روايات

رواية أحببتها ولكن 7 الفصل الأول 1 بقلم بيسو وليد

رواية أحببتها ولكن 7 الفصل الأول 1 بقلم بيسو وليد

رواية أحببتها ولكن 7 البارت الأول

رواية أحببتها ولكن 7 الجزء الأول

رواية أحببتها ولكن 7 الحلقة الأولى

السماء صافية، العصافير تُزقزق، الشمس تتوسط السماء، نسمات الهواء اللطيفة، حديقة خضراء ومقاعد بيضاء وورود حمراء، وكأن رسامًا مُبدعًا قد أنهى لمساته الأخيرة في رسمته التاسعة والتسعون
“تكوى أين أنتِ يا امرأة لقد سئمتٌ من أفعالكِ الصبيانية تلك تكوى أقسم أنني سأُحطم رأسكِ أيتها المشاغبة”
أنهى إيثان حديثه وهو يتوجه إلى الداخل عندما سمع صوت الموسيقي العالِ، أقتحم صالة الرقص دوّن أن يطرق على الباب لـ يتفاجئ بـ التي تجذبه قائلة:هيا إيثان شاركني فـ أنا اليوم في غاية سعادتي
تفاجئ إيثان وقال:ماذا تفعلين تكوى … أيتها المجنونة
أبتسمت تقوى وقالت وهي تعود لـ الرقص مرة أخرى:أرقص … شعرتٌ أنني أُريد الرقص ولذلك لم أستطع منع نفسي … هيا ألن تُشاركني
إيثان:تكوى ولكنني لا أعلم ما معنى تلك الكلمات وحتى أجهل تلك الموسيقى أنا لا أسمع تلك الموسيقى
أقتربت منه تقوى حتى وقفت أمامه وقالت:حسنًا هذه الموسيقى ليست سوى رومانسية وأنا حقًا أُحبها كثيرًا وأثق أنك تعلمها عن ظهر قلب
عقد ذراعيه أمام صدره وأبتسم قائلًا:حقًا … ومن أين لكِ تلك الثقة العمياء
أبتسمت تقوى وقالت بـ غرور:أثق في ذلك مئة بـ المئة
أخذ إيثان نفسًا عميقًا ثم زفره وقال:حسنًا … دعينا نرى
أبتسمت تقوى وقالت:سترى أيها اللئيم
قامت بـ إيقاف تلك التي كانت ترقص عليها وقامت بـ تشغيل الأخرى والتي ما إن صدحت موسيقاها حتى علّت أبتسامه واسعة على ثغر إيثان
نظرت إليه تقوى وقالت بـ أبتسامه واسعة:أرأيت
ضحك إيثان وقال:أيتها المخادعة … نعم أنا أُحبُها وكنتٌ سأُخبركِ بها حتى تُشاركيني إياها ولكن حسنًا يبدوا أنكِ تعلمينها عن ظهر قلب
أغمضت تقوى عينيها وهي تستمع إلى الموسيقى بـ أندماج وأبتسامه صافية، بينما أبتسم إيثان وترك هاتفه ومفتاح سيارته واقترب منها وهو يقوم بـ ثني ساعديه

 

مدّ يده إليها قائلًا بـ أبتسامه:أتسمحين لي أيتها الجميلة
فتحت تقوى عينيها ونظرت إليه ثم إلى يده الممدودة ثم ابتسمت ومدّت يدها تُمسك بـ يده قائلة:بـ التأكيد
أبتسم إيثان وبدأ كلاهما بـ الرقص تزامنًا مع بدايتها، رقصة من نوع خاص لا تُشبه تلك التي يرقصون عليها وكانت تقوى تقوم بـ الغناء مع الفتاة بصوتٍ جميل، كانا يفهمان معاني الكلمات التي تُقال وكأنهما كانا يحفظانها منذٌ عِدة أسابيع
لقد كانت السماعة تُساعده على ترجمة ما يُقال ولكنه بـ الفعل كان يعلم معانيها دوّن الحاجة إليها مثل المعتاد
“برؤيتك قلبي يخفق بسرعة، من دونك حالي يُصبح سيئًا، أنا مشاغبة قليلًا وأنت خجول قليلًا، أنا ودعت الجميع من أجلك، كيف وقعت بالحب هكذا، يا حبيبي، يا حبيبي، يا حبيبي، يا حبيبي “موسيقى” ، عيوني أصبحت مشوشة بالنظر إليك، عيوني أصبحت مشوشة بالنظر إليك، لم أفهم ما هذا الذي أفعله، كان لدي أسم كبير أقسم برأسك، عندما علقت بـ حُبك يا حبيبي تشوهت سُمعتي، أصبحت خائفة كثيرًا من العالم، أنا أيضًا أُريد أن أرى قليلًا وأعبُر الحدود، أنا جعلت كل شيء بـ أسمك، يا حبيبي، يا حبيبي، يا حبيبي”
دامت الموسيقى لـ ثوانٍ ثم تقدم إيثان وبدأ يُدندن بـ أبتسامه
“قلبي ينبُض عندما يتطاير وشاحكِ، كحل عينيكِ يقوم بسحر ما، أنا أُصبح مجنونًا برؤيتكِ، لا أعلم متى ستمطر السحب، حدث لي شيئًا عندما ألتقت عيناي بـ عينيكِ، الهوس بكِ جعلني منتشيًا، أنا عنيد وأنتِ أيضًا عنيدة، لم يقم أي أحد بـ التقدم في الأمر، الأمر تطور من تلقاء نفسه، أنا وقعت بهذا الحُبّ علنًا”
“يا حبيبي، يا حبيبي، يا حبيبي، يا حبيبي، يا حبيبي”
أنتهت الموسيقى وتوقفا كلاهما عن الرقص وكلًا منهما يأخذ أنفاسه، أعادت تقوى خصلاتها المبعثرة إلى الخلف وقالت بـ أبتسامه وأنفاس لاهثة:كم هذا رائع حقًا … لم أقم بـ فعل ذلك من قبل ولكنه أخرج ما يكمُن داخلي
أبتسم إيثان وقال:أنا أُحبُ فعل ذلك دومًا … أشعر بـ السعادة تغمُرني حينها، إنها تُخرج طاقتي السلبية في لحظات
وافقته تقوى الرأي قائلة:نعم لقد شعرتُ بذلك … وشعرتُ بك أيضًا قد عدتُ إلى حالتك السابقة ولذلك شاركتُكَ الرقص والغناء أيضًا … حسنًا ما رأيك هل كنتُ رائعه

 

حرك إيثان رأسه برفق وقال بـ أبتسامه:لقد تفاجئتُ كثيرًا تكوى ولكنني سعيدًا بـ مشاركتكِ لي ومحاولتكِ في إخراجي من تلك الذكريات السوداء، أنا أُحبُكِ تكوى
أبتسمت تقوى وقالت:وأنا أُحبُكَ إيثان
فردت ذراعيها على وسعهما في الهواء وقالت بـ أبتسامه:أين عناقي إيثان
أبتسم إيثان وعانقها مُشددًا من عناقه لها بينما ضمته هي إلى أحضانها بـ حُبّ، لحظات وقالت:خمنّ ماذا فعلتُ اليوم على الغداء
أبتعد إيثان عنها ونظر لها قائلًا:وجبة مصرية أخرى وجديدة أليس كذلك
حركت رأسها سريعًا وأبتسامه واسعة تشق ثغرها، أمسكت بـ يده وسحبته خلفها إلى المطبخ قائلة بسعادة:اليوم هو أفضل يوم بـ النسبة إليّ وذلك لـ أنني طهوت الطعام المفضّل بـ النسبة إليّ
أبتسم إيثان أبتسامه ساخرة وقال:حقًا تكوى … وماذا عنّي يا امرأة
نظرت لهُ تقوى بعدما توقفت وقالت بـ أبتسامه:ستُحبه كثيرًا لا تقلق
أنهت حديثها وأزالت الغطاء واشتمت الرائحة بـ تلذذ وسعادة ثم مَدَحت في نفسها وقالت:رباه … سَلِمت أناملك تقوى
نظر لها إيثان نظرة ذات معنى ثم نظر إلى الصحن بتمعن قبل أن تنكمش معالم وجهه قائلًا بتساؤل:ما هذا تكوى؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أخذت قطعة منه وتناولته بـ تلذذ وسعادة كبيرة قائلة:أنا حقًا رائعة وبشدة … تستحقين شهادة تقدير تقوى
إيثان:ما هذا أيتها الأكولة ذات البطن المنتفخة
توقفت تقوى عن تناول الطعام وفتحت عينيها على وسعهما من هول الصدمة وما قاله إيثان منذُ لحظات، بينما كان هو ينظر إليها بترقب، نظرت إليه لـ ثوانٍ ثم وعلى حين غرة جذبته من ثيابه وهي تنظر لهُ بترقب قائلة:ماذا قلت
تفاجئ إيثان من تحولها المفاجئ ذلك ولكنه قال:ماذا

 

تقوى بنبرة غاضبة:أنا أكولة وماذا
إيثان:ذات بطن منتفخة … يا امرأة أقسم لكِ أن أخي ظنّ أنكِ حبلة ألا تشعرين بهذا تكوى
صقت تقوى على أسنانها وقالت بنبرة حاقدة:حقًا إيثان … هل تمزح معي يا رجُل أنا رشيقة وجسدي متناسق أنت من يجب عليه أن يذهب إلى طبيب ومعك أخيك حتى تطمئنا على نظركما
نظر إليها إيثان ثم إلى بطنها بـ أستنكار وقال:حقًا تكوى … ألستِ متأكدة من ذلك … يا امرأة أنتِ تمتلكين كرش
صاحت بهِ تقوى قائلة:لا إيثان أنا لا أمتلك هذا اللعين
إيثان:بلى تكوى تمتلكين كرشًا
رمقته تقوى بغضب شديد لـ يبتلع هو غصته قائلًا بنبرة هادئة مترقبة:صغيرًا
دبت قدمها في الأرض بغضب وقالت:تبًا لك إيثان أنا أكرهك
نظر لها إيثان وهي تخرج من المطبخ والغضب يعمي عينيها بذهول وعدم أستيعاب لـ يقول:هل هي غاضبة لـ أنني أقول بـ أنها تمتلك كرشًا … ولكن تلك هي الحقيقة لِمَ عليّ أن أكذوب … أيتها المخادعة سأسحق رأسكِ تكوى إن كنتِ غير غاضبة وتفعلين هذا من أجل الخروج والتنزه
زفر بهدوء ونظر إلى الصحن من جديد بتردد ولكنه مدّ يده وأخذ قطعة، أشتمها أولًا وانكمشت معالم وجهه قائلًا:ما هذا الذي قُمتي بـ طهيه تكوى … رائحته غريبة وبشدة
تناوله وانكمشت معالم وجهه أكثر ولكنها لانت رويدًا رويدًا عندما تذوقها لـ ينظر إلى الصحن مجددًا وتناول قطعة أخرى قائلًا بـ إعجاب شديد:يا لها من رائعة حقًا
أخذ تلاثة قطع وخرج من المطبخ متجهًا إلى غرفته حيث تجلس تقوى قائلًا بنبرة عالية:تكوى … أيتها الطباخة الماهرة ما هذا الشيء الذي أعدتيه إنه لذيذًا للغاية

 

دلف إلى الغرفة حيث كانت تجلس على الأريكة والغضب باديًا على معالم وجهها، جلس بجانبها وهو يتناولها قائلًا:تكوى … ما أسم هذا الشيء الذي أعدتيه مذاقه يبدوا رائعًا لقد أحببتُه للتو
نظرت إليه بطرف عينها لـ تراه يتناول الطعام بـ أستمتاع شديد لـ تبتسم هي متناسية غضبها منه، نظر إليها وقال مُبتسمًا:هذا الشيء مجهول المصدر مذاقه شهي للغاية
ضحكت تقوى رغمًا عنها وقالت:ومن قال لك أنه مجهول المصدر
إيثان:جميع المأكولات الشرقية التي لم أتناولها بعد فـ هي بـ النسبة لي مجهولة المصدر
ضحكت من جديد وقالت:حسنًا هذا يُسمى بـ ورق العنب
توقف إيثان عن تناول الطعام وقبل أن يضع إصبع آخر في فمه وهو ينظر لها بـ فم مفتوح، نظرت لهُ تقوى قليلًا ثم قالت:ما بك إيثان لِمَ تنظر إليّ هكذا
إيثان بـ أستنكار:ماذا قولتي للتو؟؟؟؟!!!!!!!!
تقوى بـ أبتسامه:ورق عنب
إيثان بتساؤل:هل أصبح لـ العنب أوراق مؤخرًا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ضحكت تقوى قائلة:لا إيثان ليس هكذا
إيثان بتساؤل:حسنًا كيف حدث ذلك أنا طوال حياتي أعلم أن العنب عنقود يعني عنقود عنب وليس ورق عنب كيف لـ العنب أن يُصبح في أوراق أخبريني من أين جئتي بهِ حتى أرى من الذي قام بـ خداعكِ أيتها البلهاء وأخبركِ أن العنب في أوراق وليس عناقيد؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

 

ضحكت تقوى بقوة وهي لا تُصدق ما سمعته للتو بينما كان ينظر لها بضيق وقال:على ماذا تضحكين الآن يا امرأة
نظرت لهُ تقوى وقالت بنبرة ضاحكة:ولكنه يُسمي هكذا … هو ليس مثلما فهمتُ بتاتًا
عقد إيثان ما بين حاجبيه وقال:كيف
أعتدلت تقوى في جلساها ونظرت لهُ قائلة بـ أبتسامه:أنا سأشرح لك
______________________
كان نائمًا على معدته براحة بعد قضاءه يومين في الخارج، أقتربت منهُ روزي بهدوء شديد ووضعت صغيره بجانبه وخرجت سريعًا تختبئ خلف الباب
نظر الصغير إليها قليلًا ببراءة ثم بدأ يُصدر أصوات طفولية متتالية مِما أزعج ليل وجعله يضع الوسادة أعلى رأسه، نظر الصغير ذو العينين البُنية إليه ثم زحف نحوه حتى أصبح بجواره
العديد من الحركات والأنين المتواصل جوار أذنه لا يتوقف، كل هذا تحت نظرات روزي التي كانت تترقب ما سيحدث وهل سيستيقظ ليل أم لا
مرّت بضع دقائق وأبعد ليل الوسادة عن رأسه وفتح عينيه لـ يرى طفله يجلس بجوار رأسه ويلعب في خصلاته، علّت أبتسامه هادئة ثغره وهو ينظر إليه لـ يَمُدّ ذراعه ويجذبه إليه بـ رفق ضاممًا إياه إلى أحضانه
طبع قُبلة على خده الصغير وقال مُبتسمًا:أكيد روزي اللي حطاك جنبي عمدًا عشان أصحى مش كدا
صدح صوت أنينه الطفولي وهو يُحرك يديه وقدميه في الهواء وكأنه يُلاعب نفسه، زفر ليل ومسح على خصلاته ثم نهض جالسًا نصف جلسه وهو ينظر إلى ساعة الحائط لـ يجدها العاشرة صباحًا، ذهبت روزي سريعًا بينما نظر هو إلى خارج الغرفة بعدما لمح طيفها في الخارج لـ تعلو أبتسامه هادئة ثغره

 

خرج متجهًا إلى المطبخ حيث كانت تقف روزي وهو يحملّ صغيره على ذراعه ويقوم بـ تقبيله قُبُلات متتالية، دلف إلى المطبخ ووقف بـ القرب منها قائلًا بنبرة ناعسة:ولازمتها ايه تحُطي رائد جنبي عشان يصحيني ما تصحيني انتِ أسهل
نظرت لهُ روزي وأبتسمت قائلة:عشان تصحى على طول مفضلّش كل شويه رايحة جايه عليك عماله أقول يا ليل أصحى يا ليل قوم يا ليل يا ليل يا ليل
نظر ليل إلى صغيره الذي كان يلعب في لحيته بـ يديه الصغيرتين وقال:أتفضلها لو عجباك متغلاش عليك والله
أبتسمت روزي وقالت:تفطر
أجابها وهو يُقبل صغيره قائلًا:لا مش دلوقتي سيبيني مع القشطة دا دلوقتي
ضحكت روزي بـ خفة وقالت:كان بيدور عليك اليومين اللي فاتوا دول في كل حتة
طبع ليل قُبلة عميقة على خده وقال مُبتسمًا:دا نور عيني وحياتي كلها
صدح جرس الباب في الخارج لـ تعقد روزي ما بين حاجبيها قائلة بتعجب:غريبة … انتَ مستني حد ولا ايه!!!!!!!!!!
حرك رأسه نافيًا وقال:لا … هروح أشوف مين
تركها ليل وخرج وهو يحمل رائد الذي كان لا يكف عن اللعب في لحيته التي يبدو أنه يُحبُها كثيرًا، فتح ليل الباب وقال:أيوه
نظرت الفتاة إليه ويبدو عليها الخوف الشديد، تحدث ليل قائلًا:خير حضرتك في حاجه
سمعا صوت روزي تقول بعدما خرجت من المطبخ واتجهت إليهما قائلة:في ايه يا ليل
نظرت إلى الفتاة وقالت:أتفضلي
نظرت إليها الفتاة وقالت بنبرة مهزوزة خائفة:معلش لو مش هتعبك أو أضايقك أي دوا عندك لـ السخونية ضروري
تحدثت روزي وهي تقول بنبرة هادئة حتى تُهدئ من روعها:أهدي مفيش أي حاجه أهدي
سقطت دموع الأخرى وهي تقول محاولة التماسك في محاولة فاشلة منها:بسرعه أرجوكي أي دوا أبني تعبان أوي وعمال يصرخ وانا جوزي مسافر ومش عارفه أتصرف

 

حركت روزي رأسها برفق وقالت:حاضر حاضر ثواني هلبس واجيلك على طول
دلفت روزي سريعًا بينما أبتعد ليل ووقف بعيدًا موليًا ظهره إليها وهو يُلاعب صغيره بينما كانت هي واقفة ودموعها تتساقط على خديها بخوف
خرجت روزي وهي تقوم بربط نقابها موجهة حديثها إلى ليل قائلة:مش هتأخر
حرك ليل رأسه برفق بينما أخذت روزي الدواء واقتربت من الفتاة وقالت:تعالي
ذهبت الفتاة معها إلى منزلها تحت نظرات ليل الذي أقترب من الباب وأغلقه بهدوء، دلفت الفتاة ونظرت إلى روزي وقالت بلهفة:أتفضلي
دلفت روزي خلفها وهي تُسمي الله ونظرت إلى الفراش الصغير لـ تُبصر طفل صغير في عُمره الخامس يبكي، جلست الفتاة بجانبه وضمته إلى أحضانها قائلة بنبرة خائفة:متعيطش يا حبيبي خلاص هتخف دلوقتي
أقتربت روزي من الفراش وجلست أمامهما بهدوء ونظرت إلى الطفل الصغير الذي كان يبكي ألمًا لـ تقول:أهدى يا حبيبي متخافش … هتبقى كويس دلوقتي إن شاء الله
نظرت إلى الفتاة وقالت:هو بيشتكي من ايه
الفتاة بدموع:انا معرفش ايه اللي حصله فجأة قعد يعيط ويقولي بطني وجعاني أوي ورافض ياكل بقاله يومين على كدا أديته أدوية ومسكنات مفيش فايدة
أقتربت روزي من الصغير ووضعت يدها على جبينه وقالت:بطنك بتوجعك على طول يعني الدوا اللي ماما بتديهولك مبيعملش حاجه
حرك رأسه برفق ودموعه تتساقط على خديه لـ تنظر إلى الفتاة قائلة:المفروض توديه دكتور هو هيعرف ماله وطالما الأدوية مجابتش نتيجة وديه

 

الفتاة بدموع:انا معرفش حد ولا أعرف أوديه فين انا مش من هنا ومعرفش أتصرف أزاي
روزي:طب بُصي انا هديكي عنوان دكتور كويس جدًا انا بَودي أبني عنده وقوليله اللي تاعبه ممكن تاخدي أي تاكسي وتديه العنوان دا وهو هيوديكي
الفتاة بلهفة:بجد طب أدهوني بالله عليكي ربنا ما يحوجك لـ حد
روزي:طب أديني ورقة وقلم
نهضت الأخرى وخرجت مسرعة وهي تقول بلهفة:حاضر حاضر دقيقة ورجعالك
______________________
كان يجلس على الأريكة وصغيره جالسًا على الأرض يلعب بـ ألعابه بطفولة، صدح رنين هاتفه لـ يرى المتصل ليل، أجابه مُبتسمًا وقال:لحقت أوحشك
رفع ليل طرف شفته العليا وقال:توحشني ايه بلا قرف هي دي مناظر يتبصلها
أبتسم علي وقال:حبيبي ربنا ياخدك
أبتسم ليل وقال:عامل ايه طمني عليكوا
علي بـ أبتسامه:الحمد لله بخير طمني انتَ
ليل:الحمد لله … انتَ مش في البيت ولا ايه
أخذ علي اللُعبة التي وضعها صغيره في فمه وقال:لا في البيت ليه
ليل:أصل حواليك هدوء غريب مش متعود عليه
صرخ الصغير بعدما أخذ علي اللُعبة منه لـ يضحك علي قائلًا:أهو ثائر ردّ عليك
ضحك ليل وقال:بيصرخ ليه الواد دا
أجابه علي وهو يُعطيه دُميته قائلًا:ماسك العربية الصغيرة اللي انتَ جايبهاله وعمال يحطها في بوقه
أخذ علي اللُعبة من ثائر من جديد وهو يقول:يا بابا كدا كخ ايه الإصرار دا
ضحك ليل من جديد وقال:عنده إصرار مش عادي
علي بقلة حيلة:عنيد أوي … دماغه جزمة زيك
أبتسم ليل وقال بغرور:قلب عمه

 

علي بسخرية:جتك ستين خيبة فرحان على ايه
حملّ ليل رائد وأجلسه على قدمه وأخذ الرضعة الخاصة بهِ ووضعها بـ فمهِ وبدأ بـ إطعامه قائلًا:بقولك ايه مينا بعتلي مسدج بيقولي في إجتماع النهاردة الساعة سبعة واللوا بيقول إجتماع مهم ولازم نكون موجودين عندك خبر
علي:اه لسه شايف نفس المسدج كنت هتصل بيك برضوا وأقولك بس لقيتك بتتصل … عمتًا هعدي عليك ونروح سوى
ليل:تمام على خمسه ونص هجهز واستناك بس متتأخرش ها
علي:لا متقلقش
أنتشل علي اللُعبة من يد صغيره الذي كان مُصرًا على وضع اللُعبة في فمه وقال بضيق:بقولك ايه يا ليل إقفل دلوقتي أما أشوف أخرتها مع إبن الكلب العنيد دا
ضحك ليل وقال:طيب
أغلق علي معه وألقى الهاتف بـ إهمال على الفراش وحملّ صغيره ورفعه إلى الأعلى وهو ينظر إليه قائلًا بضيق:وبعدين معاك بقى انا مبحبش شُغل العِند دا انا أعند من اللي خلفك
نظر ثائر إليه قليلًا ثم نظر حوله بطفولة وهو يُصدر أصوات طفولية وفي الحقيقة أستطاع السيطرة على والده الذي قرّبه منهُ وقبّل خده قائلًا:بس بموت فيك برضوا
_______________________
“سفيان أُترُك الصغيرة قليلًا لقد جعلتها تبكي”
أبتسم سفيان وهو ينظر إلى صغيرته التي كانت تبكي لـ يطبع قُبلة على خدها مُربتًا على ظهرها قائلًا:لا تمارا إنها لا تبكي بسببي لا تُلقين اللوم عليّ … إنها فقط تتذمر حتى أحملّها وأسير بها هُنا وهُناك
نهض سفيان عندما بدأت الصغيرة بـ البكاء ثم خرج بها إلى الحديقة وهو يُهدهدها بلُطف ويقول:هيا حبيبتي توقفي عنّ البُكاء
طبع قُبلة لطيفة على خدها وربت برفق شديد على ظهرها وهو يسير بها في أركان الحديقة ذهابًا وإيابًا، خرجت كلير وهي تقول:ما بها بُني لِمَ تبكي هكذا
نظر لها سفيان وقال:لا أعلم أُمي
كلير:أعطيها إلى تمارا حتى تُطعمها يبدو أنها جائعة
سفيان:لقد أطعمتها بـ الفعل … حسنًا هي تَوَّد أن أحمّلها هكذا وأظل أتحرك في كل مكان حتى تهدأ
كلير:ولكن بُني أنت مخطئ ستجعلها في كل مرة تبكي بها أن تحمّلها وتسير بها
نظر سفيان إلى صغيرته التي كان يحمّلها على ذراعيه وأبتسم قائلًا بنبرة حنونة:إن كان هذا سيُسعد أميرتي الصغيرة جولييت سأفعله

 

أنهى حديثه وطبع قُبلة على خدها بحنان، بينما خرجت تمارا وهي تحمّل صحن متوسط الحجم بهِ حساء ساخن، أقتربت من كلير قائلة بـ أبتسامه:حسنًا كلير ها هو الحساء أأمل أن تُعطيني الصحن فارغًا وليس كـ كل مرة رجاءًا
وضعته تمارا على الطاولة أمامها بينما نظرت إليها كلير وقالت:تمارا هذا كثير أنا لا أستطيع إنهاء هذا الصحن
نظرت إليها تمارا وقالت:لا كلير تستطيعين وإلا سأجعل سفيان يُطعمكِ بـ نفسه
كلير بضيق وتذمُر:كفى أنا لن أُنهيه لا أستطيع
أبتسمت تمارا وقالت:هل أنتِ متأكدة كلير من ذلك
حركت كلير رأسها برفق وقالت:نعم
حركت تمارا رأسها أيضًا برفق وابتسامه ثم ألتفتت إلى سفيان وقالت:سفيان كلير لا تُريد تناول حساءها هيا دعها تتناوله الآن حتى تُشفى
حاولت كلير منعها ولكن لسوء حظها قد سَمِعها سفيان الذي أقترب منهما وقال:ماذا يحدث لِمَ لا تُريدين تناول الطعام كلير
تحدث كلير بـ إحتجاج قائلة:الصحن كبير
نظر سفيان إلى الصحن وقال بـ أستنكار:مهلًا كلير هل هذا الصحن كبير … كلير أنتِ لستِ صغيرة حتى تتذمرين هكذا
عقدت كلير ذراعيها أمام صدرها ونظرت إلى الجهة الأخرى وقالت:لن أتناوله
نظر لها سفيان وقال بـ ترقُب:هل هذا آخر شيء كلير
حركت كلير رأسها برفق لـ ينظر لها سفيان قليلًا دوّن أن يتحدث ثم نظر إلى تمارا وأعطى الصغيرة لها قائلًا:خذي جولييت تمارا حتى أرى إلى أين سينتهي بنا المطاف مع كلير
أخذت تمارا الصغيرة منهُ بينما سحبَ هو مقعد وجلس أمام كلير وأمسك بـ الصحن وبدأ بـ تقليب الحساء وقام بملئ الملعقة ومدّ يده بها أمام فم كلير قائلًا:هيا كلير
لم تلتفت إليه أو تتحدث لـ يقول هو:هيا كلير لا تكونين عنيدة فـ في النهاية ستتناولينه كاملًا دوّن إعتراض حتى لا أغضب منكِ هيا

 

لحظات من الصمت قاطعها بقوله:كلير يدي ممدودة هيا وتوقفي عن فعل ذلك
نظرت كلير إليه وقبل أن تعترض سبقها سفيان بقوله:كلير سأغضب وأترك لكِ المنزل وأُغلق هاتفي ولن تعلمي عنّي شيئًا .. أنتِ تعلمين أنني لا أمزح ولا أُحب إهمالكِ في صحتكِ بهذا الشكل … سأقولها إلى آخر مرة كلير … يدي ممدودة وفي خلال ثوانِ إن لم تتناولي حساءكِ وتُنهيه سأذهب وستندمين في النهاية … هيا حبيبتي تشجعي
نظرت كلير إلى الملعقة ثم تناولته بهدوء دوّن أن تتحدث لـ يبتسم سفيان قائلًا:أحسنتي حبيبتي هكذا هي كلير
ملئ الملعقة من جديد ومدّ يده بها أمام فمها قائلًا:هيا
تناولته كلير للمرة الثانية دوّن أيا إعتراضات مِنّها لـ يبتسم سفيان قائلًا بنبرة حنونة:أحسنتي حُبّي … الآن أنا سعيدًا بكِ هيا أكملي
أبتسمت تمارا التي كانت تحمّل صغيرتها وهي تُتابع علاقة سفيان بـ والدته وحُبّه الشديد لها وخوفه الواضح عليها وإطاعتها لهُ عندما يقوم بتهديدها بـ أنه سيترك المنزل ويرحل، كم هي تُحبّه وتُحبّ كلير أيضًا
______________________
“أيوه ونهاية الوصلة دي أمتى؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟”
هكذا أردف يزيد ببرود وملل لـ تصيح الأخرى بغضب قائلة:لا والله انتَ شايف كدا يعني
نظر لها يزيد وقال:يا روان أقسم بالله ما في أي حاجه أقولك ايه تاني عشان تصدقيني … انا معملتش حاجه دي هي اللي كانت بتبُصلي
روان بغضب:براحتك
تركته روان وهي غاضبة منه وبشدة وذهبت إلى غرفتها تحت نظراته التي كانت تُتابعها بضيق، مسح يزيد على وجهه بغضب وقال:كان يوم أسود انا عارف إنها مش هتعدي على خير أبدًا
لحِقَ بها وهو يقول:روان أوقفي بعد إذنك
لم تستمع إليه روان واكملت سيرها لـ يقول هو بنبرة حادة:روان انا بكلمك على فكرة
توقفت روان والتفتت إليه بضيق قائلة:نعم

 

يزيد بحدة:ممكن أعرف ايه الهبل اللي بتعمليه دا … انتِ أحرجتيها على فكرة
روان بحدة:لا والله دا كل اللي هامك خايف على مشاعرها أوي
يزيد بحدة:اه خايف على مشاعرها عشان انتِ عارفه كويس أوي إن موتي وسِمي اللي يزعق في أي واحدة وهيحرجها … قبل ما تتصرفي فكري إنها بنت زيك زيها أكيد انتِ مش هتقبلي إنها تعمل فيكي اللي انتِ عملتيه فيها … انتِ تصرفاتك كلها غلط يا روان وبتضايقني
روان بغضب:الحق عليا إني بغيير عليك يعني
يزيد بحدة:وهي معملتش حاجه هي بتبُص حواليها عادي هي لا عملت حركة كدا ولا كدا ولا فتحت بوقها بس انتِ بقى تسكُتي أبدًا … قومتي وروحتي لحد عندها ووقفتي بطريقة مش لطيفة ولما فتحت بوقها انتِ ما صدقتي ومسكتي فيها ناقص كنتي تجيبيها من شعرها يا روان
عقدت روان ذراعيها أمام صدرها بضيق ونظرت إلى الجهة الأخرى بينما مسح هو على وجهه بقلة حيلة ثم زفر قائلًا بنبرة هادئة:روان بعد إذنك حاولي تتحكمي في تصرفاتك عشان خاطري انا مبقولكيش متغيريش بس مش لدرجة إنك تعملي مصايب ومشاكل … عشان خاطري
نظرت إليه روان بينما قال هو:فكري يا روان قبل ما تعملي أي حاجه … انا كل اللي ضايقني منك تصرفك الغشيم دا مينفعش نأذي غيرنا بـ الكلام ونشوف إن دا عادي البنت أُحرجت جدًا وعنيها دمعت حُطي نفسك مكانها كدا … هتقبليها على نفسك
حركت رأسها نافية بهدوء لـ يقول هو:وهي نفس النظام … وبعدين هي لو كانت بتبُصلي كنتي هتلاقيني بقولك تعالي يا روان نقعد في أي حتة زي ما عملت قبل كدا صح ولا غلط
حركت رأسها برفق وقالت بنبرة هادئة:صح
زفر يزيد بهدوء وقال:توعديني إن دي تكون آخر مرة
حركت رأسها برفق وقالت:أوعدك

 

أبتسم يزيد وقال:حيث كدا بقى تعالي معايا عايز أوريكي حاجه حلوة أوي هتحبيها
سار يزيد وسارت هي بجانبه وقالت بتساؤل:أي هيا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
نظر لها يزيد وقال بـ أبتسامه:وتبقى مفاجئة أزاي يعني … أستني خمس ثوانِ طيب خليكي صبورة
دلف إلى مرسمه وأنار الضوء وقال:تعالي
دلفت روان بهدوء خلفه وهي تنظر إلى اللوحات التي تملئ المكان وقالت بـ أبتسامه:انتَ رسمت تاني
أجابها وهو يُخرِج لوحة قائلًا:اه … اللوحات اللي قدامك دي عشوائية … أي حاجه في دماغي بطلعها حتى لو مكانش ليها معنى زي اللي قدامك دول
نظرت روان إلى اللوحات وقالت:حلوين أوي يا يزيد على فكرة … هما أينعم مش مفهومين بس لو سرحت فيهم شويه هشوفهم حاجه تانيه خالص
أبتسم يزيد وهو ينظر إلى اللواحة التي أخذها وقال:ودي كمان في حتة تانية
تحدثت روان وهي تنظر إلى اللوحات قائلة بتساؤل:أنهي واحدة فيهم؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أبتسم يزيد وقال:اللي معايا دي
نظرت روان إليه ثم إلى اللوحة التي كانت موضوعة أمامه، جحظت عينيها بصدمة وعدم تصديق وهي تنظر إلى اللوحة التي كانت موضوعة أمامه، أقتربت منه بهدوء وهي تنظر إليها تحت نظرات يزيد الذي كان يُتابعها بـ أبتسامه وترقب
وقفت روان أمامه ونظرت إلى اللوحة بتمعن وهي لا تُصدق، مدّت يدها ولامستها بهدوء وللحظة أدمعت عينيها وهي لا تُصدق ما تراه، ظلت تنظر إليها تحت نظرات يزيد الذي كان ينظر إليها بـ أبتسامه ويترقب ردّات فعلها
نظرت إليه أخيرًا وهي مازالت لا تُصدق ما تراه، تحدث وهو ينظر إليها قائلًا بنبرة هادئة مبتسمًا:ايه رأيك … مفاجئة مش كدا
نظرت روان إليه للحظات ثم نظرت إلى اللوحة مِنّ جديد وقالت بذهول:ايه دا يا يزيد … دي جميلة أوي انا مصدومة انتَ بجد عملت كدا أزاي

 

تحدث يزيد مُبتسمًا وهو ينظر إليها قائلًا:عملتُه في وقت كبير … المهم دلوقتي قوليلي … كل حاجه متظبطة … الفستان … الشعر … الميك اب
نظرت روان إلى اللوحة وقالت بعينين دامعتان:كله زي الفُلّ … انتَ خليتني عروسة وبفستان الفرح اللي لسه ملبستهوش
أبتسم يزيد وقال:عايزه الصراحة
حركت رأسها برفق وهي تنظر إليه بـ أبتسامه لـ تتسع أبتسامته قائلًا:انا تخيلت شكلك … سرحت بـ خيالي ولقيت نفسي برسمك من غير ما أخطط لـ أي حاجه .. انا تخيلت ورسمت … وطلعتي زي القمر برضوا … انا مش عارف بصراحة في الصورة قمر وفـ الحقيقة قمرين
أردف جملته الأخيرة بمرح لـ تضحك روان بـ خفة قائلة:بجد انا مش عارفه أقولك ايه يا يزيد … تسلم أيدك يا حبيبي انا حبيتها أوي
نظر لها يزيد قليلًا ثم بدأ يقترب منها بهدوء وهو يقول بترقب:انتِ قولتي ايه
نظرت لهُ روان حتى وقف هو أمامها، أبتسمت بخفة وقالت:مقولتش حاجه
يزيد:لا قولتي … قوليها تاني عايز أسمعها مِنّك
نظرت لهُ روان واعادت خصلة خلف أذنها وأبتسمت بـ خفة وقالت:تسلم أيدك
يزيد بترقب:كاملة يا روان
ضغطت روان على يديها بهدوء وصمتت قليلًا بينما كان هو ينتظر سماعها منها بـ فارغ الصبر، نظرت لهُ وابتسمت قائلة بنبرة هادئة:تسلم أيدك يا حبيبي
تاؤه يزيد بـ أستمتاع وهو يقول بـ تأثر وأبتسامه:يـــــــاه يا يزيد … دا النهاردة عيد
أبتسمت روان ونظرت لهُ قائلة:بس دا بجد يا يزيد … انتَ حبيبي وحياتي كلها … انتَ متعرفش انا بحبك أزاي … بُص متطمعش في أكتر من كدا

 

ضحك يزيد وقال:ليه كدا ما انتِ كنتي ماشيه كويس وزي الفُلّ ليه الفرملة دي
روان بخجل:خلاص يا يزيد بطّل قلة أدب واحترم نفسك
ضحك يزيد من جديد وقال بنبرة خبيثة:ما انا مُحترم أهو هو انا عملت حاجه
تركته روان وخرجت بـ خطوات سريعة عائدة إلى غرفتها قائلة بخجل:لا لا كدا كتير أوي
ضحك يزيد بملئ فاهه وهو ينظر إلى أثرها لـ يستند بمرفقه على اللوحة التي رسمها قائلًا بـ أبتسامه:اللي يشوفك وانتِ واقفة قدامي وهتموتي ميشوفكيش وانتِ بـ تشرشحي لـ البت عشان بتبُصلي
______________________
كان شريف جالسًا وهو يضع يده على جبينه وينظر إلى الأرض بشرود وهو يُفكر ماذا سيفعل في تلك الكارثة التي وقع بها مؤخرًا، مسح على وجهه بهدوء وهو يزفر ويشعر بـ أنه سيفقد صوابه لا محال
أقترب منه فاروق بهدوء وجلس بجانبه دوّن أن يتحدث، عمّ الصمت بينهما للحظات ثم قطعه فاروق وهو يقول بنبرة هادئة:مالك في ايه
دام الصمت قليلًا بينهما ثم قطعه شريف وهو يقول:مخنوق يا فاروق … مخنوق أوي
مدّ فاروق يده ووضعها على كتفه مُربتًا عليه قائلًا:مخنوق من ايه يا شريف … ومجيتليش ليه تتكلم معايا
أبتلع شريف غصته وقال:معرفتش أجيلك المرة دي … انا تايه أوي يا فاروق
فاروق:طب أحكيلي انا جنبك أهو وعايز أسمعك … أحكي
زفر شريف وقال:صاحبي مستلف مِنّي ألفين جنيه وعايز دلوقتي ألف ونص عشان مزنوق اليومين دول ومبينزلش الشغل
فاروق بحدة:انتَ أهبل يا شريف … وانتَ تديله ليه
شريف:ما هو مزنوق يا فاروق أقوله لا يعني
فاروق بسخرية:والله … وهو مزنوق كل مرة … شريف انتَ مش ملاحظ إنه بيضحك عليك وبيشتغلك
شريف بنفي:لا يا فاروق مستحيل

 

فاروق بحدة:مفيش حاجه أسمها مستحيل يا شريف … بيضحك عليك وبيشتغلك والله أعلم بيجيب بيهم ايه
شريف بضيق:فاروق بعد إذنك متظلمهوش انتَ متعرفش ظروفه
حرك فاروق رأسه برفق وقال:تمام … انا مش هتكلم وهسيبك براحتك .. أبقى إصرف عليه بقى ها
زفر شريف بغضب وهو ينظر أمامه بضيق بينما نظر فاروق أمامه ولم يتحدث، لحظات وأقتربت مريم منهما وقالت:فاروق ليالي عايزاك
نظر لها فاروق ثم نهض قائلًا بتساؤل:هي فين؟؟؟؟؟؟؟؟؟
مريم بهدوء:في المطبخ
حرك رأسه برفق ثم نظر إلى أخيه نظرة ذات معنى ثم تركهما وذهب، تابعته مريم حتى ذهب ثم نظرت إلى شريف الذي مسح على وجهه ووضع يديه على رأسه
جلست بجانبه بهدوء دوّن أن تتحدث، دام الصمت بينهما قليلًا ثم قطعته مريم وهي تقول:سَلفت صاحبك دا تاني مش كدا
نظر لها ونظرت هي كذلك إليه، تحدث قائلًا:عرفتي منين
مريم بهدوء:انا بسألك عادي
أبتلع شريف غصته وقال بهدوء:أيوه
مريم بضيق:شريف انا كام مرة أكلمك في الموضوع دا … دا بدل ما توفر الفلوس لينا إحنا
شريف:أعمل ايه يعني صاحبي طلب مِنّي فلوس أقوله لا
مريم بضيق:قوله معييش

 

شريف:وأكدب ليه يعني ولا عايزاني أحرج نفسي بـ نفسي وخلاص
مريم بحدة:لا خالص انتَ متحرجش نفسك قدامه بس إحنا مش مشكلة في داهية مش كدا
زفر شريف بضيق وقال بحدة:مريم انا مخنوق وعلى أخرى … بطلي تضايقيني شويه بعد إذنك
مريم بحدة:تمام يا شريف بس خليك عارف انا مش هكمل معاك طول ما انتَ بتديله في فلوس كدا … براحتك
نهضت مريم وتركته وذهبت بغضب بينما نظر هو لها وهو يشعر بـ الضيق من نفسه
_____________________
كانت ليالي تقف في المطبخ تُعد الطعام لـ نفسها بـ إندماج، دلف فاروق إليها ووقف خلفها ثم عانقها وقال مُبتسمًا:لحقت أوحشك عشان تطلُبيني
ابتسمت ليالي وقالت:تخيل
اتسعت أبتسامه فاروق واستند بذقنه على كتفها وقال:شكلي هتغر في نفسي أوي الفترة الجاية دي
ضحكت ليالي بخفة وقالت:بُص عشان أكون صريحة معاك انا جيباك عشان خاطر حاجه مهمة أوي
فاروق:اه قولي كدا بقى يعني موحشتكيش ولا حاجه وبتضحكي عليا وتاخديني على قد عقلي وانا صدقتك
تحدثت ليالي بـ أبتسامه وهي تضع الحساء في الصحن قائلة:لا انتَ عارف إنك بتوحشني دايمًا بس انتَ يا فاروق مش سايبلي فُرصه أقولك
أبتعد فاروق إلى الخلف وقال:وايه بقى اللي عاوزه تقوليه
ألتفتت ليالي إليه ونظرت لهُ بـ أبتسامه وقالت:خَمّن
فاروق:أخَمّن أزاي لا قولي على طول
ليالي بعبوس:ايه يا فاروق قلبت وشك كدا ليه
فاروق:ما انا تمام أهو خلتيني قالب وشي في ثانية
ليالي:طب بُص لـ نفسك كدا في المراية وانتَ تعرف انا بفتري عليك ولا لا
زفر فاروق وقال:ليالي … إنجزي

 

عقدت ليالي ذراعيها أمام صدرها وهي تقوم بـ عضّ إصبعها وتنظر إلى الأسفل بينما انتظرها فاروق حتى تقول ما تودّ قوله حتى يذهب، ولكن تفاجئ بـ التي تُحاوط عنقه وتطبع قُبلة على خده قائلة:قلبة وشك دي مش معايا انا … تمام
نظر لها فاروق بطرف عينه ثم تصنع الجدية والضيق قائلًا:إخلصي يا ليالي عايز أنام شوية
نظرت لهُ ليالي قليلًا وقالت:فاروق
نظر لها فاروق لـ تقول هي بترقب وتحذير:إفرد وشك أحسنلك عشان مش هقول اللي عايزه أقوله
فاروق ببرود:عادي مش عايز أعرف
نظرت لهُ نظرة ذات معنى وقالت:متأكدا يا فاروق
حرك رأسه برفق ورفع كتفيه إلى الأعلى قليلًا وهو يقول بـ اللامبالاة:عادي مش فارقه بـ النسبالي متقوليش
نظرت لهُ قليلًا ثم أبتسمت وأبتعدت عنه تعود إلى وضع الحساء في الصحن قائلة:تمام انا حامل
لحظات من الصمت التام بينهما دام لوقتٍ قصير قاطعه فاروق الذي نظر إليها قليلًا يُحاول إستيعاب ما تفوهت بهِ منذ قليل، حمّلت الصحن واتجهت بهِ إلى الطاولة تحت نظراته التي تُتابعها بهدوء مُريب
أقترب منها ووقف بجانبها وهي تقوم بـ سكب المياه في الكوب وهو ينظر إليها قائلًا:انتِ قولتي ايه … حامل بجد
أجابته ليالي بـ اللامبالاة وهي تقول:عادي وهي هتفرق
وقبل أن تذهب لـ جلب الملعقة شعرت بـ يده تجذبها من ذراعها برفق قائلًا:اه هتفرق جدًا كمان … حامل بجد يا ليالي ولا بتختبريني
نظرت لهُ ليالي وقالت:حامل بجد … التحاليل في الأوضة فوق
عانقها فاروق بقوة وفجأة إرتسمت الأبتسامه على ثغره وظهرت السعادة على معالم وجهه ونبرة صوته وهو يقول:إحلفي … بجد
أبتسمت ليالي وقالت:أهدى يا فاروق مالك
شدد فاروق من عناقه لها وهو يقول بنبرة سعيدة للغاية:أهدى ايه بس انتِ بتهزري … انتِ حامل
أتسعت أبتسامه ليالي ولكنها قالت بجدية مصطنعة:ايه مش كانت مش فارقة معاك من شوية
فاروق بسعادة:ما انتِ عارفه بقى إني بهزر … المهم دلوقتي خلينا في الخبر الحلو دا

 

أبعدها عنه قليلًا ونظر لها قائلًا:حامل صح
ضحكت ليالي وقالت:أيوه يا فاروق مالك دي رابع مرة تسألني
فاروق بسعادة:مش مصدق حاسس إني بحلم … انتِ فرحتيني أوي
عانقها من جديد بقوة بينما عانقته هي مبتسمة لـ تشعر بهِ يحمّلها على ذراعيه ويتجه بها إلى الخارج، نظرت لهُ بذهول وقالت:فاروق انتَ رايح فين
أجابها فاروق قائلًا:هعملها فرح دلوقتي
ضحكت ليالي بـ خفة وقالت:تعمل ايه فرح يا فاروق بطَّل جنان
خرج فاروق إلى بهو القصر وهو يقول بنبرة عالية:يا أهل الدار … يا اللي عايشين هنا
بدأوا في الإقتراب منه بهدوء ويجتمعون حولهما وهم لا يفهمون شيء، تحدثت تولين وقالت بتساؤل وقلق:في ايه يا فاروق ليالي مالها؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أجابتها ليالي وهي تنظر إليها قائلة:مفيش حاجه يا ماما متخافيش
فاروق:هو ايه اللي مفيش لا فيه
نظرت لهُ كلًا من ليالي وتولين التي قالت بقلق:في ايه يا فاروق قولي
تحدث فاروق بنبرة عالية سعيدة قائلًا:لــيــالــي حــامــل
سعدت تولين كثيرًا وكذلك الجميع بهذا الخبر السعيد لـ الغاية إليهم وبدأ الجميع في المباركة لهما بـ حُبّ وسعادة حقيقة في جَو أُسري جميل ومبهج كثيرًا
______________________

 

“حبيب قلب بابا من جوه والله”
أردف بها أحمد وهو يرفع طفله قليلًا إلى الأعلى ويقوم بـ تقبيل خده لـ المرة المليون وواحد، نظرت لهُ مِسك بـ أبتسامه وهي تقوم بـ وضع ملابس صغيرها في الخزانة
طبع أحمد قُبلة أخرى على خده وهو يقول:ايه السُكر دا كله انا مش عارف أسيبك
أبتسمت مِسك وقالت:هو انتَ بتسيبه أصلًا
أجابها قائلًا وهو يُقبل صغيره:بذمتك الملاك دا يتساب … دا كمية حلاوة مش عارف جايبها منين
مِسك بـ أبتسامه:طب سيبه شويه الواد زهق
نظر لهُ أحمد وهو يقول:زهقت مِنّ بابا … ها قولي
طبع قُبلة أخرى على خده ثم وضعه على الفراش ونهض، وقف بجانب مِسك وهو يُخرج بدلته من الخزانة بهدوء، أتجه إلى غرفة تبديل الملابس وهو ينظر بـ أبتسامه إلى صغيره الذي كان ينظر لهُ ويُتابعه
أغلقت مِسك الخزانة ثم أقتربت من الفراش وجلست بجانب صغيرها الذي كان يلعب، صدح رنين هاتف أحمد الموضوع جانبها لـ تنظر هي إليه وترى المتصل حُذيفة
أجابته قائلة:الو
حُذيفة:أزيك يا مِسك عامله ايه
مِسك بهدوء:كويسه الحمد لله أنتوا أخباركوا ايه
حُذيفة:تمام الحمد لله … هو أحمد مش موجود ولا ايه
مِسك:أحمد بيغير محتاجه ولا ايه
حُذيفة:خليه ينجز يا مِسك انا مستنيه تحت
مِسك بهدوء:حاضر هينزلك على طول

 

أنهت المكالمة معه ووضعت الهاتف كما كان ونظرت إلى صغيرها بـ أبتسامه، خرج أحمد وهو يُغلق أزرار بدلته ويتجه إلى طاولة الزينة يقف وينظر إلى إنعكاس صورته في المرآة، سمع مِسك وهي تقول:حُذيفة مستنيك تحت
نظر إليها من المرآة وقال:عرفتي منين
مِسك:لسه قافلة معاه
مشط خصلاته وقال:انا خلصت أهو
أقترب منها وجلس على طرف الفراش وهو يرتدي حذائه تحت نظرات مِسك التي كانت تُتابعه، نهض أحمد واقترب منها وأخذ الهاتف ثم نظر لها وقال:خلي بالك مِنّ نفسك ومِنّ العسل دا
أبتسمت مِسك ونظرت إلى صغيرها ثم إليه من جديد وقالت:خلي بالك انتَ مِنّ نفسك
طبع قُبلة على رأسها وقال:إن شاء الله مش هتأخر
مال بجذعه وطبع قُبلة على خد صغيره وهو يقول:هرحمك مِنّي شويه بس لما أرجع مش هسيبك
أبتسمت مِسك وقالت:يلا عشان حُذيفة بيتصل
صدح رنين هاتفه من جديد لـ يبتعد هو مودعًا إياها وهو يُجيب على حُذيفة بعدما خرج من الغرفة قائلًا:نازل يا ابن الزنانة خلاص
نزل أحمد سريعًا على درجات السُلم وأقترب مِنّ حُذيفة الذي كان جالسًا ونهض عندما رآه قائلًا:إخلص يا عم كل دا
صافحه أحمد قائلًا:خلاص يا عم مكانوش خمس دقايق يعني
خرجا من البِنْاية واتجها إلى السيارة لـ يجلس حُذيفة على مقعد السائق وبجانبه أحمد، أدار حُذيفة السيارة وتحرك متجهًا إلى وجهته، نظر أحمد إلى الهاتف وهو يعبث بهِ بينما كان حُذيفة يقود السيارة وهو ينظر بهدوء إلى الطريق
تحدث أحمد وهو ينظر إلى الهاتف قائلًا:متصلتش بـ ليل
أجابه حُذيفة بهدوء وهو ينظر إلى الطريق قائلًا:متصلتش بيه … هو أصلًا مختفي بقاله يومين معرفش عنه حاجه
أحمد:علي بيقولي إنهم عندهم إجتماع دلوقتي

 

حُذيفة:هي الساعة كام دلوقتي
نظر أحمد إلى الهاتف وقال:سبعة إلا ربع
صمت حُذيفة بينما أكمل أحمد محادثته مع علي، وبعد مرور القليل من الوقت بدأ حُذيفة تهدئة سرعة السيارة نظرًا لأنهما يقتربا من كمين، توقف حُذيفة خلف السيارة التي يقوم الضابط بـ تفتيشها
أخرج بطاقته ورخصته وهو يقول:كمين
رفع أحمد رأسه ونظر حوله ثم أخرج بطاقته وهو يقول:هو حصل حاجه واحنا منعرفش ولا ايه
أجابه حُذيفة بجهل وهو يقول:مش عارف … ممكن يكون عادي
أحمد:لا بالمنظر اللي قدامي دا مش عادي خالص
أشار الضابط إلى السيارة لـ تتحرك ويتقدم حُذيفة ويقف من جديد وهو يُعطيه بطاقته ورخصته لـ ينظر بهما الضابط بهدوء ثم ينظر إلى بطاقة أحمد
أجاب أحمد على المتصل وهو يقول:ايوه يا علي … تمام الحمد لله … في الطريق عندنا إجتماع … لا لسه
أخذ حُذيفة البطاقتين والرخصة وتحرك بهدوء بينما قال أحمد:بقولك ايه يا علي هو حصل حاجه اليومين اللي فاتوا … معرفش أصل في كمين وتفتيش أوڤر … يعني فاضلنا ربع ساعة كدا ونوصل … طيب ماشي هخلص واكلمك … سلام
أغلق معه ووضع الهاتف أمامه قائلًا:عندهم إجتماع مفاجئ وعلي بيقولي ربنا يستر
علي:أكيد عندهم مهمة
أحمد:دول لسه مخلصين واحدة من أسبوع ومن يومين كان عندهم نبطشية في كمين
حُذيفة:ربنا معاهم … ربنا يستر ومنطلعش إحنا كمان
أحمد:هنشوف دلوقتي
______________________

 

“تالي هل أطعمتي الصغيرة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟”
أردف بها ريان وهو يُمسد على رأس صغيرته التي كانت جالسة في أحضانه وشاردة، خرجت تالين وبيدها صحن مليء بـ الطعام واقتربت منهُ قائلة:هيا سأُطعمها الآن
جلست على المقعد المقابل إليه وقالت:هيا حبيبتي كي تتناولي طعامكِ
نظرت إليها كارين بعبوس ثم عانقت والدها مِنّ جديد ونظرت إلى الجهة الأخرى، نظرت إليها تالين بقلة حيلة ثم نظرت إلى ريان الذي قال:هيا كارين يجب أن تتناولين طعامكِ حبيبتي
تالين:هيا كارين هل أنتِ حقًا عابسة لأنني صرخت بكِ حسنًا أنتِ المخطئة لأنكِ ترين أنني أُعد الطعام وأنتِ تقومين بـ الإلحاح عليّ كي أنتهي وكأنني امرأة خارقة ستُنهي كل ذلك بطرقعة إصبع
مسدّ ريان على ظهرها بحنان وقال:هيا كارين يجب عليكِ تناول الطعام
لم تُبدي الصغيرة أيا ردّ منها لـ يقول ريان:حسنًا كارين إن لم تتناولين طعامكِ والآن لن أأخذكِ معي في المساء مثلما وعدتكِ
أبتعدت كارين عنه ونظرت لهُ بـ عبوس وضيق وهي تعقد ذراعيها الصغيران أمام صدرها لـ ينظر لها ريان بـ ثبات وهو يقول:هيا كارين لن أتراجع هذه المرة
نظرت الصغيرة إليه قليلًا ثم إلى والدتها ثم مدّت يديها إليها بـ عبوس لـ تنظر إليها تالين وتقول بهدوء:هيا أنهضي وأجلسي على مقعدكِ وتناولي الطعام وحدكِ
تحدث ريان محذرًا إياها قائلًا:إن زفرتي أو تذمرتي وذهبتي إلى الطاولة وأنتِ تضربين الأرض بقدميكي سأقوم بـ إلغاء كل شيء حسنًا
ذهبت كارين إلى الطاولة وجلست على المقعد الصغير الخاص بـ الأطفال، بينما نظرت تالين إلى ريان الذي قال:ماذا حدث لها تالي الفتاة لم تكن هكذا
حركت تالين رأسها بجهل وقالت:لا أعلم ريان ماذا حدث لها … أصبحت تغضب وتتذمر كثيرًا … الفتاة أصبحت عدوانية نحوي أشعر أنها تود قتلي كلما نظرتُ إليها فجأة

 

نظر ريان إلى صغيرته التي كانت تنظر إلى الصحن دوّن أن تتناول شيء منه لـ يقول:إنها لا تتناول الطعام
نظرت تالين إليها لـ يُكمل ريان حديثه قائلًا:تالي أنا بدأتُ أقلق بشأنها
نهضت تالين واقتربت منها بهدوء تحت نظرات ريان الذي كان يُتابعها بهدوء وترقب، وقفت أمامها ثم مالت بجذعها وجلست على ركبتيها ونظرت لها قائلة:هيا كارين تناولي طعامكِ
وفجأة وعلى حين غرة دفعت كارين صحن الطعام بقوة وسقط على تالين التي صرخت متألمة بسبب حرارته ونهضت، نهض ريان مسرعًا واتجه إليها وهو يقول بقلق:تالي أهدأي … تعالي معي هيا
تحدثت تالين متألمة وهي تبكي قائلة:ساخن لـ الغاية ريان
حاوطها ريان قائلًا:هيا تعالي يجب أن تُبدلين ملابسكِ
أخذها ريان وهو يُمسدّ على ذراعيها بمواساة واتجه بها إلى الداخل بهدوء تحت نظرات كارين التي كانت تنظر إلى أثرهما بغضب وضيق
دلف ريان إلى الغرفة رفقة تالين وأغلق الباب خلفه ثم تركها واتجه إلى الخزانة وهو يقول:هيا أذهبي إلى المرحاض وسأجلب إليكِ الملابس
تركته تالين واتجهت إلى المرحاض وهي تتألم بسبب حرارة الطعام الساخنة، أغلقت تالين الباب خلفها ثم اتجهت إلى صنبور المياه وفتحته ووقفت أسفله لـ تسقط المياه الباردة عليها سريعًا تاركة نفسها علها تُطفيء تلك النيران التي تشتعل بجسدها
نظرت أمامها بشرود والمياه تتساقط بقوة عليها ومعها دموعها التي سقطت مختلطة بـ المياه الباردة، وقف ريان أمام الباب وسمع صوت تساقط المياه على أرضية المرحاض ثم أبتعد وجلس على طرف الفراش وهو يضع ملابسها جانبه ثم مسح على وجهه ورأسه وهو لا يُصدق حتى الآن ما فعلته أبنته
_______________________

 

أقترب مِنّها ثم جلس بجانبها وحاوطها بـ ذراعه وهو يقول:قاعدة لوحدك وسيباني ليه
نظرت لهُ غدير وقالت بهدوء:ما انتَ كنت قاعد مع الشباب ومحبتش أرخم يعني
طبع عُمير قُبلة على رأسها وقال بنبرة هادئة:لا خالص عارفة لو كنتي جيتي وقولتيلي كنت سيبتهم وجيت قعدت معاكي عادي
نظرت لهُ وأبتسمت قائلة:بجد ولا بتضحك عليا
عُمير بـ أبتسامه:بجد … وانا ليا كام غدير في حياتي يعني
غدير بـ أبتسامه:تعرف … انا كنت قاعدة زهقانة دلوقتي وكنت بفكر أقوم أنام
عُمير بـ أبتسامه:لا ودا أسمه كلام برضوا … قومي غيري هدومك وتعالي
نظرت لهُ وقالت بتساؤل:هتوديني فين؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
عُمير:لا دي بتاعتي انا بقى أجهزي انتِ بس وملكيش دعوة
حركت غدير رأسها برفق ثم نهضت وذهبت كي تقوم بـ تبديل ملابسها بينما نهض عُمير وأخذ هاتفه ونظر بهِ قليلًا حتى تنتهي غدير من تبديل ملابسها
بعد مرور القليل من الوقت خرجت غدير ووقفت خلف عُمير وقالت:عُمير
ألتفت عُمير إليها ثم أبتسم عندما وقعت عينيه عليها ليقول بـ إنبهار:بسم الله ما شاء الله تبارك الرحمن
أتسعت أبتسامه غدير بـ حُبّ وهي تنظر إليه لـ يقترب هو مِنّها قائلًا:ايه الجمال والحلاوة دي كلها … دا احنا عمالين نحلّو ومحدش قادر علينا
ضحكت غدير بخفة وقالت:هو انا حلوة لـ الدرجة دي
عُمير بـ أبتسامه:دا انتِ قمر
أنهى حديثه ومِنّ ثم عانقها طابعًا قُبلة على جبينها بحنان، نظرت لهُ غدير وقالت بـ أبتسامه:مش هتقولي برضوا هتوديني فين

 

أبتسم عُمير ثم أمسك يدها وقال:متتسرعيش … هتتفاجئ
أخذ هاتفه ومفتاح سيارته قائلًا:يلا بينا
خرجا من البِنْاية واقتربا من السيارة لـ توقفه غدير قائلة:عُمير
توقف عُمير ونظر لها لـ تنظر هي إليه وتقول:مُمكن أسوق انا
أبتسم عُمير ومدّ يده لها بـ المفتاح وقال:أتفضلي
سعدت غدير كثيرًا ثم نظرت إلى يده وأخذت المفتاح واتجهت سريعًا إلى مقعد السائق وجلست عليه تحت نظراته، أبتسم عُمير وتقدم مِنّ الجهة الأخرى وجلس بجانبها، أدارت السيارة وارتدت حزام الأمان وكذلك عُمير وتحركت بهدوء
تحدثت وهي تنظر إلى الطريق أمامها وقالت:ها هتوديني فين بقى
أبتسم عُمير وقال:انتِ ليه مُصممة
غدير:ما انا خليتك تديني مفاتيح العربية واسوق انا عشان تقولي هتوديني فين
ضحك عُمير وهو يقول بعدم تصديق:آه يا غدارة … انا أزاي مفكرتش في حاجه زي دي
أبتسمت غدير وقالت:ها مش ناوي تقول برضوا
نظر لها نظرات مليئة بـ الغيظ لـ تنظر إليه بطرف عينها وتضحك، زفر عُمير وقال:تمام … هوديكي وسط البلد
جحظت عينيها قليلًا ثم نظرت إليه وقالت بسعادة:بجد … عرفت منين إني عاوزه أروح
نظرت إلى الطريق مرة أخرى لتسمعه يقول:حسيتك
أتسعت أبتسامتها بسعادة وقالت:فرحتني أوي بجد … هتأكلني آيس كريم
أجابها وهو يضحك بخفة قائلًا:هعملك كل اللي انتِ عايزاه
_____________________

 

صفت السيارة في المكان المخصص لها لـ ينزل عُمير ومعه غدير التي أغلقت باب السيارة خلفها ثم ضغطت على الـ زر لـ يصدر صوت إنذار خفيف منها دليلًا على إغلاقها
سارت بجانب عُمير الذي أمسك يدها وهما ينظران حولهما بهدوء ويُشاهدان المحلات وما بداخلها، تحدثت غدير وقالت:عُمير انا عايزه ألفها لف بُص لحد ما أتعب
أبتسم عُمير وقال:وترجعي تتعبي بليل
غدير:مش مشكلة انا هبقى مبسوطة
عُمير:طب تعالي هنروح مكان حلو أوي وهيعجبك
غدير بتساؤل:مكان ايه دا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
عُمير:لا مش هقولك غير لما تشوفي انتِ بنفسك غير كدا لا
ابتسمت غدير وقالت:خلاص يا عم انتَ هتضربني ولا ايه
نظر إليها وابتسم قائلًا:عيب عليكي وانا اقدر برضوا يا جميل
______________________
خرجا من قاعة الإجتماعات لـ يقول علي:كلم روزي بقى وعرفها
زفر ليل وقال:انا كنت خايف من اللحظة دي
علي:حصل خير عرفها بس عشان متقلقش عليك
حرك ليل رأسه برفق وأخرج هاتفه واتجها إلى السيارة حتى يتحركا إلى وجهتهما، جلس علي على مقعد السائق وبجانبه ليل الذي وضع الهاتف على أذنه بينما تحرك علي بهدوء
تحدث ليل بعدما أجابته روزي قائلًا:ايه يا حبيبتي عامله ايه
روزي بهدوء:الحمد لله انتَ خلصت ولا ايه
ليل:اه لسه مخلص حالًا
روزي بتساؤل:طب قدامك قد ايه وتوصل؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

 

ليل:لا انا مش جاي
عقدت روزي ما بين حاجبيها وقالت بتساؤل:ليه؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ليل بهدوء:عندي كمين لحد الصبح
أغمضت روزي عينيها وهي تزفر قائلة بهدوء:كنت حاسه … لسه شايفه الأخبار بتقول إن الدنيا مش مستقرة بقالها كام يوم
ليل بهدوء:عشان كدا الكماين مالية الدنيا … انا نبطشيتي هتخلص الصبح على تمانية وظابط تاني هو اللي هيستلم مكاني وهيفضل الوضع دا لمدة أسبوع
روزي بهدوء:خلّي بالك مِنّ نفسك يا ليل
أبتسم ليل ونظر إلى النافذة وقال بنبرة خافتة:خايفة عليا
أبتسمت روزي وقالت:أكيد طبعًا خايفة عليك أومال هخاف على مين يعني
أبتسم ليل وقال:الرومانسية مبتحلاش غير في الأوقات دي يعني
ضحكت روزي وقالت:شوف انتَ بقى
ليل بـ أبتسامه:خلّي بالك مِنّ نفسك ومِنّ رائد وبوسيهولي لحد أما أرجع الصبح
أبتسمت روزي ونظرت إلى صغيرها الذي كان جالسًا بـ أحضانها وقالت:حاضر … لا إله إلا الله
ليل:مُحمد رسول الله
أغلق معها ونظر إلى الهاتف بهدوء ثم تركه ونظر إلى علي الذي كان يتحدث مع لارين عبر الهاتف ثم نظر إلى النافذة مِنّ جديد بهدوء
______________________

 

أغلقت روزي مع ليل ثم نظرت إلى الصورة التي تُزين شاشة هاتفها بـ أبتسامه حيث كانت تقف بجانب ليل الذي كان يضمها إلى أحضانه ويحمّلان الصغير معًا وينظرون إلى الكاميرا ويضحكون
نظرت روزي إلى صغيرها الذي كان يُحرك يديه في الهواء وهو يُصدر أنين طفولي، طبعت روزي قُبلة على رأسه لـ ينظر الصغير إليها والذي كان نسخة مصغرة مِنّ أبيه وبدأت تُلاعبه
______________________
“الثانية عشر منتصف الليل”
كان علي وليل يقفان في الكمين الذي كان بهِ بعض العساكر يقفون ويُمسكون بـ أسلحتهم والسيارات تقف صفًا واحدًا، أشار علي لـ السيارة بـ التحرك بجدية حيث كان علي يقف على الجهة اليُمنى وليل في الجهة المقابلة لهُ
تحركت السيارة لـ تقترب الأخرى وتقف بـ إشارة من ليل الذي تقدم مِنّها واستند بـ مرفقه على السيارة قائلًا:الرخص والبطاقة
نظر لهُ الآخر وقال بـ أستنكار:نعم؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!
ليل بجدية:الرخص والبطاقة يالا أخلص وافتح شنطة العربية دي
تحدث الطرف الآخر وهو يقول:وحياة أمك انتَ هتشوف نفسك عليا ولا ايه
مال ليل بجذعه قليلًا ونظر لهُ وابتسم أبتسامه سوداوية وقال بنبرة هادئة مُريبة:انتَ قولت ايه

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية أحببتها ولكن 7)

‫2 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *