روايات

رواية عشق القاسي الفصل الثالث عشر 13 بقلم أسماء العمري

رواية عشق القاسي الفصل الثالث عشر 13 بقلم أسماء العمري

رواية عشق القاسي البارت الثالث عشر

رواية عشق القاسي الجزء الثالث عشر

عشق القاسي
عشق القاسي

رواية عشق القاسي الحلقة الثالثة عشر

دائما نبني أحلامًا وردية توقعات خيالية في مخيلتنا الصغيرة ونتجاهل الواقع فنتفاجئ به يهدم كل ما بنيناه منذ لحظة الحلم الأولى ولا يبقى سوى مجرد فتات نبكي عليه أبد الدهر ونحن نلعن الواقع بكل ذلاته المهينة ونكون من البداية نحن المخطئين لأننا نبكي على سراب……
فاقت مروة وهي بتئن بضعف وألام مضاعفة في كل مكان بجسدها ،مفيش مكان من غير ذكرى مهينة لليوم الأليم ده
غمضت عينيها بضعف وألم ودموعها ولعناتها بتندب غباء نتيجته هتعيش معاه سنين عمرها إللي باقية
خلاص هي بقت مجرد جثة فيها روح بتئن وتندب لحظة غباء فكرت نفسها فيها بطلة وهي بتواجه وحوش بشرية مشافوش فيها غير فريسة وحيدة بتواجه لوحدها وبتحاول تتشجع وتنقذ صحبتها بس بقت هي مكانها
ضحكت بسخرية لإن زمان زينب هي كمان بقت زيها مجرد روح في جسم ميت
بكت مروة بصمت وهي حاسة بكل عضلة في جسمها بتلعن دماغها والغباء
هي فعلا مش عارفة إزاي فكرت كدا ،يعني جاتلها الفرصة وهي بغبائها رفصتها أيوة إزاي هتواجه وكر ملئ بالأفاعي وهي جواه ونسيت حقيقتها المجردة إللي دايما الزمان بينسيه لأي واحدة إنها حواء يعني مجرد ست
إن كان حد غلط في إللي هي فيه فالحد ده مروة لأنها فكرت أو نفسها سولتلها إنها هتنفذ نفسها وصحبتها وتطلع سليمة
مكنتش عارفة هي فين ؟ وما إهتمتش لأن إيه إللي هيفيد معادش حاجة في الدنيا تفيد بعد إللي خسرته ويخليها تتمنى الموت كل لحظة وكل ساعة وفي كل ركعة لأن نفسها مش هتقدر تستحمل اللوم ده طول حياتها دا إن فضل فيها حاجة أصلا
مكنتش عارفة الوقت إمتي بس كل إللي جه في بالها أهلها وصحبتها ايه مصيرهم
بصت حواليها وحاولت تتعدل وكانت في مكان غريب لكنه نضيف جدا زي ما تكون في شقة حد بس مين ده ؟ وعرف مكانها منين ؟
ليه هتقوم دخلت بنوتة شابة دخلت تطمئن عليها ولقتها صحيت
ابتسمت وعي بتقولها : حمدلله علي سلامتك ،قلقتينا عليكي
مروة : آنتي مين ؟
: إسمي هاجر ممرضة في المستشفى إللي آنتي كنتي فيها
مروة مش فاهمة : أنا كنت في مستشفى ؟
هاجر : آنتي بقالك يومين
شهقت مروة بخضة : يومين بحالهم ؟ ليه أنا حصلي إيه ؟
هاجر : اطمني آنتي بخير بس
مروة عقدت حواجبها : بس ؟ بس إيه ؟ أنا حصلي حاجة ؟ فيه إيه ؟
هاجر : آنتي أكيد عارفة إنك تعرضتي لحالة واعتداء عنيفة و
قاطعتها مروة ودموعها اتجمعت في عيونها : فهمت أنا فهمت
وانهارت وهي بتقولها : أنا إللي عملت في نفسي كدا ،أنا إللي وصلت نفسي للي أنا فيه ده
هاجر قربت منها وحضنتها : طب اهدي الحمد لله إنك بخير
مروة : بخير ؟ وهو فين الخير ؟ إيه الخير إللي ورا إللي حصلي ؟ أنا ضعت ضعت يا هاجر ،أهلي هيوطوا راسهم في الارض
هاجر بإعتراض : وهو إللي حصل بمزاجك ؟
مروة بسخرية : وايه الفرق ؟ مش النتيجة واحد في الاخر إني بقيت سلعة مستعملة مبقتش تصلح لأي حاجة في الحياة غير إن هي تروح تموت نفسها اريحلها من نظرات المجتمع ؟
هاجر : لا تفرق والفرق هنا إنك آنتي الضحية مرحتيش رميتي نفسك في الحرام دا وضع آنتي اتجبرتي عليه
مروة : يا تري الناس بتفكر بنفس الطريقة ؟
هاجر : المهم آنتي
مروة : لا الناس أهم ، لأن أنا مش عايشة في الدنيا لوحدي ،أنا في مجتمع هيغلطني ويعملني خاطية
هاجر : ربك مطلع وعارف قولي يارب قويني وهو مش بس هيقويكي دا هيوريكي الخير إللي لسه مخبيهولك ، متنسيهوش مفيش أكبر منه ، مفيش أكبر من رب عارف ومطلع علي القلوب مش ناس بتاخد باللسان وتنقل وتجود عليه
مروة بصتلها : عاوزة أكلم ماما
هاجر : ثواني
خرجت هاجر ورجعت علطوول ومعاها موبايل : حافظة رقم حد من أهلك ؟
مروة : نهال أختي وزينب صاحبتي أي واحدة فيهم هتوصلك لأهلي بس ما اعتقدش زينب تصلح ان أرن عليها لأنها في الوضع إللي أنا فيه ويمكن أسوء ،أنا معرفش عنها حاجة ومعرفش وصلولها هي كمان ولا ربنا نجاها
هاجر : مالها ؟
مروة : اكتبي الرقم ***********
عند زينب قاعدة في الجنينة في بيت إلياس كانت قاعدة وكان شكلها غني عن أي كلام فقط قاعدة سرحانة وساكتة مش بتتكلم مع حد ولا بتبكي ولا أي حاجة زي ما يكون ما عدش عندها طاقة لا تبكي ولا تتكلم ففضلت السكوت
جات والدتها ابتسمت وهي شايلة الاكل وقعدت جمبها وحطت الاكل ادامها ابتسمت صباح : بقالك سنين ماكلتيش من أيدي فدخلت المطبخ النهاردة وعملتلك كل الاكل إللي آنتي بتحبيه
طبعا صباح عارفة إنها بتكلم نفسها لأن زينب مش مركزة ولا مع أي حرف قالته حاولت تأكلها بس هي بصالها وبس
سمعت زمارة عربية فكرت إنه إلياس وفعلا ثواني وكان بيركن العربية وفي دخلته شافها قاعدة مع مامتها في الجنينة وقعد يفكر هل دي البنت إللي شافها في البنك أول مرة وإللي كانت بتدعي ادامه الشجاعة وبتحاول تتشارس معاه وكانت حيوية حتى لو كانت خايفة وحزينة لكن دي سرحانة ووشها شاحب وكإنها جسد بلا روح
قرب منهم إلياس : صباح الخير!
صباح بحب : صباحك فل يا حبيبي ،أقعد أفطر معايا ،يمكن تفتح نفسها دي ما بتنطقش حتى
إلياس : ما أكلتش ؟
بصتله زينب وإتأملته ولاول مرة من لحظة انهيارها الأخيرة إنها تاخد بالها من وجوده بصتله بهدوء : إنت ؟ بتعمل إيه هنا ؟
ابتسم إلياس وقلبه وجعه علي حالتها وحس لأول مرة في حياته بتأنيب الضمير وبيبصلها خايف عليها لإنه لسه هيعمل فيها جوازه بيها هيكون بمثابة خنجر في قلبها
صباح ضحكت : إحنا إللي عنده يا حبيبتي ،هو مستقبلنا في بيته
زينب وكإنها انتبهت : وإنتي كمان يا ماما ؟ أنا مش فاهمة أي حاجة هو إيه إللي حصل بالظبط ؟
قرب إلياس من كرسيها وبصلها : آنتي بجد مش فاكرة أي حاجة ؟
زينب بدأت ترجع بدماغها للمكالمة بينها وبين مجدي وشهقت : ماما هو إيه إللي حصل ؟
إلياس : مفيش مجرد إنهيار وذكريات في عقلك الباطن خرجت للسطح متبقيش تكبتي جواكي تآني ، لازم تتابعي مع دكتور وأنا هكون معاكي
قعد وبص لعمته : المأذون هييجي بعد العصر هنكتب الكتاب النهاردة
زينب أخدت بالها : ممكن تفهموني فيه إيه ؟
صباح : إلياس طلب أيدك للجواز وأنا وافقت
زينب : كدا من غير ما أعرف ؟ من غير ما تقوليلي حاجة ؟ ولا تقوليلي آنتي جيتي إمتى وليه ؟
إلياس قام : عند ميعادنا يا عمتو اتكلمي معاها بهدوء
سابهم ومشي وزينب بصت لمامتها : آنتي هنا من أمتي ؟ عملتيها ازاي ؟
سكتت بتفكر رجعت سألتها : بابا عارف مكاني ؟ ساكتة ليه ؟
صباح بصتلها ولعنت نفسها إن حياة بناتها اتدمرت و وصلت للمرحلة دي وكل واحدة فيهم بتواجه مصير أسوء من التانية
صباح : أنا عارفة إني كان لازم أعمل الخطوة دي من زمان يا زينب ،يمكن آنتي واختك مكنتش هيوصل الحال بيكم لكدا أنا إللي الغلطانة لأني ضعيفة وساكتة وبستسهل
زينب : الخطوة متأخرة بس السؤال بابا عارف مكاني ؟
صباح : اطمني باباكي مختفي بقاله أسبوع اعتقد كدا إنه نفذ تهديده واتجوز وأنا لحقت كرامتي بدل ما بيجي ويطلقني يطردنى بعد العمر ده كله امشي واجيلك عنوانك كنت ليه محتفظة بيه ،ومتقلقيش محدش يعرف عنه أي حاجة ،أختك مع جوزها وابوكي لقي إللي شبهه قلت اجي أحط همي علي همك
زينب : متأكدة إن منة مع جوزها
صباح : هما طلعوا من حياتك خلاص يا زينب ،كل واحد حد نصيبه وسيبي الماضي للماضي يا حبيبتي و وافقي علي إلياس ،إلياس هيحافظ عليكي ويسعدك وهيحميكي ودا الاهم وهيكون ضهرك وسندك في الدنيا واموت وأنا مطمنة عليكي آنتي واختك خلاص الماضي بقي للماضي
زينب بشرود ودموعها لمعت : معرفش إذا كلامك صح ولا غلط بس تتمنى إن كلام مجدي يكون مجرد تهديد وإنه ميكونش مستنيها زي ما قالها ويا ترى ناوي علي إيه ؟
زينب بصت لمامتها : آنتي تعرفي إلياس منين يا ماما ؟
صباح بصتلها بتوتر : أيوة اعرفه
زينب : أيوة تعرفيه منين ؟
وفجأة زينب افتكرت أول يوم قابلته فيه في البنك لما دخلت ولقيته ماسك صورتها هي وابوها وامها وكأنه عارفهم وخدش نفسه بقوة وقتها وساعتها مفهمتش ردة فعله لما سابها ومشي وكإنه يعرفها
صباح سكتت وطال سكوتها وزينب بصتلها : ياه كل ده حصل وأنا معرفش
بصتلها صباح بإستغراب فكملت زينب بسخرية : علي أساس إنك تتكلمي آنتي ساكتة ليه ؟
صباح : مش عارفة اقولك إيه ؟
سابتها صباح وقامت : جهزى نفسك ، آنتي وكيلة نفسك وزي ما إلياس قالك الجواز النهاردة
زينب وقفت بسخرية : أمم دا علي أساس أي ؟ إني مليش وجود ؟ مليش رأي ؟
صباح : آنتي أكيد عمرك ما حلمتي بواحد زي إلياس كامل مكمل يعني مثالي زي ما بيقولوا
زينب سابتها وطلعت لفوق ووقفت ادام الاوض مش عارفة أي أوضة هي قاعدة فيها هي أصلا مش فاكرة أي حاجة فيه حلقة مفقودة في النص هي مربط الأحداث لأنها مش فاكرة هي جرالها إيه بعد المكالمة
دخل إلياس الاوضة وخلع جاكت البدلة والقميص وفضل صدره عاري ورمي نفسه علي السرير ودموعه لمعت وهو حاسس إنه محاصر
بين لوجي وجوليا وزينب
لوجي عاوزة تنتقم لأمها وخوفها السنين إللي فاتت وتشردها وعندها حق هي المشكلة إن عندها حق بس في مين ؟ في أللى كان السبب هو كمان له حق ويمكن أكبر من لوجي بس من إللي كان السبب ومين كان السبب ؟ فهمي السيوفي دخول زينب جوا الدايره دي غلط بيزود الغلط آكتر بإنتقامهم من الشخص الغلط إيه هيفيد لو انتقموا منها والهدف ينتقموا من أبوها واذا كان أبوها مش فارقاله بنته ولا غيرها أصلا يبقي لازمته إيه الانتقام
جوليا البنت إللي وقفت جمبه وهو بيواجه الموت وضحت بشغلها وفضلت وراه ومعاه بتحاول تساعده وتعليه وتوفرله الحب و السكينة بغض النظر عن أفكارها وافكار المجتمع إللي عايشة فيه إللي بالنسباله عادي بنت تعيش مع واحد من غير جواز لأن اعتقد أوروبا اكترها بيفكر كدا ، جوليا عملت كتير عشانه ووقفت جمبه وساعدته وبقت تتأقلم علي حاجات كتير عكس طبيعتها لأنها حبته أكيد لأن الست متعملش كدا لأي راجل غريب إلا إذا حبته ومكافئته ليها بعد كل ده يتجوز
فكان يستاهل رد فعلها ده
إفتكر الحوار إللي دار بينهم من يومين لما عرض عليها كلام صباح ورد لوجي
بصتله والدموع في عنيها : وأنا شو يخصني ؟
اتفاجئ برد فعلها متوقعش إنها تقول كدا توقع تهد الدنيا وتتمسك بيه
إلياس : يعني إيه ؟
حاولت تتماسك وهي بتخبي وشها ودموعها : يعني هي حياتك إنت حر فيها نعيشها متل ما بدك مو متل ما بدي ،انا عادي صديقة
إلياس : آنتي مش صديقة آنتي آكتر من كدا ،آنتى حبيبة
ضحكت جوليا بسخرية : لا لا لا تقول هيك ،لا تحاول تجبر خاطري أنا مو زعلانة ،أنا رضيانة بمجرد صديقة لا تخاف
وهاي حياتك بتختار فيها ما بدك
مسك أيديها وحاول يواجه عيونه بعيونها : آنتى حبيبتي ،فاهمة ،زينب في حياتي مجرد مرحلة وهتعدي ،جولي! أنا مليش غيرك وبسمعك تآني زينب مرحلة أيا كان الوقت إللي هتاخده المرحلة دي لكنها ليها نهاية فاهماني ؟
جوليا : أوكي براحتك بس أنا راجعة أثينا واليوم
كانت صدمة لإلياس : راجعة ؟ ليه ؟ يعنى بقولك عشان ترجعي ؟ أنا بقولك عشان تكوني جمبي عشان متخافيش لمجرد إن بنت دخلت حياتي بس وتعرفي إن مهما حصل آنتي الأولي والأخيرة في حياتي
جوليا : هاد الافضل إنت بتعرف إني ما بتحمل شوفك مع غيري بس بما إنه هاد مهم يبقي مشان الكل الافضل إني سافر ماتخاف ما راح روح للأبد أنا ما بتركك أنا بس رح روح فترة وبرجع
إلياس : لو مصممة يبقي هاجي معاكي والدنيا تولع مش هاممني غيرك
حست طمأنينة من كلامه ومشاعره الصادقة ناحيتها وحست بثقة اطمنت شوية وبصتله : هيك أفضل اتركنى كلها فترة بنتحملها وساعتها حياتنا حتكون هادية بلا أي دراما أو خوف من شي وقلبك بيكون صافي وهادي معي وننسي كل الماضي أوكي ؟
ابتسم إلياس وحضنها وقرر إنه يوصلها المطار وبعدها رفض يرجع البيت وشبه قضى اليومين برا البيت ولسه راجع
زينب بقي حاسس بالذنب لسبب إن حياتها مليانة بالجروح وأكيد سببها الاكبر أبوها إللي تقريبا ما سابش حد في حياته من غير ذكرى يتلعن بسببها
مش عارف يعمل إيه ؟ جوازه منها لعنة ليها لإنه أكيد مش خير طول ما هو مشاعره بتحركه ومش هيشوف فيها غير بنت الراجل إللي بيكرهه وعيشه أسوء الايام
بس إللي لازم يحصل هو الجواز أيوة هو لآبد منه
راح في النوم من غير ما يحس وصحي علي صوت تليفونه وكان صاحبه وكان متفق معاه يكلمه عشان ميعاد المأذون والترتيبات إللي هتحصل
قام بس كان مصدع جدا أخد حباية مسكنة ودخل أخد شاور واشيك وهو بيبص لنفسه بسخرية لإنه آكتر واحد فاهم وحافظ نفسه وعارف إيه أللى هيحصل
بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية عشق القاسي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *