روايات

رواية تمرد عاشق 2 الفصل السابع والثلاثون 37 بقلم سيلا وليد

رواية تمرد عاشق 2 الفصل السابع والثلاثون 37 بقلم سيلا وليد

رواية تمرد عاشق 2 البارت السابع والثلاثون

رواية تمرد عاشق 2 الجزء السابع والثلاثون

رواية تمرد عاشق 2 الحلقة السابعة والثلاثون

لا شيء بيني وبينك ، لكن بين قلبي وقلبك قد حصل كل شيء .!

❈-❈-❈

كان الرعب قد تسلل لقلبه عندما وجدها بتلك الطريقة.. هرول إليها وحملها وهو يصيح بصوتا صاخب على إبنته

– إتصلي بالدكتورة بسرعة.. أومأت برأسها وعبراتها تغسل وجنتيها عندما رأت والدتها بتلك الحالة

أسرع عز لعمه يحاول أن يفهم ماصار

– شوف ربى أتصلت بالدكتورة ولا لا..

قالها جواد واتجه لغرفته.. قابله أوس

تسمر بوقفته عندما وجده يحمل والدته وهي فاقدة وعيها بالكامل

– بابا قالها بصوتا مرتعش..

مفيش حاجه ياحبيبي متخفش شكل ماما أُرهقت شوية.. قالها وهو متجه لغرفته

وصل لغرفته ووضعها بهدوء على فراشها كأنها أغلى الجواهر لديه… ولما لا وهي زوجته حبيبته

اتجه لقنينة عطره وحاول إفاقتها عندما قرب القنينة لأنفها وهو يمسد على خصلاتها بعدما حررها من حجابها

وصلت ربى وأوس إليها.. أسرعت ربى بزجاجة المياة وحاولت أفاقتها

صرخ والدها بوجهها..

-هو مش المفروض إنك في كلية طب.. مامتك مابتفوقش ليه

بكت بنشيج وكأن عقلها توقف وهي تهز راسها

– معرفش يابابا.. حاول اوس أن يهدأ من وضع والده عندما وجد الغضب والعصبية تسيطر عليه

– بابا ممكن تهدى.. حضرتك مش شايف حالتها إيه.. أغمض جواد عينيه وكل ذرة بمشاعره تنتحب وحزينة على حالة زوجته

أخيرا تسلل لقلبه ضوء الشمس عندما رمشت بعينيها تهمهم بإسمه

– “جواد”.. أقترب جواد جاثيا على ركبتيه أمامها يحتضن كفيها بيد والأخرى تمسد على خصلايتها

-” حياة جواد ياملكة روحه”.. فتحت عيناها تنظر حولها.. كانت ربى تجلس بالجانب الأخر على الفراش.. ودموعها تنزرف بغزارة

حاولت غزل الأعتدال.. جذبها جواد لأحضانه ينظر لأولاده

– ماما كويسة.. شوفوا الدكتورة جت ولا لا

تفهم أوس حالة والده فنظر لأخته وأنسحب

رفعت ربى كف والدتها وقبلته

– حاسة بإيه يامامي.. هروح اجيب قياس الضغط.. خرجت من أحضان زوجها وضمت ربى لأحضانها عندما وجدت حالتها وبكائها

– أنا كويسة حبيبة مامي.. شوية أرق وهبوط في الدورة الدموية إيه يادكتورة هو أنا اللي هفهمك

تنهد جواد بوجع على أبنته فلقد فقد نفسه وأحزنها.. أشار بيديه إليها:

– تعالي يابابي.. قبّلت جبين والدتها

– ألف سلامة عليكي يامامي ثم نهضت متجه لوالدها.. وهي تزيل عبراتها..

توقفت أمامه تنظر للأسفل:

– نعم يابابي.. شعر بفداحة تعصبه عليها فزفر بحزن ورفع نظره إليها

– آسف يابابي.. أتعصبت عليكِ،، لما شوفت حالة مامي معرفتش أتحكم في غضبي،، أنا قولتلك خلي بالك من ماما لأنها تعبانة

نهض يقبل جبينها ثم رفع ذقنها

– متزعليش من بابا ياحبيبتي

ألقت نفسها بأحضانه وبكت بنشيج مرتفع

– آسفة والله يابابي مكنتش متخيلة إنها تكون تعبانة كدا

ضمها لصدره بحنان أبوي يمسد على ظهرها

– إشش إهدي خلاص هي كويسة والدكتورة دلوقتي هطمنا

أرجعت غزل لظهر فراشها وهي تغمض عيناها وتحدثت

– أنا كويسة ياقلبي.. أنزلي تحت عشان أخواتك مايقلقوش

أومأت برأسها وخرجت سريعا… جلس جواد بجوارها يضمها لأحضانه

– حاسة بأيه ياحبيبي.. كدا توجعي قلبي عليكِ.. همست بصوتا يكاد مسموعا بسبب تعبها

– سلامة قلبك ياحبيب غزل.. أخرجها من أحضانه ورغم تشبسها به إلا أنه ابعدها ينظر لمقلتيها

– زوزو إنتِ مخبية عليا حاجة؟ أنا شوفت الأختبار ياغزل

تسائل بها جواد عندما اخترق الشك قلبه

صدمة أصابت عقلها كليا ورغم ذلك

وضعت رأسها على كتفه وهزت رأسها بالرفض

– لا ياحبيبي.. رفعت رأسها مرة اخرى وأردفت

– أنا بس عملت تحليل الحمل ياجواد وفيه حمل

صمت برهة يستوعب ماإستمع إليه ثم فجأة اطلق ضحكة صاخبة مماادت إلى لمعان الدموع بعينيه

– ألف مبروك يانانا.. هتكوني مامي جديد ونانا كمان

لكمته بصدره وبكت:

– جواد متتريقش من فضلك.. ممكن تقولي هعمل إيه دلوقتي وأقابل ولادي بأنهي وش

اقف كدا وأقولهم باركولي يارجالة أمكم هتجبلكم اخ او أخت والصغير فيكم عنده واحد وعشرين سنة

جحظت عيناه وهز رأسه رافضا حديثها:

– إيه اللي بتقوليه دا ياغزل.. هنعترض على ربنا.. حبيبتي دا رزق من ربنا.. منقدرش نعترض على حكمه ابدا

بعد قليل وصلت الطبيبة وقامت بالكشف عليها وأكدت بحملها

كان يزرع الردهة امام غرفته ذهابا وإيابا وبجواره عز وأوس.. بينما رُبى التي دلفت مع الطبيبة

ابتسمت الطبيبة لغزل وتحدثت

– إيه يازوزو متعرفيش عندك إيه ولا إيه يادكتورة.. اتجهت غزل لأبنتها وتحدثت قبل حديث الطبيبة

– حبيبتي اعملي للدكتور قهوة.. أومات وخرجت.. حمحمت غزل تنظر للطبيبة

– عفاف مش عايزة حد يعرف بموضوع الحمل دا.. فركت يديها وأكملت

– أنا عندي مشاكل في القلب ولازم الجنين دا ينزل بس من غير ماحد يعرف وخصوصا جواد.. هتخرجي دلوقتي وتقوليله حمل كاذب وبتحصل كتير في السن دا

جلست الطبيبة تستمع إليها بإهتمام ثم تحدثت بإبانة

– غزل اللي بتقوليه دا مينفعش.. اعتدلت غزل واكدت حديثها

– دا اللي لازم يتقال.. جواد مينفعش يعرف بمرضي ياعفاف ولو الحمل كمل هيعرف وأنا مش مستعدة أوجع قلبه.. لو سمحتِ اسمعي مني

تنهدت بحزن وأكملت:

– الوجع مابيكنش في المريض أد مابيكون في أهل المريض ياعفاف.. وأنا مش مستعدة اشوف نظرة حزن من عيون حد من ولادي ولا جوزي..

رفعت نظرها إليها وأكملت

– ولادي المفروض فرحهم بعد يومين.. فلو سمحتِ مش عايزة أقلب الفرح لحزن.. وبما إن الحمل لسة في شهوره الأولى واللي متأكدة منه إنه لسة مكملش التاني حتى فاتصرفي بأي علاج.. والشرع بيقول كدا… يعني بدل هيضرني مباح ليا أنزله

هزت الطبيبة رأسها بالموافقة

– ربنا يستر وجواد ميعرفش.. وقتها صدقيني هيو.. لع فيا

ربتت على كفيها وتحدثت

– لا متخافيش جواد مش هيعرف

عند نغم وريان

كان يجلس مع المسؤلين ويتناقش عن إعداد حفل الزفاف الذي سيقام بالقاهرة.. وبعد الأنتهاء دلفت نغم إليه

– إيه ياريان هتفضل شغال لحد إمتى.. حبيبي ممكن تريح شوية

اعتدل متجها إليها

– خلاص ياحبي.. خلصت.. سحب نفسا وهو يسحبها من يدها متجها للخارج

– عندي إجتماع كمان ساعتين كدا.. هحضره وننزل كلنا القاهرة

توقفت أمامه وبدأت تتلاعب بزر قميصه

رفع ذقنها وغمز بعينيه

– إيه يانغوم عايزة تقولي إيه

حمحمت ثم تلاقت بعينيه

– فيه موضوع لازم تعرفه.. ضيق عيناه مع هزة خفيفة برأسه واتجه للأريكة جلس واجلسها بجواره:

– سامعك يانغم

اعتدلت تنظر إليه

-“مالك “.. ضيق عيناه وتسائل

– ماله مالك؟

فركت يدها ثم تحدثت سريعا:

– بيحب تقى بنت حازم الألفي وعايزك تكلم باباها

قوس فمه وهو ينظر بجميع الاتجاهات سوى عيناها التي أربكته ثم ردد بغموض

– ودي حبها إمتى ياربي

ادارت وجهه إليها ونظرت مستفهمة عن حديثه

أجاب تشتتها سريعا:

– مش غريبة إن تقى من كام شهر كانت معجبة بأوس والنهاردة مالك عايز يرتبط بيها.. إفرض البنت لسة بتحب اوس.. هيكون ردة فعل إبنك إيه

نهضت نغم وهي تدور حوله ثم أردفت

– هي ممكن تكون لسة بتفكر في أوس

أطبق على جفنيه وتحدث

– ممكن يانغم.. وممكن لا، الصراحة مقدرش أحكم..

ربت على ظهرها وتحرك للخارج وهو يتحدث:

– هشوف مالك كدا وبناءً على كلامه هعرف إزاي وصل إلى أنه يخطبها

بمنزل حازم الألفي

دلف أوس ينظر لعمته بإبتسامة خلابة

– مساء الفل ياعمتو

نهضت تبتسم إليه

– مساء الورد ياروح عمتو.. تعالى ياحبيبي واقف كدا ليه

تحرك متجها ينظر حوله ثم تسائل

– جواد لسة مرجعش بجنى ولا إيه

قطبت جبينها وتحدثت

– هو جواد عرف مكان جنى؟

هز رأسه بالايجاب

– ايوة كلم عز من شوية وقاله هجيبها ويرجع

اومأت برأسها تبتسم بسعادة

– الحمدلله.. ربنا يكون في عون نهى دلوقتي ياحبيبتي هتتجنن عليها

نادت على العاملة وتحدثت متسائلة

– تشرب إيه ياحبيبي؟

هز رأسه رافضا:

– مفيش ياعمتو.. أنا جاي عايز أقعد مع تقى شوية بعد إذن حضرتك طبعا

القى كلاماته بملامح مرتجفة وهو ينظر لمليكة

نهضت مليكة وجلست بجواره

– فيه حاجة ياأوس؟ ليه عايز تقى.. هي عملت حاجة زعلتك ياحبيبي؟

نهض سريعا وهو يهز رأسه بالنفي

– لا ياحبيبتي.. كنت عايز منها خدمة.. هو مينفعش اطلب خدمة من بنت عمتو ولا إيه

تنهدت مليكة بحزن تنظر إليه بتمعن ثم تحدثت بهدوء رغم الحزن الذي ارتسم على وجهها

– بلاش ياحبيبي.. العلاقة بينكم متوترة،، متزعلش مني يااوس،، لكن بنتي بتصعب عليا ودي لسة صغيرة على الوجع

سحبت نفسا ثم اتجهت متحركة تنظر عليها في الحديقة

– تقى لسة يادوب عشرين سنة.. ويوم ماقلبها دق.. دق للشخص الغلط

استدارت تنظر إليه وأكملت

– أنا مش بحملك دا ياحبيبي ابدا والله.. لكن بحاول أفهمك إن وجع القلب وحش وخصوصا إنك فضلت غيرها عليها

تحرك ووقف أمامها ثم وضع كفيها بين راحتيه وتحدث بصدق:

– مش معنى أننا محصلش نصيب بينا ياعمتو يبقى نبعد عن بعض او ناخد جنب وموقف ونفضل مقاطعين بعض

رفع كفيها وقبله وتحدث بحديث صادقا من عينيه قبل فمه:

– والله مش عيب فيها ابدا.. أنا طول عمري شايفها اختي الصغيرة زيها زي ربى وجنى وعمري ماشوفتها غير كدا..

تنهد بحزن وأكمل مسترسلا

– أنا ياعمتو لو حسيت لو للحظة إني هشوفها غير اخت كنت عمري مااترددت طبعا.. بس حسيت هظلمها معايا لو كنت وافقت.. وكنا هنوجع بعض أوي.. وكان ممكن نمل من بعض بعد فترة يبقى مااخدناش غير وجع قلوبنا لبعض

بعينين حزينتين أكمل حديثه

– عمري مااتخيلت إنها هتشوفني غير أخ ليا.. تطرق بعيونا نادمة مردفا

– والله لو أعرف إنها هتكن ليا مشاعر.. صدقيني عمري ماكنت فكرت.. سحبته قبل مايستكمل حديثه معاتبة

– إيه اللي بتقوله دا ياحبيبي.. هو القلب عليه سلطان ياأوس.. على العموم هندهلك عليها..

ضغطت على كفيه وتحدثت بإبانة

– بلاش تتكلموا في الماضي.. تمام

أومأ برأسه بالموافقة.. خرجت مليكة لأبنتها وتوقف أوس ينظر من النافذة عليها حيث كانت تجلس مشغولة برسمتها ولم تلاحظ وجوده.. ظل يراقبها.. ابتسم بخفوت عندما صورها بوداعة عصفور بجلستها البريئة وألوانها التي كانت تضعها بخصلاتها الحريرية

تراجع للخلف يغض البصر وهو يستغفر ربه ثم ابتسم عندما تخيل ياسمينا حينما تراه ينظر هكذا

دلفت تقى بعدما ارتدت إسدالها مردفة السلامة

– السلام عليكم.. إزيك ياعريس.. قالتها مبتسمة

أشار بعينيه بالجلوس بجواره.. تحركت بهدوء وهي تفرك كفيها وبنظرات مرتبكة

– ماما قالتلي حضرتك طالب تشوفني ياآبيه

اطلق ضحكة خافتة عندما وجدها كالطفلة التي تبلغ العشر سنوات.. رفع حاجبه للأعلى ينظر على وجهها الذي يلطخه آثارا للألوان

ضيقت عيناها عن نظراته وتسائلت

– لا ماهو سكوتك دا خطر.. بقولك أنا بزهق بسرعة ياتقول بتبص على إيه وبلاش حركات الصم والبكم دي

أشاح بعينيه بعيدا عنها يحاول تمالك نفسه من الضحكات..

– شكلك عامل زي البليطشو ياتقى.. تأففت من ضحكاته ثم نهضت وهي تتحدث بغيظ

– ممكن أعرف آبيه أوس ماله وجاي عايز إيه

– طيب اقعدي ومش هضحك تاني.. جلست وتحدثت

– مش المفروض حضرتك عريس ولا أنا غلطانة

استدار بجسده ينظر إليها بتمعن وترقب

– قولي إنتِ ياتقى.. مش المفروض أنا عريس.. يعني مش ملاحظة إن الكل باركلي إلا إنتِ

نهضت سريعا وابتعدت عن جلوسه وبدات تفرك يديها ثم نظرت إليه

– ماهو كنت هباركلك يوم الفرح.. وبما أن الفرح لسة قدامه يومين..

قاطع حديثها عندما نصب عوده وتحرك يقف أمامها

– تقى لسة زعلانة مني؟

نظرت إليه وتقابلت نظراتهما لأول مرة هو بأسفاً حقيقيا وهي بندماً

ازدادت نظراتها حزناً وندما بآناً واحد ثم تحدثت

– وهزعل منك ليه.. إنت اللي المفروض تكون زعلان.. دارت حوله وأكملت بصوتا متقطع

– أوس أنا آسفة بجد.. كنت عيلة طايشة وكنت مفكرة إنك أكبر أحلامي.. اتجهت تقف أمامه وربتت على كتفه

– إنت كنت صح لما جتلي وقولتلي عشان وهمتِ نفسك بيا من صغرك.. محاولتيش تشوفي الناس برة بقلبك كنتِ بتشوفيهم بعيونك بس… مش كلامك ليا

جلست وأكملت حديثها

– تعرف يوم كتب كتابك أنا مازعلتش.. كان عادي، فلو فعلا كنت بحبك حب الحبيب كنت اتقهرت بجد.. لكن الموضوع عدى وكأنك مش تعنيلي ابدا

نهضت وأمسكت كفيه ونظرت إليه

– أنا اللي مفروض أتأسفلك مش إنت.. عشان وجعتك بكلامي.. ورغم كدا مرحتش اشتكيت لبابا وماما بالعكس كنت راجل بجد.. وحاولت تفهمني إن علاقتنا ببعض ماهي الا علاقة اخوة.. وزي ماقولت ياحضرة المهندس إنت كنت إنبهار مش أكتر.. حبيت شخصيتك محبتش أوس ذات نفسه

اقترب يضم كفيها بين راحتيه وتحدث بسعادة تغمر وجهه

– هتفضلي اختي الصغيرة دايما ياتقى ووقت ماتحتاجيني هتلاقيني في ضهرك دايما

أومأت برأسها مبتسمة

– وإنت كمان هتفضل آبيه أوس الحمش ابو دم تقيل اللي كلنا بنترعب من عصبيته

” ألف مبروك وبتمنى لك السعادة بجد من كل قلبي… ياسمينا حد جميل أوي وتستاهل واحد ذيك.. وإنت كمان تستاهل حد جميل زيها “

قبل رأسها سريعا ثم تحرك للخارج دون حديث… كانت تقف على باب الغرفة وأستمعت لحديثهما.. قابلها بإبتسامة

– عايزة حاجة ياعمتو

ضمت وجهه بين راحتيها وقبلت خديه

– ربنا يسعدك ياروح عمتو

قبل جبينها ثم تحرك للخارج وشعور الراحة يطغو عليه بالكامل

أمام البوابة الرئيسية لحي الألفي كان يقف ينتظرهما وهو يزرع الطريق أمام البوابة ذهابا وإيابا.. وجد السيارة تدلف من البوابة

اتجه سريعا يقف أمامه ثم اشار لجواد

– انزل ياجواد

توهجت عين جواد قائلا بتحدي

– لو ماتحركتش من قدام العربية هدوس عليك ياجاسر.. لم يكمل حديثه عندما وجدها ترجلت من سيارته متجه لجاسر

– انت اتجننت ياجاسر إزاي توقف قدام العربية كدا

كان يطالعها بنظرات غاضبة ودّ لو صفعها على وجهها حتى ادمت.. ورغم مافعلته اتت بكل بجاحة تقف أمامه وتتحدث بتلك الطريقة مما شعر بغلي الدماء بعروقه

جذبها بقوة من رسغها ودفعها بعيدا عن السيارة

– ممكن أعرف المحترمة إزاي جالها قلب تسيب بيت ابوها لمدة تلات أيام وهو ميعرفش عنها حاجة.. صاح بها جاسر بغضب

نظرت إليه والكبرياء يعتلي كل ذرة بوجهها واجابته بعيونا مشتعلة

– وانت مالك ياجاسر.. آه، قولي مالك،، لا إنت اخويا ولا خطيبي ولا حتى حبيبي

بعينين مذهلوتين تسمر بوقفته.. ثم اتجه لجواد الذي يقف وعلامة الحزن تمتلكه

نفض يده بقوة كالملسوع عندما اطلقت قذيفة كلماتها حتى اخترقت صدره فأجابها

– عندك حق… أنا مين!! قالها ثم تحرك سريعا من أمامهما

رعشة قوية أصابتها عندما تركها وغادر بتلك الطريقة.. اتجهت بنظرها لجواد كالمشتت الضائع.. حاولت إستجماع نفسها وشجعاتها الواهية فأخذت نفساً عميقاً قبل أن تتحدث

– كل واحد يحترم نفسه ويعرف مكانته بعد كدا معايا.. لا إنت ولا جاسر ليكو الحق تتدخلوا في حياتي

قاطع حديثها عندما وصل إليها بخطوة وسحبها بقوة لداخل السيارة

– اركبي عشان أنا ماسك أعصابي عليكي والله مااتعدلتي ياجنى لأبوسك حتة بوسة هقطع بها شفايفك اللي عمال تشتمي في الكل بيهم.. وهاخد اللسان كمان

شهقت شهقة قوية تضع يديها على فمها من هول مااستمعت من كلاماته.. دفعته ثم

ترجلت سريعا متجه للداخل وهي تسبه

– هستنى ايه من واحد قليل ادب

توجهت سريعا لمنزلها وجدت نهى تنتظرها بالخارج.. وصلت جنى لوالدتها.. وتوقفت أمامها للحظات.. تحركت نهى إلى أن وصلت أمامها ثم رفعت ذراعيها وصفعتها

عند جواد وغزل

خرجت الطبيبة وتحدثت مع جواد مثلما قالت لها غزل .. دلف جواد وهو يرمقها بنظرة خاطفة ثم سحب مقعدا وجلس بجوارها وظل يتابعها بصمت

ارتجفت نظراتها أمامه فتحدثت بصوتا حاولت أن يكون ثابت بقدر المستطاع

– فيه إيه بتبص لي كدا ليه حبيبي

حاولت استجماع نفسها وهو لم يحد بنظراته عنها فاردفت بتوتر

-جود ممكن تطفي النور عايزة ارتاح..

جاء سؤالها بغباء لعقله الذي أكد له إنها تخفي شيئا فأردف بهدوء

– قومي غيري هنروح لدكتور تاني

نهضت كالملسوعة وصاحت بوجهه على غير عادتها

– هو إيه اللي نروح لدكتور تاني دي.. ماهو أنا كويسة.. مالك زعلان عشان مش هطلع اب تاني ولا إيه

كان ينظر لأنفعالات وجهها بثبات وهدوء مميت.. انتهت من ثورانها فنصب عوده يقترب منها بخطوات سلحفيه جعلت دقاتها تهرب من بين ضلوعها حتى اصطدمت بالجدار خلفها فحاوطها بذراعيه وهو يمشط بنظراته على جسدها بالكامل فهمس إليها همساً مميتا

– فيكِ إيه ياحبيبة جود بتهربي مني ليه.. مخبية عني إيه

عند عمر بالأسكندرية

دلفت سيلا إليه بقهوته.. ثم وضعتها أمامه على سطح مكتبه وجلست تنظر بشرود

رفع نظره من جهازه ينظر إليها فتوقف متجها إليها… جلس بجوارها يحاوطها بذراعيه

– مالك ياحبيبي؟.. سرحانة في إيه؟

وضعت رأسها على كتفها وانسدلت عبراتها على وجنتيها

– أنا تعبانة أوي ياعمر.. نفسي ارجع طفلة تاني… أخرجها من أحضانه ينظر إليها بذهول وتسائل

– مالك ياحبيبة عمر.. وليه الدموع الغالية دي

زفرة قوية خرجت من جوفها فتحدثت

– بابا صعبان عليا أوي هو وماما… وسفرهم في الوقت دا تعبني جدا.. أنا محتاجة ماما اوي

ضمها لحضنه ومسد على خصلاتها

– محتاجها وأنا موجود ياسيلا.. يعني أنا مقصر

هزت رأسها بالنفي وأجابته

– إنت جوزي وحبيبي وكل حاجه لكن هي أمي.. هي حناني هي دعوتي الحلوة وقت مااحتاجها هلاقي حضنها اللي ينسيني وجعي كله

كلمات كصاعقة ضربت صدره بقوة فأردف بشفتين مرتجفتين

– وجعك ياسيلا.. يعني شايفة إني ممكن اوجعك عشان كدا ممكن تروحي ترتمي في حضن مامتك

هزت رأسها واكملت

– أفهمني حبيبي.. مفيش بنت بستغنى عن أمها ابداً.. مش عارفة اوصلك إحساسي إزاي

توقف يواليها ظهره وتحدث بحزن:

– اللي اعرفه وافهمه إن الست طول ماجوزها بيعتبرها أغلى حاجة عنده بتكون مش محتاجة حاجة

توقفت ثم اتجهت إليه تلقي نفسها بأحضانه وتبكي بنشيج

– عمر حقيقي أنا تعبانة.. مش عارفة من ماسة ولا من ريان أخويا ولا زعلانة عشان بابا وماما كل اللي حساه إني تعبانة وبس ونفسي ارتاح ومش عارفة

خرجت من أحضانه تنظر لمقلتيه

– متزعلش.. أنا عارفة إنك مش مقصر بس معرفش مالي.. يمكن اللي حصل الفترة الأخيرة هو اللي وجعني اوي كدا

عند مالك أمام حمام السباحة

كان يجلس يستمع للموسيقى.. توجه إليه ريان وهو يطلق صفيرا ثم ضربه على كتفه وتحدث ساخراً

– لا.. دا اللي سمعته حقيقي يلا

ضيق عيناه واعتدل جالساً أمام والده

– مش فاهم حضرتك ياداد.. تقصد إيه..

جلس ريان أمامه وهو يطلق ضحكات صاخبة ثم انحنى يجذبه من تلابيب ثيابه فأردف:

– وأخيراً جيت تحت ضرسي ياحيلة ابوك مستني اليوم ده بقالي كتيير يلا مستني اللحظة دي

قهقه مالك ثم انحنى مثل والده واقترب منه مقوسا فمه وتحدث بتهكم:

– ومين قالك إستاذي العظيم إني مستني إنك تحطني تحت ضرسك.. رفع كفيه وداعب زر قميصه وهو يرمقه غامزا

– لو على موضوع تقى تبقى غلطان ياريو باشا.. أنا بعرفك مش اكتر

قالها مالك ثم تراجع بجسده يستند على كرسيه بفخر

جحظت أعين ريان ثم سبّه بسره وصرخ بصوته:

– قوم فز ياحلوف.. نسيت نفسك ولا أيه علم إيه اللي بتعرفهولي دا.. انا أبوك مش واحد صاحبك

رفرف مالك بأهدابه وهو يزفر ثم اتجه ببصره لوالده

– سامعك اتفضل..

ابتسم ريان بسخرية.. ثم نظر لاصابعه ينفخ فيهم ورجع بنظره لولده وتحدث

– تنزل الشغل مع اخوك.. وسيبك من موضوع الجيم اللي عايز تفتحه دا.. هو أنا كنت بعمل الشغل دا ليه عشان كل واحد منكم ينط لي بمشروع

كز مالك على شفتيه وكاد أن يدميها ثم انتظر إكتمال حديثه

-تلتزم بشركة من الشركات.. يعني هتنزل زي أي واحد محترم بيشتغل وتتعلم كل كبيرة وصغيرة عن الشغل.. الأول هتنزل زيك زي اي موظف ولما تتمكن من الشغل وقتها هسلمك الادارة

توقف وصاح بصوتا صاخب

– ننننننعم.. بتقول أشتغل زي أي موظف

دا ام بوسيبل ياداد.. ريح نفسك

نهض ريان وهو يضع يديه بجيب بنطاله واتجه ينظر للبسين وتحدث بهدوء

– فيه إجتماع بعد ساعة ونص بالضبط من دلوقتي.. قوم اجهز،، ومن أول النهاردة هتتعلم كل حاجة

توقف مالك بمقابلته وتحدث متهكما

– ولو معملتش كدا هيحصل إيه

استدار ريان ينظر لمقلتيه

– يبقى إنسى إني امشي في جوازتك وشوف مين هيوافق بيك.. والحمد لله انها طلعت بنت حازم يعني جاتلي على طبق من ذهب

قطب مابين حاجبيه وتسائل

– يعني إيه بنت حازم؟

– يعني مستحيل يوافق غير بيا.. فهمت ياشملول.. تحرك بهدوء ثم توقف امامه

– مالك أنا خلفتكوا عشان لما احتاجلكم الاقيكم جنبي.. ودلوقتي أنا خلاص تعبت والشغل دا كله لازم انتوا تستلموه

– بابا أنا عايز يكون ليا حياة مستقرة.. مش عايز حد يقولي اعتمدت على فلوس ابوك

أجابه ريان

– ماهو إنت كدا كدا هتعتمد على أبوك.. اي مشروع هتعمله هتحتاج فلوسه مش كدا ولا إيه.. وبعدين إنت هتشتغل بشهادتك

هو مش إنت حاسبات ومعلومات ولا إيه

❈-❈-❈

عند غنى وبيجاد

كانا يجلسان أمام الشاطئ يتسامران بالأحاديث..

– بيجاد هنسافر القاهرة إمتى حبيبي

رجع بجسده للمقعد خلفه وأجابها

– ساعة كدا.. هنسافر طيران عشان متتعبيش في العربية

وضعت رأسها على كتفه وحاوطت ذراعيه

– لو مش فرح أخواتي كنت مستحيل اخرج من باب بيتي.. خايفة أوي يابيجاد على الولد

ملس على وجنتيها بإبهامه وتحدث

– مين قالك ياحبيبي أن رعايتك هي اللي هتحميه.. غلطانه، رعاية ربنا هي الحامي.. أنسي ياغِنى لو سمحتِ عشان تقدري تعيشي

رفعت رأسها ونظرت لعيناه فكان قريبا منها.. وأردفت:

– نفسي أوي يكون ليا أولاد منك يابيجاد.. فاهمة كلامك دا .. أعمل إيه من حبي فيك عايزة يبقى ليا ولاد كتير

اقتربت من شفتيه وقبلته قبلة سطحية ثم وضعت يدها على دقاته التي تتقاذف بقوة بصدره وأكملت

– بحبك حب مش طبيعي.. ممكن تقول كدا حاجة زي جنون عشق.. لم تكمل حديثها عندما التقط ثغرها بخاصتيه لينعم بقبلة شغوفة.. فصلها عندما احتاج كلا منهما لتنفس.. ثم نهض سريعا ونزع كنزته واتجه للبحر وهو يحملها

– تعالي نعوم شوية قبل مانسافر هيوحشنا البحر.. وضعت رأسها بصدره عندما فقدت النطق والحركة حينما علمت بهروبه بتلك الطريقة

بالقاهرة بفيلا صهيب

اتجهت جنى تنظر لوالدها بعبراتها الغزيرة.. وتحدثت

– كنت محتاجة أبعد يابابا.. كنت عايزة أرتاح وأعرف اخد قرار ابني بيه حياتي

كان جالساً ينظر بنقطة وهمية ولم ينظر إليها.. اتجهت تجثو أمامه وأمسكت كفيه وقبلته

– بابا أنا آسفة حبيبي.. بس والله أنا قولت لعمو جواد يعرفك.. وكمان هو فهمني أنك هتتفهمني.. حبيبي لو سمحت متزعلش مني

سحب كفيه من بين يديها وتوقف متجها لغرفة مكتبه دون حديث

– اطلعي فوق.. مش عايزة أشوف وشك.. قالتها نهى ثم تحركت متجهة لغرفتها

عند جاسر

طرق على والديه الباب ثم دلف بعد السماح له بالدخول

– قالولي ماما تعبت.. ممكن أدخل

أومأ جواد براسه.. دخل جاسر متجها لوالدته يقبل جبينها

– ألف سلامة عليكي حبيبتي.. مالك ياماما

ربتت على ظهره وابتسمت

– أنا كويسة حبيبي.. شوية هبوط في الدورة الدموية

تحمحم جواد ثم تحدث

– جهز نفسك ياجاسر.. عشان نروح نطلب لك إيد فيروز من باسم

اتجه لوالده وتسائل

– ليه يابابا.. ماانا سألتها وهي وافقت

نهض جواد يحاوطه بذراعيه

– مينفعش يابابا حتى لو البنت امها اتبرت منها لازم نعملها اهل وبما إنها عند باسم فهنروح نطلبها منه.. أنا كلمته الضهر وقولت له

هز رأسه ونظر لوالدته

– ماما هتيجي معانا وهي تعبانة كدا.. اعتدلت غزل جالسة وتحدثت:

– أنا كويسة ياحبيبي ولازم اروح معاك.. توقفت وتحركت إلى أن وصلت أمامه وضمت وجهه:

– تعرف إن فرحتك دي أهم فرحة عندي.. ورغم إن كلكم غلاوة واحدة.. لكن إنت غير عندي

ضمته بحنان وآهة خرجت من جوفها تبعها عبرة وأكملت مستطردة:

– إنت القلب والحب كله.. إنت أغلى الغوالي عليا ياجاسر.. إنت أول نور دخل لقلبي بعد سنين عذاب وحزن عيشتها.. إنت اول إسم رجعلي اغلى الحبايب..

اخرجته من أحضانها ومازالت دموعها تنسدل كالوديان على وجنتيها

– اول ضحكة بريئة وصلت لقلب مامي.. مستكتر عليا الفرحة اللي بستناها بقالي سنين

أزال جاسر عبراتها بحنان وطبع قبلة عميقة على جبينها:

– حضرتك أعظم ام في الدنيا دي كلها.. وبحبك أد العالم ومافيه من كائنات

جذبه جواد ودفعه للخارج

– طيب روح أجهز ياعريس.. بدل ماأخليك ماتنفعش غفير حتى

رفع حاسر حاجبه بشقاوة كالأطفال

– غيران من إبنك ياجواد

صك جواد على أسنانه بغيظا

– جواد دا بيلعب معاك يابغل.. والله مااتلميت مافيه فرح

أسرع إليه جاسر يقبل كتفه وتحدث بشقاوته:

– مين قال كدا بس.. دا حضرتك سيد الناس كلها

جلست تتأملهما بحب ثم ابتسمت بسعادة على شقاوة جاسر مع والده

خرج جاسر ومازالت تنظر بشرود لهما.. اتجه جواد وجلس بجوارها.. ظل يرمقها بنظرات الحيرة فتحدث

– هتقدري تيجي معانا

نهضت حتى تهرب من سيطرة نظراته عليها.. وأجابته

– هجهز نفسي حالا

بعد قليل وصل جواد وجاسر وغزل لمنزل باسم… استقبلهما باسم بحفاوة

اتجه جواد بنظره في أنحاء المكان وتسائل

– فين فيروز مش باينة ليه؟

وضع باسم ساقا فوق الأخرى ونظر إلى أصابع يديه ثم نظر لجاسر

– بنتنا مش هتظهر على رجالة غريبة.. ولازم نشوف حضرة الظابط هيقدر على مهرها الأول ولا ولا

قطب جواد حاجبه وتسائل:

– وياترى إيه هو مهرها ياحضرة العقيد

مسح باسم على خصلاته وأرجعها للخلف وهو يرمق جاسر

– مهرها لبن العصفور.. ابنك يقدر يجيبه.. ماهي بنتنا غالية بردو

قوس جواد فمه وتحدث:

– قولتلي عايز لبن العصفور.. وماله ياحبيبي.. نجبلك لبن العصفور وريشه كمان

دنى منه ثم تحدث متهكما

– فز ياخويا شوف مراتك عايزين نشوف العروسة

بعد قليل وصل جواد وجاسر وغزل لمنزل باسم… استقبلهما باسم بحفاوة

اتجه جواد بنظره في أنحاء المكان وتسائل

– فين فيروز مش باينة ليه؟

وضع باسم ساقا فوق الأخرى ونظر إلى أصابع يديه ثم نظر لجاسر

– بنتنا مش هتظهر على رجالة غريبة.. ولازم نشوف حضرة الظابط هيقدر على مهرها الأول ولا ولا

قطب جواد حاجبه وتسائل:

– وياترى إيه هو مهرها ياحضرة العقيد

مسح باسم على خصلاته وأرجعها للخلف وهو يرمق جاسر

– مهرها لبن العصفور.. ابنك يقدر يجيبه.. ماهي بنتنا غالية بردو

قوس جواد فمه وتحدث:

– قولتلي عايز لبن العصفور.. وماله ياحبيبي.. نجبلك لبن العصفور وريشه كمان

دنى منه ثم تحدث متهكما

– فز ياخويا شوف مراتك فين.. عايزين نشوف العروسة.. قال لبن العصفور.. لبن لما يلوشك على وشك اللي معرفلهوش ملامح دا

قهقه باسم وهو ينظر لغزل

– آسف يادكتورة.. اصل جوزك دا قادر.. فبما إنا في محل والدها من حقي أأمن عليها بردو.. ماهو الراجل دا وابنه مايأتمنوش… قادرين، قادرين يعني

ابتسمت غزل إبتسامة خفيفة ونظرت لزوجها

– لا معندكش حق ياحضرة العقيد دا جواد مفيش منه

توقف باسم وهو يضرب يديه ببعضهما ثم تحدث

– هو أنا بشهد مين.. بشهد أم العروسة.. دا كله على ايدي يادكتورة ..

حك جواد ذقنه وأجاب باسم

– لا ياخويا وانت الصادق.. دا ابو العريس وامه.. اي خدمة.. قالها متهكما

خرجت فيروز بزيها البسيط ورغم بساطته إلا أنه كان أنيقا.. باللون الأزرق السادة.. وخصلاتها التي تركتها للعنان مع وضع لمسات تجميلية بسيطة

قدمت إليهم القهوة جميعا.. أشارت غزل بالجلوس بجوارها.. وبعد فترة من عرض الزواج.. وموافقة العروس،، قام جاسر بتلبيسها خاتم الخطبة ثم همس إليها

– حاطة ملح في القهوة يافيروزتي.. تمام.. اتجه بنظره إلي القهوة وأشار بعينيه

– شربتها من حبي فيكِ ياروحي

توردت وجنتيها وهي تنظر لجواد بخجلا وهمست حتى لا يسمعها غيره

– بس ياجاسر.. متكسفنيش باباك بيراقبنا

تراجع خطوة عندما إزداد خجلها من والده الذي كانت عيناه تحاوطتهما

حمحم جواد ثم أردف:

– بكرة هتيجي عندنا يافيروز عشان نعمل حنتك مع ياسمينا.. ريان هيجيب ياسمينا وتعملوا الحنة مع بعض والفرح هيكون في الفندق.. مش في البيت…

فركت يديها تنظر لباسم الذي علم بحالتها فحدث جواد

– ليه عندك ياجواد متخليها هنا.. ايه الفرق

استدار جواد وأجابه

– عشان البنات كلهم يكونوا مع بعض.. ماهو مينفعش أشتت الولاد ياباسم.. جاسر أخو أوس.. وزي ماعملت لدا هعمل لدا.. ولا إنت إيه رأيك

رفع بصره لفيروز وسألها

– لو عندك إعتراض.. قولي، في الأول والأخر دي حياتك إنتِ

اتجهت ببصرها لجواد وأردفت

– اللي عمو جواد يشوفوه صح يعمله.. ماهو أنا زي بنته بردو مش كدا ياعمو

نهض جواد وأومأ برأسه ثم تحدث

– كدا ياعمو.. عشان كدا مش عايز أفرق بينك وبين ياسمينا.. انتوا الأتنين زي بناتي.. بكرة هنكتب كتابكم كمان.. عايزة تتصلي بوالدتك يابنتي وتحضر معنديش مانع مهما كانت دي والدتك

ابتسمت بحزن وأردفت

– مالوش لزوم ياعمو.. هي خلاص اتبرت مني.. هز رأسه بتفهم

اقتربت غزل وأخرجت سلسال من علبة مخملية ووضعته بيد إبنها

– لبس دي لعروستك ياحبيبي.. دي هديتي ليها.. عايز تلبسهلها دلوقتي.. عايز تسبها لبكرة براحتك.. دي هدية نانا ياجاسر ليا وبما إنك أكبر أخواتك فمراتك الأولى بيها.. وهي بكرة تعمل كدا مع اولادكم.. ربنا يسعدكم ياحبيبي

اقتربت فيروز منها وابتسمت من بين دموعها

– ممكن أقول لحضرتك ياماما

رفعت غزل يديها إليها فهي شعرت بنفسها بهذه الفتاة التي وجدت من الدنيا حياة غير عادلة قساوة من بشر لا تمت للبشرية سوى أسما فقط

ضمتها لأحضانها وهي تربت على ظهرها

– حبيبتي تقولي اللي إنتِ عايزاه.. وطبعا انتِ زيك زي ربى وغنى.. اوعي تشكِ في يوم من الأيام هيكون فيه إختلاف

رفعت بصرها لجاسر وابتسمت ثم رجعت بنظرها لفيروز

– كفاية إنك واخدة أجدع وأحن شاب بالعيلة

بفيلا صهيب

كان يجلس بمكتبه مغمض العينين.. دلفت نهى وخطت تقف بجواره تمسد على ظهره

– هتفضل حابس نفسك كدا ياصهيب.. جنى مموتة نفسها من العياط جوا

نزلت دموعه بغزارة ثم تحدث بصوتا متحشرج

– هو انا ظلمتها يانهى.. ظلمت بنتي لما قسيت عليها واجبرتها تتجوز بواحد تاني

ربتت نهى على كفيه وتحدثت:

– متحملش نفسك فوق طاقتها ياصهيب.. دا نصيب هي لسة صغيرة، ويمكن مااتعلمتش من الدنيا كفاية.. ماتزعلش نفسك ومتزعلش منها هي ماهربتش هي راحت لعمها وابوها التاني واتكلمت معاه.. حبت ترتاح شوية وتعرف تاخد قراره

قاطعهم دخول عز يوزع نظراته بينهما

– مالكم قاعدين كدا ليه.. ثم اتجه لوالده

– فكرتك روحت مع عمو جواد يطلبوا فيروز

مسح صهيب على وجهه وتوقف

– مقدرتش.. أنا هخرج اتمشى شوية

توقف عز أمامه

– بابا حضرتك زعلان من جنى مش كدا

رفع بصره لأبنه وتحدث بإبانة:

– لو أنت شايف إنها عملت حاجه متزعلش يبقى مفيش داعي للكلام ياعز.. قالها صهيب ثم تحرك مغادرا

جلست نهى وهي تضع رأسها بين كفيه

– ليه كدا ياجنى.. ليه تكسري ابوكِ بالطريقة دي يابنتي

جلس عز بجوار والدته ثم قبل رأسها

– آسف ياماما لكن ضغطكم عليها هو اللي وصلها لكدا.. جنى مش العيلة الصغيرة ياماما اللي لسة هنرسم حياتها.. جنى كبرت دلوقتي.. غير إن الجواز دا مش غصب دا حياة كاملة وهي احق واحدة تقول أقدر ولا لا

تنهدت نهى بحزن وأجابت ابنها

– عارفة دا كله يابني لكن لما الأختيار يكون غلط لازم الأهل تدخل.. ابوك شاف إن جواد مينفعهاش.. ومقدرش يخسر اخته بالرفض فكان لازم يعمل كدا

اومأ عز متفهما ثم تحدث

– مش بالطريقة دي ياماما.. بابا للأسف غلط اوي بضغطه على جنى.. وشوفتي أخر ضغطه إيه.. أن جاسر متحملش يشوف خطيبته بتتوجع وجري عليها في عز أن جنى كانت عايزة اللي يطبطب عليها زي ماجاسر عمل مع فيروز

سحب نفسا وأكمل:

– كان لازم بابا يدي فرصة لجواد وجنى.. ووقتها لوغلطوا هيتحملوا غلطهم.. لكن مش بالطريقة الغلط دي

❈-❈-❈

بعد عدة ساعات

وصل بيجاد وغنى إلى حي الألفي.. قابلتهم الأسرة بترحاب شديدا.. ضم صهيب غنى

– وحشتيني اوي ياغنون.. كدا تهربي يابت ومتعرفيش عمك حتى.. هو جواد بس اللي له الحق.. قالها صهيب بمغذى

نظر إليه ولأول مرة يجد وجع أخيه الذي يحاول أن يداريه عنه.. تفهم جواد حالته عندما وجد جنى تقف بعيدا كالمنبوذة

تحرك جواد متجها إليها

– شوفتي مين اللي قلد غنون وعايز يعرف غلاوتها عند العيلة.. بس كله بتخطيط العبد لله

ابتسمت جنى ابتسامة لم تصل لعينيها عندما علمت بما يفعله جواد

اقتربت غنى تضمها

– مالوش لازمة تهربي عشان تعرفي غلاوتك ياجنجون.. إنتِ غالية حبيبتي من غير اي حاجة

فين ربى.. تسائلت بها غنى

بحث عز بعينيه بالمكان ولكنه لم يجدها اتجه سريعا يبحث عنها وجدها بالمطبخ تقوم بإعداد كيك الشيكولت الذي تعشقه أختها كثيرا

توقف على باب المطبخ وهو يعقد ذراعيه يراقبها بعيناه العاشقة.. خطى إليها يحاوطها من الخلف.. ثم أمال يقبل وجنتيها

استدارت تنظر إليه بغضب

– عز إيه اللي عملته دا.. لو حد شافنا يقول إيه.. عيب على فكرة

مد يديه يمسح الشكيولاته من على شفتيها

– حبيبي بيعمل شيكولاته ولا بيكلها

استدارت تبتسم إليه وتحدثت بطفولتها

– ياسلام هو مينفعش أدوق من اللي باكله ولا إيه.. دنى منها وهي تتحدث وتغمض عيناها الهالكة لقلبه ثم اقتطف قبلة بجانب شفتيها التي بها أثاراً لشكيولاته

حاولت السيطرة على نفسها من فعلته فتحدثت بصوتا مرتعش:

– عز هعيط والله عيب كدا.. الحاجات دي تتعمل في أوضة النوم.. متنساش فيه ناس في البيت.. وعلى فكرة انا مخصماك

قالتها مستديرة وهي تشعر بدقات عنيفة تخرج من قفصها الصدري..

– خلصتي.. هذا مانطقت به شفتيه

وضعت يديها على رخام المطبخ عندما شعرت بساقيها أصبحت كالهلام ولم تعد تحملنها.. هذا الرجل حتما سيؤدي بها إلى الهلاك

تفهم ماتشعر به.. فحاوطها بذراعيه وأزاح خصلاتها بجانب واحداً على عنقها

– حبيبي مبيردش ليه.. بقولك خلصتي تزيين الكيك

هزت رأسها ثم تراجعت تضع رأسها على صدره

– خلصت… قالتها بهدوء.. مما جعله يحملها مردفاً

– “طيب حبيبي لازم ياخد شاور عشان اخته جت وبتسأل عليه تحت.. وطبعا مينفعش نقابلها ووشنا كله تشكوليت كدا.. لازم يتغسل بالمظبوط وعلى هدواة

قابلهما صهيب عند الدرج وهو ينظر رافعا حاجبه بتساؤل:

– هو إيه يلا اللي بالمظبوط والهدواة.. ومالك شايل مراتك كدا ليه.. هي تعبانة ولا حاجة

انزلقت ربى سريعا من بين يدي عز وتوردت وجنتيها عندما اقترب صهيب ينظر إليها

– مالك ياعمو إنتِ تعبانة ولا حاجة.. الكل كان هناك عند بابا مشفتكيش

مط عز شفتيه ووقف أمامها عندما وجد خجلها وأردف:

– بقولك ياصهيب.. أنا كنت سامع إنك هتخرج تتعشى برة إنت وعمو جواد.. رجعت ليه ياحبيبي..

قطب صهيب حاجبه ينظر لأبنه ولم يصل لأجابته فهو تخيل تعب ربى ربما تكون حامل.. ولم يخطر بذهنه مما فعله عز

جذب عز بعيدا عنها.. ثم رفع ذقنها

– روبي حبيب عمو إنتِ تعبانة.. حاسة بإيه

مسح عز على وجهه بعنف وهو يكز على شفتيه متحدثا:

– ياختاااي يادي المصيبة.. الراجل دا هيموتني ناقص عمر.. جذب زوجته من ذراعيها

– تعالي يابنتي نروح اوضتنا الواحد معدش عارف يبوس مراته في البيت اللي فيه حرس الحدود دول

هنا حجظت عين صهيب حينما شعر بغبائه وماكان من حركة ابنه إلا أنه يداعب زوجته.. خرج سريعا يسب غبائه وشعر وكان أحدهم صعقه بقوة حتى وقف عقله

عند ريان ونغم

دلف لجناحه وجدها قد انتهت من حمامها.. تخرج بمأزر الأستحمام.. توقف ينظر لجمالها الذي مهما يمر عليه الكثير من السنوات فمازال جمالها الذي يعشقه..نعم إنها وحدها حبيبة قلبه التي لم يتغير نبضه إليها… تحرك بهدوء إلى أن وصل إليها، كانت تبحث بين ثيابها على شيئا ترتديه.. استنشقت رائحته التي تميزها من بين الآلاف.. استدارت فوجدته خلفها

– حبيبي وصلت إمتى؟

اقترب يضع وجهه في حنايا عنقها يستنشق رائحتها هامسا

– حبيبك شكله وصل متأخر أوي أوي.. ينفع كدا.. أهون عليكِ اخد شاور لوحدي

لكزته بكتفه وهي تطلق ضحكاته التي اذابته وحولته من عاشق لراغب.. ليقتطف ليلة بارعة من ليالي عشق الريان

بعد فترة

استندت نغم على ذراعيها وهي تنظر إليه فقد ذهب بسباتا عميق.. لقد أحست بالحزن على وضعه.. نهضت سريعا ثم اتجهت لمرحاضها اغتسلت وانهت إرتداء ثيابها متجهة لغرفة اولادها

تحركت اولآ إلى عمر.. وقامت بالطرق على غرفته:

– عمر إنزل تحت عايزة اتكلم معاك في موضوع ياحبيبي.. وفعلت مع حمزة ومالك كذلك

هبط أبنائها الثلاثة ومعهم ياسمينا

جلسوا جميعا حول والدتهم.. وهم ينظرون بتسائل

– فيه حاجة ياماما؟

كانت تقف بغرفة زوجها أمام النافذة تنظر بشرود للخارج استدارت توزع النظرات بينهم ثم تحدثت

– اللي هقوله دلوقتي هيكون بينا بابا ميعرفش عنه حاجة.. أومأ عمر رأسه بالموافقة ثم نهض متجها لوالدته

– ماما حضرتك كويسة

هزت رأسها بالأيجاب وتحدثت

– أنا كويسه ياحبيبي.. لكن بابا اللي مش كويس.. وزعت نظرها بين حمزة ومالك وتسائلت

– لحد إمتى هتفضلوا مكبرين دماغكم وسايبين باباكم هو اللي شايل كل حاجة.. هتفضلوا تدلعوا لحد إمتى.. ممكن تفهموني إيه اللامبالة اللي انتوا فيها دي.. ممكن أعرف إمتى هحس اني خلفت رجالة مش شوية عيال

سحبت نفسا وزفرته دفعة واحدة ثم جلست وحاولت السيطرة على إنفعالها

– بعد فرح ياسمينا كل واحد فيكم هينزل يساعد باباه في الشغل.. اتجهت بنظرها لياسمينا وأكملت

– حتى إنتِ لازم تتكلمي مع جوزك وتفهميه شغلك مع والدك شئ مفروغ منه

أنا مش هسكت لحد مايجي في يوم يتصلوا بيا ويقولولي جوزك في المستشفى.. هو بيعمل دا لمين.. أشارت بسبابتها ونظرت لمالك

-مش ملاحظ إنك كبرت ولسة زي ماإنت يااستاذ مالك.. حضرتك عديت الخمسة والعشرين ولسة معملتش مستقبل لنفسك.. لا وعايز تتجوز.. إثبت نفسك وبعد كدا يبقى تعالى وقولي ياماما أنا هعرف ادير بيت..

توقف مالك وتحدث:

-بابا اتكلم معايا ياماما.. وضعت كفيها أمامه وقاطعت حديثه

– آخر كلام قولته.. ومفيش غير اللي قولته يامالك.. سمعتني.. بعد فرح اختك مستحيل بابا ينزل الشغل لوحده تاني

قالتها ثم تحركت مغادرة.. دلفت غرفتهما وجدته مازال نائماً.. نظرت بساعتها ثم اتجهت متحركة تداعب خصلاته التي غطاها الشيب ثم أمالت تطبع قبلة عميقة على جبينه

– ريو حبيبي.. يلا ياكسلان الساعة بقت اتناشر.. أيه مش هننزل القاهرة.. فرح بنتنا بكرة ومعملناش حاجة

فتح جفونه بتثاقل وهو يتحدث بصوتاً متحشرج أثر النوم

– مينفعش نأجله يومين كدا لما اشبع نوم.. طيب لو كدا مش هتقوم برضو.. قالتها عندما طبعت قبلة بجوار شفتيه

جذبها حتى اصطدمت بصدره وهو يداعب وجنتيها ويطلق ضحكات صاخبة فأردف

-نغمتي بتغريني.. على العموم.. إغرائك راقني جدا حبيبتي

عند جواد

كان يجلس بالحديقة ينتظر غزل وهو يحاوط جنى التي تبكي بأحضانه..

– مكنتش عارفة إن بابا هيغضب أوي كدا ياعمو.. ربت جواد على ظهرها

– إهدي حبيبة عمو باباكِ من حقه يزعل ياجنجون وإحنا كنا عارفين ردة فعله هتكون كدا.. ليه بتعيطي دلوقتي

وصل جاسر إليهما

– بابا اتكلمت مع عمو ريان وقال هيجي على الصبح.. أنا هخرج شوية مع أوس عندنا مشوار مهم

هز رأسه متفهما وأشار بيديه

تحرك جاسر دون أن ينظر لجنى.. خرجت جنى من أحضان عمها وأسرعت خلفه

ظل جواد يراقب تحركها خلف إبنه.. ضغط على قبضته وحدث حاله

– ياخوفي ياجنى لتكوني بتحبي جاسر وواخدة جواد مسكن.. قاطعت شروده غزل

– جود بتبص على إيه.. نهض ينظر إليها بغموض ثم تحدث

– بقيتي كويسه ياغزل دلوقتي.. شايفك من وقت ماجينا من عند باسم وأنت مش قادرة توقفي على رجليكِ.. لو كدا بلاه العشا النهارده

هزت رأسها رافضة حديثه

– لا هنخرج.. عايزة أغير جو ودا مش هيحصل غير معاك إنت وصهيب

جذبها ضاغطا على خصرها

– لسة زي ماانت يازوزو بتحطيني مع صهيب.. مفكرة نفسك العيلة ام خمستاشر سنة

ابتسمت بمشاكسة ورفعت كفيها على صدره

– ولسة زي ماانت ياجود بعد السنين دي كلها بتحاول تخبي غيرتك المجنونة بالامبالة.. رفعت نفسها تطوق عنقه وأردفت:

– لكن نسيت إن غزالتك كبرت وبقت تعرف مداخل جوزها حبيبها كويس

حمحم صهيب وتحدث متهكما

– لو حبين اسيبكم تكملو وصلة الغرام معنديش مانع

تراجعت غزل للخلف وهي تحمل حقيبتها متجه لسيارة زوجها

– غلطان يادكتور.. باين عليك كبرت ياصهيب ومعنتش بتفهم في الوجوه.. اخوك حابب يرجع جواد ابو خمسة وعشرين سنة.. وبلاش أكملك السن دا كان إيه

ضيق صهيب عيناه ينظر لجواد

– دا شكلكم كبرتوا بالسن ولسة زي ماانتوا..

– جاسر.. صاحت بها جنى

توقف بمكانه ومازال يواليها بظهره… تحركت إلى أن وصلت أمامه وقفت تنظر إليه وتحدثت بصوتا متقطع

-” آسفة ” رفع كتفيه

– ليه تتأسفي.. هو أنا أمثلك إيه اصلا

نزلت دمعة شريدة من عيناها وأردفت بهمس

– “كل حاجة”.. قالتها متحركة سريعا لسيارة جواد الذي ينتظرها هو وغزل

استقلت السيارة بالخلف وهي تضع كفيها على فمها تمنع شهقاتها

زفر جواد ينظر لغزل التي نظرت مستفهمه عما صار.. تحرك بالسيارة دون اي ردة فعل

وصل للمكان المنشود

ترجل جواد ثم ترجلت غزل وبجوارها جنى متجهين لمكانا هادئ بأحدى المطاعم على نهر النيل.. وصل صهيب كذلك ونهى وجواد حازم الذي لحقهما بعد إتصال جواد به

جلس الجميع على طاولة بالمطعم .. دنت غزل من جواد وتحدثت بصوتا لا يسمعه سواه

– إيه الموضوع.. إنت جايب تصالح جنى على صهيب.. ولا تصالح جواد على جنى

رفع بصره لجنى حينها شعره ببعض تأنيب الضمير عندما لمح نظرة الألم في عينيها.. نظر لصهيب وتحدث حتى يتأكد مما يعتريه قلبه

– ان شاء الله هنكتب كتب كتاب جاسر على فيروز بكرة ياصهيب.. حضر نفسك

دمعة شريدة انزلقت من عينيها مسحتها سريعا حتى لا يلاحظها احدا.. ولكن كيف وقد التقطها جواد.. هنا ضغط بقوة على كفي غزل الذي كان يحتويه مماجعلها تتألم وتصرخ

– جواد.. ايدي، مالك… هنا فقط أتقن إنه شارك بخطئا فادح

أجابه صهيب:

– اكيد طبعا.. رمق جنى بطرف عينيه ثم تحدث.. مقولتليش إيه سبب العزومة الحلوة دي.. وبعدين مش غريبة على جواد بنته لسة جاية ويسبها ويعزمنا على العشا

امسك جواد الكوب بيديه وهو يلفه.. وكأنه لم يستمع لحديث كل إهتمامه انصب حول جنى بنت إخيه التي أصبحت علامة إستفهام كبيرة

طرق صهيب على المنضدة.. عندما وجد الجميع ينظرون إليه ينتظرون إجابته.. رفع نظره للجميع وتسائل

-فيه حاجة ولا إيه؟

كز صهيب على شفتيه وهو يضرب كفيه ببعضهما

– لا ياحبيبي جايين نتأملك..

زفر ناظر لصهيب..

– مزعل جنى ليه ياصهيب.. قالها جواد وهو ينظر لجنى

نظر صهيب للبعيد وأجابه

– أنا مش مزعل حد ياجواد.. أنا اللي زعلان.. لما حسيت إن ماليش إعتبار عندها.. إلتوت زاوية فمه بشبه إبتسامه عابثة واتجه بانظاره إليها وإلى جواد فتحدث قائلا:

– إيه الذنب اللي عملته ياجواد يخليها تعمل فيا كدا..

اقترب من جواد وأردف بإبانة:

– ذنبي اني عايز أحافظ على كرامتها.. ذنبي أني عايز أتاكد من حبهما لبعض.. قالها وهو يشير إليهما

سحب كما من الهواء وزفره دفعة واحدةثم أكمل حديثه:

– خلي فيه منطق واحد يقول.. قبل كام شهر كان بيحب واحدة.. وبمجرد انها اتخطبت فجأة شعر بحبه للتانية.. غير كلامه أنه حاول ياخدها مسكن

صوب نظرات لجنى وسألها

– من إمتى وجواد بيهمك ياجنى.. من إمتى وإنت بتحبيه عشان تاخدي موقف من باباكي وتدوسي عليه بكل قسوة كدا.. وتسيبي بيته وتمشي وكأنه ميهمكيش.. وأنتِ ماشية كدا مفكرتيش في حالتي أنا ومامتك

انسدلت دموعها بغزارة فكيف تشرح لهم مايؤلم قلبها.. كيف تبرر لهم اشياءو قلبها المسكين لم يستوعبها ولم يقو عليها

هدأ صهيب عندما شعر بأنفاسه السريعة وتحدث بهدوء

– لو شوفتي باباكي غلط فأنا يابنتي بتأسفلك اهو قدام عمك واللي إنتِ عايزاه هعمله ماهو مفيش أب بيتمنى التعاسة لأولاده

قاطعهم الجرسون الذي يقدم الأطعمة واضعا المنيو أمامهم منتظر أختيارهم للطعام

بعد لحظات سكون على الجميع نظر جواد للجرسون وطلب

– هات لنا قهوة كلنا يابني شكل العشوة انضربت.. ربنا يسامحك ياللي في بالي

انحنت جنى على كفي صهيب وقبلته ببكاء قائلة

– أنا آسفة يابابا.. سامحني مكنش قصدي ازعل حضرتك.. أنا كنت عايزة ابعد فترة عشان أعرف أنا عايزة إيه بالظبط

حمحم جواد ونظر لصهيب

– خالو صهيب لو سمحت متزعلش مننا ونفسي تباركلنا والله أنا بحب جنى مبلعبش بمشاعرها ابدا

ادمعت عين جنى وهي تنظر بنقطة وهمية هاربة من نظرات الجميع وتحدثت

– وأنا اكتشفت إني مبحبكش ياجواد.. يمكن اقترابنا من بعض في فترة معينة خلاني اتشتت وفكرت اني بحبك.. لكن الحقيقة لما قعدت مع نفسي لقيتك زيك زي اوس وعز

حاول جواد التماسك عندما أردفت بتلك الكلمات فكانت كالنيران الملتهبة التي اخترقت صدره لتحرقها:

– كذابة ياجنى.. انتِ واحدة كذابة.. بتقولي كدا وبس عشان ترضي خالو

هزت رأسها رافضة حديثه

– والله مابكذب ياجواد.. أنت زيك زي اخواتي.. هب كالملسوع يوزع نظراته بين صهيب وجواد

– شايفين.. شايفين ضغطكوا عليها عمل أيه.. عايزة تتنازل عن قلبها عشان ترضيكم.. ايه لسة فيه لعبة جديدة ياخالو عايز تعملها.. ضرب بكفيه على الطاولة

– انتوا عايزني اموت نفسي عشان أكدلكم اني بحبها ولا ايه

توقفت جنى أمامه وصرخت بوجهه مما جعلت كل من بالمكان ينظرون إليها

– أنا مبحبكش ياجواد.. دي الحقيقة اللي اكتشفتها.. كفاية بقى وجع لحد كدا

كان صهيب يستمع بذهول مما تقوله ابنته.. هل ماخمنه حقيقة.. هل لعبته انقلبت على ابنته.. نظر لجواد الذي كان جالسا ينظر بشرود وكأنه لم يستمع إليهما ولكن هناك حريقا شب بقلبه وكيف عليه إطفائه

نهضت غزل عندما وجدت هدوء زوجها وجذبت جنى للجلوس

– جنى الناس بتبص علينا مينفعش كدا.. ثم اتجهت لجواد

– وأنت مينفعش تصرخ كدا إحنا في مكان عام.. جمع جواد اشيائه

– لا عام ولاخاص يامرات خالو.. أنا ماشي

قالها جواد ثم تحرك سريعا

ساد صمت مختنق بحزن أكبر من إستيعاب الجميع لحديثها،، قاطعته نهى وهي تنظر لجنى

– انا مش عارفة إنتِ عايزة إي ياجنى.. لما إنت مبتحبيش جواد.. ليه مشيتي.. وليه زعلتي مننا.. حقيقي يابنتي مش عارفة انتِ عايزة إيه

بكت بنشيج لم تعد تسيطر على حالها فتحدثت من بين بكائها

– عايزة اموت وأرتاح ياماما.. أهو ارتاح وأريحكم مني.. جذبتها نهى لأحضانها

– بعد الشر عنك ياحبيبة ماما ليه بتقولي كدا

نهض جواد يبسط يده إليها

– تعالي نتمشى شوية ياجنجون.. الجو حلو وأهو ناكل درة مشوي إيه رأيك

عند أوس بغرفته

دلف جناحه الذي سيمكث به.. وسيكون عش الزوجية.. ووضع بعض الأشياء التي كانت تنقصه.. دلف ياسين إليه

– كدا تمام ولا لسة ناقصك حاجة

ربت على كتف اخيه

– تسلملي حبيبي.. كله بيرفكت.. بشكرك جدا ياياسو عقبال لما نتعب لك ياحبيبي

ضمه ياسين بحب اخوي

– ربنا يسعدك ياحبيبي.. تحرك أوس للخارج بعد انتهائه من كل شيئا

– عمو ريان زمانه على وصول للمطار هروح استقبله.. سلام ياكوتش

عند بيجاد وغنى

كانت تتسطح على الفراش وبيديها كتابا تقرأه.. خرج بيجاد من المرحاض

– اجبلك حاجه تاكليها ولا إيه

هزت رأسها رافضة:

– لا ماليش نفس.. إنت خارج ولا إيه

وقف أمام المرآه وقام بتمشيط خصلاته ورش عطره الذي فاحت رائحته حتى تسرب إلى رئتيها

أغمضت عيناها تستنشقه بلذة.. رآى إنعكاس صورتها بالمرآة.. تحرك متجها إليها

– غنايا مالك.. فيه حاجة بتوجعك

أحاطته بذراعيها تمسد على خصلاته بحنو بالغ.. ثم دفنت رأسها بعنقه تستنشق رائحته مغمضة العينين تكبح غلالة من الدموع تجمعت بمقلتيها عندما شعرت بإستيائها من نفسها.. وكأنه شعر بها

اخرجها من أحضانه ينظر لمقلتيها

– مالك حبيبي؟ فيكِ إيه تعبانة

رفعت بصرها إليه تكاد تسمع دقات قلبها من فرط اضطرابها من قربه ورائحته التي اصبحت ملجأها الوحيد.. ثم هزت رأسها

– لا مفيش.. كنت عايزة أحضنك بس

كانت تفرك يديها بالغطاء الذي يوضع على ساقيها.. نظر لحركة أصابعها ثم رفع ذقنها

– هنزل على البوابة اجيب حاجة وراجعلك

اديني خمس دقايق بس.. قاطعهما طرقات على باب الغرفة… دلفت ربى بعد السماح

وهي تحمل كيك من الشيكولاته وتنظر لغنى بشقاوة

– محبتش اجي ازورك بأيدي فاضية

ضحكت غنى بصخب وهي تفتح أحضانها لأختها

– وحشتيني أوي ياحبيبة غنى.. وضعت الكيك بجوارها وألقت نفسها بأحضانها

– إنتِ كمان ياغنون.. وحشتيني، والولد حبيب خالته دا..

تحرك بيجاد وهو ينظر لربى

– هنزل تحت شوية خليكي معاها لما أرجع

هزت رأسها بالموافقة وتحدثت:

– لو عايزني ابات معاها كمان معنديش مشكله

اخذ هاتفه وهو يغمز بطرف عينيه لغنى

– لا ياختي مستغني عن مبياتك… مراتي مبتنميش غير في حضني انا وبس وانتِ كمان مالكيش حضن ولا إيه

توردت وجنتي ربى خجلا من حديثه.. فأستدارت لغنى وهي تغمض عيناها

رفعت غنى حاجبها

– بيجو حبيبي.. شوف رايح فين ياقلبي وماتقطعش الجوابات.. عايزة اقعد مع أختي شوية

❈-❈-❈

مساء باليوم التالي

تجمع الجميع بمنزل جواد لعقد قران جاسر وفيروز التي وصلت بطلتها التي خطفت قلوب الجميع.. كانت ترتدي فستان من اللون الأخضر الذي اظهر جمال فيروزتها بشكل مباح للجميع وبقصته الضيقة من خصرها وتنزل بوسع فياض للكاحل.. وحجابها الذي ترتديه لأول مرة مماجعلها كأميرة تخرج من إحدى القصص الكرتونية..

كانت حفلة بسيطة تضم العائلة فقط.. جلس الجميع بحديقة المنزل.. بحث جاسر بعينيه عن جنى ثم اتجه لعز وسأله:

– فين جنى ياعز؟

استدار عز وأشار بيديه بجانب جواد وأجابه:

– قاعدة جنب عمو جواد أهي.. اتجه جاسر إليهما.. كانت تنظر للأسفل بعينين ذابلتين وقلباً ممزق.. استعمت لصوته فرفعت بصرها إليه ثم ابتسمت بخفوت عندما سألها

– إيه رأيك ياجنجون.. أنفع أكون عريس يابت ولا إيه

دفعه والده

– امشي ياجاسر روح هات خطيبتك عشان نكتب الكتاب.. ايوة ياخويا عرفنا إنك عريس ياشملول

رفع حاجبه بسخرية لوالده

– ايه ياحج.. هو انا جيت جنبك.. انا بسأل جنجون.. مالك انت بس.. أوعى تكون غيران عشان غزالتك مش هنا

أخذ جواد نفسا ثقيلا حتى يريح قلبه المتألم على تلك الملاك التي بجواره رفعت نظرها ووزعت نظراتها على وجهه وجسده بالكامل ثم قالت بصوتا ضعيف

– حلو ياجاسر.. وأحلى عريس شافته عنيا

فرغ شفتيه بعدم تصديق ثم دنى بجسده منها وهمس:

– تعرفي الولد جواد لو سمعك بتقولي كدا ممكن يعمل فيا إيه.. هيموتني ياجنى.. بلاش وحياتي عندك تتغزل فيا قدامه.. عايز ادخل دنيا الأول ياناس

اتجهت بنظرها لجواد حازم وتقابلت النظرات بينهما للحظات ثم رجعت بنظرها لجاسر وابتسامة من عيونها قبل شفتيها

– ولا يقدر يقرب منك.. خليه بس يقرب وشوف هعمل فيه ايه

مسك جاسر قلبه بتصنع وتحدث

– آه ياقلبي.. قلبي المسكين لم يتحمل ذاك

رمقه جواد بسخط عندما شعر بالحرارة تتسرب إلى جسده من إقتراب ابنه من تلك البريئة وتحدث بصخب

– روح هات عروستك يالا.. هتحايل عليك.. شوفها عند ربى دلوقتي.. أصل والله ارجع في كلامي

عقد جاسر حاجبيه مستغرب حالة والده

– مالك يابابا.. ليه العصبية دي كلها؟

اشار للمأذون الذي وصل

– المأذون جه يااستاذ يارب تتحرك بقى

رسم قناع بارد فوق ملامحه أمام ابنه حتى لايخرج عن سيطرته ويلغي حفلته

شعر جاسر بأن والده ليس على مايرام.. تحرك بهدوء ذاهبا لخطيبته

وصل لمنزل عمه.. قابلته ربى وغنى وهما يتحركون متجهين لحفلة عقد القران وبينهما فيروز.. توقف ينظر لجمالها الذي سلب قلبه قبل عقله

أمسك كفيها وتحدث بعيونا سعيدة

– بعد دقايق هتكوني مراتي يافيروز.. عارفة دا معناه إيه

حمحمت غنى:

– نحن هنا ياجسورة.. وسيب ايد البنت لما تبقى مراتك يبقى أمسك براحتك.. قالتها غنى ثم جذبت فيروز وتحركت متجه للجميع

اجتمع الجميع حول الطاولة التي يعقد عليها عقد القران.. كان جواد يحاوط بنت أخيه بأحضانه.. يشعر بما تشعر به ولكن ليس بيديه شيئا.. اتجه بنظره لجنى التي تضغط على شفتيها حتى لاتنزلق عبراتها وينكشف أمرها أمام الجميع.. ولكن هناك أعين اخرى كانت تراقبها.. ظل جواد يضمها بحنان أبوي ويتحدث معها حتى ينسيها تلك اللحظات المؤلمة لقلبها ولكن قاطع حديثه عندما سأل الشيخ المسؤل عن عقد القران

– من وليك ياابنتي… اتجهت فيروز بعيناها لجواد وتحدثت بما صدمه:

– عمو جواد الألفي

هنا صدمه جعلته غير قادر على الكلام وكأن لسانه شل.. اتجه ببصره لباسم الذي أومأ له بعينيه

انتهى عقد القران واصبحت فيروز زوجة جاسر قانونا وشرعا في فرحة عامرة بين الجميع سوى بعض الأشخاص الذي تلاعب بهما القدر

جذبت غنى وربى فيروز إلى داخل المنزل سريعا ليحتفلون.. جلس عز بصمت وكأن نيران تأكل صدره بضراوة.. ود لو حطم كل شيئا أمامه عندما وجد عبرات اخته تحرق وجنتيها وهي تنظر لجاسر حينما كان يردد خلف المأذون.. كانت نظرات ألماً وحسرة

تحرك عز مغادرا المكان عندما شعر بلهيب سيحرق الأخضر واليابس.. بينما بالداخل هناك قلوبا تتراقص فرحا .. وصلت ياسمينا لأعداد حفل الحنة

وقامت الفتيات بالرقص والأغاني.. فتحت ربى الكاسيت الذي أذاع صيته بالمكان

“انا لما بحب”

قولي لأمك يا بنت

جاية الليلة اطلب ايدك

ولا بعمري عاقل كنت

وحياة الإله بريدك

عشتا بطول وعرض الدني

مابعمرو راسي بينحني

لما دخلتِ بعمري غِني

من عمري انشالله يزيدك

انا لما بحب بحن بجن

بهدم بحرق بقلب جن الروح بغيباتك بتحن

بتنده وينك

انا لما بحب بكفي بدربي بدوب بلحظة مني تقربي

بتضحك روحي بيفرح قلبي بضحكة عينك

بيك غلّى المهر كتير

فكرو بيغلى عليكِ الغالي

بيك عجزني ت يصير

عليي نجم وصولك عالي

لو فيي ألماس بجيب

ما بعمرو بيغلى عالحبيب

بيرخصلك عمري و بطيب

أنا دمي ومالي

انا لما بحب بحن بجن

بهدم بحرق بقلب جن الروح بغيباتك بتحن

بتنده وينك

انا لما بحب بكفي بدربي بدوب بلحظة مني تقربي

بتضحك روحي بيفرح قلبي بضحكة عينك

غمزيني بعينك ياروح

بغمزة ببيع الكون وهمو

ع أبعد دنيا منروح

بيرخصلك هالقلب و دمو

ميلي بخصرك صوبي ميلي

تغنجي عليي تغميلي

ابني ع ذوقك سميلي

وعد تكوني وحدك امو

غمزيني بعينك يا روح

بغمزة ببيع الكون وهمو

ع أبعد دنيا منروح

بيرخصلك هالقلب و دمو

ميلي بخصرك صوبي ميلي

تغنجي عليي تغميلي

ابني ع ذوقك سميلي

وعد تكوني وحدك امو

انا لما بحب بحن بجن

بهدم بحرق بقلب جن الروح بغيباتك بتحن

بتنده وينك

انا لما بحب بكفي بدربي بدوب بلحظة مني تقربي

بتضحك روحي بيفرح قلبي بضحكة عينك.

كانت الفرحة تعم القلوب مع رقصات البنات.. بعد قليل انضمت إليهم جنى وحاولت الخوض بسعادتهم عندما أقنعت نفسها إنها لم تكن عائقا لسعادة هذه العائلة

بينما توقف جاسر بالخارج وهو يرسل رسالة لزوجته التي سُلبت أمام عينيها حتى قبل مباركته إليها

وصل بيجاد ينظر إليه بشماتة

– واقف كدا ليه يا عريس مش عيب تبص على البنات وهم بيرقصوا

رمقه جاسر بتهكم واجابه

-وحياة ابوك مش نقصاك.. أمشي من قدامي.. مش كفاية مراتك اللي خطفت مراتي قبل حتى مااقولها مبروك

دنى يهمس له

– واللي يجيب لك مراتك لحد عندك تعمله ايه

استدار جاسر واضعا اصبعه على انفه يمسحها بتفكير قائلا

– اللي انت عايزه يانسيب.. بجد

قهقه بيجاد عليه.. ثم تحدث

– ابوك الظريف عايز ياخد مراتي تبات معاه الليلة قوله عيب لولا إنها حامل كنت اخدتها وبتنا في بيتنا لكن للأسف مينفعش أمشي بيها وخصوصا شايفها مبسوطة بيك وبحفلة الزفت بتعتك

يتبع..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية تمرد عاشق 2)

اترك رد

error: Content is protected !!