روايات

رواية الشادر الفصل الخامس 5 بقلم ملك ابراهيم

رواية الشادر الفصل الخامس 5 بقلم ملك ابراهيم

رواية الشادر البارت الخامس

رواية الشادر الجزء الخامس

الشادر
الشادر

رواية الشادر الحلقة الخامسة

– بصي يا جميلة يا بنتي، انا معنديش في حياتي أغلى منك انتي واختك، انتوا الحاجه الوحيدة اللي خرجت بيها من الدنيا، انا لما سبق ووافقت على طلب حمزة لما جه يتقدملك مكنش خوف منه بالعكس، انا عمري ما خوفت منه لاني عارف معدنه كويس، وابوه الله يرحمه زي ما انتي عارفه كان صاحب عمري
اتصدمت جميلة لما عرفت ان موافقة والده على حمزة مكنش خوف منه وانتظرت تعرف ايه السبب الحقيقي لموافقة والدها.
اتكلم والدها مرة تانيه واضاف:
– وبالنسبة للطريق اللي حمزة مشي فيه ده بعد موت ابوه انا حاولت كتير امنعه، بس حمزة طول عمره عنيد وصوته من دماغه، لما انا وافقت عليه كان عندي امل انه يتغير عشانك لاني عارف انه بيحبك بجد وعارف كمان ان انتي بتحبيه من وانتوا صغيرين، لما انتي طلعتي ورفضتيه انا قولت يمكن رفضك ليه ده يكون دافع له عشان يتغير، بس النهاردة للأسف انا اتأكدت ان حمزة مستحيل هيتغير، حمزة اختار الطريق الاسهل وربنا يهديه، مفيش في ايدينا حاجه تانيه نقولها غير كده
هزت جميله راسها بالايجاب وهي بتحاول بصعوبة كبيرة تتحكم في دموعها وتحبسها جوه عينيها على قد ما تقدر، كمل والدها كلامه وقالها:
– انا عرفت انه هيتجوز بنت الاسطي خيري الحلاق، ربنا يوفقه ويصلح له حاله، المفروض دلوقتي نشوف احنا حالنا بقى، لازم انتي تغيري افكارك وانا كمان اغير نظرتي لموضوعكم ونتعامل مع الامر الواقع بعقل
بصت جميله لوالدها بستغراب، هز والدها راسه بالايجاب وكمل كلامه بتوضيح:
– أيوه يا جميلة انتي لازم تغيري افكارك وتشوفي حمزة بعين تانيه، عين مفيهاش نظرة حب زي الاول، حمزة اتغير وانتي كمان لازم تتغيري
بصت جميلة لوالدها والدموع بتلمع في عينيها، ربت والدها علي كتفها وقالها:
– شيليه من افكارك يا جميلة، كل شئ قسمة ونصيب يا بنتي، ربنا يهديه ويوفقه مع اللي اختارها وبكره ربنا يرزقك بابن الحلال اللي يسعدك
مقدرتش تتحكم في دموعها اكتر من كده، دموعها الخاينه نزلت غصب عنها، دموعها وجعت قلب والدها عليها، خدها في حضنه وقالها:
– لا يا جميلة، مش انتي اللي تعيطي يا بنتي، انتي طول عمرك قويه، اوعي تسمحي لأي حد انه يضعفك
هزت جميلة راسها بالايجاب وهي جوه حضن والدها، حضن والدها ودعمه ليها في اللحظة دي كان فعلا بيقويها، قدر يحتضنها ويحس بوجعها ويشجعها انها تتخطئ حزنها ووجعها، سهل عليها كلام كتير كان نفسها تقوله ووضحلها حقيقة الوضوع اللي هي فيه وايه الصح اللي لازم تعمله، حط قدامها القرار اللي لازم تاخده وساب لها هي حرية اتخاذ القرار. شكرت والدها وجففت دموعها، حاولت ترسم ابتسامة علي شفايفها ووعدته انها هتكون قويه وهتقدر تتخطى حزنها وتعيد أفكارها من جديد، والدها كان واثق فيها ومتأكد ان بنته قويه وهتكون قدها، مكنش خايف عليها ابدا، بس كان عايز يطمن عليها ويتأكد انها هتقدر تقف على رجليها وتكمل طريقها وحياتها.
*****
بعد يومين.
راحت ثريا مع والدتها بيت الاسطي خيري عشان ياخدوا العروسة واهلها يختاروا شبكتها.
ثريا مكانتش طايقه نفسها وحاسه انها كده بتخون صديقة عمرها، كانت بتبص للعروسة “أمنيه” اللي من نفس عمر ثريا تقريبا بس امنيه خدت شهادة دبلوم تجارة وقعدت في البيت تستنى النصيب وابن الحلال.
كانت امنيه قاعده وهي هتموت من الفرحه، مش مصدقه انها هتتجوز حمزة البرنس اللي كل بنات المنطقه بيتمنوا بس نظرة منه، هي وكل البنات كانوا بيحسدوا جميلة عليه وعلى حبه الكبير لها وتمسكه بيها، حست امنيه بالغرور بعد ما البرنس ساب جميله اللي كانت شاغله قلبه من سنين وجالها هي، طلبها من ابوها للجواز والنهارده باعت والدته واخته عشان يجبولها الشبكه، كان نفسها يجي معاها وهي بتختار شبكتها، بس والدها فهمها ان البرنس قال انها تختار الشبكه برحتها واللي تكفيها بس هو مش هيكون موجود “لان دي حاجات ستات”.
وقفت ثريا تبصلها من فوق لتحت، مش مصدقه ان اخوها هيتجوز دي بدل جميلة، نغزتها والدتها واتكلمت معاها من تحت سنانها:
– افردي وشك يا ثريا في وش عروسة اخوكي وأهلها
بصت ثريا لوالدتها بحزن وبصت للعروسة، خرجت والدة العروسة وقالتلهم انهم جاهزين عشان يروحوا يختاروا الشبكة.
خرجوا كلهم من بيت العروسة واهل العروسة الستات كلهم كانوا موجودين، كانوا ماشين وعاملين هيصه كبيرة اوي في المنطقه، اغاني وزغاريد ورقص في الشارع، ثريا كانت ماشيه جنب والدتها وهي بتبصلهم بغضب.
في الوقت ده كانت جميلة هي واختها تسنيم في مكتبة عم مهران بيجيبوا حاجات من المكتبه، سمعوا صوت الاغاني والزغاريد، طلعوا قدام المكتبة يتفرجوا على اللي بيحصل، كانوا فاكرين ان ده فرح تبع حد من اهالي المنطقه، لكنهم اتفاجئوا لما لقوا ثريا ووالداتها معاهم.
بصت جميلة للعروسة باهتمام، كانت لابسه فستان احمر بحملات على بدي كارينا ابيض بكم وكانت لفه الطرحه على شعرها للخلف، كانت حاطه ميكب كتير جدا واللون الاحمر فاقع فوق شفايفها وخدودها.
تسنيم ضحكت اول لما شافتها بشكلها الغريب واللي المفروض انه بيدل على اناقتها وسعادتها الكبيرة، جميلة كانت بتبصلها وبتقول بينها وبين نفسها “لازم تكوني سعيدة، خدتي اللي انا عشت طول عمري اتمناه، خدتي اللي كنت فاكره انه اتخلق ليا وانا اتخلقت ليه”.
وقفت ثريا مكانها بصدمة لما شافت جميلة واقفه قدام المكتبة وبتبص للعروسة بشرود، ثريا قربت من جميلة ووقفت قدامها، بصت في عينيها وقالت لها بحزن:
– انا اسفه
استغربت جميلة ورسمت ابتسامة هادية على شفايفها بسرعه وقالت لها:
– اسفه على ايه يا مجنونه انتي، ربنا يتمم لهم بخير وعقبالك
تنسيم كانت بتبص لـ ثريا بغيظ، كانت زعلانه من اللي اتسبب فيه اخوها لما سوء سمعة جميلة بعد ما كان بيعلن للمنطقه كلها انها تخصه وفجأة راح يتجوز غيرها، كانت عايزة تضايق ثريا وتثبت لها ان جميلة يتمناها الف واحد احسن من اخواها.
شافهم بدر وهما واقفين قدام مكتبة والده، قرب منهم عشان يطمن على ثريا.
وقفت تسنيم وهي حاطه ايديها في خصرها وقالت لـ ثريا بكل برود:
– عقبالك انتي كمان يا ثريا، اهو اخوكي هيتجوز وجميلة اختي كمان جالها عريس وهتتجوز قريب ان شاءالله
سمع بدر كلام تسنيم لما قرب منهم، استغرب جدا وسأل نفسه “مين ده اللي امه داعيه عليه وهيفكر يتجوز حبيبت البرنس”.
استغربت ثريا من كلام تسنيم وبصت لـ جميلة بفضول.
جميلة كانت فاهمه اختها ليه قالت كده وكانت عارفه انها متغاظه وزعلانه بعد اللي حصل.
قرب منهم بدر ووقف يتكلم معاهم بهدوء:
– واقفين ليه كده؟!
اتوترت ثريا لما شافته، تجاهلته واتكلمت مع جميلة:
– انا هروح انا يا جميلة ونبقى نتكلم بكره في الجامعه ان شاء الله
هزت جميلة راسها بالايجاب، مشت ثريا عشان تلحق بوالدتها وعروسة اخوها في محل الدهب، تابعها بدر باهتمام، دخلت تسنيم المكتبة عشان تاخد باقي الحاجات اللي محتاجاها، وقف بدر قدام جميلة وسألها:
– ايه اللي حصل يا جميلة، ليه البرنس هيتجوز واحده تانيه وانا عارف ومتأكد ان عمره ما حب غيرك
بصتله جميلة ورسمت ابتسامة هادية وحاولت تظهر البرود على ملامحها وقالت:
– مفيش حاجه حصلت يا بدر، كل الحكاية ان احنا فجأة كبرنا وبقينا نقدر نفرق بين الصح والغلط وآن الاوان ان كل واحد فينا يشوف الصالح له ويعمله
خرجت تسنيم من المكتبة وقالت لـ جميلة:
– خلاص يا جميلة انا جبت كل الحاجات اللي هحتاجها
هزت جميلة راسها بالايجاب واتحركت من قدام بدر ومشت مع اختها، وقف بدر يبصلها بستغراب، مفهمش منها حاجه! ، وبرضه لما سأل حمزة مفهمش منه حاجه، بص للمكتبة ودخل عند والده وقعد قدامه وخد نفس عميق بحيرة.
بصـ له والده من اسفل نضارته النظر وسأله:
– مالك، شكلك مهموم ليه؟!
اتكلم بدر بحزن:
– زعلان على حال جميلة وحمزة، انا مش عارف ليه يحصل كل ده بعد الحب اللي كان بينهم
ابتسم والده بهدوء وقاله:
– يمكن مفيش نصيب بينهم
بص بدر لوالده باهتمام وقاله:
– بس دول كانوا بيحبوا بعض اوي
ضحك والده ضحكة رجل عجوز. السنين علمت على قلبه قبل ما تعلم على ملامحه، اتنهد بعمق وقاله:
– ياااه يا بدر.. ياما يابني كتير حبوا بعض اكتر من حب حمزة وجميلة والقسمة والنصيب فرقوهم
بهتت ملامح بدر بخوف، خاف على حبه لـ ثريا، الوحيدة اللي بيتمناها من الدنيا، لاحظ والده قلقه وقاله:
– سيبها لله يا بدر، اتقي الله يا بني وتوكل على الله واللي فيه الخير ربنا يقدمه
قعد بدر يبص قدامه بحزن، خاف يحصل معاه اللي حصل مع حمزة وجميلة، وفجأة يتفرق عن ثريا وتطلع مش من نصيبه، مجرد التفكير ان ده ممكن يحصل وجع قلبه.
تابعه والده بحزن، نفسه يبطل عناد ويرجع عن الطريق اللي هو ماشي فيه، دعاله من قلبه ربنا يهديه ويرزقه الزوجه الصالحه.
*****
بداخل شادر الخشب بتاع فؤاد المنصوري.
قعد فؤاد على مكتبه وهو بيشرب الشيشه بتاعه.
دخل حمزة البرنس الشادر وهو بيتأمل المكان بتركيز وعيونه تشبه عيون الصقر، رحب به واحد من رجال فؤاد ووصله عند فؤاد وهو قاعد على مكتبه وبيشرب الشيشه.
قعد البرنس قدامه واتكلم بثقة:
– بلغوني انك عايزني في شغل
فؤاد بصله باهتمام، خد نفس عميق من الشيشه بتاعه وخرجه في الهوا، اتكلم معاه بهدوء:
– وبلغوني اني هلاقي عندك اللي بدور عليه
بصله البرنس باهتمام وسأله:
– اللي هو ايه اللي بتدور عليه!
بصله فؤاد بتقيم ، بداية من طوله اللي فوق الـ190 سم وعضلات جسمه البارزة، وثقته وهو قاعد قدامه، نظرات عينيه الحاده.
خد فؤاد نفس عميق مرة تانيه من الشيشه وقاله:
– الحماية، والأمانه، والجدعنه
بصله البرنس باهتمام، كمل فؤاد كلامه وقاله:
– انا عايزك تبقى من رجالتي
ابستم البرنس بسخرية، اتبدلت ابتسامته في لحظه بغضب وقاله بقوة:
– انا راجل نفسي، انما لو عايز نشتغل نبقى نسميها نشتغل مع بعض، قولي عرضك وانا افكر فيه ويا اوافق، يا ارفض
بصله فؤاد بستغراب وقاله:
– ترفض!!
وقف البرنس وقاله ببرود:
– الظاهر ان الباشا فاضي وانا معنديش وقت
اتكلم فؤاد بسرعه وقاله:
– استنا
ساب الشيشه من ايديه وكمل كلامه:
– عجبتني
اتكلم البرنس باختصار:
– ياريت نلخص ونجيب من الاخر يا باشا، وكفايه اوي الوقت اللي ضاع
اتكلم معاه فؤاد بهدوء:
– طب اقعد عشان نتكلم
قعد البرنس وبصله بقوة، اتكلم فؤاد بهدوء:
– انا عندي الشادر الكبير ده وكام مصنع ومحلات بيع للأثاث ومحتاجين للحماية، اصل ولاد الحرام كل ما اجيب شوية خشب لزوم المصانع والورش اللي عندي يتهجموا عليهم ويحرقولي شقى العمر
اتكلم البرنس بثقة:
– وانت تعرف ولاد الحلال دول؟
اتكلم فؤاد بتأكيد:
– اعرفهم، بس لازم اعمل نفسي معرفهمش عشان في مصالح تانيه مشتركه، عشان كده عايز احمي حاجتي منهم والاهم عندي احمي الشادر ده ومحدش يقرب منه
هز البرنس راسه بتفهم وقاله:
– بس حسابنا هيكون نسبة على كل شحنة خشب تدخل الشادر ونحميها لحد ما توصل المصانع والورش
بصله فؤاد بستغراب وقاله:
– والنسبه هتكون كام؟!
رد البرنس بثقة:
– ٣٠٪
بصله فؤاد بصدمة وقاله:
– بس ده هيبقى كتير اوي!
اتكلم البرنس بتأكيد:
– بس مفيش حتة خشب هتتخدش وهضمنلك الأمان والحماية لكل ممتلكاتك
بصـ له فؤاد بتفكير، حسابها بينه وبين نفسه ولقى انه هو اللي هيكون كسبان، هز راسه بالايجاب وقاله:
– يبقى اتفقنا
هز البرنس راسها بالايجاب:
– اتفقنا
وقف البرنس عشان يمشي وقبل ما يتحرك اتكلم مع فؤاد وقاله:
– طب بمناسبة اتفاقنا ده، عايز اعزمك على فرح في المنطقة عندنا اخر الاسبوع ده
ابتسم فؤاد وقاله:
– ده يشرفني
رد البرنس بثقه:
– يبقى على بركة الله
هز فؤاد راسه بثقه وقاله:
– ربنا يتمم بخير
هز البرنس راسه وخرج من الشادر، قعد فؤاد يبص قدامه وهو بيفكر في الاتفاق اللي بينهم، قرب واحد من رجالة فؤاد وسأله بفضول:
– ايه الاخبار يا باشا؟، اتفقتوا
خد فؤاد نفس عميق من الشيشه وهو بيفكر بغموض وقاله:
– اتفقنا
سأله مرة تانيه بقلق:
– وعرف حاجة عن تجارتنا التانية اللي بنخفيها هنا في الشادر وسط الخشب؟
اتكلم فؤاد بتحذير:
– لا طبعا مش لازم يعرف أي حاجة عن تجارتنا التانية.. لو عرف هنروح في داهية.

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية الشادر)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *