روايات

رواية جاريتي 3 الفصل الأول 1 بقلم سارة مجدي

رواية جاريتي 3 الفصل الأول 1 بقلم سارة مجدي

رواية جاريتي 3 البارت الأول

رواية جاريتي 3 الجزء الأول

رواية جاريتي 3 الحلقة الأولى

كان يجلس داخل مكتبه فى القصر الكبير ذلك المكتب الذى كان ذات يوم لرجل من أشهر رجال الصناعه ” راجى الكاشف ” يراجع بعض الأوراق حين دلفت هى بعد أن طرقت الباب عدة طرقات وتأكدت أنه لن يقول شىء كعادته تحمل بين يديها كوب القهوة الذى أصبح يدمنه من يديها إبتسم وهو يقف على قدميه وتحرك من خلف المكتب وأخذ ما بيدها ووضعه على الطاولة الصغيرة وهو يقول

– هتبطلى إمتى تخبطى كل ما تبقى داخله عليا الأوضه أو المكتب.

لتبتسم بحب وهى تجلس على الكرسى أمام المكتب وقالت:

– طول عمرى. علشان دايماً أسمع منك كلامك الحلو.

ليضحك بصوت عالى وهو يجلس أمامها وقال:

– مش محتاجه تعملى كده علشان تسمعى كلامى الحلو. لأني عمري ما هبطل أقولك كلام حلو يا مهيره … لأنك أنتى كل معانى الكلام الحلو … وأساسا الكلام الحلو أتخلق علشانك.

لتبتسم وهى تقول بدلال:

– شفت بقا عايزنى إزاى أبطل حركاتى دى وأتحرم من الكلام الحلو ده.

ليسمعا صوت نحنحة رقيقة عند الباب لينظرا إلى مصدر الصوت فيجدا فجر تقف عند الباب. فتاة جميلة بجمال والدتها، تشبهها كثيرا فى الشكل وفى نفس طولها و لكن الإختلاف الوحيد بينها وبين والدتها هو قوة شخصيتها وثقتها القوية بنفسها.

أقتربت بهدوء وعلى وجهها إبتسامة كبيرة وقالت:

– يا سى بابا حرام عليك راعي السناجل إللى فى البيت كده كتير على مشاعرنا وأحاسيسنا.

لتضحك مهيره بخجل ويقف سفيان يضم أبنته الغاليه وهو يقول:

– طيب أعمل أيه بس يا بنتى بصي على أمك كده كل ما تكبر بتحلو وبصراحة أنا مش بقدر أقاوم الجمال ده كله.

لتخبىء مهيره وجهها بكفيها حين قالت فجر:

– الله عليك يا كبير … أنت المفروض تعمل محاضرات عن الحب … يا بختك يا ست ماما يا بختك.

ثم قبلت وجنة والدها وأنحت تقبل رأس أمها وغادرت وهى تقول بصوت عالٍ:

– أنا رايحة الكلية ….. أوعدنا يارب.

ليضحك سفيان بقوة وهو يقول:

– شايفه بنتك.

لتقف و رفعت يدها تلفها حول عنقه وقالت:

– بنت أبوها.

لينحنى يقبل تلك الشامة التى رغم كل تلك السنوات مازالت تفعل به الأفاعيل كلما وقعت عينيه عليها.

************************

كان يضع ثيابه فى الحقيبة فغدًا إجازته لقد أشتاق لوالديه وأخته وحبيبته ساكنة قلبه منذ صغرهم دلف راجح إلى الغرفة وهو يقول بمرح:

– أيوه يا عم أدم فرحان نازل بكره أجازة

لينظر إليه آدم بحاجب مرفوع وهو يقول بسخرية مرحة

– عارف أنك ميت من الغيظ بس هقول أيه ما أنت السبب مش كان زمانك نازل معايا وشفت الحجة

ليجلس راجح على السرير وهو يقول:

– والله يا أبنى القائد مستقصدنى أنا معملتش حاجه لكل ده.

ليجلس آدم على كرسى المكتب المجاور للسرير وقال بهدوء:

– لا يا راجح القائد مش مستقصدك ولا حاجه أنت إللى غلطان وأنت عارف كده كويس ومش معنى أنك مختلف مع أى حد فى الرأى أنك تتطاول عليه بالشكل ده.

أخفض راجح رأسه وقال:

– مش بعرف أرد عليك يا أخى دايما مقنع.

ليضحك آدم بصوت عالى وهو يقول:

– يا أبنى أنا مفيش منى أتنين …. و الصراحه أنا لو من القائد مش بس كنت كدرتك بإنك متنزلش أجازة. أنا كنت خليتك … ولا بلاش

ليضحك راجح بصوت عالى وهو يقول:

– عارفك مفترى الحمد لله أنك مش القائد.

وقبل أن يجيب آدم على كلام راجح كان هناك صوت قوى ينادى على الأخير الذى ركض إلى الخارج ترافقه ضحكات أدم الشامتة.

**************************

كانت تقف أمام خزانتها تبحث عن أجمل ثيابها فاليوم ستراه لقد أشتاقت إليه وبشدة. مر أكثر من أسبوعان واليوم موعوده … وهى تعلم جيدا أنه يأتى ليراها أولا.

وها هى تجلس تنتظره فى المكان المعتاد داخل الجامعة كالعاده تخلصت من رفيقتها حتى يجدها بمفردها ولكنه تأخر كثيرا ماذا تفعل الأن هل ترحل أم تنتظر لبعض الوقت و فى ذلك الحين أقترب منها أحد زملائها يسألها عن شىء ما فى نفس اللحظة التى دلف فيها أدم من بوابة الجامعة بزيه الرسمى يخطف أنظار الجميع وخاصه الفتيات اللاتى ينظرن إليه الأن بإعجاب شديد ولكن هو كان بعيد عن كل ذلك وعيناه ترصدان كل ما يحدث الأن كانت جورى تقف مع أحد الشباب يتحدثان فى شىء ما أقترب منها سريعاً ووقف أمامها لتنظر إليه بأبتسامة واسعة أختفت حين وجدت تقطيبة حاجبيه ونظرة الشر التى تطل من عينيه تجاه زميلها فقالت فى محاولة لتهدئته.

– حمد الله على السلامة يا آدم الأستاذ كان بس بيسألنى.

لم يدعها تكمل حين قال بعصبية:

– وعرف إللى كان بيسأل عليه ؟

ليشعر ذلك الشاب أن الواقف أمامه فى حالة غضب قوية ليقول سريعاً:

– اه عرفت … عن إذنكم.

وغادر سريعاً لينظر آدم إليها ليجدها تنظر إليه بتحدى وقالت:

– ممكن أفهم إيه اللى حصل ده ؟

ليصدر صوت أصطكاك أسنانه ببعضهم البعض لتضرب هى الأرض بقدمها وغادرت من أمامه ليسير خلفها بغضب أكبر ثم أمسكها من ذراعها وقال:

– انتِ كمان بتسبينى وتمشى يعنى غلط وبجاحة؟

لترفع أصبعها فى وجهه وهى تقول بتحدى:

– إحترم نفسك يا آدم أنا مش غلطانة ومش بجحة أنت إللى مريض بالغيرة

ليقترب بوجهه من وجهها وقال:

– أيوه أنا بغير عليكى ومن حقى على فكرة،ومش هقبل أى إعتراض منك على الغيره دى ولو مش عاجبك هكسرلك دماغك و أخلص.

كانت تستمع إليه بصدمة ولكن من داخلها تشعر بسعاده كبيرة … فالغيرة عنوان الحب.

وهو حقا يحبها وهى تعشقه ولكنها لن تقبل السيطرة بإسم الغيرة فضمت ذراعيها حول جسدها وقالت :

– الغيره عنوان الحب لكن إللى بيحصل ده أسمه تسلط,تجبر ,مرض وأنا مش هقبل بيه يا أبن خالى …. عن إذنك.

وتركته واقف فى مكانه مبهوت بكلماتها غير مصدق لما حدث.

***********************

كان يركض بالملعب وهو يفكر بها مر شهر ولم يراها يشتاقها بشدة. فهم لم يأتوا منذ التجمع الشهرى الماضى وباقى ثلاثة أيام على التجمع القادم ولا يعلم هل سيتحمل أكثر. أغمض عينيه ليصطدم بالعارضة، وتصدر عنه آهة ألم عالية ليقترب منه صديقه فريد سريعاً يطمئن عليه ليجد بعض الدماء تسيل من مقدمة رأسه لينادى بصوت عالى:

– دكتور بسرعة

وساعد محمد ليجلس أرضا وهو يقول:

– مالك يا ابنى النهارده مش مركز ليه ؟

نظر إليه محمد بتشتت وقال:

– مفيش تعبان بس شوية.

أقترب الطبيب من محمد وجثى بجانبه وقال بعد فحصه للجرح:

– جرح بسيط … بس أنت شكلك مرهق يا كابتن محمد روح أرتاح.

وحين أنتهى من وضع مطهر و لاصق طبى وقف وهو يقول:

– ألف سلامة عليك.

وغادر ليقف محمد وهو يقول لفريد:

– هروح أستأذن الكوتش وأروح أرتاح … سلام يا صاحبي.

وغادر الملعب بعد أن سمح له الكوتش بذلك بعد أن رأى جرح جبينه …. وها هو فى سيارته يفكر بها وماذا عليه أن يفعل حتى يطمئن عليها ويراها.

وأيضاً كان يفكر أن عليه أن يتحدث مع أخيه ووالدته ويذهب لخطبتها فهو يعشقها كما هى ويريدها زوجته.
************************

كانت تجلس بجانب أبنتيها اللتان تقومان بفرضهما المنزلى وفى نفس الوقت تقوم بمراجعة التصميمات الأخيرة لشركتها هى و زوجها.

فى نفس الوقت الذى كان يجلس صهيب يستمع لكلمات إبنه التى تذكره بنفسه وهو فى نفس سنه

أبتسم وهو يقول:

– يا أبنى أنت لسه صغير واحد زيك يفكر هيدخل كليه أيه مش يحب وعايز يتجوز.

ليرفع جواد حاجبه وهو يقول بطريقه موحيه:

– هذا الشبل من ذاك الأسد يا شيخ الشباب.

ليضحك صهيب بصوت عالى وهو يقول:

– أنت يا أبنى بتجيب الكلام ده منين وبعدين أمك قالتلى أن الأختين شبه بعض جدا ومحدش بيعرف يفرق بينهم أنت عارف تفرق بينهم إزاي.

ليقترب جواد من والده وقال هامسا:

– قلبى بيعرفها و بعدين ليل مميزه … مميزه جدا يا شيخ الشباب.

ليبتسم صهيب إبتسامة هادئة وقال:

– شوف يا جواد أنا مش هقدر أتدخل فى مشاعرك ولا هقدر أمنعها … لكن إللى المفروض تعمله دلوقتى أنك تركز فى دراستك علشان تدخل كليه محترمه وتبقى راجل يستحقها.

ليصمت جواد لعدة ثوانى ثم قبل رأس والده وقال:

– حاضر يا بابا بس توعدنى أنك تقف جمبى

ليرفع صهيب يديه يربت على كتف ولده وقال:

– أنا دايماً فى ظهرك.

إقتربت ورد من ياسمين وقالت بهمس:

– شكل جواد اعترف لبابا بحبه لليل.

لتبتسم ياسمين وهى تقول:

– أصلا أخوكى مفضوح دي لمى هى كمان واخده بالها وقالتلي أقوله يتقل شوية

لتقول ورد بهمس:

– واقع واقع .

لتقترب زهرة منهم وهى تقول بلوم مرح:

– عيب عليكم ده أخوكم الكبير … بس فعلاً هو واقع ومفضوح الصراحة.

لتضحك الفتاتان بصوت عالٍ غير قادرتين على كتمان تلك الضحكات حين قالت زهرة بلوم كاذب:

– ركزى يا بنت منك ليها فى الواجب وبلاش دلع.

ثم غمزت لهم مع إبتسامه ناعمه وهى تنظر إلى ولدها الذى يذكرها بوالده فى شبابه

*****************************

كان يقف داخل مكتبه بالفيلا الخاصة بهم ينظر من النافذة الكبيرة إلى مالكة قلبه وروحه جالسة على الأرجوحة وبين يديها إحدى الكتب المفضلة إليها كان يتابع كل حركة منها فهى إدمانه،ذنبه وتوبته عشقه وكل أحلامه. كان يتذكر كل ما حدث معهم طوال تلك السنوات فبعد أن اكتشفوا الحقيقة وبدأ جرحهم القديم يبرأ وزادت سعادتهم بخبر حمل ميما الثانى ولكن للقدر رأى أخر حين لم يكتمل ذلك الحمل لأسباب غير معروفة، ولم يحدث حمل مره أخرى مكتفين بصهيب إبنه الذى يفتخر به بشده شاب شديد الوسامه وأيضاً شديد الذكاء فى فترة قليلة أستطاع أن يرفع الشركة فى صفوف الشركات الكبرى فى السوق.

هو أيضاً ذو شخصية قوية وجذابة. ولكنه لم يراه يوماً لديه علاقات نسائية هو فقط يهتم بعمله وحين سأله دهش من الإجابة.
– البنات فقع يا بابا مفيش بنت كده تحسها سند ممكن تقف فى ظهرك وتدعمك لو وقعت كله بيفكر فى الميك أب والشعر واللبس وبس.

خرج من أفكاره على صوت هاتفه وأبتسم حين وجد أسم إبنه ينير الشاشه

أجابه قائلا:

– خير يارب مش بتتصل بيا وانت فى الشركه إلا لو فى مصيبة.

ليضحك صهيب بصوت عالٍ وهو يقول:

– كده برضوا يا بوص أنت عايز تطلع عليا سمعه ولا أيه.

ليبتسم جواد وهو يجلس خلف مكتبه وقال

– سمعتك زى الفل وأنا متأكد من ده … خيراً أى ريح طيبة.

ليقول صهيب بعملية شديدة.

– الصفقه تمت يا بوص… وهنبدأ من بكره الشغل.

ليبتسم جواد بفخر وقال:

– مشكتش للحظة فى أنك هتنجزها.

ليقول صهيب بهدوء:

– كلامك ده شرف يا كبير المهم مدام سعاد عايزة تتقاعد …. بتقول تعبت …. فأنا هعمل إعلان أطلب سكرتيرة جديدة ماشى.

لينظر جواد إلى النافذة من جديد وقال بمشاغبة

– أيوه علشان أمك تمنعنى أجى الشركة تانى.

ليضحك صهيب بصوت عالى وهو يقول:

– بتغير يا بوص ومن حقها الصراحة بس متقلقش أنا هظبطك.

أغلق الهاتف مع والده وطلب مدام سعاد التى حضرت فوراً وقال:

– تحت أمرك يا باشمهندس

ليقف صهيب وهو يقول بلوم:

– يا مدام سعاد حضرتك زى والدتى وقولتلك قبل كده بلاش الرسميات دى ما بينا كفاية قدام الموظفين والعملاء.

لتبتسم وهى تقول بحنان:

– والله يا أبنى أنت غالى عليا زى ولادى بس برضو أنت مديرى.

يجلس على الأريكة الجانبيه وهو يقول

– بقالى سنين بحاول أقنعك بأنك تلغى الرسميات دى ومقدرتش هقدر دلوقتى وأنتى خلاص قررتى تسيبنا

لتجلس على الكرسى الذى أمامه وقالت:

– أنا خلاص تعبت و مابقتش قادره على الشغل وما شاء الله الشغل بيكتر وبيكبر ومحتاج بقى حد كده شباب.

ليأخذ صهيب نفس عميق ثم قال:

– أكيد يهمنى راحتك …. بلغى الحسابات …. وأعمللنا إعلان فى الجرايد وعلى الموقع بتاعنا وأكتبى بقى المواصفات المطلوبة بس متركزيش على موضوع المظهر أو اللبس أنتى عارفة الحاجات دى مش بتفرق معايا.

هزت رأسها بنعم ووقفت لكى تغادر ليقول وهو يعود إلى خلف مكتبه:

– لو سمحتى أبعتيلى أستاذ حافظ من الحسابات.

– حاضر يا باشمهندس

ليهز رأسه بلا وهو يقول بمرح:

– سعد زغلول قالها … مفيش فايدة.

لتضحك سعاد بسعادة وغادرت وبعد عدة دقائق كان الأستاذ حافظ يقف أمام صهيب الذى أمره بتجهيز مكافئة مالية لمدام سعاد بجانب مستحقاتها و مكافئة نهاية الخدمة كهدية لها.
***********************

كانت بغرفتها ترتدى ملابسها إستعدادا للجولة اليوميةللبحث عن عمل.

ولكن مظهرها الذى يشبه الأولاد لا يجعلها تستطيع إيجاد عمل بسهوله فكل أصحاب العمل يريدون الفتاة الناعمة ذات الشعر الطويل و ألوان كثيرة ترسم ملامح وجههم ولكنها عكس ذلك تماما.

هى طويلة ورفيعة بشعر قصير لا تضع أى من مساحيق التجميل دائما ترتدى الچينز وقميص ولادي.

خرجت من غرفتها لتجد والدها يجلس على رأس طاولة الطعام يتناول إفطاره ووالدتها التى تمشى بصعوبة من أثر ضربه لها أمس ككل يوم تضع له كوب الشاى رفع نظره إليها وقال بأستفزاز.

– أهو إبنك خرج من أوضته أهو … رايح يدور على شغل على الله تنجح علشان أنا مش هصرف مليم واحد عليك

ظلت نور تنظر إليه بصمت ولكن بداخلها غضب كبير يتصاعد

هى تكرهه بشدة تتمنى قتله لم ترى منه يوما شىء جيد من يوم وعت على تلك الحياه وهى تراه يضرب أمها بشده ودائما ينعتها بأبشع الصفات.

ولم يعترف بها يوما أنها أبنته دائما يتحدث معها على أنها صبى خاصة بعد تلك الحادثة

أغلقت عينيها لا تريد أن تتذكر تلك الأيام تحركت نحو الباب دون أن تجيب على كلمة مما قال:

**********************

جالسة فى إحدى الجوانب الهادئة تتحدث فى الهاتف بعصبية بسب ضحك فجر الذى قالت:

– بجد آدم نزل أجازة ده وحشنى جدا.

لتقول چورى بعصبيه

– والله ده إللى فرق معاكى و مفيش أى إهتمام لأنى بقولك إننا أتخنقنا.

لتضحك فجر من جديد وهى تقول:

– وأيه الجديد هو أنتوا فى أجازه من أجازات آدم عدت من غير خناق أصلا هتلاقيه بيدور عليكى دلوقتى علشان يصالحك.

لتقول چورى بضيق:

– كان بيدور بس لما ملاقانيش مشى أنا كمان هروح و أهو كلها بكره ونتجمع كلنا.

أغلقت الهاتف وهى تقف على قدميها وكادت أن تتحرك لتصطدم بشىء ما رفعت عيونها لتجد آدم ينظر إليها بحب وأبتسامة مشاغبة وقال:

– أنا مريض بالغيرة ؟ هو علشان بخاف عليكى من عيون الرجاله ولا علشان بخاف حد يحبك وقلبه يتعلق بيكى أبقى مريض

أخفضت رأسها تنظر أرضا وقالت :

– أنت مش هتمنعنى عن التعامل مع الناس يا آدم وطالما بتثق فيا يبقى مينفعش كل ما حد يكلمنى تتخانق معايا أنا هالاحق على غيرتك من زمايلى ولا من دكتور محمود

ليزمجر بصوت عالى وهو يقول:

– ليه تفكرينى أكثر حاجة بكرهها فى التجمع الشهرى ده وجوده خصوصاً لما مش ببقى موجود

لترفع حاجبها وهى تنظر إليه بغيظ مخلوط بشر ليبتسم وهو يقول:

– المهم انتِ وحشتينى.

لتضحك بدلال وهى تقول

– وأنت كمان وحشتنى قوووى.

أخذ نفس عميق وهو ينظر إليها بسعاده وحب وشوق كبير ثم قال:

– ياللا علشان أوصلك وهاجى بليل علشان أسلم على عمتو وجوز عمتو و ولاد عمتو.

لتضحك چورى بسعادة وهى تقول:

– وعمتو هتستناك بليل.

******************************

كانت تقف بجانب والدتها فى المطبخ تبتسم بسعادة بسب صوت والدتها وهى تغنى إحدى الأغانى القديمة

(( قالوا الجمال سمارك أحتار السمر فيك والبيض قالوا النهار أجمل ما فيه عنيك حبيتك أخر الأمر وبحبك طول العمر … بحبك بأستمرار بحبك طول العمر يا أحلى ما فى البيض يا أجمل ما فى السمر ))

أقتربت فرح من أبنتها وقالت:

– عارفة الأغانى دى عالم تانى خالص بتخليكى كده فى دنيا تانيه مش زى أغانى اليومين دول إللى كلها رزع و خبط وماتبقيش فاهمه نص الكلام.

لتضحك زينة بدون صوت وأشارت لأمها أنها معها حق حين دلف زين وهو يقول:

– أحلى وردتين فى حياتى بيعملوا أيه؟

لتنظر زينة لوالدها بأبتسامة صغيرة ثم قبلت وجنته حين قالت فرح:

– أبدا كنا بنتناقش فى موضة الأغانى بتاعة اليومين دول.

ليضم زين أبنته وهو يقول:

– ربنا يرحمنا من الأغانى دى فعلاً حاجةسخيفة

لتضحك زينه من جديد لينظر والدها إليها بشك وهو يرفع حاجبه بأستفهام وقال:

– انتِ بتحبى الأغانى دى ؟

لتهز رأسها بلا وحركت أصابعها لتقول:

– اسر إللى بيحبها … وجدا كمان

ليلوى زين فمه بأمتعاض وقال

– أسر بحس أنه سواق توك توك مش هيبقى ظابط فى يوم من الأيام

لتضحك فرح بصوت عالى وهى تقول

– طالع هلس لأمه مش كده

ليضحك زين وهو يسحب أبنته لخارج المطبخ و هو يقول

– كويس أنك عارفه

كانت زينه تشعر بسعاده كبيره من داخلها عائلتها رائعه محبه ومتماسكة و جميعهم يحبوها بقوه ويشعروها بأهميتها وتميزها ولكن يبقى دائماً بداخلها إحساس كبير بالنقص والعجز

*************************

كانت تجلس بغرفتها تراجع بعض دروسها حين دلفت إليها توأمتها تقول بشىء من الغضب

– هو مش أنا طلبت منك تعمليلى البحث معاكى ليه معملتهوش

لتقف ليل تنظر إلى أختها بشىء من الضيق وقالت

– أولا المفروض تخبطى على الباب قبل ما تدخلى ثانيا بقى أعملك البحث ليه ما انتِ طول اليوم ماسكه الفون ومش بتذاكرى أنا أتعب و أذاكر وأنتِ تفضلى مرتاحه وتنجحى بمجهودى

لتقترب شمس من أختها وقالت بأستفزاز

– انتِ دودة كتب و ممله وزوقك فى اللبس وحش وأنا بساعدك فى ده وكمان ملكيش أصحاب وأنا بعرفك على أصحابى يبقى تعمليلى البحث وأنتى ساكته

تجمعت الدموع فى عيون ليل وقبل أن تجيب على كلمات أختها السخيفه أستمعا إلى صوت أيمن الذى يقف عند الباب وهو يقول

– شمس أعتذرى لأختك فوراً

نظرت شمس إلى والدها بخوف وقالت بصوت متلجلج

– أسفه يا ليل

ليقترب أيمن من أبنتيه وضم الأثنان إلى صدره وقال

– أنتوا أخوات وتوأم يعنى بتكملوا بعض وما ينفعش أبدا أنك تبتزى أختك يا شمس ولا تقوليلها الكلام إللى قولتيه من شويه ده

أبعدهم عن حضنه لينظر إليهم وقال

– كمان ما ينفعش أختك تعمل واجباتك المدرسيه ولا ينفع أنك تعيريها أن ملهاش صحاب غيرك

قبل جبين شمس ثم جبين ليل وقال

– أفتكروا أن ملكمش غير بعض أنتوا الأتنين المفروض تكونوا سند لبعض مش كارهين بعض

أبتسم فى وجه أبنتيه وربت على وجنيتهما وخرج من الغرفه ليخيم الصمت عليهم لعده ثوانى ثم أقتربت شمس من ليل وقبلت وجنتها وقالت

– سورى يا ليل أنا مكنتش أقصد

لتبتسم ليل بحب و قالت

– أنا عمرى ما أزعل منك انتِ نصى التانى

*******************************

دلفت إلى البيت لتجد أختها الصغير تفترش الأرض وحولها كتبها المدرسيه وأيضاً كتب التلوين لتبتسم وهى تقول لها بمشاغبه

– أفهم يعنى أنتى بتذاكرى ولا بترسمى

لترفع لمى رأسها تنظر إلى أختها الكبرى وقالت

– برسم على ما ماما تيجى تقعد معايا علشان أذاكر

لتجثوا چورى بجوار أختها وقالت بهمس

– وهى ماما فين ؟

لتقول لمى بهمس مشابه

– مع أواب فى أوضته

لتقطب چورى حاجبيها وقالت

– أيه إللى حصل يا رويتر

لتعتدل لمى فى جلستها وهى تقول

– نفس الموضوع أخوكى خايف يفاتح خالو فى موضوع فجر

لتنظر چورى إلى أختها بأندهاش وقالت

– انتِ يا بنتى عندك كام سنه

-عشر سنين

أجابتها لمى ببرائه لتقول چورى بأندهاش

– يعنى مش ستين … لنا الله من ده جيل

لتلوى لمى فمها وهى تقول

– أنا غلطانه أنى بقولك على إللى بيحصل مش هقولك حاجه تانى

لتبتسم چورى وهى تداعب شعرات أختها الطويله ثم أنحنت تقبل رأسها ووقفت على قدميها متوجه إلى غرفتها حتى ينتهى الإجتماع الطارئ بين والدتها وأخيها الأكبر

وكانت چودى تجلس أمام أواب من داخلها تشعر بنفاذ صبرها ولكنها تقدر مخاوفه ولكن أيضاً هى ترى بعينيها حب فجر الواضح فى عيونها و متأكده من عدم رفض أخيها أو مهيره للموضوع

أقتربت من أواب وجلست بجانبه وقالت بهدوء

– لأخر مره هقولك … فجر بتحبك وكلنا عارفين دموشايفين ده حتى ابوها و امها مفيش حد منهم عنده إعتراض عليك … أتشجع وأتكلم بدل ما تندم طول عمرك

كان يستمع إلى كلماتها وهو يوقن صدق كل كلمه ولكن ماذا يفعل فى ذلك الشعور أنه لا يليق بها

أخذ نفس عميق و اخفض راسه وهو يقول

– حاضر يا ماما … حاضر

وقفت على قدميها وأنحنت تقبل رأسه ثم غادرت الغرفه تاركه له المساحه فى التفكير وترتيب أفكاره ودلفت إلى المطبخ لتجد چورى تمارس هوايتها المفضله فى تذوق الطعام أبتسمت وقالت

– المشكله أنه مش بيبان عليكي كل الأكل ده

لتضحك چورى وهى تقول

– الله أكبر ما يحسد المال إلا أصحابه يا جوجو

وأقتربت تقبل وجنة أمها وقالت

– ابن أخوكى جاى بالليل

لتنظر چودى إلى أبنتها بجانب عينيها وقالت

– ابن أخويا يشرف وينور …. بس ده على أساس أنه مش خطيبك يعنى

لتخفض چورى رأسها أرضا وهى تقول بخجل مصطنع

– الله بقى يا ماما متكسفنيش

لتضحك چودى بصوت عالٍ وهى تقول

– ماشى مش هكسفك أصل أنتِ وش كسوف أوووى

وقبل أن تقول چورى أى شىء سمعت صوت والدها يقول

– سبحان الله … صدق المثل إللى قال أقلب القدره على فمها تطلع البت لأمها

لتضحك چورى بصوت عالٍ وهى تقول بتحسر مصطنع

– يا خسارتك يا دكتور حذيفه عشرتك لينا هاتضيع تعب سنين من مذاكره وسفر وتعامل مع الأجانب وبقيت تقول أمثال شعبيه

ليضم حذيفه أبنته بذراعه وهو يقول

– لا متقلقيش عليا خافى أنتِ بس على نفسك بدل ما أدم يطفش منك

لتلوى فمها كالأطفال وهى تقول

– ليه أنا حلوه و زى الفل هو يطول

لتضربها چودى على رأسها من الخلف وقالت

– لأ إزاى ده انتِ چورى حذيفه ربنا يصبرك يا أدم يا ابن مهيره

ليضحك الجميع بسعاده

****************^^***
وصل آدم الى القصر الكبير وترجل من السياره يركض الى الداخل استقبلته بسعادة كبيره لينحنى ويحملها من اسفل ذراعيها ودار بها وهو يقول
– وحشتينى يا مهيره وحشتينى اوووى
لتضحك وهى تضمه بقوه وقالت
– وانت كمان ياقلب مهيره وحشتنى قوووى يا حبيبى قوووى
ليقول سفيان من خلف مهيره بغضب مصطنع
– ايه يا ولد وحشتينى يا مهيره دى هو مفيش احترام خلاص لامك
ليبتعد أدم عن حضن والدته وهو يغمز لها وتقدم من والده الذى يقف على اول درجات السلم الداخلى ووقف امامه باعتدال والقى التحيه العسكريه وهو يقول
– انا اسف جدا يا قائد ومستعد للعقاب حضرتك
كانت مهيره تتابع ما يحدث بسعاده كبيره حين نزل سفيان درجات السلم الباقيه وضم ابنه وهو يقول
– حمد لله على سلامتك يا حبيبى
ثم ضرب وجنته بخفه وقال
– راعى انى بغير المره دى قولت بلساني المره الجايه
ثم كور قبضتيه ليبتعد آدم للخلف بخوف مصطنع ووقف خلف مهيره وهو يقول
– خلاص يا قائد انا اسف وبعدين انا مش قدك
لتضحك مهيره بصوت عالى وهى تقول
– مش هتكبروا ابدا … وبعدين يا سفيان انت بتغير من ابنك انا مش عارفه اعمل فيك ايه شويه اخويا وشويه ابنك انا خلاص كبرت وقريب هابقى جده
ليقترب سفيان منها وهو يقول
– ايوه انتِ ليا انا بس مش مسموح لحد غيرى يدلعك ويضمك ويحبك مهيره حبيبه سفيان بس
ليمسك آدم حقيبته و تحرك يصعد دراجات السلم وهو يقول
– يارب انا عايز اتجوز بقا … يارب انت عارف وشايف …. اوعدنا يارب ربنا يهديكى عليا يا چودى يا بنت عمتي
لتعلوا ضحكات سفيان ومهيره وهو يضمها بقوه وقال
– ولادك كبروا يا مهيره
لتقول بحب
– والحمد لله طلعوا شبهك
لينظر اليها بحب لم ينقص يوما او يقل او حتى يهتز وكانت هى تغرق بين غابات عينيه الخضراء التى اسرتها من اول لحظه نظرت اليها

يتبع..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية جاريتي 3)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *