روايات

رواية تراتيل الهوى الفصل الثامن عشر 18 بقلم ديانا ماريا

رواية تراتيل الهوى الفصل الثامن عشر 18 بقلم ديانا ماريا

رواية تراتيل الهوى البارت الثامن عشر

رواية تراتيل الهوى الجزء الثامن عشر

تراتيل الهوى
تراتيل الهوى

رواية تراتيل الهوى الحلقة الثامنة عشر

ساعد تاج سروة على النهوض ثم على الجلوس على السرير وقام بتغطيتها جيدًا، جلس أمامها وهو يمسك بيدها.
قال تاج بابتسامة: إيه رأيك أجيب لك تأكلي؟ أنتِ مأكلتيش حاجة من امبارح.
لم ترد عليه وهى تنظر أمامها بشرود فعلم تاج أن سروة عادت إلى التقوقع على ذاتها مرة أخرى فتنهد ثم تركها ونهض حتى يحضر لها بعض الطعام.
رن جرس الباب بعد أن طلب تاج طعام من الخارج لأنه لم يجد شيئًا يُمكن أن يُعد وقد نبهه هذا لضرورة التسوق لأغراض المنزل، فتح تاج ليجد الطبيب أمامه.
ابتسم له: أهلا بحضرتك يا دكتور.
ابتسم الطبيب وقال بوقار: أهلا بيك، مراتك عاملة إيه دلوقتي؟
اختفت ابتسامة تاج وتنهد: المفروض بقت أحسن وفاقت بس مش عارف يا دكتور.
أومأ الطبيب برأسه: أنا جيت على أشوفها وأشوف وضعها دلوقتي عامل إزاي.
انتبه تاج أنه لم يدعو الطبيب للدخول وكان يتكلمان عند الباب فقال باعتذار: صحيح اتفضل أنا آسف سيبت حضرتك تقف عند الباب.
دلف الطبيب وهو يضحك بخفة: يا رجل مفيش داعي تعتذر يعني مسيبتش رئيس الوزراء على الباب.
ضحك تاج ثم أشار له باتجاه غرفة سروة فتقدم يتبعه الطبيب، فتح الباب ووجد سروة مازالت بحالتها، تنظر أمامها بشرود.
نظر تاج للطبيب الذي طمأنه وهو يضع يده على كتفه وتقدم حتى جلس على كرسي أمام سرير سروة.
قال الطبيب بهدوء: ازيك يا مدام سروة عاملة إيه؟
التفتت له سروة ببطء وحدقت إليه بوجه خالي من المشاعر.
استدار الطبيب لتاج وقال بجدية: ممكن تسيبنا خمس دقائق لو سمحت؟
تردد تاج في البداية ولكن تحت نظرات الطبيب هز رأسه وخرج من الغرفة، كان في الخارج يفكر في سروة وكيف يمكن أن تتخطى وضعها الصعب، يأمل بأن ينجح في
الطبيب في أن يخرجها من حالتها الغريبة تلك حتى تتمكن من التفاعل مع العالم مجددًا وتبدأ في تخطي أزمتها الصعبة.
زفر بضيق من الانتظار وهو يرغب في أن يعلم ما يحدث في الداخل ولكن عليه الانتظار بسبب أمر الطبيب، حين خرج الطبيب من الغرفة أسرع تاج إليه بلهفة: ها يا دكتور؟ وضعها إيه؟
تنهد الطبيب مفكرًا وهو ينظر للأرض لثانية حتى رفع بصره مرة أخرى لتاج وقال بجدية: مخبيش عليك الوضع مش مطمئن واضح أنها حاليا بتعاني من تبعات الصدمة اللي حصلت لها.
قال تاج بقلق: طب إيه الحل يا دكتور علشان نقدر نخرجها من الصدمة دي؟
رد الطبيب بنبرة عَملية: لازم أول وأهم حاجة دعم نفسي ومعنوي، واضح لسبب ما أنها حاسة بعكس كدة تمامًا اه العلاج النفسي هيبقى له دور مهم ولكن بدون داعم ليها هيبقى مجهود طاير في الهوا، الإنسان في الأوضاع اللي زي دي بيبقى محتاج جنبه الأشخاص اللي بيحبوه يكونوا جنبه ويعرف أنهم هيبقوا دايما معاه.
ثم تابع بتحذير: وبأكد عليك تاني ممكن تصرفاتها تبقى غير متوقعة علشان كدة لازم تكون حذر وكمان تتغاضى عن بعض الأمور زي مثلا لو صوتت في وشك فجأة ياسيدي.
قال الجُملة بنبرة مرح مفاجئة حتى يخفف من توتر الموقف فنظر له تاج بدهشة قبل أن يضحك وهو يشكره بامتنان فأجابه الطبيب بتواضع وأخبره أنه سيعود لفحصها مجددًا في الغد وسيتم الأمر بشكل دوري حتى يتابع حالتها قبل أن يغادر، وكان الطعام الذي طلبه تاج قد وصل في نفس اللحظة فأخذه تاج حتى يأكل مع سروة.
جلس أمامها وهو يقول بابتسامة: حاولت أعملك حاجة نأكلها ملقتش فطلبت أكل من برة، جيبت لك الأكل اللي أنتِ بتحبيه يارب أكون فاكر صح ومش غلطان، مش أنتِ بتحبي الكباب؟
لم ترد سروة وهى تحدق أمامه فتنهد وكشف الغطاء عن الطعام، أخذ تاج قطعة من الطعام وقربها من فم سروة التي لم تستجب ولم تفتح فمها لتناول الطعام.
قال تاج برقة: علشان خاطري يا سروة كلي حاجة، طب بلاش خاطري أنا علشان شكلك لسة زعلانة مني
بالله عليكِ كلي، يلا بقى إيدي وجعتني.
فتحت سروة فمها المُرتعش ببطء وهى تتناول ما في يد تاج والدموع تتجمع في عينيها، أسرع في مناولتها لُقمة تلو الأخرى وسروة تأكل الطعام الممتزج بدموعها المنهمرة على وجهها وتاج يطعمها بيد ويمسح دموعها باليد الأخرى حتى لم تعد تحتمل سروة أجهشت بالبكاء وهى تبعد يده التي يمدها لها بالطعام، أبعد تاج الطعام وجلس بجانبها وهو يضمها لصدره حتى تهدأ.
صار ذلك الوضع طبيعيًا في المنزل اليومين المتتاليين، تبقى سروة صامتة وتاج يحاول إخراجها من صمتها بدون فائدة حتى تبدأ في البكاء فجأة فيسرع تاج لتهدئتها حتى تنام، احتار تاج ماذا يمكن أن يفعل معها لتتحسن حالتها قليلًا، كانت والدته تتصل به ولكنه لم يخبرها شيء عن وضع سروة وقرر إخبارها الحقيقة كاملة حين يتقابلان وجه لوجه فعلى الجميع الآن معرفة الحقيقة.
فكر تاج بأن يذهب بسروة حتى ترى والدها، يمكن أن يكون ذلك عاملًا مهمًا في سبيل شفاؤها، يعلم أن ذلك أكثر ما يجرح سروة، ظن والدها بها وابتعاده عنها وحين يعلم والدها الحقيقة وتتبدل الصورة السيئة من ذهنه سيتقربان من بعضهما مرة أخرى ويصبح شفاء سروة أمرًا أسهل.
ولج للغرفة ووجدها كما الحال دائمًا فقال برفق: سروة عايزك تقومي تلبسي علشان نروح مشوار مهم.
لم تتحرك فقال بمرح وهو يخرج من الغرفة: خمس دقائق لو لقيتك ملبستيش هلبسك بنفسي أنتِ حرة.
عاد بعد مرور ربع ساعة طرق الباب قبل أن يستأذن بالدخول ثم دخل ووجدها قد ارتدت ملابسها، ابتسم وساعدها على الهبوط لأن صحتها مازالت ضعيفة ثم ركوب السيارة.
حين وصلت السيارة لمنطقة قريبة لبيتها وعلمت سروة أين ياخذها تاج، نظرت له بخوف ورفض وهى تهز رأسها.
ابتسم تاج وأمسك بيدها يقول مطمئنًا: متخافيش أنا عارف بعمل إيه كويس صدقيني كل حاجة هتبقى بخير.
كانت تنظر له بعدم يقين، ساعدها على الصعود لفوق، حين فتحت عمتها الباب نظرت لهم بفرح ممزوج بالدهشة.
عانقت سروة بسرعة: يا حبيبتي! وحشتيني أوي أوي.
حين لم تبادلها العناق أو ترد عليها ابتعدت عمتها باستغراب: مالك يا حبيبتي؟
أشار لها تاج بعينيه ففهمت سميحة بأن تاج سيشرح لها لاحقًا وابتعدت.
قال تاج بتساؤل: فين خالي ياماما؟
أجابت سميحة وعينيها على سروة الساكنة: جوا بيريح شوية في أوضته.
أومأ تاج برأسه: تمام.
ثم أمسك بسروة وساعدها على التقدم وتقدمت سروة معه رغم أنها تشعر بثُقل في قدميها يمنعها من التقدم.
أسرعت سميحة أمامهم وفتحت الباب ثم قال لنصير الذي يجلس على السرير بفرح: شوف مين جه يزورنا يا نصير.
اعتدل نصير في جلسته حين دلفت سروة مع تاج وقال بحدة وملامح وجهه للعصبية: إيه اللي جاب دي هنا؟ مين قالها تيجي أنا مش عايز أشوفها!
انتفض جسد سروة بين ذراعي تاج وانكمشت على ذاتها.
قال تاج بروية حتى لا ينفعل: خالي استهدى بالله واسمع…
قاطعه نصير بانفعال وهو يشير لسروة باشمئزاز: أسمع إيه! أنت جايب لي دي هنا ليه تاني؟ أنا ماصدقت خلصت منها ومن فضيحتها! أنا خلاص من ساعة ما خرجت اعتبرتها ماتت.
صُدم الجميع من كلام نصير، بكت سروة ودموعها تنهمر بحرقة وهى ترتجف بين ذراعي تاج.
قال تاج بصدمة: خالي!
هتفت به سميحة بلوعة: نصير! أنت بتقول إيه دي بنتك.
أجاب نصير وهو يشيح ببصره عنها: مبقتش بنتي من يوم عملتها ومن يوم ما كسرتني ووطت رأسي مبقتش بنتي.
ترك تاج سروة وتقدم ليقف أمام خاله قائلًا بغضب شديد: أنت إزاي يا خالي تقول كدة؟ تعرف إيه علشان تقول كدة؟ ها؟ تعرف إيه؟ تعرف سروة ضحت أد إيه علشان تخبي عنك وعننا كلنا الحقيقة؟ تعرف إزاي اتحملت هموم تفوق الاحتمال علشان بس خايفة عليك وعلى صحتك؟ خبت عليك وعلينا كلنا حقيقة اللي حصل وفضلت هى تعاني لوحدها كل ده حتى من كلامنا ليها اللي زي السم!
كان نصير يحدق به بذهول من انفجار تاج به فتابع بحدة: سروة اتحملت كل حاجة لوحدها الفترة اللي فاتت كلنا كنا فاكرين أنها غلطانة ووحشة حتى انا مرحمتهاش من نظراتي وكلامي لأني كنت مفكر زيكم بس الحقيقة المرة أنها مش كدة، سروة مغلطتش سروة اغتُصبت!
شهقت سميحة بصوت عالي وهى تضع يدها على فمها أما نصير فاتسعت عينيه بشدة وهو ينظر لتاج الذي بادله التحديق وقال بصوت محتد وعينيه تلمع بالغضب: أيوا واحد حيوان ميسواش اغتصبها وهددها وهى خبت علشان خايفة عليك يا خالي، خايفة عليك من صدمتك واتحملت المعاناة والتهديد وكل حاجة لوحدها علشان خاطرك ودلوقتي جاي تجرحها بأقسى كلام في الدنيا!
أشار تاج ورائه وهو يكمل ويلتفت: تجرحها وهى أصلا مجرو….. انقطع حديثه حين لم يجد سروة مكانها.
تقدم للأمام وهو ينادي عليها بخوف ثم لاحظ أن باب الشقة مفتوح، ركض تاج خارجًا ليبحث عن سروة وهو ينادي بصوت عالي، تاركهم خلفه مستغرقين في صدمتهم العميقة!

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية تراتيل الهوى)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *