولليل ضلينا عـ كُرسي وحكينا منيح؟”
بالتأكيد لم تَعُد تتذكر .. رُبما لم تَعُد تتذكر الأغنية من الأساس
ورُبما لم تَعُد تذكر عن أوتوستراد سوى أنها فرقة الموسيقى الأردنية التي تُريد حبيبتك السابقة التافهة الانضمام إليها.
أنا حزينة يا نزار ..
لقد غطى السواد قلبي .. والجُزء الوحيد السليم داخل قلبي يشتاق إليك.”

في التاسعة مساءً في حي الزمالك
أمام ساقية عبدالمنعم الصاوي
كانت ندى واقفة أمام البوابة تنظر إلى إعلان حفلة (فرقة أوتوستراد) بعد أيام
تنظر إلى صورة مُغني الفرقة (يزن الروسان) أغمضيت عيناها للحظات وهي تتخيل نفسها تقف بجانبه وفي يدها جيتارها
شعرت بسعادة حتى وجدت صوتًا بجانب أذنها يقول:
– أهلًا
فتحت عينيها في فزع فوجدت أمامها فادي وهو يحاول أن يبدو حزينًا من تصرفات ندى ولكنها قالت ما جعله يبتسم:
– فصييل .. دايمًا فصيل وسقيل
لم يَرُد فادي فقالت:
– ايه يا عم الطائر الحزين مبتردش على مكالماتي ليه؟
فقال فادي مازحًا:
– أنا أصلًا جاي هنا صدفة .. جيت آجيب تذكرتين حفلة أوتوستراد ليا أنا وحبيبتي

= حبيبتك؟
– آها
رفعت له الإصبع الوسطى فابتسم هو، فقالت:
= طيب كويس والله، ده أنا لحد إمبارح بس كنت فكراك شاذ وبتاع مشروع ليلى وكده
ضحك فادي
فأكملت ندى:
– خش هاتلنا التذكرتين يا سقيل يا إللي مفيش كلبة بتبصلك .. ولا كحيان ومعكش فلوس كمان!
ابتسم هو وأعطاها صندوقًا كان يحمله وذهب لشراء التذاكر
كانت تُدرك ندى أنها تحمل ثُعبانًا سامًا بين يديها
كان من المنطقي أن تكون خائفة في هذا الوقت
ولكنها لم تَعُد تخاف منذ فترة طويلة .. ما أصعب شيء يُمكن أن يحدث لها؟ الموت؟
هي تنتظره بشدة.

في الثانية عشر بعد مُنتصف الليل كان فادي وندى يقفان أمام مدخل العمارة التي تسكن فيها د. نرمين
طبيبة ندى النفسية
ابتسم فادي وهو يُعطي ندى الثعبان في الصندوق والأدوات التي قد تحتاجها
فنظرت له ندى بتعجب وقالت له:
– ايه؟
= الشعر القصير حلو عليكي
رفعت حاجبها وقالت:
– أيوه انا كده اطمنت عليك من موضوع مشروع ليلى ده
ابتسم وقال:
– خلي بالك من نفسك، أقوى نوع
= أقوى نوع

تفاجئت د. نرمين عِندما رأت ندى أمامها في هذا الوقت المتأخر
ولكنها رحبت بها
وما إن دخللت ندى نظرت يمينًا ويسارًا وقالت:
– شقتك حلوة .. بس مش بتخافي من القعدة لوحدك؟
= من ذوقك، لا هخاف من ايه يعني، هيطلعلي عفريت؟
ضحكت ندى باستهزاء وقالت:
– لا.. يطلعلك تعبان مثلًا
شعرت د. نرمين بتوتر ما إن ذُكر اسم الثعبان وقالت:
– ليه السيرة دي بس؟؟
= طبيعي نفكر نفسنا دايمًا بالحاجات اللي بنخاف أو بنقلق منها .. عشان نعرف نتصرف معاها .. يعني أنا مثلًا قلقت مِنك الصبح لما لقيتك بتكتبي اللي بقوله عن حاجات ماينفعش تتكتب أصلًا
قاطعتها د. نرمين وقالت:
– تاني يا ندى! أنا قولتلك دي أمانة
لم تُمهلها ندى فرصة للتحدث وضعت الصندوق أمامها وقالت:
– جيبتلك هدية

ابتسمت د. نرمين وقال:
– رشوة يعني؟
ضحكت ندى ضحكة متقطعة ساخرة تدل على سخافة ما قالته د. نرمين وقالت:
– حاجه زي كده
نهضت ندى من جانب د. نرمين التي استعدت لفتح الصندوق
فأمسكت ندى ورقة وقلم كتبت:
“اعتقادك أن العالم سيعاملك بلطف لأنك إنسان طيب
يشبه اعتقادك بأن الأسد لن يأكلك لأنك شخص نباتي”
وبعد أن كتبت هذه الجُملة
ظلت تنظر إلى د. نرمين وهي تحاول التقاط أنفاسها بصعوبة بسبب صدمة الثعبان الذي يخرج من الصندوق ويذهب نحو جسدها شيئًا فشيئًا ..
تنظر د. نرمين إلى ندى راجية منها أن تُنهي كُل هذا ..
فتُخرج ندى مُسدسًا بكاتم صوت وتوجهه نحو (نرمين) وهي تبتسم
وتقول:

– أقوى نوع!
وأطلقت الرصاص لتُعن انتهاء كُل شيء
تركت الورقة التي كتبتها بيدها اليسرى حتى لا يتعرف أحد على خطها .. خاصة وأنها علمت أن والدها هو من يُحقق في هذه القضية
وخرجت من المنزل وتركت الثعبان يأخذ جولته في الداخل.

بعد أقل من ثلاثين دقيقة كانت ندى داخل سيارة فادي
في ساقية الصاوي
وأمام اللوحة الإعلانية الكبيرة لفرقة أوتوستراد التي تنظر لها وتحلم أن تكون صورتها معهم قريبًا
قاطع فادي تفكيرها الحالم مرة أخرى وقال:
– وبعدين؟
تأففت ندى وخرجت من السيارة
فخرج هو الآخر واقترب منها وقال:
– العالم سيء .. والأوساخ في كُل حتة لكن احنا مش آلهة عشان نقتل كل اللي مبيعجبناش!
لم تَرُد ندى
فأكمل فادي وقال:
– والدك جالي البيت النهاردة .. قالي أنه عارف أني صديق مقرب ليكي ومُلخص الكلام يعني عايزني أراقبك .. وسألني بين الكلام كده عن يوم (مدرب الجيتار) وانك كنتي فين وأنا توهت في الكلام

ابتسمت ندى وقالت:
– كُنت متوقعة أنه ممكن يجيلك .. فاكس
= طيب وبعدين!! هنفضل كده لحد إمتى؟
ردت ندى ببرود وقالت:
– هو أنت بتساعدني ليه؟ انت مش مُجبر عـ كده
صمت فادي للحظات وقال:
– عشان بحبك! .. أيوه بحبك متستغربيش .. ما هو مفيش مُتخلف يعمل اللي بعمله ده إلا لو كان بيحب
قالت ندى:
– أنت بتهزر! .. انت أخويا يا فادي!

فأكمل فادي كلامه:
– مش فارق معايا إنتي شيفاني ازاي .. المهم بالنسبالي أنا شايفك ازاي .. أنا بقى مش شايفك أختي .. أنا بحبك، وبعشقك كمان .. تخيلي أكون بحبك وأنتي عايزاني أساعدك تقتلي في الناس .. بحبك وواخدك لواحد غريب عشان تنامي معاه ومنقيلك قمصان النوم على ذوقي وقاعد مستنيكي في مدخل عمارتهم .. بحبك وكل كلامك معايا عن واحد قذر انتي بتحبيه
نظرت له ندى بعصبية وقالت:
– متقولش قذر!
= لا قذر يا ندى .. وبيلعب بيكي وانتي مغفلة ..القذر ده حاليًا خاطب وفرحه بعد أقل من أسبوع
اتسعت أعين ندى في مزيج بين الغضب والاندهاش
أخرج فادي هاتفه وفتح الصور وأعطاها لندى لترى صورة (نزار) حبيبها برفقة فتاة أخرى في أكثر من مكان وقالت:
– الوقت إللي مكنتش ببقى معاكي فيه … كنت براقبه .. لأني كُنت هقتله عشان أخلص وأخلصك منه
بدى الغضب على وجه ندى أكثر وأكثر

نظرت إلى أعين فادي الغاضبة هي الأخرى
وصفعته على وجهه
لم يتوقع أبدًا فادي ما فعلته ندى!
نظر لها في دهشة
ونظر حولة ليرى العدد القليل من الأشخاص الذين يسيرون في الشارع في هذا الوقت المتأخر من الليل ينظرون له هم أيضًا مندهشين
ثم رد لها فادي الصفعة على وجهها
وذهب إلى سيارته ورحل.

يتبع ..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة جميع فصول الرواية اضغط على ( رواية مرسال )

اترك رد

error: Content is protected !!