روايات

رواية امرأة بقلب طفلة الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم أسماء كمال

رواية امرأة بقلب طفلة الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم أسماء كمال

رواية امرأة بقلب طفلة البارت الثاني والعشرون

رواية امرأة بقلب طفلة الجزء الثاني والعشرون

امرأة بقلب طفلة
امرأة بقلب طفلة

رواية امرأة بقلب طفلة الحلقة الثانية والعشرون

في هذه اللحظة وصل غضب عبد الرحمن اقصاه ولكنه حاول تمالك نفسه فقال بصوت هادئ يشبه هدوء ما قبل العاصفة :-
عايزه اي ياخالد
ضحك خالد بشدة وقال :-
لالا واضح ان ابوك قصر في تربيتك اخص عليه يوسف ده وحش
مش عيب لما تقول لعمك خالد حاف كده ده انا اللي كنت بغيرلك زمان يالا
عبد الرحمن :-
مهو ده اخرك تلم ورايا
خالد :-
فعلا عندك حق بامارة ان مقعدك في البيت زي النسوان
عبد الرحمن :-
النسوان دول هما اللي يكلفوا واحدة ست تخلصلهم شغلهم وهما بردو اللي يستخبوا ويتشطروا بالكلام
خالد :-
وماله مقبولة منك يابن اخويا
عبد الرحمن :-
متقولش ابن اخوك انا كان ليا عم واحد بس والله يرحمه
خالد :-
طب سيبك من الهري ده واسمع مني المهم
عبد الرحمن :-
مفيش كلام بيني وبينك عشان اسمعه
خالد :-
اشتري مني بس انا عايز مصلحتك
عبد الرحمن :-
مصلحتي انا عارفاها كويس
خالد :-
غلطان… لو كنت عارف مصلحتك كويس مكنتش دخلت الكلية التعبانه دي اللي مش بيجي منها غير القرف والتعب واهو من اول مطب قالولك مع السلامة هبعتلك لوكشين علي تليفونك
نتقابل في المكان ده بكره الساعة 11 بالليل
عبد الرحمن :-
مش هاجي لاني مش عايز اوسخ ايدي بدم واحد زيك
خالد :-
وانا مستنيك
أغلق خالد السكة وقال بشر :-
هتجي يابن البدري وهنشوف كلام مين فينا اللي هيتنفذ
كان عبد الرحمن في حيرة كبيرة من أمره هو لا يريد رؤية ذلك الشخص حتي لا يتهور ويقوم بقتله ولكن الفضول يأكله
تري ما الذي يريده منه؟
وعن أي مصلحة يتحدث؟!

 

 

يبدو أن القدر مازال يخبئ له الكثير من المفاجأت
جاءت هاجر ووضعت يدها علي كتفه فانتبه هو لها
هاجر :-
سرحان في اي ياعبد الرحمن وكنت بتكلم مين
عبد الرحمن :-
مفيش ياهاجر انا تمام
هاجر :-
احنا مش هنرجع بيت العيلة بقي
عبد الرحمن :-
لا ياهاجر مش هنرجع احنا هنفضل عايشين هنا
فضلت هاجر الصمت وتنتظر حتي يتجاوز تلك المحنة ثم تتحدث معه
تركته ورحلت صعدت لغرفتها وهي حزينة للغاية
سمعت رنين هاتفها فوجدتها والدة زوجها
كالعادة تريد الاطمئنان عليه فهو لا يتحدث مع احد فقامت هاجر بالرد
آمال :-
الو ايوة ياهاجر
هاجر :-
ازيك ياتنت عاملة اي
آمال :-
انا بخير طمنيني علي عبد الرحمن يابنتي
تنهدت هاجر بحزن وقالت :-
متقلقيش ياتنت ان شاء الله هيبقي كويس هو محتاج شوية وقت مع نفسه بس
آمال :-
لحد امتي يابنتي ده سابنا ومشي ولا راضي يرد علينا ولا بيكلمنا انا قلبي وجعني ياهاجر نفسي اشوفه او حتي اسمع صوته
هاجر :-
هحاول معاه ياماما وهخليه يكلمك لو قدرت
آمال :-
ربنا يباركلك ياهاجر معلش يابنتي انشغلت ونسيت أسألك انتي عاملة اي واللي في بطنك
هاجر :-
الحمدلله بخير
آمال :-
خدي بالك من نفسك يا هاجر ومن عبد الرحمن
هاجر :-
حاضر ياتنت
آمال :-
مع السلامة يا حبيبتي
هاجر :-
سلام
—————
ريهام :-
تفتكر هيجي
خالد :-
لا مفتكرش انا متأكدة
ريهام :-
واي اللي مخليك واثق اوي كده
عبد الرحمن عنيد ومش هيوافق بالساهل
خالد :-
هنشوف بكره انا وانتي
ريهام :-
طب ومش خايف يبلغ ونلاقي الحكومة جاية معاه بكره
ضحك خالد بشدة وقال :-
لا طبعا مش هيعمل كده
ريهام :-
ليه يعني
خالد بضجر :-
وبعدين معاكي اسئلتك كترت اوي
قولتلك انا عارف انا بعمل اي كويس
انا هقوم اكلم اياد اخوكي اشوفه اتفق مع الناس في المانيا ولالأ
تركتها خالد بينما بقيت ريهام ومازالت الكثير من الاسئلة تشغل بالها
—————-

 

 

في غرفة هاجر وعبد الرحمن كانت هاجر نائمة بينما عبد الرحمن يجلس علي الفراش لا يستطيع النوم فهو يفكر في تلك المكالمة
تري ما الذي يريده منه
ظل يفكر لوقت طويل حتي غلبه النوم
وقرب الفجر استقيظت هاجر نهضت ببطء حتي لا توقظه ثم تركت الغرفة
توضأت وظلت تقرأ بعض آيات الله حتي صدع آذان الفجر فقامت لتؤدي فريضتها وظلت تدعوا الله كثيرا أن يظهر الحق
وفي اليوم التالي استقيظ عبد الرحمن وقرر الذهاب لرؤية خالد ليعرف ماذا يريد منه
وفي تمام الساعة الحادية عشر قبل منتصف الليل في مكان مجهور دلف عبد الرحمن المكان باستغراب ليجد خالد ينتظره ويجلس علي كرسي وينظر للجهة الاخري باسترخاء شديد
خالد بسخرية :-
اهلا اهلا نورت الدنيا يابودي حبيب عمك
عبد الرحمن :-
عايز اي ياخالد
خالد :-
اخص عليك مش تجي تاخد عمك بالحضن
طب بلاش انا مش هتاخد بنت عمك بالحضن
في تلك اللحظة ظهرت ريهام وعلي وجهها ابتسامة مترددة
عبد الرحمن :-
انجز انا مش فاضي للعب العيال بتاعك ده
خالد بسخرية :-
ليه يابودي عندك مأمورية ولا اي
عبد الرحمن :-
قدامك 5ثواني لو مقولتش عايز اي انا همشي
اعتدل خالد في جلسته وابتسم ابتسامة واثقة وهو ينظر لعبد الرحمن
عبد الرحمن :-
وقتك خلص الخمس ثواني عدت
استدار عبد الرحمن ليرحل فاوقفه صوت خالد الذي قال بثقة :-
عايزك معانا
نظر إليه عبد الرحمن مرة اخري وقال باستغراب :-
معاكوا ازاي يعني مش فاهم
ريهام :-
انت فاهم كويس ياعبد الرحمن بابي عايزك معانا نحط ايدينا في ايدين بعض ونكبر سوا
عبد الرحمن بصدمة :-
انت عايزني اتاجر معاك في المخدرات انت مجنون انت ناسي اني ظ..
قاطعه خالد قائلا بحقد :-
كنت ياحبيبي كنت ظابط زي مانا كمان كنت ظابط
عمري ضاع واني بخدم البلد واكتر من مرة اترمي في المستشفى واخد كام طلقه وكنت بقول وماله وفاكر نفسي بطل لكن اديك شوفت من اول مطب قالولي يلا مع السلامة وناسيين كل اللي انت عملته وبعدين احنا هنروح بعيد ليه
مهو ده نفس اللي حصل معاك
ظابط شاب يدوب متخرج من كمان سنة الناس كلها بتحلف بكفائته إلا الناس اللي مشغلينه واديك اهو بقيت ورقه محروقه بالنسبه لهم زي زيك بالظبط
استطاع خالد أن يشعل النار بقلب عبد الرحمن
رأي انفاسه تضطرب فعلم انه في الطريق الصحيح
فأكمل حديثه قائلا :-
تقدر تقولي انت كسبت اي في الكام سنة دول
تقدر تقولي كام مرة رجعت مضروب بالنار
كام مرة اتحرمت من السهر والخروج ولمه العيلة عشان الشغل وفي الاخر محدش قدر تضحياتك واترميت اهو
ريهام :-

 

 

بابي عايز مصلحتك ياعبد الرحمن انت لما تكون معانا هتكسب كتير مش هتخسر
خالد :-
والمكسب مش بس فلوس
انت هتكسب هيبة وناس تقولك اوامرك وتقدرك وتنفذ كلامك بالحرف الواحد هنا انت هتبقى الملك مش المملوك
عبد الرحمن :-
اشمعنا انا اللي اخترتني
خالد :-
الدم عمره ما يبقي ميه
وانا من اول ما عرفت انك دخلت الكلية المهببة دي كنت خايف عليك خايف التاريخ يعيد نفسه واهو حصل
وعشان انا اكتر واحد حاسس بيك دلوقتي لاني عيشت اللي انت عيشته بس الفرق بينا اني عرفت اختار الطريق اللي اكمل فيه
وانت كمان لازم تختار ياعبد الرحمن
ظل عبد الرحمن صامتا لفترة ثم تركهم وغادر بدون أن ينطق بحرف
وفي نفس التوقيت في فيلا عبد الرحمن كانت هاجر قلقة جدا فلقد تأخر كثيرا وتلك هي اول مرة يخرج من المنزل منذ ما حدث
ظلت تدعوا ربها ان يكون بخير كانت تنظر للساعة الف مرة في الدقيقة الواحدة
تتصل به ولكن هاتفه مغلق
شعرت أن بطنها تؤلمها بشدة وكأن جنينها يشارك القلق والخوف علي والده
قاربت الساعة الواحدة بعد منتصف الليل
لم تعرف هاجر ماذا تفعل بم تستعين
هل تخبر الأهل ام لا
ظلت تبكي وتناجي ربها ان يحفظه ويرده إليها سالما
وبعد مرور نصف ساعة تقريبا سمعت صوت سيارته فنهضت بسرعه متجهه ناحية الباب
وجدته يغلق الباب بعد دخوله فنظرت إليه ثم ركضت وعانقته بشدة وهي تبكي
هاجر ببكاء :-
حرام عليك اللي انت بتعمله فيا ده
انا كنت هتجنن من كتر قلقي عليك حرام عليك ياعبد الرحمن
واخيرا استوعب عبد الرحمن انه تأخر عليها كثيرا
وادرك ايضا انه مخطئ بحقها جدا
فهي تحملت كل شئ بمفردها
ضمها إليها وأغمض عينيه لينعم ببعض الهدوء وهو بالقرب منها
عبد الرحمن :-
اهدي انا اسف حقك عليا ماخدتش بالي ان الوقت اتأخر اوي كده
ابتعدت هاجر قليلا والدموع مازالت تملأ عينيها وضربت بقوة قائلة :-
حرام عليك انا كنت هموت من القلق عليك ياعبد الرحمن
عبد الرحمن :-
هشش اياكي تقولي الكلمة دي تاني
عايزه تبعدي عني ياهاجر عايزه تسيبيني وتمشي
طب انا هاعيش لمين من بعدك
ابتسمت هاجر ومسحت دموعها فلقد أحست أن عبد الرحمن خاصتها قد عاد أخيرا فقالت بتذمر :-
لو زعلتني انا هسيبك وامشي
عبدالرحمن :-
اهون عليكي تسيبني لوحدي
نظرت إليه هاجر وقالت بعتاب :-
مانت سايبني لوحدي انا والبيبي
عبد الرحمن :-
خلاص عديها المرة دي خلي قلبك ابيض بقي

 

 

هاجر :-
هفكر
وفي ثانية كانت هاجر بين يديه فقد حملها ولكن بحذر فهي في شهرها الخامس فشهقت هاجر بشدة
هاجر :-
نزلني ياعبد الرحمن هقع
عبد الرحمن بخبث :-
هاخدك نفكر فوق علي راحتها هنا الجو حر
خجلت هاجر بشدة واختبئت في حضنه لتهرب من نظراته الماكرة
———————-
وفي اليوم التالي
استقيظ عبد الرحمن باكرا وكانت هاجر ما زالت نائمة فنهض ليأخذ حمامه ثم جلس بجانبها علي الفراش وهو يفكر في أمر مهم
تمللت هاجر في نومتها فلاحظه هو ذلك
ظلت هاجر تفرك عينيها وفتحتها ببطء
فابتسم عبد الرحمن علي منظرها الطفولي وقال بحب :-
صباح الخير يا كسلانه
هاجر بابتسامة :-
صباح النور
عبد الرحمن :-
قومي يلا خدي دش وفوقي عشان نفطر سوا
هاجر :-
من عيوني
نهضت بسرعة وقفزت من علي الفراش كالاطفال فابتسم هو وتمتم قائلاً :-
مجنونة
أخذت هاجر حماما سريعا وخرجت لتجده يشاهد التلفاز
حمحمت هاجر فنظر لها عبد الرحمن
هاجر :-
عبد الرحمن
عبد الرحمن :-
عيوني
هاجر بتردد :-
مش كفاية بقي
عبد الرحمن :-
هاجر احنا هنعيش هنا علي طول لو انتي عايزه تروحي بيت العيلة اتفضلي مش همعنك
هاجر بلوم :-
ده انا مش فارقة معاك بقي وجودي من عدمه ميفرقش
عبد الرحمن :-
يووه ياهاجر انا مقولتش كده بس انتي اللي محسساني اني حابسك هنا
هاجر :-
عموما انا مكنتش هتكلم في الموضوع ده
عبد الرحمن :-
اومال كنتي هتتكلمي في اي
هاجر :-
ياعبد الرحمن احنا بقالنا كتير هنا وانت من ساعتها مرفعتش سماعه تليفون علي مامتك وباباك ولا حتي جدو تنت آمال هتتجنن عليك حرام هي اي ذنبها دي مامتك
عبد الرحمن :-
حاضر يا هاجر هكلمهم
هاجر بفرحة :-
دلوقتي
جلبت هاتفها بسرعة وجلست بجانبه
هاجر بحماس :-
مامتك هتفرح اووي لما تسمع صوتك
اتصلت هاجر بآمال وانتظرت ثواني حتي قامت آمال بالرد
هاجر :-
الو صباح الخير يا تنت
آمال :-
صباح النور يا هاجر
طمنيني يابنتي علي عبد الرحمن هو كويس
بياكل كويس بينام قوليلي كل حاجة ياهاجر متخبيش عليا
كانت هاجر تشغل مكبر الصوت وكان عبد الرحمن بجانبها يستمع لحديث والدته شعر ان قلبه يؤلمه وأنه اخطأ كثيرا في حق أكثر انسانه تحبه في العالم نظرت إليه هاجر بنظرات ذات معني أتري
تحدث عبد الرحمن اخيرا :-
انا بخير ياست الكل مش ناقصني غير انا اشوفك
قالت آمال ببكاء :-

 

 

عبد الرحمن… ياحبيبي وحشتني وحشتني اوي يابني
عبد الرحمن :-
وانتي كمان وحشاني ياماما
آمال :-
طمني عليك ياحبيبي انت كويس
عبد الرحمن :-
انا زي الفل ياماما متقلقيش عليا
آمال :-
الحمدلله ياحبيبي الحمدلله
عبد الرحمن :-
سلميلي علي كل اللي عندك ياماما لحد ما اشوفهم باذن الله
آمال :-
حاضر يا حبيبي
اديني هاجر من جمبك
أخذت هاجر الهاتف وأغلقت مكبر الصوت وابتعدت قليلا عنه
هاجر :-
اه ياتنت
آمال :-
ربنا يفرحك يا حبيبتي زي ما فرحتي قلبي دلوقتي
هاجر :-
ربنا يخليكي ياتنت
هحاول اخليه يجي يزوركم النهاردة او بكره
آمال :-
يزورنا؟ هو مش ناوي يرجع يقعد معانا
هاجر :-
معلش ياتنت خلينا نسيبه علي راحته دلوقتي وان شاء الله لما يهدي هو بنفسه هيجيلكم
آمال :-
ماشي ياحبيبتي ربنا يصلح الحال
طمنيني اخبارك اي في الحمل
هاجر :-
تعبانه والله ياتنت
آمال :-
بردو معرفتيش ولد ولا بنت
هاجر :-
اللي يجيبه ربنا كويس مش حابه اعرف دلوقتي
آمال :-
ماشي ياحبيبتي ربنا يقومك بالسلامة يارب
هاجر :-
يارب
آمال :-
ماشي ياحبيبتي
أغلقت هاجر الخط وذهبت لعبد الرحمن وجدته غارقا في تفكيره
كان عبد الرحمن يفكر في اشياء كثيره
منذ أن حدث والدته وسمع صوتها وحزنها فأحس بضعفه
حدث نفسه قائلاً :-
انا عمري ما كنت ضعيف ولا ينفع اكون ضعيف
هما اللي خسروني مش انا اللي خسرت الشغل
وانا هعرف اندمهم كويس عاللي عملوه
وكرامتي التي اتهانت
افاق عبد الرحمن من شروده علي صوت هاجر تناديه :-
عبد الرحمن

 

 

عبد الرحمن بانتباه :-
ها
هاجر :-
مالك
عبد الرحمن :-
مفيش انا كويس
هاجر :-
هروح احضرلك فطار
عبد الرحمن :-
ماشي…… نفطر والبسي عشان هنروح بيت العيلة
هاجر بفرحة :-
بتتكلم جد
عبد الرحمن :-
اه يلا
هاجر بحماس :-
حالا
ركضت هاجر وأحضرت الطعام سريعا
ثم جلسا يتناولا الطعام سويا ثم ذهبت هاجر وارتدت ملابسها سريعا
عبد الرحمن :-
خلصتي
هاجر بضيق :-
اه
عبد الرحمن :-
مالك مكشرة ليه
هاجر :-
مفيش
عبد الرحمن :-
في اي ياهاجر
هاجر بضجر :-
هدومي كلها ضاقت عليا
انفجر عبد الرحمن ضاحكا وقال :-
مهي لازم تضيق عليكي مانتي بقيتي عامله زي البطيخه
هاجر بغيظ :-
انا بطيخه ماشي ياعبد الرحمن انا هوريك
عبد الرحمن :-
طب يلا عشان نلحق نقعد معاهم شوية
هاجر :-
يلا
وبعد قليل من الوقت في بيت العائلة كانوا يجتمعون علي مائدة الطعام يتناولون الغداء
ميرنا بهمس :-
انا اول اشوف ناس تتغدي بدري كده اي ده
ميار :-
بس يا ميرنا لاحسن جدو يسمعك
ميرنا :-
سكت اهو
ميار :-
واعدلي طرحتك دي شعرك باين
ميرنا :-
في اي ياميار هو في حد ده جدو وخالو ومعتز عادي يعني
ميار :-
احتياط ياحبيبتي مش اكتر
داليا :-
عمالين تهمسوا في اي انتوا الاتنين ما تاكلوا

 

 

ميار :-
بناكل اهو ياماما
عز موجهاً حديثه لآمال :-
عبد الرحمن مقالكيش حاجة
آمال :-
لا يابابا مقالش
عز :-
ربنا يهديه ويرجعله حقه
دوي صوت الجرس فاقبلت العاملة لتفتح الباب
سمعوا صوت وهي تقول :-
البيت نور ياعبد الرحمن يابني اتفضلوا اتفضلوا
صرخت يمني وركضت تجاه الباب :-
هااااجر
كذلك نهضت آمال مسرعه وعانقت عبد الرحمن وظلت تبكي شعر عبد الرحمن بالندم الشديد
فضمها إليها
يمني :-
وحشتيني يا هاجر اوي
هاجر :-
وانتي كمان وحشتيني طمنيني عليكي عامله اي
يمني :-
انا بخير الحمد لله
آمال :-
حمد الله على السلامة يا حبيبي نورت البيت
عبد الرحمن :-
الله يسلمك ياحبيبتي
يمني :-
طب اي ياتنت هتفضلي ماسكه فيه كده خليه يسلم علي الباقي
ابتسم عبد الرحمن ورفع كفه في الهواء فضربت يمني كفها بكفه وقالت :-
حمدلله على السلامه يا ابو نسب
عبد الرحمن بابتسامة :-
الله يسلمك يايمني
دلف عبد الرحمن للداخل وتبعته هاجر ويمني وآمال سلم علي عمته واولادها
وعانقه ولاده وسلم عليه واتجه ناحية جده وانحني ليقبل يده
عز :-
لا انا زعلان منك كل الفترة متسألش علي جدك ولا تجي تشوفه
عبد الرحمن :-
خلاص بقي يازوز خلي قلبك ابيض
عز :-
لا مش هعديهالك بالساهل المرة دي
عبد الرحمن :-
غصب عني والله ياجدي
عز :-
متخافش حقك مسيره هيرجعلك ياحبيب جدك
اجتمعت العائلة اخيرا وكانت السعادة تغمرهم ولكن يتخللها بعض الحزن والألم
وفي المساء
عبد الرحمن :-
هاجر انا هروح مشوار كده واجي اخدك عشان نمشي
هاجر :-
رايح فين
عبد الرحمن :-
بعدين ياهاجر هروح دلوقتي عشان متأخرش
آمال :-
ماتخليكوا معانا النهارده حتي هاجر باين عليها تعبانه
عبد الرحمن :-
معلش ياماما مرة تانية هخلص واجيلك عشان نروح تمام

 

 

هاجر :-
حاضر
تركهم عبد الرحمن ورحل بينما ظلوا الفتيات يتحدثون بمرح
ميرنا :-
بطلوا رخامه بقي عايزين نعرف البوبو ولد ولا بنت
هاجر :-
انسي عبد الرحمن رافض
يمني :-
اومال هنختار الاسماء ازاي
معتز بغرور :-
معروفة يعني لو ولد هنسميه معتز
هاجر بمزاح :-
يارب بنت يارب كفاية علينا معتز واحد
داليا :-
عندك حق والله ياهاجر
يوسف :-
طب انتي ياهاجر نفسك يكون اي
هاجر :-
مش عارفة والله ياعمو انا لسه بحاول استوعب ازاي هبقي أم وانا مكملتش عشرين سنة حتي
ميرنا بمزاح :-
ياصغيرة علي الهم يالوزة
تعالت ضحكاتهم جميعا وأكملوا حديثهم المرح
وفي مكان أخر
وقف عبد الرحمن بشموخ وقال :-
انا موافق ياخالد بس عندي شروطي
خالد بانتصار :-
كده انت تعجبني يابن اخويا
قولي بقي شروط اي دي
عبد الرحمن :-
انا مش تابع ولا همشي ورا حد
الشغل كله هيتم بكلمتي انا واللي هقوله يتنفذ ياكده ياما كل واحد يمشي في طريقه بقي
خالد :-
وماله مش غلط
طب اقعد كده وخلينا نتكلم في الجد
في عملية هتتم بعد خمس شهور من دلوقتي وقبلها مش هننفذ اي عملية
عبد الرحمن :-
اومال يبقي فين الشغل اللي انت بتتكلم عنه ده
خالد :-
اسمع بس
العملية دي زي ما بيسموها كده صفقة العمر
في كمية كبيرة جدا وبيشارك فيها اكتر من مهرب في أكتر من دولة عربية وأوربية
عبد الرحمن :-
حلو اوي
خالد :-
مش بقولك صفقة العمر
بس اسمع لو فكرت تغدر
قاطعه عبد الرحمن قائلا بغضب :-

 

 

اسمع انت مش عبد الرحمن البدري اللي هيتهدد هتقول أمين ونحط ايدينا في ايدين بعض ماشي
هتفضل تهري كتير ميلزمنيش انا الجو ده
خالد :-
خلاص خلاص اهدي انت اللي عايزه هيحصل
انت دلوقتي تروح وعلى تليفونات نتفق فيها علي الشغل تمام
عبد الرحمن :-
ماشي
تركه عبد الرحمن وغادر فجاءت ريهام وجلست امام والدها وقالت بقلق :-
بابا انت بتأمنله ازاي مش خايف يغدر بينا
خالد :-
عييب هو انا تلميذ
عبد الرحمن دلوقتي مجروح وبيفرفر كده
حبه لشغله اتحول لكره ورغبه في الانتقام
عايز يرضي كبريائه وكرامته التي اتهانوا
وعشان كده قرر انه يحط ايده في ايدي
متخافيش انا فاهمه كويس
ريهام :-
عندك حق يابابا عندك حق
————————
مرت ثلاثة أشهر كان عبد الرحمن قد اندمج مع خالد ورجاله وكانوا طوال تلك الاشهر يستعدون لما يسمونها بصفقة العمر
حاولت ريهام التقرب كثيرا من عبد الرحمن طوال تلك الفترة ولكنه لا يراها
عادت العلاقة شبه طبيعيه بين عبد الرحمن وأسرته ولكنه لم ينتقل للعيش معهم
لاحظت هاجر طوال تلك الاشهر بعض التصرفات الغير مفهومة علي عبد الرحمن ولكنها لم تعرف مع سببها
وفي احد الأيام كانت هاجر تجلس على الفراش فهي متعبة للغاية فقد تبقي شهر علي ولادتها أو ربما أقل كما أن الدراسة أوشكت علي البدء
هاجر :-
عبد الرحمن
عبد الرحمن :-
نعم
هاجر :-
بقولك اي صور الفرح عندك عالفون
عبد الرحمن :-
اه طبعا عندي ليه
هاجر :-
فوني هنج باين كل اللي اتمسح فكنت عايزه ابعتهم من عندك
عبد الرحمن :-
لحظة بس بعمل حاجة وبعدين هسيبلك الفون واروح اخد دش ابقي ابعتي اللي انتي عايزاه
هاجر :-
ماشي
نهضت هاجر وأخرجت له ملابسه
وبعد دقائق ترك عبد الرحمن الهاتف لهاجر ودلف ليأخذ حمامه
أمسكت هاجر الموبايل لتنقل بعض الصور
فوجدت رسالة من شخص مكتوب باسم خالد مصحوبه بصورة عمها استغربت كثيرا ولكن ما صدمها أكتر هو محتوي الرسالة
“مستنيك النهارده بالليل عشان في حاجات مهمة بخصوص الشحنة لازم نتكلم فيها”
هاجر بصدمة :-
لأ لا مش معقول أكيد في حاجة غلط
اكيد في حاجة غلطة
ضغطت هاجر علي الرسالة لتدخل علي المحادثة علي تطبيق ال WhatsApp
ظلت هاجر تقرأ الرسائل بينهم وتكاد تفقد وعيها من هول الصدمة
حتي شعرت بألم شديد في بطنها وكأنها ستفقد جنينها
حاولت تهدئه نفسها حاولت مقاومة دموعها
انتظرت خروجه من الحمام مرت الدقائق كأنها سنوات حتي خرج عبد الرحمن يرتدي بنطال فقط وبيده منشفة جفف بها شعره ثم وضعها علي كتفها
ارتدت هاجر قناع القوة ووقفت واتجهت امامه وهي مازالت ممسكة بالهاتف
عبد الرحمن باستغراب :-
مالك في اي
رفعت الهاتف ووضعته امام عينيه ليري جيدا ارتبك عبد الرحمن قليلا ثم قال :-

 

 

اي ده
هاجر :-
انا اللي المفروض اسألك اي ده
عبد الرحمن :-
هاتي الفون ياهاجر
هاجر بغضب :-
رد عليا ياعبد الرحمن اي ده
عبد الرحمن :-
هاجر هاتي الفون ودي اخر مرة تفتشي فيه
وانا لازم امشي دلوقتي عندي شغل ولما نرجع نبقي نتكلم
هاجر بغضب :-
شغل اي ده ماترد شغل اي
بتاجر في المخدرات ياعبد الرحمن
انت اتجننت ازاي تعمل كده بعد ما كنت ظابط محترم يوصل بيك الحال لكده
عبد الرحمن بعصبية :-
اديكي قولتيها اهو كنت ياهاجر كنت يعني زمان
هما اللي وصلوني لكده انا خليت شغلي رقم واحد في حياتي وفي الاخر اترفد وكرامتي تبقى في الأرض هما السبب مش انا ياهاجر هما اللي دمروني مش انا لازم يدفعوا التمن غالي
هاجر بانفعال :-
انت مجنون انت مش بتنتقم من حد غير نفسك
ورايح تنتقم مع اللي اذاك ووصلك لكده رايح تحط ايدك في ايد عدوك انت اي معندكش مخ
مش خايف من ربنا قبلت علي نفسك وعليا انا وابنك اللي في بطني اننا ناكل مال حرام
انت اتظلمت ماشي لكن ربنا مسيره هيظهر الحق لكن دلوقتي ربنا مسيرة هيكشفك ويعاقبك عاللي انت بتعمله ده
مفكرتش فيا مفكرتش في ابننا اللي جاي
هو ذنبه اي يطلع يلاقي ابوه تاجر مخدرات
هنربيه علي الطاعة ازاي وابوه تاجر مخدرات وبيأكله مال حرام
عبد الرحمن :-
انا محدش حاسس بيا ولا بالنار اللي في قلبي ياهاجر
هاجر :-
النار دي هتحرقك وهتحرقنا كلنا
عبد الرحمن انت لازم ترجع عن الطريق ده
لازم ترجع لربنا لازم تستغفره وتقوله سامحني لسه في وقت ياعبد الرحمن عشان خاطري اسمع كلامي
عبد الرحمن :-
مبقاش ينفع خلاص ياهاجر
ظلت هاجر تنظر إليه لدقائق ثم قالت بصدمة :-
انت مين انت لا يمكن تكون عبد الرحمن ابن عمي
انت اكيد حد تاني
حد انا معرفهوش ولا عمري شوفته
انا بجد مستغرباك وحاسة اني بشوفك لاول مرة
أمسك عبد الرحمن يديها وحاول التحدث فابعدته هاجر عنها بعنف قائلة :-
ابعد عني واياك تلمسني تاني
ركضت هاجر من امامه ودلفت لغرفتها وأغلقت الباب بالمفتاح
ظل عبد الرحمن يضرب الباب بقوة
عبدالرحمن :-
هاجر افتحي ياهاجر افتحي الباب هااجر
هاجر :-
ابعد عني مش عايزه اشوفك انا بكرهك ياعبد الرحمن بكرهك
عبد الرحمن :-
افتحي ياهاجر انا بحبك صدقيني انا
قاطعته هاجر وهي تقول ببكاء :-
كدااب ابعد عني بقي سبني في حالي
تركها عبد الرحمن ورحل بينما أجهشت هاجر بالبكاء وبعد دقائق سمعت صوت سيارته فعلمت انه رحل
خرجت هاجر ونظرت أولا فتأكدت انه رحل
وجدت زجاجة ماء علي السفرة
فذهبت لغرفتها وأخرجت زجاجة من حقيبتها وذهبت إلي السفرة امسكت الزجاجة ووضعت بها بضع قطرات من السائل بيدها ثم أغلقتها ووضعتها علي الطاولة ثم نظرت امامها وقالت بشرود :-
انت اللي اخترت الطريق ياعبد الرحمن يبقي متلومنيش لما انا كمان اختار طريقي

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية امرأة بقلب طفلة)

اترك رد

error: Content is protected !!